حكم تذكير الناس بغضب الله عند حدوث الكسوف أو الخسوف
انتشرت رسالة بسبب كسوف الشمس في آخر السنة عند الغروب, نصها: "ستودعنا شمس عام 1434هـ وهي كاسفة في مشهد مهيب - رحماك يا الله بنا - كيف نودع عامنا وأنت غاضب علينا؛ فأكثروا من التوبة، والاستغفار - لعل الله يرحمنا –" فما قولكم في ذلك؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فلا حرج في التذكير بغضب الله تعالى عند الخسوف، وفي الحض على التوبة والاستغفار: لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر، وأمر بالدعاء، والاستغفار، والصدقة، وقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد, ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فادعوا، وصلوا حتى ينجلي. متفق عليه. وفي رواية لمسلم: آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده.
والحديث يدل على أن كسوف الشمس إنما يكون تخويفًا من الله تعالى لعباده, وليس غضبًا منه سبحانه وتعالى عليهم، وقد سئل العلامة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - في فتاوى نور على الدرب السؤال التالي: بارك الله فيك يا فضيلة الشيخ, يقول السائل أبو عبد الله: تنازع شخصان في الكسوف، فقال أحدهما بأنه من غضب الله, وقال الآخر بأنه تخويفٌ من الله, فمن المصيب في ذلك؟
فأجاب - رحمه الله -: المصيب من قال: إنه تخويف؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صرح بذلك, فقال: يخوف الله بهما عباده, لكن قد يكون هذا التخويف لعقوبةٍ انعقدت أسبابها؛ ولهذا أمر الناس عند الكسوف بالفزع إلى الصلاة, والدعاء, والاستغفار, والصدقة, والتكبير, وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "صلوا, وادعوا؛ حتى ينكشف ما بكم" مما يدل على أنه إنذارٌ, وتخويف لعقوباتٍ انعقدت أسبابها. اهـ
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: