هل يجوز للزوج أن يتمسك بزوجة زنت في شهر رمضان

منذ 2018-08-20

فإن كانت زوجتك قد تاب كما تقول وظهر عليها آثار التوبة الصادقة من الانكسار، والإقبال على طاعة الله فلك أن تمسكها ...

السؤال:

انا رجل ابلغ من العمر 38سنة متزوج من إمراة عمرها 31سنة لنا من الاولاد2 ومن البنات 3اكبرهم عندها13سنة انااصلي معظم الصلوت في محلي الذي انا اشتغل فيه واتصدق واموري مويسرة الحمدلله مستور . اتوفى والدي ووالدتي مع بعض في حادث ولهم من الآولاد4اربعة واعمارهم يتروح مابين ال7 سنوات وال13سنة فكفلتهم وكان لهم اختان كبيرتان فتزوجين فكنت انا كافلهم وزوجتي تخدمهم حتى كبرو فكان البعض يشتغل معي والأخر يشتغل برع فواحد منهم انحرف . مرات الأيام وفي شهر جماد قرارت انا ان التزم بالمحفظة على صلواتي بجماعة وقراة القران يومياً وحفظ صافح من الختمة نهاية كل اسبوع سارات الأمور على هذا النحو وانا على هذه الإستقامة حتى نهايةشهر رمضان تفاجئة بخيانة زوجتي لي في شهر رمضان فاعترفة لي مقابل سترها وعدم الطلاق بها. انصدمت بالموقف وانهرت نفسياً وجسدياً تمسكت بالصبر والصلاة والقران حفظاً وتلاوة. قمت بطلاقة مرتين ثم استرجعتها. كنت احبها حب شديد وإخواني .وبعدها عملت ضوابط لحياتي بس حلت الإبتلات بي شديد تكثر الديون علي ولم أستطيع تسديدها نقص المونة الشيددة تدهمرت حياتي لم استطيع ان اعلم اولادي .وقد كنت دخلت بمشاكل مع إخوني بدايات الأمر ولاكن سرعاً احتويتها. الحمدلله ايماني بالقضاء والقدر موجود وهذا الموقف زاد من إستقامتي . بس اخشى ان اكون فصيلة الديوث والعياذ بالله. وهي تابات وتقراء القران وتحفظ وتستغفر وتصلي الضحى وقيام الليل. فاريد من فضيلتكم الإفتاء هل اتمسك بها ام اطلقها رغم توبتها .؟ وقد نفسي تكره ان أعاشرها! جزاكم الله خير.

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فالله تعالى لم يبح للمؤمن إلا نِكَاحِ العَفَائِفِ؛ كما قال تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} [المائدة: 5].

وقال تعالى: {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 3].

فالشريعة الإسلامية جاءت بما استَقَرَّ فِي فطرة الرَّجُلِ من النفرة من المرأة الزانية، ومن ثم حَرَّمَ نِكَاحَ الزَّانِيَةِ، حتَّى تَتُوبَ عن زِنَاهَا؛ لأن المرأةُ الزَّانيةُ لَا يُؤْمَنُ جَانِبُهَا أن تَأْتِيَ بِوَلَدٍ مِنَ الزِّنَا فَتُلْحِقُهُ بِزَوجِهَا، لا سيَّما إن كَانت تَزْنِي عَلَى فِراشِ زَوْجِهَا.

فإن كانت زوجتك قد تاب كما تقول وظهر عليها آثار التوبة الصادقة من الانكسار، والإقبال على طاعة الله فلك أن تمسكها، ولكن كن حذرًا منها، فأغقل عليها أبواب الشر من الاختلاط، أو الخروج بمفردها، وكن منتبها لتصرفاتها ولا تغفل عن تصرفاتها، ولا بأس أن تراقب تصرفاتها لفترة حتى تتيقن من عفتها، وابحث عن سبب وقوعها في الفاحشة وعالجه من أصله؛ قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } [التحريم: 6]، وفي الصحيحين عن بن عمر، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته)،، والله أعلم.
 

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 6
  • 2
  • 23,648

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً