ما حكم كتابة مثل هذه العبارات؟

منذ 2012-01-17
السؤال:

ما حكم كتابة العبارات التالية وتعليقها على السيارات واللوحات والأماكن العامة: إلا محمد صلى الله عليه وسلم، إلا الحبيب، يا حبيبي، يا حبيبي يا رسول الله، لبيك يا رسول الله؟

الإجابة:

الحمد الله، من المعلوم أن من واجبات الإيمان محبة الرسول صلى الله عليه وسلم فوق محبة الأهل والولد والناس، بل فوق محبة النفس كما جاء في الحديث الصحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" (أخرجه البخاري).

وقال لعمر بن الخطاب لما قال له يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك حتى من نفسك".

فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الآن يا عمر".

ومع ذلك لم يكن الصحابة يخاطبون الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يذكرونه إلا بصفة النبوة والرسالة، فيقولون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك، وما كانوا يقولون سمعت الحبيب، وقال الحبيب، وإن كان هو أحب إليهم من أنفسهم.

والذين استبدلوا الحبيب بالنبي والرسول عند ما يريدون ذكره صلى الله عليه وسلم قد أخطئوا وخالفوا هدي الصحابة رضي الله عنهم في خطابهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وذكرهم له.

ومعلوم أن ما وجب من محبته صلى الله عليه وسلم هو من آثار كونه نبياً رسولاً، فذكره بهاتين الصفتين الخاصتين به من بين سائر الأمة أحق وأولى من هذه العبارات، التي صار يكتبها بعض الناس بقصد نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وينبغي أن يستبدل فيها لفظ النبي والرسول بدلاً عن لفظ الحبيب، فيقال: (يا مسلم انصر رسول الله صلى الله عليه وسلم).

وأما ذكره صلى الله عليه وسلم باسمه (محمد) مقروناً بالصلاة والسلام عليه، والاقتصار على ذلك فلا بأس به ولكن لا ينبغي الإكثار من ذلك، مع أن اسمه محمد متضمن للمدح بكثرة المحامد وكثرة الحمد والحامدين.

كذلك لا ينبغي الإكثار من قول يا رسول الله، وإن كان هذا النداء لا يراد به طلب شيء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يلتبس مع من ينادي الرسول صلى الله عليه وسل مستغيثاً به من أهل الجهل والغلو، وكذلك خطاب الرسول بـ (لبيك).

فإن هذه ليست مشروعة إلا في الإحرام خطاباً له بتوحيده، وهي عبارة يعبر بها عن الاستجابة للداعي، وهذا إنما يتأتى من الحي الحاضر.

ولكن يشرع ذكره باسمه في التشهد، كما في الآذان والتشهد والخطبة، وكذلك في الصلاة عليه كما في الصلاة الإبراهيمية، (اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد).
فإن المشروع ذكره باسمه (محمد) الذي هو أشهر أسمائه صلى الله عليه وسلم.

وهذه العبارات التي جعل الناس يعلقونها على السيارات نصرة للرسول صلى الله عليه وسلم، رداً على استهزاء المستهزئين، أحسنها وأولاها:

(انصر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم)، (فداك أبي وأمي يا رسول الله)، لذكر النبوة والرسالة فيها.

نشهد إنه عبد الله ورسوله إلى جميع الناس، وأنه خاتم النبيين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين.

تاريخ الفتوى: 11-2-1427 هـ. 

عبد الرحمن بن ناصر البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود

  • 5
  • 0
  • 22,762

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً