الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89 قصة شهيد: أبو مجاهد الفرنسي تجارة مع الله تعالى.. ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89
قصة شهيد:

أبو مجاهد الفرنسي
تجارة مع الله تعالى.. إيمان وجهاد بالمال والنفس

6/6

• بعد المال.. بذل النفس في سبيل الله

أثناء هجوم جنود الدولة الإسلامية لفك الحصار عن غوطة دمشق، والذي استهدف مطاري السين والضمير، ومدينة الضمير، ومنطقة المحطة الحرارية، وغيرها من المواقع، والذي توقف بسبب اتفاق الصحوات المرتدة في القلمون الشرقي مع الجيش النصيري على عرقلته، واستهدافهم طرق إمداد المجاهدين في المنطقة، كان أبو مجاهد يقتحم مع إخوانه منطقة المحطة الحرارية جنوب شرقي دمشق، وأثناء الاشتباكات استهدفت دبابة للجيش النصيري موقعهم، فأُصيب إصابات بالغة في رأسه ويده، وغاب عن الوعي، فلما أفاق وجد أنه قد فقد يده اليمنى التي بترتها القذيفة المنفجرة أمام وجهه، فنُقل إلى الخطوط الخلفية للعلاج، ونجّاه الله تعالى- من القتل في هذه الحادثة.

لم تكن خسارته ليده، لتقعده عن الجهاد في سبيل الله، ولا لتصده عن البذل طلبا لمرضاته نحسبه كذلك، بل قضى فترة نقاهته وهو يترقب العودة إلى ساحات القتال، واعتذر من إخوانه عن تولي أيّة أعمال إدارية تناسب حالته الصحية الجديدة، مصرّا على الخروج إلى المعارك من جديد فور قدرته على ذلك، واستبدل لهذا الأمر ببندقيته الروسية، أخرى أمريكية خفيفة الوزن، صغيرة الحجم، كي يستطيع القتال بها بيد واحدة.

بلغه أن إخوانه يعدّون العدة للهجوم على مواقع الصحوات المرتدة في القلمون الشرقي، فأعد للخروج العدة على عجل، وسافر ملتحقا بكتيبته، دون أن يخبر أحدا من أصدقائه مخافة أن يتمسكوا به ويأخِّروه عن الغزوة، متعللين بسوء صحته، أو بحاجتهم إليه في عمل ما.

كان جنود الدولة الإسلامية ينكلون بالمرتدين، ويسيطرون على مواقعهم في جبال البتراء في تلك الفترة، ويتقدمون باتجاه معاقلهم في قلب القلمون الشرقي، عندما وصلهم أبو مجاهد، وانطلق إلى خط القتال، رافضا البقاء في المواقع الخلفية للمجاهدين، وصاحبه في ذلك أخ مهاجر آخر، هو أبو إحسان، من جنوب فرنسا، تعرّف عليه في ساحات القتال، وتآلفت أرواحهما، كما تشابهت طباعهما، فمن عرف أبا إحسان، كان يصفه بالأوصاف ذاتها التي اتصف بها أبو مجاهد، من شجاعة، ومروءة، وحرص على إعانة المسلمين، وبذل كل ما يملك نصرة للدين، وسعيا لإرضاء رب العالمين.

وكعادته في التأهب، وأخذ الحيطة، رفض أبو مجاهد أن يسلك طريقا سلكه بقية المجاهدين، مكشوفا للعدو، يستهدفونه بالأسلحة الثقيلة والقناصات، مفضلا سلوك طريق آخر، أكثر وعورة، ولكنه مستور عن أعين المرتدين، فوصل إلى خط المجاهدين الأول، حيث كانت مجموعة من المجاهدين تستهدف المرتدين بطلقات رشاش ثقيل منصوب على سيارتهم التي وقفت في أعلى تلة، استتر خلفها أبو مجاهد ورفيقه أبو إحسان فور وصولهما إلى الموقع.

حاول المرتدون استهداف سيارة المجاهدين التي تطلق النار عليهم بصاروخ موجه أطلقوه عليها، وأخطأ الرامي توجيهه إلى الهدف، فسقط الصاروخ خلف التلة التي انتصبت السيارة في قمتها.

وقع الصاروخ الذي أخطأ هدفه بين أقدام أبي مجاهد وأبي إحسان، وانفجر لتمزق شظاياه أجسادهما، ويقتلا على الفور، تقبلهما الله.

وصل الخبر إلى أهل أبي مجاهد وإخوانه، فبشروا إخوانهم في فرنسا، سائلين الله له الشهادة، وبلغ الخبر المخابرات الفرنسية، فأعلنت لوسائل الإعلام الفرنسية أن أبا مجاهد -تقبله الله- قُتل بقصف جوي نفذته طائرات فرنسية، أثناء تحضيره لهجمات جديدة ضد الصليبيين في فرنسا.

قُتل أبو مجاهد تقبله الله، ونحسبه ولا نزكي على الله أحدا أنه نال ما تمنى وصدق فيما عاهد الله عليه، وجاهد بماله ونفسه في سبيل الله تعالى، وتاجر مع الله التجارة الرابحة، ونسأله -تعالى- أن يكون ممن فاز فيها الفوز العظيم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 89
الخميس 19 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89 قصة شهيد: أبو مجاهد الفرنسي تجارة مع الله تعالى.. ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89
قصة شهيد:

أبو مجاهد الفرنسي
تجارة مع الله تعالى.. إيمان وجهاد بالمال والنفس

5/6

• وأخيرا.. في دار الإسلام

وصل أبو مجاهد الفرنسي أخيرا إلى دار الإسلام، ووجد في انتظاره على الحدود إخوانه من جنود الدولة الإسلامية، بلباسهم المميَّز، وأقنعتهم السوداء، وهيئاتهم ذاتها التي طالما رآها في الإصدارات المرئية، فعانقهم وعانقوه، عناق المحب للمحب، فقد سبقته سيرته الحسنة إلى أراضي الدولة الإسلامية، مع إخوانه الذين سبقوه بالوصول، والذين رووا قصة هجرتهم، وحدثوا عن أميرهم الذي بذل كل ما يملك في سبيل تمكينهم من الهجرة إلى دار الإسلام، وكشفوا لهم عن جوانب من شخصيته، ونصحوهم بالاستفادة منه في أي عمل جهادي ضد فرنسا.

وهكذا صار أبو مجاهد جنديا من جنود الخلافة، بعد أن أنهى دوراته الشرعية والعسكرية، وصار يعمل في أحد دواوين الدولة الإسلامية ناصحا لإخوانه في المجالات المختلفة، ينفعهم بما لديه من خبرات في إدارة الأعمال، وتنظيم المشاريع، مساعدا للإخوة المسؤولين عن العمليات الخارجية، عارضا كل ما لديه من جهد ومال ومعلومات في أي عمل جهادي يستهدف الصليبيين في فرنسا.

كان أبو مجاهد توَّاقا للقتال في سبيل الله تعالى، وكان نعم الجندي في كتائب ولاية الخير، حيث شارك في عدة معارك لجيش الخلافة فيها ضد الجيش النصيري، ثم انتقل إلى ولاية دمشق، حيث أمضى أيامه مرابطا في بادية الشام، تلفح وجهَه شمس الصحراء وغبارها، ويقرص عظامه بردها، مشاركا في الغزوات، مغيرا مع الأبطال في الصولات.

أبو مجاهد الشهم الكريم في فرنسا، ازداد شهامة وكرما في دار الإسلام، فكان لا يترك فرصة لمساعدة أحد من إخوانه إلا واستغلها، مقدّما أقصى ما في وسعه لذلك، مركزا في إحسانه على أرامل الشهداء وأيتامهم، يتفقد أحوالهم، ويعينهم بماله ونفسه.

وأبو مجاهد الداعية البسيط الذي كان يجذب حديثه السهل الشباب الصغار إليه في ضواحي باريس، استمر على عادته، يستغل أي موقف مع المجاهدين أو عوام المسلمين، ليأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويدعوهم إلى اتباع السنن، فلا يسأم من أن يقف مع بائع في دكانه لساعات يدعوه إلى الله، ويحرضه على الجهاد في سبيله، حتى إذا اشتكى منه رفاقه لتأخرهم في طريق سفر، أو حاجتهم إلى الإسراع في مسير، عاتبهم على ذلك، وذكرهم بأنه كان غافلا عن الدين مثل هؤلاء الناس، فهيّأ الله له من يذكره بالله، ويدعوه إليه، وإنه من الواجب عليه أن يشكر نعمة الله عليه بدعوة الناس، والسعي في هدايتهم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 89
الخميس 19 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89 قصة شهيد: أبو مجاهد الفرنسي تجارة مع الله تعالى.. ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89
قصة شهيد:

أبو مجاهد الفرنسي
تجارة مع الله تعالى.. إيمان وجهاد بالمال والنفس

5/6

• وأخيرا.. في دار الإسلام

وصل أبو مجاهد الفرنسي أخيرا إلى دار الإسلام، ووجد في انتظاره على الحدود إخوانه من جنود الدولة الإسلامية، بلباسهم المميَّز، وأقنعتهم السوداء، وهيئاتهم ذاتها التي طالما رآها في الإصدارات المرئية، فعانقهم وعانقوه، عناق المحب للمحب، فقد سبقته سيرته الحسنة إلى أراضي الدولة الإسلامية، مع إخوانه الذين سبقوه بالوصول، والذين رووا قصة هجرتهم، وحدثوا عن أميرهم الذي بذل كل ما يملك في سبيل تمكينهم من الهجرة إلى دار الإسلام، وكشفوا لهم عن جوانب من شخصيته، ونصحوهم بالاستفادة منه في أي عمل جهادي ضد فرنسا.

وهكذا صار أبو مجاهد جنديا من جنود الخلافة، بعد أن أنهى دوراته الشرعية والعسكرية، وصار يعمل في أحد دواوين الدولة الإسلامية ناصحا لإخوانه في المجالات المختلفة، ينفعهم بما لديه من خبرات في إدارة الأعمال، وتنظيم المشاريع، مساعدا للإخوة المسؤولين عن العمليات الخارجية، عارضا كل ما لديه من جهد ومال ومعلومات في أي عمل جهادي يستهدف الصليبيين في فرنسا.

كان أبو مجاهد توَّاقا للقتال في سبيل الله تعالى، وكان نعم الجندي في كتائب ولاية الخير، حيث شارك في عدة معارك لجيش الخلافة فيها ضد الجيش النصيري، ثم انتقل إلى ولاية دمشق، حيث أمضى أيامه مرابطا في بادية الشام، تلفح وجهَه شمس الصحراء وغبارها، ويقرص عظامه بردها، مشاركا في الغزوات، مغيرا مع الأبطال في الصولات.

أبو مجاهد الشهم الكريم في فرنسا، ازداد شهامة وكرما في دار الإسلام، فكان لا يترك فرصة لمساعدة أحد من إخوانه إلا واستغلها، مقدّما أقصى ما في وسعه لذلك، مركزا في إحسانه على أرامل الشهداء وأيتامهم، يتفقد أحوالهم، ويعينهم بماله ونفسه.

وأبو مجاهد الداعية البسيط الذي كان يجذب حديثه السهل الشباب الصغار إليه في ضواحي باريس، استمر على عادته، يستغل أي موقف مع المجاهدين أو عوام المسلمين، ليأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويدعوهم إلى اتباع السنن، فلا يسأم من أن يقف مع بائع في دكانه لساعات يدعوه إلى الله، ويحرضه على الجهاد في سبيله، حتى إذا اشتكى منه رفاقه لتأخرهم في طريق سفر، أو حاجتهم إلى الإسراع في مسير، عاتبهم على ذلك، وذكرهم بأنه كان غافلا عن الدين مثل هؤلاء الناس، فهيّأ الله له من يذكره بالله، ويدعوه إليه، وإنه من الواجب عليه أن يشكر نعمة الله عليه بدعوة الناس، والسعي في هدايتهم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 89
الخميس 19 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89 قصة شهيد: أبو مجاهد الفرنسي تجارة مع الله تعالى.. ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89
قصة شهيد:

أبو مجاهد الفرنسي
تجارة مع الله تعالى.. إيمان وجهاد بالمال والنفس

4/6

• قدر الله غالب..

كانت الدنيا تدور بهم، ولما علموا بأمر المذكرة الفرنسية تكوَّن لديهم هاجس الإفلات من الاعتقال، والتفكير بالخروج من اليونان قبل أن تطلب فرنسا إلقاء القبض عليهم وإعادتهم إليها مكبَّلين بالحديد.

جرّب الأخ الذي يصحب العوائل العبور، فتمكن -بفضل الله- من ذلك، إذ لم يكن هو أو أحد من النساء اللواتي بصحبته على قوائم المنع من المغادرة، فدخل إلى تركيا بعد أن زوّدهم أبو مجاهد بكمٍّ كبيرٍ من الأموال، على أمل أن ينتظروه هناك لفترة وإلا عبروا جميعا إلى دار الإسلام دونه ومن معه.

صار الهمّ الأول لأبي مجاهد، وقد حمل أمانة هذه المجموعة الكبيرة من المسلمين، أن يوصل العوائل إلى أراضي الدولة الإسلامية، وبعد أن يطمئن عليهم، تصبح الخيارات أمامه هو ومن معه مفتوحة، فإما أن يزيل العوائق التي تحول بينهم وبين دار الإسلام فيلحقوا بمن سبقهم، أو أن يعودوا أدراجهم إلى فرنسا، ليبدؤوا عملهم الجهادي هناك، في أرض الصليبيين التي تحارب الدولة الإسلامية، وتمنعهم من الهجرة إليها.

فكان من رحمة الله بهذه الثلة من المهاجرين أن يسَّر الله لهم التواصل مع أحد منسقي الهجرة في الدولة الإسلامية، فاتصلوا به وبيَّنوا له حالهم، وطلبوا مساعدته في إخراجهم من اليونان بأسرع وقت ممكن خشية أن يعثر عليهم الصليبيون فيعتقلوهم، فوعدهم المنسِّق خيرا، ومكثوا أياما ينتظرون جوابه.

وما هي إلا أيام حتى عبروا الحدود إلى تركيا، تاركين خلفهم في اليونان سيارتهم الفارهة، وأمتعتهم، مقدّمين الإفلات من الاعتقال على كل شيء، فوصلوا إلى إسطنبول، والتقى الإخوة بعوائلهم، وبدأت مرحلة التخطيط لعبور الحدود من جديد إلى أراضي الدولة الإسلامية، فقرر أبو مجاهد أن يرسل الإخوة جميعا لعبور الحدود، وتخلف عنهم لترتيب عبور أحد الإخوة الذي علق في اليونان، مصرّا أن لا يدخل دار الإسلام من دونه، فقد كان عزم على نفسه أن يكون آخر المجموعة دخولا إلى أرض الدولة الإسلامية، وأن لا يحقق حلمه بدخولها حتى يكون قد اطمأن على وصول كل المجموعة من المهاجرين التي تحمَّل أمانة إيصالهم إلى مبتغاهم، منذ وافقوا على الهجرة معه.

فلما تراكمت المشكلات على هذا الأخ في اليونان، وتعثرت محاولاته المتعددة لعبور الحدود مرارا، ألحّ على أبي مجاهد بالطلب، أن يكف عن انتظاره، ويبادر بإكمال رحلته فورا، فوافق أبو مجاهد على مضض، بعد أن أرسل له مبلغا كبيرا من المال ليتدبر أمر نفسِه وعائلتِه، ويستعين به في فترة ترقُّبه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 89
الخميس 19 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89 قصة شهيد: أبو مجاهد الفرنسي تجارة مع الله تعالى.. ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89
قصة شهيد:

أبو مجاهد الفرنسي
تجارة مع الله تعالى.. إيمان وجهاد بالمال والنفس

4/6

• قدر الله غالب..

كانت الدنيا تدور بهم، ولما علموا بأمر المذكرة الفرنسية تكوَّن لديهم هاجس الإفلات من الاعتقال، والتفكير بالخروج من اليونان قبل أن تطلب فرنسا إلقاء القبض عليهم وإعادتهم إليها مكبَّلين بالحديد.

جرّب الأخ الذي يصحب العوائل العبور، فتمكن -بفضل الله- من ذلك، إذ لم يكن هو أو أحد من النساء اللواتي بصحبته على قوائم المنع من المغادرة، فدخل إلى تركيا بعد أن زوّدهم أبو مجاهد بكمٍّ كبيرٍ من الأموال، على أمل أن ينتظروه هناك لفترة وإلا عبروا جميعا إلى دار الإسلام دونه ومن معه.

صار الهمّ الأول لأبي مجاهد، وقد حمل أمانة هذه المجموعة الكبيرة من المسلمين، أن يوصل العوائل إلى أراضي الدولة الإسلامية، وبعد أن يطمئن عليهم، تصبح الخيارات أمامه هو ومن معه مفتوحة، فإما أن يزيل العوائق التي تحول بينهم وبين دار الإسلام فيلحقوا بمن سبقهم، أو أن يعودوا أدراجهم إلى فرنسا، ليبدؤوا عملهم الجهادي هناك، في أرض الصليبيين التي تحارب الدولة الإسلامية، وتمنعهم من الهجرة إليها.

فكان من رحمة الله بهذه الثلة من المهاجرين أن يسَّر الله لهم التواصل مع أحد منسقي الهجرة في الدولة الإسلامية، فاتصلوا به وبيَّنوا له حالهم، وطلبوا مساعدته في إخراجهم من اليونان بأسرع وقت ممكن خشية أن يعثر عليهم الصليبيون فيعتقلوهم، فوعدهم المنسِّق خيرا، ومكثوا أياما ينتظرون جوابه.

وما هي إلا أيام حتى عبروا الحدود إلى تركيا، تاركين خلفهم في اليونان سيارتهم الفارهة، وأمتعتهم، مقدّمين الإفلات من الاعتقال على كل شيء، فوصلوا إلى إسطنبول، والتقى الإخوة بعوائلهم، وبدأت مرحلة التخطيط لعبور الحدود من جديد إلى أراضي الدولة الإسلامية، فقرر أبو مجاهد أن يرسل الإخوة جميعا لعبور الحدود، وتخلف عنهم لترتيب عبور أحد الإخوة الذي علق في اليونان، مصرّا أن لا يدخل دار الإسلام من دونه، فقد كان عزم على نفسه أن يكون آخر المجموعة دخولا إلى أرض الدولة الإسلامية، وأن لا يحقق حلمه بدخولها حتى يكون قد اطمأن على وصول كل المجموعة من المهاجرين التي تحمَّل أمانة إيصالهم إلى مبتغاهم، منذ وافقوا على الهجرة معه.

فلما تراكمت المشكلات على هذا الأخ في اليونان، وتعثرت محاولاته المتعددة لعبور الحدود مرارا، ألحّ على أبي مجاهد بالطلب، أن يكف عن انتظاره، ويبادر بإكمال رحلته فورا، فوافق أبو مجاهد على مضض، بعد أن أرسل له مبلغا كبيرا من المال ليتدبر أمر نفسِه وعائلتِه، ويستعين به في فترة ترقُّبه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 89
الخميس 19 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89 قصة شهيد: أبو مجاهد الفرنسي تجارة مع الله تعالى.. ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89
قصة شهيد:

أبو مجاهد الفرنسي
تجارة مع الله تعالى.. إيمان وجهاد بالمال والنفس

3/6

• هجرة في سبيل الله..

تجهزت العوائل للهجرة في سبيل الله، والسفر إلى دار الإسلام، وكان أكثر الرجال من المتابعين أمنيا، ولهذا كان لزاما على المهاجرين أن يرتبوا أمر الرحلة جيدا حتى لا يشعر بهم أعداء الله، فيصدوهم عن سبيل الله، ويحولوا بينهم وبين الوصول إلى أرض الدولة الإسلامية.

فاستمر الإخوة في أعمالهم حتى يوم الرحيل، فيما كانت العوائل قد تجهزت للانطلاق فور رجوع الرجال من أعمالهم، لتنطلق السيارات التي تحملهم والأخرى التي تحمل العوائل وتسير في مسارات مختلفة، وعبر دول عديدة، حتى الوصول إلى اليونان، لتعبر عندها حدود "الاتحاد الأوروبي" إلى تركيا، ومنها إلى أرض الشام.

على عادته كان أبو مجاهد قد رتَّب كل شيء للرحلة، وهيأ لها كل أسباب النجاح مهما بلغت التكاليف، وصاغ لها القصة المقنعة لكي لا يثير انتباه المراقبين، أو شبهات المتطفِّلين، ووضع لها المخطط المحكم، من لحظة خروجهم من فرنسا، إلى لحظة وصولهم إلى داخل دار الإسلام، باستثناء حلقة هي الأهم في هذه الرحلة، وهي التواصل مع الإخوة في الدولة الإسلامية، ليساعدوه في تجاوز العقبات الخطيرة في طريقه، إذ توكَّل على الله أن يهديه ويعينه لتأمين تواصل معهم فور وصوله إلى تركيا، مستعجلا الرحيل، خوفا من انقطاع السبيل.

كان ترتيب الرحلة الذي وضعه أميرها أبو مجاهد يقضي بعزل العوائل عن الإخوة المعروفين، وإرسالهم مع عائلة أخ غير معروف ليعبر بهم الحدود، في حافلة صغيرة اشتراها أبو مجاهد لهذا الغرض، فيما اشترى لنفسه وبعض الإخوة الذين تعرفهم أجهزة المخابرات سيارة فارهة، كجزء من الغطاء الأمني الذي رسمته المجموعة، وهو اتخاذ صفة رجال أعمال راغبين في الذهاب إلى تركيا لعقد صفقات تجارية هناك، وهيَّأ لهذا الغرض اللباس المناسب والأوراق المزورة التي تثبت مزاعمهم، بالإضافة إلى جوازات السفر المزورة الضرورية لعبور الحدود.

تمكنت القافلة من عبور إيطاليا، ودول البلقان، وصولا إلى اليونان حيث المرحلة الأكثر خطورة في الرحلة، وعندما وصلوا إلى النقطة الأخيرة قبل الحدود، أوقف أبو مجاهد العوائل وبقية الإخوة في إحدى الاستراحات، وصمم أن يكون أول من يحاول العبور، خشية أن يكون في الأمر خطر، فيقع عليه، وينجو الآخرون من الاعتقال.

عندما فحص مسؤولو الحدود اليونانيون جواز سفره، وطابقوه مع الصور الموجودة عندهم، عاد أحدهم ليخبره بالعودة من حيث جاء، وألا يحلم بعبور الحدود مرة أخرى، ليكتشف أبو مجاهد ومن معه أن حكومة فرنسا قد عممت صورهم على كل الحدود الأوروبية قبل 10 أيام من انطلاق رحلتهم.

أُسقط في أيديهم، فهل بعد هذه العزيمة على الهجرة يرجعون أدراجهم؟ وهل ذهب كل تدبيرهم مهبّ الريح؟



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 89
الخميس 19 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89 قصة شهيد: أبو مجاهد الفرنسي تجارة مع الله تعالى.. ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89
قصة شهيد:

أبو مجاهد الفرنسي
تجارة مع الله تعالى.. إيمان وجهاد بالمال والنفس

3/6

• هجرة في سبيل الله..

تجهزت العوائل للهجرة في سبيل الله، والسفر إلى دار الإسلام، وكان أكثر الرجال من المتابعين أمنيا، ولهذا كان لزاما على المهاجرين أن يرتبوا أمر الرحلة جيدا حتى لا يشعر بهم أعداء الله، فيصدوهم عن سبيل الله، ويحولوا بينهم وبين الوصول إلى أرض الدولة الإسلامية.

فاستمر الإخوة في أعمالهم حتى يوم الرحيل، فيما كانت العوائل قد تجهزت للانطلاق فور رجوع الرجال من أعمالهم، لتنطلق السيارات التي تحملهم والأخرى التي تحمل العوائل وتسير في مسارات مختلفة، وعبر دول عديدة، حتى الوصول إلى اليونان، لتعبر عندها حدود "الاتحاد الأوروبي" إلى تركيا، ومنها إلى أرض الشام.

على عادته كان أبو مجاهد قد رتَّب كل شيء للرحلة، وهيأ لها كل أسباب النجاح مهما بلغت التكاليف، وصاغ لها القصة المقنعة لكي لا يثير انتباه المراقبين، أو شبهات المتطفِّلين، ووضع لها المخطط المحكم، من لحظة خروجهم من فرنسا، إلى لحظة وصولهم إلى داخل دار الإسلام، باستثناء حلقة هي الأهم في هذه الرحلة، وهي التواصل مع الإخوة في الدولة الإسلامية، ليساعدوه في تجاوز العقبات الخطيرة في طريقه، إذ توكَّل على الله أن يهديه ويعينه لتأمين تواصل معهم فور وصوله إلى تركيا، مستعجلا الرحيل، خوفا من انقطاع السبيل.

كان ترتيب الرحلة الذي وضعه أميرها أبو مجاهد يقضي بعزل العوائل عن الإخوة المعروفين، وإرسالهم مع عائلة أخ غير معروف ليعبر بهم الحدود، في حافلة صغيرة اشتراها أبو مجاهد لهذا الغرض، فيما اشترى لنفسه وبعض الإخوة الذين تعرفهم أجهزة المخابرات سيارة فارهة، كجزء من الغطاء الأمني الذي رسمته المجموعة، وهو اتخاذ صفة رجال أعمال راغبين في الذهاب إلى تركيا لعقد صفقات تجارية هناك، وهيَّأ لهذا الغرض اللباس المناسب والأوراق المزورة التي تثبت مزاعمهم، بالإضافة إلى جوازات السفر المزورة الضرورية لعبور الحدود.

تمكنت القافلة من عبور إيطاليا، ودول البلقان، وصولا إلى اليونان حيث المرحلة الأكثر خطورة في الرحلة، وعندما وصلوا إلى النقطة الأخيرة قبل الحدود، أوقف أبو مجاهد العوائل وبقية الإخوة في إحدى الاستراحات، وصمم أن يكون أول من يحاول العبور، خشية أن يكون في الأمر خطر، فيقع عليه، وينجو الآخرون من الاعتقال.

عندما فحص مسؤولو الحدود اليونانيون جواز سفره، وطابقوه مع الصور الموجودة عندهم، عاد أحدهم ليخبره بالعودة من حيث جاء، وألا يحلم بعبور الحدود مرة أخرى، ليكتشف أبو مجاهد ومن معه أن حكومة فرنسا قد عممت صورهم على كل الحدود الأوروبية قبل 10 أيام من انطلاق رحلتهم.

أُسقط في أيديهم، فهل بعد هذه العزيمة على الهجرة يرجعون أدراجهم؟ وهل ذهب كل تدبيرهم مهبّ الريح؟



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 89
الخميس 19 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89 قصة شهيد: أبو مجاهد الفرنسي تجارة مع الله تعالى.. ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89
قصة شهيد:

أبو مجاهد الفرنسي
تجارة مع الله تعالى.. إيمان وجهاد بالمال والنفس

2/6

• على خطى عثمان (رضي الله عنه)..

كتب الله للدولة الإسلامية النصر والتمكين، فأقامت الدين، وجدَّدت الخلافة، وخرج أمير المؤمنين يخطب في الناس، ويحث المسلمين على الهجرة والجهاد، ويبشِّرهم بقيام دولة لهم يأرزون إليها، وإمام يقاتلون من ورائه.

كانت هذه الخطبة لحظة حاسمة في حياة أبي مجاهد وإخوانه، فلم يعودوا يطيقون صبرا على العيش في ديار الكفر، وقد أيقنوا أن الله منَّ على عباده بدار إسلام، يُقام فيها شرعُه، وتعلُوها أحكامه، فصار الهاجس الأول للمجموعة أن يهاجروا من فرنسا، خُفية عن أعين المخابرات التي كانت تراقبهم، وقد منعت بعضهم سلفا من السفر إلى خارج البلاد، وكذلك تحريض أكبر عدد ممكن من الشباب على الهجرة، خشية أن تنقطع بهم السبل بعد أن يصلوا إلى أراضي الدولة الإسلامية، ويصبح التواصل معهم صعبا عسيرا.

فبدأ الإخوة يُعدون العدّة للهجرة، ويهيِّئون أهلهم للرحيل، وقاموا بجولة على كل من يعرفونه من الشباب ويثقون به، ليحرضوه على النفير، فكان مكرم -الذي اتخذ لنفسه منذ هدايته كنية جديدة هي أبو مجاهد- يجالس الإخوة ويذكرهم بفضل الهجرة، وبنعمة العيش تحت ظل الشريعة، وتربية أطفالهم في ديار الإسلام، فإذا وجد من أخ اعتذارا بمانع من موانع الدنيا، سعى لإزالة هذا المانع بأي وسيلة كانت.

فمن كان ممنوعا من السفر، يشتري له جوازا مزورا مهما بلغ ثمنه، ومن كان لا يملك تكاليف الرحلة تعهَّد له بدفع تكاليفها مهما كبرت عائلته، بل ويشتري له سيارة ليستقلها في رحلته إن لزم، ومن كان عليه دَين أدى عنه الدين مهما كبر، هذا عدا عن شراء كل ما يحتاجه من لباس وتجهيزات للسفر والهجرة.

وبالإضافة إلى ذلك كله، دفع تكاليف كبيرة لشراء أجهزة ومعدات إلكترونية، وأجهزة كمبيوتر، طلبها بعض الإخوة ليستعملوها في خدمة دين الله، فور وصولهم إلى أرض الدولة الإسلامية.

وبالمحصلة، كان جميع الإخوة الذين حوله يشعرون أن هذا الرجل همّه أن ينفق ماله في سبيل الله، حتى باتوا يشبِّهون فعاله بفعال عثمان -رضي الله عنه- الذي موّل جيشا كاملا من ماله الخاص، طلبا لمرضاة رب العالمين.

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 89
الخميس 19 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89 قصة شهيد: أبو مجاهد الفرنسي تجارة مع الله تعالى.. ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89
قصة شهيد:

أبو مجاهد الفرنسي
تجارة مع الله تعالى.. إيمان وجهاد بالمال والنفس

2/6

• على خطى عثمان (رضي الله عنه)..

كتب الله للدولة الإسلامية النصر والتمكين، فأقامت الدين، وجدَّدت الخلافة، وخرج أمير المؤمنين يخطب في الناس، ويحث المسلمين على الهجرة والجهاد، ويبشِّرهم بقيام دولة لهم يأرزون إليها، وإمام يقاتلون من ورائه.

كانت هذه الخطبة لحظة حاسمة في حياة أبي مجاهد وإخوانه، فلم يعودوا يطيقون صبرا على العيش في ديار الكفر، وقد أيقنوا أن الله منَّ على عباده بدار إسلام، يُقام فيها شرعُه، وتعلُوها أحكامه، فصار الهاجس الأول للمجموعة أن يهاجروا من فرنسا، خُفية عن أعين المخابرات التي كانت تراقبهم، وقد منعت بعضهم سلفا من السفر إلى خارج البلاد، وكذلك تحريض أكبر عدد ممكن من الشباب على الهجرة، خشية أن تنقطع بهم السبل بعد أن يصلوا إلى أراضي الدولة الإسلامية، ويصبح التواصل معهم صعبا عسيرا.

فبدأ الإخوة يُعدون العدّة للهجرة، ويهيِّئون أهلهم للرحيل، وقاموا بجولة على كل من يعرفونه من الشباب ويثقون به، ليحرضوه على النفير، فكان مكرم -الذي اتخذ لنفسه منذ هدايته كنية جديدة هي أبو مجاهد- يجالس الإخوة ويذكرهم بفضل الهجرة، وبنعمة العيش تحت ظل الشريعة، وتربية أطفالهم في ديار الإسلام، فإذا وجد من أخ اعتذارا بمانع من موانع الدنيا، سعى لإزالة هذا المانع بأي وسيلة كانت.

فمن كان ممنوعا من السفر، يشتري له جوازا مزورا مهما بلغ ثمنه، ومن كان لا يملك تكاليف الرحلة تعهَّد له بدفع تكاليفها مهما كبرت عائلته، بل ويشتري له سيارة ليستقلها في رحلته إن لزم، ومن كان عليه دَين أدى عنه الدين مهما كبر، هذا عدا عن شراء كل ما يحتاجه من لباس وتجهيزات للسفر والهجرة.

وبالإضافة إلى ذلك كله، دفع تكاليف كبيرة لشراء أجهزة ومعدات إلكترونية، وأجهزة كمبيوتر، طلبها بعض الإخوة ليستعملوها في خدمة دين الله، فور وصولهم إلى أرض الدولة الإسلامية.

وبالمحصلة، كان جميع الإخوة الذين حوله يشعرون أن هذا الرجل همّه أن ينفق ماله في سبيل الله، حتى باتوا يشبِّهون فعاله بفعال عثمان -رضي الله عنه- الذي موّل جيشا كاملا من ماله الخاص، طلبا لمرضاة رب العالمين.

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 89
الخميس 19 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

لا فرق عندنا بين رافضة إيران الصفوية، وبين غيرهم من رافضة العرب كرافضة العراق ولبنان والشام فدين ...

لا فرق عندنا بين رافضة إيران الصفوية، وبين غيرهم من رافضة العرب كرافضة العراق ولبنان والشام فدين الرافضة واحد، وأصولهم وإن تفرعت واحدة، ومركزهم ومرجعياتهم واحدة، وعداؤهم لأهل السنة هو نفس العداء.

- الشيخ أبو مصعب الزرقاوي تقبله الله ...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89 قصة شهيد: أبو مجاهد الفرنسي تجارة مع الله تعالى.. ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89
قصة شهيد:

أبو مجاهد الفرنسي
تجارة مع الله تعالى.. إيمان وجهاد بالمال والنفس

1/6

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف: 10 - 13].

هذه التجارة الرابحة يطلبها كثير من الموحدين، ويحرصون عليها، ويبذلون في سبيل الفوز بها المال والنفس، طلبا لثمن تلك التجارة الذي وعد الله به، ومن هؤلاء التجار الفائزين، أبو مجاهد الفرنسي، تقبله الله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

مكرم أبروقي، شاب تونسي الأصل أمضى طفولته وشبابه في الضواحي الفرنسية البائسة، همّه الدنيا التي حصّل منها نصيبا كبيرا، لاهيا عن الآخرة التي لم يتعلم من أمرها شيئا.

رجل عصابات جريء، كسب أموالا ضخمة من عمليات السطو الكثيرة على أموال الكفار، حتى امتلك سيارات فارهة، وصار يزاحم أغنياء باريس ومشاهيرها في نواديهم وحفلاتهم، وهي أكثر ما يطمح إليه أفراد هذا العالم الموبوء.

مرهوب الجانب، كان معروفا بين أقرانه بالشجاعة والإقدام، وعدم الخوف من مواجهة أو التهرب من صدام، خاصة في جولات الصراع التي لا تنتهي بين أحياء البؤساء في ظل جاهلية الضواحي الفرنسية، ولم يكن يكترث لعناصر الشرطة الفرنسية، فطالما اشتبك معهم بالسلاح، ونجح في الإفلات منهم أثناء عمليات السطو والسرقة أو بيع المخدرات.

كريم النفس، شهم الأخلاق، رغم انغماسه بشهوات الدنيا، فلا يتأخر عن مساعدة صديق، ولا الدفاع عن جار، ولا بذل المال مهما كثر لسد حاجة محتاج، أو كف يد قريب.

ذو عقلية إدارية منظَّمة، فلا يخطو خطوة إلا وقد هيَّأ لها أسبابها، ودرس عواقبها ومآلاتها، فاستخدم هذه الخصلة في عمله بشكل فعال، فلا يسطو على منزل إلا وقد استطلعه بشكل جيد، وإن اقتحمه يكون قد تجهز لأسوأ الاحتمالات، وهيأ لنفسه أسباب النجاة من القتل أو الاعتقال.

كل هذه الصفات كانت مؤهلات كافية ليكون زعيم عصابة خطير، أو تاجر مخدرات كبير، ولكن هيأ الله له السبيل إلى طريق آخر، عَكَس مجرى حياته بالكلية.

ومن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام
على عادة الكثيرين من المنتسبين إلى الإسلام، الذين لا يتذكرون دينهم إلا في رمضان، فيهرعون إلى المساجد طلبا للمغفرة، وتعويضا عما فات، وتكفيرا للخطايا والسيئات، قرر مكرم أن يقضي أياما من الشهر معتكفا في أحد مساجد باريس، حيث قدَّر الله له الاجتماع بأحد الدعاة إلى الله، رآه وهو يعلم بعض المسلمين أصول الإسلام، فانجذب إليه، والتزم حلقته، وسمع منه كلاما عن أحكام الإيمان والكفر ومعاملة الكفار، فازداد به تعلقا، ومن يومها قرر مكرم أن يتوب إلى الله، ويسلك طريقا جديدا فيما تبقى من حياته، هو طريق الهداية والعمل لدين الإسلام، وعن طريق هذا الأخ الداعية، تعرف مكرم على مجموعة من الشباب المسلمين، الدعاة إلى التوحيد، المناصرين للمجاهدين، فصار منهم، داعيا إلى الله، ساعيا إلى نصرة دينه بالمال والنفس.

كان الخياران أمام هذه المجموعة أن ينفروا إلى ساحات الجهاد، فيقاتلوا هناك حتى يُقتلوا، أو ينفذوا عمليات داخل فرنسا ضد النصارى، ولكن موانع كثيرة صدتهم عن الجهاد في سبيل الله، فاختاروا الانشغال بالدعوة في ذلك الوقت ريثما يهيِّئ الله لهم من أمرهم رشدا.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 89
الخميس 19 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89 قصة شهيد: أبو مجاهد الفرنسي تجارة مع الله تعالى.. ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89
قصة شهيد:

أبو مجاهد الفرنسي
تجارة مع الله تعالى.. إيمان وجهاد بالمال والنفس

1/6

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف: 10 - 13].

هذه التجارة الرابحة يطلبها كثير من الموحدين، ويحرصون عليها، ويبذلون في سبيل الفوز بها المال والنفس، طلبا لثمن تلك التجارة الذي وعد الله به، ومن هؤلاء التجار الفائزين، أبو مجاهد الفرنسي، تقبله الله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

مكرم أبروقي، شاب تونسي الأصل أمضى طفولته وشبابه في الضواحي الفرنسية البائسة، همّه الدنيا التي حصّل منها نصيبا كبيرا، لاهيا عن الآخرة التي لم يتعلم من أمرها شيئا.

رجل عصابات جريء، كسب أموالا ضخمة من عمليات السطو الكثيرة على أموال الكفار، حتى امتلك سيارات فارهة، وصار يزاحم أغنياء باريس ومشاهيرها في نواديهم وحفلاتهم، وهي أكثر ما يطمح إليه أفراد هذا العالم الموبوء.

مرهوب الجانب، كان معروفا بين أقرانه بالشجاعة والإقدام، وعدم الخوف من مواجهة أو التهرب من صدام، خاصة في جولات الصراع التي لا تنتهي بين أحياء البؤساء في ظل جاهلية الضواحي الفرنسية، ولم يكن يكترث لعناصر الشرطة الفرنسية، فطالما اشتبك معهم بالسلاح، ونجح في الإفلات منهم أثناء عمليات السطو والسرقة أو بيع المخدرات.

كريم النفس، شهم الأخلاق، رغم انغماسه بشهوات الدنيا، فلا يتأخر عن مساعدة صديق، ولا الدفاع عن جار، ولا بذل المال مهما كثر لسد حاجة محتاج، أو كف يد قريب.

ذو عقلية إدارية منظَّمة، فلا يخطو خطوة إلا وقد هيَّأ لها أسبابها، ودرس عواقبها ومآلاتها، فاستخدم هذه الخصلة في عمله بشكل فعال، فلا يسطو على منزل إلا وقد استطلعه بشكل جيد، وإن اقتحمه يكون قد تجهز لأسوأ الاحتمالات، وهيأ لنفسه أسباب النجاة من القتل أو الاعتقال.

كل هذه الصفات كانت مؤهلات كافية ليكون زعيم عصابة خطير، أو تاجر مخدرات كبير، ولكن هيأ الله له السبيل إلى طريق آخر، عَكَس مجرى حياته بالكلية.

ومن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام
على عادة الكثيرين من المنتسبين إلى الإسلام، الذين لا يتذكرون دينهم إلا في رمضان، فيهرعون إلى المساجد طلبا للمغفرة، وتعويضا عما فات، وتكفيرا للخطايا والسيئات، قرر مكرم أن يقضي أياما من الشهر معتكفا في أحد مساجد باريس، حيث قدَّر الله له الاجتماع بأحد الدعاة إلى الله، رآه وهو يعلم بعض المسلمين أصول الإسلام، فانجذب إليه، والتزم حلقته، وسمع منه كلاما عن أحكام الإيمان والكفر ومعاملة الكفار، فازداد به تعلقا، ومن يومها قرر مكرم أن يتوب إلى الله، ويسلك طريقا جديدا فيما تبقى من حياته، هو طريق الهداية والعمل لدين الإسلام، وعن طريق هذا الأخ الداعية، تعرف مكرم على مجموعة من الشباب المسلمين، الدعاة إلى التوحيد، المناصرين للمجاهدين، فصار منهم، داعيا إلى الله، ساعيا إلى نصرة دينه بالمال والنفس.

كان الخياران أمام هذه المجموعة أن ينفروا إلى ساحات الجهاد، فيقاتلوا هناك حتى يُقتلوا، أو ينفذوا عمليات داخل فرنسا ضد النصارى، ولكن موانع كثيرة صدتهم عن الجهاد في سبيل الله، فاختاروا الانشغال بالدعوة في ذلك الوقت ريثما يهيِّئ الله لهم من أمرهم رشدا.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 89
الخميس 19 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
12 رجب 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً