أشعر بأني بلا هدف

منذ 2017-05-02

كل فترة أتحمس لفكرة معينة و لكن لا أكملها منها: 1.مكتب هندسي أنا وصديقي. 2.جاليري إكسسوارات ديكور من صنع يدي والتي بدأت فيها بصنع أشياء بالفعل لكني لم أكمل. 3.دراسة الانجليزية ولكني أجد صعوبة في الحفظ فأشعر بالإحباط ولا أكملها. 4.عمل شغل عن طريق الانترنت. 5.إعداد رسالة الماجستير.

السؤال:

أنا فتاة في 26 مهندسة معمارية، تخرجت من خمس سنوات بتقدير جيد و طبيعة دراستي في الكلية كانت مليئة بالمشاريع و الشغل العملي مما جعلني أشعر بعد الدراسة بالفراغ الشديد خصوصا أني جلست سنة بلا شغل،

و أصابتني حالة من الاكتئاب و الوسواس القهري التي تعالجت منها و تحسنت بالفعل، وعملت بعدها لمدة ثلاث سنوات في مكتب بمرتب غير مناسب لمهندسة لكني كنت لا أريد أن أسافر للعاصمة لأجد شغل أفضل رغم توفر فرص امامي لكني كنت لا أود أن أغضب ربي بسفر يومي مع علمي بحرمة سفر المرأة،

و لكني شعرت بالإحباط الشديد في هذا المكتب و شعرت أني لم أعد أستفيد أي شيء علمي أو مادي منه فتركته، و أنا كنت أحب مجال شغلي و كنت متميزة أثناء الكلية في مشاريعي بشهادة الكثير و لكني الآن لم أجد أي مجال لهذا الإبداع الذي أخشى أن أفقده بالتدريج،

و منذ سنتين قدمت و درست تمهيدي ماجستير لكني الآن لا أجد أي تحمس لإتمام رسالة الماجستير و أخاف أن أضيع فيها وقتي و لا تفيدني،

وكل فترة أتحمس لفكرة معينة و لكن لا أكملها منها:

1.مكتب هندسي أنا وصديقي.

2.جاليري إكسسوارات ديكور من صنع يدي والتي بدأت فيها بصنع أشياء بالفعل لكني لم أكمل.

3.دراسة الانجليزية ولكني أجد صعوبة في الحفظ فأشعر بالإحباط ولا أكملها.

4.عمل شغل عن طريق الانترنت.

5.إعداد رسالة الماجستير.

وأنا الآن مخطوبة وزواجي بعد عدة شهور إن شاء الله، ولكن أريد أن أشعر أن لي هدف واضح في حياتي لأني بجد أشعر بموهبتي بفضل الله، ولكني دائما أشعر أني فاشلة ولا أكمل شيء ولا أجد دافع يحمسني وأريد ان أكون ناجحة في حياتي ومتفوقة في مجالي لكن لا أعرف من أين أبدأ ودائما أخاف أن أزيد العبئ المادي على أهلي بمشاريعي فأنا ليس لي دخل خاص بي، أرجو أن تفيدوني بالنصيحة لأني أريد أن يكون لي هدف. وما هي الخطوات التي على اتباعها. وشكرا.

الإجابة:

 الحمد لله.. والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

وجود الهدف في حياة الإنسان يعني باختصار وجود قيمة حقيقية لوجوده هو.

فإنسان بلا هدف إنسان ضائع.

وكلما كان الهدف ساميا كان صاحبه كذلك.

والعيش بلا هدف عيش كئيب، وحياة هزيلة لا قيمة لتتابع الأيام فيها إلا مزيداً من الضياع والقلق والملل والتكرار.

وحرصك الكبير أختنا الكريمة على إيجاد هدف تستنفذين في نشاطك؛ وتترجمين فيه إبداعك دلالة على علو همتك وقوة إرادتك، وهذا واضح وجلي من الخيارات العدة التي دخلت أو حاولتي الدخول فيها.

 

وفيما يتعلق بحالتك أود أن ألفت انتباهك إلى قضية هامة ومؤثرة ألا وهي قضية زواجك الذي سيكون بعد بضعة أشهر.. فالزواج يعتبر مرحلة جديدة في حياة الزوجين عموماً والمرأة خصوصاً.

 

وهي مرحلة تستجد فيها أهداف جديدة تتناسب معها على النحو التالي:

بناء الحياة زوجية: فإسعاد الزوج هدف سامي: فالزوج هو رقم واحد في حياة الزوجة، والتفنن في إقامة علاقة زوجية سعيدة ورائعة يجب ان يعتبر الهدف رقم واحد في حياتك؛ وفي حال تعارض اي هدف آخر مع هذا الهدف وتأثيره عليه فيجب إلغاء ذلك الهدف الآخر أو محاولة التوفيق بشكل لا يؤثر عليه سلباً.

 

رعاية الأبناء:

عندما يتم زواجك بالخير، وتنجبين فلذات كبدك.. فستشعرين بأن ذلك الفراغ الذي كنت تشتكين منه لم يعد موجوداً في حياتك، فتربية الأبناء تستهلك وقت الأم الجادة، وهو هدف سام وكبير.

 

أما ما يتعلق بما ذكرتيه من بعض الأعمال المادية كا الإكسسوارات وغيرها فأرى أنها أعمال جيدة قبل الزواج لكونها تدر عليك دخلاً مادياً، وتملاء عليك وقتك، مع كونها مجالات يتجدد فيها عقل الإنسان وتخرج فيها إمكانياته، ولكن قيمة تلك الأعمال تنخفض بعد الزواج بسبب الانشغال بالأهم كما ذكرت لك في النقطة السابقة.

 

وأما فيما يتعلق بدراستك:

 فقرار إكمال مرحلة الماجستير أصبح قرارً مشتركا فيما بينكما، يتم بالتوافق والتنسيق.. ومرة أخرى أنصحك بأن لا تضحي بهدف كبير من أجل تحقيق هدف أصغر منه حجماً وأقل منه أهمية.

 

وأما فيما يتعلق بقولك إنك تشعرين بأنك فاشلة فهذا لا شك في أنه من وسوسة الشيطان لك من أجل تحبيطك وإحزانك، فليس في حياتك أي شيء يدل على الفشل، فأنت خريجة جامعية، في تخصص مميز، وتجيدين أعال عدة، كما أنك فتاة مخطوبة وسيتم زواجك قريباً.. فأين هذا الفشل الذي تتحدثين عنه؟!

 

وأخيراً.. أختنا الكريمة لا أرى في (مشكلتك) أي مشكلة.. بل هي مجرد تخوفات وتوقعات سيثبت لك المستقبل خطئها.. وأنا على تأكد تام من أن همتك وطموحك العالي سينعكس على حياتك الزوجية والعائلية مستقبلاً ليضمن المزيد من التألق والتوهج... بإذنه تعالى

وفقك الله في حياتك العملية والعلمية...

المستشار: أ. وليد الرفاعي

 

  • 6
  • 5
  • 44,202

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً