ولا زال العراق "جامعة الجهاد" جعل الكفار هدف حملتهم العسكرية على الدولة الإسلامية أن يعود ...

ولا زال العراق "جامعة الجهاد"


جعل الكفار هدف حملتهم العسكرية على الدولة الإسلامية أن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل فتح الموصل، ولكن لم يدر بخلدهم أن يتشابه الحال مع ما كان عليه قبيل نزول المجاهدين للسيطرة على المدن حتى في تفاصيله الدقيقة ومشاهد أحداث الصراع اليومي المستمرة بين جنود الخلافة والروافض المشركين على أرض العراق.

فالروافض بلغ بهم استنساخهم تجاربهم الفاشلة السابقة إلى حد تكرار الخطاب الإعلامي الذي كانوا يروجون له قبل 4 أعوام، فلا يمر يوم دون أنباء جديدة عن اعتقالٍ مزعومٍ لأمير في الدولة الإسلامية أو كذبة قتل مسؤول أو رواية حلم عن اكتشاف مخطط كبير لتقويض أمن المشركين في إحدى المدن الكبرى، هذا فضلا عن استنساخهم للخطط الأمنية ذاتها والتحركات العسكرية الفاشلة التي كانوا يطبقونها قبل فتح الموصل، من تحركات يائسة للأرتال في الصحاري والقفار بحثاً عن المجاهدين، إلى اعتماد كلي على الحواجز البدائية والاعتقالات الجماعية أملاً في منع المجاهدين من الوصول إلى أهدافهم أو سعياً في تحصيل المعلومات عنهم وإرهاب المسلمين من إعانتهم.

والفارق المهم بين الحالتين أن الروافض اليوم أضعف مما كانوا عليه قبل 4 سنوات بكثير، فجيشهم فقد أكثر فرقه وألويته، كما خسر معظم سلاحه وعتاده، وتحول من جيش نظامي إلى عصابة إجرام مسلحة كبيرة العدد، لتنهي بذلك قصة الجيش الذي أنشأته أمريكا وأشرفت على تدريبه على مدى عقد من الزمن وأنفقت عليه مليارات الدولارات.

وبالتالي فإن تكرار الروافض للأساليب البالية ذاتها التي لم تنفعهم قبل سنوات أصبح شاقاً عليهم من جهة، وذا تكلفة عالية عليهم من جهة أخرى، فضلا عن كونه غير مجد بالأساس في تحقيق أهدافهم.

وعلى الجانب الآخر، نجد أن المجاهدين -بفضل الله- خيبوا ظنون من اعتقد نهاية جهادهم بعد ملحمة الموصل، وأعادوا حربهم على الرافضة خضراء جذعة، وشبُّوا نارها التي لم تخب يوماً على الرافضة وأوليائهم، فعادت كمائنهم تبيد الأرتال على الطرقات، وعادت مفارزهم الأمنية بكواتمها وسكاكينها تقطف رؤوس جنود الطاغوت والصحوات، وعادت عبواتهم تدك بيوت المرتدين، وعادت مفخخاتهم تنفجر براكين في عقر دار المشركين.

في أعظم أيام محنة المجاهدين في العراق قال أمير المؤمنين الشيخ أبو عمر البغدادي -تقبله الله- إن العراق هو "جامعة الجهاد"، قاصداً من ذلك أن الخبرات التي جناها المجاهدون في حربهم المستمرة ضد الصليبيين والروافض والصحوات ستكون دروساً للمجاهدين في كل مكان، يستفيدون منها في حربهم ضد المشركين.

وقد صدق -رحمه الله- في ذلك، فقد رأينا مصداق ما قاله أول ما رأيناه في تجربة المجاهدين في الشام، التي تكللت -بحمد الله- بالفتح والتمكين، كما نراها اليوم معمولاً بها من جنود الدولة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، فكأن هؤلاء الجنود الذين تعددت ألسنتهم وتباعدت بلدانهم خريجو المدرسة ذاتها، حفظوا المتون ذاتها، وأتقنوا الشروح ذاتها، وثنوا ركبهم أمام الشيخ المربي ذاته.
ولا زالت العراق جامعة الجهاد، ولا زال مجاهدوها -بفضل الله- أساتذة في فن الحروب.

ولا أدل على ذلك من سرعة كرِّهم على عدوهم، وشدة بأسهم في هجماتهم ذات التنوع الكبير في أساليبها، والانتشار الواسع في مناطق عملياتها، مع زخم كبير في نشاطها يكاد يقارب ما كان عليه الحال قبيل إعلان خطة السيطرة على المدن، حتى يخيل للمرء وهو يتابع أخبارهم أنه يوشك أن يسمع -بإذن الله- نبأ اقتحام كواسر الأنبار لمدينة الرمادي يتقدمهم شبيه للسويداوي -تقبله الله- أشعثَ شعره، أغبرَ وجهه كلون التراب في معسكر الشيخين، أو يرى مشهداً كمشهد أبي المغيرة القحطاني -تقبله الله- وهو يخطب في الجيش رافعاً سبابته إلى السماء محرضاً أسود صلاح الدين على الفتك بالروافض في سامراء، أو يبلغه أن إخوة للبيلاوي والقرشي -تقبلهما الله- يحشدون الجنود في صحراء الجزيرة تمهيداً لفتح الموصل من جديد.

وعلى خطاهم يمضي إخوانهم في كل مكان، يضمدون جراحهم وينهضون من نقاهتهم، ويشحذون سيوفهم وهممهم، يعجلون إلى رضا الله، ويسارعون إلى مغفرته، ويتسابقون إلى جنانه، محسنين متقين، يرجون من الله الأجر العظيم، قال سبحانه: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 128
الخميس 3 شعبان 1439 ه‍ـ
...المزيد

أخي المجاهد كن من المُؤْثِرين إنّ تغيّر ما في النفس أشق ما يواجهه الإنسان في مسيرته، ففي الوقت ...

أخي المجاهد كن من المُؤْثِرين


إنّ تغيّر ما في النفس أشق ما يواجهه الإنسان في مسيرته، ففي الوقت الذي يبدل المرء بعض أفكاره بين الفترة والأخرى، يكاد لا يجد أنه غيَّر شيئاً من أخلاقه وصفاته طيلة سنوات.

وكثيرة هي الأخلاق الحسنة التي يدعي المرء التحلي بها، ولكن تراه يسقط عند أول امتحان يواجهه، وإن من أكثر الصفات التي تُعرِّي المرء أمام نفسه وتجعله يقف على مكنوناتها، ويكتشف ماهيتها، وينكشف أمامها، صفة الإيثار، فهي صفة لا يستطيعها إلا من أوتي حظاً كبيراً من الإيمان واليقين، والزهد، والرغبة فيما عند الله، والتصديق بموعوده.

فحين يُقدِّم المرء أخاه على نفسه، في الخير والنفع ودون مقابل، وحين يدفع الشر عنه قبل أن يدفعه عن نفسه دون أجر، فذاك منتهى الأخوة.

وقد أثنى الله -تعالى- على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما تمتعوا به من هذه الصفة، فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ} [الحشر: 9]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني مجهود، فأرسَل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء. فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (من يضيف هذا الليلةَ؟) فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله، فقال لامرأته: أكرمي ضيف رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وفي رواية قال لامرأته: هل عندك شيء؟ فقالت: لا، إلا قوت صبياني، قال: فعلليهم بشيء وإذا أرادوا العشاء فنوميهم، وإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج، وأريه أنَّا نأكل، فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويَين، فلما أصبح غدا على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (لقد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة) [رواه الشيخان].

فليس كالإيثار -أخي المجاهد- خلق يقوي علاقة الإخوة بعضهم ببعض، وينشر الرحمة فيما بينهم، ويحقق السكينة والاطمئنان والرضى لقلوبهم، ويعمل على معالجة الصفات المذمومة في نفوسهم، كالبخل، والأنانية، والحسد والتنافس على الدنيا والتزاحم على ملذاتها.

أخي المجاهد، إنك بتقديم روحك في سبيل الله، دفاعا عن دينك وإخوانك وأهلك وأعراض المسلمين تكون قد حِزت أعلى درجات الإيثار ومراتبه، فلا تبخل على إخوانك بما هو دونها، فأنت آثرت رضا الله -تعالى- وآثرت ما عنده على ما عندك.

قال ابن القيِّم -رحمه الله- في هذا المعنى: "إن أعلى درجات الإيثار هو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته تعالى، ولو أغضب الخَلْق، وهي درجة الأنبياء، وأعلاها للرُّسل عليهم صلوات الله وسلامه، وأعلاها لأولي العزم منهم، وأعلاها لنبيِّنا، صلى الله عليه وسلم".

ومن إيثار الصحابة -رضي الله عنهم- بعضهم على بعض ما روي عن عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- أنه أخذ أربعمائة دينار، فجعلها في صرَّة، ثمَّ قال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجرَّاح، ثمَّ تلكَّأْ ساعة في بيته حتى تنظر ماذا يصنع بها، فذهب بها الغلام إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: وصله الله ورحمه، ثمَّ قال: تعالي يا جارية، اذهبي بهذه السَّبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، حتى أنفدها، فرجع الغلام إلى عمر، فأخبره فوجده قد أعدَّ مثلها لمعاذ بن جبل، وقال: اذهب بهذا إلى معاذ بن جبل، وتلكَّأْ في بيته ساعة حتى تنظر ماذا يصنع، فذهب بها إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: رحمه الله ووصله، وقال: يا جارية، اذهبي إلى بيت فلان بكذا وبيت فلان بكذا، فاطَّلعت امرأة معاذ فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلَّا ديناران فنحا بهما إليها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره، فسُرَّ بذلك عمر، وقال: إنَّهم إخوة بعضهم مِن بعض.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 128
الخميس 3 شعبان 1439 ه‍ـ
...المزيد

إن الحكم إلا لله أليس من يختار حاكماً بغير ما أنزل الله، مفوّضاً له ليحكم بالنيابة عنه، ومن ...

إن الحكم إلا لله

أليس من يختار حاكماً بغير ما أنزل الله، مفوّضاً له ليحكم بالنيابة عنه، ومن يختار مشرّعاً من دون الله، مفوضاً له ليشرّع بالنيابة عنه؟ فما الفرق إذن بين القيام بهذه الأفعال المكفرة من حكم بغير ما أنزل الله أو تشريع من دونه وبين تفويضهم للقيام بها، وإقرارهم على ذلك؟!

وما الفرق بين الحاكم بغير ما أنزل الله وبين من يدعو الناس إلى انتخابه وتفويضه للحكم بشريعة الطاغوت أو يفعل ذلك؟! أيكون الأول كافراً، ويكون الثاني مسلماً لأنه رأى في اختياره منفعة ما لنفسه أو لغيره؟!

وما الفرق بين من ينتخب طاغوتاً يحكم بغير ما أنزل الله طلباً لمصلحة دنيوية لنفسه أو أسرته، وبين من يختاره طالباً "مصلحة الأمة" أو "مصلحة الدعوة" أو "مصلحة الجهاد" أو غيرها من المصالح المزعومة التي يتذرع بها المشركون اليوم لاستباحة المحرمات وركوب الموبقات، ويدخلون من بابها ليشرعوا من الدين ما لم يأذن به الله، ويحكموا بغير ما أنزل الله؟!

إن كل من يترشّح أو يرضى بترشيحه لمناصب المشرّعين من دون الله والحكام بغير ما أنزل الله كعضوية المجالس التشريعية والبرلمانات التي تشرع للناس ما لم يأذن به الله تعالى، ورئاسات الدول والحكومات التي تحكم بموجب الدساتير والقوانين الكفرية، سواء نجح في الانتخابات أو فشل فيها، هم طواغيت جعلوا لأنفسهم الحق في مشاركة الله تعالى في صفاته العلى التي لا تجوز لغيره، قال تعالى: { وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [القصص: ۸۸].

وكل من يؤيدهم في ترشّحهم أو يرضى به أو يشارك في انتخابهم، أو يدعو إليه أو يعين عليه، مشرك بالله سبحانه، اتخذ أولئك الطواغيت أنداداً لله سبحانه وأشركهم معه في الطاعة، قال تعالى: { وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ۗ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } [الأنعام: ۱۲۱].


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [199]
...المزيد

لا يضرهم من خذلهم فلييأس المشركون من حروبهم وحملاتهم، ولتيأس الشيع والأحزاب والفرق من مكرهم ...

لا يضرهم من خذلهم


فلييأس المشركون من حروبهم وحملاتهم، ولتيأس الشيع والأحزاب والفرق من مكرهم وغدراتهم، ولا يرقبوا صباحا لا تشرق فيه شمس الخلافة على أرض المسلمين، ولا يرقبوا مساء تغيب فيه راية العقاب عن سماء المجاهدين، فهيهات هيهات لما يوعدون.

وليستبشر المؤمنون بنصر الله لهم ما دام كل منهم يرى نفسه خالدا يحمل الراية من بعد زيد وجعفر وابن رواحة رضي الله عنهم أجمعين، كلما سقط منهم سيد تحت الراية حملها عنه أخوه حتى ينفذوا أمر الله تعالى أو يهلكوا دون ذلك، وما بعد مؤتة إلا فتح مكة والقادسية واليرموك {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8].


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [167]
"يا حملة الراية هبوا"
...المزيد

إلى المسلمين في تركستان الشَّرقيَّة إن الدولة الإسلامية لم تنس جراحكم ولا نصرتكم، وهي الوحيدة ...

إلى المسلمين في تركستان الشَّرقيَّة


إن الدولة الإسلامية لم تنس جراحكم ولا نصرتكم، وهي الوحيدة التي قتلت الصينيين المشركين من أجلكم، فانضموا إليها وقاتلوا معها لتكون دياركم ولاية للدولة الإسلامية، يعزُّ فيها المسلمون، ويذل الصينيون المشركون، ولا يجرؤون على مسَّكم. ...المزيد

اليقين وصحة المعتقد لهذا اليقين الذي جعله الله تعالى في قلوب عباده أسباب كثيرة، أهمها صحة ...

اليقين وصحة المعتقد

لهذا اليقين الذي جعله الله تعالى في قلوب عباده أسباب كثيرة، أهمها صحة المعتقد وسلامة الدين من الشرك بالله، وحسن الظن به والمعرفة به سبحانه، فالمشرك به مهما أظهر من التوكل على الله عز وجل لا يلبث أن ييأس من روح الله إذا ضل عنه من كان يشركه معه سبحانه ويتوكّل عليه من دونه، ومقدار خلو القلب من الأنداد يمتلئ يقينًا بالله عز وجل ووعده لعباده بنصرهم على عدوّه ومجازاتهم على صبرهم وجهادهم في الدنيا والآخرة.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [200]
...المزيد

فرسان موزمبيق بموازاة ذلك، هبَّ فوارس موزمبيق في موجة هجمات جديدة أعقبت محنة شديدة، صبر فيها ...

فرسان موزمبيق

بموازاة ذلك، هبَّ فوارس موزمبيق في موجة هجمات جديدة أعقبت محنة شديدة، صبر فيها الأبطال على المحن وقبضوا على جمر الإيمان، فأبدل الله عسرهم يسرا وضيقهم فرجا، فشكروا النعمة بالتقرُّب إلى المُنعم سبحانه، بإذكاء الجهاد وسفك دماء: {الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}، فأحرقوا قرى عباد الصليب في "تشيور" و "مايدومبي" و "أنكواب" شمال موزمبيق، وضربوا رقابهم وشرّدوا الآلاف منهم، حتى غصّت حكومتهم بأعباء رعاياها الذين قضوا سنواتهم الأخيرة ينوحون وينزحون.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [507]
"نور الجهاد"
...المزيد

ثم css مع جافا قوية في عالم صورة ثم انتهى ال سلاسة حركة يسمى smoth او framrate ف عالم ...

ثم css مع جافا قوية في عالم صورة
ثم انتهى ال سلاسة حركة يسمى smoth او framrate ف عالم العاب

ثم ولد اخر يامريم نحن عصافير اصدقاء بشر منذ ف عمي تببون ف يوسف ف كل مكان

ثم ولد اخر يامريم
نحن عصافير اصدقاء بشر منذ
ف عمي تببون ف يوسف ف كل مكان

الذين إن مكنَّاهم فـي الأرض (1) إن قضية الشعارات في كثير من الأحزاب والتنظيمات لا تتعدى كونها ...

الذين إن مكنَّاهم فـي الأرض (1)

إن قضية الشعارات في كثير من الأحزاب والتنظيمات لا تتعدى كونها -غالباً- وسيلة لحشد الأتباع، وتحسين صورة الجماعة، وعلى هذه السنَّة تمضي بعض الجماعات المنتسبة إلى الإسلام، الزاعمة للجهاد في سبيل الله.

فعلى مدى قرن من الزمان، تابع المسلمون في كل مكان ولادة كثير من التنظيمات التي تتبنى أكثرها شعارات متقاربة، ثم تدَّعي أن لكل منها وسيلة مختلفة في تحقيق تلك الشعارات، التي كان ولا يزال شعار "إقامة الدولة الإسلامية" هو أشهرها وأكثرها انتشاراً، فنجد أن التنظيمات المقاتلة، والأحزاب المنغمسة في شرك الديموقراطية، وغيرها من التجمعات ذات التوجهات الدعوية أو العلمية أكثرها يزعم أن هدفه الحقيقي من كل نشاطاته هو أن تؤدي إلى "إقامة الدولة الإسلامية، وتحكيم الشريعة"، ويجادل أتباع كل منها بأن وسيلته هي المثلى، وأن وسيلة غيره لن تؤدي إلى غير تضييع الأعمار والأموال والخبرات فيما لا طائل منه.

ولقد كان تحقيق حلم الخلافة من قبل الثلة المجاهدة من الموحدين في العراق والشام، ومن انضم إلى جماعتهم من المجاهدين في شرق الأرض وغربها، زلزالاً عنيفاً هزَّ تلك التنظيمات، وعاصفة هوجاء اقتلعت خيامهم وكفأت قدورهم، وذلك لما وجد أتباعها أن ما كان يمنيهم به زعماؤهم من خلال الطرق البدعية، حققه الموحدون باتباع طريق السنة القويم، بجهاد المشركين حتى إزالة الشرك من الأرض، وإقامة دين الإسلام مكانه، وتحويل الأرض بذلك إلى دار إسلام، تحكمها جماعة المسلمين بشرع رب العالمين.


• شروطٌ بدعيَّة لإقامة الدين:

ولما تبين للناس أن قضية "إقامة الدولة الإسلامية" لم تكن مجرد شعار دعائي عند جنود الدولة الإسلامية، بل كان عهداً عزم المجاهدون أن يحققوه، وصدقوا الله في ذلك -نحسبهم- فصدقهم -سبحانه- بأن مكن لهم في الأرض، خرج أفراد تلك التنظيمات يطالبون زعماءهم بتصحيح سعيهم، وتوضيح رايتهم، وإقامة الدين فيما مكًّنهم الله فيه من الأرض، بل ودعوهم إلى الانضمام إلى جماعة المسلمين، ومبايعة إمامها على السمع والطاعة، الأمر الذي هدد بنقض تلك التنظيمات التي فرقت المسلمين، وما زادتهم إلا خبالاً، فوجد أرباب تلك التنظيمات أنفسهم محاصرين بالأدلة الشرعية، التي تلزمهم بالخضوع لحكم الله في هذه القضايا، فما وجدوا عنها محيداً إلا أن يبتدعوا في دين الله، ويخترعوا فيه أحكاماً جديدة، يحسبون أنهم بخداعهم لأتباعهم من خلالها ينجون من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

وهكذا وجدنا سفيه القاعدة في اليمن المدعو (قاسم الريمي) يخرج محاضراً في أتباعه شارحاً "مفاهيم" منهج القاعدة، ساعياً من خلال ذلك إلى نقض شرعية الدولة الإسلامية، بل وتأثيم مجاهديها، لأنهم قاموا -بحسب جهله المُركّب- بفعل غير شرعي، وهو تحكيم شريعة رب العالمين على أرضه، مستدلاً على ذلك بعدم تحقيقهم لما ابتدعه من شروط ما أنزل الله بها من سلطان.

والشرط الذي يكتمل لإقامة الدولة الإسلامية -بحسب قوله- هو عدم تحقق التمكين في الأرض للمجاهدين اليوم، طالما بقيت أمريكا وغيرها من الدول المتجبرة قادرة على نقض هذه الدولة، كما حدث مراراً مع من أعلنوا دولا وإمارات سمَّوها إسلامية، خلال العقود الماضية.

وبالتالي فإن وصف التمكين -بحسب هذا الاستدلال البدعي- يتحقق إذا ضمن من يقيمها أن لا يتمكَّن عدوُّہ من إزالتها أبداً، وأما إذا تحقق التمكين وفي الأرض من الدول القوية التي يمكنها الهجوم عليها وإزالتها فإن إقامة الدين وتحكيم الشريعة فيها -الذي ليست الدولة الإسلامية إلا صورة واقعية له- محرَّم في شريعتهم، لأن التمكين شرط صحة لها، وقد انتقض -حسب مذهبهم- بتهديد بقائه، واحتمال زواله.


• هل حققت الدولة النبوية شرط المبتدعة؟

ولو طردنا هذا الأصل الفاسد، لما حلَّ لمسلم في أي زمان ومكان أن يقيم الدين إن مكَّنه الله في الأرض، بل الواجب عليه -في دينهم- أن يهرب من هذه الأرض، هروب الصحيح من أرض الطاعون والجذام، لأن قيامه فيها بما يرضي الله سيجلب عليه غضب الجبابرة الكافرين، أو أن يحكم تلك الأرض بما يرضي أولئك الطواغيت، ليحفظ فيها تمكينه، وفي الوقت نفسه يخادع الناس من حوله بأن ما يفعله من امتناع عن إقامة الدين هو من إقامة الدين، وما يجريه على تلك الأرض من أحكام الجاهلية، هو حكم بالشريعة، كما نراه واضحاً الآن من فعل فصائل الصحوات في الشام.

ومن أراد الدليل الشرعي على نقض ذلك، فحسبه فعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، الذي أقام الدولة النبوية في يثرب وهي محاطة بالأعداء الأقوياء، الذي يكفي للدلالة على تناسب القوة بينهم وبين أهل المدينة ما حصل عندما تألبت الأحزاب عليهم يوم الخندق، حتى إن أحدهم لم يكن يجرؤ على قضاء حاجته من شدة الخوف والوجل، ومن خلف أولئك الأعداء من مشركي العرب كان هناك أقوى الدول في الأرض آنذاك وهم فارس والروم، اللتان كان سلطانهما إلى أطراف جزيرة العرب، ومع هذا لم يجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحطيم قوة قريش والأعراب، ومن بعدهما فارس والروم، أو انتظار أن يُفني أحدهما الآخر، شرطاً لإقامة الدين في المدينة، بل الوقائع تثبت أنه -عليه الصلاة والسلام- لم تطأ قدمه المدينة، إلا وقد أعلنها دولة هو إمامها، الحكم فيها لله، وما على أهلها إلا الخضوع لهذه الأحكام، ومن ناصبها العداء فله الحرب.

ولو قدَّر الله فتمكن الأحزاب من كسر دفاعات المسلمين يوم الخندق، ثم السيطرة على المدينة، وإزالة حكم الإسلام منها، بعد قتل الرجال، وسبي الذرية والنساء، أو قدَّر الله أن يتمكَّن الأعراب المرتدون من إزالة حكم الإسلام من المدينة بعد أن أزالوه من كل الجزيرة العربية، أو قدَّر الله أن يرسل كسرى أو قيصر لاقتحام المدينة، ففي أي من الحالات، هل كان أحد يدَّعي الإسلام يجرؤ على القول إن دولة النبي -صلى الله عليه وسلم- لم تكن دولة شرعيَّة، لأنها قامت قبل تمكُّنه -عليه الصلاة والسلام- من تأمين المدينة من خطر اليهود، وقريش، والأعراب، وفارس والروم؟

وبالمثل هل يجرؤ أحد أدعياء السلفية أن ينقض شرعية دولة أئمة الدعوة النجدية، ويؤثم الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب لإقامتهما الدولة الإسلامية في الدرعية وما حولها، ثم سعيهم ومن جاء بعدهم إلى مد سلطان الشريعة إلى البحرين والحجاز وبادية الشام، وهم يعلمون يقيناً أن دولة الأتراك الكافرة، ومن يتبعها يتربصون بهم، ولن يرضيهم قيام دولة لا تخضع لقوانينهم، ولا تعظم أوثانهم، وأن من حولهم من الأعراب منافقون لن يتأخروا عن نصرة المشركين عليهم؟

إن قياس حال دولة الإسلام اليوم على حالها في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- من الناحية السياسية، هو قياس صحيح، وما قدَّمناه على ما هو أولى منه من الأدلَّة إلا لسهولة الإيضاح من خلاله، وإلا فإن أدلة الكتاب والسنة التي لا تبيح فحسب إقامة دولة الإسلام لمن مكَّنه الله في الأرض، بل وتوجبه عليه، وتحكم بكفره إن هو امتنع عن إقامة الدين، وتحكيم شريعة رب العالمين، وهذا ما سنتناوله -بإذن الله- في قادم الكلام.

• المبتدعة يقدِّمون سلامة النفس على الدين:

إن سبب شبهة تنظيم القاعدة التي ذكرنا جانباً منها هو حرصهم على بقاء تنظيمهم، وتقديمهم سلامة التنظيم على سلامة الدين، لكون الدين عندهم هو التنظيم، فبقاؤه من بقائه وزواله من زواله، لذلك ابتدعوا مثل هذه الشروط ليهربوا من إقامة الدين، بزعم عدم تحقق ما ابتدعوه من شروط لذلك، ويسكتوا أتباعهم الذين استنكر بعضهم على زعمائهم امتناعهم عن تحكيم الشريعة في المناطق التي تمكنوا منها، فالتمكين في دينهم مبيح لأخذ المكوس من الناس، ولكنه لا يبيح تحكيم الشريعة، وهو مبيح لمحاكمة الموحدين وسفك دمائهم المحرمة على أنهم خوارج، ولكنه لا يبيح لهم إقامة حكم الله في المرتدين، وهو يوجب عليهم تولِّي الحكومات الكافرة، وحراسة حدودها، ولكنه لا يأمرهم بالاعتصام بحبل الله بمبايعة خليفة المسلمين ولا يبيح لهم أن يطيعوا أياً من أوامر الله التي يُغضب المشركين القيام بها.

ومن قدَّم سلامة نفسه وتنظيمه على سلامة الدين، فلن يبقى له دين ولن تسلم له نفسه، ومن قدَّم رضا رب العالمين، وقدَّم إزهاق نفسه في سبيل سلامة دينه، فإنه إن لم تسلم له نفسه، فهو مع النبيين والشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقاً.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 126
الخميس 19 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
20 ربيع الأول 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً