ارتحال العرب والتركمان من المدن الكردية
ما حكم ارتحال العرب والتركمان عن المحافظات المتنازع عليها القريبة من المحافظات الكردية إثر دفع مبالغ لهم من الأحزاب الكردية للارتحال حتى تكون المحافظة كردية بالأغلبية، وهل يجوز أخذ ذلك المال؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فما سألتم عنه من أمر ارتحال العرب والتركمان، فلا يجوز لهم أن يرحلوا ويتخلوا عن ديارهم في المناطق المذكورة ما دام الباعث لذلك هو النعرة العصبية لدى الأكراد، بل الواجب على العرب والأكراد والتركمان أن يحققوا الأخوة الإسلامية فيما بينهم، دون تعصب من طائفة ضد الأخرى، لأن الله تعالى يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10].
وبناء السياسة على إقصاء العرب خلاف ما تقتضيه الشريعة، فالشريعة تقتضي وجوب موالاة المؤمنين بعضهم لبعض، وتقتضي ألا يُبغَضَ العرب بل يعرف لهم ما فضلهم الله به من بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم، وإنزال القرآن بلغتهم، وجعلهم حملة رسالة الإسلام إلى شعوب الأرض، بل بناء السياسة على إقصاء نوع من المسلمين كالعرب أو التركمان لا تجوز الاستجابة له والإعانة عليه، والواجب على جميع المسلمين هناك من عرب وكرد وتركمان أن يستجيبوا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أنس: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً" (متفق عليه؛ البخاري: 5718، مسلم: 2558)، وأن يعملوا بمقتضى قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].
والله تعالى أعلم.