سقوط امريكا وظهور امة اخرى لسيادة العالم ان سقوط امريكا اصبح امرا وشيكا فهي امه لا قيم وبلا مراجع ...

سقوط امريكا وظهور امة اخرى لسيادة العالم
ان سقوط امريكا اصبح امرا وشيكا فهي امه لا قيم وبلا مراجع فلقد اصرو على النداء بلحرية حتى اصبحو كلحيوانات والشوارع لا شيئ يحكمهم الا مصالح ترمب امه بلا مرجع وظهور الاسلام كدولة سائدة على الامة امر محتوم لان الاسلام هو دين عالمي صالح لكل زمان ومكان صالح لكل البيئات فكل ما ادى او سيؤدي الى سقوط امريكا وجد فيه نقيضة ضوابط المجتمع في امريكا لا شيئ يضبط المجتمع انتشار الحشيش والمخدرات اصبح امرا اعتياديا عندهم بين الشباب حتى اصبح ييسرو هجرة الشباب الى بلادهم لان شبابهم ضائع بين المخدرات ولاباحية وشرب الخمور الانساب في امريكا ضائعة فمجرد تاسيس عائلة والزواج امر لايقدم عليه الا القليل جدا منهم ان امريكا اليوم يتفشى فيها لالحاد ولادينية بطريقة عجيبة جدا واصلا المتدينين بالدين المسيحي متدين يوم الذهاب للكنيسة فقط وبعدها يعيش عبدا لشهواته ولمطالب نفسه الخواء الروحي الذي عاشته البلاد الاوربية بعد القرون المظلمة الى الان لايجد من يسده فاصبح هناك بعد عن الكنيسة وعلو وارتفاع شديد في العلم فلا توازن وعندما صعد العلم وهبطة قيمة الدين نشات الامة الحاقدة والراس مالية اصلا لا نظام الراس مالية المتيع في امريكا صحح فهو يعمل على انشاء طبقتين من المجتمع طبقة فاحشة الثراء وطبقة معدمة وهذا منراه اصلا من كثرت المشردين وحتى العاملين الذين راتبهم لا يكفيهم لستاجار بيت فياخذون غرفة في فندق ولا نظام الشيوعية صالح فهو اصلا لايمكن تطبيقه ولم تنجح اي دولة بتطبيقة على ارض الوقاع فهل نقول اليوم ان الصين تطبق النظام الشيوعي بطبع لا لان النظام الذي على ارض الواقع راس مالي اكثر من امريكا وان الفارق بين الطبقات في امريكا والخواء الروحي ادى الى ارتفاع المصالح مثل الجشع والحقد والحسد وانعدام الاخلاق ادو الى الانتحار ففي امريكا وبيقة دول الغرب معدل الانتحار عالي جدا قدوصل الى ان كل دقيقة تمضي هنالك اكثر من شخص ينتحر تحت ضغوط المادية او اثر من اثار انعدام المعنى وان اكثر سؤال اشغل بال ائمة الفكر هو لماذا نعيش نحن لماذا نحن مجودون هنا وان الاسام حقق التوازن في كل شيئ اعطانا معن للحياة اختار لنا نظام اقتصادي اسلامي خاص ليس كلشيوعية فهو يسمح بلملكية الفردية ولا كلراس مالية ففيه القسم الاكببر من الطبقة الوسطى من المجتمع فاوجب على الاغنياء اعطاء الفقاء من اموالهم وجعل على ذالك جزيل الاجر واجوب الصيام عليهم فلامة الاسلامية بتجاه النهضة وما يحدث الان في غزة وفلسطين هو ليس تهيئ لهذه الامة وتذكر بوجودها فان لم تتحرك الامم العربية الان فسياتي بلنهاية الدور عليها وستضطر للتوحد ولا يمكنها التوحد ببعروبة او قومية اشتراكية بل لا يمكنها التوحد الى تحت راية الاسلام ولكن ماذا وجبنا نحن كافراد هل ننتظر ظهور شخص مثل صلاح الدين ليوحد الامه ؟ ومن قال اصلا ان صلاح الدين ظهر من العم جمع القوى البشرية بلطبع لا بل كانت قبله الدولة الزنكية نور الدين وعماد الدين وكان قبلهم علماء اعدو الاجيال القادمة اعدادا صحيحا اسلاميا مثل الجيلاني والغزالي وغيرهم من الائمة الذين اعادو الروح الاسلامية لشبابها ومن ثم ذهب عماد الدين الى حلب واسس الدولة الزنكية وحارب الصليبين وسعى لتجميع القوات الاسلامية في المنطقة وكذالك نور الدين الذي فتح الشام ومصر تحت قيادة اسد الدين شيركوه وصلاح الدين وبعد ذالك وعندما توفى الله نور الدين استلم عماد الدين السلطة ووحد الجبهة واخرج الصليبين من فلسطين وحتى صلاح الدين نفسة لم يستطع اخراج الصليبين من المنطقة فحتى بعد موته بقي الصليبيون في عدة مواقع لهم لم يستطع المسلمين اخذها فلامر ان لاننتظر معجزة الهية تاتي بصلاح الدين بل ان نقييم الاسلام في قلبوبنا وننشره في مجتمعاتنا وكما قال محمد الغزالي {اقيمو الاسلام في قلوبكم يقم لكم على ارضكم } اي ان واجبك انت كشخص اولا ان تلتزم بامر الله وتتبع منهجه وطريقه ومن ثم تدعو الى اتابع المنهج في مجتمعك ...المزيد

اذا بلغ نفع المعاني فلا بل تخفى حملة الاواني ورضوا بانوار ...

اذا بلغ نفع المعاني فلا بل تخفى حملة الاواني ورضوا بانوار المعاوي

جعلنا بين ك وبينك الذين لا يومنون حجابا مستورا


ثم كانت شجرة ف غنى عنها الله اعلم ما غصونها وفروعها

ثم كانت شجرة ف غنى عنها
الله اعلم ما غصونها وفروعها

00 بشاشة ناس ف وجوههم ولا تدري ما صدورهم هيا اثنان واياك وقمر وكانت عاءلتين تعلم من ...

00
بشاشة ناس ف وجوههم ولا تدري ما صدورهم هيا اثنان واياك وقمر
وكانت عاءلتين تعلم من باب وحيد 22 شخصان الو هيا اثنان
.
ثم لقمة ف جيب زوجته وصوت ف اذن التوحيد
واحتراق ثلاثة اشخاص من حكايات ...المزيد

قال داود في حمامتي قفص عنده بل عندكن وعندهم وهم و و و

قال داود في حمامتي قفص عنده
بل عندكن وعندهم وهم و و و

في حكمة لقمان لابنه دنيا بحر فالتكن سفينتك تقوى الله

في حكمة لقمان لابنه
دنيا بحر فالتكن سفينتك تقوى الله

مؤسسة آفاق الإلكترونية - سلسلة نصائح أمنية الحلقة الأولى: الفقرة (٣) فعل خاصية Sensors Off على ...

مؤسسة آفاق الإلكترونية - سلسلة نصائح أمنية
الحلقة الأولى: الفقرة (٣)

فعل خاصية Sensors Off على جهازك لإيقاف عمل الكاميرا والمايك والموقع وغير ذلك من الخدمات التي يمكن تتبعك منها.

يمكنك إيجاد كيفية تفعيل هذه الخاصية حسب جهازك ونظام التشغيل من خلال البحث على الانترنت، سيعينك هذا بإذن الله على زيادة أمن جهازك. ...المزيد

الدولة الإسلامية - مقال: خذوا حذركم (5) (قيود الوهم) تحدثنا عن أحد أهم أساليب أجهزة ...

الدولة الإسلامية - مقال: خذوا حذركم (5)


(قيود الوهم)

تحدثنا عن أحد أهم أساليب أجهزة المخابرات التي تستعملها في الكشف عن العناصر المعادية، أو التي يتوقع تحولها إلى معادية، وهي إغراء المختفين ليظهروا، ودفع من لا زال في مرحلة التفكير لأن ينضج قليلاً تحت سمعهم وبصرهم، وتركهم يتحركون ضمن حدود معينة، ثم الإجهاز عليهم قبل أن يتحولوا إلى تهديد حقيقي على الأنظمة، وذلك بشنِّ حملات حصاد للثمار التي أينعت، وإبطال تهديدها باعتقال من انكشف خطره على النظام، أو قتله، أو دفعه إلى الفرار والخروج من الأرض.

ولعل هذا البيان قد لقي استحساناً عند بعضٍ ممن لم يدرك غايته، وخاصة أولئك الذين لبَّس عليهم الشيطان فصوَّر لهم جبنهم وتخاذلهم حكمة ووعياً، وكل إقدام وعزيمة من غيرهم تهوراً وحماقة، ولذلك تجدهم في كل فرصة يهيئُها الله للمجاهدين ينطلقون ليشنعوا على من يسعى لاستغلالها في إحداث تقدم أو جني مغنم، ويتهمونه بالغباء والعمى واتباع استدراج الأعداء له، فكل الفرص عنده كمائن، وكل مغنم عنده طُعم يجذب الفريسة إلى الفخ الذي نصب لها.

وغاية ما يفعله هؤلاء "النظَّار" أن يراقبوا العاملين ويتصيدوا أخطاءهم ليشهروا بهم بين الخلائق، ويترقبوا أن تحل بهم مصيبة تنزل على قلوبهم كالماء البارد في اليوم الحار، ففيها المنجى من لوم النفس وذمِّ الآخرين، بل هي الفاتحة لذمهم للمجاهدين على تحركهم وأدائهم ما وجب عليهم، بأنه سبب انكشافهم وتعرضهم للاعتقال أو القتل، وأنهم بتحركهم كانوا ينفذون خطط المخابرات لكشف المجاهدين المجهولين لديهم.

يقوم هؤلاء بتخذيل المجاهدين فيحققون الهدف الأكبر للطواغيت وأجهزة مخابراته، الذي يفوق في فائدته اعتقال المجاهدين أو قتلهم، فلا شك أن إقناع المجاهدين بترك الجهاد هو أنفع للمشركين من قتالهم، فالأول وقاية لهم والثاني دفاع، والوقاية أجدى من الدفاع وأقل تكلفة ومشقة.


• فلا تخشوهم:

فنحن نرى الطواغيت وأجهزة مخابراتهم يبذلون كل ما بوسعهم لتخويف المسلمين من قتالهم، وترهيبهم من العمل بما أمرهم ربهم، ويستخدمون في سبيل ذلك مزيجاً من الحقائق والأكاذيب للتأثير على عقولهم، وتنشيط عمل المخذلين فيما بينهم، وذلك لإقناعهم بأن لا جدوى من التحرك ولا فائدة من الإقدام، فالمخابرات تعلم كل شيء، وهي قادرة على كل شيء، والعياذ بالله.

وأكبر مثال على هذا ما نجده من حملات دعائية ضخمة تشرف عليها أجهزة المخابرات ترافق حملات الاعتقالات، أو عملية اعتقال لمجاهد أحياناً، مع الزعم أن هذا المجاهد كان تحت المراقبة، ثم تعرض له صوراً وإثباتات على تحضيراته للعمل، وتكثر من الحديث عن عواقب اعتقاله عليه وعلى المرتبطين به، وأخبار محاكماته والأحكام القاسية التي صدرت بحقه، وكل هذا يهدف إلى تخويف غيره من المصير الذي سيلاقيه إن قرر اتباع طريقه، فإن كان مستعداً ليبذل الثمن سعوا في إقناعه أن لا فائدة من المحاولة، وأنه لن يزيد شيئاً على من سبقه من المجاهدين الذين كانت نهايتهم السجون، ويضعون بذلك في يديه وأرجله قيوداً تقيد حركته، وفي عنقه أغلالاً تمنعه أن يرفع رأسه، وإن كانت قيود السجون وأغلالها حقيقية، فإن قيوده وغله صاغها قلبه الذي أسلمه لدعاية الطواغيت وإرجاف المرجفين، ولا يتطلب كسره أكثر من أن يؤمن بالله حق إيمانه، ويعرف أن المقادير كلها بيده جل جلاله، وأن النصر بيده سبحانه، وأن الله لم يكلفه بأكثر من أداء ما يستطيع من الواجب الذي أوجبه عليه، فإن منعه من بلوغ نهايته مانع، كسجن أو قتل فأجره على الله، وسيلقى الله وقد أعذره.

وقد نجح الطواغيت وأذنابهم في استخدام هذا الأسلوب لتثبيط الشباب عن جهادهم في كثير من البلدان، كما رأينا في جزيرة العرب بعد حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها أجهزة أمن الطاغوت ضد أنصار الدولة الإسلامية بعد فترة تصيد طويلة حتى انكشف لهم المئات من الإخوة الذين قصروا في جانب الاستخفاء عن عيون الطواغيت، ومعهم كثيرون أخذوهم لمجرد الشبهة والإرهاب، ثم رأينا بعد تلك الحملات المتعاقبة جموداً في العمل الجهادي ضد طواغيت الجزيرة، وكان الأولى أن لا تؤثر فيهم حملات الترهيب والتثبيط، وأن يزيدهم اعتقال إخوانهم عزيمة على جهاد المشركين، كما زادهم حذراً من الانكشاف لأجهزة الأمن، وتوقياً من عملائه وجواسيسه.


• المخابرات الصليبية وحصاد الوهم:

ومن أوضح الشواهد على أن هذه الحملات قائمة على كمٍّ كبير من الوهم، ما نراه واضحاً جلياً من نجاحات للمجاهدين في الدول الصليبية في تنفيذ العمليات الكثيرة وفي مختلف البلدان التي تنشط فيها أقوى أجهزة المخابرات في العالم، كما حدث في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأمريكا وغيرها.

ونجد في أخبار أولئك المجاهدين أن كثيراً منهم كانوا مشتبهاً بهم لدى المخابرات، بل مطلوبين على قوائم الاعتقال أحياناً، وهم موضع تعقب ومراقبة، ومع ذلك مكَّنهم الله من تنفيذ هجماتهم على الصليبيين بنجاح، تحت أعين أجهزة الأمن والشرط وكاميراتهم ومخبريهم، وذلك لأنهم عرفوا أن ما يفاخر به الصليبيون من قوة استخباراتهم وأجهزتهم الأمنية أكثره وهم، والحقيقي منه يمكن دراسته واكتشاف نقاط الضعف فيه، والتغلب عليه بإذن الله، فلم يخضعوا لإرهاب المشركين لهم، وعزموا على دفع الثمن المطلوب لإنجاح العمل الذي ينوون القيام به، وعملوا ما في وسعهم من الإجراءات الأمنية، وتوكلوا على الله -سبحانه- الذي أعانهم على تحقيق مرادهم.

وليست ببعيدة قصة العصبة المجاهدة التي خرجت من ديار الإسلام لتقطع حدود عدَّة دول ثم تدخل إلى فرنسا، رغم أن بعض أفرادها كانوا على قوائم الاعتقال لدى أجهزة أمنها، ثم تمكث أشهراً تستطلع الأهداف، وتضع الخطط، وتُعد العدة، قبل أن تنفذ أكبر الهجمات الجهادية التي شهدتها باريس في تاريخها.

ولم تنفع فرنسا وأخواتها الاستنفارات الأمنية ولا حشد الجيوش في الشوارع لمنع تكرار هجمات باريس الأولى، إذ أعاد المجاهدون الضرب في مختلف العواصم الأوروبية وبمختلف الأساليب موقعين النكاية في أعداء الله حتى في أكثر المناطق حصانة وتأميناً كالمطارات.

ثم وجدنا عشرات المجاهدين المنفردين يتحركون في مختلف البلدان والمناطق ليهاجموا بأساليب بسيطة وأدوات متوفرة في أيدي الجميع أهدافاً كبيرة، ويوقعوا في صفوف المشركين الخسائر الفادحة، ويكرر الواحد منهم خطة أخيه في ظل عجز واضح من أجهزة الأمن الصليبية عن توقع أماكن الهجمات أو مواقيتها، أو تحديد المشتبه بإمكانية تنفيذهم لها، ما أجبرهم على الانتشار في كل مكان وكل وقت في إطار الاستنفارات وخطط الطوارئ المرهقة المكلفة.


• احذروا التثبيط:

إن نجاح أولئك المجاهدين في تحقيق أهدافهم رغم أنف أجهزة الأمن التي تترصدهم هو نموذج ينبغي على كل المسلمين في العالم أن يحتذوه، بأن يعملوا على أداء ما افترضه الله عليهم من جهاد أعدائهم، ويعدوا لذلك أقصى ما يستطيعون من العدة، وفي الوقت نفسه لا يتركون الحذر من عدوهم، ولا يغفلون عن أسلحتهم ودروعهم التي تقيهم -بإذن الله- أذى عدوهم، وهم في ذلك كله متوكلون على ربهم، مؤمنون بأن كل شيء يجري بمقاديره.

فالمجاهد في سبيل الله يأخذ حذره من كل مكائد أعدائه، سواء منها التي تستهدف بدنه بالقتل أو الأسر أو النفي، أو التي تستهدف قلبه بزرع الشبهات، وإثارة الشهوات، وتسعى من ذلك كله إلى تثبيطه عن الجهاد إن عجزت عن تعبيده للطواغيت أسوة بأغلب من يعيش تحت حكمهم، ويقتات من فتات موائدهم.

ولا ينعزل تأمين الاعتقاد والتصور في هذا الجانب عن غيره من الجوانب التي يسعى المجاهد إلى تأمينها ووقايتها من مكائد أعدائه وشرورهم، فإن مكَّنه الله من النجاة من فخ التثبيط، ودرس بعناية خطط أعدائه وأساليبهم، وعمل على إعداد أقصى ما يستطيع من وسائل الوقاية منها، وتوكل في ذلك كله على ربه، فإن النجاح حليفه والظفر طريقه، بإذن الله، وليكن دليل كل فرد من المجاهدين في هذا الشأن حال أسلافه من الموحدين: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: 173 - 174].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 128
الخميس 3 شعبان 1439 ه‍ـ
...المزيد

صحيفة النبأ مقال: الفتن والابتلاءات (3) الحمد لله الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، والصلاة ...

صحيفة النبأ مقال: الفتن والابتلاءات (3)


الحمد لله الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، والصلاة والسلام على رسوله قدوة المؤمنين في طاعة العزيز المجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد...

فإنه لما كانت حكمة الله مِن خلق عباده أن يبتليهم ليُظهر الصالح من الفاسد، والمصلح من المفسد فإن الله تعالى شاء -وهو الحكيم العليم- أن يأمر عباده بأنواع من العبادات القلبية والبدنية والمالية، وأمرهم -سبحانه- بأن يَأتوا الحلال وينصرفوا عن الحرام، بل وحتى ما يشتبه عليهم، فالرشاد في أن يتركوه حتى يتبين لهم وجهه فيقدموا عليه أو يذروه على بيِّنة من أمرهم.

وأوجب الله على عباده أن يتقوه في معاملتهم لبعضهم البعض، وجعل لمعاملاتهم أحكاماً وحدوداً لتحفظ حقوقهم وتمنع العدوان عليهم.


• الابتلاء بأنواع العبادات:

قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 1 - 2]، أي ليختبركم بالأعمال التي يأمركم بها، والأوامر نوعان: أمر بالفعل وأمر بالترك.

وإذا نظرت إلى أركان الإسلام وجدتها تجمع بين أقوال القلوب وأعمالها وقول اللسان وعمل الجوارح، فالشهادتان لا يقبلهما الله إلا ممن يعلم معناهما ويوقن بهما، ويشهد بلسانه على ما في قلبه من إيمان بهما، مع القبول والإذعان لما دلَّتا عليه والانقياد لأوامر الله بالفعل أو بالترك واجتناب ما ينقض الشهادتين من قول أو عمل أو اعتقاد.

والصلاة هي حق البدن تصححها النية الخالصة لله، ويَعظم أجرُ المصلي باستشعاره عظمة الله، وأن يصلي لربه خائفاً طامعاً محباً مستحيياً من ربه لتقصيره في طاعة الله وجرأته على معصية الله، ويؤدي صلاته متَّبعاً هدي نبيه -صلى الله عليه وسلم- في أركانها وواجباتها ومستحباتها، فيجاهد نفسه في تأديتها على أحسن وجه.
ثم الزكاة وهي حق المال، عبادة قلبية مالية، يؤديها المزكي راجياً ثواب الله خائفاً من أن يقصر فيها متحرياً مَن يستحقونها.

والصوم عبادة قلبية بدنية من نوع مختلف أيضاً، فهي إمساك عن أفعال معينة في وقت النهار شهراً كاملاً.

ثم الحج الجامع لهجر الدار -وربما الأهل أيضاً- مع النية الخالصة، وهو جامع أيضاً للعبادة البدنية والمالية، وتذكر الاقتداء بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء بخليل الله إبراهيم -عليه السلام- مع تعظيم شعائر الله وذبح الهدي ابتغاء رضوان الله.


• مرتبة الإيمان:

أمرنا الله -تعالى- بالإيمان وهو التصديق والإقرار المقترن بالقبول والإذعان لله -تعالى- وأوامره، ومنه ما هو إيمان بالغيب ومنه ما هو إيمان بالشهادة، والإيمان قول وعمل، والقول قول القلب وقول اللسان، والعمل عمل القلب وعمل الجوارح، والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بنقص الطاعات وبفعل المعاصي.

رُوي عن الحسن البصري -رحمه الله- أنه قال: "إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني وإنما الإيمان ما وقر في القلب وصدَّقه العمل".


• مرتبة الإحسان:

ثم إن المؤمن الموفَّق يرتقي إلى درجة الإحسان بأن يجاهد نفسه حتى يعبد الله كأنه يراه، وهي المرتبة العليا من الإحسان، تليها المرتبة الأخرى منه، وهي أن يعبد الله -تعالى- مستحضراً مستشعراً أن الله -تعالى- يراه، فيخشع لربه ويتقن طاعته ويقوى يقينه وإخلاصه، وقد وعد الله -تعالى- عباده الذين يجاهدون فيه أن يهديهم سُبُلَه الموصلة إليه وأن يكون معهم بتوفيقه وتأييده وعونه، فيطهرهم من المعايب ويرقيهم أعلى المراتب في دينهم ثم في آخرتهم، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].


• تقوى الله في المعاملات:

يحب الله -تعالى- ممن يوحدونه أن يحسنوا إلى عباده، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 89]، فإن لم يحسن إليهم فليعدل معهم، فالله -تعالى- أوجب العدل في معاملة الناس، وحرم البغي. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]، وقال نبينا -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا) [رواه مسلم]


• بالاحتساب تؤجر على فعل المباحات:

وإذا عمل المسلم المباحات بنية صالحة فإنه يؤجر عليها، كما قال معاذ -رضي الله عنه- لما سأله أبو موسى الأشعري، رضي الله عنه: كيف تقرأ القرآن؟ فأجابه: "أمَّا أنا: فأنام، ثم أقوم فأقرأ، فأحْتَسِبُ في نومتي ما أحْتَسِبُ في قَومتي" [رواه الشيخان].

ولقد تعجب الصحابة -رضي الله عنهم- كيف يأتي الإنسان شهوته الحلال ويكون له فيها أجر، فأجابهم النبي، صلى الله عليه وسلم: (أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي الْحَرَامِ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهِ وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ) [رواه مسلم].


• ﴿حُفت الجنة بالمكاره﴾

طريق الجنة محفوف بالمكاره، أي الواجبات التي تثقل على النفس ولا تُقبل عليها أول الأمر، كما في التطهر بالغسل والوضوء أيام الشتاء، وكما في الاستيقاظ لصلاة الفجر لأدائها في وقتها جماعة، وكما في إنفاق الأموال رغم حب الإنسان لها، قال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان: 8]، ومن أعظم المكاره الهجرة والجهاد في سبيل الله وتحمل ما يلقى في طريقهما من فتن وابتلاءات ومحن ومصائب، ولا نغفل عن أن الله -تعالى- يعين المؤمن ويحبب إليه هذه الطاعات حتى إنه لا يجد بعد ذلك راحته ولا أنسه إلا بها، وكم يفتح الله من بركات الدين والدنيا والآخرة بالهجرة والرباط والجهاد.

وربما كانت هذه الأمور العظام فتنة للذين في قلوبهم مرض فيرتدون على أعقابهم، ويشُكُّون في صحة طريقهم إذا طال وقت الجهاد وكثرت الابتلاءات دون حصول النصر المأمول، {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب: 12] ويظن بعضهم بالله ظنَّ الجاهلية وأن الله لن ينصر دينه وأولياءه، قال تعالى: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} [آل عمران: 154].


• ﴿وحفت النار بالشهوات﴾

جعل الله -تعالى- في فطر عباده الميل إلى شهوة النساء والأبناء والذهب والفضة والمركوب الفاخر والأنعام التي يأكلون منها والمزارع التي فيها من كل زوج مبهج للنفس، فيحب الله من العبد أن يكون همه الأكبر طلب الآخرة، وأن يقدم رضا الله -تعالى- على شهواته إذا تعارضا، وأن لا يتجاوز الحلال إلى الحرام من هذه الشهوات، قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [آل عمران: 14]، ثم رغَّبهم -تعالى- في أن يكون أكبر همهم وأكثر سعيهم للحياة الآخرة الباقية: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 15].

ومن ابتلاء الله لعباده أن منعهم من بعض ما يشتهون، فإذا اقتحموا الشهوات المحرمة عرضوا أنفسهم لسخط الله وعقابه، ومن هذه العقوبات ما هو في الدنيا ومنها ما يكون في الآخرة، نسأل الله العافية في ديننا ودنيانا، وجعلنا الله ممن يصبر ويصابر حتى نلقى ربنا وهو راض عنَّا غير غضبان.
 


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 128
الخميس 3 شعبان 1439 ه‍ـ
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
17 ربيع الآخر 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً