. -593- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: ...

.
-593-
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ إِلَى رَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْعِصْمَةَ ثَمَرَةُ التَّوْبَةِ، وَاللَّهُ وَلِيُّ عِصْمَتِكَ، فَإِيَّاهُ فَاحْمَدْ عَلَيْهَا يُرِدْكَ مِنْ طَاعَتِهِ، وَإِيَّاكَ وَالْعُجْبَ فَإِنَّهُ أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْكَ، وَالْمُعْجَبُ كَالْمُمْتَنِّ عَلَى اللَّهِ بِمَا أَوْلَى بِالْمِنَّةِ فِيهِ "
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.-428-
والزَّايُ: حَرْفُ هِجَاءٍ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَنْبَغِي أَن تَكُونَ مُنْقَلِبَةً عَنْ وَاوٍ ولامُه ياءٌ، فَهُوَ مِنْ لَفْظِ زَوَيْت إِلَّا أَن عَيْنَهُ اعتلَّت وَسَلِمَتْ لَامُهُ، وَلَحِقَ بِبَابِ غايٍ وطايٍ ورايٍ وثايٍ وآيٍ فِي الشُّذُوذِ، لِاعْتِلَالِ عَيْنِهِ وَصِحَّةِ لَامِهِ، واعتلالُها أَنها مَتَى أُعربت فَقِيلَ هَذِهِ زايٌ حسَنة، وكتَبْت زَايًا صَغِيرَةً أَو نَحْوَ ذَلِكَ فَإِنَّهَا بَعْدَ ذَلِكَ مُلْحَقَةٌ فِي الإِعلال بِبَابِ رايٍ وَغَايٍ، لأَنه مَا دَامَ حرفَ هجاءٍ فأَلِفه غَيْرُ مُنْقلبة، قَالَ: وَلِهَذَا كَانَ عِنْدِي قولُهم فِي التَّهجِّي زَايٌ أَحْسَن مِنْ غايٍ وطايٍ لأَنه مَا دَامَ حَرْفًا فَهُوَ غيرُ مُتصرّف، وأَلِفُه غيرُ مَقْضِيّ عَلَيْهَا بِانْقِلَابٍ، وغايٌ وبابُه يتَصرف بالانْقلاب، وإعلالُ العينِ وتصحيحُ اللامِ جارٍ عَلَيْهِ مَعْروفٌ فِيهِ، وَلَوِ اشْتَقَقْت مِنْهَا فعَّلْت لقُلْت زَوَّيْت، قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُ أَبي عَلِيٍّ، وَمَنْ أَمالَها قَالَ زَيَّيْت زَايًا، فَإِنْ كسَّرْتها عَلَى أَفْعالٍ قلتَ أَزْوَاءٌ، وَعَلَى قَوْلِ غَيْرِهِ أَزْيَاء، إِنْ صَحَّت إمالتُها، وَإِنْ كسَّرتَها عَلَى أَفْعُلٍ قُلْتَ أَزْوٍ وأَزْيٍ عَلَى الْمَذْهَبَيْنِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الزَّايُ وَالزَّاءُ لُغَتَانِ، وأَلفها تَرْجِعُ فِي التَّصْرِيفِ إِلَى الْيَاءِ وَتَصْغِيرُهَا زُيَيَّةٌ. وَيُقَالُ: زَوَّيْت زَايًا فِي لُغَةِ مَنْ يَقُولُ الزَّايَ، وَمَنْ قَالَ الزَّاءَ قَالَ زَيَّيْت كَمَا يُقَالُ يَيَّيْت يَاءً، ونظير زَوَّيْت كَوَّفْت كافاً. الْجَوْهَرِيُّ: الزَّايُ حرفٌ يُمَدُّ ويُقْصَرُ وَلَا يُكْتَبُ إِلَّا بياءٍ بَعْدَ الأَلف؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ يُقْصَرُ أَي يُقَالُ زَيْ مِثْلُ كَيْ، ويُمَدُّ فيقال زَاي بالأَلف، وَتَقُولُ: هِيَ زايٌ فزَيِّها.
وَقَالَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: نُنْشِزُها، قَالَ: هِيَ زَايٌ فزَيِّها
أَي اقْرَأْها بِالزَّايِ. والزِّيُّ: اللِّباسُ والهَيْئَة، وأَصله زِوْيٌ، تَقُولُ مِنْهُ: زَيَّيْته، وَالْقِيَاسُ زَوَّيْتُه. وَيُقَالُ: الزِّيُّ الشارَةُ والهَيْئَةُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
مَا أَنا بالبَصْرة بالبَصْرِيِّ، ... وَلَا شبِيه زِيُّهُم بِزِيِّي
وَقُرِئَ قَوْلُهُ تَعَالَى: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وزِيّاً
؛ بِالزَّايِ وَالرَّاءِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: مَنْ قَرأ وزِيّاً فالزِّيُّ الْهَيْئَةُ والمَنْظر، وَالْعَرَبُ تَقُولُ قَدْ زَيَّيْتُ الجاريةَ أَي زَيَّنتُها وهَيَّأْتها. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ تَزَيَّا فُلَانٌ بزِيّ حَسَنٍ، وَقَدْ زَيَّيْته تَزِيَّةً. قَالَ ابْنُ بُزُرْج: قَالُوا مِنَ الزِّيِّ ازْدَيَيْت، افْتَعَلْت، وتَفَعَّلْت تَزَيَّيْت، وفَعِلْت زَيِيت مثلُ رَضِيت، قَالَ: وَالْعَرَبُ لَا تَقُولُ فِيهَا فَعِلْت إِلَّا شاذَّةً؛ قَالَ حَكِيمٌ الدِّيلي:
فلَمّا رَآنِي زَوَى وَجْهَهُ، ... وقَرَّبَ مِنْ حاجِبٍ حاجِبا
فَلَا بَرِحَ الزِّيُّ منْ وجْهِه، ... وَلَا زالَ رائِدُه جادِبا
الأُمَويّ: قِدْرٌ زُوَازِيَةٌ وَهِيَ الَّتِي تَضُمُّ الجَزُورَ. الأَصمعي: يُقَالُ قِدْرٌ زُوَزِيَةٌ وزُوَازِيَةٌ مِثَالُ عُلَبِطَةٍ وعُلابِطَةٍ للعَظِيمة الَّتِي تضُمُّ الجَزُور.
...المزيد

قال أبو بكر بن داود بن علي : سمعت أبي يقول: من لم يعرف حديث رسول الله ﷺ بعد سماعه، ولم يميز صحيحه ...

قال أبو بكر بن داود بن علي : سمعت أبي يقول: من لم يعرف حديث رسول الله ﷺ بعد سماعه، ولم يميز صحيحه وسقيمه، فليس بعالم.

50 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ ...


50 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ قَالَ: قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ تَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ الْحَدِيدُ» . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا جَلَاؤُهَا؟ قَالَ: «تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ» وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: كَمَا أَنَّ الْحَدِيدَ إِذَا لَمْ يُسْتَعْمَلْ غَشِيَهُ الصَّدَأُ حَتَّى يُهْلِكَهُ، كَذَلِكَ الْقَلْبُ إِذَا عُطِّلَ مِنَ الْحِكْمَةِ غَلَبَ عَلَيْهِ الْجَهْلُ حَتَّى يُمِيتَهُ
.
.
.
.
.
.

.
.
.ف4ف

تدبيره ومعرفتهم بحسن تقديره لهم، خير لهم من كون أمانيهم، وأفضل لهم عند الله من قبل إن الله، أحكم الحاكمين، وقال تعالى موبخاً للإنسان مجهلاً للتمني لقلة الإيقان: (أَمْ لِلإنْسَانِ مَا تَمَنّى) (فَلِلّهِ الآخِرَةُ وَالأُولى) النجم: 24 - 25 أي يحكم فيهما بترك الأماني لأنه قال تعالى: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَواتُ وَالأَرْضُ ومَنْ فيهِنَّ) المؤمنون: 71 فالمتوكّل محبّ لله تعالى مسرور بربّه فرح له بملكه، بأنّ له الآخرة والأولى يحكم فيهما كيف شاء، والعبد عاجز لا يقدر على شيء، فهذا أوّل مقام في المحبة، فقد كفى الخلائق هذا كله بحسن تدبير الخالق العليم الخبير البصير، وإنما يحتاجون إلى معرفة بالحكمة ومشاهدة للحكم والرحمة، وإلى بصيرة ويقين يسكن عندها قلوبهم ولا يضطرب، هذا الذي ذكرناه عند الموقنين وستطلع العموم على سرّ ما ذكرناه من لطيف التدبير وباطن التقدير، وهو سرّ القدر ولطائف المقدّر في الآخرة عند المعاينة، وقد كشف الغطاء وظهر ما تحته من عجائب الخبء في السموات والأرض، وقد أطلع الله على ذلك العلماء به في الدنيا وهو محمود مشكور على ما أظهر وأخفى، ففي كلّ واحد منهما نعمة، ومع كل واصف منها حكمة ورحمة، ولكن قد خلق الله العلماء بأخلاقه فليس يكشفون من علمه إلا بقدر ما كشف، وليس يعرفون من سرّ قدره إلا بمعيار ما عرف، وقال تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إلاّ عندنا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنْزِّلَهُ إِلاّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) الحجر: 21 فقد تأدبوا بهذا الخطاب ووقفوا عنده، وقال أبو سليمان الداراني: إذا لاحظت الأشياء من فوق وجدت لها طعماً آخر، وقال بعض العارفين: إذا رأيت الأشياء كلها كشيء واحد من معدن واحد، رأيت ما لم تسمع وفهمت ما لم تفهم الخلق، وقال بعضهم: لا ترى العجب حتى ترى عجباً فإن لم ترَ عجباً رأيت العجب.

ذكر بيان آخر من وصف المتوكّلين
اعلم أن العلماء بالله سبحانه؛ لم يتوكّلوا عليه لأجل أن يحفظ لهم دنياهم، ولا لأجل تبليغهم مرادهم، ولا ليشترطوا عليه حسن القضاء بما يحبّون، ولا ليبدّل لهم جريان أحكامه عمّا يكرهون ولا ليغيّر لهم سابق مشيئته إلى ما يعقلون، ولا ليحوّل عنهم سنّته التي خلت في عباده من الابتلاء والاختبار، هو أجلّ في قلوبهم من ذلك وهم أعقل عنه وأعرف به من هذا، لو اعتقد عارف بالله أحد هذه المعاني مع الله في توكّله كان كبيرة توجب عليه التوبة وكان توكّله معصية، وإنما أخذوا نفوسهم بالصبر على أحكامه كيف جرت، فطالبوا قلوبهم بالرضا عنه كيف جرت.
وقال رجل لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله، إني تعلقت بأستار الكعبة فتبت من كلّ ذنب وحلفت أن لا أعصي الله فيما أستقبل، فقال له: ويحك، ومن أعظم معصية منك تتألى على الله أن لا ينفذ حكمه فيك، وأنشدنا بعض العلماء لبعض الحكماء:
لما رأيت القضا جارياً ... لا شك فيه ولا مرية
توكلت حقّاً على خالقي ... وألقيت نفسي مع الجرية
...المزيد

الهداية جاءتنا من الله فكانت نورا وفرقانا فابصرنا بنورها كل شيء واستبان لنا الحق من الباطل وبفضل ...

الهداية جاءتنا من الله فكانت نورا وفرقانا فابصرنا بنورها كل شيء واستبان لنا الحق من الباطل وبفضل نورها عرفنا الله الحق من الباطل والدين الحق من الباطل فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
9 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً