ما معنى حديث: «أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ»؟

منذ 2015-02-06
السؤال:

ما معنى حديث: «أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ»؟

الإجابة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

فهذا الحديث ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:  «أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ»(1) وفي صحيح مسلم من حديث عمر رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام أمر بذلك،  «لَئِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللهُ، لَأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ»(2) وجاء في حديث عائشة عند أحمد:  «لَا يَجْتَمِعُ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ»(3). وفي هذا المعنى أحاديث أخرى، وهذا فيه دليل على أنَّ هذه البلاد يجب أن تكون لأهل الإسلام، وأنَّه لا يكون فيها إلا من كان من أهل الإسلام؛ لأنها بلاد نزل فيها الوحي إلا ما كان محل الحاجة. فيجب ألا يبقى فيها إلا أهل الإسلام، وأهل الإيمان؛ لأنها منبع الرسالة والدين وينتشر منها العلم، وهذا أبلغ في صفائه وعدم تلبسه بأي شيءٍ مما يشبه أمر الدين، والناس ينظرون إلى هذه الجزيرة نظرة خاصة، وقد عُلِمَ أنه قد يُحتاج لبعض أهل الكتاب من اليهود والنصارى كما وقع في عهده عليه الصلاة والسلام، فإنَّه أقرَّ يهود خيبر وقال: ”نقركم ما شئنا“(4).

وكذلك الصحابة بعده رضي الله عنهم فإنَّهم أقروا أناس من غير أهل الإسلام في هذه البلاد ممن يُحتاج إليهم؛ كما في عهد عمر رضي الله عنه، وقصته مع أبي لؤلؤة المجوسي في المدينة مشهورة ومعروفة وهي في البخاري وغيره (5) وعلى هذا فإن احتيج إلى أحد منهم في أمر مما يحتاجه المسلمون مما يحسنونه فلا بأس بذلك، فهذا أصل وقاعدة في هذا الباب لكن ليس معنى ذلك أن من وُجِدَ منهم فإنه يجب إخراجه على كل حال إلا من كان لا حاجة في وجوده، أو في وجوده ضرر على أهل الإسلام؛ ثم هذا الحكم ينبني على مسألة خلافية تتعلق بجزيرة العرب وحدود جزيرة العرب، وهذه المسألة وقع فيها الخلاف وفي أي مكان يكون منعهم وإقرارهم كما هو معلوم في كلام أهل العلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه رقم (3053).  والإمام مسلم في صحيحه رقم (1637).

(2) أخرجه مسلم (1767) و أبو داود (3030) و الترمذي (1604) وأحمد (219) عن عمر بن الخطاب مرفوعا.

(3) أخرجه أحمد (26352)، والطبراني في الأوسط (1066)، ونقل صاحب نصب الراية (3/ 454) عن الدارقطني قوله : هذا حديث صحيح.

(4) الإمام البخاري في صحيحه رقم (3152).  والإمام مسلم في صحيحه رقم (1552).

(5) الإمام البخاري في صحيحه رقم (3700). 

عبد المحسن بن عبد الله الزامل

داعية في إدارة شؤون التوعية بالسعودية وحاصل على بكالريوس في التربية من جامعة الملك سعود

  • 12
  • 1
  • 73,957

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً