( علاقة العبادة بالأخلاق) إنَّ العبادات التي شُرعت في الإسلام هي عبارة عن تمارين متكرِّرة لتعويد ...

( علاقة العبادة بالأخلاق)
إنَّ العبادات التي شُرعت في الإسلام هي عبارة عن تمارين متكرِّرة لتعويد المرء أن يَحيا بأخلاق عظيمة؛ فمثلًا الصلاة نتعلم منها الأخلاق العظيمة؛ فالله يقول: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]، وكذلك الصوم هو عبادة مفروضة، ولم يُفرَض علينا من أجل الامتناع عن الأكل والشراب والجِماع فقط، إنما هو عبادة مفروضة يهذِّب الرُّوح، ويكبَح جماح الشهوات، وهو مدرسة عظيمة نتربى فيها على الأخلاق الفاضلة؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإذا كان يومُ صومِ أحدكم، فلا يَرفث ولا يفسق، فإنْ سابَّه أحد أو شاتَمَه، فليقلْ: إني صائمٌ))، وهكذا في سائر العبادات مِن حجٍّ وزكاة وغيرها، يتعلَّم منها المسلم الأخلاق العظيمة.



وحسْن الخلُق هو وسام عظيم نكتشف عظمته من خلال تفرُّد الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف دون غيره؛ ولهذا قال سبحانه: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، فلا بدَّ أن نقتديَ برسول الله في هذا الخلُق العظيم، فحسْن الخلُق مُنطلق لكل عمل خير، فتنال بهذا الخلُق الدرجات العلى في الجنة، وتنال منزلة الصائم الذي لا يُفطِر، والقائم الذي لا يَفتُر، وكذلك مُجاوَرة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.



فالله سبحانه وتعالى أمر نبيَّه وأمَّته مِن بعده بحسن الخلق؛ فقال سبحانه: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الإسراء: 53]، ويقول سبحانه واصفًا عباد الرحمن بحسن الخلُق، فقال: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ﴾ [الفرقان: 63]، ويقول سبحانه حاكيًا عن لقمان وهو يَعظ ابنَه بالأخلاق الحسنة: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17]، ويقول سبحانه: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].



فلقد أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحِلم عند الجهل، والعفْو عند الإساءة، فلا يَستوي الإحسان إلى الخَلق ولا الإساءة إليهم، لا في ذاتها، ولا في وصفها، ولا في جزائها، فإذا أساء إليك مسيء من الخَلق، خصوصًا مَن له حقٌّ كبير عليك؛ كالأقارب والأصحاب ونحوهم، إساءة بالقول أو بالفعل، فقابِلْه بالإحسان إليه، فإنْ قطَعك فصِلْهُ، وإن ظلمك فاعفُ عنه، وإن هجَرَك فطيِّب له الكلام، وابذُلْ له السلام، وكذلك لا يستوي الإيمان بالله وطاعته والشرك بالله ومعصيته، ولا تستوي دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى دين الحق ودعوة الكفار إلى الضلال البعيد، ولا تستوي الحسنة التي يرضى الله بها ويُثيب عليها ولا السيئة التي يكرهها الله ويعاقِب عليها، فالحسنة لا يستوي أثرها، كما لا تستوي قيمتها مع السيئة.



الصبرُ والتسامُح والاستعلاء على رغبة النفس في مُقابلة الشر بالشر - يَردُّ النفوس الجامِحة إلى الهدوء والثقة، فتنقلب من الخصومة إلى الولاء، ومِن الجماح إلى اللين.



مَن أساء إليك، فادفعه عنك بالإحسان، فادفع بالحلم جهل الجاهل، وبالعفو إساءة المسيء، وإذا اعترضتك سيئة، فادفعها بالحسنة، كذلك كما لو أساء إليك رجلٌ إساءةً، فالحسنة أن تعفو عنه؛ مثل أن يذمك فتَمدَحه، فإذا فعل المسلم ذلك عصَمَه الله من الشيطان، وخضع له عدوُّه كأنه وليٌّ قريب إليه مِن الشفقة عليه والإحسان إليه، ويصير المسيء الذي بينك وبينه عداوة كأنه من ملاطفته وبره صديقٌ قريب، وكذلك إذا قابل المسلم إساءةَ عدوِّه بالإحسان، انقلب من العداوة إلى المحبة، ومن البغضة إلى المودَّة، ثم بعد ذلك يَصير العدو كالصديق، والبعيد عنه كالقريب.



إذًا فتلك السماحة تحتاج إلى قلب كبير يَعطف ويسامح وهو قادر على الإساءة والردِّ، وهذه القدرة ضرورية لتُؤتي السماحةُ أثَرَها.



وهذه الدرجة درجة دفع السيئة بالحسنة، والسماحة التي تَستعلي على دفعات الغيظ والغضب، والتوازن الذي يَعرف متى تكون السماحة ومتى يكون الدفع بالحُسنى - درجة عظيمة لا يُلقَّاها كل إنسان، فهي في حاجة إلى الصبر، وهي كذلك حظٌّ موهوبٌ يتفضَّل به الله على عباده الذين يُحاولون فيستحقون ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 35]، وهذه الآيات التي سبقت قيل: نزلت في أبي جهل؛ كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، فأُمر النبيُّ بالعفو عنه، فإذا كان ذلك الرجل مشركًا، ومع هذا عفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فالأَولى والأَحرى أن نَعفو عن بعضِنا البعض؛ فالله سبحانه وتعالى يقولُ وهو يتحدَّث عن أهل الجنة المتقين: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134

].



وما يوفَّق لهذه الأخلاق وهذه الخصال الحميدة إلا الذين صبروا نفوسهم على ما تكرَه، وأجبروها على ما يُحبُّ الله؛ فإنَّ النفوس مجبولة على مُقابلة المسيء بإساءته وعدم العفو عنه، فكيف بالإحسان؟! فإذا صبر الإنسان نفسه، وامتثَلَ أمْرَ ربه، وعرَف جزيل الثواب، وعلِم أن مقابلته للمسيء بجنس عمله لا يُفيد شيئًا، ولا يَزيد العداوة إلا شدةً، وأن إحسانه إليه ليس بواضعٍ قدرَه، بل مَن تواضَعَ لله رفَعَه؛ هان عليه الأمر مُتلذذًا مستحليًا له؛ لكونه من خصال خواص الخلق التي يَنال بها العبد الرِّفعة في الدنيا والآخرة، التي هي مِن أكبر خصال مكارم الأخلاق، ولا عجب أن رأينا أحد محقِّقي علماء الإسلام مثل ابن القيم يقول: "الدين هو الخلُق، فمَن زاد عليك في الخلُقِ، زاد عليك في الدين"؛ مدارج السالكين.



إن أخطر شيء على أخلاق الناس هو هذه الدنيا بمَتاعها ومُغرياتها، بزخارفها وشهواتها مِن النساء والبنين...، إنَّ الغلوَّ في حب الدنيا هو رأس كل خطيئة، والتنافس عليها أساس كل بلية!



من أجل متاع الدنيا يَبيع الأخ أخاه، ويَقتُل الابن أباه، ومِن أجلها يخون الناسُ الأمانات ويَنكثون العهود، ومن أجلها يَجحد الناس الحقوق ويَنسَوْن الواجبات... إلخ!

وإنَّما الأُممُ الأخلاق ما بقيَتْ ♦♦♦ فإنْ هُمُ ذهبَتْ أخلاقُهم ذهَبُوا



والله الموفِّق.
...المزيد

مناجاة الحمد لله الذي لا يكشف الشدائد إلا هو. ولا يدفع المكائد إلا هو. وما مراد العابدين في ...

مناجاة
الحمد لله الذي لا يكشف الشدائد إلا هو.
ولا يدفع المكائد إلا هو.
وما مراد العابدين في الدارين إلا هو.
وما مطلوب الخاشعين في الكونين إلا هو.
لا حافظ، ولا ناصر، إلا هو.
(غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو).
موسى على الطور حين ناداه، قال: لا إله إلا هو.
يونس في بطن الحوت حين ناداه، قال: لا إله إلا هو.
ويوسف في قعر البئر حين ناداه، قال: لا إله إلا هو.
وإبراهيم في نار الحريق حين ناداه، قال: لا إله إلا هو.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
...المزيد

ما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك ...

ما من كاتب إلا سيفنى
ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيء
يسرك يوم القيامة أن تراه

تجربتي في قراءة فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر رحمه الله .......... الحمد لله والصلاة ...

تجربتي في قراءة فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر رحمه الله ..........
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وبعد :
إلى إخواني من طلاب العلم أرسل هذه الكلمات
ومن يتهيب صعود الجبال ** يعش ابد الدهر بين الحفر
قبل حوالي عشر سنوات قد تزيد أو تنقص , ابتعت كتاب فتح الباري من إحدى المكتبات بسور الأزبكية بالقاهرة , وكنت ساعتها طالب بجامعة الأزهر الشريف , تخرج لتوه من الثانوية ليلتحق بالجامعة , وليس عندي ما يؤهلني للقراءة في مثل هذه الكتب كحال كثير من أبناء الأزهر اللذين تخطو هذه المرحلة .
قررت ساعتها أن ابدأ في قراءة كتاب فتح الباري , فلم استطع هضم بعض مصطلحاته , لأن طريقة الحافظ في هذا الكتاب تناسب المتقدمين من طلاب العلم .
فتحت المقدمة وفرغت منها وكذلك المجلدات الثلاث او الأربع الأول ولم استطع ان أتخطاها , فتركته لمدة عشرة أعوام.
ولا أخفيكم سراً كلما دخلت المكتبة انظر إليه وينظر إلي بمجلداته ذوات الخمس عشرة مجلدة , وتمر الأيام والسنون كالبرق الخاطف او هكذا خيل إلي على الأقل , ثم أعود على نفسي باللوم واقضي عليها بالعجز واسألها :
إلى متى يا نفس هذا التكاسل والتواني عن كتب السلف والهيبة منها ؟
وأعاود سؤالها قائلاً :
لما ألف علمائنا هذه الكتب؟
ولمن تم تأليفها وكتابتها وترصيصها وحبكها ؟
فلا أجد لها جواباً إلا ما قدمت سابقاً من جواب .
وهو إلى أن تستطيع هضم مصطلحات هذه الكتب .
وقبل عدة أشهر عن طريق صفحتي الشخصية في الفيس بوك (حمدي الصيودي) كتبت اسأل الإخوة هل تنصحون بخوض غمار هذه التجربة ؟
فجاءتني الإجابات كلها بالتأييد مصحوبة بكلمات ترفع الهمة وتدفع إلى الأمام دفعاً , فاستخرت الله تعالى واستعنت به وقررت أن أبدأ.
وكانت خطتي في الجرد تقوم على الأتي :
1- استعنت بالله تعالى على الفراغ من هذا الكتاب مع الاستفادة مما فيه بقدر المستطاع .
2- وضعت أمامي نسخة من صحيح البخاري علقت عليها بعض الفوائد كأرقام الأحاديث الثلاثية , وما قيل عليه من اصح الأسانيد والأحاديث ذات الإسناد الموحد (كحديث رجاله مدنيون او حجازيون او مصريون او بصريون ..........) وهكذا.
3- قمت بتقييد المهم فقط من الفوائد وذلك لكثرتها.
4- تقسيم القراءة على المجلدات بحيث يتم الفراغ من المجلد في غضون أسبوعين على الأكثر .
5- عدد المجلدات 15 مجلد حسب طبعة دار الكتب العلمية , اقل مجلد عدد صفحاته (570) صفحة تقريبا وأكبرها(980 ) تقريبا وغالبها يقترب من (750) صفحة وهناك صفحات تصل الى 30 سطر او تزيد وغالب الصفحات 25 سطر قد تزيد او تنقص .
6- ألزمت نفسي بقراءة ما يقارب (40 او 50) صفحة يومياً ما عدا ليلة الخميس ويوم الجمعة وصبيحة السبت فقد زاد العدد قليلاً .
7- اعتراني أثناء القراءة فتور لطول الكتاب ولكن بفضل الله وحده ثم بالصبر والتحمل تخطيت هذه العقبات .
8- هناك أبحاث لم استطع هضمها إما لصعوبتها أو لتقدمها فقرأتها قراءة عادية ولم أتوقف عندها ( على أمل العودة إليها ثانية ) .
9- علمت على الأحاديث الثلاثية في الكتاب حسب ما أشار إليه الحافظ في الفتح .
10- علمت على الأحاديث ذات الإسناد الواحد من كل بلد الذي قال فيه ابن حجر في الفتح ( الإسناد كله بصريون – او كوفيون او حجازيون او مدنيون او مصريون ) ونقلت ذلك إلى نسختي من صحيح البخاري .
11- المدة التي قطعتها في قراءة الفتح (سبعة أشهر ونصف الشهر تقريباً) لم اخلط معه غيره إلا بعض الكتيبات والكتب التي لا تتعدى 350 صفحه ككتاب الصمت والملكوت للهدلق , وكتاب إعلاء البخاري , وكتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين , وما كان في حجمها أو صفحات من كتب أخرى .
يا طالب العلم أن الهجوم على مثل هذه الكتب الكبيرة يتطلب صبراً وجلداً ومثابرة وجدة ونشاط واستمرارية او ديمومة في القراءة.
* - من خلال قراءتي في الفتح وجدت فيه علوماً شتى اذكر لك منها :
-العقيدة والتوحيد وما يندرج تحتهما من مسائل .
-التفسير وعلوم القرآن وعلم القراءات.
-علوم الحديث بشقيه الرواية والدراية .
-التاريخ والسير .
-الطبقات والتراجم .
-الفقه وأصوله وما استقلا به.
-اللغة والعروض وما يتبعهما .
-الأدب والزهد والرقائق والمواعظ .
-حتى بعض من علوم الفلسفة وعلوم الطبيعة من كواكب ومجرات تجدها فيه .
كل ذلك وغيره مما لم أتذكره وقت تدويني لهذه الكلمات تجده في هذا الكتاب القيم .
@ -فيا طالب العلم ثق تمام الثقة ما ان تفرغ من المقدمة , والمجلد الأول , حتى تجد نفسك قد اعتدت على أسلوب الحافظ في الشرح , بل وأحببته وأحببت طريقته في العرض , تمشي معه كلمة كلمة وسطر سطر وصفحة صفحة وباب باب وكتاب كتاب ومجلد مجلد , حتى تنهيه فتشعر ساعتها بأنك قد أنجزت شيئاً لنفسك أولاً ثم لمن بعدك من خلال ما تم تدوينه من فوائد أثناء جردك للفتح .
ومع ان الفتح من الكتب التي ينبغي ان تقرئها أكثر من مره , ليس للذة القراءة فيه فحسب , بل لأهميته وكثرة فوائده وجودة أبحاثه وقوة استدلاله وجمعه لأطراف المسائل وتوسعه أحيانا وعزوه للأقوال إلى مؤلفيها, فهذا الكتاب ينطبق عليه بحق اسم ( كتاب الإسلام ) وعسى ان تسعفني كلماتي الركيكة لأوضح لك لماذا وصفت هذا الكتاب بقولي ( كتاب الإسلام ) في النقاط العشرة الآتية .
1- يحاول جاهداً ان يربط لك الحديث من خلال طرقه واختلاف ألفاظه والكلام عليها والكلام على إسناده ورجاله واثبات الفروق بين الروايات والمرويات في كثير من الأحيان .
2- يحكم على الحديث الذي يورده في الاستدلال على كلامه في الغالب وان استدل بحديث فيه ضعف بينه الا في النادر .
3- يذكر لك كثيراً من مسائل الفقه المتعلقة بالحديث ويرجح حسب اجتهاده وحسب اراء من سبقه وحسب ما يؤيده الدليل .
4- الأبواب التي تخلوا من الأحاديث كتلك التي لم يذكر البخاري فيها شيء من مرويه يحاول ابن حجر ان يذكر في شرحه ما يناسب هذا الباب حتى لا يصبح الباب خالي من الحديث فيذكر لك الحافظ حديث او حديثين من البخاري او من غيره مما يناسب هذا التبويب .
5- يذكر الخلاف في القراءات .
6- يتكلم على الغريب من الألفاظ في القرآن او الحديث بطريقة أهل اللغة .
7- يذكر كثيراً الخلاف بين المذاهب الأربعة وقد يُلحق بها المذهب الظاهري والزيدي والشيعي ان اعتبرناه مذهباً أصلا , و ينقل بعض الكلام عن أهل الاعتزال .
8- أورد من كلام أهل الأدب والشعر والتصوف كثيراً جداً مما تجده مبثوث في ثنايا الكتاب من أوله إلى آخره .
9- ذكر من كلام أهل التراجم والسير ونقل عنهم كثيرا جداً.
10- تكلم في كل فن من خلال ما يسعفه به الحديث الذي يرويه البخاري في صحيحه مرتبطاً بالتبويب الذي بوبه البخاري رحمه الله .
كل ما سبق يذكره لك الحافظ رحمه الله باختصار شديد وبلغة سهله قويه محبوكة بحبكة أهل الفن الذي يتكلم فيه , فكأنك في الكلام على الحديث مع المحدثين وفي اللغة مع اللغويين , وفي الأدب مع الأدباء , وفي الشعر مع الشعراء , وفي الغريب مع أهل كتب الغريب , وهكذا مع كل أهل فن يتكلم فيه كأنك معهم .
كلمة أخيرة:
أتوقع سيأتي يوم من الأيام ويحتاج الناس إلى شرح لفتح الباري وفك لبعض رموزه ولو حدث هذا لجاء فتح الباري في (100)مجلدة أو تزيد لذلك قلت ان هذا الكتاب يعتبر( كتاب الإسلام ) والسؤال كيف يتم ذلك ؟؟؟؟
والإجابة على هذا السؤال ( وهي اجتهاد مني ) تكون من خلال تطبيق العشر الآتية :
- يقوم الشارح ( او من ينوي ان يشرح الفتح ) بذكر إسناد ما أورده الحافظ من أحاديث يستدل بها أثناء الشرح وهي جملة كبيرة جداً وغالبها حكم عليها الحافظ اثناء شرحه .
- ويقوم( الشارح للفتح ) بذكر الأحاديث التي ذكرها الحافظ مختصرة فيذكرها الشارح للفتح كاملة ويذكر طرق الحديث ويرجح ويصحح حسب قواعد الجرح والتعديل مستضيئاً في ذلك بأقوال العلماء .
- يعزوا كل قول قاله الحافظ او نقله ولم يتم عزوه الى قائله .
- يذكر ما يتعلق بالحديث من المسائل التي لم يذكرها الحافظ .
- ينقل أقوال العلماء بتوسع في المسائل الواردة من عقيدة وفقه ولغة وغيرها ....
- يترجم بتراجم مطوله للذين ترجم لهم الحافظ ولم يتوسع في تراجمهم .
- يترجم من لم يترجم لهم الحافظ حتى ولو كانوا من المشاهير .
- إذا تكلم الحافظ في الفتح عن قاعدة فقهية باختصار يشرحها شارح الفتح ويبسط القول فيها وما يتعلق بها .
- لا يترك شاردة ولا وارده أشار إليها الحافظ إلا واستوعب الكلام عليها مثل الكلام في الجرح والتعديل او وفيات الرواة والعلماء وغيرهم والكلام على المدن المذكورة والأعلام ........ إلى غير ذلك .
في رأيي لو مشى شارح الفتح على هذه النقاط وأضاف إليها ما اداه اليه اجتهاده في العمل وما رآه مناسباً لأفاد الأجيال القادة فائدة كبيرة ولقدم للأمة خدمة جليلة .
والسؤال الآن كم من الوقت قد يستغرق شرح كتاب كفتح الباري ؟؟؟؟؟
وفي النهاية أقول لا تحرم نفسك من مطالعة كتب الكبار بين الحين والأخر بحجة انها مطولة او صعبة المنال او لأي سبب آخر .
دمتم في طاعة الله وأمنه
وكتب
أبو مسلم الصيودي الأثري
حمدي حامد محمود الصيد
حامداً ومصلياً لله رب العالمين
#الصيودي حمدي حامد
...المزيد

إن الروافض شر من وطئ الحصى ... من كل إنس ناطق أو جان مدحوا النبي وخونوا أصحابه ... ورموهم بالظلم ...

إن الروافض شر من وطئ الحصى ... من كل إنس ناطق أو جان

مدحوا النبي وخونوا أصحابه ... ورموهم بالظلم والعدوان

حبوا قرابته وسبوا صحبه ... جدلان عند الله منتقضان

لا تخضعنْ لمخلوقٍ على طمعٍ *** فإنَّ ذلك نقصٌ منك في الدين لن يقدر العبدُ أن يعطيك خردلةً *** إلاّ ...

لا تخضعنْ لمخلوقٍ على طمعٍ *** فإنَّ ذلك نقصٌ منك في الدين
لن يقدر العبدُ أن يعطيك خردلةً *** إلاّ بإذن الذي سوَّاك من طينِ
فلا تصاحب غنيًا تستعزَّ به *** وكُن عفيفًا وعظِّم حُرمة الدينِ
واسترزق الله ممّا في خزائنهِ *** فإنّ رزقك بين الكاف والنونِ
واستغني بالله دنيا الملوك كما *** استغنىَ الملوك بدنياهم عن الدين
...المزيد

دعاء نزول المطر: "اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا، اللهم لا تقتلنا ...

دعاء نزول المطر: "اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا، اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، ‏وأعوذ‎ ‎بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به".
وفى شدة المطر ندعو "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ، حوالينا لا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية، ومنابت الشجر".
...المزيد

بسم الله الرحمن الرحيم الحب الصادق للوطن بماذا يكون؟ الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً, ...

بسم الله الرحمن الرحيم
الحب الصادق للوطن بماذا يكون؟
الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً, وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، و هو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، اللهم لك الحمد خيراً مما نقول, وفوق ما نقول, ومثلما نقول, عزّ جاهك، وجلّ ثناؤك، وتقدست أسماؤك, ولا إله إلا أنت, والصلاة والسلام على من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً, بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين, هدى الله به البشرية, وأنار به أفكار الإنسانية، وزعزع به كيان الوثنية ؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً..
أيها الأحبة الكرام في الله:
لقد فطر الإنسان على أمور عديدة، من تلك الأمور أن يحبّ المرء ماله وولده وأقاربه وأصدقاءه، ومن هذه الأمور كذلك حبّ الإنسان لموطنه الذي عاش فيه وترعرع في أكنافه، وهذا الأمر يجده كل إنسان في نفسه، فحب الوطن غريزة متأصّلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحنّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجِم، ويغضب له إذا انتُقص، وحينَ يولَد إنسانٌ في أرض وينشأ فيها فيشرب ماءَها ويتنفّس هواءها ويحيا بين أهلها فإنَّ فطرته تربطه بها فيحبّها ويواليها، ويكفي لجَرح مشاعر إنسانٍ أن تشير بأنه لا وطنَ له.
ما أعظمها وما أروعها من كلمات!!
إنها كلمات قالها الحبيب المصطفى - عليه الصلاة والسلام – وهو يفارق وطنه الذي تربى وترعرع فيه، إنها كلمات تكشف مدى حب النبي -عليه الصلاة والسلام- لوطنه، إنها تكشف عن حبٍّ عميقٍ، وتعلقٍ كبيرٍ بوطنه، بمكة المكرمة، كلمات قالها النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو يفارق مكة، بحلِّها وحَرَمها، بجبالها ووديانها، برملها وصخورها، بمائها وهوائها، هواؤها عليل ولو كان محمَّلًا بالغبار، وماؤها زلال ولو خالطه الأكدار، وتربتُها دواء ولو كانت قفارًا.
فلمَّا وصَل أطرافَ مكة خارجًا منها، التفَتَ إلى أرضه ووطنه فجاشَتْ نفسه وقال: ((والله، إنّكِ لخيرُ أرضِ الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرِجتُ منك ما خرجت)) رواه الترمذي وابن ماجه وصححه ابن حبان وإسناده صحيح.
قال العينيّ رحمه الله: "ابتلى الله تعالى نبيَّه بفراق الوطن"، أُخرج من وطنه، أَخرجه قومُه؛ كما قال – تعالى -: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]،
بِلاَدِي وَإِنْ جَارَتْ عَلَيَّ عَزِيزَةٌ وَأَهْلِي وَإِنْ ضَنُّوا عَلَيَّ كِرَامُ
ولأهمية الوطن وترابه، فقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول كما في الحديث عن عائشة – رضي الله عنها-: ((باسم الله، تُرْبَةُ أَرْضِنا، ورِيقَةُ بَعْضِنا، يَشْفَى سقيمُنا بإذن ربنا)) رواه البخاري ومسلم.
واستحقَّ الصحابة - رضِي الله عنهم - المدحَ والثَّناء؛ لأنهم ضحوا بأوطانهم في سبيل نصرة دين الله،
قال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر:8]
وقد حكى الله – سبحانه وتعالى – عن نبيِّه إبراهيمَ – عليه الصلاة والسلام – أنه دعا لمكة المكرمة بهذا الدعاء، قال الله – تعالى -: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 126].
ودعاء إبراهيمَ – عليه الصلاة والسلام – يُظهِر ما يفيض به قلبُه، مِن حبٍّ لمستقر عبادته، وموطن أهله.
ولقد دعا لمكة بالأمن والرِّزق، وهما أهم عوامل البقاء، وإذا فُقِد أحدُهما أو كلاهما فُقِدت مقوماتُ السعادة، فتُهجَر الأوطانُ، وتَعُود الديارُ خاليةً من مظاهر الحياة؛ ولهذا نرى أن الله – سبحانه وتعالى – شدَّد في عقوبة مَن يُفسِد على الديارِ أمنَها؛ بل جعل عقوبتَه أشدَّ عقوبةً على الإطلاق؛ قال – تعالى -: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33]، فهل بعد هذه العقوبة من عقوبة؟!
ولذلك جعل التغريب عن الأوطان في شريعة الرحمن، جُزءًا من العقوبة على بني الإنسان، إذا وقَع في الزنا من غير إحصان، وتوعد قوم شعيب شعيبا-عليه السلام- ومن تبعه بأن يخرجوهم من أرضهم أو يعودوا في ملتهم، ولوط -عليه السلام- توعده قومه بأن يكون من المخرجين إن لم ينته عن نصحهم.
معاشر المسلمين الموحدين:
كم يتلذَّذ الإنسان بالبَقاء في وطنه، وكم يحنُّ إذا غاب عنه، وكم ترخص الأرواح، وتُبذَل المُهَجُ لأجله، فحبُّه ومحبَّته تجري في العُروق، وتخفق بها القلوب، كيف لا وقد قرَن المولى - سبحانه - حبَّ الأرض بحبِّ النفس؟ قال - تعالى -: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [ النساء: 66]
بصلة الأرحام تطيب الإقامة في الديار:
ومما يتجلى فيه حبُّ الأوطان، صلة الأرحام، فهم قرابته وأنسه، وبهم تطيب الإقامة في الديار؛ لذلك جعل الله صلةَ الأرحام من أعظم القُرُبات، وقطيعتَهم قرينَ الإفساد في الأرض.
قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 22 – 24].
أيها الأحبة الكرام في الله:
من هو المسلم الصادق؟
إن المسلم الصادق أصدقُ الناس حبًا لوطنه، ويعمل كل خير لبلده، ويتفانى في خدمته، ويضحي للدفاع عنه ؛ لأنه يريد لأهله سعادة الدنيا والآخرة بتطبيق الإسلام، قال تعالى حكايةً عن مؤمن آل فرعون أنه قال: { يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا} [غافر:29] ؛ قال ذلك محذرًا لقومه وناصحًا لهم ومريدًا لهم الخير والصلاح والنجاة .
وإن المسلم الصادق يعمل للأمة، ويحزن لحزنها، ويفرح لفرحها، ويدافع عنها، ويسعى لوحدتها.
وإن المسلم الحق يقدِّم الأقرب فالأقرب، ولا ينسى من هو بعيد، وكل مسلم على ثغر، فلْيحذر أن يُؤتى وطنُه، أو تؤتى أُمتُه مِن قِبَله.
بِلاَدِي هَوَاهَا فِي لِسَانِي وَفِي دَمِي يُمَجِّدُهَا قَلْبِي وَيَدْعُو لَهَا فَمِي
أيها المؤمنون الأوفياء:
الحب الصادق للوطن بماذا يكون؟
حب الوطن الصادق لا يكون إلا بالسعي فيما يُصلحها، ولا صلاح لها إلا في دين الله تبارك وتعالى، ولا قَوام لها إلا بشرعه ، وكل ما عارض الشريعة فليس بإصلاح ، بل هو من الإفساد وليس من حب الوطن في شيء .
حب الوطن لمن أراد الخير والأمن لبلده، يكون بالإيمان بالله والعمل الصالح؛ قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } [النور:55] .
حب الوطن يكون بتحكيمِ الشريعةِ على أرضه وبين أهلِه وعمارةِ أرجائه بالإيمان وتقوى الرحمن؛ قال تعالى:
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ } [الأعراف:96] .
حب الوطن يكون بإعلاءِ شأن الدّعوة إلى الله فيه وإقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال سبحانه وتعالى : { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [الحج:41] .
حب الوطن يكون بالابتعاد عن الذنوب والمعاصي، وإقصاء الفساد والإنحلال والرذيلة، فإنه دمارٌ للديار وهلاك لأهلها؛ قال تعالى: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم:41] .
حب الوطن - عباد الله - يكون بالبعد عن البطر وكفران النعم، قال جل و علا: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [النحل:112] .
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم
واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد فيا عباد الله: -
خلاصة ما نقوله، أين يظهر الحب الحقيقي للوطن؟
حب الوطن يظهر في إخلاص العامل في مصنعه، والموظف في إدارته، والمعلم في مدرسته، حب الوطن يظهر في إخلاص أصحاب المناصب والمسؤولين فيما تحت أيديهم من مسؤوليات وأمانات، حب الوطن يظهر في المحافظة على أمواله وثرواته، حب الوطن يظهر في تحقيق العدل ونشر الخير والقيام بمصالح العباد كلٌّ حسب مسؤوليته وموقعه، حب الوطن يظهر في المحافظة على أمنه واستقراره والدفاع عنه، حب الوطن يظهر بنشر القيم والأخلاق الفاضلة ونشر روح التسامح والمحبة والأخوة بين الجميع، وأن نحقق مبدأ الأخوة الإيمانية في نفوسنا، وأن ننبذ أسباب الفرقة والخلاف والتمزق، وأن نقيم شرع الله في واقع حياتنا وسلوكنا ومعاملاتنا، ففيه الضمان لحياة سعيدة وآخرة طيبة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". صحيح مسلم
عباد الله، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.....
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد. وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهمَّ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمِّر أعداء الدين ، واحم حوزة الدين يا رب العالمين . اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم آت نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها . اللهم يا ربنا يا قوي يا عزيز يا ذا الجلال والإكرام انصر إخواننا المستضعفين في كل مكان ، اللهم انصرهم في أرض الشام وفي كل مكان يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك ، اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم، اللهم أصلح ذات بيننا ، وألِّف بين قلوبنا ، واهدنا سبل السلام ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور ، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا يا ذا الجلال والإكرام . اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علِمنا منه وما لم نعلم ، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ، وأن تجعل كل قضاءٍ قضيته لنا خيرا يا رب العالمين . اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات .
جمع وإعداد/ ياسر عبد الله الحوري
...المزيد

قال ﷺ :- اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى والفوز بالجنة والنجاة من النار..

قال ﷺ :-
اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى والفوز بالجنة والنجاة من النار..

من بديع أبيات الإمام الشاطبي حول القرآن الكريم من متن الشاطبية: وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ ...

من بديع أبيات الإمام الشاطبي حول القرآن الكريم من متن الشاطبية:

وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ.. وَأَغْنى غَنَاءً وَاهِبًا مُتَفَضِّلًا

وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ يُمَلُّ حَدِيثُهُ.. وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلًا

فَيَا أَيُّهَا الْقَارِى بِهِ مُتَمَسِّكاً.. مُجِلاًّ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِّلًا
...المزيد

اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى

اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
25 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً