من أحكام الصيام في شهر رمضان 3/4 * مفسدات الصوم • الأكل والشرب عمدا من غير نسيان: عن أبي هريرة ...

من أحكام الصيام في شهر رمضان

3/4
* مفسدات الصوم
• الأكل والشرب عمدا من غير نسيان: عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني أكلت وشربت ناسيا، وأنا صائم، فقال: (الله أطعمك وسقاك) [رواه أبو داود وغيره]، فهذا الرجل بيَّن أنه أكل وشرب ناسيا فلم يفسد صومه.

• إخراج المني بجماع أو بغير جماع سوى الاحتلام: وذلك لأن الاحتلام وقع من غير إرادته في حال نومه، فرفع عنه حكم بطلان صومه لأنه غير مختار، بخلاف الجماع وغيره.

• القيء عمدا دون أن يغلبه: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من ذرعه القيء، فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض) [رواه أحمد وأبو داود وغيرهما].

• الردة عن الدين بقول أو فعل أو اعتقاد: قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65].

• نية الإفطار في القلب ولو لم يأكل أو يشرب: فمن نوى الإفطار أفطر لحديث (إنما الأعمال بالنيات).

* من أفسد صومه بجماع في نهار رمضان فتجب عليه الكفارة وهي على الترتيب:

عتق رقبة، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، ودليل ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، إذ قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت. قال: (ما لك؟) قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تجد رقبة تعتقها؟) قال: لا، قال: (فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين)، قال: لا، فقال: (فهل تجد إطعام ستين مسكينا)، قال: لا، قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا نحن على ذلك أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرق فيها تمر -والعرق المكتل- قال: (أين السائل؟) فقال: أنا، قال: (خذها، فتصدق به) فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرَّتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت أنيابه، ثم قال: (أطعمه أهلك) [رواه البخاري].

* مكروهات الصوم
• مباشرة الزوجة بالقبلة والمعانقة لمن لا يملك إربه: عن أبي هريرة، أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المباشرة للصائم، فرخَّص له، وأتاه آخر، فسأله، فنهاه، فإذا الذي رخَّص له شيخ، والذي نهاه شاب [رواه أبو داود].

• المبالغة في المضمضة والاستنشاق، وذلك خشية أن يذهب الماء إلى جوفه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما) [رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة].

• التفحش في الكلام والسب والشتم والغضب، لقوله صلى الله عليه وسلم: (... وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم...) [متفق عليه].

* من يرخص له الإفطار في رمضان مع القضاء أو الفدية
• الغازي في سبيل الله: ودليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوه لفتح مكة: (إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم) فكانت رخصة، فمنا من صام، ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلا آخر، فقال: (إنكم مصبحو عدوكم، والفطر أقوى لكم، فأفطروا) وكانت عزمة، فأفطرنا [رواه مسلم].

فإفطار الغازي في سبيل الله قوة له وللمجاهدين، ويستحب كلما اقترب المجاهد من قتال عدوه فيكون أولى من الصيام، كما عزم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإفطار لما اقترب القتال.

المريض والمسافر: قال الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].

• الحائض والنفساء: عن معاذة العدوية قالت: سألت عائشة فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: أحرورية أنت؟ قلت: لست بحرورية، ولكني أسأل. قالت: (كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة) [رواه مسلم].

• الحامل والمرضع: فعن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إن الله وضع عن المسافر نصف الصلاة والصوم، وعن الحبلى والمرضع) [رواه أحمد والنسائي].

فالغازي في سبيل الله والمريض والمسافر والحائض والنفساء والحامل والمرضع إذا أفطروا يقضون يوما عن كل يوم.

أما كبار السن الذين لا يطيقون الصيام فعليهم الإطعام دون القضاء: فعن عطاء، أنه سمع ابن عباس يقرأ وعلى الذين يُطَوَّقُونَهُ فَلاَ يُطِيقُونَهُ فدية طعام مسكين قال ابن عباس: "ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينا" [رواه البخاري].

ويلحق بهذا الصنف: أصحاب المرض الذي لا يرجى برؤه.

فائدة: لا يشترط التتابع في قضاء الصوم، قال الإمام البخاري في صحيحه: قال ابن عباس: "لا بأس أن يفرق لقول الله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}" [البقرة: 184].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11
...المزيد

من أحكام الصيام في شهر رمضان 3/4 * مفسدات الصوم • الأكل والشرب عمدا من غير نسيان: عن أبي هريرة ...

من أحكام الصيام في شهر رمضان

3/4
* مفسدات الصوم
• الأكل والشرب عمدا من غير نسيان: عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني أكلت وشربت ناسيا، وأنا صائم، فقال: (الله أطعمك وسقاك) [رواه أبو داود وغيره]، فهذا الرجل بيَّن أنه أكل وشرب ناسيا فلم يفسد صومه.

• إخراج المني بجماع أو بغير جماع سوى الاحتلام: وذلك لأن الاحتلام وقع من غير إرادته في حال نومه، فرفع عنه حكم بطلان صومه لأنه غير مختار، بخلاف الجماع وغيره.

• القيء عمدا دون أن يغلبه: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من ذرعه القيء، فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض) [رواه أحمد وأبو داود وغيرهما].

• الردة عن الدين بقول أو فعل أو اعتقاد: قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65].

• نية الإفطار في القلب ولو لم يأكل أو يشرب: فمن نوى الإفطار أفطر لحديث (إنما الأعمال بالنيات).

* من أفسد صومه بجماع في نهار رمضان فتجب عليه الكفارة وهي على الترتيب:

عتق رقبة، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، ودليل ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، إذ قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت. قال: (ما لك؟) قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تجد رقبة تعتقها؟) قال: لا، قال: (فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين)، قال: لا، فقال: (فهل تجد إطعام ستين مسكينا)، قال: لا، قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا نحن على ذلك أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرق فيها تمر -والعرق المكتل- قال: (أين السائل؟) فقال: أنا، قال: (خذها، فتصدق به) فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرَّتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت أنيابه، ثم قال: (أطعمه أهلك) [رواه البخاري].

* مكروهات الصوم
• مباشرة الزوجة بالقبلة والمعانقة لمن لا يملك إربه: عن أبي هريرة، أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المباشرة للصائم، فرخَّص له، وأتاه آخر، فسأله، فنهاه، فإذا الذي رخَّص له شيخ، والذي نهاه شاب [رواه أبو داود].

• المبالغة في المضمضة والاستنشاق، وذلك خشية أن يذهب الماء إلى جوفه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما) [رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة].

• التفحش في الكلام والسب والشتم والغضب، لقوله صلى الله عليه وسلم: (... وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم...) [متفق عليه].

* من يرخص له الإفطار في رمضان مع القضاء أو الفدية
• الغازي في سبيل الله: ودليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوه لفتح مكة: (إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم) فكانت رخصة، فمنا من صام، ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلا آخر، فقال: (إنكم مصبحو عدوكم، والفطر أقوى لكم، فأفطروا) وكانت عزمة، فأفطرنا [رواه مسلم].

فإفطار الغازي في سبيل الله قوة له وللمجاهدين، ويستحب كلما اقترب المجاهد من قتال عدوه فيكون أولى من الصيام، كما عزم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإفطار لما اقترب القتال.

المريض والمسافر: قال الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].

• الحائض والنفساء: عن معاذة العدوية قالت: سألت عائشة فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: أحرورية أنت؟ قلت: لست بحرورية، ولكني أسأل. قالت: (كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة) [رواه مسلم].

• الحامل والمرضع: فعن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إن الله وضع عن المسافر نصف الصلاة والصوم، وعن الحبلى والمرضع) [رواه أحمد والنسائي].

فالغازي في سبيل الله والمريض والمسافر والحائض والنفساء والحامل والمرضع إذا أفطروا يقضون يوما عن كل يوم.

أما كبار السن الذين لا يطيقون الصيام فعليهم الإطعام دون القضاء: فعن عطاء، أنه سمع ابن عباس يقرأ وعلى الذين يُطَوَّقُونَهُ فَلاَ يُطِيقُونَهُ فدية طعام مسكين قال ابن عباس: "ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينا" [رواه البخاري].

ويلحق بهذا الصنف: أصحاب المرض الذي لا يرجى برؤه.

فائدة: لا يشترط التتابع في قضاء الصوم، قال الإمام البخاري في صحيحه: قال ابن عباس: "لا بأس أن يفرق لقول الله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}" [البقرة: 184].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11
...المزيد

من أحكام الصيام في شهر رمضان 2/4 * فضائل وأعمال في شهر رمضان • فقد أنزل فيه القرآن: قال الله ...

من أحكام الصيام في شهر رمضان

2/4
* فضائل وأعمال في شهر رمضان
• فقد أنزل فيه القرآن: قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].

• وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه) [متفق عليه].
وأعد الله الأجر الجزيل لمن قامه إيمانا واحتسابا: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه) [متفق عليه].

• وفيه تُفتَّح أبواب الجنة وتُغلَّق أبواب جهنم وتسلسل الشياطين: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين) [متفق عليه].

• ومن الأعمال الصالحة المسنونة فيه: الاعتكاف في العشر الأواخر: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" [متفق عليه].

• والجود بالخير ومدارسة القرآن: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل -عليه السلام- يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة" [متفق عليه].

* فضائل الصيام
الصيام وقاية من الإثم والعذاب ولا يدخله حظ ابن آدم وأجره لا يعلمه إلا الله: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) [متفق عليه].

يدخل الصائمون من باب في الجنة يسمى الريان: فعن سهل -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد) [متفق عليه].

* مستحبات الصيام
• السحور: فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة) [متفق عليه].

• تأخير السحور: عن زيد بن ثابت -رضي الله عنهما- قال: " تسحرنا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية) [متفق عليه].
• تعجيل الإفطار: عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) [متفق عليه].

• الإفطار على رطبات وإن لم يجد فعلى تمرات وإن لم يجد فعلى ماء: عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات، فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء" [رواه الإمام أحمد وأبو داود].

• الدعاء عند الفطر: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين) [رواه أحمد والترمذي].

وعن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر قال: (ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله) [رواه أبو داود والنسائي].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11
...المزيد

من أحكام الصيام في شهر رمضان 2/4 * فضائل وأعمال في شهر رمضان • فقد أنزل فيه القرآن: قال الله ...

من أحكام الصيام في شهر رمضان

2/4
* فضائل وأعمال في شهر رمضان
• فقد أنزل فيه القرآن: قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].

• وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه) [متفق عليه].
وأعد الله الأجر الجزيل لمن قامه إيمانا واحتسابا: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه) [متفق عليه].

• وفيه تُفتَّح أبواب الجنة وتُغلَّق أبواب جهنم وتسلسل الشياطين: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين) [متفق عليه].

• ومن الأعمال الصالحة المسنونة فيه: الاعتكاف في العشر الأواخر: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" [متفق عليه].

• والجود بالخير ومدارسة القرآن: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل -عليه السلام- يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة" [متفق عليه].

* فضائل الصيام
الصيام وقاية من الإثم والعذاب ولا يدخله حظ ابن آدم وأجره لا يعلمه إلا الله: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) [متفق عليه].

يدخل الصائمون من باب في الجنة يسمى الريان: فعن سهل -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد) [متفق عليه].

* مستحبات الصيام
• السحور: فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة) [متفق عليه].

• تأخير السحور: عن زيد بن ثابت -رضي الله عنهما- قال: " تسحرنا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية) [متفق عليه].
• تعجيل الإفطار: عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) [متفق عليه].

• الإفطار على رطبات وإن لم يجد فعلى تمرات وإن لم يجد فعلى ماء: عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات، فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء" [رواه الإمام أحمد وأبو داود].

• الدعاء عند الفطر: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين) [رواه أحمد والترمذي].

وعن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر قال: (ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله) [رواه أبو داود والنسائي].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11
...المزيد

من أحكام الصيام في شهر رمضان 1/4 الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وفرض علينا الصيام، وجعله رابع ...

من أحكام الصيام في شهر رمضان

1/4
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وفرض علينا الصيام، وجعله رابع الأركان، وجعل للمفطر بعد صومه فرحتين، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه الرحمن.

فهذه جملة من الأحكام التي تتعلق بشهر القرآن، شهر رمضان، نسأل الله تعالى الأجر والعتق من النيران.


* تعريف الصيام
هو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات بنية الصيام، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.

* حكم صيام رمضان
صيام رمضان واجب لأنه ركن من أركان الإسلام، وفريضة فرضها الله على المسلمين، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

وعن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) [متفق عليه].

* شروط وجوب الصيام
• الإسلام: لأن الكافر لا يقبل عمله ولا يصح. والبلوغ والعقل: فلا يجب على الصبي ولا على المجنون. لحديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "رُفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل" [رواه أحمد وأصحاب السنن].
• والقدرة والإقامة: فلا يجب على المريض ولا على المسافر، لقول الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].

*شروط صحة الصيام
أولا: نية صيام الفريضة من الليل: فعن حفصة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من لم يجمع الصيام قبل الفجر، فلا صيام له) [رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي]، إذ لا يصح عمل أو عبادة إلا بنية لحديث النبي، صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) [متفق عليه]، ومحل النية القلب، ووقتها من بعد غروب الشمس حتى الفجر إذا كان الصوم فرضا، ولا تبطل النية بأكل أو شرب أو جماع بعد ذلك، وقد يتساءل المرء: هل تكفي نية واحدة للصوم، أم يجب تجديد النية كل ليلة؟ والجواب أن المسألة فيها خلاف، والراجح أن الصوم المتتابع كصوم رمضان تكفي فيه نية واحدة، ولكن إذا طرأ طارئ كحيض أو نفاس أو مرض أو سفر وانقطع الصوم فيلزم تجديد النية حين انتهاء مانع الصوم.

ثانيا: الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق حتى الغروب: قال الله تعالى: {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].

ثالثا: طهارة المرأة من الحيض والنفاس: فلا يجب على حائض أو نفساء، فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم، فذلك نقصان دينها) [رواه البخاري]، وعلى المسلمة أن تقطع صومها متى ما رأت دم الحيض أو النفاس وإن كان ذلك قبل أذان المغرب بقليل، ثم تقضي ذاك اليوم، وعلى المرأة إن حاضت أو نفست ثم طهرت قبل الفجر أن تنوي الصيام، أما إذا نامت مثلا ولم تنتبه لطهرها متى كان؛ أَقَبْل الفجر أو بعده، فعليها أن تمسك وتصوم، وتقضي ذاك اليوم لاحقا. وإذا طهرت خلال النهار وقبل انقضاء اليوم فعليها القضاء دون الإمساك على الأرجح والله أعلم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11
...المزيد

من أحكام الصيام في شهر رمضان 1/4 الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وفرض علينا الصيام، وجعله رابع ...

من أحكام الصيام في شهر رمضان

1/4
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وفرض علينا الصيام، وجعله رابع الأركان، وجعل للمفطر بعد صومه فرحتين، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه الرحمن.

فهذه جملة من الأحكام التي تتعلق بشهر القرآن، شهر رمضان، نسأل الله تعالى الأجر والعتق من النيران.


* تعريف الصيام
هو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات بنية الصيام، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.

* حكم صيام رمضان
صيام رمضان واجب لأنه ركن من أركان الإسلام، وفريضة فرضها الله على المسلمين، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

وعن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) [متفق عليه].

* شروط وجوب الصيام
• الإسلام: لأن الكافر لا يقبل عمله ولا يصح. والبلوغ والعقل: فلا يجب على الصبي ولا على المجنون. لحديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "رُفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل" [رواه أحمد وأصحاب السنن].
• والقدرة والإقامة: فلا يجب على المريض ولا على المسافر، لقول الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].

*شروط صحة الصيام
أولا: نية صيام الفريضة من الليل: فعن حفصة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من لم يجمع الصيام قبل الفجر، فلا صيام له) [رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي]، إذ لا يصح عمل أو عبادة إلا بنية لحديث النبي، صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) [متفق عليه]، ومحل النية القلب، ووقتها من بعد غروب الشمس حتى الفجر إذا كان الصوم فرضا، ولا تبطل النية بأكل أو شرب أو جماع بعد ذلك، وقد يتساءل المرء: هل تكفي نية واحدة للصوم، أم يجب تجديد النية كل ليلة؟ والجواب أن المسألة فيها خلاف، والراجح أن الصوم المتتابع كصوم رمضان تكفي فيه نية واحدة، ولكن إذا طرأ طارئ كحيض أو نفاس أو مرض أو سفر وانقطع الصوم فيلزم تجديد النية حين انتهاء مانع الصوم.

ثانيا: الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق حتى الغروب: قال الله تعالى: {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].

ثالثا: طهارة المرأة من الحيض والنفاس: فلا يجب على حائض أو نفساء، فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم، فذلك نقصان دينها) [رواه البخاري]، وعلى المسلمة أن تقطع صومها متى ما رأت دم الحيض أو النفاس وإن كان ذلك قبل أذان المغرب بقليل، ثم تقضي ذاك اليوم، وعلى المرأة إن حاضت أو نفست ثم طهرت قبل الفجر أن تنوي الصيام، أما إذا نامت مثلا ولم تنتبه لطهرها متى كان؛ أَقَبْل الفجر أو بعده، فعليها أن تمسك وتصوم، وتقضي ذاك اليوم لاحقا. وإذا طهرت خلال النهار وقبل انقضاء اليوم فعليها القضاء دون الإمساك على الأرجح والله أعلم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 82 الافتتاحية: الإمام جُنّة يُقاتل من ورائه.. ويُتّقى ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 82
الافتتاحية:

الإمام جُنّة
يُقاتل من ورائه.. ويُتّقى به..

خلق الله -تعالى- البشر جميعا، وعرَّفهم الصراط المستقيم، فمنهم من اهتدى إليه، ومنهم من ضلّ عنه، ولم يجعلهم -سبحانه- أمّة واحدة، فكانت إرادة الله أن يبقوا مختلفين لحكمة منه، فقال: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [يونس: 19].

ولِيقيَ عبادهُ من التفرّق وشرّہ، أمرهم -جل جلاله- بالاعتصام بحبله المتين، وهو جماعة المسلمين، وبيَّن لهم نعمته عليهم بإقامة هذه الجماعة، ووقايتهم بها من المهالك، فقال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لحذيفة رضي الله عنه: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام، قال: فاعتزل تلك الفرق كلها) [رواه مسلم].

وأمرهم -سبحانه- بطاعة أئمة المسلمين بالمعروف، في المنشط والمكره، وبين أن وجود الإمام رحمة بالعباد، إذ يقيهم الله ببأسه بأس عدوهم، ويقيهم بسلطانه تعدِّي بعضهم على بعض، ويقيهم باجتماع الناس عليه الفتن بمختلف أنواعها، فقال عليه الصلاة والسلام: (ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنما الإمام جُنّة، يقاتل من ورائه، ويُتّقى به) [رواه البخاري].

وأكثر ما يعرف المسلمون نعمة وجود إمام للمسلمين في وقت الفتن، إذ تجتمع عليه الأمة، ويسمعون له ويطيعون، وإن كان فيما يكرهون، أو في خلاف ما يرون ويشتهون، ولعل أفضل نموذج لهذا ما حدث للصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- في فتنة مانعي الزكاة من مرتدي القبائل، إذ وقاهم الله من الاختلاف والافتراق باجتماعهم على رأي إمامهم، وطاعته، رغم ما كان منهم من معارضة قتالهم في بادئ الأمر، فقاتلوا من ورائه، وحفظوا بذلك جماعتهم، وكسروا شوكة المرتدين، وأخمدوا فتنتهم.

قال أبو هريرة، رضي الله عنه: (لما كانت الردة قال عمر لأبي بكر: تقاتلهم، وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول كذا وكذا؟ قال: فقال أبو بكر رضي الله عنه: والله لا أفرِّق بين الصلاة والزكاة، ولأقاتلنَّ من فرَّق بينهما، قال: فقاتلنا معه، فرأينا ذلك رشدا) [رواه أحمد].

ولقد عاين المسلمون الحال التي سادها التفرق والاختلاف، والتنافس والتنازع بفقدان الإمام، وغياب جماعة المسلمين، التي منعت اجتماعهم، وذلك بتحول أي خلاف في الرأي، أو شكاية من مظلمة، أو تنازع على شيء من الدنيا، إلى خصومة، تُبنى عليها تحزبات تشقّ الصفوف، وتفرق الشمل، بل وتؤدي غالبا إلى التعادي والاحتراب، والتنابذ والاقتتال، الأمر الذي كان دائما في مصلحة الأعداء، بانشغال المسلمين عن قتالهم، وإضعافهم صفَّهم بأيديهم، والابتعاد بذلك دائما عن تحقيق أهدافهم.

كما عاينوا اليوم -بفضل الله- حالهم تحت ظل الخلافة، وبوجود الإمام الذي تكونت بالاجتماع عليه جماعة المسلمين من جديد، وقد وقاهم الله -تعالى- به من الوقوع في كثير من الفتن، التي سببها اختلاف في الدين، أو شهوة في دنيا، أو أخطاء ومظالم تقع هنا وهناك، فترفع كل هذه الأمور إلى الإمام أو من ينوب عنه، ويقضي هو فيها بالمعروف، فيسمع له المسلمون ويطيعون، فيما رضوا وكرهوا على حد سواء، ويجتنبون بذلك أن يرفعوا سيوفهم في كل أمر يختلفون فيه، وكل شيء يتنازعون عليه، فيطيعون بذلك ربهم، ويحفظون دماءهم وأموالهم، وتدوم لهم جماعتهم ودولتهم.

وإن من واجب كل مسلم أن يشكر الله على هذه النعمة، ويتذكر حاله قبل أن ينعم الله عليه بها، ويحذر أن تزول عنه، وما شكرها إلا بطاعة الله فيها، بأن يجتنب كل ما يؤدي إلى شق صف المسلمين، ويزهد في كل ما يتنازع الناس عليه، وأن يلين بأيدي إخوانه، ويذلّ لهم، ولا يعتزّ عليهم، وأن يسمع ويطيع في المنشط والمكره، ويحسن الظن بمن ولي أمره من المسلمين، ويردّ إليهم كل أمر، ولا يتبع خطوات الشيطان، فيهلك نفسه، قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83]، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 82 الافتتاحية: الإمام جُنّة يُقاتل من ورائه.. ويُتّقى ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 82
الافتتاحية:

الإمام جُنّة
يُقاتل من ورائه.. ويُتّقى به..

خلق الله -تعالى- البشر جميعا، وعرَّفهم الصراط المستقيم، فمنهم من اهتدى إليه، ومنهم من ضلّ عنه، ولم يجعلهم -سبحانه- أمّة واحدة، فكانت إرادة الله أن يبقوا مختلفين لحكمة منه، فقال: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [يونس: 19].

ولِيقيَ عبادهُ من التفرّق وشرّہ، أمرهم -جل جلاله- بالاعتصام بحبله المتين، وهو جماعة المسلمين، وبيَّن لهم نعمته عليهم بإقامة هذه الجماعة، ووقايتهم بها من المهالك، فقال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لحذيفة رضي الله عنه: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام، قال: فاعتزل تلك الفرق كلها) [رواه مسلم].

وأمرهم -سبحانه- بطاعة أئمة المسلمين بالمعروف، في المنشط والمكره، وبين أن وجود الإمام رحمة بالعباد، إذ يقيهم الله ببأسه بأس عدوهم، ويقيهم بسلطانه تعدِّي بعضهم على بعض، ويقيهم باجتماع الناس عليه الفتن بمختلف أنواعها، فقال عليه الصلاة والسلام: (ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنما الإمام جُنّة، يقاتل من ورائه، ويُتّقى به) [رواه البخاري].

وأكثر ما يعرف المسلمون نعمة وجود إمام للمسلمين في وقت الفتن، إذ تجتمع عليه الأمة، ويسمعون له ويطيعون، وإن كان فيما يكرهون، أو في خلاف ما يرون ويشتهون، ولعل أفضل نموذج لهذا ما حدث للصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- في فتنة مانعي الزكاة من مرتدي القبائل، إذ وقاهم الله من الاختلاف والافتراق باجتماعهم على رأي إمامهم، وطاعته، رغم ما كان منهم من معارضة قتالهم في بادئ الأمر، فقاتلوا من ورائه، وحفظوا بذلك جماعتهم، وكسروا شوكة المرتدين، وأخمدوا فتنتهم.

قال أبو هريرة، رضي الله عنه: (لما كانت الردة قال عمر لأبي بكر: تقاتلهم، وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول كذا وكذا؟ قال: فقال أبو بكر رضي الله عنه: والله لا أفرِّق بين الصلاة والزكاة، ولأقاتلنَّ من فرَّق بينهما، قال: فقاتلنا معه، فرأينا ذلك رشدا) [رواه أحمد].

ولقد عاين المسلمون الحال التي سادها التفرق والاختلاف، والتنافس والتنازع بفقدان الإمام، وغياب جماعة المسلمين، التي منعت اجتماعهم، وذلك بتحول أي خلاف في الرأي، أو شكاية من مظلمة، أو تنازع على شيء من الدنيا، إلى خصومة، تُبنى عليها تحزبات تشقّ الصفوف، وتفرق الشمل، بل وتؤدي غالبا إلى التعادي والاحتراب، والتنابذ والاقتتال، الأمر الذي كان دائما في مصلحة الأعداء، بانشغال المسلمين عن قتالهم، وإضعافهم صفَّهم بأيديهم، والابتعاد بذلك دائما عن تحقيق أهدافهم.

كما عاينوا اليوم -بفضل الله- حالهم تحت ظل الخلافة، وبوجود الإمام الذي تكونت بالاجتماع عليه جماعة المسلمين من جديد، وقد وقاهم الله -تعالى- به من الوقوع في كثير من الفتن، التي سببها اختلاف في الدين، أو شهوة في دنيا، أو أخطاء ومظالم تقع هنا وهناك، فترفع كل هذه الأمور إلى الإمام أو من ينوب عنه، ويقضي هو فيها بالمعروف، فيسمع له المسلمون ويطيعون، فيما رضوا وكرهوا على حد سواء، ويجتنبون بذلك أن يرفعوا سيوفهم في كل أمر يختلفون فيه، وكل شيء يتنازعون عليه، فيطيعون بذلك ربهم، ويحفظون دماءهم وأموالهم، وتدوم لهم جماعتهم ودولتهم.

وإن من واجب كل مسلم أن يشكر الله على هذه النعمة، ويتذكر حاله قبل أن ينعم الله عليه بها، ويحذر أن تزول عنه، وما شكرها إلا بطاعة الله فيها، بأن يجتنب كل ما يؤدي إلى شق صف المسلمين، ويزهد في كل ما يتنازع الناس عليه، وأن يلين بأيدي إخوانه، ويذلّ لهم، ولا يعتزّ عليهم، وأن يسمع ويطيع في المنشط والمكره، ويحسن الظن بمن ولي أمره من المسلمين، ويردّ إليهم كل أمر، ولا يتبع خطوات الشيطان، فيهلك نفسه، قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83]، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ
...المزيد

تأسوا أيها الأنصار بهؤلاء الأبطال من زاوية أخرى، فإن في هذه الهجمات الجريئة لفتة مهمة للعاملين ...

تأسوا أيها الأنصار بهؤلاء الأبطال

من زاوية أخرى، فإن في هذه الهجمات الجريئة لفتة مهمة للعاملين في ميدان المناصرة: أن هؤلاء الأبطال هم من أحق الناس بهذا الوصف المشرّف، فهم مَن نصر حقاً وبرهن نصرته بالعمل، فليأسَ المناصرون بهذه النماذج المشرقة للنصرة على منهاج النبوة ممن قلّ كلامه وكثر عمله، وأتبع العلم العمل ولم يخص مع الخائضين، بل خاض غمار الموت نصرة لدينه وإعلاء لشريعة ربه سبحانه، فهم منا ونحن منهم أينما كانوا وحلوا، ولقد أتموا بيعتهم، ووثقوها بدمائهم وهل يعلو فوق بيعة الدم بيعة؟ فإنها أصدق البيعات وأوفاها وأعلاها وأصحها سنداً، وأوثقها صلة، ومن كان مبايعاً فليكن هذه بيعته، ومن كان متأسياً فليكن هؤلاء الأبطال أسوته.

هم منا ونحن منهم، تجمعنا بهم رابطة العقيدة والأخوة والولاء للمؤمنين، ونتعاون معهم على البر والتقوى والعداء والنيل من الكافرين، وكل بيعاتهم ماضية لو أسرّوها، تقبل الله منهم وأتمّ أجورهم وأمضى جهادهم، ولو تناءت الأجساد والبلاد فقد أدنتهم أخوة الدين حتى كأن دماءهم اختلطت بدماء إخوانهم في دار الخلافة وشتى ولاياتها، هم منا ونحن منهم والله نسأل أن يجمعنا وإياهم في مستقر رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله ربِّ العالمين.

مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 450
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

تأسوا أيها الأنصار بهؤلاء الأبطال من زاوية أخرى، فإن في هذه الهجمات الجريئة لفتة مهمة للعاملين ...

تأسوا أيها الأنصار بهؤلاء الأبطال

من زاوية أخرى، فإن في هذه الهجمات الجريئة لفتة مهمة للعاملين في ميدان المناصرة: أن هؤلاء الأبطال هم من أحق الناس بهذا الوصف المشرّف، فهم مَن نصر حقاً وبرهن نصرته بالعمل، فليأسَ المناصرون بهذه النماذج المشرقة للنصرة على منهاج النبوة ممن قلّ كلامه وكثر عمله، وأتبع العلم العمل ولم يخص مع الخائضين، بل خاض غمار الموت نصرة لدينه وإعلاء لشريعة ربه سبحانه، فهم منا ونحن منهم أينما كانوا وحلوا، ولقد أتموا بيعتهم، ووثقوها بدمائهم وهل يعلو فوق بيعة الدم بيعة؟ فإنها أصدق البيعات وأوفاها وأعلاها وأصحها سنداً، وأوثقها صلة، ومن كان مبايعاً فليكن هذه بيعته، ومن كان متأسياً فليكن هؤلاء الأبطال أسوته.

هم منا ونحن منهم، تجمعنا بهم رابطة العقيدة والأخوة والولاء للمؤمنين، ونتعاون معهم على البر والتقوى والعداء والنيل من الكافرين، وكل بيعاتهم ماضية لو أسرّوها، تقبل الله منهم وأتمّ أجورهم وأمضى جهادهم، ولو تناءت الأجساد والبلاد فقد أدنتهم أخوة الدين حتى كأن دماءهم اختلطت بدماء إخوانهم في دار الخلافة وشتى ولاياتها، هم منا ونحن منهم والله نسأل أن يجمعنا وإياهم في مستقر رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله ربِّ العالمين.

مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 450
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

...........سليم جوني شي.............. سنذهب2/2 و 1 /33 بطاريه ...

...........سليم جوني شي..............

سنذهب2/2 و 1 /33 بطاريه الومنيوم
وتبريد
ولحامة

واطلق6 طير خافق 22 11 33
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
17 ذو القعدة 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً