الإصرار على الزنا
شاب عندي ٢٤ سنة، للأسف زنيت كتير، وللاسف لسه فاسد ع الاقل بالمواقع الإباحية، بس بحاول اتوب وابعد عن المعاصي .. هل لو توبنا توبة نصوحة ربنا هيغفر لنا اللي عملناه؟ ولو ربنا غفر لنا هل هنتحاسب ع الاثم ده في الدنيا والاخرة؟ هل لازم يترد لي في اولادي او بناتي؟ هل في شروط معينة لازم اعملها انا وهي قبل عقد الزواج؟
شاب عندي ٢٤ سنة،للأسف زنيت كتير،وللاسف لسه فاسد ع الاقل بالمواقع الإباحية،بس بحاول اتوب وابعد عن المعاصي لاني حافظ كتير من القرآن،وبسألكم الدعاء ليا بالتوبة والهداية اتعرفت على بنت من ٣ سنين وارتبطنا وقررت اتقدملها،وفعلا اتقدمتلها والحمد لله ربنا كافأني بيها،بس للاسف حصل بيني وبينها اكتر من مرة علاقات جنسية بسبب اصراري،بس ماحصلش اي ايلاج فيهم تماما بمعنى علاقات مش كاملة،حاولت امنع نفسي اكتر من مرة،مرة انجح ومرة بفشل،وبطلب منها اوقات كتير انها تكلمني مكالمات فيديو و صوتية ونعمل علاقات جنسية،بعترف انها بترفض وانا اللي بصمم،مبقاش بيحصل كتير ،وفاضل على جوازنا شهرين،بس بضغط عليها عشان يحصل وبيحصل
سؤالي.. وأرجو الرد على كل سؤال منفصل بالله عليكم انا عارف ان باب التوبة مفتوح بس لازم تكون توبة صادقة، هل لو توبنا توبة نصوحة ربنا هيغفر لنا اللي عملناه؟ ولو ربنا غفر لنا هل هنتحاسب ع الاثم ده في الدنيا والاخرة؟ هل لازم يترد لي في اولادي او بناتي؟ هل في شروط معينة لازم اعملها انا وهي قبل عقد الزواج؟ مع مراعاة أن محدش عارف اللي بيني وبينها ولو في دعاء معين ادعيه انا وهي ساعدونا بيه
جاوبوني اثابكم الله،انا في حيرة من امري
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فمما لا شك أن إصرارك على الزنا بهذه الطريقة سببه عدم التوبة الصادقة، والتي من ثمراتها عدم العودة، كما أن دخولك على تلك المواقع المنحرفة يأجج الشهوة بصورة مستمرة، والعلاج الناجع هو التوبة النصوح، بمعنى الإقلاع عن الذنب بالكلية، والبعد عن كل ما يذكر به، والعزم الأكيد على عدم العود.
فإذا فعلت هذا غفر الله ذنبك، فإن الله تعالى لا يتعاظمه ذنب أن يغفره.
ومما يدفع لسرعة التوبة أن الزنا من أعظمِ الذّنوب وأفظعها ومن أكبر الكبائر وأقبحها، ومرتكبُه متوعَّد بعقابٍ أليم؛ حتى قرَن الله - جلَّ وعلا - الوعيدَ عليْه بالوعيد على الشّرْك وقتل النَّفس، فقال سبحانه في صِفات عِباد الرَّحْمن: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً} [الفرقان: 68، 69].
وقال - صلى الله عليه وسلَّم -: «لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، ولا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ»؛ متفق عليه.
وروى البُخاريّ في حديث المِعراج أن النبي – صلى الله عليه وسلم -: «رأى رجالاً ونساءً عُراةً على بناءٍ شبه التنّور، أسفله واسع، وأعلاه ضيّق، يوقَد عليهم بنارٍ من تَحتِه، فإذا أوقدت النَّار ارْتَفعوا وصاحوا، فإذا خَبَتْ عادوا، فلمَّا سأل عنهم؟ أُخْبِر أنَّهم هم الزّناة والزَّواني».
وهذا عذابُهم في البَرزخ حتَّى تقومَ السَّاعة - نسأل الله العافية، فهل يُمْكِن للعاقل أن يَستهينَ بذنبٍ هذه عقوبتُه في الدنياوالآخرة!
فبادرة بالتَّوبة إلى الله من هذا الجُرم العظيم الذي، والنَّدمُ والعزم على عدم العَوْد؛ فإِنَّ الله يُحبّ التَّوّابين ويُحبّ المُتطهّرين؛ قال عزَّ وجلَّ بعد ذكر عقوبة الزَّاني: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الفرقان: 70].
ومن تَمام التوبة وتَحقيقها الابتعاد كلَّ البُعْدِ عن الدخول على "الإنترنت" جملةً، والمواقع المشبوهة خاصَّة؛ لأنَّ الشَّرع إذا حرَّم شيئًا حرَّم الطّرق الموصّلة إليه، فحرَّم الزّنا وما يفيء إليه من خلوةٍ بالأجنبي والنَّظر إليه والتَّحدّث معه لغير حاجة، وأمر بالحجاب وعدَم الخضوع بالقول ونحو ذلك من الأحكام الشرعيَّة التي تُحدّد علاقة الرجل بالمرأة الأجنبيَّة، والتي من تعدَّاها غالبًا ما يَقَعُ في الفاحشة لاسيما في هذه الأزمان البائس أهلها.
ولْتَبْحث عن صُحْبة أهْل الخير، ومع الحِرْص على القيام بالواجبات الشرعيَّة وشغْل النَّفس بالطَّاعات مع الإكثار من نوافل العبادات فإنَّ ذلكمما يطمئِن القلب ويصرِفُه عن دواعي الشَّرّ قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 100].
فإذا فعلت هذا فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له كما قال الصادق المصدوق،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: