أحوال استعمال الأذان نغمة للجوال وحكم كل واحدة منها
قمت بعمل برنامج للهواتف الجوالة كي تحسب أوقات الأذان، وتشغل صوت الأذان في موعده، ولكن قيل لي: إنه لا يجوز وضع الأذان على الجوال، سواء كان ذلك للتنبيه على ورود اتصال، أو حتى لتشغيله في موعد الأذان، هل يجوز استعمال برنامج الأذان بهذه الطريقة؟ وهل يجوز التنبيه لموعد الأذان بغير صوت الأذان (صوت الجرس مثلاً أو التنبيه بالاهتزاز)؟ ملحوظة: يمكنني الاكتفاء بعرض مواقيت الصلاة فقط، ولكنني أطور في البرنامج حتى يستطيع تحويل الجوال للوضع الصامت تلقائيّاً في أوقات الصلاة.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
تحتاج الأمة الإسلامية إلى اختصاصيين في جميع مجالات الحياة، حتى لا نكون عالة على غيرنا، ولا تبعاً لهم، وبخاصة في مجالات الحياة المعاصرة التي لا يستطاع الانفكاك عنها بسهولة، كمجال البرمجة، والإلكترونيات، وما يشبهها.
ومن العظيم والمفرح أن نجد من هؤلاء من يتحرى في عمله الصواب، حتى لا يكون معيناً على انتشار فاحشة، أو بدعة، أو معصية، ونسأل الله تعالى أن يكون السائل الكريم منهم، وأن يوفق لما فيه خير هذه الأمة.
وبخصوص ما سألتَ عنه: فاعلم أن استعمال الأذان في الجوال له أحوال ثلاثة:
1. أن يستعمل للتنبيه عندما يتلقى صاحب الجوال مكالمة من غيره.
2. أن يستعمل للتنبيه على وقت الصلاة.
3. أن يستعمل منبهاً على موعد، أو للاستيقاظ من النوم للصلاة، أو العمل.
أ ـ والذي يظهر لنا أن الحالة الأولى لا تجوز لما في ذلك من الامتهان لكلمات الأذان، وهي عبارات شرعية، فيها توحيد الله تعالى، والشهادة بالرسالة، فينبغي تعظيمها، وقد شرعت في الأصل للتنبيه على الصلاة.
وقد سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله تعالى:
من المعروف عند أهل العلم أن الأذان هو الإعلام بدخول وقت الصلاة بألفاظ مخصوصة، في أوقات مخصوصة، فهل يجوز جعل الآذان كنغمة للجوال؟
فأجاب:
"ألفاظ الأذان من ألفاظ الذِّكر، يجب تعظيمها، وليس من تعظيمها اتخاذها وسيلة للتنبيه على الاتصال؛ فإن ظهور الصوت من الجهاز لا يعتبر ذكراً لله تعالى من صاحب الجوال، ولا مقصوداً له، ولا يكون بذلك ذاكراً لله تعالى، ولا يستمع المتصل عليه إلى جمل الأذان المسجلة، بل سيسارع إلى فتح الخط، وبديهيّاً أنه لا يشرع له أن يجيب المؤذن.
إن تسجيل القرآن، أو جمل الأذان ليكون به التنبيه: نوع امتهان لذكر الله تعالى، وكلام الله تعالى، لكن لو استعيض عن ذلك بصيغة "السلام": لكان له وجه، والله تعالى أعلم" انتهى.
ب _ وأما استعمال الأذان في الجوال للتنبيه على وقت الصلاة الحقيقي، كما هو حال البرنامج الذي ذكرته في سؤالك: فلا حرج فيه، إن شاء الله، وهو موافق لسبب مشروعية الأذان في الأصل.
ج. وأما استعمال الأذان للتنبيه على موعد، أو للاستيقاظ من النوم: فإن كان هذا الاستيقاظ من أجل الصلاة، فلا يظهر لنا مانع من ذلك، وهو بهذا شبيه بأذان الفجر الأول الذي يكون قبل طلوع الفجر، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من حكمته أنه « »، وشبيه أيضاً بالأذان الذي زاده عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ـ يوم الجمعة قبل الصلاة ، لينبه الناس على قرب موعد الصلاة.
وأما استعمال الأذان لمجرد التنبيه على موعد أو الاستيقاظ من النوم لغير الصلاة، فهو محل تردد ونظر، والأحوط تركه، لما فيه من الشبه بالحالة الأولى التي ذكرنا المنع منها، والاكتفاء بالنغمات المباحة لذلك الغرض.
والله تعالى أعلى وأعلم.
- التصنيف:
- المصدر: