الصلاة (فوائد من مصنفات العلامة ابن عثيمين رحمه الله) فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ بسم ...

الصلاة (فوائد من مصنفات العلامة ابن عثيمين رحمه الله)
فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...أما بعد : فلا يخفى على كل مسلم أهمية الصلاة ومكانتها في دين الإسلام, وقد اهتم العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله ببيان ذلك في دروسه ومحاضراته ومصنفاته, وأفرد لها كتابين:
الأول: "حكم تارك الصلاة" أورد فيه الأدلة على بيان أن من ترك الصلاة تهاوناً وكسلاً فإنه يكفر كفراً مخرجاً من الإسلام, وأجاب على أدلة القائلين بعدم كفره.
الكتاب الثاني: " صفة الصلاة" وقد ذكر رحمه الله في مقدمة الكتاب أنه اختار هذا الموضوع لأمرين:
الأول: أهميته الشرعية, حيث إن الصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين
الثاني: أن كثيراً من المسلمين اليوم تهاونوا بكثير من أمور الصلاة.
وقد تضمن الكتاب: الكلام عن معنى الصلاة, ومتى وأين فرضت, وبيان أهميتها, وفضلها, والتحذير من إضاعتها, وبيان حكم تاركها, وبعض شروطها, وصفتها على ضوء الكتاب والسنة, وبيان الواجب فيها, وحكم صلاة الجماعة, وبيان بعض أحكامها.
وللشيخ رحمه الله كلام كثير عن الصلاة في عددٍ من مصنفاته, وقد اخترتُ بعضاً منه, أسأل الله الكريم أن ينفع به, ويبارك فيه.

من فوائد الصلاة
قال الشيخ رحمه الله: فوائد الصلاة كثيرة لا يُمكن حصرها, فمن فوائدها :
1- أن بها قُرَّة العين وطُمأنينة القلب وراحة النفس, ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( حُبِّب إليَّ من الدنيا النساء والطِّيبُ, وجُعل قُرَّةُ عيني في الصلاة ) وكان يقول: ( قُم يا بلالُ فأرحنا بالصلاة )
2- أنها تنهي عن الفحشاء والمنكر إذا صلاها الإنسان على الوجه الذي أُمر به, قال الله تعالى: ) إنَّ الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر [ [العنكبوت:45]
3- أنها عون للإنسان على أمور دينه ودنياه, قال الله تعالى: ) واستعينوا بالصبر والصلاة [ [البقرة:45] ( وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر, صلى ) أي إذا أهمَّه أمر.
4- ما رتَّب الله عليها من الأجر العظيم والخير الكثير, قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خمسُ صلواتٍ كتبهن الله على العباد, فمن جاء بهن لم يُضيِّع منهن شيئاً استخفافاً بحقِّهنَّ, كان له عند الله عهد أن يدخلهُ الجنة )
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوماً فقال: ( من حافظ عليها كانت له نوراً, وبرهاناً, ونجاة يوم القيامة, ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور, ولا برهان, ولا نجاة, وكان يوم القيامة مع قارون, وفرعون, وهامان, وأُبي بن خلف ) رواه أحمد بإسناد جيد, فمن حافظ على هذه الصلوات وأدَّاها على الوجه المشروع كانت له نوراً, وبرهاناً, ونجاةً يوم القيامة.
5- أنها كفارة لصغائر الذنوب وتطهير من الخطايا, فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسلُ منه كلَّ يوم خمس مراتٍ, هل يبقى من درنه شيء؟ ) قالوا: لا يبقى من درنه شيء, قال: ( فذلك مثل الصلوات الخمس, يمحو الله بهن الخطايا ) رواه البخاري ومسلم
وقال صلى الله عليه وسلم : ( الصلوات الخمس, والجمعة إلى الجمعة, كفارة لما بينهن, ما لم تغش الكبائر ) فهذه الصلوات الخمس تغسل الذنوب لمن صلى...فيكون نقياً بها من الذنوب.
6- ما يحصل في صلاة الجماعة من اجتماع المسلمين عليها في مكان واحد, وحصول التعارف والتآلف بينهم, وتعليم الجاهل, وتنبيه الغافل, وإظهار الشعائر الإسلامية وغيرها من المصالح العظيمة.
7- أنها صلة بين المصلي وربه, فالمصلى إذا قام في صلاته استقبله الله بوجهه ( فإذا قال العبد: )الحمدُ لله ربِ العالمين [ قال الله تعالى: (حمدني عبدي, وإذا قال: )الرحمن الرحيم [ قال الله تعالى: أثني عليَّ عبدي, وإذا قال: ) ملك يوم الدين [ قال: مجَّدني عبدي- وقال مرة فوض إلي عبدي, فإذا قال: ) إياك نعبدُ وإياك نستعين [ قال: هذا بيني وبين عبدني, ولعبدي ما سأل, فإذا قال: ) الصراط المستقيم [ قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل )
فهل تجد صلة أقوى من تلك الصلة يجيبك ربك على قراءتك آيةً آيةً وهو فوق عرشه, وأنت في أرضه عنايةً بصلاتك, وتحقيقاً لصلاتك؟
وما ذكرناه من هذه الفضائل ليس على سبيل الاستيعاب, ولكنه قليل من كثير.

من فوائد صلاة الجماعة:
قال الشيخ رحمه الله: حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( صلاةُ الجماعة تفضلُ صلاة الفذَّ بسبع وعشرين درجة)...الإنسان لو يرى أنه يربح في السلعة 10% لكان يُبادر إلى شرائها, ويبادر إلى تصريفها, ويُتعب بدنه وعقله وفكره في ذلك, والربح 10%, وهو ربح قابل للزوال, بل لا بدَّ أن يزول, فمالُك الذي بيدك لا بدَّ أن يزول, أو تزول أنت عنه, فلا يمكن أن تُخلَّد له أو يُخلَّد لك.
وسبع وعشرون درجة في صلاة الجماعة, كم الربح في المائة ؟ فهذا فرق عظيم, ومع ذلك هذا الثواب يبقي, وتجده في يوم أنت أحوج ما تكون إليه, ومن المؤسف أن كثيراً من الناس يتهاون مع هذا الفضل العظيم.
ثم إنَّ صلاة الجماعة فيها تنشيط للإنسان, فالإنسان إذا صلى مع الجماعة صار أنشط له.
والصلاة مع الجماعة فيها حفظ الصلاة, لأن الإنسان إذا صلى مع الجماعة سوف يصلي مع إمام يراعي السنة في القراءة, في الركوع, في السجود, في القيام, في القعود, فيحصل على صلاة تامة, وإذا صلى وحده فإن غالب الناس إذا صلوا وحدهم لعب بهم الشيطان, ونقروا الصلاة كنقر الغراب.
وصلاة الجماعة فيها الأُلفة بين المسلمين, فيتآلفون, ويتحابون, ويرشد بعضهم بعضاً, ويساعد بعضهم بعضا, لأن الرجل إذا كان من عادته أن يصلي مع الجماعة ثم تخلف, فقدهُ الناس, وسألوا عن حاله, وساعدوه إن كان في فقرٍ, وحاولوا أن يتطببًوا له إن كان مريضاً.

وفي صلاة الجماعة تعليم الجاهل, ولهذا تجد أكثر الناس الآن يصلون – والحمد لله- وهو عوام ما درسوا, لكن كيف تعلموا ؟ بشهودهم الجماعة, يرون الناس يصلُّون فيصلون مثلهم, حتى الصبي الصغير يصلي كما يُصلي الناس.
وصلاة الجماعة فيها عمارة بيوت الله عز وجل التي قال الله تعالى فيها: ) في بيوت أذن الله أن ترفع ويُذكر فيها اسمه يُسبح له فيها بالغدوِ والأصالِ ~ رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله [[النور:36-37] الغُدُو: أول النهار, والآصال: آخره.
وصلاة الجماعة فيها كمالُ القيام بحقِّ ولاة الأمور من الأمراء وغيرهم, لأن هؤلاء الجماعة – ولنقل: ألف نفر – يأتمُّون بإمام واحدٍ, فيأتمرون بأمره وينتهون عن نهيه, ويتابعونه تماماً بدقة, وهذا من أجلِ أن يتعلم الناس ائتمامهم بالإمام الأعظم, الذي هو الملك, أو رئيس الدولة, أو ما أشبه ذلك, ففيه تربية.
وصلاة الجماعة فيها مشابهة للمجاهدين في سبيل الله, كما قال عز وجل: ) إن الله يُحبُّ الذين يُقاتلون في سبيله كأنهم بنيان مرصوص [ [الصف:4]
وصلاة الجماعة كذلك فيها مشابهة لصلاة الملائكة في السماء, كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ألا تصُفُّون كما تصفًّ الملائكة عند ربها ) قالوا: يا رسول الله, وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال: ( يتمون الصفوف الأُول, ويتراصُّون في الصفوف )
وفوائدها عظيمة كثيرة, وهي من محاسن الشريعة الإسلامية, ولا يتخلف عنها إلا منافق أو مريض, أو معذور...فعليك بالجماعة تغنم وتسلم, ويستنير قلبك, وتلقى ربك وهو راض عنك, أسأل الله لي ولكم الهداية والتوفيق لما يحبُّ ويرضى.

الصلاة نور للعبد في قلبه, وفي وجهه, وفي قبره, وفي حشره:
قال الشيخ رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: (الصلاة نور) فالصلاة: نور للعبد في قلبه, وفي وجهه, وفي قبره, وفي حشره, ولهذا تجد أكثر الناس نوراً في الوجوه أكثرهم صلاة وأخشعهم فيها لله عز وجل.
وكذلك تكون نوراً للإنسان في قلبه تفتح عليه باب المعرفة لله عز وجل, وباب المعرفة في أحكام الله وأفعاله وأسمائه وصفاته.
وهي نور في قبر الإنسان لأن الصلاة عمود الإسلام إذا قام العمود قام البناء, وإذا لم يقم العمود فلا بناء.
كذلك نور في حشره يوم القيامة, كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أن من حافظ عليها كانت له نوراً ونجاةً وبرهاناًٍ يوم القيامة, ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً, ولا نجاة يوم القيامة, وحُشر مع فرعون وهامان وقارون وأبُي بن خلف) فهي نور للإنسان في جميع أحواله, وهذا يقتضي أن يحافظ الإنسان عليها, وأن يحرص عليها, وأن يُكثر منها حتى يكثر نوره وعلمه وإيمانه.
انتظار الصلاة بالقلب والبدن
قال الشيخ رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: ( انتظار الصلاة بعد الصلاة ) الانتظار يكون بالبدن ويكون بالقلب.
أما البدن فيبقي في مكان صلاته حتى تأتي الصلاة الأخرى, وأما بالقلب فيكون كلما انتهى من صلاة إذا هو ينتظر الصلاة الأخرى متى تأتي ؟ ليقف بين يدي ربه, لأنه يحب الصلاة, قد جعل الله قرة عينه في الصلاة, وهذا دليل على إيمانه, لأن الصلاة إيمان.

الخشوع في الصلاة: أهميته وسبله وثماره
قال الشيخ رحمه الله: أهمية الخشوع في الصلاة من وجهين:
الأول: أنه كمال للصلاة, بل هو لُبُّ الصلاة وروحها, والخشوع يعني حضور القلب, بحيثُ إن الإنسان يكون حال الصلاة, وهو يقرأ, ويركع ويسجد مُستحضراً هذه العبادة العظيمة, فلا يفعل هذه الأشياء وقلبه في مكان بعيدٍ.
الوجه الثاني: أن الخشوع في الصلاة أكثر ثواباً, وقد امتدح الله عز وجل الذين هم في صلاتهم خاشعون.
أما ما يعين على الخشوع, فهو أن الإنسان يُفرغُ قلبه إذا أقبل على الصلاة تفريغاً كاملاً, ويشعرُ بأنه واقف بين يدي الله عز وجل وأن الله عز وجل يعلم ما في قلبه, كما يعلم تحركاته في بدنه, ليس كالملوك, إذ يُمكن أن تقف أمام ملك الدنيا مُتأدباً بظاهرك, وقلبك في كُلِّ مكان, وهو لا يعلم, لكن الله عز وجل يعلم ظاهرك وباطنك, فاستحضر أنك بين يدي الله, وإذا قُلت: ) الحمد لله رب العالمين [ [الفاتحة:2] استحضر أن الله يجيبك.
فمن أكبر العون على الخشوع ما يلي:
أولاً: أن يعتقد الإنسانُ أنه واقف بين يدي ربه.
ثانياً: أن يعتقد أن الخشوع من كمال الصلاة, وأن الإنسان ربما ينصرف من صلاته, وما كُتِب له منها إلا نصفها, أو ربعها, أو عشرها.
ثالثاً: أن يعتقد كثرة الثواب بالخشوع
وقال رحمه الله: الإنسان إذا أدى الصلاة بخشوع وحضور قلب فإنه يجد من نفسه وهو ساجد, أو يشعر وهو ساجد أنه قريب من الله يدعوه ويناجيه, وهو أيضاً يشعر بأن الله تبارك وتعالى فوق كل شيء, أنه قريب منه, وأنه فوق كل شيء.
الصلاة قرة عين لمن يؤديها حقيقةً
قال رحمه الله: إذا تعود الإنسانُ على إكثار الصلاة صارت قُرَّة عينه, وصار يألفها دائماً, ولكننا نعنى بالصلاة الصلاة الحقيقية التي تكون صلة بين الإنسان وبين ربه, بحيث إذا دخل في صلاته لا يلتفت قلبُهُ إلى شيء من الدنيا, بل يلتفت إلى الله وحده, إن كبر استشعر عظمة الله عز وجل وكبرياءه, وإن قرأ القرآن الكريم الفاتحة أو غيرها استشعر بأنه يتلو كتاب ربِّ العالمين الذي تكلم به لفظاً ومعنًى وإن ركع استشعر أنه يخضع لله عز وجل, وإن سجد استشعر أنه يُنزِّل أعلى ما في جسده وأشرافه إلى مهبط القدمين وموضع الأقدام,تواضعاً لله عز وجل
الصلاة التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر ينبغي إعادة النظر فيها
قال الشيخ رحمه الله: الصلاة لها فوائد كثيرة, فوائد دينية وفوائد دنيوية
أما الفوائد الدينية فمنها قول الله تبارك وتعالى: قال الله تعالى: ) اتلُ ما أُوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إنَّ الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر [ [العنكبوت:45] هذه فائدة عظيمة, إذا صلى الإنسان صلاة أتمها فإنها تنهاه عن الفحشاء والمنكر, أي تُوجب أن يبغض الرجل كلَّ فحشاء وكلَّ منكر.
ولا تشك إذا صليت ولم تجد في قلبك كراهة للمنكر أو حباً للمعروف, لا تشكَّ في الآية, الآية محكمة, خبر من لدن حكيم خبير, لكن شك في صلاتك, لأن الصلاة التي تنهي عن الفحشاء والمنكر هي الصلاة التي تُقام على ما ينبغي, ولهذا قال: )أقم الصلاة إنَّ الصلاة [ يعني التي تقيمها تنهى عن الفحشاء والمنكر.
قال بعض السلف: من لم تنههُ صلاتهُ عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله إلا بُعداً, نسأل الله العافية, فعليك بإقامة الصلاة, أحضر قلبك, وأدِّ ما فيها من واجبات سواء كانت ركناً أو شرطاً أو واجباً, وكمِّلها بالسُّنن حتى تؤتى ثمارها.
من أسباب التهاون في الصلاة
سئل الشيخ رحمه الله : يتهاون كثير من الناس اليوم بالصلاة, فما هي الأسباب في نظركم ؟
فأجاب: أسباب ذلك متعددة كثيرة, من أهمها وأعظمها, : اتباع الشهوات, ولهذا قرن تبارك وتعالى إضاعة الصلاة باتباع الشهوات, فقال سبحانه : ] خلف من بعدهم خلفُ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّاً ~ إلا من تاب وأمن [ ]مريم:59-60]
ومن أسبابها : جهل الناس بحقيقة هذه الصلاة, جهلهم بأهميتها, جهلهم بفوائدهم, جهلهم بفضائلها, جهلهم بثوابها, جهلهم بمرتبتها عند الله عز وجل, إلى غير ذلك من الأمور التي أوجبت لكثير منهم الاستهانة بها.
ومن أسباب التهاون بالصلاة: أن كثيراً من المصلين إذا صلوا إنما يصلونها-نسأل الله لنا ولهم العفو والعافية- كعمل روتيني, عمل جارحي أي عمل جوارح فقط, لا عمل قلب, فلا تكاد تجد عندهم خضوعاً, ولا خشوعاً, ولا ذُلاً بين يدي الله عز وجل, ولا استحضاراً لما يقولون في صلاتهم, ولا استحضاراً لما يفعلون, فلهذا يخرجون من الصلاة لم يستفيدوا منها شيئاً, لم يحصل لقلوبهم نور, ولم يحصل لإيمانهم زيادة, ولم يحصل منهم انتهاء عن الفحشاء والمنكر, كل ذلك لأنهم يصلون صلاة جسد بلا روح, ولو أنهم أعطوا الصلاة حقها من الخشوع, وحضور القلب, والإنابة إلى الله, وشعور الإنسان بأنه واقف بين يدي ربه, لكان أحبَّ الصلاة وألِفها, ويهوي قلبه إليها, ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام- : ( جُعلت قرةُ عيني في الصلاة )

الصلاة بالجسم فقط صلاة ناقصة
قال الشيخ رحمه الله: يا إخوان.أكثر أوقاتنا نُصلِّي ولا نصلِّي يصلِّي الإنسانُ وجسمه في مُصلاه في مسجده لكن قلبه في كل وادٍ يفكر بهاجسٍ, يبيع, ويشتري, ويحرث, ويستأجر, ويؤجر, ويؤجِّر, ويرهنُ, ويرتهن....فهذا لم يصل كما ينبغي, ولهذا جاء في الحديث: ( إن الرجل لينصرفُ وما كُتب له إلا عُشر صلاته, تُسُعُها, ثُمُنُها, سُبُعُها, سُدُسُها خُمُسُها رُبُعُها, ثُلُثُها نصفها) كلها راحت..بسبب الهواجس, والله سبحانه وتعالى يعلم ما في قلوبنا, فإذا لم تصل قلوبنا قبل أجسامنا فصلاتنا ناقصة, أسألُ الله أن يعاملني وإياكم بعفوه وأن يجعلنا ممن يقولُ ويفعل.
ما يجبر النقص في الصلاة
قال الشيخ رحمه الله: هذه الصلاة العظيمة كلنا في الحقيقة – نسأل الله أن يعاملنا بعفوه – كلنا في صلاته نقص, فهل لها من جابر خارجي ؟
نقول نعم: السنن الرواتب, والسنن الرواتب اثنتا عشرة ركعةً:
أربع ركعات قبل الظهر, وركعتان بعدها, وركعتان قبل المغرب, وركعتان بعد العشاء, وركعتان قبل الفجر, أما العصر فلا رتبة لها: لا قبلها ولا بعدها.
إذا صليت في يوم بنى الله لك بيتاً في الجنة دائماً لا يتغير, ولا يفنى, وليس فيه خلل ولا نقص, وأنت كذلك لا تفنى, ولا تمرض, ولا تبغي عنه حولاً, ستبقى فيه أبد الآبدين.
الله أكبر ! الآن عندما تريد أن تبنى بيتاً, فلن يكتمل بناؤه في يوم واحد أبداً, لا يكمل إلا في سنة أو في ستة أشهر حسب البناء بعد تعب وعناء, ومشاكل مع العمال والمقاولين...وإذا بُنِي البيت فهو مُعرض للخطأ, ومُعرض للخطر والانهدام والاحتراق, ثم إذا كمل فالنهاية أن الإنسان يزول عنه.
لكن مع الآسف قلوبنا تحب العاجلة: ) كلا بل تحبون العاجلة ~ وتذرون الآخرة[ [القيامة:20-21]
فحافظ عليها يا أخي, وإذا فاتتك التي قبل الصلاة فصلها بعد الصلاة, لأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى الرواتب.
آكد هذه الرواتب راتبة الفجر, فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصليها حضراً وسفراً.
والأفضل أن تصلى الراتبة في البيت.
عذاب من لا يصلون في قبورهم
قال الشيخ رحمه الله: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة بقبرين فكُشف له صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنها يُعذبان, فقال: ( إنهما ليعذبان ) أكَّد هذه الجملة بمؤكدين, وهما: (إنَّ) واللام, يعني أكَّد أنهما يعذبان, لأن المقام يقتضي التأكيد, لأن عذابهما أمر غيبي, فصار الإخبار عنه مؤكداً.
أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول, ما يبالي يطالُ الثوب البول ثوبه فلا يطهره, ويطال فخذه فلا يطهره, ويصيب مُصلاه فلا يطهره, ولا يهتم بأن يُعذب من أجل ذلك, وإذا كان عُذِّب من أجلِ أنه لا يستنزه من البول, والاستنزاه من البول من شروط الصلاة, فكيف يكون من لا يُصلي ؟! أيستحق العذاب أو لا؟
يستحق العذاب من باب أولى....وقد حدثنا بأشياء عجيبة فيمن ماتوا وهم لا يصلُّون, شاهدها الناسُ بأعينهم, منها ما يُقبل ومنها ما لا يقبل, لكن لا شكَّ أن الله قد يظهر من آياته ما يدلُّ على الأحكام الشرعية, كما أظهر الله نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم على هذين الرجلين.
وختاماً فأسأل الله الكريم, أن يوفقنا وجميع المسلمين لإقامة الصلاة, وأدائها كاملة, بقلوبنا قبل أجسامنا ,حتى نخرج منها وقد استفدنا منها, واستنارت قلوبنا, وظهر أثر ذلك على جوارحنا, وكانت زاداً لنا على تحمل ما يحصل لنا في هذه الدنيا من متاعب ومصاعب, كما أساله أن يعاملنا بعفوه, وأن يرحمنا, وأن لا يكلنا لأنفسنا طرفة عين, أو أقلّ من ذلك.
كتب الشيخ التي تم الرجوع إليها
* التعليق على صحيح البخاري
* التعليق على صحيح مسلم
* شرح رياض الصالحين
* شرح مشكاة المصابيح
* صفة الصلاة
* لقاءات الباب المفتوح
* فتاوى نور على الدرب
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
...المزيد

وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ ...

وَلَوْ شِئْنَا
لَرَفَعْنَاهُ بِهَا
وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ
وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ
فَمَثَلُهُ
كَمَثَلِ الْكَلْبِ
إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ
يَلْهَثْ
أَوْ تَتْرُكْهُ
يَلْهَث ۚ
ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ
الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
.
وقوله تعالى : ( ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ) يقول تعالى : ( ولو شئنا لرفعناه بها ) أي : لرفعناه من التدنس عن قاذورات الدنيا بالآيات التي آتيناه إياها ، ( ولكنه أخلد إلى الأرض ) أي : مال إلى زينة الدنيا وزهرتها ، وأقبل على لذاتها ونعيمها ، وغرته كما غرت غيره من غير أولي البصائر والنهى .
وقال أبو الزاهرية في قوله تعالى : ( ولكنه أخلد إلى الأرض ) قال : تراءى له الشيطان على غلوة من قنطرة بانياس ، فسجدت الحمارة لله ، وسجد بلعام للشيطان . وكذا قال عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، وغير واحد .
وقال الإمام أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله : وكان من قصة هذا الرجل : ما حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، حدثنا المعتمر ، عن أبيه : أنه سئل عن هذه الآية : ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا [ فانسلخ منها ] ) فحدث عن سيار أنه كان رجلا يقال له بلعام ، وكان قد أوتي النبوة وكان مجاب الدعوة ، قال : وإن موسى أقبل في بني إسرائيل يريد الأرض التي فيها بلعام - أو قال : الشام - قال فرعب الناس منه رعبا شديدا ، قال : فأتوا بلعام ، فقالوا : ادع الله على هذا الرجل وجيشه ! قال : حتى أوامر ربي - أو : حتى أؤامر - قال : فوامر في الدعاء عليهم ، فقيل له : لا تدع عليهم ، فإنهم عبادي ، وفيهم نبيهم . قال : فقال لقومه : إني قد آمرت ربي في الدعاء عليهم ، وإني قد نهيت . فأهدوا له هدية فقبلها ، ثم راجعوه فقالوا : ادع عليهم . فقال : حتى أوامر . فوامر ، فلم يحر إليه شيء . فقال : قد وامرت فلم يحر إلي شيء ! فقالوا : لو كره ربك أن تدعو عليهم لنهاك كما نهاك المرة الأولى . قال : فأخذ يدعو عليهم ، فإذا دعا عليهم ، جرى على لسانه الدعاء على قومه ، وإذا أراد أن يدعو أن يفتح لقومه دعا أن يفتح لموسى وجيشه - أو نحوا من ذا إن شاء الله . قال ما نراك تدعو إلا علينا . قال : ما يجري على لساني إلا هكذا ، ولو دعوت عليه أيضا ما استجيب لي ، ولكن سأدلكم على أمر عسى أن يكون فيه هلاكهم . إن الله يبغض الزنا ، وإنهم إن وقعوا بالزنا هلكوا ، ورجوت أن يهلكهم الله ، فأخرجوا النساء يستقبلنهم ; فإنهم قوم مسافرون ، فعسى أن يزنوا فيهلكوا . قال : ففعلوا . قال : فأخرجوا النساء يستقبلنهم . قال : وكان للملك ابنة ، فذكر من عظمها ما الله أعلم به ! قال : فقال أبوها - أو بلعام - : لا تمكني نفسك إلا من موسى ! قال : ووقعوا في الزنا . قال : وأتاها رأس سبط من أسباط بني إسرائيل ، قال : فأرادها على نفسه ، فقالت : ما أنا بممكنة نفسي إلا من موسى . قال : فقال : إن منزلتي كذا وكذا ، وإن من حالي كذا وكذا . قال : فأرسلت إلى أبيها تستأمره ، قال : فقال لها : فأمكنيه قال : ويأتيهما رجل من بني هارون ومعه الرمح فيطعنهما . قال : وأيده الله بقوة . فانتظمهما جميعا ، ورفعهما على رمحه فرآهما الناس - أو كما حدث - قال : وسلط الله عليهم الطاعون ، فمات منهم سبعون ألفا .
قال أبو المعتمر : فحدثني سيار : أن بلعام ركب حمارة له حتى أتى العلولى - أو قال : طريقا من العلولى - جعل يضربها ولا تقدم ، وقامت عليه فقالت : علام تضربني ؟ أما ترى هذا الذي بين يديك ؟ فإذا الشيطان بين يديه ، قال : فنزل وسجد له ، قال الله تعالى : ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها ) إلى قوله : ( لعلهم يتفكرون )
قال : فحدثني بهذا سيار ، ولا أدري لعله قد دخل فيه شيء من حديث غيره .
قلت : هو بلعام - ويقال : بلعم - بن باعوراء ، ابن أبر . ويقال : ابن باعور بن شهوم بن قوشتم بن ماب بن لوط بن هاران - ويقال : ابن حران - بن آزر . وكان يسكن قرية من قرى البلقاء .
قال ابن عساكر : وهو الذي كان يعرف اسم الله الأعظم ، فانسلخ من دينه ، له ذكر في القرآن . ثم أورد من قصته نحوا مما ذكرنا هاهنا ، وأورده عن وهب وغيره ، والله أعلم .
وقال محمد بن إسحاق بن يسار عن سالم أبي النضر ; أنه حدث : أن موسى ، عليه السلام ، لما نزل في أرض بني كنعان من أرض الشام ، أتى قوم بلعام إليه فقالوا له : هذا موسى بن عمران في بني إسرائيل ، قد جاء يخرجنا من بلادنا ويقتلنا ويحلها بني إسرائيل ، وإنا قومك ، وليس لنا منزل ، وأنت رجل مجاب الدعوة ، فاخرج فادع الله عليهم . قال : ويلكم ! نبي الله معه الملائكة والمؤمنون ، كيف أذهب أدعو عليهم ، وأنا أعلم من الله ما أعلم ؟ ! قالوا له : ما لنا من منزل ! فلم يزالوا به يرققونه ويتضرعون إليه ، حتى فتنوه فافتتن ، فركب حمارة له متوجها إلى الجبل الذي يطلعه على عسكر بني إسرائيل ، وهو جبل حسبان ، فلما سار عليها غير كثير ، ربضت به ، فنزل عنها فضربها ، حتى إذا أذلقها قامت فركبها . فلم تسر به كثيرا حتى ربضت به ، فضربها حتى إذا أذلقها أذن الله لها فكلمته حجة عليه ، فقالت : ويحك يا بلعم : أين تذهب ؟ أما ترى الملائكة أمامي تردني عن وجهي هذا ؟ أتذهب إلى نبي الله والمؤمنين لتدعو عليهم ؟ فلم ينزع عنها يضربها ، فخلى الله سبيلها حين فعل بها ذلك . فانطلقت به حتى إذا أشرفت به على رأس حسبان ، على عسكر موسى وبني إسرائيل ، جعل يدعو عليهم ، ولا يدعو عليهم بشر إلا صرف الله لسانه إلى قومه ، ولا يدعو لقومه بخير إلا صرف لسانه إلى بني إسرائيل . فقال له قومه : أتدري يا بلعم ما تصنع ؟ إنما تدعو لهم ، وتدعو علينا ! قال : فهذا ما لا أملك ، هذا شيء قد غلب الله عليه ! قال : واندلع لسانه فوقع على صدره ، فقال لهم : قد ذهبت مني الآن الدنيا والآخرة ، ولم يبق إلا المكر والحيلة ، فسأمكر لكم وأحتال ، جملوا النساء وأعطوهن السلع ، ثم أرسلوهن إلى العسكر يبعنها فيه ، ومروهن فلا تمنع امرأة نفسها من رجل أرادها ، فإنهم إن زنى رجل منهم واحد كفيتموهم ، ففعلوا . فلما دخل النساء العسكر ، مرت امرأة من الكنعانيين اسمها " كسبى ابنة صور ، رأس أمته " برجل من عظماء بني إسرائيل ، وهو " زمرى بن شلوم " ، رأس سبط بني سمعان بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، عليهم السلام ، فقام إليها ، فأخذ بيدها حين أعجبه جمالها ، ثم أقبل بها حتى وقف بها على موسى ، عليه السلام ، فقال : إني أظنك ستقول هذا حرام عليك ؟ قال : أجل ، هي حرام عليك ، لا تقربها . قال : فوالله لا نطيعك في هذا . ثم دخل بها قبته فوقع عليها . وأرسل الله ، عز وجل ، الطاعون في بني إسرائيل ، وكان فنحاص بن العيزار بن هارون ، صاحب أمر موسى ، وكان غائبا حين صنع زمرى بن شلوم ما صنع ، فجاء والطاعون يجوس في بني إسرائيل ، فأخبر الخبر ، فأخذ حربته ، وكانت من حديد كلها ، ثم دخل القبة وهما متضاجعان ، فانتظمهما بحربته ، ثم خرج بهما رافعهما إلى السماء ، والحربة قد أخذها بذراعه ، واعتمد بمرفقه على خاصرته ، وأسند الحربة إلى لحييه - وكان بكر العيزار - وجعل يقول : اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك . ورفع الطاعون ، فحسب من هلك من بني إسرائيل في الطاعون فيما بين أن أصاب زمرى المرأة إلى أن قتله فنحاص ، فوجدوه قد هلك منهم سبعون ألفا - والمقلل لهم يقول : عشرون ألفا - في ساعة من النهار . فمن هنالك تعطي بنو إسرائيل ولد فنحاص من كل ذبيحة ذبحوها القبة والذراع واللحي - لاعتماده بالحربة على خاصرته ، وأخذه إياها بذراعه ، وإسناده إياها إلى لحييه - والبكر من كل أموالهم وأنفسهم ; لأنه كان بكر أبيه العيزار . ففي بلعام بن باعوراء أنزل الله : ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها [ فأتبعه الشيطان ] ) - إلى قوله : ( لعلهم يتفكرون )
وقوله تعالى : ( فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ) اختلف المفسرون في معناه فأما على سياق ابن إسحاق ، عن سالم بن أبي النضر : أن بلعام اندلع لسانه على صدره - فتشبيهه بالكلب في لهثه في كلتا حالتيه إن زجر وإن ترك . وقيل : معناه : فصار مثله في ضلاله واستمراره فيه ، وعدم انتفاعه بالدعاء إلى الإيمان وعدم الدعاء ، كالكلب في لهثه في حالتيه ، إن حملت عليه وإن تركته ، هو يلهث في الحالين ، فكذلك هذا لا ينتفع بالموعظة والدعوة إلى الإيمان ولا عدمه ; كما قال تعالى : ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) [ البقرة : 6 ] ، ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) [ التوبة : 80 ] ونحو ذلك .
وقيل : معناه : أن قلب الكافر والمنافق والضال ، ضعيف فارغ من الهدى ، فهو كثير الوجيب فعبر عن هذا بهذا ، نقل نحوه عن الحسن البصري وغيره .
وقوله تعالى : ( فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( فاقصص القصص لعلهم ) أي : لعل بني إسرائيل العالمين بحال بلعام ، وما جرى له في إضلال الله إياه وإبعاده من رحمته ، بسبب أنه استعمل نعمة الله عليه - في تعليمه الاسم الأعظم الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب - في غير طاعة ربه ، بل دعا به على حزب الرحمن ، وشعب الإيمان ، أتباع عبده ورسوله في ذلك الزمان ، كليم الله موسى بن عمران ، [ عليه السلام ] ; ولهذا قال : ( لعلهم يتفكرون ) أي : فيحذروا أن يكونوا مثله ; فإن الله قد أعطاهم علما ، وميزهم على من عداهم من الأعراب ، وجعل بأيديهم صفة محمد صلى الله عليه وسلم يعرفونها كما يعرفون أبناءهم ، فهم أحق الناس وأولاهم باتباعه ومناصرته ومؤازرته ، كما أخبرتهم أنبياؤهم بذلك وأمرتهم به ; ولهذا من خالف منهم ما في كتابه وكتمه فلم يعلم به العباد ، أحل الله به ذلا في الدنيا موصولا بذل الآخرة .
...المزيد

السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته حبيت اسأل على حاجه انا حاليا فى الجيش وعندنا قطط كتير ...

السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته
حبيت اسأل على حاجه
انا حاليا فى الجيش وعندنا قطط كتير تحديدا علشان ابقا صادق فى كلامى منهم واحده اليفة بتهزر وتلعب معانا على طول والباقى بيخافو مننا باستمرار وحرفيا شرسين جدا
سؤالى .. النهارده بدون مبالغه كنا حسين بملل رهيب فمكانش قدامنا حل غير اننا نضيع وقتنا وللأسف ضيعناه غلط استدرجناهم بالأكل لإنهم كانو خارج العنبر فدخل منهم اتنين وقفلنا باب العنبر والاتنين اللى دخلو كانو من القطط الشرسه وفضلنا حرفيا نجرى وراها وهيا بتجرى وهيا خايفه هما كانو اتنين بس فى واحده استخبت ودى اللى مكانتش عارفه تستخبى فين فضلت تجرى لحد ما طلعت على الشباك واستخبت وراه وانا وواحد زميلى جيبنا عصايتين احنا مكناش ناوين نضربها ولا ضربناها بس فضلنا نخوفها هوا دخل العصايه من يمين الازاز وانا من شماله وهيا بقت فى النص مش عارفه تروح فين ومكانش قدامها حل غير انها تقاوم فضلت تقاوم ومن كتر الخوف حرفيا تبرزت على نفسها وفضلت مكانها مبقتش قادره حتى تتحرك مع العلم انى اول ما شفتها فى الحاله دى توقفت فورا وادركت ان انا غلطت وفضلت قاعده مكانها تقريبا بتصوت جيبت حاجه زى شكاره كدا وشلتها من مكانها بس المرة دى مش من اجل الملل ولا من ان انا عايز اعذبها ولا حاجه ده علشان انا كنت عايز اتطمن انها قادره تتحرك وانها لسه عايشه اصلا لإنى اول حاجه جت فدماغى انها بتموت من كتر الخوف وخصوصا انى كنت عايزها تجرى بره العنبر لإنها طول ما هيا جوه هتفضل خايفه مننا وهتفضل تصوت بالشكل ده فكنت عايزها تخرج بره علشان تطمن ونزلتها على الارض فعلا وجريت بره العنبر واتطمنت انها مماتتش بس سؤالى هل انا كده شلت ذنب انى عذبتها مع العلم انى وانا بعمل كده عارف ان القطه دى قويه حتى انا وزمايلى بنخاف نقرب منها لإنها بتخربش ومبتحبش بنى آدم يلمسها فلما عملت كده كنت عارف انها هتفضل تجرى لحد ما تستخبى فحته ما نعرفش نوصللها وبالتالى هنسيبها فحالها لكن متوقعتش خالص انها من كتر الخوف تتبرز على نفسها بالشكل ده
بالله عليكم حد يرد عليا لإن ضميرى بيأنبنى بشكل مفرط وخصوصا انى عارف الحديث بتاع الست اللى دخلت النار بسبب قطه
...المزيد

*وقال بعض الحكماء: كوننا مصيبين من وجه، وكوننا ضالين من وجوه كثيرة، فإن الاستقامة والصواب يجري مجرى ...

*وقال بعض الحكماء: كوننا مصيبين من وجه، وكوننا ضالين من وجوه كثيرة، فإن الاستقامة والصواب يجري مجرى الْمُقَرْطس من الْمَرْمَى، وما عداه من الجوانب كلها ضلال.
*ولما قلنا: روي عن بعض الصالحين أنه رأى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في منامه فقال:
يا رسول الله يروى لنا أنك قلت: "شيَّبتني سورة هود، وأخواتها، فما الذي
شيَّبك منها؟ فقال: قوله: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود: 112] ".
وإذا كان الضلال تَرْك الطريق المستقيم عمدًا كان أو سهوًا، قليلًا كان أو
كثيرًا، صحّ أن يُستعمل لفظ الضلال ممن يكون منه خطأٌ ما، ولذلك نُسب
الضلال إلى الأنبياء، وإلى الكفار، وإن كان بين الضلالين بَوْنٌ بعيدٌ، ألا ترى
أنه قال في النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)} [الضحى: 7]؛ أي: غير مهتدٍ
لِمَا سيق إليك من النبوة، وقال في يعقوب: {قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ}
[يوسف: 95]، وقال أولاده: {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [يوسف: 8]، إشارة إلى
شغفه بيوسف، وشوقه إليه، وكذلك: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
[يوسف: 30]، وقال عن موسى عليه السلام: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} [الشعراء: 20]،
تنبية أن ذلك منه سهوٌ، وقوله: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا} [البقرة: 282]؛ أي: تنسى،
وذلك من النسيان الموضوع عن الإنسان.
والضلال من وجه آخر ضربان: ضلالٌ في العلوم النظرية؛ كالضلال في
معرفة الله ووحدانيته، ومعرفة النبوة، ونحوهما المشار إليهما بقوله: {وَمَنْ يَكْفُرْ
بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 136].
وضلال في العلوم العملية؛ كمعرفة الأحكام الشرعية التي هي العبادات،
والضلال البعيد إشارة إلى ما هو كفر؛ كقوله على ما تقدم من قوله: {وَمَنْ يَكْفُرْ
بِاللَّهِ} [النساء: 136]، وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا
ضَلَالًا بَعِيدًا (167)} [النساء: 167]، وكقوله: {فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ} [سبأ:
8] أي: في عقوبة الضلال البعيد، وعلى ذلك قوله: {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ
__________
= أخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 34، وأحمد 5/ 280، والحاكم 1/ 130، والدرامي
من طرق صحاح 1/ 168.
...المزيد

في هذا الزمان كثرت وتنوعت وسائل نشر الشر والفساد، بالمقابل كثرت وسائل الدعوة الى الله وتيسرت لكل ...

في هذا الزمان كثرت وتنوعت وسائل نشر الشر والفساد، بالمقابل كثرت وسائل الدعوة الى الله وتيسرت لكل مسلم حتى لو كان اميَّاً فضلا عن طالب علم .. والموفق من وفقه الله

اتمنى منكم ان تقرأ هذه الموعظة. نحتاج اليها كلنا ولا تنسوا نشره في صفحاتكم كان رسول ...

اتمنى منكم ان تقرأ هذه الموعظة. نحتاج اليها كلنا ولا تنسوا نشره في صفحاتكم



كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس إلى أصحابه بين لهم الحقائق، ويصحح لهم المفاهيم، ويلفت انتباههم إلى ما غاب عنهم أو التبس عليهم، وكثيرا ما كان يجلي لهم الفارق بين قوانين الدنيا وقوانين الآخرة، وبين موازين الله وموازين العباد.
جلس معهم ذات يوم فسألهم "كما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة": [أتدرون ما المفلِسُ؟ قالوا: المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ. فقال: إنَّ المفلسَ من أمَّتي، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا. فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه. فإن فَنِيَتْ حسناتُه قبل أن يقضيَ ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه ثمَّ طُرِح في النَّارِ](رواه مسلم).

لقد حدثوه عن مفاليس أهل الدنيا، وحدثهم عن مفاليس يوم القيامة.
حدثوه عن الإفلاس المؤقت، وحدثهم عن الإفلاس الدائم.
حدثوه عن إفلاس قد يأتي بعده غنى ويستغني صاحبه بعده، وحدثهم عن إفلاس لا غنى بعده أبدا.
حدثوه عن إفلاس ربما لا يضر بدين صاحبه، وحدثهم عن إفلاس يدخل صاحبه النار.

طالب النجاة أولى:
إذا كان الإنسان في هذه الحياة يسعى ليجمع ثروة من المال يعيش بها في هناءة وسعادة، وتغنيه عن الحاجة للعباد، فإن طالب النجاة يوم القيامة أولى أن يسعى ليجمع ثروة من الحسنات؛ ينال بها سعادة الآخرة، ويفوز بها بالجنة {في مقعد صدق عند مليك مقتدر}.

ولئن كان الإنسان في الدنيا يبذل جهده ليحمي ماله ويحفظ نفسه من الفلس، فإن طالب النجاة أولى أن يحمي حسناته من الضياع يوم القيامة وألا يكون من المفلسين يوم الدين.

يوم العدل المطلق:
أيها الأحبة.. إن هذه الحياة دار سعي وعمل، وإن الآخرة دار حساب وجزاء، وإن يوم القيامة هو يوم العدل المطلق، فيه توفى الحقوق وتسترد المظالم {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ}(آل عمران:30)، {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ}(الأنبياء:47).

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [لَتُؤَدُّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجَلحاء من الشاة القَرناء](رواه مسلم).
وروى أحمد والطبراني بسند صحيح عن أبي ذر قال: [رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاتين تنتطحان، فقال: يا أبا ذر أتدري فيما تنتطحان؟ قلت: لا، قال: ولكن ربك يدري، وسيقضي بينهما يوم القيامة].
وفي المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [يقتص الخلق بعضهم من بعض، حتى الجماء من القرناء، وحتى الذّرة من الذرة]. {الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}(غافر:17).

في هذا اليوم العصيب والمشهد الرهيب يلفت النبي صلى الله عليه وسلم أنظارنا وأنظار أصحابه إلى نوعية من الناس ـ من هذه الأمة ـ كانت لهم أعمال صالحة من صلاة والصيام وزكاة وغيرها، كابدوا الليل من اجل الصلاة، وكابدوا حر النهار من أجل الصيام، وقهروا نفوسهم في حب المال فأنفقوه في سبيل الله، وآتوه على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، وعملوا الصالحات، وفارقوا الملذات، وهجروا المحبوبات من أجل رضا وثواب رب الأرض والسموات. وكانوا صادقين في ذلك كله، حتى قبله الله منهم وأثابهم عليه، ورأوا ثواب أعمالهم وجبال حسناتهم، وظنوا أنهم قد نجوا، ولم يبق إلا أن يأذن الله لهم في دخول الجنة..

ولكن كانت المفاجأة كما جاء في حديث ابن مسعود عن النبي المحمود صلى الله عليه وسلم: [ترفع للرجل صحيفة يوم القيامة، حتى يرى أنه ناج، فما تزال مظالم بني آدم تتبعه حتى ما تبقى له حسنة، ويزاد عليه من سيئاتهم].
أناس ظلمهم في الدنيا (من بني آدم، ولم يقل "مسلمون" أو "صالحون"، وإنما في الحديث مظالم بني آدم، أي ولو كانوا كافرين)، فإذا بهم يطالبون برد المظالم التي ظلموهم إياها، فرجل يقول: يارب أنصفني من هذا فقد شتمني، وآخر: يارب رد علي مظلمتي فقد اغتابني، وآخر: يارب أخذ مني مالا بغير وجه حق، وأخت تقول: منعني ميراثي، وولد يقول لم يعلمني ديني، وآخر يقول: ضربني. و. و.

وإذا بمناد [يُناديهم بصوتٍ يسمعُهُ من بَعُدَ كما يسمعُهُ من قَرُبَ: أَنا الملِكُ، أَنا الدَّيَّانُ. لا ينبغي لأحدٍ من أَهْلِ الجنَّةِ أن يدخلَ الجنَّةَ وأحدٌ من أَهْلِ النَّارِ يطلبُهُ بمظلمةٍ، ولا ينبغي لأحدٍ من أَهْلِ النَّارِ أن يدخلَ النَّارَ وأحدٌ من أَهْلِ الجنَّةِ يطلبُهُ بمظلمةٍ حتَّى اللَّطمةَ. قالَ: قلنا: كيفَ هذا وإنَّما نأتي غرلًا بُهْمًا؟ قالَ: بالحسَناتِ والسَّيِّئاتِ](رواه وحسنه الألباني والمنذري والهيثمي والذهبي].

إنه يوم العدل المطلق، فلا ظلم اليوم، فيقتص الله للمظلومين، فيأخذ من حسنات هذا المحسن الظالم، ويعطي المظلوم، فما زالت الحسنات تؤخذ منه وتنقل من ميزانه إلى ميزانهم ـ وهو ينظرـ حتى تفنى كلها، فإذا بقي مظلومون ولا حسنات، أخذ من سيئات المظلوم فطرحت على هذا المسكين ثم يطرح في النار.
فيا لها من حسرة، ويا لها من مصيبة، ويا له من إفلاس، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أسباب الإفلاس
إن المتأمل في أسباب الإفلاس التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم يجد أنها كلها دائرة على سبب واحد وإن تنوعت صوره، ألا وهي الاعتداء على حقوق الخلق وظلمهم [شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا].
وإنما يحمل على الاستخفاف بها والجرأة عليها أمور:
.أولها الغفلة عن الحساب الأخروي.
. وإهمال محاسبة النفس في الدنيا.
. والاغترار بالقوة، وأمن العقوبة الدنيوية.
. والتعويل على العفو.
. الصحبة والمخالطة.

أسباب النجاة من الإفلاس
وحتى يسلم المرء من مغبة الإفلاس في الآخرة؛ فإن واجباً عليه:
أولا: أن يكون يقظاً تجاه حقوق الخلق، مرهف الإحساس نحوها: كتب محمد بن واسع إلى رجل من إخوانه: "أما بعد، فإن استطعت أن تبيت حين تبيت وأنت نقي الكف من الدم الحرام، خميص البطن من الطعام الحرام، خفيف الظهر من المال الحرام فافعل، فإن فعلت فلا سبيل عليك؛ ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ) [الشورى: 42]. والسلام".

ثانيا: دوام استحضار حساب القيامة: فإنه عاصم بإذن الله من ظلم الناس والإفلاس، "كلم رجلٌ الخليفةَ الراشد عمر بن عبدالعزيز يوما حتى أغضبه، فهمَّ به عمر ثم أمسك نفسه، وقال للرجل: أردت أن يستفزني الشيطان بعزة السلطان، فأنال منك ما تناله مني غدا؟ قم - عافاك الله".

ثالثا: دوام محاسبة النفس: فإن من حاسب نفسه عرف جناياتها، وسعى في فكاكها قبل يوم التغابن، "دخل عثمان بن عفان رضي الله عنه فوجد غلامه يعلف ناقة له، وإذا في علفها شيء فأخذ بأذنه فعركها، ثم ندم. فقال للغلام: قم فاقتص مني! فأبى الغلام. فلم يزل به حتى قام فأخذ بأذنه ثم قال له: "اعرك اعرك"، ويقول: "شد شد"، حتى عرف عثمان أنه بلغ منه ثم قال: "واهاً لقصاص الدنيا قبل قصاص الآخرة".

رابعا: عدم التعويل على العفو: فإنك لو عولت عليه من الله: فإن ديوان المظالم بين العباد يستوفيه الله كله، وإن عولت على عفو العباد، فإنه في الدنيا شحيح نادر، فكيف بيوم {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14)}(سورة المعارج).

خامسا: تذكر قدرة الله عليك: كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عمّاله: «أما بعد، فإذا هممت بظلم أحد فاذكر قدرة الله عليك، واعلم أنك لا تأتي إلى الناس شيئًا إلا كان زائلاً عنهم باقيًا عليك، واعلم أن الله - عز وجل - آخذٌ للمظلومين من الظالمين والسلام»(إحياء علوم الدين 5/44).

سادسا: التحلل من المظالم في الدنيا: فهو خير من قصاصها في الآخرة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [مَن كانت لِأَخِيه عنده مَظْلِمَةٌ من عِرْضٍ أو مالٍ، فَلْيَتَحَلَّلْه اليومَ، قبل أن يُؤْخَذَ منه يومَ لا دينارَ ولا دِرْهَمَ، فإن كان له عملٌ صالحٌ، أُخِذَ منه بقَدْرِ مَظْلِمَتِه، وإن لم يكن له عملٌ، أُخِذَ من سيئاتِ صاحبِه فجُعِلَتْ عليه] (وهو في صحيح الجامع، وأصله في البخاري).

سابعا: معاملة الخلق بالعفو والصفح؛ عسى أن يعفو الله عنا، فإن الجزاء من جنس العمل، قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُم}[النور:22]. قال ابن القيم: "اللهُ - عز وجل - يعامل العبدَ في ذنوبه بمثل ما يعامل به العبدُ الناسَ في ذنوبهم".

نسأل الله أن يعيذنا وجميع المسلمين من إفلاس الدنيا وإفلاس الآخرة، وأن يجعلنا من الفائزين.

الإسلام ويب

لا تنسوا الاشتراك في القناة أهل الحديث على تليجرام 👇

https://t.me/Muslimnm

#مقاطعة_المنتجات_الفرنسية

...المزيد

الشباب

ابسم الله الرحمن الرحيم
الي من يهمه الامر
الي كل من يخاف علي هوية البلد
الي كل من يخاف علي دين البلد
الي الاحزاب " الاسلامية " النتصارعة فيما بينها من الصح
الي مشايخنا الذين علمونا ديننا ثم انصرفوا الي لعبة السياسة الذرة
اقول لكل من شهد ان لا اله الا الله علي هذه الارض
دين الشباب في خطر
لا اتكلم عن الشباب الذي الان في مرحلة العمل او الجامعة
بل طالب الثانوي
الذي يعتبر الاساس الذي عليه يقوم المستقبل
اريد لجنه من وزارة التربية و التعليم بالتعاون مع الازهر الشريف
بفحص اوراق اجابات مادة التربية الاسلامية باحدى المدارس
والله و بالله و تالله لينفطر الفلب و يشيب الشعر
اريد نسبة كم من اجاب علي سؤال القرآن الكريم " فقط اجاب ليس من اجاب صواب "
اريد نسبة من يدونون الايات المطلون تسميعها في ورقة الامتحان
اريد نسبة من حفظ الحديث المطلوب منه حفظه و تسميعه في ورقة الاجابة
الخلاصة ان الطالب يدخل لجنة التربية الاسلامية
يحل سؤال الفروع الذي هو عبارة عن صح و خطأ او اختيارات
مع بعض المقتطفات معنى كلمة في القرآن يعرفها من اللي وراه او اللي قدامه
سؤال الكتاب الاضافي اللي بيتكتب فيه اي حاجة و هوب سلم الورقة للمراقب
وطير
اقسم بالله الامتحان لا يأخذ من الطالب الذي يتتبع ذلك المنج الا 10 دقائق لتدوين بياناته
و تنظيم الورقة و الاجابة عن اربعة اسئلة كل سؤال 3 فروع
الي من يقول الدين الشباب
الشباب يشبهوا كفار الجاهلية
عرف الديك و قذع و نسقيط البنطلون
اقسم بالله امام عيني اليوم في لجنه الامتحان
ثم بعد ذلك نقول عاوزين نرجعهم للطريق المستقيم
كتبه /الطالب - علي رضا
4 رجب 1434 هجرية
...المزيد

الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له، من اشتاق للجنة هجر الشهوات ...

الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له، من اشتاق للجنة هجر الشهوات واللذات في الدنيا، الدنيا كالحلم تمر مر السحاب، ساعة من زمن ثم تنقضي، ألا إنها رحلة بدأت وسوف تنتهي.
قال لقمان لابنه: يا بني! أمرٌ لا تدري متى يلقاك استعد له قبل أن يفاجئك.
(خالد الراشد)
...المزيد

• ‏أكثرُ الناسِ تعرضًا لـ(عقوق) الأولاد (أكثرهم تدليعًا) لأولادهم.!! ‏فالأولاد ...


‏أكثرُ الناسِ تعرضًا لـ(عقوق) الأولاد (أكثرهم تدليعًا) لأولادهم.!!

‏فالأولاد (المدلعون) يتبرمجون على أن الأب والأم مجرد (خَادِمَيْن) لهم، على استعداد (دائم) للقيام عليهم، وتوفير حوائجهم، دونما أي اعتبار لظروف الوالدين.
‏ومنهج الدلال (الزائد) يتجاوز (ضرره) الأبوين إلى (مستقبل) الأولاد.!

| عبد العزيز المقبل |

#تربية
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
6 ربيع الأول 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً