+كيف استطاع. رجل تعليق فوق ميكي باينة +والرجوع لوطنه rockmania بسلام24 +والتخفي عن ستيفانيا.. ...

+كيف استطاع. رجل تعليق فوق ميكي باينة
+والرجوع لوطنه rockmania بسلام24
+والتخفي عن ستيفانيا.. أين يعيشون

خطبة الجمعة بعنوان 🎤🎤 ♕♕وسائل التواصل الاجتماعي وخطرها على المجتمع إعداد /محمد ...

خطبة الجمعة بعنوان 🎤🎤
♕♕وسائل التواصل الاجتماعي وخطرها على المجتمع
إعداد /محمد المحرابي
======================<
الحمد لله الرحيم الرحمن {عَلَّمَ الْقُرْآنَ . خَلَقَ الْإِنْسَانَ . عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن:2 - 4] فأبان الإنسان عن مكنون نفسه بلسانه، أو خطه ببنانه، نحمده على نعمه الكثيرة، وآلائه الجسيمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ جعل مراقبته من الإحسان فوق الإسلام والإيمان: أن تعبد كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وبلغ البلاغ المبين؛ حتى أتاه اليقين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين. أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وراقبوه في السر والعلن؛ فإن أعمالكم محصاة عليكم، وإن ألفاظكم مدونة في كتابكم {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18] وإنكم تسألون يوم القيامة عما قلتم وما عملتم، فكم من قائل قولاً أنكره، وكم من عامل عملاً جحده، فتشهد الأركان بالأقوال والأعمال {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس:65]. أيها الناس: كان اللسان من قبل ينطق كثيرا، وكان العلماء والوعاظ يحذرون من فلتات اللسان وآفاته؛ حتى ألفت الكتب في التحذير منه، وبيان خطورته، وسيقت النصوص المعظمة لشأنه، واستحضر الناس فيه قول النبي عليه الصلاة والسلام: «وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟» وقوله عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، يَنْزِلُ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» (رواه مسلم). هذا في الزمن الذي كان فيه اللسان ملك البيان، لا تنافسه فيه إلا الكتابة والإشارة وهما قليلتان،====<<=<=<<<<<<<<<
أما اليوم فإن كثيرا من النطق قد تحول من اللسان إلى الأصابع، فصارت أصابع بعض الناس تتحدث أكثر من ألسنتهم بما فتح الله تعالى على البشر من علوم الاتصال والتواصل الاجتماعي المجاني. إنها ثورة في التواصل قد غيرت الأخلاق والسلوك وأنماط التعامل بين الناس، حتى قلبت حياتهم رأسا على عقب. فالبيوت الحية بحديث أهلها صمتت كأنها خالية من أهلها، ومنتديات الناس للحديث والمؤانسة اتخذ الناس بدلا عنها مقاهٍ مظلمة كأنها مقابر، وحينما كانت الضوضاء تخرج من بيوت الأجداد والجدات في آخر الأسبوع حيث اجتماع الأولاد والأحفاد ذهبت هذه الحيوية والنشاط فيأتي كلُ واحد منهم يتأبط جهازه فيسلمون على بعض ثم يتخذ كل واحد منهم من كبير وصغير وذكر وأنثى زاوية من الغرفة أو المنزل فيعيش بجسده مع أهله، وأما روحه وعقله فمع من يحادث في جهازه، حتى إنه ليُكَلَّم فلا يسمع، ويُسأل فلا يجيب، ولا يتحرك من مكانه إلا بأن يتبرع أحدهم فيهزه أو يحول بيده بين بصره وجهازه، وربما غضب من ذلك فإن كان دعي إلى عشاء رفضه غضبا وهو جائع، وكم عطش من محادث وما علم أنه عطشان، وجاع ولم يدر أنه جوعان، ونال البرد من جسده ما نال ولم يعلم، فهو سادر في جهازه لا نائم ولا يقظان، ولا ذو عقل ولا سكران، يسمع ولا يسمع، ويشعر ولا يشعر، فحاله بين حالين. إنها وسائل أدت في كثير من الأحيان إلى العقوق، فالجدة تسأل ولا أحد يجيبها، وتتحدث ولا أحد ينصت لها، أخذتهم أجهزتهم عنها، حتى إذا شعرت أنه لا أحد ينصت لحديثها صمتت منكسرة من أقرب الناس إليها. ويكون الولد مع أمه أو أبيه لا يشاركه في مجلسه أحد غيره حتى إذا مضى وقت قليل على جلوسه أخرج جهازه ليشاركه معه في أمه أو أبيه، فينطق معه أو معها تارة، وينظر في جهازه تارة أخرى، ويحاول الجمع بينهما، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، حتى إذا أعياه التركيز اختار البر فأقفل جهازه، أو اختار العقوق فترك حديث أمه أو أبيه، أو تخلص من مأزقه بالاستئذان في الخروج، وما له من حاجة إلا أنه يريد أن يحادث بجهازه. ولو أنه أشرك أمه وأباه فيما يرى ويقرأ لسرهما بذلك، ولكنه لا يفعل ربما لأن ما يشاهده وما يقرؤه لا يسر ولا ينفع بل يضر ويحزن. والواجب على الولد إن كان بحضرة أحد أبويه أن يقفل جهازه، ويقبل بكليته عليه، ويصغي إليه، ولا ينشغل عنه، إلا إذا كان سيشركه فيما يقرأ ويشاهد، ويعلم محبته لذلك. ومن سوء أدب المجالس أن يشغل الجليس عن جليسه بمحادثة أو نحوها، فيترك آدميا أمامه ويقبل على جهاز في يده، إلا أن يستأذنه لأمر لا يحتمل التأخير. إنها وسائل قربت الرجال من النساء، والشباب من الفتيات، فأوقعت في كثير من البيوت الريب والشكوك، وأوصلت كثيرا من الأزواج والزوجات إلى عتبة الطلاق بعد الخصام والشقاق، وفي عدد من الإحصاءات أن نسب الطلاق بين الزوجين قد ارتفعت ارتفاعاً مخيفاً بعد ثورة التواصل الاجتماعي. وكم من فتاة غُرر بها عن طريقها وهي التي لا تعرف للشر طريقاً، ولا للإثم سبيلاً، وليس في قلبها أي ريبة ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم «لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ» وقد وفرت برامج التواصل خلوة بين الجنسين للحديث والتباسط ورفع الكلفة والمضي ساعات طوال في أحلام، وسهر ليال على أوهام؛ حتى تألفه ويألفها، فلا تقدر على مفارقته، وفي كثير من الحالات يضحك عليها بجميل الكلام، وإظهار الحفاوة والاهتمام، فتريه صورها لينحرها بها بعد أن يبتزها ويعذبها ويهلكها ويتلف أعصابها، وفي البيوت مآس لا يعلمها إلا الله تعالى، خفف الله تعالى عن أهلها، وأسبغ علينا وعلى المسلمين ستره. ويخلد الواحد إلى فراشه متعب يغالبه النوم، ولربما تكاسل عن الوضوء والوتر من شدة تعبه وغلبة نومه، فيطل طلة أخيرة على جهازه قبل النوم فيرى محادثة فيرد على صاحبها، ويظل يحادثه حتى منتصف الليل أو بزوغ الفجر ولم يشعر بتعبه ونومه، وقد بخل على ربه بركعة أو بثلاث ركعات. ويصحو النائم حين يصحو وأول حركة يقوم بها أن يلتقط جهازه لينظر من حادثه أثناء نومه، قبل أن يذكر الله تعالى، وقبل أن يقول أذكار الاستيقاظ من النوم وقد ينساها. بل قد فتنت وسائل التواصل الحديثة الناس في عباداتهم؛ فكثير من المعتكفين تمضي أكثر أوقاتهم في المحادثات؛ لتردهم عن كثير من القرآن والصلاة، وكم أمضى حجاج أيام الحج بالمحادثات فشغلتهم عن الدعاء في مواطنه الفاضلة، والتعبد في المشاعر المقدسة، ومن الناس من يسلم من الصلاة فلا يقول الأذكار إلا وهو يلتقط جهازه لينظر من حادثه أثناء صلاته، وكم من قارئ للقرآن أمسك عن القراءة واشتغل بالمحادثة ومصحفه في حجره.. وقد يؤذن المؤذن وهو في محادثة، وتقام الصلاة وهو لا زال في محادثته فتفوته صلاة الجماعة، وأمثال ذلك كثير. يعلمه الناس من أنفسهم أو ممن هم حولهم، حتى كانت هذه الوسائل سببا من أسباب الصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة، ومن وجد في نفسه شيئا من ذلك وجب عليه أن يهجر هذه الوسائل؛ لئلا يذهب عليه دينه بسببها. وبسبب الإدمان على هذه الأجهزة، وما فيها من سيل متدفق من المعلومات والمعارف والصور والمقاطع أعيد تشكيل عقليات الشباب والفتيات بعيداً عن والديهم وأسرهم ومعلميهم، فغلب على هذه العقليات التمرد والتفرد، والانعزالية والانطواء، وتثاقل الجلوس مع الأسرة، والسخط من كل شيء، حتى غدا إرضاء الوالدين لأولادهم من المهمات العسرة جدا رغم ما يغمرونهم به من المال والهدايا والهبات. وسادت بوسائل التواصل الاجتماعي أخلاق ليست سوية، وممارسات غير مرضية يفرغونها في نكت سامجة تشعل الحروب بين الذكر والأنثى، أو بين الطالب والمعلم أو بين مشجعي فريقين أو نحو ذلك، ولا يقع حدث إلا وازدحمت مواقع التواصل ووسائله بمقاطع ساخرة، أو تعليقات لاذعة، وقعها على أصحابها أشد من وقع السياط الحارة. وهي من أمضى الأسلحة في نشر الأكاذيب، وبث الأراجيف، واتهام الأبرياء، وقلب الحقائق، يكذب في خبر فيغرد به، أو يصنع صورة فينشرها وهي مزورة فتبلغ كذبته أو صورته الآفاق وقد يكون الدافع لذلك إضحاك الناس وقد جاء فيه قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ» (رواه أبو دواد). والناقل للكذب أحد الكذابين، والراضي بالسخرية كالفاعل، فالحذر الحذر من اكتساب أوزار، وإذهاب حسنات بسبب هذه الوسائل، ويجب عدم الاستهانة بها؛ فإنها مورد بحر من الأوزار والآثام إن استخدمت في الشر كما أنها مجال رحب لكسب الحسنات إن استخدمت في الخير، ولم تضيع بسببها الواجبات. {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ ونسوه} وهي من تقارب الزمن المذكور في أشراط الساعة؛ فإنها قربت البعيد، وكسرت جميع الحواجز، وألغت الحدود؛ فيحادث الواحد من شاء في أي وقت شاء، وبأي أسلوب شاء، لا يرده عنه شيء، ولا يحول بينهما حائل. إنها فتنة من فتن العصر جعلت كثيراً من الناس يعيش بشخصيتين متنافرتين؛ فهو الوقور الحيي أمام الناس الذي لا يقول بلسانه فحشاً، ولا ينطق هجراً، ويخجل ويتصبب عرقاً إن سمع ما لا يليق، لكن هذه الشخصية الحيية تخلع الحياء إن كان الحديث بالأصابع، وكانت العين تتلقاه، فما استحى منه اللسان والأذن كسرته اليد والبصر، وما راقب الله تعالى من راقب الناس. إنها فتنة.. عمت المجتمعات، واقتحمت البيوت، ولم يسلم من غوائها إلا الأسر الفقيرة، فكان فقرها نعمة على شبابها وفتياتها، ومن العصمة أن يعجز المرء عن تحصيل ما يكون به إثمه وتلفه. إنه لا غناء لمواجهة هذه الفتنة التي عمت البيوت كلها عن زرع مراقبة الله تعالى ومحبته وتعظيمه، والخوف منه، ورجاء ما عنده، في نفوس الأبناء والبنات والزوجات والأخوات، وتعاهدهم بالموعظة والتذكير بين حين وآخر، وبأساليب متنوعة مشوقة، حتى يراقب كل واحد منهم نفسه، ويخاف الله تعالى أن يقارف إثما، وتوجيههم إلى استخدام التواصل الاجتماعي فيما ينفع ولا يضر، مع ملء أوقاتهم بما ينفعهم ويحد من عكوفهم على هذه الوسائل التي فتن الناس بها فافتتنوا. قال سفيان الثّوريّ رحمه الله تعالى: "عليك بالمراقبة ممّن لا تخفى عليه خافية، وعليك بالرّجاء ممّن يملك الوفاء". وقال رجل للجنيد: "بم أستعين على غضّ البصر؟" فقال: "بعلمك أنّ نظر النّاظر إليك أسبق من نظرك إلى المنظور إليه".









الخطبه الثانيه
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين. أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وانظروا ماذا تكتبون وماذا ترسلون؛ فإنه يحصى عليكم بخيره وشره {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف:80].
أيها المسلمون: هذه الثورة العظيمة في التواصل بين الناس هي مما علم الله تعالى الإنسان، وما كان يظن الإنسان أن يصل إلى ما وصل إليه {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: من الآية 8]،
فيا عباد الله، شرُّ الخلق على الإطلاق في الدنيا والآخرة هم الذين يستغلون نعمة الله تعالى، ويخونونها، ويستخدمونها في معصية الله تعالى، هؤلاء يعذبون أنفسهم بعقوبة الله تعالى في الدنيا قبل الآخرة ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾ [طه: 124- 126]
يا عباد الله، يا أصحاب الجوَّالات، راقبوا الله تعالى القائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، والقائل: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾ [العلق: 14]، والقائل: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾ [الحديد: 4] والقائل: ﴿ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ [طه: 46].
يا أصحاب هذه النعمة، لا تجعلوا الله أهون الناظرين إليكم، وتذكروا قول الله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، واسمعوا حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "استحيوا من الله حق الحياء".
قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحيي والحمد لله.
قال: "ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء"؛ رواه الترمذي.
إخوة الإيمان، إن من أعظم الخطر وأعظم مصيبة أن تنشر المعاصي والموبقات في وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي، وتبقى تحصد تلك الذنوب المستمرة في حياتك وبعد موتك.

قال حبيب الفارسي رحمه الله: إن من سعادة المرء أن يموت وتموت معه ذنوبه.
إخوة الإيمان، إن وسائل التواصل في هذا الزمان أصبحت مَعاوِلَ هَدْمٍ للقيم والأخلاق، وأصبح التافهون والفاسقون قدواتٍ، كما قيل: نحن نشغل أوقاتنا بمتابعة فراغ الآخرين وتفاهتهم.
إخوة الإيمان، إن على الآباء والأمهات مسؤولية عظيمة في مراقبة الأبناء والبنات "فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيته"، فإنكم ستسألون أمام الله عن رعيتكم، ومن الأمور التي تعين على مواجهة هذا الطوفان التقني الذي فتح أبواب الشر على مصراعيها تعزيز الرقابة الذاتية عند أبنائنا وبناتنا، وهي شعور داخلي، وقوة ضابطة، نابعة من إيمانه بمراقبة الله تعالى، واطِّلاعه على أعماله، تدعوه إلى الحرص على فعل الطاعات طلبًا لمرضاة الله وثوابه، والبُعْد عن المعاصي خوفًا من عقابه.
ومن الأمور المعينة الاهتمام بكتاب الله قراءةً وحفظًا، اقرأوا القرآن وعلِّمُوه أبناءكم، قال أحد السلف: "عَلِّم ولدك القرآن، والقرآن سيعلمه كل شيء"، قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]؛ أي: يهدي للتي هي أعدل وأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق.
قيل للحسن البصري: "فلان يحفظ القرآن، فقال: بل القرآن يحفظه!"
اللهم ارفعنا وانفعنا بالقرآن العظيم.
وصلوا رحمكم الله. على من امرتم بالصلاة علية عموما حيث امرنا فقال ولم يزل قائلا عليما. { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[سُورَةُ الأَحْزَابِ: ٥٦]
اللهم اغفر لمن حضر هذه الجمعه ولوالدايه وفتح للموعظة قلبه واذنيه اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل المسلمين يارب العالمين
ربنالا تكِلنا إلى انفسنا طرفة عين ولاتسلط علينا من لا يخافك.فينا ولا يرحمنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك

إلٰهناندعوك دعاء ذو النون في بطن الحوت، "لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين"، أن تصنعنا بعينك، وأن ترقبنا بلطفك، وأن تتولانا بِوِلايتك، وأن تستعملنا ولا تستبدلنا.
يارب أحمي عبادك المستضعَفين، والطف بهم، واحفظهم، وعافيهم، وثبِّت قلوبهم، واُنزل عليهم سكينةً مِن عندك.وانصرهم على أعدائك الذين كذَّبُوا رُسُلَك، وعذَّبُوا عبادَك، وأخرَجُوهم مِن ديارهم بغير حق، وقتَّلوا الشيوخ والنساء والأطفال، يارب انتقِم واشفِ منهم صدورنا، يا قوي يا متين، يا رب العرش العظيم!
يا رب كن لأهل غزة عونًا، ربنا إنا لا نملك لهم إلا الدعاء، فيارب لا ترد لنا دعاء ولا تخيب لنا رجاء، أنصر ضعفهم فإن ليس لهم سواك يارب العالمين أآميين
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتا ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكرو الله العلي العظيم يذكركم واشكروه على نعمة يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ماتصنعون واقم الصلاة.
إعداد / محمد المحرابي
المرجع إقتباسات من موقع طريق الإسلام
...المزيد

وقفات عند أحاديث الفتن والملاحم (5) تكلمنا في الحلقة السابقة عن اهتمام الأنبياء وأتباعهم ...

وقفات عند أحاديث الفتن والملاحم (5)


تكلمنا في الحلقة السابقة عن اهتمام الأنبياء وأتباعهم بأخبار الغيب، وتبليغها للمسلمين، وتدارسها، والتحقق منها، ونتكلم اليوم عن جانب آخر مهم من هذا الباب يتعلق بالاجتهاد في تأويل هذه الأخبار، وتطبيقها على الوقائع التي يعيشها المسلمون، بناء على قرائن يجدونها تطابق ما جاءهم من أخبار الوحيَين.


• أهل الكتاب يتعرَّفون على النبي الموعود

فقد أمر الله -سبحانه- أهل الكتاب باتباع رسوله محمد، صلى الله عليه وسلم، الذي أخبرهم عن ظهوره في الكتب التي أنزلها على أنبيائهم الذين يزعمون الإيمان بهم واتباعهم، ودلَّهم على وسيلة التأكد من صدق هذا النبي بمطابقة أوصافه لأوصاف الرسول الذي وعدهم بخروجه بعد فترة من الرسل، فقال تعالى: {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 156-157].

وهذا المنهج في التأكد من مطابقة أوصاف الوقائع والطوائف والأعيان لما ورد بخصوصها في أخبار الغيب يعلمه أهل الكتاب، بل وطبَّقه بعضهم للتحقق من نبوة النبي، عليه الصلاة والسلام، كما فعل عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- للتأكد من ذلك قبل إسلامه، بأن سأله عن صفات يجب أن تتوفر فيه ليكون على صفة من ورد في الأخبار، كمعرفته لأمور لا يعرفها إلا الأنبياء، فعن حميد عن أنس -رضي الله عنه- قال: "بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة، فأتاه، فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي" [رواه البخاري]، فلما أجابه عنها، عليه الصلاة والسلام، أسلم له وكان من صحابته، وترك ملة آبائه وأجداده، أما بقية قومه، فرغم تصديقهم بالأخبار الواردة فيه، ومعرفتهم لأوصافه، وانتظارهم لخروجه، فإنهم اختاروا عداوته والكفر به، وذلك أنهم ظنوا أنه يخرج في بني إسرائيل، فكان في أمة غيرهم، كما قال -تعالى- فيهم: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 101].

كما وجدنا في قصة هرقل أنه تأكد من نبوته -عليه الصلاة والسلام- من خلال سؤاله أبا سفيان -رضي الله عنه- عن أوصافه وأخباره، فتبين له أنه نبي، وأنه هو الذي وُعدوا به في كتبهم، فقال: "إن يكن ما تقول فيه حقاً فإنه نبي، وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أكن أظنّه منكم" [متفق عليه]، فصدَّق بنبوته، ولم يؤمن به، ضناً بملكه، وخوفا على سلطانه.


• النبي وصحابته يتحققون من ابن صياد

وهذا المنهج، هو منهج نبوي، اتبعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في التحقق من مطابقة الواقع لما جاءه من الأخبار، كما فعل في قصة ابن صياد، عندما كان صبيا، فيه بعض الصفات التي يعلمها في المسيح الدجال الذي حذَّر أمته منه، فعن عبد الله بن عمر: أن عمر انطلق مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في رهط قِبل ابن صياد، حتى وجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة، وقد قارب ابن صياد الحلم، فلم يشعر حتى ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- بيده، ثم قال لابن صياد: (تشهد أني رسول الله؟)، فنظر إليه ابن صياد، فقال: أشهد أنك رسول الأُميِّين، فقال ابن صياد للنبي، صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه، وقال: آمنت بالله وبرسله، فقال له: (ماذا ترى؟)، قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (خلط عليك الأمر)، ثم قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: (إني قد خبأت لك خبيئا)، فقال ابن صياد: هو الدّخُّ، فقال: (اخسأ فلن تعدو قدرك)، فقال عمر، رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنقه، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (إن يكُنهُ فلن تسلط عليه، وإن لم يكُنهُ فلا خير لك في قتله) [رواه مسلم].فلم يتمكن النبي -عليه الصلاة والسلام- من التبيُّن من ابن صياد كونه هو المسيح الدجال، أم لا، ولكن رغم ذلك، اجتهد بعض صحابة رسول الله، وحكموا عليه أنه هو المسيح الدجال، فلم ينكر عليهم ذلك، كعمر وابنه عبد الله وجابر، رضي الله عنهم أجمعين، فعن محمد بن المنكدر قال: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن الصياد الدجال، قلت: تحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي، صلى الله عليه وسلم، فلم ينكره النبي، صلى الله عليه وسلم [متفق عليه]، وعن نافع قال: كان ابن عمر يقول: والله ما أشك أن المسيح الدجال ابن صياد [رواه أبو داود].

ونجد أن شك الصحابة في ابن صياد لم يتوقف، واستمروا في الحذر منه، وكراهية مخالطته، رغم ما ظهر منه من صفات تخالف ما جاءهم في الأخبار من صفات الدجال، فعن أبي سعيد الخدري قال: صحبت ابن صائد إلى مكة، فقال لي: أما قد لقيت من الناس يزعمون أني الدجال، ألست سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنه لا يولد له)، قال: قلت: بلى، قال: فقد وُلد لي، أو ليس سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا يدخل المدينة ولا مكة)، قلت: بلى، قال: فقد ولدت بالمدينة، وهذا أنا أريد مكة، قال: ثم قال لي في آخر قوله: أما والله إني لأعلم مولده، ومكانه، وأين هو، قال: فلبسني [رواه مسلم].

بل وقد كان من أولاده من جعلهم الله أئمة في الدين، كعمارة بن عبد الله بن صياد، رحمه الله، روى عن سعيد بن المسيب وعطاء بن يسار، وروى عنه مالك والضحاك، وقال عنه يحيى بن معين: ثقة [الجرح والتعديل].


• علي يحكم على الخوارج

وهكذا مضى الصحابة -رضوان الله عليهم- هم ومن تبعهم، يجتهدون في الحكم في أخبار الفتن والملاحم كلما وجدوا من القرائن ما يعينهم على ذلك، كما فعل علي -رضي الله عنه- ومن معه في قصة الخوارج الذين خرجوا عليه، فحرَّض المسلمين على قتالهم، مستعينا على ذلك بما يعلم من أخبار الغيب، وظنَّ أنها جاءت فيهم وفي أمثالهم من المارقين عن الشريعة، فعن سلمة بن كهيل قال: حدثني زيد بن وهب الجهني، أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي -رضي الله عنه- الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي، رضي الله عنه: أيها الناس، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة)، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم -صلى الله عليه وسلم- لاتكلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد، وليس له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم؟ والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم الله [رواه مسلم].

وهكذا وجدنا اجتهاد الصحابة في الحكم على الأحداث، كما أوردنا -في الحلقة الماضية- في جزم حذيفة أن عمر -رضي الله عنهما- لن يشهد الفتنة التي تموج كموج البحر، لأنها لا تكون إلا بعد مقتله، واجتهادهم في الحكم على الطوائف، كحكم علي -رضي الله عنه- على الخوارج بأنهم من المقصودين في حديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام- الذي يوصي فيه بقتلهم وقتالهم، واجتهادهم في الحكم على الأعيان، كحكمهم على ابن صياد أنه هو الدجال الذي جاءت الأحاديث بالتحذير منه، رغم أن من صفاته ما يناقض تلك الأخبار.

والمحصلة أن الاجتهاد في هذا الباب من أبواب العلم وارد من السلف، رضوان الله -تعالى- عنهم، وأن لهذا الاجتهاد منهجا لمن أراد التوصل من خلاله إلى الأحكام الصحيحة، لا على طريقة أهل الهوى والضلال الذين طفقوا يطبقون أخبار الغيب على واقعهم بغير هدى ولا كتاب منير، كما سنجد في الحلقة القادمة من هذه السلسلة، بإذن الله تعالى.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 111
الخميس 3 ربيع الثاني 1439 ه‍ـ
...المزيد

انتصار المجاهد على المعوقات الحمد لله الذي شرع لعباده أن يجاهدوا أعداءه، ووعدهم الثواب الجزيل ...

انتصار المجاهد على المعوقات

الحمد لله الذي شرع لعباده أن يجاهدوا أعداءه، ووعدهم الثواب الجزيل على طاعتهم له وامتثالهم أمره، وتوعد العاصين بالعقاب الأليم، والصلاة والسلام على نبينا محمد عبد الله ورسوله إمام المجاهدين نبي الملحمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

فإنها تقف أمام المسلمين شبهات وشهوات تحول بين أكثرهم وبين الجهاد في سبيل الله، وهذا ناتج عن بعدهم عن دين الله، وعن تعلم شرائع الإسلام، وتساهلهم في العمل بها، وقد أخبر الله -تعالى- أن الناس كلَّهم خاسرون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، والإيمان الصحيح لا يكون إلا عن علم وبصيرة بشرع الله.

فالإنسان ما خلقه الله إلا ليعبده ويوحده، ويجتنب الطاغوت ويكفر به ويجاهده، ليكون الدين كله لله، فتصبح حياته كلها دائرة مع هذا الأصل الذي يوصله إلى موالاة الله ورسوله والمؤمنين، ونصرتهم والدفاع عن دولة الإسلام حيث تقام أحكام الشريعة.


• مجاهدة الشهوات

فُطر الإنسان على حب الحياة وشهواتها من النساء والبنين والأموال، إلا أن إيمانه بما أوجب الله على المتقين يدفعه إلى طاعة الله وأن يبذل في سبيل مرضاته النفس والمال، فالجنة سلعة الله الغالية، أعدها الله لمن يتقونه، والنار الحامية توعَّد بها الله من يعصونه ويخالفون عن أمره، فيعالج المؤمن شهواته بأن يُرغِّب نفسه في ثواب الله الذي أعده للمهاجرين والمرابطين والمجاهدين والشهداء، ويقنعها بقلة متاع الدنيا، والذي هو مع قلته منغص وسريع الزوال، وعلاج القلوب يكون أيضاً بالترهيب من غضب الله وأليم عقابه، كما قال تعالى: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: 39].

عن سَبرة بن أبي فاكه -رضي الله عنه- قال: سمعتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام، فقال له: أتسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك؟ قال: فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة، فقال: أتهاجر وتذر أرضك وسماءك؟ وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول، قال: فعصاه فهاجر، قال: ثم قعد له بطريق الجهاد فقال له، هو جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل، فتنكح المرأة ويقسم المال، قال: فعصاه فجاهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فمن فعل ذلك منهم فمات كان حقا على الله أن يدخله الجنة، أو قتل كان حقا على الله -عز وجل- أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة) [رواه أحمد].


• شبهات تصد عن سبيل الله

كثيراً ما تقترن الشهوات بالشبهات، فالذي يتهرب من الجهاد يبرر لنفسه ويجادل عن قعوده بالحجج الباطلة، إلى أن يرجف بغيره ويثبطهم عن الجهاد، وإلا، فهل كان صادقاً من قال: {ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي}، فأجابهم الله تعالى: {أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [التوبة: 49].
حاول بعض المنافقين التهرب من الجهاد في سبيل الله بحجة أنهم يخافون من أن يفتتنوا بنساء الروم فيقعوا في الإثم، فبين الله -تعالى- أن هؤلاء المنافقين قد سقطوا من قبل في الفتنة العظمى وهي أنهم كفروا بالله -تعالى- وخادعوه وخادعوا المؤمنين بإظهارهم الإسلام وإبطانهم الكفر، وتعاونوا مع الكفار الصرحاء على حرب الإسلام وحرضوهم على قتال المؤمنين، وأرجفوا في المدينة وحاولوا تخويف المؤمنين من الكفار، وسخروا من المجاهدين واستهزؤوا بهم... إلى غير ذلك من الضلال البعيد، ولذلك توعدهم الله -عز وجل- بجهنم التي ستحيط بالكافرين كلهم سواءً من كان كفره صريحاً ظاهراً ومن كان مخفياً للكفر، ستحيط بهم جهنم فلا يستطيعون منها خروجاً ولا من عذابها تملصاً، ولا يجدون طريقة للهرب من عذاب الله، ولا يخفف عنهم العذاب يوماً من الأيام.• مرضى القلوب على طريق المنافقين

كثيراً ما يلتف أهل القلوب المريضة حول المنافقين فيسمعون منهم ويتأثرون بهم، ويُخَذل بعضهم بعضاً، حتى تصبح مقالاتُهم واحدةً وكفرُهم واحداً، كما قال -تعالى- فيهم: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب: 12]، وقد أخبر -تعالى- عن سماع الذين في قلوبهم مرض من المنافقين بقوله: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} [التوبة: 47]، أي كثيرو السماع لهم، يصدقونهم في الأخبار والتحليلات، ويتأثرون بحربهم النفسية على المسلمين فيصيبهم الوهن والخوف من الكفار، ثم ينقلون كلام أهل النفاق إلى أسماع المؤمنين فيؤذونهم بذلك، ويقللون من قوة المؤمنين ويهولون قوة الكافرين، وقد توعدهم الله جميعاً بقوله: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا *مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 60-62].


• انتصارٌ سبيله الاصطبار

قد تأتي فتنة التعويق أو التخذيل إلى المجاهد من أناس يحسن بهم الظن أو من بعض من يشاركونه طريق الجهاد، فعليه أن يمضي لأمر الله غير ملتفت إلى العوائق والمعوقين، قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 139].

وقد خرج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض غزواته أناس في قلوبهم مرض بل وبعض المنافقين، فلم يلتفت إليهم المجاهدون المخلصون، كما حصل في غزوة تبوك التي أخبرنا الله عن بعض ما جرى فيها من أهل النفاق وتخذيلهم واستهزائهم بالمؤمنين، فأنزل الله -تعالى- سورة التوبة تفضح المنافقين، وتثني على المؤمنين الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم، ولم يكن من خُلقهم أن يستأذنوا في ترك الجهاد بأموالهم أو أنفسهم، فهم أهل الصفقة الرابحة، وقد قال -تعالى- فيهم: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111].

فالتغلب على العقبات واجب على كل مسلم كي يؤدي ما عليه من واجب أوجبه الله -تعالى- عليه بجهاد المشركين، ويثبت على الصراط المستقيم حتى يلقى ربه وهو راض عنه، وعليه أن يضع في حسبانه دائما أن الطريق إلى الجنة محفوفة بما تكرهه النفس من جهد ومشاق وبذل للنفس والمال، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (حُفَّت الجنة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات) [رواه مسلم]، فيجاهد نفسه للتغلب على الشهوات والشبهات، ويجاهد المنافقين والداعين إلى ضلاله، كي يسلم له دينه، وتسلم له آخرته.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 111
الخميس 3 ربيع الثاني 1439 ه‍ـ
...المزيد

حكومات الصحوات تأكل ثورتهم لا تقف مهازل صحوات الردة عند حد، بل هم دائبون على الهبوط أكثر في ...

حكومات الصحوات تأكل ثورتهم

لا تقف مهازل صحوات الردة عند حد، بل هم دائبون على الهبوط أكثر في دركات الانحطاط، لا يسوقهم إلى ذلك منازعتهم لأهل الحق فقط، ولكن تنافسهم فيما بينهم على إرضاء المشركين، والترؤُّس على فسطاط المرتدين، ومن ذلك ما نراه اليوم من صراعات بين أطراف الصحوات على تشكيل الحكومات الطاغوتية في إدلب وما يحيط بها من مناطق يسيطر عليها أولئك المرتدون.

وليس هذا النوع من المهازل عن "ثوار الشام" بجديد، بل هي من اللوازم التي كانت ولا زالت من أهم أسباب الفشل في صف المرتدين المتخم بالحمقى والمغفلين، واللصوص والمتاجرين، فلا زلنا نسمع ونرى منذ الأيام الأول للجهاد في الشام، عن أسماء كبيرة لجماعات وكتائب، وألوية وفرق وجيوش، ليس لها من أسمائها شيء إلا جعجعة لأنفار من المسلحين، يزاود كل منهم على إخوانه بالألقاب الفارغة من المضمون، والخيالات المنفصلة عن الواقع، ثم رأينا كيف تشكلت من تلك التجمعات الفوضوية، مجالس عسكرية، وهيئات أركان، هدفها الأول فتح بوابات كبيرة لسرقة الدعم والتمويل الذي يقدمه الطواغيت، وأجهزة مخابراتهم، لشراء الولاءات، وتحقيق المشاريع والمخططات، التي كان أبرزها وأهمها -وبلا شك- قتال الدولة الإسلامية، ومنع سقوط نظام الطاغوت النصيري بشار الأسد.

ووجدنا كيف تتشكل "المحاكم الشرعية" التي تحكم بغير شريعة الله، ثم تلتئم في "هيئات شرعية" ليس بينها وبين شرع الله -تعالى- إلا ذلك الانتساب الكاذب إليه، ورأينا كيف كان الشرط الأهم في تلك "الهيئات" أن تكون مكونة من قضاة ينتمون إلى مختلف الفصائل والتنظيمات، سواء منها الصادق في عزيمته على المناداة بالديموقراطية والعلمانية، أو أختها التي تنادي كذبا بتحكيم الشريعة وإقامة الدين، ولم يكن من وراء ذلك كله إلا رغبة قادة تلك الفصائل بخداع أتباعهم وأنصارهم أنهم يحكمون بشريعة الله تعالى، ويقنعوا مموليهم أن لديهم الأهلية لحكم المناطق التي يتواجدون فيها، ويزعم كل منهم التفرد بالسيطرة عليها.

واليوم لم تعد المجالس العسكرية، والأحزاب السياسية، والهيئات البدعية، ترضي عقول أولئك السفهاء، فصار طموح كل منهم لا يقف دون أن يكون لديه كيانات مثيرة للسخرية يطلقون عليها أسماء حكومات، ويسمُّون الموظفين فيها وزراء، فصار لدى كل طائفة منهم حكومة أو ما يشابهها، هدفها الأول إرضاء دول الكفر، وإقناعها بأهلية كل من قادة تلك الفصائل للحكم بدلا عن الطواغيت الحاكمين حاليا، في الوقت الذي يسيرون على منهج الإخوان المرتدين في إعلان الرغبة بتحكيم الشريعة مخادعة لأتباعهم المغفلين، وإسكاتا لأصوات المعارضين.

وكما كان الشأن في التهام الكتائب والألوية لبعضها البعض فيما سبق، لأنها لا تجد طريقة للنمو إلا على حساب أخواتها، فإن حكومات الردة في إدلب تأكل بعضها البعض، مستقوية بالفصائل المسلحة التي هي واجهة لها، بمجرد أن تجد سكوتا عن ذلك من الدول الداعمة لهذه الحكومة أو تلك.

وها نحن نشاهد بأم أعيننا اليوم تهاوي كل الخرافات التي شنَّع بها طواغيت الفصائل والتنظيمات على الدولة الإسلامية من قبل، من قبيل مشاورة مرتدي الصحوات في إعلان الدول ونصب الأئمة، ومن قبيل عدم الاستفراد بالساحة، واستنكار التغلب، في الوقت الذي كانت فيه دعوى الدولة الإسلامية شرعية صريحة، ودعواهم جاهلية باطنية.

فالدولة الإسلامية أعلنت بوضوح أنها تقاتل كل طائفة ممتنعة عن تحكيم شريعة رب العالمين، وتكفرها هي وأفرادها، ولا تسمح بوجودها، فضلا أن تستشيرهم في أمر من أمور المسلمين، بينما هم اعتبروا أولئك المرتدين إخوانا لهم، وطالبوا ألا يعقد أمر دون مشورتهم، بل ووالوهم على المسلمين في حربهم لمنع تحكيم الشريعة، وإقامة الدين، ثم ها هم يستفرد كل منهم بإعلان حكومة طاغوتية، ويتقاتلون فيما بينهم على الأموال المخابراتية، ورضا الدول الصليبية، ليستبين لكل ذي عقل أن كل دعاويهم ضد الدولة الإسلامية منذ سنين، التي استباحوا بها دماء جنودها، وجعلوهم بناء عليها خوارج مارقين، وقتلة مفسدين، لم تكن إلا لإخفاء حقيقة العداء، وأنه كعداء بني إسرائيل لدين الإسلام، ليس وراءه إلا الكبر والحسد، والهوى والضلال المبين.

ولن تزال الأيام تفضح خبيئات المجرمين، وتكشف سرائرهم للناس، ليفرح من اهتدى بهداية الله له، ويعتبر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شديد، ويهلك الله الظالمين بظلمهم، وما ربك بظلام للعبيد.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 111
الخميس 3 ربيع الثاني 1439 ه‍ـ
...المزيد

فلينظر أحدكم من يخالل إن من أسباب التوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة حسن اختيار الصُحبة، ...

فلينظر أحدكم من يخالل


إن من أسباب التوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة حسن اختيار الصُحبة، فالصحبة الصالحة تعين صاحبها على الخير وتدفعه إليه، كما أن الصحبة الفاسدة تُهلك المرء وتدفعه إلى المعاصي، عياذا بالله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) [رواه أحمد]، وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم: (لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي) [رواه الترمذي، وقال حسن غريب].

وعلى هذا سار سلفنا الصالح رحمهم الله فقد كان أحدهم يختار جلساءه اختيارا، فلا يصاحب إلا من يعينه على الخير والصلاح، ويحذر أشد الحذر من الفساق وأهل الدنيا، ويحذّر منهم.

والمجاهد في سبيل الله أكثر من يعنيه هذا الأمر، فصحبته ورفاقه لهم أكبر الأثر في صلاحه وثباته بإذن الله، فإن كان أصحابه من أهل التقوى والصلاح وأهل الرباط والقتال وأهل التثبيت والتفاؤل الحسن، فثباته أرجى بإذن الله، فإن سمع بصوله كان من أول الملبين وإن احتاجه اخوانه بعمل لم يقصر ولم يتخاذل، وإن اشتدت عليه الخطوب صبر وثبت بتوفيق الله له ثم بثبات إخوانه معه، أما إن كان اصحابه من أهل الدنيا اللاهثين خلفها الكارهين للموت في سبيل الله، فمجالسهم تخذيل وإرجاف وذكر للشرور والآفات التي تقعد الإنسان وتذهب همته وتنقض عزيمته، فإن استنفر لم ينفر وصار الجبن والخوف وحب الدنيا شعاره ودثاره.

إن تأثير الأخلاء على بعضهم قد لا يكون ملحوظا إلا على المدى الطويل، فقد يحدث المرء نفسه بأن بقاءه مع بعض صحبه الذين لا يعينون على الخير لا مضرة فيه، ولا يدري أن أساسه يُهدم يوما بعد يوم دون شعور منه، فإذا حضرت الملمّات لم يجد ما يرتكز عليه، وكم من رجل انتكس على عقبيه، وقد كان من الخيار الصالحين، فتفتش عن أمره وسبب نكوصه تجد له صحبة لا تعين على الخير ولا تثبت عليه، بل تخذّله عنه، وتدلّه على الشر، وتحثه عليه.

وعلى المرء ان يحذر من نفسه أيضا فقد يكون هو صاحب التأثير السيء على صَحبه ورفاقه، فيذهب عزيمتهم ويخذِّلهم وهو لا يشعر، يجلس مع أخيه فيذكر له من الأمور والقصص والحوادث ما يخذّله، وقد يكون صاحبه في وقت قد ضعف فيه إيمانه، فينتكس، وينهزم عند اللقاء، أو يخرج من جماعة المسلمين، فيكون بذلك رجل سوء يفرق ولا يجمع، يخذِّل ولا يحرض، علم بذلك أم لم يعلم، فليس كل ما يعلم يقال، فإن كان صاحب همة عالية لا تؤثر فيه كثير من الأمور، فليس كل الناس على هذا الحال، فرب كلمة ينتكس بها رجل، يحمل وزره من قالها، والعياذ بالله.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 111
الخميس 3 ربيع الثاني 1439 ه‍ـ
...المزيد

غطرسة الكافرين وعندما نستعرض المكر الكبار والمؤامرات العظام التي يحيكها الكافرون لأهل الإسلام؛ ...

غطرسة الكافرين


وعندما نستعرض المكر الكبار والمؤامرات العظام التي يحيكها الكافرون لأهل الإسلام؛ يتبين لنا مدى غطرستهم وتكبرهم، وفي المقابل يتضح لنا حجم خوفهم من الحق وأهله، فالمعسكرات والترسانات التي صارت تملأ الآفاق شغلها الشاغل ووظيفتها الكبرى هي الحرب على المجاهدين بصفتهم رأس حربة الحق، بل لم تعد الجيوش والحكومات تكتفي بنفسها أو تطمئن حتى تجمع معها في هذا الباب غيرها، فتقيم التحالفات وتتناسى خلافاتها -رغم اتساعها- من أجل حرب المجاهدين ولو كانوا نفرا يسيرا، قليلٌ عددهم، هزيلةٌ عُدَّتهم.


مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [504]
"فأما الزبد فيذهب جفاءً"
...المزيد

تحرر من أسرك أيها القابع بين براثن الجاهلية فيا أيها الغافل القابع بين براثن الجاهلية تنبّه من ...

تحرر من أسرك أيها القابع بين براثن الجاهلية


فيا أيها الغافل القابع بين براثن الجاهلية تنبّه من رقدتك وتحرّر من أسرك فما زالت الهجرة ماضية، ويا أيها القاعد المتثاقل إلى الأرض انهض فما زال الجهاد ماضيا وأبوابه مشرعة، واحذر أن يفوتك الركب فتكون مع الخوالف، فإن الأزمان لا تشاوِر.


مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 501
"جدِّدوا الهجرة"
...المزيد

الجامية؛ أنصار طواغيت الشرق والغرب يظن البعض أن المذهب الجامي والمدخلي محصور في المنسوبين زورا ...

الجامية؛ أنصار طواغيت الشرق والغرب


يظن البعض أن المذهب الجامي والمدخلي محصور في المنسوبين زورا وبهتانا للسلف ونصرتهم لطواغيت العرب.

فهل تعلم أن هنالك جامية "سلفية" في إيران يدعون للسمع والطاعة لخامنئي، وفي العراق يدعون للسمع والطاعة لرؤساء الرافضة المتعاقبين في بغداد، وفي أمريكا يدعون للسمع والطاعة لبوش ومن أتى بعده!!!

وهنالك جامية على المذهب الصوفي والإخواني، ففي روسيا الصوفية يدعون للسمع والطاعة لبوتين، وفي الصين يدعون للسمع والطاعة للرئيس الشيوعي، وفي بريطانيا وعدة دول يدعو الإخوان المرتدون للسمع والطاعة للدول التي هم فيها!!

وهنالك الجامية القواعدجية التي تدعو للسمع والطاعة لحركة طالبان الوطنية التي طردتهم لاحقا!

وهنالك الجامية الهتشية التي تدعو للسمع والطاعة لطاغوت سوريا الجديد! ومن سماتهم؛ ما رآه الطاغوت حسنًا ولو كان كفرًا زيَّنوه، ولو حرَّم الطاغوت شعيرة إسلامية أجازوه.
...المزيد

ثمن باهظ لكل قضية نبيلة ضريبة تُدفع وثمن باهظ يُبذل، مهما سمت تلك القضية التي نؤمن بها ونعيش من ...

ثمن باهظ

لكل قضية نبيلة ضريبة تُدفع وثمن باهظ يُبذل، مهما سمت تلك القضية التي نؤمن بها ونعيش من أجلها، فلا يمكن لراياتها أن تعلو ولبنيانها أن يشمخ ويرتفع إلا بوجود وقود يذكيها ويشعل جذوتها، وكفاح وبذل يترجم صدقها وصدق حامليها، ولا قضية أنبل وأعظم من التوحيد، وهو ليس مجرد كلمة تقال، بل هو حقيقة ذات تكاليف، وأمانة ذات أعباء تحتاج إلى جهد ومصابرة واحتمال.


مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [505]
"وقود التوحيد"
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
22 صفر 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً