أبي يرفض زواجي من فتاة أحبها

منذ 2018-06-12

احضرت له جاه من اصدقاءه وأهلي أجدادي لم يسمع لهم وأجابهم بالرفض المطلق على انه لا يحب المنطقة التي تسكن فيها ولا يريد ان يناسبهم لا من حيث الولد لا من حيث البنت اذا خطبها أحد من المنطقة

السؤال:

السلام عليكم شيخنا و رمضان مبارك لك ولكافة المسلمين ..،

أنا محمد 24 سنة شاب من الجزائر موظف وبراتب شهري معقول أحببت فتاة من كان عمري 18سنة كل مرة اعرض لأهلي فكرة خطبتها وابي يرفض ..الاولى بسبب اني مازلت ادرس ولا املك وظيفة و بعد ان انهيت دراستي و انعم علي ربي بعمل صالح يرضيني ويرضاه . أعدت لم موضوع الخطبة فخاصمني ابي وقالي لي لا تمتلك لا سيارة ولا سكن كيف تتزوج لان هذه شروط الزواج والحلال وأني لازلت صغيراا . مع العلم أن أبي إمام خطيب معروف فالمنطقة حاولت مع مرارا وتكرارا و احضرت له جاه من اصدقاءه وأهلي أجدادي لم يسمع لهم وأجابهم بالرفض المطلق على انه لا يحب المنطقة التي تسكن فيها ولا يريد ان يناسبهم لا من حيث الولد لا من حيث البنت اذا خطبها أحد من المنطقة

ما افعل فضيلة الشيخ ،، أفدني يجزاك الله خيرا

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فطاعة الوالد من أوْجب الواجبات الشرعية؛ إلا أنها ليست مطْلقة، وإنَّما هي في المعْروف فقط، وفيما لا ضرر ولا مشقَّة فيه، ولا تعنُّت في استخدام الحق، ففي الصحيحين عن علي بن أبي طالب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الطاعة في المعروف».

فإن كان منع الوالد لك من الزوج بالفتاة التي أحببتها يشق عليك، فلا تَجب طاعته، ولا حرَج عليك من الزواج منها، فقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لم نر - يُر - للمتحابين مثل النكاح».

ولتسلك مع الوالد سبيل الإقناعِ لتحقيق مرادك، واستِخْدامُ كافَّة الأساليب الحَسَنَةِ، والطُّرُق الحكيمة؛ لكسب رضاه، واشرح له تمسكك بالفتاة، وحاجَتَكَ للزَّواج منها، وخشيتَك على نفسك، وأن الشرع اهتم بالزواج، وأخبر أنه يتحقق به كثيرٌ من مصالح الدين، والدنيا، فهو صيانةٌ للنفس من الفتن، وتحصينٌ للفرج من الحرام، وطاعة لرسولنا - صلى الله عليه وسلم - حين قال: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»؛ متفقٌ عليه، بل إن الشرع قدمه عَلَى طاعةِ الْوَالِدَيْن؛ إن خَشِيَ الوقوع في الزنا؛ قال القُرطبي - رحِمه الله تعالى -:

"المستطيعُ الذي يَخاف عَلَى نفسِهِ ودينِهِ من العزوبة؛ لا يَرْتَفِعُ عنْه ذلك إلا بالتَّزويج -لا يُختلَف في وُجُوبِ التَّزويجِ عليْهِ".اهـ.

فَوَاصِلْ جُهُودَكَ في إقناع والدك، ولا تيأَسْ من ذلك، وعليك بكافَّةِ الأساليب الحسنة، والطرق الحكيمة، ومن ذلك التودُّدُ إليه، وحسنُ التعامُلِ معه، واللينُ في القول، وتذكيرُه بنصوص الشرع الحاثَّة عَلَى النِّكَاحِ، فإن أَصَرَّ، فلك أن تتزوج بغير موافقته، لأن الظاهر أن الوالد لا يرفض زواجك من تلك الفتاة لأسباب شرعية، وإنما هي أمور نفسية من أهل المنطقة التي تعيشون فيها، كما يفهم من رسالتك،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 4
  • 1
  • 23,953

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً