رجل أودع مال في حساب آخر بغير علمه!!

منذ 2015-04-20
السؤال:

السَّلام عليكم ورحمة الله،

أتَمنَّى أن تفيدوني أفادكم الله.

أختي متزوِّجة من رجُل يَخاف الله وملتزم، ويَسكنون في سكَن تابع للدَّولة ولكن ليْس مناسبًا نوعًا ما؛ لأنَّه من الخشَب، وصغير على الأسرة، وتُحاول أن تجد سكنًا ملائمًا؛ ولكن ظروفها المادّيَّة لا تسْمح بذلك.

في يومٍ ذهَب زوجُها إلى المصرف، فوجَد في حسابِه مبلغًا كبيرًا من المال، فسأل عن صاحِب المبلغ، فأجاب المصرف: أنَّه قد قام شخصٌ بإيداع المال بحسابك بالاسم، فسأل عن الشَّخص، فلم يلقَ إجابة، وتكرَّر ذهابُه مرَّات عدَّة لربَّما سأل أحدٌ عن المبلغ ليردَّه له، ولكن مرَّ ما يُقارب العام ونصف العام ولَم يظهر أحد.

سُؤالي: هل يستطيع زوج أختي أن يَستفيدَ من المال لشراء سكَن؛ يعني: لا ذنبَ عليْه؟

الرَّجاء الإجابة.

تحيَّاتي.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فمادام الحال كما ذكرتَ: أنَّ أحد الأشخاص قد وضع المال في حساب زوْج أختِك بالاسم، فالظَّاهر أنَّه فعله عن عمدٍ، وليس سهوًا أو خطأً؛ لتعسُّر تشابُه الاسم مع آخرَ كامِلاً، فربَّما علِم بعض المحسنين، أو بعض معارفه، أو أقاربه، بضِيق منزله، وحاجته الماسة للمال، فلجأ لتِلْك الحيلة النبيلة لمساعدتِه، وربَّما خشِي إن أعْطاه المال بطريقة مباشرة أن يرفُضه.

وعليه؛ فيجوز لزوْج أختِك أن يتموَّل هذا المال، وينتفِع به في بناء بيتٍ جديد؛ ففي الصَّحيحين عن عُمر قال: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يُعطيني العطاء، فأقول: أعْطِه أفقرَ إليْه منِّي، حتَّى أعطاني مرَّة مالاً، فقلتُ: أعطه أفقر إليْه منِّي، فقال النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -:
«خذْه فتموَّله وتصدَّقْ به، فما جاءك من هذا المال وأنت غيرُ مشرِف ولا سائِل، فخُذْه، وإلاَّ فلا تُتْبِعه نفسَك».

ولكن إن ظهر فيما بعد من يطالبه بالمال، ويدعي أنه وضعه في حسابه بطريق السهو أو الخطأ - فالواجب عليه أن يعيده إليه؛ ويكون حكمه حكم اللقطة،،

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 0
  • -1
  • 16,944

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً