اقتربت طفلتي من عامها الأول..فكيف أضبط انفعالاتها!
الأعوام الأولى من حياة الطفل هي قاعدة التّنشئة الأولى التي ستقوم عليها سائر المراحل المقبلة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اقتربت ابنتي من عامها الأول، ولاحظت عليها الانفعال الزائد، فمثلاً: لو قام أحد بأخذ شيء من يدها تقوم بالصراخ والبكاء وضرب نفسها!.
كيف أعدل من انفعالاتها؟ وما هو العمر المناسب حتى تنام في سرير مستقل أو غرفة مستقلة؟.
أريد أي كتاب مفيد في التربية لأقرؤه، ولكم من المولى عظيم الجزاء.
الأم الغالية: حفظك الله وطفلتك وأقرّ بها الأعين.
نقدّر لك الحرص والاهتمام بالتّعرّف على أساليب التّربية وضبط الانفعالات لطفلتك خلال عامها الأول وما يليه، ونثني على ذلك الاهتمام لما في ذلك من تأثيرٍ إيجابي على تنمية قدرات طفلتك بشكلٍ عام، ورعاية تطوّرها خلال أشد المراحل تأثيرًا على البناء العقلي والنّفسي لها؛ فالأعوام الأولى من حياة طفلتك هي قاعدة التّنشئة الأولى التي ستقوم عليها سائر المراحل المقبلة.
وللإجابة على استفساراتك وإفادتك نوفّر لك التّفاصيل التّالية:
أولاً: نشرح لك مجموعة من خصائص النّمو الاجتماعي النّفسي لطفلتك مع بلوغ العتبة الأخيرة لعامها الأوّل للتّمكّن من معرفة دوافع سلوك طفلتك:
- تميل طفلتك إلى الاهتمام باللقاءات الاجتماعيّة ومتابعة التّرابط بين أفراد الأسرة والمجموعات من حوله، وترغب باستمرار التّواصل والأحاديث من حولها، وفي حال الشّعور بعدم توفّر تلك المثيرات المرغوبة لنفسها تشعر بالتّوتّر وترنو إلى إحداث الضّجيج والفوضى لتلبية حاجتها النّفسيّة لتلك الأصوات والتّواصل الإنساني.
- تزداد مخاوف طفلتك من الغرباء، ويزيد قلق الابتعاد عن الأم، أو البقاء وحيدة، وترغب بالتّواصل الجسدي من خلال الإمساك بيد الأم أو أحد الوالدين للشّعور بالسّكينة والطّمأنينة، وتبدي تعلقًا وحبًّا للبالغين المألوفين، وغالبًا ما تصبح الأم قاعدة الأمان التي تعبّر بها طفلتك عن ذاتها وانفعالاتها بحريّة دون تحفّظٍ أو حرج.
- تشعر بالرّغبة في القيام ببعض المسؤوليّات الاستقلاليّة، والتّعبير عن قدرتها على القيام ببعض المهام لوحدها مثل: تقليد الكبار بارتداء الملابس وخلعها، والميل للتّقليد التّلقائي للكثير من حركات الكبار المألوفين.
- تبدي استجابات حسيّة مناسبة وفوريّة للمثيرات من حولها، وتبدأ بتشكيل قاعدة المهارات الاجتماعيّة من خلال التّدريب وتهذيب الانفعالات غير المنظّمة من خلال التّفاعل مع العلاقات التّربويّة من حولها.
- يَسهل التّعامل مع ضبط الانفعالات وتهذيبها من خلال اللعب والتّدريب وضبط المثيرات التي تزيد من حدتها؛ لأنّ تلك الانفعالات جزء من الخصائص النّفسيّة للأطفال دون عمر 36 شهرًا.
ثانيًا: كيف يمكن الحد من انفعالات طفلتك والسّيطرة عليها:
- العمل على التّهيئة النّفسيّة لطفلتك ومنحها الفرصة الكافية قبل اتخاذ القرار بفرض التّعليمات والأوامر، كأنْ يتم سحب ما بيدها بعد توجيه النّظر إليها مع التّواصل الحسي المباشر للعينين "Eye contact"، والتحدّث إليها بأساليب وكلمات بسيطة، وتوفير فرصة لفت انتباهها نحو مثيرات محفّزة لتقديم الاستجابة المناسبة، وترك ما بين يديها بأمان دون التّعرّض لثورة الانفعال الموائمة لعمرها الحالي.
- اجعلي رفضك لتصرّفاتها الخاطئة مقرونة بالرّفق؛ ولا تقاومي انفعالاتها وغضبها بالقسوة والغضب، وساعديها على اكتساب مهارات ضبط الانفعالات من خلال الصّبر واللين في احتوائها.
- اغرسي في نفسها مفهوم تكرار المحاولات للوصول إلى تحقيق الأهداف لتصبح مع الوقت قادرة على التّحمل وكبت الانفعالات.
- اقتربي من مستوى طفلتك الذّهني وشجّعيها بالتّصفيق والثناء على أي سلوك جيد مع تمكينها من القيام ببعض الإنجازات اليسيرة الموائمة لعمرها، كأن تطعم نفسها، وتعيد الدّمى إلى صندوقها، وتنقل قطع بلاستيكيّة من مكان إلى آخر.
ثالثًا: بالنّسبة للعمر المناسب لنوم طفلتك في غرفة مستقلة في سريرها الخاص:
- يبدأ تدريب طفلتك على النّوم في حجرة مستقلة بعد إتمام العام الأول مباشرة، ولا بد من البدء بالتّهيئة النّفسيّة لذلك والتّدرج برفق حسب قدرات طفلتك النفسيّة، ويحتاج الأمر للتّحلّي بالهدوء والصّبر، واستخدام اللعب وقراءة القصص وتنظيم مكان النّوم بأساليب طفوليّة تروق لطفلتك؛ لإكسابها ارتباطًا عاطفيًا بالسّرير الخاص بها والأدوات والألعاب التّربويّة المحيطة به.
رابعًا: يتوفّر لدينا في موقع "مستشارك الخاص" بعض الإصدارات التّربويّة التي من شأنها توفير الفائدة لك في جانب تربية طفلتك ومنها: كتاب ألف باء... تربية، يتناول خصائص المراحل العمريّة واحتياجاتها بأساليب تناسب الأمهات والأسر.
أخيرًا: لا تستجيبي بشكل دائم لبكاء طفلتك الذي تستخدمه كحيلٍ دفاعيّة للضّغط عليك في الانصياع لرغباتها، وعليك حثّها دومًا على الهدوء والتّوقّف عن البكاء بلفت اتباهها لبدائل تنسيها إلحاحها وبكاءها.
نسأل الله السّداد والتّوفيق.