فرحة المؤمنين فرح المؤمنين مرتبط بما يحبه الله ويرضاه، ففرحهم بزوال حكم البعث النصيري لأنه نظام ...

فرحة المؤمنين

فرح المؤمنين مرتبط بما يحبه الله ويرضاه، ففرحهم بزوال حكم البعث النصيري لأنه نظام كافر، فلا يتم إلا بزوال القوانين الوضعية، ورؤية الشريعة الإسلامية محلها كما قال الله تعالى
(الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج: 41] ...المزيد

الصَفْقَة الرابحة • قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ ...

الصَفْقَة الرابحة

• قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة]

جعل سبحانه الجنَّة ثمنًا لنفوس المؤمنين وأموالهم، بحيث إذا بذلوها فيه استحقوا الثًّمن، وعَقَدَ معهم هذا العقدَ، وأكَّدهُ بأنواع من التأكيد:

▪ أحدها

إخبارُهُ سبحانه بصيغة الخبر المؤكَّد بأداة إنَّ

▪ الثاني

الإخبارُ بذلك بصيغة الفعل الماضي، الَّذي قد وقع وثبت واستقر

▪ الثالث

إضافة هذا العقد إلى نفسه سبحانه وأنَّه هو الَّذي اشترى هذا المبيع

▪ الرَّابع

أنَّه أخبر بأنَّه وعد بتسليم هذا الثمن وَعْدًا لا يُخْلِفُهُ ولا يتركه

▪ الخامس

أنَّه أتى بصيغة "على" التي للوجوب، إعلامًا لعباده، بأنَّ ذلك حقٌّ عليه، أحَقَّه هو على نفسه

▪ السادس

أنَّه أكَّد ذلك بكونه حقًّا عليه

▪ السابع

أنَّه أخبر عن محل هذا الوعد، وأنَّه في أفضل كتبه المنزلة من السماء، وهي: التوراة والإنجيل والقرآن

▪ الثامن

إعلامه لعباده بصيغة استفهام الإنكار، وأنَّه لا أحد أوفى بعهده منه سبحانه

▪ التاسع

أنَّه سبحانه أمرهم أنْ يَبْشروا بهذا العقد، ويُبشِّر به بعضهم بعضًا بشارة من قد تمَّ له العقد ولزم، بحيث لا يثبت فيه خيار، ولا يعرض له ما يفسخه.

▪ العاشر

أنَّه أخبرهم إخبارًا يؤكِّد بأنَّ ذلك البيع الَّذي بايعوا به هو الفوز العظيم، والبيع ها هنا: بمعنى المَبِيع الَّذي أخذوه بهذا الثمن، وهو الجنَّة

◾ وأفهمت الآية: خطر النفس الإنسانية وشرفها، وعظم مقدارها، فإنَّ السلعة إذا خفي عليك قدرها فانظر إلى المشتري لها من هو، وانظر إلى الثمن المبذول فيها ما هو؟ وانظر إلى من جرى على يده عقد التبايع، فالسِّلعة: النفس، واللَّهُ سبحانه: المشتري لها، والثمن: جنَّات النعيم، والسَّفِيْر في هذا العقد: خير خلقه من الملائكة وأكرمهم عليه، وخيرهم من البشرِ وأكرمهم عليه

[حادي الأرواح] لابن القيم -رحمه الله-


◽ المصدر: إنفوغرافيك صحيفة النبأ – العدد 476
السنة السادسة عشرة - الخميس 2 رجب 1446 هـ
...المزيد

صومال الهجرة والمدد • ينسون -الصليبيون والمرتدون- أن الجهاد في شريعة المسلمين ماض ولو تحداه كل ...

صومال الهجرة والمدد

• ينسون -الصليبيون والمرتدون- أن الجهاد في شريعة المسلمين ماض ولو تحداه كل طواغيت العرب والعجم، ولو سعت قوى الكفر لمنعه، وهي بالفعل تحاول ذلك منذ بزوغ فجر الإسلام وانطلاق جهاد الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، بقيادة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته العدول.

فمنذ ذلك الحين، يحاول الكفار وفي إثرهم المنافقون، أن يوقفوا عجلة الجهاد بالمكر والمؤامرات تارة، وبالحروب والتحالفات تارات، وإلى عصرنا هذا تستمر محاولات وتحالفات الجاهلية المعاصرة بجيوشها ومنافقيها، بممارسة نفس الأدوار علّهم يحققون ما عجزت الجاهلية الأولى عن تحقيقه ولكن هيهات، فمن يرد قدر الله تعالى ويتحدى مشيئته؟!

وعند النظر في "التفسيرات المادية" التي يحشدها الصليبيون والمرتدون لتبرير صعود الدولة الإسلامية في صقع من الأرض، نجدها هي نفسها التي ينفونها ويعكسونها في صقع آخر تراجع فيه نشاط المجاهدين أو تقلص؛ قبل أن ينتقل إلى صقع آخر ويتصاعد مجددا، فكل ما زعموا إبطاله وإفشاله من قبل في ولايات أخرى للدولة الإسلامية، ها هم يقرون بنجاحه ومضائه في ولاية جديدة.

إن الجهاد شُرع لنصرة الإسلام وسيادته ونبذ الشرك وكسر شوكته، ولأجل ذلك فهذا الجهاد ليس مما يملك البشر قراره ومساره، بل هو مما يملكه المولى سبحانه الذي حفظ مسيرته وأمده بخيرة خلقه، يسيّرونه ويجدّدونه جيلا بعد جيل، في حفاظ على ديمومته وتحقيقا لنبوءة قائده الأول -عليه السلام- القائل: (لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ) [أخرجه مسلم]، لكن ما على العبد الاعتناء به حق العناية في زماننا، هو الحرص على موافقة جهاده جهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يخرج عن هديه وشريعته في غايته ووسائله.


ولعل من أبرز ما غصت به دراسات المراكز الصليبية حول الجهاد الصومالي، هو الحديث عن المقاتلين من خارج الصومال، ويعنون بذلك المهاجرين النُّزاع من القبائل الوافدين من شتى بقاع الأرض للمشاركة في هذه الفريضة الغائبة التي تقاصرت دونها همم كثير من الناس، بل وانقلب آخرون عليها وعلى غاياتها.

يحاول الصليبيون وهم يتحدثون في هذا الجانب؛ الفرار من التسليم والإقرار بفشل خططهم ومؤامراتهم الدولية في وقف فريضة الهجرة المصاحبة لفريضة الجهاد، رغم كل الجهود المضنية التي بذلوها خلال عقود، وكل الإجراءات والتعقيدات الأمنية التي فرضوها على المعابر والمنافذ، والحدود والسدود، إلا أنهم ما زالوا عاجزين عن منع المسلمين من أداء فريضة الهجرة والجهاد استجابة للأوامر والتكاليف الإلهية: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، وطالما أن الجهاد تكليف سماوي، فإن الله يهيئ أسبابه ويذلّل عقباته، لمن صحت وصدقت نيته، ومن يصدق الله يصدقه، والنماذج على ذلك تغمر ميادين الجهاد.

المجاهدون النُّزاع من القبائل الذين فشلت جهود قوى الكفر في قطع مددهم عن أرض الحبشة، وصاروا خطرا يهدّد أمنهم؛ هم تتمة لمدد الجهاد وقافلة الهجرة التي حاولوا تعطيلها من قبل في العراق فداهمتهم في الشام فتحالفوا واستعانوا بالصحوات عليها، فباغتتهم في خراسان، فتمالؤوا عليها هناك، ففاجأتهم في الساحل وغرب إفريقية، واليوم يكتوون بنار أبطالها في شرق إفريقية بالقرب من خليج عدن الذي يتسابق طواغيت الإمارات وتركيا على موانئه عبر قرابين الحرب على الجهاد.

المهاجرون والأنصار الذين تكحلت عيون المسلمين برؤية بعضهم في "هجوم بونتلاند"، هم أيضا غراس دولة الإسلام التي حاربوها من قبل في ليبيا واليمن وتونس والمغرب وحتى الجزيرة العربية التي يظن اليهود والنصارى أنها خلت لهم، ومن لم يظفر من هؤلاء النزاع بهجرة إلى ميادين الخلافة، تشظى وانشطر جسده ودمه في عقر ديار الكافرين فانقلب السحر على الساحر!

وكان من المفارقات اللافتة، أن المراكز الصليبية المأزومة التي "احتوت" بعض "الجهاديين" وصيّرتهم طواغيت جدد؛ هي نفسها المراكز التي تدق نواقيس الخطر من تصاعد نشاط الدولة الاسلامية في الصومال، في مقارنة تغني عن كثير مقال لمن تدبر بعين بصيرته لا بصره، {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

وعودا على ذي بدء، ليعلم الكافرون والمرتدون وحكوماتهم أن جذوة من نار الشمس أقرب إليهم من وقف رحى الجهاد الدائرة عبر تاريخ الإسلام الماضي والقريب، وإن جهاد الدولة الإسلامية هو مرحلة من مراحل هذا الجهاد العابر الممتد إلى قيام الساعة.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 476
السنة السادسة عشرة - الخميس 2 رجب 1446 هـ

مقتطف من المقال الافتتاحي:
صومال الهجرة والمدد
...المزيد

صومال الهجرة والمدد • لا يكاد ينقضي عام أو يبدأ عام آخر، حتى يفاجئ جنود الدولة الإسلامية العالم ...

صومال الهجرة والمدد

• لا يكاد ينقضي عام أو يبدأ عام آخر، حتى يفاجئ جنود الدولة الإسلامية العالم بتنفيذ ضربة نوعية جديدة ضد الحلف الصليبي أو أحد حلفائه المرتدين في صقع جديد من أصقاع الأرض التي يورثها من يشاء من عباده.

ضربة العام كانت من نصيب قوات حكومة (بونتلاند) المرتدة في الصومال، حيث تعرضت لهجوم مركّب شنّه ثلةٌ من الانغماسيين المهاجرين وصلوا إلى ولاية الصومال من سبع دول مختلفة، ولكن جمعتهم غاية واحدة هي التوحيد، وسبيل واحد هو الجهاد، وانتظموا كالعقد معا في جيد الدولة الإسلامية، ولم يرضوا لأنفسهم أن تحيط برقابهم حدود قطرية وقومية كغيرهم، فجهادهم ودعوتهم عالمية كما كان جهاد ودعوة نبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم-.

والحقيقة أن أماكن وأوقات هذه الضربات السنوية المباركة، ليست من اختيارات المجاهدين بقدر ما هي توفيق وتسديد إلهي ممّن شرع الجهاد سبحانه، وبيده حفظه وإدامته وتهيئة مَن يذكي جذوته، ولو خذله أهل الأرض قاطبة ولو استعانوا بالشياطين على وقفه.

ولا تكاد تلتقي بمجاهد من جنود الخلافة أو تجري معه حديثا لبضع دقائق، إلا وتجد هذه الحسبة الإيمانية راسخة في ذهنه بادية على لسانه، فهم يتبرأون من حولهم وقوتهم وتدبيرهم إلى حول الله وقوته وتدبيره سبحانه، توكلا عليه واعتصاما بحبله تعالى، ولولا هذا التوكل والاعتصام ما صبروا على هذا الطريق الذي تصادمه وتحاربه الجاهلية بكل معسكراتها دون استثناء.

في الآونة الأخيرة تزاحمت تقارير مراكز الاستخبارات الصليبية المموهة، في التحذير من خطر تنامي نشاط الدولة الإسلامية في الصومال، وأنها توسعت وتمددت وعززت من قدراتها، وكالعادة فإنهم يعزون ذلك دوما -وفق نظرتهم الجاهلية- إلى الأسباب المادية البحتة والتي لا تخلو من: "زيادة الاضطرابات الإقليمية" و "وعورة التضاريس الجغرافية" و "تدفق الإيرادات المالية" إلى غيرها من التفسيرات الأرضية المادية، وينسون تماما الشطر الأهم من الرواية، وهو أن الجهاد قدر الله تعالى وفريضة من فرائضه وشريعة من شرائعه التي لم تُنسخ ولم تُستبدل، بل هي ماضية باقية ما بقي الصراع بين الإسلام والكفر.

ينسون -الصليبيون والمرتدون- أن الجهاد في شريعة المسلمين ماض ولو تحداه كل طواغيت العرب والعجم، ولو سعت قوى الكفر لمنعه، وهي بالفعل تحاول ذلك منذ بزوغ فجر الإسلام وانطلاق جهاد الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، بقيادة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته العدول.

فمنذ ذلك الحين، يحاول الكفار وفي إثرهم المنافقون، أن يوقفوا عجلة الجهاد بالمكر والمؤامرات تارة، وبالحروب والتحالفات تارات، وإلى عصرنا هذا تستمر محاولات وتحالفات الجاهلية المعاصرة بجيوشها ومنافقيها، بممارسة نفس الأدوار علّهم يحققون ما عجزت الجاهلية الأولى عن تحقيقه ولكن هيهات، فمن يرد قدر الله تعالى ويتحدى مشيئته؟!

وعند النظر في "التفسيرات المادية" التي يحشدها الصليبيون والمرتدون لتبرير صعود الدولة الإسلامية في صقع من الأرض، نجدها هي نفسها التي ينفونها ويعكسونها في صقع آخر تراجع فيه نشاط المجاهدين أو تقلص؛ قبل أن ينتقل إلى صقع آخر ويتصاعد مجددا، فكل ما زعموا إبطاله وإفشاله من قبل في ولايات أخرى للدولة الإسلامية، ها هم يقرون بنجاحه ومضائه في ولاية جديدة.

إن الجهاد شُرع لنصرة الإسلام وسيادته ونبذ الشرك وكسر شوكته، ولأجل ذلك فهذا الجهاد ليس مما يملك البشر قراره ومساره، بل هو مما يملكه المولى سبحانه الذي حفظ مسيرته وأمده بخيرة خلقه، يسيّرونه ويجدّدونه جيلا بعد جيل، في حفاظ على ديمومته وتحقيقا لنبوءة قائده الأول -عليه السلام- القائل: (لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ) [أخرجه مسلم]، لكن ما على العبد الاعتناء به حق العناية في زماننا، هو الحرص على موافقة جهاده جهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يخرج عن هديه وشريعته في غايته ووسائله.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 476
السنة السادسة عشرة - الخميس 2 رجب 1446 هـ

مقتطف من المقال الافتتاحي:
صومال الهجرة والمدد
...المزيد

صومال الهجرة والمدد • لا يكاد ينقضي عام أو يبدأ عام آخر، حتى يفاجئ جنود الدولة الإسلامية العالم ...

صومال الهجرة والمدد

• لا يكاد ينقضي عام أو يبدأ عام آخر، حتى يفاجئ جنود الدولة الإسلامية العالم بتنفيذ ضربة نوعية جديدة ضد الحلف الصليبي أو أحد حلفائه المرتدين في صقع جديد من أصقاع الأرض التي يورثها من يشاء من عباده.

ضربة العام كانت من نصيب قوات حكومة (بونتلاند) المرتدة في الصومال، حيث تعرضت لهجوم مركّب شنّه ثلةٌ من الانغماسيين المهاجرين وصلوا إلى ولاية الصومال من سبع دول مختلفة، ولكن جمعتهم غاية واحدة هي التوحيد، وسبيل واحد هو الجهاد، وانتظموا كالعقد معا في جيد الدولة الإسلامية، ولم يرضوا لأنفسهم أن تحيط برقابهم حدود قطرية وقومية كغيرهم، فجهادهم ودعوتهم عالمية كما كان جهاد ودعوة نبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم-.

والحقيقة أن أماكن وأوقات هذه الضربات السنوية المباركة، ليست من اختيارات المجاهدين بقدر ما هي توفيق وتسديد إلهي ممّن شرع الجهاد سبحانه، وبيده حفظه وإدامته وتهيئة مَن يذكي جذوته، ولو خذله أهل الأرض قاطبة ولو استعانوا بالشياطين على وقفه.

ولا تكاد تلتقي بمجاهد من جنود الخلافة أو تجري معه حديثا لبضع دقائق، إلا وتجد هذه الحسبة الإيمانية راسخة في ذهنه بادية على لسانه، فهم يتبرأون من حولهم وقوتهم وتدبيرهم إلى حول الله وقوته وتدبيره سبحانه، توكلا عليه واعتصاما بحبله تعالى، ولولا هذا التوكل والاعتصام ما صبروا على هذا الطريق الذي تصادمه وتحاربه الجاهلية بكل معسكراتها دون استثناء.

في الآونة الأخيرة تزاحمت تقارير مراكز الاستخبارات الصليبية المموهة، في التحذير من خطر تنامي نشاط الدولة الإسلامية في الصومال، وأنها توسعت وتمددت وعززت من قدراتها، وكالعادة فإنهم يعزون ذلك دوما -وفق نظرتهم الجاهلية- إلى الأسباب المادية البحتة والتي لا تخلو من: "زيادة الاضطرابات الإقليمية" و "وعورة التضاريس الجغرافية" و "تدفق الإيرادات المالية" إلى غيرها من التفسيرات الأرضية المادية، وينسون تماما الشطر الأهم من الرواية، وهو أن الجهاد قدر الله تعالى وفريضة من فرائضه وشريعة من شرائعه التي لم تُنسخ ولم تُستبدل، بل هي ماضية باقية ما بقي الصراع بين الإسلام والكفر.

ينسون -الصليبيون والمرتدون- أن الجهاد في شريعة المسلمين ماض ولو تحداه كل طواغيت العرب والعجم، ولو سعت قوى الكفر لمنعه، وهي بالفعل تحاول ذلك منذ بزوغ فجر الإسلام وانطلاق جهاد الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، بقيادة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته العدول.

فمنذ ذلك الحين، يحاول الكفار وفي إثرهم المنافقون، أن يوقفوا عجلة الجهاد بالمكر والمؤامرات تارة، وبالحروب والتحالفات تارات، وإلى عصرنا هذا تستمر محاولات وتحالفات الجاهلية المعاصرة بجيوشها ومنافقيها، بممارسة نفس الأدوار علّهم يحققون ما عجزت الجاهلية الأولى عن تحقيقه ولكن هيهات، فمن يرد قدر الله تعالى ويتحدى مشيئته؟!

وعند النظر في "التفسيرات المادية" التي يحشدها الصليبيون والمرتدون لتبرير صعود الدولة الإسلامية في صقع من الأرض، نجدها هي نفسها التي ينفونها ويعكسونها في صقع آخر تراجع فيه نشاط المجاهدين أو تقلص؛ قبل أن ينتقل إلى صقع آخر ويتصاعد مجددا، فكل ما زعموا إبطاله وإفشاله من قبل في ولايات أخرى للدولة الإسلامية، ها هم يقرون بنجاحه ومضائه في ولاية جديدة.

إن الجهاد شُرع لنصرة الإسلام وسيادته ونبذ الشرك وكسر شوكته، ولأجل ذلك فهذا الجهاد ليس مما يملك البشر قراره ومساره، بل هو مما يملكه المولى سبحانه الذي حفظ مسيرته وأمده بخيرة خلقه، يسيّرونه ويجدّدونه جيلا بعد جيل، في حفاظ على ديمومته وتحقيقا لنبوءة قائده الأول -عليه السلام- القائل: (لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ) [أخرجه مسلم]، لكن ما على العبد الاعتناء به حق العناية في زماننا، هو الحرص على موافقة جهاده جهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يخرج عن هديه وشريعته في غايته ووسائله.

ولعل من أبرز ما غصت به دراسات المراكز الصليبية حول الجهاد الصومالي، هو الحديث عن المقاتلين من خارج الصومال، ويعنون بذلك المهاجرين النُّزاع من القبائل الوافدين من شتى بقاع الأرض للمشاركة في هذه الفريضة الغائبة التي تقاصرت دونها همم كثير من الناس، بل وانقلب آخرون عليها وعلى غاياتها.

يحاول الصليبيون وهم يتحدثون في هذا الجانب؛ الفرار من التسليم والإقرار بفشل خططهم ومؤامراتهم الدولية في وقف فريضة الهجرة المصاحبة لفريضة الجهاد، رغم كل الجهود المضنية التي بذلوها خلال عقود، وكل الإجراءات والتعقيدات الأمنية التي فرضوها على المعابر والمنافذ، والحدود والسدود، إلا أنهم ما زالوا عاجزين عن منع المسلمين من أداء فريضة الهجرة والجهاد استجابة للأوامر والتكاليف الإلهية: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، وطالما أن الجهاد تكليف سماوي، فإن الله يهيئ أسبابه ويذلّل عقباته، لمن صحت وصدقت نيته، ومن يصدق الله يصدقه، والنماذج على ذلك تغمر ميادين الجهاد.

المجاهدون النُّزاع من القبائل الذين فشلت جهود قوى الكفر في قطع مددهم عن أرض الحبشة، وصاروا خطرا يهدّد أمنهم؛ هم تتمة لمدد الجهاد وقافلة الهجرة التي حاولوا تعطيلها من قبل في العراق فداهمتهم في الشام فتحالفوا واستعانوا بالصحوات عليها، فباغتتهم في خراسان، فتمالؤوا عليها هناك، ففاجأتهم في الساحل وغرب إفريقية، واليوم يكتوون بنار أبطالها في شرق إفريقية بالقرب من خليج عدن الذي يتسابق طواغيت الإمارات وتركيا على موانئه عبر قرابين الحرب على الجهاد.

المهاجرون والأنصار الذين تكحلت عيون المسلمين برؤية بعضهم في "هجوم بونتلاند"، هم أيضا غراس دولة الإسلام التي حاربوها من قبل في ليبيا واليمن وتونس والمغرب وحتى الجزيرة العربية التي يظن اليهود والنصارى أنها خلت لهم، ومن لم يظفر من هؤلاء النزاع بهجرة إلى ميادين الخلافة، تشظى وانشطر جسده ودمه في عقر ديار الكافرين فانقلب السحر على الساحر!

وكان من المفارقات اللافتة، أن المراكز الصليبية المأزومة التي "احتوت" بعض "الجهاديين" وصيّرتهم طواغيت جدد؛ هي نفسها المراكز التي تدق نواقيس الخطر من تصاعد نشاط الدولة الاسلامية في الصومال، في مقارنة تغني عن كثير مقال لمن تدبر بعين بصيرته لا بصره، {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

وعودا على ذي بدء، ليعلم الكافرون والمرتدون وحكوماتهم أن جذوة من نار الشمس أقرب إليهم من وقف رحى الجهاد الدائرة عبر تاريخ الإسلام الماضي والقريب، وإن جهاد الدولة الإسلامية هو مرحلة من مراحل هذا الجهاد العابر الممتد إلى قيام الساعة.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 476
السنة السادسة عشرة - الخميس 2 رجب 1446 هـ

المقال الافتتاحي:

صومال الهجرة والمدد
...المزيد

تقاطع المصالح بين الثوريين والنظام الدولي بالمحصلة، فالحدث برمته لم يخرج عن نطاق الرغبة ...

تقاطع المصالح بين الثوريين والنظام الدولي


بالمحصلة، فالحدث برمته لم يخرج عن نطاق الرغبة الدولية والنظام الدولي الذي صارت مصالح "الجهاديين والثوريين" لا تتقاطع إلا معه!
لكن لما كان زحف الدولة الإسلامية قبل سنوات خلافا لرغبة النظام الدولي، سارعوا إلى تشكيل أكبر تحالف صليبي جاهلي في التاريخ لوقف زحف الخلافة الهادر الذي جاء على غير ما يتوقعون ويشتهون، ومع ذلك وصفوها بأنها "مؤامرة" عالمية كونية صنعتها أمريكا واليهود وإيران وروسيا وكل مخابرات العالم!

* افتتاحية النبأ "سوريا الحرة وسوريا الأسد" 472
...المزيد

متى تشفى صدور المسلمين؟ في البعد الإيماني للحدث، ظهر تدبير اللطيف الخبير وحكمته البالغة في دفع ...

متى تشفى صدور المسلمين؟

في البعد الإيماني للحدث، ظهر تدبير اللطيف الخبير وحكمته البالغة في دفع هؤلاء الشركاء المتشاكسين بعضهم ببعض، ما نتج عنه فكاك أسارى المسلمين بعد سنوات طويلة من التعذيب في سجون "الأقلية" النصيرية، وإن كانت الصورة التي جرى عليها الحال، لم تحقق للمسلمين شفاء وثأرا تاما من أئمة الكفر وجزاري النظام النصيري، لحكمة قدرها الله تعالى، ولعل شفاء صدور المؤمنين والمؤمنات واكتمال فصول ثأرهم يكون على أيدي الأسد الغضاب الذين يعاقبون المعتدي بأحكام الشريعة لا أحكام الدستور، فلا
تأخذهم في الله لومة لائم سلفهم محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه { أشداء على الكفار رحماء بينهم }

* افتتاحية النبأ تدجين وتجنيد" 473
...المزيد

مفهوم التحرير من الناحية الشرعية إن التحرير يعني أن يعلو المكان والإنسان أحكام الشريعة ...

مفهوم التحرير من الناحية الشرعية

إن التحرير يعني أن يعلو المكان والإنسان أحكام الشريعة الإسلامية، فتحكم المسلم في أقواله وأفعاله، بل حتى في حبه وبغضه وموالاته ومعاداته، وبالنظر إلى الواقع الشامي، فلا شك أن التحرير بمفهومه الشرعي ما يزال مفقودا.

وعليه، فمن كان خلافه مع الأسد وعائلته وحاشيته وصورته وتمثاله، فقد انتهت ثورته!
ومن كان خلافه مع نظام مرتد يقوم على تعطيل الشريعة والاحتكام للمجالس الانتخابية والدساتير الكفرية وحماية المراقد الوثنية وموالاة الكافرين دولا وأقليات، بحجة "العلاقات الدولية" و"النسيج الوطني"، فإن المشكلة ما زالت قائمة، بل ستتفاقم، ولذلك سيتواصل الجهاد على ثرى الشام لأن غايته سيادة الشريعة ونبذ الشرك، أما الثورة فتنتهي وتتوقف عند حدود صناديق الاقتراع، {وَمَنْ كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا}

* افتتاحية النبا "تدجين وتجنيد" 473
...المزيد

تهافت دعوى عدم التمكين كلما خوطبوا "لماذا لم تحكموا بالشريعة؟" قالوا: «حتى نتمكن»! فلما تمكنوا ...

تهافت دعوى عدم التمكين

كلما خوطبوا "لماذا لم تحكموا بالشريعة؟" قالوا: «حتى نتمكن»! فلما تمكنوا من المدن؛ قالوا «حتى نتمكن من البلاد كافة»، فلما تمكنوا من البلاد وسقطت الأنظمة السابقة، كانت أولى خطواتهم إرضاء الغرب والحكم بالقوانين الوضعية دون الشريعة!

فإذا قيل لهم: هأنتم تمكنتم من البلاد كافة فما حجتكم اليوم في ترك الشريعة؟!
قالوا: لا قدرة لنا على مواجهة النظام الدولي، ونخشى الحرب والدمار!

فما مثلهم إلا كمن قال الله فيهم لما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام: (وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا)

فالمحصلة إذًا: أن تلك الكلمة التي يرددونها "حتى نتمكن" ما هي إلا عكاز يتكئون عليه للهروب من المواجهة، وأنها لفظ فضاض لا ضابط له عندهم، وكأنهم يريدون أن لا تقام الشريعة حتى يتمكنوا من الأرض كافة من مشرقها إلى مغربها، حيث لا وجود للنظام الدولي الذي يخشونه كخشية الله أو أشد.

وهذا فهم عقيم للتمكين، لم يقل به عالم سابق ولا لاحق، وغاية أمر قادتهم أنهم يخادعون أتباعهم كلما قالوا لهم متى؟

ثم ههنا سؤال لو سلمنا بفهمكم البدعي للتمكين:
هل من تأخير الشريعة حتى التمكين الذي تطلبونه، أن يحكم بضد الشريعة؟! ونوجه هذا سؤال للأتباع أيضا، وبمعنى آخر: هل من عجز عن الحق يعمل بالباطل؟!
إلا لو كنتم ترون الشريعة وضدها واحدا لا خلاف بينهما، فتلك إذا طامة أخرى!

وفي المقابل إذا ما تعلق الأمر بالدولة الإسلامية ورعيتها وجنودها يختفي عندكم مصطلح عدم التمكين، ونراكم تسارعون في قتالهم وسجنهم وملاحقتهم، وتخرج جيوشكم وأسلحتكم بحجة قتال "الخوارج" زاعمين أنه تطبيق لأمر نبوي.

أفوسع "عدم التمكين" ملاحقة المجاهدين وأنصارهم وعوائلهم، ولم يسع أن تقيموا حدود الله وتلغوا شريعة الغاب القانونية، أم لأن الأولى لا تغضب النظام الدولي، فسارعتم إليها كي تثبتوا له أنكم جادون في أن تكونوا أداة في أيدهم كما كانت الأنظمة التي سقطت وكنتم من قبل تتهمونهم بما تقترفه أيدكم اليوم؟!

فيا أنصار هؤلاء المحرفين المعطلين لأحكام الشريعة والدين، أعميت أبصاركم أم أنكم تغمضون أعينكم عمدا حتى لا تتكاثر حجج الله عليكم؟ ولن ينفعكم الفرار مهما فررتم، فمن حارب دين الله وعادى من يسعى له؛ فليأذن بحرب من الله، فاحذروا، إنا لكم ناصحون.
...المزيد

توفير اللحية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خالفوا المشركين؛ وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب. ...

توفير اللحية

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
خالفوا المشركين؛ وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب. متفق عليه

دعاء الشيخ أبي محمد العدناني لنفسه بالشهادة، ونحسب أن الله قد استجاب دعائه، تقبله الله ياربِّ ...

دعاء الشيخ أبي محمد العدناني لنفسه بالشهادة، ونحسب أن الله قد استجاب دعائه، تقبله الله

ياربِّ فاشدد أزرنا حتى تُرى
أشلاؤنا لكَ قُربةً تتناثرُ

ياربِّ فاشدد أزرنا حتى تُرى
أشلاؤنا لكَ قُربةً تتناثرُ

ولقد أحبَ الله المجاهدين، فلا بدَّ أن يتخذ شهداء، نسأل الله أن يجعلنا منهم غير خزايا ولا مفتونين
...المزيد

شرط انتصار الحق إن من الحقائق التي وجب الانتباه إليها، أن الحق لا ينتصر لكونه حقا فقط ما لم تكن ...

شرط انتصار الحق

إن من الحقائق التي وجب الانتباه إليها، أن الحق لا ينتصر لكونه حقا فقط ما لم تكن له قوة وسلطة شرعية تنصره وتشيّد صرحه، وتقمع الباطل وتزلزل عرشه، قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَمهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [الحديد]؛ ولهذا كان قوام الدين بأمرين لا ينفكان عن بعضهما: "كتاب يهدي وسيف ينصر" ومتى تخلف أحدهما أو كلاهما تخلّف النصر كله أو بعضُه.

فالنصر والتمكين سُنّة لا تتخلّف عن عباده إلا بما كسبت أيديهم من تقصير في جناب التوحيد أو سبيل الجهاد، وإن الله وعدنا ولن يخلف الله وعده، فمتى استوفى العباد أسباب النصر وشروطه تحقق لهم موعوده سبحانه، ومن أهم هذه الشروط الاستقامة على منهاج النبوة القائم على توحيد الله عزّ وجل والكفر بالطاغـوت؛ وهو منهج الطائفة المنصورة من أهل السنة والجماعة، وذلك بالإخلاص لله وطاعته واتباع رسوله، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تنصُرُوا الله ينصُرْكُمْ وَيُثبّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد].

افتتاحية النبأ "تواصوا وتذاكروا" 437
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
1 رمضان 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً