ترك الصلاة لمن اختلط عقله

منذ 2018-06-29

والدي يبلغ من العمر خمسة وسبعين عامًا، ومنذ ثلاث سنوات وهو مصاب بمرض الزهايمر، وقد ترك الصلاة فهل عليه شيء؟

السؤال:

والدي يبلغ من العمر خمسة وسبعين عامًا، ومنذ ثلاث سنوات وهو مصاب بمرض الزهايمر، وقد ترك الصلاة، فهل عليه شيء؟

الإجابة:

من أصيب بهذا المرض وهو ما يعرف عند المتقدمين بـ(الاختلاط)، فإن كان كليًّا بحيث لا يعقل شيئًا ولا يدرك شيئًا ولا يضبط فهذا ارتفع عنه التكليف -بالنسبة للصلاة والصيام وغيرهما من العبادات البدنية- بخلاف المالية فإنها تلزمه؛ لأنها تلزم في مال الصبي والمجنون وهذا من باب أولى، فمثل هذا إذا كان اختلاطه مطبقًا بمعنى أنه لا يعقل شيئًا هذا تسقط عنه الصلاة.

وإن كان جزئيًا بحيث يضبط شيئًا ويضيع أشياء فإنه يتحين وقت الضبط فيؤمر بالصلاة عله أن يحسنها ويتقنها، وإذا عجز عن ذلك ولم يستطيعوا أن يضبطوا أمره، ولا الوقت الذي يصحو فيه يكفي للصلاة فإذا شرع فيها وبدأ فيها وهو يعقل ثم ضيعها وحاول مرارًا والوقت لا يكفي للصلاة فإن الصلاة حينئذٍ تسقط عنه {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: ٢٨٦].

والعقل هو مناط التكليف، وهذا ارتفع عنه هذا الضبط وهذا العقل فحينئذٍ لا يطالب بها.

عبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وحاليا عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

  • 5
  • 1
  • 10,521

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً