في الميدان • أثبتت الأحداث هشاشة المحور الرافضي من الداخل حتى صار مضرب المثل في الاختراق، ولا ...

في الميدان

• أثبتت الأحداث هشاشة المحور الرافضي من الداخل حتى صار مضرب المثل في الاختراق، ولا عجب أن يسهل اختراقه لأسباب عديدة منها شبكات المخدرات والبغاء التي يديرها الحزب الرافضي في أوروبا وتعد شريانا أساسيا لاقتصاده، ومن عجيب تناقضات فصائل الإخوان المرتدين، أنهم صاروا يعقدون مقارنات بين "حصانة" صفوف كتائبهم و"هشاشة" صفوف حزب الشيطان فلماذا تحالفتم معهم إذن؟! طمعا في هشاشتهم أم زهدا في حصانتكم؟

- افتتاحية النبأ "نقاط على الحروف" 463
...المزيد

مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة ▪︎ "الإخوان المسلمون".. والمنهج المنحرف في العمل ...

مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة

▪︎ "الإخوان المسلمون".. والمنهج المنحرف في العمل السياسي:

وكذلك كان انحراف فرقة "الإخوان المسلمين" إذا أخذناها مثالا على الفرق التي رأى أصحابها أن الإصلاح إنما يكون طريق الوصول إلى الحكم بأي طريقة كانت، ومن ثم تحويل ما يقع تحت أيديهم إلى "مجتمع إسلامي"، ثم الوصول إلى الإصلاح الكامل عن طريق إقامة الدولة الإسلامية.

حيث وجد "الإخوان المسلمون" ومن سلك سبيلهم أن من المستحيل بمكان إقناع الطواغيت الحاكمين بأن يسلموهم السلطة، أو حتى أن يقوم هؤلاء الطواغيت بالإصلاح بأنفسهم، كما قصرت همتهم عن العمل على خلع هؤلاء الطواغيت، كما هو المنهج النبوي، لذا لجؤوا إلى المناهج والسبل الجاهلية في محاولتهم تحقيق أهدافهم، وكان اختيارهم الأنسب تبني الديموقراطية الشركية كمنهج عمل للوصول إلى السلطة، رغم اختلافهم على الحال بعد ذلك، بين زاعم أنه سيحطم صناديق الانتخابات بعد صعوده إلى السلطة عن طريقها، وبين مؤكد على الحفاظ عليها، بل وجعلها أصلا من أصول الإسلام، والعياذ بالله.

لم يدرك معظم هؤلاء أن الديموقراطية هي دين وضعي، وأن من وضعوه وطوروه على مدى آلاف السنين، صمموه لحكم مجتمعاتهم في غياب أي طاعة لرب العالمين في هذه المجتمعات، وبالتالي للوصول بمجتمعاتهم إلى الشرك المحض، والبعد التام عن اتّباع شريعة رب العالمين، وبالتالي إذا ما طُبّق هذا المنهج، وسُلك هذا السبيل في أي مكان في العالم، وعلى أي مجتمع من المجتمعات، فإنه سيؤدي بالمحصلة إلى الوصول إلى الحالة التي أرادها واضعو هذا الدين للمجتمعات الديموقراطية أن تصل إليه، مع اختلافات بسيطة تفرضها العوامل التاريخية والجغرافية.

▪︎ الفصائل المقاتلة.. والمنهج المنحرف في قتال الطواغيت:

وقريبٌ من حال هؤلاء، حال من علم من الفصائل أن الوصول إلى تطبيق شريعة رب العالمين لا يكون إلا عن طريق الجهاد، وأن هذا الطريق هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن نشأ الانحراف في جهادها لما حاولت استيراد الأفكار حول تكتيكات (حرب العصابات) التي طبقتها المنظمات والحركات الشيوعية الكوبية والفيتنامية وغيرها، دون أن ينتبهوا إلى خطورة تسلل ما يختلط بهذه الأفكار المستوردة من أدران مناهجهم الفاسدة.

فصارت مفاهيم من قبيل "الحاضنة الشعبية" و "عدم مسك الأرض" مبررات لدى هذا الفريق لعدم تطبيق شرع الله في الأرض التي مكنهم الله عز وجل فيها، وبامتناعهم عن تطبيق الشرعية متذرعين بهذه الأعذار غير الشرعية، صاروا من جنس الطوائف الممتنعة، بعد أن كان أساس خروجهم هو لتطبيق الشريعة، بل وتمادوا في منهجهم الضال بإعلانهم الحرب على من يريد تطبيق الشريعة، واتهامه بأنه يريد تخريب الجهاد، وتأليب "الحاضنة الشعبية"، وما إلى ذلك من التهم التي مرجعها الأول ما صاغوا جهادهم على أساسه من مفردات المنهج الشيوعي في (حرب العصابات)، وغفلتهم عن حقيقة أن هذا المنهج مستمد من عقيدة إلحادية لا تحل حلالاً، ولا تحرم حراماً، وأن المرجع الأول في تقييماتها هو المنفعة فقط، والحق عندهم هو ما يرون فيه نفعاً لحركاتهم، في حين أن المنهج الإسلامي إنما ينظر إلى شرعية الأفعال قبل النظر في ما يتوقع من مصالح ظنية تأتي من ورائها.

▪︎ لا منهج في الإصلاح غير منهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

إن كل منهج من المناهج إنما يؤدي إلى النتيجة التي وضع المنهج على أساسها، في الظروف ذاتها الموافقة لهذا المنهج، ومن أراد أن تكون نتيجة عمله إقامة شرع الله عز وجل، فلا يمكن له أن يتبع غير المنهج الإسلامي النبوي، لأنه المنهج الوحيد الذي ارتضاه الله عز وجل لنبيه -عليه الصلاة والسلام- أن يعمل من خلاله من بعثته وحتى وفاته، وأي انحراف عن هذا المنهج سيؤدي حتماً إلى انحراف عن دين الإسلام باتجاه الأديان الأخرى التي تم تطبيق مناهجها، فضلاً عن أنه لن يؤدي بحال إلى الوصول إلى النتيجة التي يرضاها الله من أعمالهم.

وعليه أن يقوم بتعميم القاعدة النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) رواه البخاري، على كل أفعاله التعبدية، فيجاهد كما جاهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويحكم الأرض كما حكمها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويصلح نفسه ومجتمعه كما فعل رسول الله، صلى الله عليه وسلم.


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 13
مقال:
مصلحون.. أم مفسدون؟
الفصائل والمناهج المنحرفة
...المزيد

الرزق على الله فى حديث قدسي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : قال الله عز وجل : يا ابن آدم ...

الرزق على الله
فى حديث قدسي
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : قال الله عز وجل :
يا ابن آدم ..
خلقتك للعبادة فلا تلعب , وقسمت لك رزقك فلا تتعب , فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك و بدنك و كنت عندي محمودا ,وإن لم ترضى بما قسمته لك فوعزتي و جلالي .. لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية , ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك و كنت عندي مذموما .
بهذا الحديث القدسى يطمئنا المولى عز وجل على رزقنا فقط علينا الرضا بما قسمه الله لنا , وأن نتحرك للرزق ليس أكثر لأن الرزق محفوظ ومقسوم وكأن الحركة لا تخلق الرزق أو توجده ولكنها تصل بنا إليه , والرزق ليس مال فقط ولكن الأهل رزق والصاحب رزق والسعادة رزق والحب رزق والأبناء رزق كل شئ فى الدنيا رزق , فإرضى الله حتى يرضى قلبك به .
يا ابن ادم ..
خلقت السماوات السبع والأراضين السبع ولم أعيا بخلقهم , أيتعبنى رغيف عيش أسوقه إليك بدون تعب !!
يا ابن ادم ..
لا تطلبنى برزق غد كما لم أطلبك بعمل غد , فإنه لم أنسى من عصانى , فكيف من أطاعانى .. وأنا على كل شئ قدير .
يا ابن ادم ..
أنا لك محب فبحقى عليك كن لى محبا .
كيف لك يا ابن ادم بعد كل هذا التطمين والمناجاة من الله أن تتعب وتشغل بالك وتنغص حياتك وتوقفها على رزق مقسوم لك !!
يقول لك ملك الملوك أنا لك محب فبحقى عليك كن لى محبا فكيف لك أن تكون قلق أو متخوف بعد كل هذه الوعود الربانية !!
فقط كل ما عليك ان تسعى وتتحرك وتتوكل على الله ومتخافش ولا تقلق ورزقك هتاخده هتاخده
فالرزق على الله
...المزيد

لاشيء 2باب 3شجرة 3 تلفض بالخری 4 شجرة كبيرة 5 شجرة صغيرة 6 عمود

لاشيء


2باب 3شجرة
3 تلفض بالخری
4 شجرة كبيرة
5 شجرة صغيرة
6 عمود

أنشودة إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني ..؟ وتُـخفي ...

أنشودة إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني

إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني ..؟
وتُـخفي الذنبَ عن خلقيَ وبالعصيانِ تأتيني
فكيف أجيبُ يا ويحي ومن ذا سوف يحميني؟
أسُلي النفس بالآمالِ من حينٍ الى حيني ..
وأنسى ما وراءُ الموت ماذا سوف تكفيني
كأني قد ضّمنتُ العيش ليس الموت يكفيني!
وجائت سكرة الموتُ الشديدة من سيحميني؟؟
نظرتُ الى الوُجوهِ أليـس منُهم سيفدينـــي؟
سأسأل ما الذي قدمت في دنياي ينجيني
فكيف إجابتي من بعد ما فرطت في ديني
ويا ويحي ألــــم أسمع كلام الله يدعوني؟؟
ألــــم أسمع بما قد جاء في قاف ويسِ
ألم أسمع في يوم الحشر يوم الجمع والديني
ألـــم أسمع مُنادي الموت يدعوني يناديي
فيا ربــــاه عبدُ تــائبُ من ذا سيؤويني ؟
سوى رب غفور واسعُ للحقِ يهدييني

أتيتُ إليكَ فارحمني وثقــّـل في موازيني
وخفَفَ في جزائي أنتَ أرجـى من يجازين
#الأناشيد
...المزيد

إنّا لمطامعكم بالمرصاد • تمتلئ الساحة اليوم بمشاريع توسُّعية ومطامع سياسية وعسكرية لطواغيت الشرق ...

إنّا لمطامعكم بالمرصاد

• تمتلئ الساحة اليوم بمشاريع توسُّعية ومطامع سياسية وعسكرية لطواغيت الشرق والغرب، في استكمال لدورة "عهد الاستخراب" الذي غزا بلاد المسلمين قديما وما تزال فصوله مستمرة، وكل ذلك لا يخرج عن إطار الحرب على الإسلام التي لم تتوقف منذ بدء البعثة النبوية.

وعند النظر إلى حقيقة هذه المشاريع والأطماع التي تغزو المنطقة؛ نجد أنها امتدادات وتتمّات للمشاريع والمخططات الكبرى التي حاكتها قوى الكفر الصليبية واليهودية والشيوعية التي غزت بلاد المسلمين طويلا، أو هي انعكاسات لثارات دينية تاريخية كالفارسية المجوسية التي حطمها المسلمون قديما.

ولئن كانت الحكومات المرتدة تحتفل اليوم بذكرى "الاستقلال" المزعوم و "التحرر" الموهوم؛ فإن الحقيقة تقول إن هذه الدول لم تستقل عن الغزاة ولم تتحرر من سطوتهم، وإنما أخذ الغزو شكلا آخر أكثر خطرا ومكرا، بدليل أن قادة الغزاة الذين دخلوا البلاد بالأمس عنوة بقوة السلاح، يدخلون اليوم نفس البلاد بالترحيب والاستقبال الرسمي من الحكومات "المستقلة" و "المتحررة"!

على الخارطة، فبلاد الشام تتناوشها أطماع الغزاة مجددا، من سوريا التي حكمها البعث بإرث شيوعي، ثم غزاها الرافضة بتوطئة نصيرية ودعم وأحقاد فارسية، شاركتها مطامع روسية تنافسية، إلى الأردن الذي قام نظامه على السياسات البريطانية والأمريكية الضامنة لسلامة واستقرار أمن اليهود، مرورا بلبنان الذي يخضع عسكريا لأذرع إيران الفارسية ويتبع سياسيا للوصاية الفرنسية، وصولا إلى فلسطين التي سلمتها بريطانيا إلى اليهود الذين يحظون بدعم أمريكا الصليبية والتي تغرس قواعدها العسكرية في شرق الفرات والعراق وغيرها، وتفرض وصايتها على الجزيرة العربية بتواطؤ وتبعية حكامها الخونة المرتدين.

وعموما، لا يخرج المشهد في سائر بلاد المسلمين عن التوصيف السابق؛ غزو ومخططات قديمة بمطامع متجددة، وحكومات محلية مرتدة تنفذ سياسات الغزاة بكل دقة.

وفي أحدث مثال على تجدُّد خطط الغزو والمشاريع القديمة، جرأت حرب غزة اليهود الكافرين على تكرار الإعلان والتصريح في محافل رسمية بما أسموه "مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات" والذي يعلنون بكل وضوح أنه لا يقتصر على أرض فلسطين فحسب! بل يمتد إلى أجزاء من سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر وحتى الجزيرة العربية.

وليس خفيا أيضا خط الغزو الرافضي الإيراني الجديب، الذي يستهدف ما يسمى منطقة "الهلال الخصيب"، وهو مخطط إيران الفارسية الإستراتيجي الذي تسعى بكل قوتها لتحقيقه، عبر تمكين ميليشياتها وأذرعها هنا وهناك تحت شعارات "المقاومة" و "القدس" التي تمر بمدن وعواصم المسلمين كما صرحوا مرارا بذلك تماما كما يفعل اليهود.

والحكومة التركية بماضيها العلماني الصرف وحاضرها العلماني المتستر خلف غربال الإخوان المرتدين بقيادة "أتاتورغان"، هي الأخرى تمدّ يد المطامع تحت أكمام الإغاثة، وتروّج لمشروعها القومي العلماني عبر الاستثمار في جراحات المسلمين ومآسيهم، وقد عمدت إلى تحقيق مطامعها التوسُّعية بطريقة عسكرية مباشرة عن طريق قواعدها في شمال العراق، أو عن طريق بيادقها وفصائلها الذين وصل بهم الأمر أن فاقوا حكومتهم المركزية، ففرضوا في مناطقهم لغتها ورفعوا أعلامها واستعملوا عملتها!، وهو ما نعاينه في "الشمال المحرر" الذي يروجون فيه لـ "كيان سني" ينفذ أجندة "الغزاة" على مذهب أتاتورك.

وعلى ذات الخط تسعى الأحزاب الكردية ومن يتبعها من الميليشيات على اختلاف تشكيلاتها، للحصول على موطئ قدم بين الأطراف المتصارعة، فتارة يستجدون أوروبا وأمريكا، وتارة يشرقون لروسيا والصين، ويتوددون ليهود بين هذا وذاك، علهم يجدون من يعينهم على تحقيق حلمهم "كردستان" الذي أرقهم منذ عقود، فيستعملهم القاصي والداني في مشاريعه، وهم يجهدون معهم ويصدقون وعودهم، كما كانوا وما زالوا عونا للرافضة في العراق، فيتعنتون معهم سياسيا ويعينونهم عسكريا في الحرب على المسلمين، وكذا حالهم في الشام لما دعمتهم أمريكا في الحرب على المجاهدين، ثم تركتهم يواجهون مصيرهم المحتوم.

وأما إفريقية فقد سارت لها الدول والميليشيات تهافتا من كل حدب، فبعد سنوات من التسلط الأوروبي والأمريكي، جاء الدور على الروس وحلفائهم الصينيين لينقبوا في أرض إفريقية بحثا عن مطامعهم وتقاسما للتركة.

وبغض النظر عن الأشكال التي تأخذها هذه المخططات والمشاريع، سواء كانت مباشرة سافرة أو متسترة خلف شعارات وعناوين مخادعة، وسواء كانت تستخدم "القوة الخشنة" بالنار والحديد أو "الناعمة" بالإعلام والمؤامرات والسياسة، وسواء كان أربابها يتحدثون الإنجليزية أو الروسية أو الفارسية أو العبرية أو حتى العربية، إلا أنها تشترك في نفس الغاية وهي الحرب على الإسلام مصداقا لقوله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}، فهذا هو دافع كل هذه الحروب والتدافع الذي تغطيه هذه المشاريع والمطامع، ولذلك النصر في هذه الحروب هو حليف المسلمين قطعا، وهو ما تؤكده الوعود الإلهية والنبوية التي هي جزء لا يتجزأ من عقيدتنا.

وعليه، فإننا نقول لكل هؤلاء الغزاة والطامعين على رسلكم! لا يؤزكم الجشع والطمع ولا تأخذكم الحماسة أن توغلوا في أوهامكم، فترسموا خرائط وتخطوا حدودا وتلوِّنوا أقاليمَ وتطلقوا عليها الأسماء، فإنا لمطامعكم لبالمرصاد، وقد حشدنا لهدم مشاريعكم الأجناد لا نقاتلكم بالعدد والعدة، بل بإيمان راسخ ومنهاج لم تخترقه كل حملات غزوكم الفكري وهو باق على سيرته الأولى يوم سحق أجدادنا الفاتحون أجدادكم الغزاة فلم يبقوا منهم كسرى ولا قيصر، وإنا سائرون -بحول الله وقوته- على طريقهم، ماضون باقون على نهجهم إلى أن يرث المتقون الأرض كما بشّرنا سبحانه ووعد في كتابه العزيز: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.

وإن المجاهدين اليوم يعيدون رسم خارطة العالم بالتوحيد والجهاد، وكما كسروا الحدود من قبل بين العراق والشام فإنهم سيعيدون الكرة بإذن الله، وكما أسدلوا الستار على كثير من المشاريع والمؤامرات وأحبطوها، فإنهم سيواصلون تصديهم لمطامع ومؤامرات الكافرين بالوسيلة الشرعية الربانية، الجهاد في سبيل الله، طاعة لله وخلافة له في أرضه وسعيا لتحقيق وعده سبحانه القائل: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ}، فالوعد بنصر الإسلام والتمكين له في الأرض قائم قادم فليحرص كل مسلم على أن يكون من أهل هذا الوعد بسيره على كتاب ربه وهدي نبيه، والله لا يخلف الميعاد.

▫️ المصدر: مقتطف من افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 464
الخميس 7 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

فتوحات جنود الخلافة في الولايات الليبيّة... إنّ مع العسر يُسراً • أثبتت تطورات الأوضاع في ليبيا، ...

فتوحات جنود الخلافة في الولايات الليبيّة... إنّ مع العسر يُسراً

• أثبتت تطورات الأوضاع في ليبيا، أن المشروع العالمي للدولة الإسلامية ليس قضية إعلامية تحاول الدولة الإسلامية من خلاله جذب المزيد من الانتباه كما يزعم قادة الفصائل والتنظيمات المنحرفة، وليس قضية لتجنيد المزيد من الأتباع، أو بحثا عن مزيد من الموارد كما يعتقد السياسيون والمحللون في الغرب الصليبي، وإنما هو تطبيق حقيقي لمفهوم الخلافة الراشدة التي أعادت الدولة الإسلامية إقامتها بعد قرون طويلة من إزالتها على أيدي الملوك والسلاطين.

فالخلافة في مفهومها السياسي الشرعي تتضمن قيادة واحدة تجمع المسلمين كلهم تحت راية واحدة، ولذلك كان إجماع فقهاء الإسلام على عدم جواز وجود إمامين في وقت واحد إلا في ظروف قاهرة، وذلك حرصا على وحدتهم، ومخافة تفرقهم وتنازعهم مع تعدد أئمتهم.

ففي الوقت الذي يحشد الصليبيون والرافضة أبصار العالم ليركزوها على أكاذيب انتصارهم النهائي في (الرمادي)، تتقدم قوة من جيش الخلافة على بعد آلاف الكيلومترات، لتسيطر على مدينة حيوية في شمال أفريقيا، وبالتحديد قرب الهلال النفطي الليبي المتموضع حول خليج (سرت) على شواطئ البحر المتوسط، فكان فتح مدينة (بن جواد)، واقتحام ميناء (السدرة النفطي)، وتهديد مدينة (رأس لانوف) الحيوية، إنذارا بالخطر للدول الصليبية التي تحاول صرف أنظار شعوبها عن تمدد الدولة الإسلامية في هذه البقعة الهامة من العالم بموقعها وثرواتها، خوفا من أن يعكر ذلك صفو احتفالاتهم بالانتصارات الزائفة لهم ولحلفائهم في العراق والشام.

ومن جانب آخر فإن الدول الصليبية تعرف حقيقة واقع الدولة الإسلامية في ليبيا جيدا، وتعرف واقع أعدائها بدرجة أكبر، ففي الداخل الليبي كمّ كبير من الفصائل المتنافسة على الأموال والموارد، منقسمة إلى أكثر من معسكر، يتنازعون أكثر من حكومة، ويتقاتلون بعدة جيوش، ويتورط كل منهم في عدة عمليات عسكرية باهظة التكاليف، وقد فشلت كل المحاولات لجمعهم وتوحيدهم، فما يفرّق بينهم من المطامع أكثر مما يجمعهم، وما في يد كل منهم من الموارد ومصادر القوة يغنيه عن الاضطرار للاجتماع مع أعدائه، وفي ظل هذا الواقع تبقى الدولة الإسلامية هي القوة الوحيدة المجتمعة على قلب رجل واحد في وجه أعدائها، باتباعها أمر رجل واحد هو أمير المؤمنين تقبله الله.

وإذا وسعنا الدائرة أكثر وجدنا أن محيط ليبيا القارّي يشمل مجموعة من الدول الهشة سياسيا كما في مصر والجزائر وتونس والسودان التي تحكمها حاليا أنظمة طاغوتية غير مستقرة، في حين أن بعضها الآخر ليس أكثر من أنظمة حكم بدائية كما هو الحال في تشاد ومالي، بالإضافة لذلك فإن هذه الدول المحيطة بولايات الدولة الإسلامية في ليبيا متورطة أصلا في حرب مفتوحة مع الدولة الإسلامية، فجيش الردة المصري منغمس حتى أذنيه في الحرب التي استنزفته في ولاية سيناء، كما أن المفارز الأمنية صعدت من عملياتها في قلب (القاهرة) عاصمة النظام الطاغوتي وفي ضواحيها، في حين ظهرت بوادر لنشاط سرايا من جيش الخلافة في الصحراء الغربية من مصر، أما تشاد ومالي فهما متورطتان في حرب شرسة مع جنود الخلافة في كل من الصحراء وولاية غرب إفريقية، تزيد من إضعاف قدرتيهما على الدخول في حرب إضافية على حدودهما الشمالية، أما الجزائر وتونس، فإن العمليات فيهما قد بدأت، وخاصة في تونس حيث العمليات الأمنية القوية للمفارز الأمنية عصفت ببنية اقتصاد حكومة الطاغوت فيها، كما ظهر -بفضل الله- أول الغيث في مناطق من شرق ولاية الجزائر بإطلاق جنود الخلافة فيها لعملياتهم ضد جيش الردة.

إن معرفة الصليبيين بهذا الواقع جيدا دفعتهم إلى المسارعة بإعلان العزم على تشكيل حلف عسكري دولي جديد لقتال الدولة الإسلامية في الولايات الليبية، في نفس الوقت الذي يجتهدون فيه لجمع الفصائل في ليبيا في إطار حكومة "وحدة وطنية" ستكون مهمتها الأولى قتال الدولة الإسلامية.

إن فتح هذه الجبهة الجديدة على الصليبيين وأعوانهم المرتدين، سيعني -بإذن الله- مزيدا من التشتت بالنسبة لقواتهم، وفي الوقت نفسه سيزيد من مساهمة المسلمين في حربهم، حيث باتت ولايات الدولة الإسلامية في ليبيا مهاجر المجاهدين ممن سدت في وجوههم طرق الهجرة إلى العراق والشام، وخاصة من مصر والسودان والمغرب ودول الصحراء وأوروبا، وصدق الله عز وجل الذي قال في كتابه (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).


▪︎ صحيفة النبأ – العدد 13
السنة السابعة - الثلاثاء 1 ربيع الآخر 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
فتوحات جنود الخلافة في الولايات الليبيّة...
إنّ مع العسر يُسراً
...المزيد

نقاط على الحروف • حتى لو لم يسفك الرافضة قطرة دم واحدة منا، فإننا في عداء معهم، نصرة واتّباعا ...

نقاط على الحروف

• حتى لو لم يسفك الرافضة قطرة دم واحدة منا، فإننا في عداء معهم، نصرة واتّباعا لديننا، فالرافضة كفار بطعنهم في كتاب ربنا وعرض نبينا وصحابته، من قبل أن يقاتلونا، والعداء معهم عداء ديني لا ينتهي إلا بإسلامهم، ولا ينقص مثقال ذرة بقتالهم لليهود أو تمسُّحهم بفلسطين.

هذه عقيدة أهل السنة في الرافضة، مع التأكيد على أن رافضة زماننا أشد كفرا وحرابة من رافضة الأمس، وأكثر تجبُّرا وجرأة على دين المسلمين وعقيدتهم ومقدساتهم وأعراضهم، وإن ما ندين الله تعالى به أن العداء القائم بين اليهود والرافضة قلّ أو كثُر، ليس من جنس أو درجة العداء بين المسلمين واليهود، وأن الصراع الدائر بين اليهود والرافضة طال أم قصر، هو صراع جاهلي بين طرفين كافرين محاربين للإسلام، الأول كافر أصلي والثاني مرتد ردة مغلّظة، وأن الفتنة الحاصلة بتغلُّب الرافضة أشد من فتنة تغلُّب اليهود؛ لأن مفسدة تغلُّب الرافضة فتنة لاحقة بالدين، ومفسدة تغلُّب اليهود -مع علم العامة بكفرهم نصًّا-، مفسدة لاحقة بالأنفس والأموال، ومعلوم أن حفظ الدين مقدم على حفظ النفس، وأن هلاك الأنفس المسلمة مع كونه عظيما، إلا أنه لا يعدل فساد الدين والفتنة فيه، إذْ إنّ العامة بعيدون عن الافتتان باليهودية، لكنهم ليسوا بعيدين عن الافتتان بالرافضة خصوصا في ظل اختراقهم لقضية فلسطين وأحزابها، ولذلك كان بعض من عاصر "الصراع اليهودي-القومي" يدعو أن لا يتغلّب "الناصريون" على اليهود، لئلا يُفتن الناس بالقومية في دينهم، وهذا لا يخالف فيه إلا من يقدّم مصلحة حزبه على مصلحة الإسلام.

وإن بيانات النعي والترضي والترحم التي انهمرت من فصائل الإخوان المرتدين على قائد حزب الشيطان، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فسجلهم طويل في الترحم على الكافرين بكل مللهم، وأرشيف بياناتهم يمتلئ بألقاب "الشهادة" التي وزعوها على قتلى النصارى! والعلمانيين! والوطنيين! والشيوعيين! وليس الرافضة استثناء؛ وإنّ بطلان جواز الترحم على الرافضة المرتدين، من أظهر المسائل الفقهية، دليلها في تحريم استغفار النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب الذي دافع عنه طيلة حياته، قال تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}، ودليلها كذلك تحريم استغفار النبي -صلى الله عليه وسلم- لوالديه، لحديث الإمام مسلم عَنْ أَبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول اللَّه قال: (اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي!)، إنها العقيدة التي لم تحابِ حتى مقام النبوة المبجّل، فالإسلام الذي لم يسمح بالاستغفار لعمّ رسول الله ووالديه؛ لأنهم ماتوا على الكفر، أيسمح بالاستغفار لزعيم حزب الشيطان وزبانيته الكفرة الفجرة؟!، وقطعا للطريق على من يقسّم الرافضة اليوم إلى فرق وطوائف ويفرّق بينها في الحكم؛ فإن زعيم حزب الشيطان من رؤوس الطائفة الاثني عشرية الإمامية التي أجمع علماء الملة على تكفيرهم، وهذا نقوله تنزُّلا وإظهارا لبطلان مذهب من ترحم على هذا الطاغوت، متوسّعا للرافضة عاذرا لهم، أما مذهبنا، فالرافضة اليوم بكل فرقهم وأطيافهم سواء في الحكم، أئمتهم وأتباعهم، قادتهم وجنودهم، ممتنعون كفار بأعيانهم.

والمتأمل في بيانات فصائل الإخوان المترحّمة على الرافضة الكافرين، ولازم خطاباتهم وصريح تصريحاتهم؛ يجد أن القوم تعدّوا حدود "الاضطرار" الذي زعموه في البداية، وأن علاقتهم بالرافضة تخطت عتبة "التقاء المصالح" إلى التولي والموالاة ورهن المصير بالمصير.

ولمّا كانت عقيدة الولاء والبراء هي الحائط الذي يصطدم به أولياء إيران المتألمون لمصابها؛ اختلق هؤلاء منهجا مشوّها مسخا، فصاروا يتحدثون عن ولاء وبراء مركّب بطريقة غريبة عجيبة تشبه خلطات العطّارين ووصفات الطّبّاخين، خليط ومزيج هجين يجمع عبثا بين الإسلام والكفر!، تحريفا للتوحيد وتمييعا للعقيدة لتناسب "المقاس الإخواني-الرافضي"، وحركاته التي تماهت وانسجمت وانصهرت في المحور الإيراني، حتى صاروا يحرّمون على الناس الفرح بمقتل طاغوت من أشد الطواغيت حربا للإسلام، بذريعة أن هذا الفرح يصب في مصلحة اليهود الكافرين! ولا ندري أين كانت هذه "الموازين الحساسة" لمقاييس الفرح والحزن عند اشتداد الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية، وأين كان "فقهاء الإحساس" هؤلاء من الفرح والشماتة بمصاب المسلمين في الموصل والباغوز والرقة وغيرها، فقط لأنهم جنود وذراري ورعايا الدولة الإسلامية!! وليتهم شمتوا وسكتوا، بل تزاحمت فتاواهم بالتحريض عليها ولم يتوسّعوا لها في أوج الحرب عليها، ولم يوسّعوا دائرة الأعذار لها كما يفعلون اليوم مع الرافضة ومطاياهم؟! بل اختاروا "الحسم" و "المفاصلة" معها وأعلنوا الحرب عليها، فحققوا البراءة التامة منها خلافا لموقفهم من الرافضة اليوم! وبعد كل هذا يناظر ويحاضر الإخوان المرتدون في الولاء والبراء وهم ضده ونقيضه على الدوام، حتى قيل: إن أردت أن تعرف الباطل، فانظر أين وقف الإخوان المرتدون، فحيثما وقفوا وتحالفوا فهو الباطل.

في الميدان، أثبتت الأحداث هشاشة المحور الرافضي من الداخل حتى صار مضرب المثل في الاختراق، ولا عجب أن يسهل اختراقه لأسباب عديدة منها شبكات المخدرات والبغاء التي يديرها الحزب الرافضي في أوروبا وتعد شريانا أساسيا لاقتصاده، ومن عجيب تناقضات فصائل الإخوان المرتدين، أنهم صاروا يعقدون مقارنات بين "حصانة" صفوف كتائبهم و "هشاشة" صفوف حزب الشيطان! فلماذا تحالفتم معهم إذن؟! طمعا في هشاشتهم أم زهدا في حصانتكم؟!

ورغم خسائر محور إيران الفادحة واغتيال أبرز قادته بضربات دقيقة خاطفة؛ إلا أن "المحور" ما زال يلتزم بـ "الخطوط الحمراء" ولا يتعدّاها، فيقصر قصفه على "القواعد والمدرجات العسكرية" المخلاة! ويمتنع عن استهداف التجمُّعات البشرية اليهودية التزاما حرفيًّا بتحذيرات اليهود العلنية والسرية، ولذلك لا "نكاية" في صفوف اليهود حتى الآن في القصف الإيراني "الأول والثاني".

وحتى لو تجاوز الصراع بين اليهود والرافضة هذا الحد ووصل مراحل أكثر حدة، فإنه لا يجعله جهادا في سبيل الله، ولا أملا للمسلمين، ولا يغيّر من واقع الفريقين شيئا، فكلاهما عدو للإسلام، والمنحاز إلى أي الفريقين خاسر.

ختاما، على المسلمين في سائر المنطقة أن يستعدوا لفصول المواجهة؛ فإن الرافضة عوّدونا على أن يصبوا غضبهم على المسلمين، وأن ينتقموا من دماء السنة، وإن لم تتأهب جبهة السنة لذلك ستدفع مزيدا من أثمان القعود والتخلف عن الجهاد.


▫ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 463
الخميس 30 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

في الميدان • أثبتت الأحداث هشاشة المحور الرافضي من الداخل حتى صار مضرب المثل في الاختراق، ولا ...

في الميدان

• أثبتت الأحداث هشاشة المحور الرافضي من الداخل حتى صار مضرب المثل في الاختراق، ولا عجب أن يسهل اختراقه لأسباب عديدة منها شبكات المخدرات والبغاء التي يديرها الحزب الرافضي في أوروبا وتعد شريانا أساسيا لاقتصاده، ومن عجيب تناقضات فصائل الإخوان المرتدين، أنهم صاروا يعقدون مقارنات بين "حصانة" صفوف كتائبهم و"هشاشة" صفوف حزب الشيطان فلماذا تحالفتم معهم إذن؟! طمعا في هشاشتهم أم زهدا في حصانتكم؟

- افتتاحية النبأ "نقاط على الحروف" 463
...المزيد

مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة • كثيرة هي المحاولات التي قامت لإعادة الخلافة ...

مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة

• كثيرة هي المحاولات التي قامت لإعادة الخلافة وتطبيق الشريعة، وكثيرة هي الحركات التي عملت لتحقيق هذا الهدف السامي، وكثيرة هي التضحيات التي بذلت على الطريق، ولكن لم يتمكن أي من تلك الحركات من الوصول إلى هذه الغاية، حتى قدّر الله أن تقام على أيدي ثلة من المجاهدين في العراق والشام.

وكثيرة هي النظريات التي طرحت، والأقاويل التي قيلت، والأساطير التي صيغت، لتفسير هذا التوفيق الرباني لجنود الدولة الإسلامية وقادتها حتى مكنهم الله من إقامة الخلافة، دون أن يعيَ أغلب من خاض في هذه القضية أن هذا النجاح الذي يسره الله، إنما ملخصه الشعار الذي تبنته الدولة الإسلامية وهو (خلافة على منهاج النبوة)، إذ لا يعني هذا الشعار الالتزام بنهج النبوة في إدارة دولة الخلافة وشؤونها السياسية في مرحلة (ما بعد التمكين) فحسب، وإنما أيضاً الالتزام بالمنهج النبوي أثناء العمل على إعادة الخلافة، أي في مرحلة (ما قبل التمكين) أيضاً، وعلى طرفي حافة التمكين وقع الانحراف لدى معظم الفصائل والحركات التي قامت لإعادة الخلافة طيلة القرن الماضي.

فعلى الطرف الأول (قبل التمكين) نجد الكثير من الفصائل والأحزاب أرادت تطبيق الشريعة، وإعادة الخلافة، ولكنها سلكت في سبيل ذلك مناهج متعددة تختلف وتنحرف عن المنهج النبوي لتحقيق ذلك، فكانت النتيجة أكبر من مجرد الفشل في تحقيق الهدف، وإنما تعدته إلى انحراف هؤلاء عن السنة إلى البدعة، بل كثير منهم انحرف نحو الشرك والضلال، بينما كان هدفه الأول التوحيد والهداية.

في حين نجد على الطرف الآخر (بعد التمكين)، بعض الحركات والتنظيمات مكن الله لها في بقعة من الأرض، ولكنها انحرفت عن المنهج النبوي في الحكم، فحكمت بغير ما أنزل الله، وصار سعيها للحفاظ على ما بأيديها، لا إقامة حكم الله فيما مكنهم الله فيه من البلاد والعباد، فصاروا هم من جنس الطوائف الممتنعة التي خرجوا عليها، بل وصار رؤوسهم طواغيت جدد لا يختلفون عن الطواغيت الذين سبقوهم، إلا بلحاهم وشعاراتهم الإسلامية.

▪︎ مصلحون... أم مفسدون؟

إن من يرجع إلى جذور الانحراف في أغلب الفرق والطوائف، سيجد أنهم في كثير من الأحيان أرادوا الإصلاح، ولكنهم أفسدوا دينهم ودين من اتّبعهم، بأن سلكوا في محاولاتهم الإصلاحية هذه غير منهاج النبوة، واستحسنوا هذه المناهج البدعية، فضلّوا وأضلّوا، وكانوا من جملة من قال الله عز وجل فيهم: ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) [سورة الكهف: 103-104].

▪︎ الصوفية والمنهج المنحرف في إصلاح القلوب:

فإذا أخذنا مشركي الصوفية كمثال، نجد أن الصوفيين الأوائل إنما رأوا أن سبب الانحراف في الأمة هو فساد القلوب، وأن الإصلاح إنما يكون بصلاحها بناء على القاعدة النبوية (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب) رواه البخاري، ونجد أن الخلل الأكبر أصابهم عندما بحثوا عن إصلاح القلوب بمناهج أخرى لا تنتمي إلى الإسلام وشريعته، فوجدوا ضالتهم في طرائق الشرق التي تقوم على ادعاء إصلاح النفوس بهجر الملذات، والإكثار من الخلوات، واتباع مسالك معينة تؤدي بحسب ادعائهم إلى المعرفة، ولم يدرك معظم المتصوفة أن هذه المناهج إنما وضعها أهل الديانات الباطل لتناسب ما وضعوه من أديان، وأن هذه المناهج تطورت عبر آلاف السنين لتوافق أصول هذه الأديان الباطلة وحقائقها، وبالتالي من سلك هذه السبل فإنها ستؤدي به إلى الوصول إلى النتيجة ذاتها التي وصل إليها أصحاب تلك الأديان من الشرك والضلال، أو على الأقل إلى مكان قريب منها، ولكنه بالمحصلة خارج الإسلام.

▪︎ "الإخوان المسلمون".. والمنهج المنحرف في العمل السياسي:

وكذلك كان انحراف فرقة "الإخوان المسلمين" إذا أخذناها مثالا على الفرق التي رأى أصحابها أن الإصلاح إنما يكون طريق الوصول إلى الحكم بأي طريقة كانت، ومن ثم تحويل ما يقع تحت أيديهم إلى "مجتمع إسلامي"، ثم الوصول إلى الإصلاح الكامل عن طريق إقامة الدولة الإسلامية.

حيث وجد "الإخوان المسلمون" ومن سلك سبيلهم أن من المستحيل بمكان إقناع الطواغيت الحاكمين بأن يسلموهم السلطة، أو حتى أن يقوم هؤلاء الطواغيت بالإصلاح بأنفسهم، كما قصرت همتهم عن العمل على خلع هؤلاء الطواغيت، كما هو المنهج النبوي، لذا لجؤوا إلى المناهج والسبل الجاهلية في محاولتهم تحقيق أهدافهم، وكان اختيارهم الأنسب تبني الديموقراطية الشركية كمنهج عمل للوصول إلى السلطة، رغم اختلافهم على الحال بعد ذلك، بين زاعم أنه سيحطم صناديق الانتخابات بعد صعوده إلى السلطة عن طريقها، وبين مؤكد على الحفاظ عليها، بل وجعلها أصلا من أصول الإسلام، والعياذ بالله.


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 13
مقال:
مصلحون.. أم مفسدون؟
الفصائل والمناهج المنحرفة


مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة

▪︎ "الإخوان المسلمون".. والمنهج المنحرف في العمل السياسي:

وكذلك كان انحراف فرقة "الإخوان المسلمين" إذا أخذناها مثالا على الفرق التي رأى أصحابها أن الإصلاح إنما يكون طريق الوصول إلى الحكم بأي طريقة كانت، ومن ثم تحويل ما يقع تحت أيديهم إلى "مجتمع إسلامي"، ثم الوصول إلى الإصلاح الكامل عن طريق إقامة الدولة الإسلامية.

حيث وجد "الإخوان المسلمون" ومن سلك سبيلهم أن من المستحيل بمكان إقناع الطواغيت الحاكمين بأن يسلموهم السلطة، أو حتى أن يقوم هؤلاء الطواغيت بالإصلاح بأنفسهم، كما قصرت همتهم عن العمل على خلع هؤلاء الطواغيت، كما هو المنهج النبوي، لذا لجؤوا إلى المناهج والسبل الجاهلية في محاولتهم تحقيق أهدافهم، وكان اختيارهم الأنسب تبني الديموقراطية الشركية كمنهج عمل للوصول إلى السلطة، رغم اختلافهم على الحال بعد ذلك، بين زاعم أنه سيحطم صناديق الانتخابات بعد صعوده إلى السلطة عن طريقها، وبين مؤكد على الحفاظ عليها، بل وجعلها أصلا من أصول الإسلام، والعياذ بالله.

لم يدرك معظم هؤلاء أن الديموقراطية هي دين وضعي، وأن من وضعوه وطوروه على مدى آلاف السنين، صمموه لحكم مجتمعاتهم في غياب أي طاعة لرب العالمين في هذه المجتمعات، وبالتالي للوصول بمجتمعاتهم إلى الشرك المحض، والبعد التام عن اتّباع شريعة رب العالمين، وبالتالي إذا ما طُبّق هذا المنهج، وسُلك هذا السبيل في أي مكان في العالم، وعلى أي مجتمع من المجتمعات، فإنه سيؤدي بالمحصلة إلى الوصول إلى الحالة التي أرادها واضعو هذا الدين للمجتمعات الديموقراطية أن تصل إليه، مع اختلافات بسيطة تفرضها العوامل التاريخية والجغرافية.

▪︎ الفصائل المقاتلة.. والمنهج المنحرف في قتال الطواغيت:

وقريبٌ من حال هؤلاء، حال من علم من الفصائل أن الوصول إلى تطبيق شريعة رب العالمين لا يكون إلا عن طريق الجهاد، وأن هذا الطريق هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن نشأ الانحراف في جهادها لما حاولت استيراد الأفكار حول تكتيكات (حرب العصابات) التي طبقتها المنظمات والحركات الشيوعية الكوبية والفيتنامية وغيرها، دون أن ينتبهوا إلى خطورة تسلل ما يختلط بهذه الأفكار المستوردة من أدران مناهجهم الفاسدة.

فصارت مفاهيم من قبيل "الحاضنة الشعبية" و "عدم مسك الأرض" مبررات لدى هذا الفريق لعدم تطبيق شرع الله في الأرض التي مكنهم الله عز وجل فيها، وبامتناعهم عن تطبيق الشرعية متذرعين بهذه الأعذار غير الشرعية، صاروا من جنس الطوائف الممتنعة، بعد أن كان أساس خروجهم هو لتطبيق الشريعة، بل وتمادوا في منهجهم الضال بإعلانهم الحرب على من يريد تطبيق الشريعة، واتهامه بأنه يريد تخريب الجهاد، وتأليب "الحاضنة الشعبية"، وما إلى ذلك من التهم التي مرجعها الأول ما صاغوا جهادهم على أساسه من مفردات المنهج الشيوعي في (حرب العصابات)، وغفلتهم عن حقيقة أن هذا المنهج مستمد من عقيدة إلحادية لا تحل حلالاً، ولا تحرم حراماً، وأن المرجع الأول في تقييماتها هو المنفعة فقط، والحق عندهم هو ما يرون فيه نفعاً لحركاتهم، في حين أن المنهج الإسلامي إنما ينظر إلى شرعية الأفعال قبل النظر في ما يتوقع من مصالح ظنية تأتي من ورائها.

▪︎ لا منهج في الإصلاح غير منهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

إن كل منهج من المناهج إنما يؤدي إلى النتيجة التي وضع المنهج على أساسها، في الظروف ذاتها الموافقة لهذا المنهج، ومن أراد أن تكون نتيجة عمله إقامة شرع الله عز وجل، فلا يمكن له أن يتبع غير المنهج الإسلامي النبوي، لأنه المنهج الوحيد الذي ارتضاه الله عز وجل لنبيه -عليه الصلاة والسلام- أن يعمل من خلاله من بعثته وحتى وفاته، وأي انحراف عن هذا المنهج سيؤدي حتماً إلى انحراف عن دين الإسلام باتجاه الأديان الأخرى التي تم تطبيق مناهجها، فضلاً عن أنه لن يؤدي بحال إلى الوصول إلى النتيجة التي يرضاها الله من أعمالهم.

وعليه أن يقوم بتعميم القاعدة النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) رواه البخاري، على كل أفعاله التعبدية، فيجاهد كما جاهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويحكم الأرض كما حكمها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويصلح نفسه ومجتمعه كما فعل رسول الله، صلى الله عليه وسلم.


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 13
مقال:
مصلحون.. أم مفسدون؟
الفصائل والمناهج المنحرفة
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
14 ربيع الآخر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً