ترك القراءة في المصحف
هل يأثَمُ مَن يقرأُ القُرآن مستعمِلاً مصحفًا واحدًا فقط؟ مع العلم أنه يَملك مصاحف أُخرى ولا يقرأ منها.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فلا حرجَ أن يكتفي المسلم بالقِراءة في مصحفٍ واحدٍ إذا كان يَملك أكثرَ من مصحف، ولا يعَدّ ذلك هجْرًا للقرآن مثلاً؛ لعدم وجود دليلٍ صحيحٍ على ذلك، وأمَّا الأثر الذي ذكره القُرطبيّ وعزاه للثَّعلبيّ عن أنس مرفوعًا قال: قال النبي صلى الله عليه وسلَّم: "من تعلَّم القُرآن وعلَّق مُصحفه لم يتعاهدْه ولم ينظُرْ فيه، جاء يوم القيامة متعلِّقًا به يقول: يا رب العالمين إنَّ عبدَك هذا اتَّخذني مهجورًا فاقْضِ بينِي وبينه" فلا يُحتجّ به، ولم يروَ من وجهٍ صحيح، وقال الحافظ العراقي: "رُوِيَ عن أبي هُدبة وهو كذاب، وقال في الميزان في تَرجَمة أبي هُدبة هذا: قال الخطيب: حدَّث عن أنسٍ بالأباطيل" انتهى.
هذا؛ وإن كان بإمكانِ الأخت السائلة أن تهب المصاحف الزائدة عندها لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم أو لمسجد؛ لينتفع النَّاس بالقراءة فيها، فهو عمل حسنٌ يرجى لصاحبه الأجرُ والمثوبة إن شاء الله تعالى،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: