صفات المنافقين يقول سبحانه {{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا ...

صفات المنافقين
يقول سبحانه {{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61) }} " النساء "
الآيات تتضمن الحكم بإبطال التحاكم إلى الطاغوت وهو شرعة المشركين التي يتحاكمون إليها وأن من يتحاكم إليه فإيمانه من المزاعم : أي أنه باطل وأن علامة المنافقين الكبرى هي رفضهم للتحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه

وسلم {{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا }}
ويقول سبحانه {{ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا }} " النساء , 115 "
يُشَاقِقِ الرَّسُولَ : أي يعاديه ويتكبر على سنته
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ : أي يعتقد عقيدة غير المسلمين ويسلك طريقا غير طريقهم (اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ) كما فعلت بعض الجماعات الضالة مثل المعتزلة والروافض فيحكم عليه بحكم من تولى من الكافرين وإن ادعى الإسلام لقوله سبحانه {{ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى }} ولقوله سبحانه في أية أخرى {{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا }} " النساء ,139 "
ويقول سبحانه {{ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }}
" التوبة ,67 "
يستفاد من الآية أن من علامات المنافقين الكبرى أنهم يأمرون بالمنكر أي أنهم يأمرون بما نهى الله عنه وينهون عن المعرف أي أنهم ينهون عن ما أمر الله به أو رغب فيه ومن علاماتهم أنهم يقبضون أيديهم {{ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ }} : كناية عن بخلهم الشديد عن الإنفاق في سبيل الله ثم إنهم {{ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ }} :أي نسوا ذكره وعبادته لقوله سبحانه عنهم في آية أخرى {{ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }} " النساء , 142" فجازاهم بحكم المنسي وهو الحرمان من قرب الله ورعايته وحفظه وليس المقصود به أن الله نسيهم بمعنى النسيان الذي هو صفة في بني آدم فهو مستحيل في حق الله وأن علاماتهم الكبرى أنهم فاسقون {{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }} .
ويقول سبحانه {{ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ (66)}} " التوبة "
نزلت الآيات كما هو ظاهر في أناس كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستهزءوا بآيات الله وبرسوله وقالوا إنما كنا نخوض ونلعب {{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ }} : الاستهزاء هو الطعن والتنقص ولانتقاد فمن أصاب شيئا من ذلك في حق الله أو كتبه أو رسله فقد كفر حتى وإن كان مؤمنا قبل ذلك لقوله سبحانه عن هذه المجموعة {{ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ }} ثم ذكر الله عنها أنه عفى عن بعضها وعذب بعضها أي عفى عن الذين تابوا قريبا وصدقوا في توبتهم وعذب الذين لم يتوبوا قريبا ولم يصدقوا في توبتهم لقوله سبحانه {{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ

لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا
حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18) }} " النساء "
ولعل من أبلغ علامات النفاق التي نراها اليوم هي الإسراع في موالاة الكافرين من اليهود والنصارى والمشركين ومظاهرتهم على المؤمنين كما جاء في الآيات {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)}}[المائدة]
الآيات تتضمن الحكم على من يوالي اليهود والنصارى أنه منهم وأن حكمه في القتال حكمهم وأن موالاتهم ومظاهرتهم على المؤمنين يسرع فيه المنافقون فهو من علاماتهم الكبرى أما من والاهم خشية على بلاده وعلى المسلمين ولم ينصرهم على المسلمين ويساعدهم على قتلهم فهذا لا يحكم عليه بالنفاق لقوله سبحانه {{لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}} " آل عمران , 28 "
أذا تأملنا الآيات نستنبط ثلاثة أحكام كبرى :
أولا : النهي عن اتخاذ الكافرين أٌولياء من دون المؤمنين {{ لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ }} .
ثانيا: أن الله برئ ممن فعل ذلك {{ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ }}.
ثالثا : أن مجرد موالاة الكافرين أي الدخول في حلفهم قد لا يحكم على صاحبه بالنفاق إذا فعله خوفا من بطشهم ولم يساعدهم على قتل المسلمين لقوله سبحانه
{{ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً }} : تُقَاةً : أي خشية
ومن علامات النفاق الكبرى عدم الاستماع لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله سبحانه {{ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ (16) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17) }} " محمد "
مَاذَا قَالَ آنِفًا : أي ماذا كان يقول رسول الله صلى الله قبل قليل مما يدل على أنهم لم يكونوا ينصتون ويستمعون يقول سبحانه {{ وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }} " الأعراف , 204 "
عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي المَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَهَبَ وَاحِدٌ، فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى

فُرْجَةً فِي الحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا، وَأَمَّا الآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، وَأَمَّا الثالث ُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَأَوَاهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ» " الصحيحين "
ومن علامات المنافقين الكبرى عدم الوفاء بما عاهدوا الله عليه يقول سبحانه عنهم {{ وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ (77) }} " التوبة " ويقول سبحانه {{ وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً (15) قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لاَّ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (16) }} "الأحزاب"
عن عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {{ أربعُ من كُنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، من كان فيه خصْلَةُ منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر }} " متفق عليه "
وللمنافقين أحكام نذكر منها :
أولا : يقول سبحانه {{ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا }}
" النساء ,63 "
يستفاد من الآية الأمر بالإعراض عن المنافقين الذين ثبت نفاقهم وهو الحذر منهم واعتبارهم أعداء لقوله سبحانه {{ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }}
" المنافقين ,4 " , ثم الأمر بوعظهم وتذكيرهم بالله والدار الآخرة ومن أحسن وعظهم أن تدعوهم لتدبر كتاب الله وتبين لهم إعجازه فيقول سبحانه {{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا }} "النساء ,82 "
وأن تقول لهم في أنفسهم قولا بليغا{{ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا {{
ومن أبلغ ذلك أن تبين لهم نفاقهم وآثامهم كقوله سبحانه {{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ


قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77) أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) }} " النساء " .
ثانيا يقول سبحانه {{ فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ }} " التوبة , 83 " : يستفاد من الآية أنه إذا ثبت النفاق على قوم لا يسمح لهم بالخروج مع المسلمين للجهاد والحكمة من ذلك يبينها الله في آية أخرى فيقول سبحانه {{ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }} " التوبة 47 "
مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً : الخبال في اللغة العربية فساد العقل والهلاك والنقصان والمقصود ب { مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً } : أن خروج المنافقين معنا لن يزيدنا قوة ولن يجلب لنا النصر بل سيضعفنا ويثبط همتنا ويفسدنا بالنميمة والشائعات التي يطلقونها
يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ : أي أنهم يسعون لكم بالفتنة كالقتال بينكم وانشقاقكم وإرجافكم بالشائعات التي يطلقونها
وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ : للأسف من المسلمين من يصدق الشائعات التي يطلقها المنافقون كما حصل مع بعض الصحابة في حديث الإفك حين رددوا الشائعة التي أطلقها رأس المنافقين عبد الله ابن أبي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يقول سبحانه وتعالى عنهم {{ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}} " النور , 15 " .
وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ : تقتضي أيضا استماع أرائهم الآثمة : أي أن من المسلمين من يفعل ذلك .
أما إذا تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وآمنوا إيمانا خالصا لله فلهم حكم المؤمنين لقوله سبحانه {{ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا }} " النساء , 146 " .


ثالثا يقول سبحانه {{ وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ }} " التوبة 84 " : إذا ثبت على أحد أنه من المنافقين كعبد الله ابن أبي فلا يصلى عليه .
رابعا : يقول سبحانه {{ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (61) }} " الأحزاب "
يستفاد من الآيات أحكام تخص المنافقين الذين يقيمون في بلاد المسلمين وتحت سلطانهم لقوله {{ فِي الْمَدِينَةِ }} : أي الذين كانوا يقيمون في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحت سلطانه إذا صدر منه شيء من النفاق أو الخيانة وإرجاف المؤمنين وهو تخويفهم وبث الشائعات المفتنة بينهم ثم لم يتوبوا ولم ينتهوا أن الحكم فيهم هو إغراء رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم أي تسليطه عليهم بأن ينفيهم من بلاد المسلمين وهذا يكون لإمام المسلمين بعده لأنه المكلف بتنفيذ أحكام الشرع وأن المنافقين ملعونين {{ مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً }} : ثُقِفُوا : أي أبصروا ووجدوا " أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً "فهذا يدل على جواز قتلهم إذا لم ينتهوا .
أما إذا كان المنافقون مجموعة لهم سلطان خارج سلطان المسلمين فيجب دعوتهم وقتالهم حتى يتوبوا إلى الله ويكونوا تحت سلطان الإسلام لقوله سبحانه {{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }}"التوبة , 73 " نزلت هذه الآية في آخر غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم (غزوة تبوك) وكانت من آخر ما نزل من القرءان في جهاد الكفار والمنافقين .
قد بينا بعض ما يخص المنافقين من العلامات والأحكام ومما لاشك فيه أنه بقي بعض لم نبينه لأنا لم نأتي بكل ما جاء في شأن المنافقين من الآيات والأحاديث والقصص في الكتاب والسنة والسيرة والتاريخ فذلك يحتاج إلى كتاب خاص به وما ذكرنا هنا هو ما يدور حوله الجدل اليوم ويلتبس على الناس فهمه .
...المزيد

🟨 🟥 ✍🏻 قُلنا يا رسولَ اللَّهِ ما لَنا إذا كنَّا عندَكَ ...

🟨 🟥


✍🏻
قُلنا يا رسولَ اللَّهِ
ما لَنا إذا كنَّا عندَكَ رقَّت قلوبُنا
وزَهِدنا في الدُّنيا
وَكُنَّا من أَهْلِ الآخرةِ
فإذا خَرجنا من عِندِكَ فآنَسنا أَهالينا وشَمِمنا أولادَنا أنكَرنا
أنفسَنا
فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ
لو أنَّكم تَكونونَ إذا خرجتُمْ من عندي كنتُمْ على حالِكُم ذلِكَ لزارتْكمُ الملائِكَةُ في بيوتِكُم
ولو لم تُذنِبوا لجاءَ اللَّهُ بخَلقٍ جديدٍ كي يُذنِبوا فيغفرَ لَهُم قالَ
قلتُ يا رسولَ اللَّهِ ممَّ خُلِقَ الخلقُ ؟ قالَ
منَ الماءِ
قلتُ الجنَّةُ ما بناؤُها ؟
قالَ لبِنةٌ من فضَّةٍ ولبنةٌ من ذَهَبٍ
وملاطُها المسكُ الأذفرُ
وحصباؤُها اللُّؤلؤُ والياقوتُ
وتُربتُها الزَّعفرانُ مَن دخلَها ينعَمُ ولا يبأسُ
ويخلدُ ولا يموتُ
لا تبلَى ثيابُهُم
ولا يفنى شَبابُهُم
ثمَّ قالَ
ثلاثٌ لا تُرَدُّ دعوتُهُم الإمامُ العادلُ
والصَّائمُ حينَ يُفطرُ ودعوةُ المظلومِ يرفعُها فوقَ الغمامِ
وتُفتَّحُ لَها أبوابُ السَّماءِ
ويقولُ الرَّبُّ تبارك وتعالى وعزَّتي لأنصرنَّكِ ولو بعدَ حينٍ

الراوي أبو هريرة المحدث الألباني المصدر صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم 2526
خلاصة حكم المحدث
صحيح دون قوله مم خلق الخلق
التخريج أخرجه الترمذي
(2526) وأحمد
(8043)
باختلاف يسير






🍏
```بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على نبينا```


🕯
*من أراد مشاركتنا على الموقع الاسم الكامل والبريد الالكتروني رقم الهاتف اسم البلد*

✋🏻 👇🏻👇🏻

https://hugh.websites.co.in/products/alhdyth/96566👈🏽

📍 📍
...المزيد

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحياتي لكم جميعا و اود ان اقول أنني رأيت في منامي كنت واقف مع فتات ...

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحياتي لكم جميعا و اود ان اقول أنني رأيت في منامي كنت واقف مع فتات احبهاا وكنت احمل طفل بين يدي أبيض كبياض ثلج.
وكنا في منزل فيه كثير من بيبان الكثير وكانو ناس يضربون الابواب ويريدون دخول وانا كنت ادفع الباب الذي اسمع منه صوت
كانهم يريدون قتلي
أرجوا تفسير حلم وشكرا على جهودكم
...المزيد

لدي عيب خلقي في جهازي التناسلي الدكر و اعلم انه ابتلاء من عند الله و قضاء الله وقدره والله ادا احب ...

لدي عيب خلقي في جهازي التناسلي الدكر و اعلم انه ابتلاء من عند الله و قضاء الله وقدره والله ادا احب عبدا ابتلاه لكنني متخوف جدا من امر واحد وهو تكرار حدوث الامر في الجنة وعدم قدرتي على الاستمتاع بجماع الحور العين و زوجاتي في الجنة نسال الله ان يجعلنا و اياكم من اهلها فهل سيخلقني الله بجهاز تناسلي دكري كامل وخالي من العيوب و التشوهات الخلقية و بقضيب دو حجم طبيعي ? المرجو اجابتي على هدا السؤال بشكل واضح جزاكم الله خيرا فان هدا الشك و والوسواس و التخوف تسبب لي في الاكتئاب و اصبحت لا افكر ال في هدا الامر ما يسسب لي تشتت في التركيز و مشاكل في الداكرة بشكل يعيق حياتي اليومية المرجو الرد و الاجابة بشكل واضح جزاكم الله خيرا ...المزيد

﴿ باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم -‏"‏ بني الاسلام على خمس‏"‏ ﴾ ۞۞۞۞۞۞۞ وَهُوَ قَوْلٌ ...

﴿ باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم -‏"‏ بني الاسلام على خمس‏"‏ ﴾
۞۞۞۞۞۞۞

وَهُوَ قَوْلٌ وَفِعْلٌ‏.
‏ وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ‏.
‏قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏:
‏(‏لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ -وَزِدْنَاهُمْ هُدًى -وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى -وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ - وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا‏)‏وَقَوْلُهُ‏:
‏(‏أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا‏)‏‏.
‏وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ‏:
‏(‏فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا‏)‏‏.
‏وَقَوْلُهُ تَعَالَى‏:
‏(‏وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا‏)‏‏.
‏وَالْحُبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ مِنْ الْإِيمَانِ‏.
‏وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ‏:
إِنَّ لِلْإِيمَانِ فَرَائِضَ وَشَرَائِعَ وَحُدُودًا وَسُنَنًا، فَمَنْ اسْتَكْمَلَهَا اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَكْمِلْهَا لَمْ يَسْتَكْمِلْ الْإِيمَانَ، فَإِنْ أَعِشْ فَسَأُبَيِّنُهَا لَكُمْ حَتَّى تَعْمَلُوا بِهَا، وَإِنْ أَمُتْ فَمَا أَنَا عَلَى صُحْبَتِكُمْ بِحَرِيصٍ‏.
‏وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ‏:
‏(‏وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي‏)‏‏.
‏وَقَالَ مُعَاذُ‏:
اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً‏.
‏وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ‏:
الْيَقِينُ الْإِيمَانُ كُلُّهُ‏.
‏وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ‏:
لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ التَّقْوَى حَتَّى يَدَعَ مَا حَاكَ فِي الصَّدْرِ‏.
‏ وَقَالَ مُجَاهِدٌ‏:
‏(‏شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ‏)‏‏:
أَوْصَيْنَاكَ يَا مُحَمَّدُ وَإِيَّاهُ دِينًا وَاحِدًا‏.
‏وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:
‏(‏شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا‏)‏ ‏:
سَبِيلًا وَسُنَّةً‏.
‏دُعَاؤُكُمْ إِيمَانُكُمْ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ‏:
‏(‏قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ‏)‏ وَمَعْنَى الدُّعَاءِ فِي اللُّغَةِ‏:
الْإِيمَانُ‏.

✯✯✯✯✯✯✯
الشرح‏:
✯✯✯✯✯✯✯

قوله‏:
‏(‏باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم -‏:
بني الإسلام على خمس‏)‏ ، سقط لفظ ‏"‏ باب ‏"‏ من رواية الأصيلي، وقد وصل الحديث بعد تاما، واقتصاره على طرفه فيه تسمية الشيء باسم بعضه، والمراد باب هذا الحديث‏.
‏قوله‏:
‏(‏وهو‏)‏ أي‏:
الإيمان ‏(‏قول وفعل ويزيد وينقص‏)‏ ، وفي رواية الكشميهني‏:
‏"‏ قول وعمل ‏"‏ وهو اللفظ الوارد عن السلف الذين أطلقوا ذلك، ووهم ابن التين فظن أن قوله وهو إلى آخره مرفوع لما رآه معطوفا، وليس ذلك مراد المصنف، وإن كان ذلك ورد بإسناد ضعيف‏.
‏والكلام هنا في مقامين‏:
أحدهما‏:
كونه قولا وعملا، والثاني‏:
كونه يزيد وينقص‏.
‏فأما القول‏:
فالمراد به النطق بالشهادتين، وأما العمل‏:
فالمراد به ما هو أعم من عمل القلب والجوارح، ليدخل الاعتقاد والعبادات‏.
‏ومراد من أدخل ذلك في تعريف الإيمان ومن نفاه إنما هو بالنظر إلى ما عند الله تعالى، فالسلف قالوا‏:
هو اعتقاد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان‏.
‏وأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله‏.
‏ومن هنا نشأ ثم القول بالزيادة والنقص كما سيأتي‏.
‏والمرجئة قالوا‏:
هو اعتقاد ونطق فقط‏.
‏والكرامية قالوا‏:
هو نطق فقط‏.
‏والمعتزلة قالوا‏:
هو العمل والنطق والاعتقاد‏.
‏والفارق بينهم وبين السلف أنهم جعلوا الأعمال شرطا في صحته‏.
‏والسلف جعلوها شرطا في كماله‏.
‏وهذا كله كما قلنا بالنظر إلى ما عند الله تعالى‏.
‏أما بالنظر إلى ما عندنا فالإيمان هو الإقرار فقط، فمن أقر أجريت عليه الأحكام في الدنيا، ولم يحكم عليه بكفر إلا إن اقترن به فعل يدل على كفره كالسجود للصنم، فإن كان الفعل لا يدل على الكفر كالفسق فمن أطلق عليه الإيمان فبالنظر إلى إقراره، ومن نفي عنه الإيمان فبالنظر إلى كماله، ومن أطلق عليه الكفر فبالنظر إلى أنه فعل فعل الكافر، ومن نفاه عنه فبالنظر إلى حقيقته‏.
‏وأثبتت المعتزلة الواسطة فقالوا‏:
الفاسق لا مؤمن ولا كافر‏.
‏وأما المقام الثاني فذهب السلف إلى أن الإيمان يزيد وينقص‏.
‏وأنكر ذلك أكثر المتكلمين وقالوا متى قبل ذلك كان شكا‏.
‏قال الشيخ محيي الدين‏:
والأظهر المختار أن التصديق يزيد وينقص بكثرة النظر ووضوح الأدلة، ولهذا كان إيمان الصديق أقوى من إيمان غيره بحيث لا يعتريه الشبهة‏.
‏ويؤيده أن كل أحد يعلم أن ما في قلبه يتفاضل، حتى إنه يكون في بعض الأحيان الإيمان أعظم يقينا وإخلاصا وتوكلا منه في بعضها، وكذلك في التصديق والمعرفة بحسب ظهور البراهين وكثرتها‏.
‏ ‏(‏1/47‏)‏وقد نقل محمد بن نصر المروزي في كتابه ‏"‏ تعظيم قدر الصلاة ‏"‏ عن جماعة من الأئمة نحو ذلك، وما نقل عن السلف صرح به عبد الرزاق في مصنفه عن سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي وابن جريج ومعمر وغيرهم، وهؤلاء فقهاء الأمصار في عصرهم‏.
‏وكذا نقله أبو القاسم اللالكائي في ‏"‏ كتاب السنة ‏"‏ عن الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وغيرهم من الأئمة، وروى بسنده الصحيح عن البخاري قال‏:
لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحدا منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص‏.
‏وأطنب ابن أبي حاتم واللالكائي في نقل ذلك، بالأسانيد عن جمع كثير من الصحابة والتابعين، وكل من يدور عليه الإجماع من الصحابة والتابعين‏.
‏وحكاه فضيل بن عياض ووكيع عن أهل السنة والجماعة‏.
‏وقال الحاكم في مناقب الشافعي‏:
حدثنا أبو العباس الأصم أخبرنا الربيع قال‏:
سمعت الشافعي يقول‏:
الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص‏.
‏وأخرجه أبو نعيم في ترجمة الشافعي من الحلية من وجه آخر عن الربيع وزاد‏:
يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية‏.
‏ثم تلا‏:
‏(‏ويزداد الذين آمنوا إيمانا‏)‏ الآية‏.
‏ثم شرع المصنف يستدل لذلك بآيات من القرآن مصرحة بالزيادة، وبثبوتها يثبت المقابل، فإن كل قابل للزيادة قابل للنقصان ضرورة‏.
‏قوله‏:
‏(‏والحب في الله والبغض في الله من الإيمان‏)‏ هو لفظ حديث أخرجه أبو داود من حديث أبي أمامة ومن حديث أبي ذر ولفظه‏:
‏"‏ أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله‏"‏‏.
‏ولفظ أبي أمامة‏:
‏"‏ من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان‏"‏‏.
‏وللترمذي من حديث معاذ بن أنس نحو حديث أبي أمامة وزاد أحمد فيه‏:
‏"‏ ونصح لله ‏"‏ وزاد في أخرى‏:
‏"‏ ويعمل لسانه في ذكر الله ‏"‏ وله عن عمرو بن الجموح بلفظ‏:
‏"‏ لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله ‏"‏ ولفظ البزار رفعه‏:
‏"‏ أوثق عرا الإيمان الحب في الله والبغض في الله‏"‏‏.
‏ وسيأتي عند المصنف‏:
‏"‏ آية الإيمان حب الأنصار ‏"‏ واستدل بذلك على أن الإيمان يزيد وينقص، لأن الحب والبغض يتفاوتان‏.
‏قوله‏:
‏(‏وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي‏)‏ أي‏:
ابن عميرة الكندي، وهو تابعي من أولاد الصحابة، وكان عامل عمر بن عبد العزيز على الجزيرة فلذلك كتب إليه، والتعليق المذكور وصله أحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الإيمان لهما من طريق عيس بن عاصم قال‏:
حدثني عدي بن عدي قال‏:
كتب إلي عمر بن عبد العزيز ‏"‏ أما بعد فإن للإيمان فرائض وشرائع ‏"‏ الخ‏.
‏قوله‏:
‏(‏إن للإيمان فرائض‏)‏ كذا ثبت في معظم الروايات باللام، وفرائض بالنصب على أنها اسم إن‏.
‏وفي رواية ابن عساكر‏:
‏"‏ فإن الإيمان فرائض ‏"‏ على أن الإيمان اسم إن وفرائض خبرها، وبالأول جاء الموصول الذي أشرنا إليه‏.
‏قوله‏:
‏(‏فرائض‏)‏ أي‏:
أعمالا مفروضة، ‏(‏وشرائع‏)‏ أي‏:
عقائد دينية ‏(‏وحدودا‏)‏ أي‏:
منهيات ممنوعة، ‏(‏وسننا‏)‏ أي‏:
مندوبات‏.
‏قوله‏:
‏(‏فإن أعش فسأبينها‏)‏ أي‏:
أبين تفاريعها لا أصولها، لأن أصولها كانت معلومة لهم جملة، على تجويز تأخير البيان عن وقت الخطاب إذ الحاجة هنا لم تتحقق‏.
‏والغرض من هذا الأثر أن عمر بن عبد العزيز كان ممن يقول بأن الإيمان يزيد وينقص حيث قال‏:
استدل ولم يستدل‏.
‏قال الكرماني‏:
وهذا على إحدى الروايتين، وأما على الرواية الأخرى فقد يمنع ذلك لأنه جعل الإيمان غير الفرائض‏.
‏قلت‏:
لكن آخر كلامه يشعر بذلك وهو قوله‏:
‏"‏ فمن استكملها ‏"‏ أي‏:
الفرائض وما معها ‏"‏ فقد استكمل الإيمان‏"‏‏.
‏وبهذا تتفق الروايتان‏.
‏فالمراد أنها من المكملات، لأن الشارع أطلق على مكملات الإيمان إيمانا‏.
‏قوله‏:
‏(‏وقال إبراهيم عليه السلام‏:
ولكن ليطمئن قلبي‏)‏ أشار إلى تفسير سعيد بن جبير ومجاهد وغيرهما لهذه الآية، فروى ابن جرير بسنده الصحيح إلى سعيد قال‏:
قوله‏:
‏(‏ليطمئن قلبي‏)‏ أي‏:
يزداد يقيني‏.
‏وعن مجاهد قال‏:
لأزداد إيمانا إلى إيماني، وإذا ثبت ذلك عن إبراهيم -عليه السلام - مع أن نبينا -صلى الله عليه وسلم -قد أمر باتباع ملته - كان كأنه ثبت عن نبينا -صلى الله عليه وسلم -ذلك‏.
‏ ‏(‏1/48‏)‏‏.
‏وإنما فصل المصنف بين هذه الآية وبين الآيات التي قبلها، لأن الدليل يؤخذ من تلك بالنص ومن هذه بالإشارة‏.
‏والله أعلم‏.
‏قوله‏:
‏(‏وقال معاذ‏)‏ هو ابن جبل، وصرح بذلك الأصيلي، والتعليق المذكور وصله أحمد وأبو بكر أيضا بسند صحيح إلى الأسود بن هلال قال‏:
قال لي معاذ بن جبل‏:
‏"‏ اجلس بنا نؤمن ساعة ‏"‏ وفي رواية لهما‏:
كان معاذ بن جبل يقول للرجل من إخوانه‏:
‏"‏ اجلس بنا نؤمن ساعة‏"‏، فيجلسان فيذكران الله تعالى ويحمدانه‏.
‏وعرف من الرواية الأولى أن الأسود أبهم نفسه‏.
‏ويحتمل أن يكون معاذ قال ذلك له ولغيره‏.
‏ووجه الدلالة منه ظاهرة، لأنه لا يحمل على أصل الإيمان لكونه كان مؤمنا وأي مؤمن، وإنما يحمل على إرادة أنه يزداد إيمانا بذكر الله تعالى‏.
‏وقال القاضي أبو بكر بن العربي‏:
لا تعلق فيه للزيادة، لأن معاذا إنما أراد تجديد الإيمان، لأن العبد يؤمن في أول مرة فرضا، ثم يكون أبدا مجددا كلما نظر أو فكر، وما نفاه أولا أثبته آخرا، لأن تجديد الإيمان إيمان‏.
‏قوله‏:
‏(‏وقال ابن مسعود‏:
اليقين الإيمان كله‏)‏ هذا التعليق طرف من أثر وصله الطبراني بسند صحيح، وبقيته‏:
والصبر نصف الإيمان‏.
‏وأخرجه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في الزهد من حديثه مرفوعا، ولا يثبت رفعه‏.
‏وجرى المصنف على عادته في الاقتصار على ما يدل بالإشارة، وحذف ما يدل بالصراحة، إذ لفظ النصف صريح في التجزئة‏.
‏وفي الإيمان لأحمد من طريق عبد الله بن عكيم عن ابن مسعود أنه كان يقول‏:
‏"‏ اللهم زدنا إيمانا ويقينا وفقها ‏"‏ وإسناده صحيح، وهذا أصرح في المقصود، ولم يذكره المصنف لما أشرت إليه‏.
‏‏(‏تنبيه‏)‏ ‏:
تعلق بهذا الأثر من يقول‏:
إن الإيمان هو مجرد التصديق‏.
‏وأجيب بأن مراد ابن مسعود أن اليقين هو أصل الإيمان، فإذا أيقن القلب انبعثت الجوارح كلها للقاء الله بالأعمال الصالحة، حتى قال سفيان الثوري‏:
لو أن اليقين وقع في القلب كما ينبغي، لطار اشتياقا إلى الجنة وهربا من النار‏.
‏قوله‏:
‏(‏وقال ابن عمر إلخ‏)‏ المراد بالتقوى‏:
وقاية النفس الشرك والأعمال السيئة والمواظبة على الأعمال الصالحة‏.
‏وبهذا التقرير يصح استدلال المصنف‏.
‏وقوله‏:
‏"‏ حاك ‏"‏ بالمهملة والكاف الخفيفة أي‏:
تردد، ففيه إشارة إلى أن بعض المؤمنين بلغ كنه الإيمان وحقيقته، وبعضهم لم يبلغ‏.
‏وقد ورد معنى قول ابن عمر عند مسلم من حديث النواس مرفوعا، وعند أحمد من حديث وابصة، وحسن الترمذي من حديث عطية السعدي قال‏:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -‏:
‏"‏ لا يكون الرجل من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس ‏"‏ وليس فيها بشيء على شرط المصنف، فلهذا اقتصر على أثر ابن عمر، ولم أره إلى الآن موصولا‏.
‏وقد أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى عن أبي الدرداء قال‏:
‏"‏ تمام التقوى أن تتقي الله حتى تترك ما ترى أنه حلال خشية أن يكون حراما‏"‏‏.
‏قوله‏:
‏(‏وقال مجاهد‏)‏ وصل هذا التعليق عبد بن حميد في تفسيره، والمراد أن الذي تظاهرت عليه الأدلة من الكتاب والسنة هو شرع الأنبياء كلهم‏.
‏‏(‏تنبيه‏)‏ ‏:
قال شيخ الإسلام البلقيني‏:
وقع في أصل الصحيح في جميع الروايات في أثر مجاهد هذا تصحيف قل من تعرض لبيانه، وذلك أن لفظه‏:
وقال مجاهد‏:
‏(‏شرع لكم‏)‏ أوصيناك يا محمد وإياه دينا واحدا‏.
‏والصواب‏:
أوصاك يا محمد وأنبياءه‏.
‏كذا أخرجه عبد بن حميد والفريابي والطبري وابن المنذر في تفاسيرهم‏.
‏وبه يستقيم الكلام، وكيف يفرد مجاهد الضمير لنوح وحده مع أن في السياق ذكر جماعة‏!‏ انتهى‏.
‏ولا مانع من الإفراد في التفسير، وإن كان لفظ الآية بالجمع على إرادة المخاطب والباقون تبع، وإفراد الضمير لا يمتنع، لأن نوحا أفرد في الآية فلم يتعين التصحيف، وغاية ما ذكر من مجيء التفاسير بخلاف لفظه أن يكون مذكورا عند المصنف بالمعنى‏.
‏والله أعلم‏.
‏وقد استدل الشافعي وأحمد وغيرهما على أن الأعمال تدخل في الإيمان بهذه الآية‏:
‏(‏وما أمروا إلا ليعبدوا الله - إلى قوله - دين القيمة‏)‏ قال الشافعي‏:
ليس عليهم أحج من هذه الآية‏.
‏أحرجه الخلال في كتاب السنة‏.
‏قوله‏:
‏(‏وقال ابن عباس‏)‏ وصل هذا التعليق عبد الرزاق في تفسيره بسند صحيح‏.
‏والمنهاج‏:
السبيل‏:
أي‏:
الطريق الواضح‏.
‏ ‏(‏1/49‏)‏‏.
‏والشرعة والشريعة بمعنى، وقد شرع أي‏:
سن، فعلى هذا فيه لف ونشر غير مرتب‏.
‏فإن قيل‏:
هذا يدل على الاختلاف والذي قبله على الاتحاد، أجيب‏:
بأن ذلك في أصول الدين وليس بين الأنبياء فيه اختلاف، وهذا في الفروع وهو الذي يدخله النسخ‏.
‏قوله‏:
‏(‏دعاؤكم إيمانكم‏)‏ قال النووي‏:
يقع في كثير من النسخ هنا باب، وهو غلط فاحش وصوابه بحذفه، ولا يصح إدخال باب هنا إذ لا تعلق له هنا‏.
‏قلت‏:
ثبت باب في كثير من الروايات المتصلة، منها رواية أبي ذر، ويمكن توجيهه، لكن قال الكرماني‏:
إنه وقف على نسخة مسموعة على الفربري بحذفه، وعلى هذا فقوله‏:
‏"‏ دعاؤكم إيمانكم ‏"‏ من قول ابن عباس، وعطفه على ما قبله كعادته في حذف أداة العطف حيث ينقل التفسير، وقد وصله ابن جرير من قول ابن عباس قال في قوله تعالى‏:
‏(‏قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم‏)‏ قال يقول‏:
لولا إيمانكم‏.
‏أخبر الله الكفار أنه لا يعبأ بهم، ولولا إيمان المؤمنين لم يعبأ بهم أيضا‏.
‏ووجه الدلالة للمصنف أن الدعاء عمل وقد أطلقه على الإيمان فيصح إطلاق أن الإيمان عمل، وهذا على تفسير ابن عباس‏.
‏وقال غيره‏:
الدعاء هذا مصدر مضاف إلى المفعول، والمراد دعاء الرسل الخلق إلى الإيمان، فالمعنى ليس لكم عند الله عذر إلا أن يدعوكم الرسول فيؤمن من آمن ويكفر من كفر، فقد كذبتم أنتم فسوف يكون العذاب لازما لكم‏.
‏وقيل‏:
معنى الدعاء هنا‏:
الطاعة‏.
‏ويؤيده حديث النعمان بن بشير‏:
‏"‏ أن الدعاء هو العبادة ‏"‏ أخرجه أصحاب السنن بسند جيد‏.
...المزيد

السلام عليكم زماننا لا يخلو من المرضي النفسيين ولعل احدهم يشعر بالهم والغم فيذهب لسماع الاغاني و و ...

السلام عليكم زماننا لا يخلو من المرضي النفسيين ولعل احدهم يشعر بالهم والغم فيذهب لسماع الاغاني و و و الخ يهرب من الدنيا ولكن لما لايفرش سجاده الصلي ويشكو لله همه نقطه اخري م هو الران اقول لكم اولا فلنفترض ان القلب له غلاف ابيض و ف مره حصلت حاجه تزعل مثلا او انك كنت مخطط لحاجه والنصيب كان ليه راي تاني ف تزعل ف تقعد تشرك بربك بقا وتقول ليه وايش معني انا وتقارن نفسك بالناس التانيه اللي عندهم الحاجه اللي ضاعت منك ف تعصي الله ف يتكون نقطه سوده ع قلبك تسمع الاذان بيقول الله اكبر مش بتتحرك ف تتكون نقطه سوده تاني وهكذا لحد ما الغلاف كله يبقي اسود تيجي تصلي متحسش بالامان ولا تقدر تبكي من خشيه الله م اقوله لكم ان المعاصي تمنع الرزق 🌻🌱 ...المزيد

اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

‏١/٣ أمرنا الله بعداوة الكفــار كاليهود والنصارى ديناً: "لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر ...

‏١/٣
أمرنا الله بعداوة الكفــار كاليهود والنصارى ديناً: "لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله"، وأجاز لنا التعامل معهم دنيوياً، فباع النــبي ﷺ واشترى وتصالح معهم، فديننا وســــط وعدل لا إفراط بظلم الكفار، ولاتفريط بنفي العــــداوة عنهم .✎ ...المزيد

هنا 21 نصيحة من رسول الله محمد [صلى الله عليه وسلم] لمساعدتك على محو ذنوبك:ـ التوبة: قال الله ...

هنا 21 نصيحة من رسول الله محمد [صلى الله عليه وسلم] لمساعدتك على محو ذنوبك:ـ

التوبة: قال الله تعالى‏:‏ "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة". (حديث قدسي)ـ

إداء الصلاة: يقول صلى الله عليه وسلم "‏ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله‏". (رواه مسلم)ـ

الوضوء: يقول صلى الله عليه وسلم "‏من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره‏"‏.‏ (صحيح مسلم)ـ

حضور صلاة الجمعة: يقول صلى الله عليه وسلم "‏الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ مكفرات ما بينهن إذا اجتنبَ الكبائر".‏ (صحيح مسلم) وقال ايضاً "لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى". (صحيح البخاري)ـ

الانتظار حتى يأتي وقت الصلاة: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "من جلس في المسجد ينتظر الصلاة , فهو في صلاة" و سأل في مره فقال "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟" قالوا: "بلى يا رسول الله"، قال: "إسباغ الوضوء على الكاره وكثرة الخطا الى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، يغسل الخطايا غسلا". (رواه مسلم)ـ

ان تقوم بفعل الخير: افعل الكثير من الاعمال الصالحة لأن يقول سبحانه و تعالى "وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ ۚ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذٰلِكَ ذِكرىٰ لِلذّاكِرينَ" [سورة هود 114]ـ

ان تؤدي العمرة و الحج: يقول صلى الله عليه و سلم "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" (صحيح البخاري) و قال ايضاً "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". (صحيح البخاري)ـ

ان تقول "امين" بعد الامام: يقول صلى الله عليه وسلم "إذا أمن الإمام فأمنوا؛ فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر لهُ ما تقدم من ذنبه". (رواه الخاري)ـ

أن تؤذن: قال صلى الله عليه وسلم" يغفر للمؤذن منتهى أذانه ويستغفر له كل رطب ويابس سمعه" و "صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسة وعشرين ضعفا......" (ابي داود)ـ

السير الى المسجد: يقول صلى الله عليه وسلم "........خمسة وعشرين ضعفا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه : اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة". (رواه البخاري)ـ

اخراج الصدقة: يقول صلى الله عليه وسلم "والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار". (صحيح سنن الترميذي)ـ

ان تطلب المغفرة من الذين اسأت اليهم: يقول صلى الله عليه وسلم "من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه". (رواه البخاري)ـ

ان تصلي على رسول الله (صلى الله عليه وسلم): يقول صلى الله عليه وسلم "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات". (رواه النسائي)ـ

الرفق بالحيوان: يقول صلى الله عليه وسلم "بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به". (صحيح البخاري)ـ

ان تحمد الله بعد الاكل: يقول صلى الله عليه وسلم "من أكل طعاما ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة , غفر له ما تقدم من ذنبه". (صحيح سنن الترميذي)ـ

ازالة العقبات من الطريق أو الممر: يقول صلى الله عليه وسلم "بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك في الطريق، فأخَّره، فشكر الله له فغفر له". (رواه البخاري)ـ

الستر على أخطأ أو ذنوب الاخرين: يقول صلى الله عليه وسلم "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا و الآخرى" (رواه مسلم) و قال ايضاً " إن الله عز وجل يُدني المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه يستره من الناس، فيقول: يا عبدي أتعرف ذنب كذا وكذا؟ فيقول: نعم يا رب، ثم يقول: يا عبدي أتعرف ذنب كذا وكذا؟ حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه قد هلك، قال: إني قد سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم". (صحيح البخاري)ـ

ان تصبر خلال الاوقات العسيرة: يقول صلى الله عليه وسلم "ما أصاب المؤمن من هم ولا غم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه" (رواه مسلم) و قال ايضاً "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط". (حسنه الترمذي)ـ

ان تذكر الله: يقول صلى الله عليه وسلم "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كان مثل زبد البحر" (صحيح البخاري) و قال ايضاً "من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" (صحيح مسلم) و قال ايضاً "مَن قال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه؛ غُفِرَ له ذنوبه ولو كان فارًّا من الزحف" و في روايا اخرى يجب ان تقررها ثلاثة مرات. (ابي داود، الترمذي، و الحكيم) و قال ايضاً "من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلأ أنت، أستغفرك وأتوب إليك. إلأ غفر له ما كان في مجلسه ذلك". (رواه الترميذي)ـ

ان تقول سبحان الله مائة مرة: عن مصعب بن سعد حدثني أبي(سعد بن ابي وقاس) قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟" فسأله سائل من جلسائه "كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟" قال "يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة". (رواه مسلم)ـ

افضل دعاء كي ترجو فيه المغفرة هو ان تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة. (رواه البخاري)ـ

اللهم اغفر لنا وارحمنا، وتب علينا انك انت التواب الرحيم، اللهم احسن خاتمتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. امين
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
10 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً