أحب امرأة متزوجة، فماذا أفعل؟!


منذ عام تعرَّفت إلى امرأةٍ في منتصف الثلاثينيات عبر (الفيس بوك)، وهي زوجة وأمٌّ لأربعة أولاد، وأنا خاطبٌ وعلى مشارف الزواج!
ومن يومٍ لآخر بَدَأَتْ خيوطُ عَلاقتنا تشتدُّ إلى حَدٍّ يصعب الاستغناءُ فيه عن بعضنا، فقد أحبَبْنا بعضَنا حُبًّا غير عادي! حيث يشعر كلُّ واحدٍ منا بأنه مُكمِّل للآخر!
وتطوَّر الأمر إلى أن أصبحَ كلٌّ منا يلقِّب الآخر بـ: "نفسي"، ويكاد لا يمرُّ علينا يومٌ إلا ونتكلَّم معًا، ويبوح كل واحدٍ منا لنفسه، وفي أغلب الأحيان يتجاوز ذلك منتصف الليل؛ حيث تكلِّمني من غرفة نومها، وهي بجانب زوجها، ودون علمه!
كما أنني أستعمل "الكاميرا" أحيانًا، دون أن تستعملَها هي، وهذا لم يجعلْني أشعر يومًا بنقصٍ من ناحيتها، أو نيَّةٍ في الفُحش - معاذ الله - بل على العكس تمامًا أحرص على صونِها، كما أني تمنَّيتُ أكثر مِن مرَّة لو كانتْ زوجتي؛ لعدَّة أسباب وخصال فيها.
أسألُكم بالله ماذا أفعل؟ وما هو جزاء صنيعي هذا؟
أفيدوني جزاكم الله خيرًا، وتقبَّلوا مني فائق الاحترام والتقدير.

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آلِه وصحبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فاسمحْ لي في البداية أن أتعجَّبَ مما ورد في رسالتِك، وأن أقول: عجيبٌ أمر النفس البشرية التي تستحلُّ ما ثَبَتَ تحريمُهُ بالضرورة العقلية، والفطرةِ الإلهية، بالتأويلات الفاسدة، وهي - أعني النفس البشرية - تعرف أن ... أكمل القراءة

سئمت الحياة بسبب والديَّ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مُشكلتي طويلةٌ ومُعقَّدةٌ، ولا أعرف مِن أين أبدأ! ولا كيف أرتِّب أحداثَها، سأتكلم بما يفيض به قلبي مِن مَرارةٍ، دون ترتيبٍ للآلام والضيق الذي في قلبي، فربما يكون الكلامُ مُشَتَّتًا.
أنا فتاةٌ تعديتُ العشرين، أُحِبُّ الالتِزامَ مِن صِغَري، مُحجَّبة الحجاب الكامل، وأُحِبُّ الهدوءَ والترتيب، والصوتَ المنخفِض، والكلامَ الطَّيِّبَ المليء بالرحمة، أكْرَه الإزعاجَ والمَشاكِل والشتائمَ، وأتألَّم كثيرًا حينما أسمع كلمةً سيئة، أكره القسوةَ والضربَ والإهانة، حَرَصتُ جدًّا على أن أُرضِي والديَّ؛ فلن يرضى الله إلا برضاهما، وكنتُ أقول في نفسي: سأبقى لهما، ولن أجعلَهما يحتاجانِ لأحدٍ، فَخِدْمتُهما حقٌّ عليَّ.
كنتُ أحبهما كثيرًا، ولا أطلب منهما شيئًا قط، ولو كنتُ محتاجة؛ حتى لا أتعبَهما، كنتُ أرى في والدي رحمةً عظيمة - لن أنكرَ هذا - وكنت أحبُّه كثيرًا أكثر من روحي، وأدعو الله أن يقبضني قبله؛ فلن أتحمَّل فراقه، فكم كان يترضَّى عليَّ! وكم كان يحبُّني، ويدعو لي! كم له من مواقف رحمة أبكتْني! كنت أحيانًا أكون صائمة، فلا يرضى أن أقدِّم له الماء، أو الشاي؛ حتى لا يتعبني! وإذا قدمت له، أرى الألم والشفقة في عينيه، كان طيبًا، حنونًا، ويقبِّلني كثيرًا، ويضمُّني في حضنِه كثيرًا، كان قلبُه يُفِيض بالرحمة، وكنتُ أدعو له كثيرًا، وكنت أحب أمي، وأشفق عليها لمرضها وتعبِها، كنتُ أكره فيها شتائمها إذا غضبتْ، ولكن كنتُ أتناسَى الشتائم؛ لأجْلِ الله تعالى ولأجْلِ أنها أمي، وأتحمَّل وقتَ غضبها، كنتُ أدعو لها أيضًا، وأتمنى عافيتها، كنتُ يدَها اليمنى في كل شيء؛ أعاونُها في كلِّ شيء، ولا أنام حتى أعطيها العلاج، وأدَلِّك لها أقدامَها، وأقدامَ أبي كذلك، كنتُ أستمتع بخدمتِهما كثيرًا، وأشعرُ أنَّ الله يحبُّني، فكانا لا يطلبان حاجتَهما إلا مني، وكنتُ سعيدة بهذا.
منذ ثلاثة أعوام تقريبًا تغير حال بيتنا بالكلية؛ أصبحوا يكرهونني، وأصبحتُ لا أحبهم وأكرههم، انقلب حال بيتنا كله دون سبب، رأيتُ كلَّ ألوان العذاب منهما في هذه السنواتِ الأخيرة؛ من سبٍّ وشتمٍ ودعواتٍ عليَّ وضربٍ مبرحٍ وتضييقٍ وحرمان من النفقة وكل شيء! لا أريد أن أذكرَ كل ما فعلوه بي؛ فهو يُدمِي القلب، أبي يضربني كثيرًا على رأسي، وأخي يُساعده بأمره، أكاد أَفقِد عقلي مِن كثرة وشدَّة الضرب! أمي تحرِّض عليَّ إخوتي ليضربوني، وأحيانًا يستمعون منها، وأحيانًا لا! وإذا سَمِعوا منها، فذلك يوم العذاب المرِّ، أبي يَضْرِبُني بغلٍّ وحِقْدٍ! كم أصبحتُ أكرهه، حتى في وقت الرضا أكرهه! فهو لا يَضرِبُني، بل يعذِّبني، ربما مَن هُم في السجون الأمريكية أحسنُ مني حالًا!
منعاني مِن المال، ومِن كلِّ ما أحتاج، ولا أجد المال؛ فأنا لا أعمل، ولم أُكمِل تعليمي، ولا أمتلك شيئًا، فمَن أين آتي بالمال؟! أدخلتُ في المشكلة أناسًا مِن أقاربي؛ لأن والديَّ أوصلاني لمرحلة الحاجة الماسَّة، ولا أجد ما يكفيني، لكن الأقارب لم يُفلِحُوا معهما!
فكَّرتُ في أخْذ المال منهما دون علمِهما، وحذَّرتهما من أن أتعلَّم هذه العادة السيئة؛ بسبب تقصيرهما، ولكنهما قالا: إن وجدتِ فخُذِي! هما واثقان أني لنْ آخذ المال، فليس منَّا مَن يمدُّ يدَه على شيء ليس له، وأنا فعلًا أخذتُ مرَّة من والدي، ومرة مِن والدتي، وأنوي أن آخذ مرة ثالثة؛ لأني محتاجة الآن! ولكني نادِمةٌ على أخْذي المال مِن والدتي دون علمِها؛ لأنها ليستْ مُكَلَّفة بالإنفاق عليَّ، ولكني لا أعرف مكان مال أبي؛ لأنه في المرة الأولى عَلِم أن المال نقص، فغيَّر مكان حفظِه للمال، وشكَّ فيَّ، ولكن ليس معه دليلٌ قطعي! وأنا واللهِ أنوي أن أردَّ لهما المال إذا يسَّر الله لي ورَزَقَني مِن ماله، ولا أريد منهما مالًا، ولكن الآن ليس أمامي حلٌّ غير الأخذ منهما؛ فديوني وحاجتي كثرتْ، وما زلتُ أعيش في عذابٍ؛ فمُشكلتي ليستْ في المال فقط، بل مشكلتي في أنهما يُضيقان عليَّ في كل شيء، لدرجة أني أُمنَع من استخدام أشياء كثيرة في المنزل في متناول الجميع ويقولان: اشتري أنتِ لكِ! بل حتى الطعام الذي آكله يريدانِ ثمنَه! ما هذا العذاب والظُّلْم؟! أصبحتُ أَسْتَحْيِي أن أمدَّ يدي على الأكل؛ لأنهما يتكلمان عليَّ، ويُراقبان أكلي؟! ليس بخلًا؛ لأن هذا لا يكون إلا معي فقط! أنا لا أُبالِغ واللهِ بل ما أُخفِيه أشدُّ مرارة مِن هذا، ولا أريد الإفصاح عن كلِّ أفعالهما معي.
أشعر بأن أمي تُعاملني كضرَّة لها، لا كأمٍّ حنون، وأبي جافٌّ جدًّا وصعبٌ، ولم تَعُدْ في قلبِه ذرَّة رحمةٍ أو حنان عليَّ، أما بقيَّة أخواتي وإخواني فلهم كل شيء، وهم يُصرِّحون بهذا، ويعلمون أنه يفرِّق بيننا! كل هذا لإيذائي وإذلالي.
يتكلَّمان عليَّ بكل ذمٍّ في أي مجلس يجلسان فيه، وإذا زارنا أيُّ أحدٍ، يتكلَّمان عليَّ وينتقصاني، وجُلُّ كلامِهما غيرُ صحيح، والله يَشهَدُ على قولي.
لا يَشْعُرانِ بأني ابنتهما بتاتًا، ولا يُشفقان عليَّ! أبي يَشتَهِي قتلي، ودائمًا أسمعُه يقول لأمي: سأقتلُها! في اليوم الذي أُضرَب فيه وأَبكِي، تفرح أمي ويسعد قلبها، وكأن أحدًا بشَّرها بخيرٍ، أنا لا أتكلَّم معهما، ولكن في كل وقت يفتعلانِ معي مشكلة، أكون أنا الخاسرة؛ لأني أُضرب وأُهان، ولست بقوتهما.
حالتي النفسية الآن سيئة جدًّا جدًّا، وأشعر باليأس والضعف، والإهانة والمذلَّة، وكل شيء في هذه الدنيا مُؤْلِم، كل يوم أشكو حالي لله، وأبكي بين يديه، ولا أشعر بقرب نحوه سبحانه وتعالى أشعر أنه لا يريدني! وأنه يَكرَهُني! وهذا ما يقتلني؛ كيف تكون الدنيا ومَن بها عليَّ؟ ورب الأرض كذلك عليَّ؟ إحساسي بكُره الله لي دمَّر حياتي، وأفقدني الأملَ في الفرَج أو الرحمة!
فكَّرتُ في الانتحار مرَّات كثيرة لا تُعد، وأحتفظ بسمٍّ قاتلٍ في ثوانٍ معدودة، ولكني سأدخلُ النارَ إن انتحرتُ، وأنا لا أريد أن أدخلَ النارَ، مصيبتي في ديني، وليستْ في دنياي، فلو كان البلاءُ دنيويًّا، لصبرتُ واحتسبتُ، ولكن مصيبتي أنَّ الله لا يرضى إلا برضاهما، وهذا الذي دمَّر حياتي وحطَّمني، وأفقدني السعادةَ والأمل وكل شيء؛ لأنني أعلم يقينًا أن الله لن يرضى عني، ولن يقبل مني شيئًا، ولن يوفِّقني، بل أنا لستُ موفَّقة في شيءٍ قط، حتى في أَتْفهِ الأمور أصبحتُ فاشلة فيها؛ لأنها تخلو من توفيق الله، يَئِستُ من أن تَشْمَلنِي رحمةُ ربي وحالي مع والدي هكذا!
لو أن الله يرضى بغير رضاهما، لاسترحتُ وتحملتُ كلَّ شيء، وعملتُ لربي، وما ضرَّني ظلمهم، ولا تعذيبهم، ولا حرمانهم.
أصبحتُ أردُّ عليهما بمِثْل ما يقولان لي، وأدعو عليهما وأشتمهما؛ فقد كَرِهتُهما مِن كلِّ قلبي، وأتمنَّى لو يخرجان مِن حياتي، أدعو عليهما في كل وقتٍ بأن أتخلَّص منهما؛ لأنهما دمَّرا حياتي مع ربي.
يشتماني بأفظعِ الألفاظ، بل تدعو عليَّ والدتي بدعوات سيئة؛ بما يسوِّد الوجه، وأنتم تعرفون ما أقصد، وهي تعلم شدةَ التزامي، وحبي لطاعة الله، فَلِمَ تدمِّر حياتي بدعواتها وكلامها السيئ؟!
تدعو عليَّ بأن أُحرَم الذريةَ، وهذا يَحرِق قلبي؛ فأنا عاطفية حنونة جدًّا، وعاطفة الأمومة عندي كبيرة، فكيف سيكون حالي لو حُرِمتُ؟! تُعيِّرني بأني عانس! فهل هذه أمٌّ؟! وقد تقدَّم إليَّ الكثيرون، ولكن ليس فيهم مَن أَرتَضِي دينَه وخُلُقَه، ولا أريد أن أَقبَل أي أحدٍ لأفرَّ مِن الظُّلم، وأعيش حياة تعيسة، فأملي في الخلاص مِن الظلم الذي أعيش فيه زوجٌ صالح حنون.
أمِّي قاسية، ولا أشعر معها بالأمان، أكرهُها بشدة؛ حرقتْ قلبي، ودمَّرتْ حياتي، وغيَّرتْ طَبْعِي، إذا مَرِضتُ لا يشعرانِ بي قط! بل أبقى أيامًا أتألَّم وأبكي، ولا أستطيع القيام مِن المرض، ولا يحرِّك هذا فيهما ساكنًا، بل أرى فرحةً في عيونهما، وكأن الله انتقم لهما مني! وإذا مرض أحدُ إخوتي فلا يبقى طبيب ولا مستشفى، إلا ويذهبانِ به إليه!
لا تقولوا لي: إنه لا يوجد أبٌ أو أمٌّ لا يحبان أولادهما؛ فهذا غير صحيح، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنَّ هناك مِن الآباء مَن نزعَ الله الرحمةَ مِن قلبِه.
لو بقيتُ على هذا الحال، فسأدخلُ النار بسببِهما، ولو انتحرتُ فسأدخل النار، ولو تركتُ ديني لأبتعد عن شرطِ رضاهما فسأدخل النار، فأين أذهب بحالي؟
لا تقولوا: اصبري عليهما، أو وُدِّيهما ولو كانا كافرين، فأنا لا أحبُّهما أبدًا! وأعلم جيدًا ما يجبُ عليَّ تُجَاههما، ولكني أَكرَهُهما.
أنا الآن أريدُ أن يَرضَى الله عني، وأن أَدخُل الجنَّة، دون أن أَذُوقَ النار، وأن أَعتَبِر نفسي يتيمةً، وهما ليسا والديَّ، وليس لهما أدنى حقٍّ عليَّ، فكيف يكون هذا؟
تعبتُ جدًّا جدًّا، وليس بيدي شيءٌ، أضطر أحيانًا لأن أَضرِبَ رأسي بالحائط مِن شدَّة ما أُعَانِي منهما، لا تعلمون مِقْدار الألم الذي أشعر به، والعذاب، والظلم، والحرمان الذي أعيشه، كم سألتُ الله أن يقبضني ويريحني من هذه الحياة، مع معرفتي بالنهي عن تمني الموت! ولكن وصلتُ إلى مرحلة لا أستطيع التحمل، أنا الآن حالتي النفسية متعبة جدًّا جدًّا، كل الأبواب سُدَّتْ أمامي، حتى باب الرحمن، فأنا أشعر أنه لا يحبُّني ولن يرحمني، ولا أعلم لِمَ يكون هذا من أجل اثنين يظلمانني؟
لا تقولوا: لأنهما تَعِبَا عليَّ في طفولتي، وأمي حَمَلتْني وسَهِرت، و... إلخ؛ فهذا لا يُبِيح لهما ظلمي وحرماني، وكل الأهل قد يَقْسُون على أبنائهم، ولكن لا يظلمونهم بهذه الطريقة القاسية.
ما راسلتُكم إلا لأني أيقنتُ أن الكفر واليأس من رحمة الله يهدِّدان ديني، وأخافُ أن أموت على الكفر، وفي حياتي لا أرى إلا الظلم والأسى.
أصبحت كثيرة التسخُّط على قدرِ الله عليَّ؛ لأنه ليس راضيًا عني، فلو أعلم أنه راضٍ، فسأصبر على أي بلاء، دون أن يكون في حياتي أمٌّ أو أبٌ، أريد أن أرتاح وأعود إلى الله كما كنت، دون رضا الوالدين، وأعتذر جدًّا على طول رسالتي.

الأخت الكريمة، قرأتُ رسالتَكِ بعنايةٍ فائقةٍ؛ فوجدْتُ مُشكلةً كبيرةً، ورأيتُ أنه مع طولِها، وعباراتِها المعبِّرةِ، والمُفْعَمَةِ بالمشاعِر المتضارِبةِ يُمكن أن نحصرَ المشكلةَ في أمرينِ رئيسينٍ؛ وهما: الانقلابُ والتحوُّل العجيب لجميع أفراد العائلة، وتواردُهم جميعًا على قسوةٍ غير معهودة تحيِّر ... أكمل القراءة

تعرفت على فتاتين، فأيهما أختار؟!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولًا شكرًا لكم على مجهودكم، وجعله الله في ميزان حسناتكم.
دخلتُ أحد المواقع التي تُساعد على الزواج، رغم أني كنتُ غير مقتنعٍ بها؛ تعرَّفتُ على فتاة، ولم يَطُلِ الأمرُ حتى تقدَّمتُ إليها، وأرسلتُ أهلي إلى أهلها، وأجريتُ مقابلةً شرعية، والتي كانتْ أوَّل مرة أراها فيها، واتفقتُ معها على ما أُرِيده منها مِن شروطٍ.
حقيقةً أنا الآن أعمل وأدرس، وكنتُ أريد إنهاءَ العُرْس بعد تخرُّجي؛ يعني بعد سنتين، ووافق أهلُ البنت على ذلك، وطلبوا مني تأخيرَ الخِطبة حتى أجهز فعلًا.
بعد تعرفي عليها تركتُ الموقع، ولكن وصلتْني رسالةٌ من بنت أخرى تريد التعرُّف عليَّ، فتعرَّفتُ عليها، ولقد أعجبتْها المعلومات التي كتبتُها عن نفسي، فكان ما كنتُ أريده؛ وهو الدين والأخلاق، وكان ذلك متوفرًا فيها من خلال حديثي معها، ولم يتخلَّلْ كلامي معها أيُّ خروج عن الأدب والأخلاق، بل كان كلامي معها لأتعرف عليها، رغم أني أعرف الحكم الشرعي في مثل هذا التواصل، فأخبرتُ البنت الأولى بما جرى، وأني قد احترتُ بينكما، ولا أدري ما أفعل؟ فطلبتْ مني ألَّا أتركَها، وأنها تريدني، وطلبت مني ألا أتخلَّى عنها، فكلمتُ أمي، وأخبرتُها بما جرى، فقالت لي: أنت تقدَّمتَ لها، وأعطيتَ كلمة لأهلها، وعيب عليك أن تتركها؛ فأرشدوني، بارك الله فيكم.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبِه ومَن والاه، أما بعدُ: فبداية أدعو الله لك أخي الكريم أن يهديَك إلى العمل بما تعلم؛ لتكون المعرفة حجةً لك لا عليك، وما تذكرُه في رسالتِك أنت وغيرك سلَّمك الله هو ما يدفعنا دائمًا للمنع من تلك الوسيلة للزواجِ؛ كمواقع "هواة ... أكمل القراءة

الله أكبر، الحمدلله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرجو أن تصلكم رسالتي، وأنتم في أتَمِّ الصحة والعافية.

أولاً: أشكركم على هذا المنبر الذي يعمل على نشر الخير، وجزاكم الله عنَّا خير الجزاء.

ثانيًا: سوف أعرض عليكم مشكلتي، ولا أعلم من أين أبدأ، لكن الذي أعلمه أني أُعاني ألَمًا نفسيًّا حادًّا؛ تعرَّضْتُ لوسواسٍ في العقيدة، وهو إلى الآن يُتعبني.
هو باختصار عن أهوال يوم القيامة، وعن الجنة والنار، ويصل إلى درجة الاعتقاد بدون نطق بها، وأستعيذ بالله منه، في بعض الأحيان يهدأ المرض، وفي بعض الأحيان يثور كالبركان؛ فأكون في أشد التعب، لا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسيٍّ مهما حصل؛ لذلك لا تقل لي: اذهبي إلى طبيبٍ نفسيٍّ؛ فأنا أريد علاجًا أقوم به في المنزل.

أخاف عقابَ الله، يراودني في بعض الأحيان وسواس بأني منافقة إذا عملتُ عملاً صالحًا؛ مثال على ذلك: أنا الآن أعمل في وظيفة إدارية في دار تحفيظ قرآن، وطلبتْ مني المديرة لبس القفازات ولبس الجورب، وفي الحقيقة أنا لا ألبسها، ولكن ولله الحمد ألْبَسُ العباءة على الرأس، خالية تمامًا مِنَ الزخرفة ولله الحمد، وفعلاً لبستُ ما أمرتْ به المديرة، ولكن عشت بعدها في صراعٍ لا يعلمه إلا الله، وهو أني ما عملتُ هذا العمل إلا مِن أجل الوظيفة؛ لأني لا ألبسه عندما أكون خارج نطاق العمل، ويأتي حديث نفس بأني منافقة، أني أعمل ذلك رياءً، وفي بعض الأحيان تُحَدِّثُني نفسي أن أكذبَ على المديرة، وأقول: إني ألْبَسُه، وفي الحقيقة أكذب، فأنا لبستُه أكثر من مرة، ووالله لم أستطع المشي بشكلٍ جيدٍ، فكأنني أَتَعَثَّر.

فما حكم فعلي هذا؟ وهو أني أرتدي القفازات والجورب في العمل؛ لطلب العمل مني ذلك، ولا أرتديه عندما أكون خارج نطاق العمل، هل أكون منافقة؟ علمًا بأني ألبس عباءة على الرأس، خالية من الزينة. أفيدوني.

الأمر الثالث: وهو أنني حاولتُ كثيرًا أن أتركَ العملَ في التحفيظ، فالدار دائمًا ما تعمل محاضرات دينية، وأخشى ألا أطبقها، فتكون حجة عليَّ وليست لي، فدائمًا ما تراودني فكرة ترك العمل مصحوبة بحالة منَ الخوف والضيق.

الأمر الرابع: كنتُ كاتبة في منتدى متخصصٍ في مجال تخصص الخدمة الاجتماعية، وكنتُ أكتُب أشياء تفيد غيري، وبعد فترة بدأ وسواس يأتي بأن أترك مجال الكتابة، وأن كل ما أكتبه سوف أحاسب عليه، وأنني سوف آخذ ذنبَ الآخرين، إلى أن تركته، ولم أعد أكتب في أي مكان.
وليس ذلك فحسب، بل أصبحتُ أمتنع عن إبداء رأيي في أي موضوع؛ خوفًا أن أكون مخطئة فآخذ ذنب غيري، حتى إنني لا أعمل في نشر رسائل دينية ترسلها لي صديقاتي؛ خشية أن تكون خطأ، فآخذ ذنبًا في نَشْرِها، لدرجة أني لديَّ خلفيَّة في الحاسب، وحينما يسألني ابنُ أخي أردُّ في نفور، وعدم العلم، أو أتحجج بِحُجج واهية؛ خوفًا أن آخذ ذنبًا.

فأخشى أن أصل لمرحلةٍ لا أعمل فيها من شدة خوفي هذا، أفيدوني في أقرب وقت، ولكم مني جزيل الشكر، ولا تنسوني من الدعاء، وشكرًا.

الحمدُ لله الذي جعل غاية كيد الشيطان الوسوسةَ، وعلمنا أن الشيطان إذا غلب وسوس، وأن الوسوسة تعرض لكل مَن توجه إلى الله تعالى بالعبادة، وأن العبد بالصبر والثبات واليقين، وملازمة ذكر الله والصلاة، وترك الضجر ينصرف عنه كيد الشيطان؛ لأن: {كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76]، والصلاة ... أكمل القراءة

أمي تقدم وظيفتي على زواجي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي تتمثَّل في أنَّ شخصًا يُريد التقدُّم لخِطْبَتي والزواج مني، وهو شخصٌ والحمد الله مُلتزمٌ، ومحافظٌ على صلواته وصيامِه.
المشكلة: أنَّ أمي تُفَضِّل وظيفتي على الزواج مِنْ هذا الشخص؛ بحجَّة أنه مِنْ دولة أخرى، وتختلف عاداتنا وتقاليدنا عنه، ونَسِيَتْ أننا كلنا مسلمون، وكلنا سواسية عند الله.
قَبِلتْ بالأمر في البداية، ولكن بشرط أن يكونَ بعد الحصول على الوظيفة؛ ثم غيَّرتْ رأيَها، وفضَّلت الوظيفةَ؛ مِنْ منطلق أنَّ هذا الزواج سوف يَفشَل، وبذلك أكون ضيَّعتُ وظيفتي وحياتي!
أنا حائرة؛ فقلبي يميل لهذا الشخص، فهل يجوز لي أن أجادلَ أمي في هذا الموضوع، وأحاول أن أقنعها؟
وأرجو أن تمدني بأدلةٍ شرعيةٍ أُعَزِّز بها موقفي.
وأسألكم الدعاء، وجزاكم الله خيرًا.

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فأسألُ اللهَ أن يُقَدِّر لكِ الخير حيثُ كان، وأن يلهمكِ رشدَكِ، ويوفِّقكِ لحسن الاختيار آمين، وبعدُ: فإن كنتِ حقًّا راغبةً في الزواج مِن الشابِّ المذكور، وكان ظاهرُه وفقه الله الالتزام والتدين والخُلُق الرفيع؛ ... أكمل القراءة

معلومات

خالد بن محمد بن عبدالمنعم آل رفاعي

باحث شرعي في الفقه وأصوله، والعقيدة، والفرق الإسلامية، والمعاملات المالية المعاصرة.... وغيرها.

مستشار شرعي وأسري ...

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً