وشاورهم في الأمر عن المِسْوَر بن مخرمة في قصة الحديبية قال: فلما فرغ رسول الله -صلى الله عليه ...

وشاورهم في الأمر

عن المِسْوَر بن مخرمة في قصة الحديبية قال: فلما فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قضية الكتاب قال لأصحابه: (قوموا فانحروا، ثم احلقوا)، قال: فو الله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، قال: فلما لم يقم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟، اخرج، ثم لا تكلم أحدا منهم حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فقام، فخرج، فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا.

وفي موقعة بدر قال صلى الله عليه وسلم: أشيروا عليّ أيها الناس، فقام سيدنا سعد رضي الله عنه، وقال: يا رسول الله لكأنك تعنينا؟ قال: أجل، قال: يا رسول الله لقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق فامض لما أراك الله، نحن معك لن يتخلف منا رجل واحد، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء فحارب من شئت، وسالم من شئت، وعادِ من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، فو الذي بعثك بالحق إن الذي تأخذه من أموالنا أحب إلينا من الذي تبقيه لنا فامض على بركة الله، لو خضت هذا البحر لخضناه معك.

هذا فِعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النبي المعصوم، الذي يتلقى الوحي من السماء، وهو أغنى من يكون عن المشورة، لكنه فعلها، وكررها، وحث عليها، وما ذلك إلا درس لنا، وإيعاز بأهميتها، وتنبيه لضرورتها، وهذا كله امتثال لقوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159 ].

أخي المجاهد إن الاستشارة مستحبة بكل المواطن، بل تكاد تكون واجبة في بعضها، وأكثر ما تكون كذلك في ساحات الوغى، وأكثر من يجب عليه الالتزام بها هو المجاهد، الذي قد يترتب على قراره سفك دماء إخوانه، وأرواح المسلمين، فكم من دماء حُفظت بمشورة أمير عاقل، وكم من أرواح أُزهقت بتعنُّت جاهل، رفض مشورة إخوانه واستبدَّ برأيه.

أخي المجاهد إن المشورة كنز قد يقيك عناء الطريق ومشقة المسير، فكلمة صغيرة من أخ بسيط قد تكون حليفة التوفيق والنجاح، فلا تغتر برأيك، فقد يأتي الشقاء على يديك، فتكون سببا في ظلم نفسك وغيرك.

وتذكر أن هذا الأمر لا يصلح له متكبر، فلن تقدر على طلب المشورة مالم تكن متواضعا، واحذر الابتعاد عن إخوانك فلن تقوى على هذا الأمر كذلك ما لم تكن قريبا منهم، تجالسهم، تمازحهم، تندمج معهم، كي لا ترى حرجا في طلب المشورة منهم، وانتق في ذلك صاحب الخبرة والتقوى، وتحيَّن الوقت المناسب، ولا تتردد في طلبها وقت حاجتها، ولا تفوِّت على نفسك الفرصة في طلبها ابتغاء وجه الله تعالى بإخلاص وابتغاء مرضاته.

واحذر أخي المجاهد إن امتنعت عن استشارة إخوانك من امتناعهم عن نصحك، واعلم أنك إن جعلتها ديدنك فإنهم سيجعلون النصح ديدنهم، ولن يبخلوا عليك بآرائهم، فقد يُكرم الله تعالى أحدهم برأي يكون فيه السداد، فتسود به أنت وهم في الدنيا والآخرة.

واعلم أخي أن المشورة تجعل إخوانك شركاء لك في الأمر، يتحملون المسؤولية معك، ويتبنُّون قرارك، ويعملون على تنفيذه وإنجاحه، وفيها تقدير لهم واحترام لذواتهم، وإن وافق رأيُك رأيهم، فذلك تعزيز له وتقريبه من قلوبهم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 137
الخميس 14 شوال 1439 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - فتربصوا إنَّا معكم متربصون منذ بداية الجهاد في أرض الرافدين وبدء الصراع مع ...

الدولة الإسلامية - فتربصوا إنَّا معكم متربصون


منذ بداية الجهاد في أرض الرافدين وبدء الصراع مع أمم الكفر، والمجاهدون بين كرٍّ وفر، والأمر بينهم وبين الصليبيين والمرتدين صولات وجولات، ينصرهم الله حينا من الدهر ثم يبتليهم، فما أن تكون للباطل الجولة حتى ينتفش ويعلو ويزهو، فيظن أن الأمر كله بيده، فكم أعلنوا من نصر، وكم ظنوا أنهم قد قضوا على المجاهدين، وفي كل مرة يمكر الله بهم فيعود المجاهدون أقوى مما كانوا عليه، وفي كل مرة يظنون -خابت ظنونهم- أنهم كبحوا جماح المجاهدين وأوقفوا عملياتهم، لكن سرعان ما تبدأ العمليات الأمنية بتمزيق صفوفهم، فيسعون جاهدين للتكتيم والتكذيب مدعين أن المجاهدين شرذمة قليلون لا يشكلون أي خطر عليهم، والواقع خلاف ذلك فيخادعون أنفسهم وقومهم {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } [الأنفال: 30].

وإن تربص المجاهدين بأعدائهم لن يتوقف عند فقدان أرض، كما لم يتوقف من قبل فلقد استمر المجاهدون في أشد الظروف وأصعب المحن، وقد مضت معركة الفلوجة الأولى والثانية وابتلي فيهما المجاهدون بلاءً شديدا، ثم تلاها سيطرة وتمكين على مناطق واسعة أعلنوا فيها دولة العراق الإسلامية ونصروا دين الله جل وعلا، فأقاموا شعائر الله، ثم ابتلى الله عباده وزال التمكين فتغطرس الرافضة والمرتدون وأسيادهم الصليبيون، فبطشوا بالمسلمين وحسِب الرافضة أن لن يقدر عليهم أحد، فعاود المجاهدون الإثخان فيهم بمزيد من العمليات الأمنية، وما هي إلا بضع سنين حتى حوَّل الله سعيهم إلى ما آل إليه أمر فرعون من قبلهم {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ * فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 53 – 59].

والناظر اليوم يبصر حجم عمليات المفارز الأمنية لجند الخلافة في عقر ديار الكفار ولله الحمد والفضل والمنة، فلم تمض أشهر قليلة منذ انحياز المجاهدين من بعض الولايات، حتى ارتفعت معدلات الاستنزاف البشري والعسكري والاقتصادي للمرتدين والصليبيين، جراء العمليات النوعية المركزة في مختلف ولايات دولة الإسلام في العراق والشام وسيناء وخراسان وشرق آسيا والصومال وغرب أفريقيا وغيرها من الولايات.

وقد اصبح المرتدون في حال بائسة لا يأمن أحدهم على نفسه وسط داره وبين أهله وعياله، ولا في تنقله من مكان لمكان، فصار فريسة يصطادها آساد الكواتم أو اللواصق والعبوات أو مفارز القنص أو سرايا الانغماس، حتى صارت حشودهم تساق كالنعاج من على الطرقات للسكاكين الحاذقة والطلقات الفالقة.

والعمليات الأمنية أشد على نفوسهم وأنكى فيهم، فإن المجاهدون يرونهم وهم ولا يرونهم، ولا يدرون من أين تأتيهم الطلقة أو متى تنفجر عليهم العبوة، فتلهب أجسادهم وآلياتهم وتدمر مقارهم، وهذا كله محض فضل من الله سبحانه وتعالى، الذي أمرنا بإرهاب الكفار وإرعابهم والشدة عليهم وتنغيص عيشهم، وحال المجاهد في ذلك بين إعداد وتجهيز وتدريب وتخطيط وتقديم لما استطاع من جهد ونفس ومال.

فيا أيها الصليبيون، أيها الرافضة، أيها الصحوات، أيها المرتدون اعتبروا من ماضيكم، هل تناسيتم الأيام الزرقاوية؟ أم نسيتم خطة الكرامة، وما حل بكم في حصاد الأجناد، وهدم الأسوار؟ أوما تذكرون قول الشيخ العدناني تقبله الله حين قال: "أتظنون أنا سنرحل؟ أتخالون أنا سننتهي؟ أتحسبون أنا سنكل أو نمل؟ كلا إننا باقون بإذن الله إلى قيام الساعة وليقاتلنّ آخرنا الدجال".

وستحصدون ما جنيتم من جرائمكم بحق المسلمين بإذن الله، وإن ثأرنا سيطال كل مرتد نجس امتدت يده لعفيفة طاهرة أو مسلم مستضعف، والجهاد ماض إلى قيام الساعة، وهو سبيل العزة والرفعة وقدر الطائفة المنصورة، وإن الدماء التي سفكت والأعراض التي انتهكت هي دَين في عنق كل مسلم، فأنتم لا تقاتلون رجالاً إنما تقاتلون ديناً وعد الله بنصره وأيَّما رجل يهديه الله لنصرة دينه سيأتيكم طالباً ثأر إخوانه، وإن لم يكن قد باشره شيء من أذاكم بل سيثأر منكم من كان يسكن معكم ويعيش معاشكم بمجرد أن ينير الله بصيرته، ولكم في أبي عبد البر الأمريكي تقبله الله خير عبرة ومثال إذ هداه الله للإسلام بعد أن تجاوز ال60 من عمره فسارع للثأر لإخوانه ولم يمر على إسلامه غير شهور قليلة.

فيا جند الخلافة في كل مكان شدوا وثاق وكلاء الصليب وعملائهم وداعميهم واغتنموا هشاشة ديارهم فشردوا بهم من خلفهم، وأعملوا فيهم قتلاً وتشريداً، وإن هذه العمليات المباركة تهيئ للفتح والتمكين بإذن الله.

وأبشروا أيها المرتدون بما يسوؤكم {فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ } [التوبة: 52].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 136
الخميس 7 شوال 1439 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - فتربصوا إنَّا معكم متربصون منذ بداية الجهاد في أرض الرافدين وبدء الصراع مع ...

الدولة الإسلامية - فتربصوا إنَّا معكم متربصون


منذ بداية الجهاد في أرض الرافدين وبدء الصراع مع أمم الكفر، والمجاهدون بين كرٍّ وفر، والأمر بينهم وبين الصليبيين والمرتدين صولات وجولات، ينصرهم الله حينا من الدهر ثم يبتليهم، فما أن تكون للباطل الجولة حتى ينتفش ويعلو ويزهو، فيظن أن الأمر كله بيده، فكم أعلنوا من نصر، وكم ظنوا أنهم قد قضوا على المجاهدين، وفي كل مرة يمكر الله بهم فيعود المجاهدون أقوى مما كانوا عليه، وفي كل مرة يظنون -خابت ظنونهم- أنهم كبحوا جماح المجاهدين وأوقفوا عملياتهم، لكن سرعان ما تبدأ العمليات الأمنية بتمزيق صفوفهم، فيسعون جاهدين للتكتيم والتكذيب مدعين أن المجاهدين شرذمة قليلون لا يشكلون أي خطر عليهم، والواقع خلاف ذلك فيخادعون أنفسهم وقومهم {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } [الأنفال: 30].

وإن تربص المجاهدين بأعدائهم لن يتوقف عند فقدان أرض، كما لم يتوقف من قبل فلقد استمر المجاهدون في أشد الظروف وأصعب المحن، وقد مضت معركة الفلوجة الأولى والثانية وابتلي فيهما المجاهدون بلاءً شديدا، ثم تلاها سيطرة وتمكين على مناطق واسعة أعلنوا فيها دولة العراق الإسلامية ونصروا دين الله جل وعلا، فأقاموا شعائر الله، ثم ابتلى الله عباده وزال التمكين فتغطرس الرافضة والمرتدون وأسيادهم الصليبيون، فبطشوا بالمسلمين وحسِب الرافضة أن لن يقدر عليهم أحد، فعاود المجاهدون الإثخان فيهم بمزيد من العمليات الأمنية، وما هي إلا بضع سنين حتى حوَّل الله سعيهم إلى ما آل إليه أمر فرعون من قبلهم {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ * فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 53 – 59].

والناظر اليوم يبصر حجم عمليات المفارز الأمنية لجند الخلافة في عقر ديار الكفار ولله الحمد والفضل والمنة، فلم تمض أشهر قليلة منذ انحياز المجاهدين من بعض الولايات، حتى ارتفعت معدلات الاستنزاف البشري والعسكري والاقتصادي للمرتدين والصليبيين، جراء العمليات النوعية المركزة في مختلف ولايات دولة الإسلام في العراق والشام وسيناء وخراسان وشرق آسيا والصومال وغرب أفريقيا وغيرها من الولايات.

وقد اصبح المرتدون في حال بائسة لا يأمن أحدهم على نفسه وسط داره وبين أهله وعياله، ولا في تنقله من مكان لمكان، فصار فريسة يصطادها آساد الكواتم أو اللواصق والعبوات أو مفارز القنص أو سرايا الانغماس، حتى صارت حشودهم تساق كالنعاج من على الطرقات للسكاكين الحاذقة والطلقات الفالقة.

والعمليات الأمنية أشد على نفوسهم وأنكى فيهم، فإن المجاهدون يرونهم وهم ولا يرونهم، ولا يدرون من أين تأتيهم الطلقة أو متى تنفجر عليهم العبوة، فتلهب أجسادهم وآلياتهم وتدمر مقارهم، وهذا كله محض فضل من الله سبحانه وتعالى، الذي أمرنا بإرهاب الكفار وإرعابهم والشدة عليهم وتنغيص عيشهم، وحال المجاهد في ذلك بين إعداد وتجهيز وتدريب وتخطيط وتقديم لما استطاع من جهد ونفس ومال.

فيا أيها الصليبيون، أيها الرافضة، أيها الصحوات، أيها المرتدون اعتبروا من ماضيكم، هل تناسيتم الأيام الزرقاوية؟ أم نسيتم خطة الكرامة، وما حل بكم في حصاد الأجناد، وهدم الأسوار؟ أوما تذكرون قول الشيخ العدناني تقبله الله حين قال: "أتظنون أنا سنرحل؟ أتخالون أنا سننتهي؟ أتحسبون أنا سنكل أو نمل؟ كلا إننا باقون بإذن الله إلى قيام الساعة وليقاتلنّ آخرنا الدجال".

وستحصدون ما جنيتم من جرائمكم بحق المسلمين بإذن الله، وإن ثأرنا سيطال كل مرتد نجس امتدت يده لعفيفة طاهرة أو مسلم مستضعف، والجهاد ماض إلى قيام الساعة، وهو سبيل العزة والرفعة وقدر الطائفة المنصورة، وإن الدماء التي سفكت والأعراض التي انتهكت هي دَين في عنق كل مسلم، فأنتم لا تقاتلون رجالاً إنما تقاتلون ديناً وعد الله بنصره وأيَّما رجل يهديه الله لنصرة دينه سيأتيكم طالباً ثأر إخوانه، وإن لم يكن قد باشره شيء من أذاكم بل سيثأر منكم من كان يسكن معكم ويعيش معاشكم بمجرد أن ينير الله بصيرته، ولكم في أبي عبد البر الأمريكي تقبله الله خير عبرة ومثال إذ هداه الله للإسلام بعد أن تجاوز ال60 من عمره فسارع للثأر لإخوانه ولم يمر على إسلامه غير شهور قليلة.

فيا جند الخلافة في كل مكان شدوا وثاق وكلاء الصليب وعملائهم وداعميهم واغتنموا هشاشة ديارهم فشردوا بهم من خلفهم، وأعملوا فيهم قتلاً وتشريداً، وإن هذه العمليات المباركة تهيئ للفتح والتمكين بإذن الله.

وأبشروا أيها المرتدون بما يسوؤكم {فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ } [التوبة: 52].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 136
الخميس 7 شوال 1439 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - مقال: • غزوات رمضان (2) ذكرنا في العدد الماضي جانباً من غزوات ومعارك ...

الدولة الإسلامية - مقال:

• غزوات رمضان (2)


ذكرنا في العدد الماضي جانباً من غزوات ومعارك المسلمين وأهم الفتوحات في رمضان، ونكمل في هذه الوقفة مع عدد آخر من تلك المعارك.
فقد كانت أول سرية للمسلمين لقتال المشركين في رمضان من السنة الأولى للهجرة وهي سرية سيف البحر، وأمَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، ولم يحدث فيها قتال، ومن المعارك الهامة في رمضان فتح بلاد النوبة في عام 31 ه، وهي مناطق شمال السودان اليوم، وسار إليها عبد الله بن أبي السرح في جيش تعداده عشرون ألف مقاتل وسار إلى دنقلة عاصمة النوبيين وحاصرها وضربها بالمنجنيق حتى استسلموا وطلبوا الصلح، وتصالح المسلمون والنوبيون في شهر رمضان من العام الحادي والثلاثين بعد الهجرة على بنود أمن المسلمون من خلالها جانبهم، وفرضوا عليهم تسليم عدد كبير من الرقيق كل عام إلى المسلمين، وكذلك حِفظ المسجد الموجود في بلادهم وعدم منع أي أحد من المسلمين منه.

ومن الفتوح في هذا الشهر المبارك فتح (عمورية) التي سيَّر إليها الخليفة العباسي المعتصم بالله جيشاً عام 223 ه للثأر للنساء المسلمات اللاتي سباهن الروم، وتمكن الجيش من تخريب بلادهم ودخول عمورية وهي أقوى حصونهم، استجابة لنداء امرأة نادت (وامعتصماه).

وفي عهد المماليك استعاد المسلمون جزيرة قبرص في عام 829 هـ في شهر رمضان، حيث استهدف سلطان المماليك الأشرف برسباي فتح الجزيرة وإخضاعها لسلطانه، فأعد حملة كبيرة قدرت بمائة وثمانون سفينة أبحرت من ميناء رشيد بمصر، وتحركت الحملة شمالا في جزيرة قبرص، قال ابن تغري بردي: "وعظم ازدحام الناس على كُتّاب المماليك ليكتبوهم في جملة المجاهدين في المراكب المعيَّنة، حتى إنه سافر في هذه الغزوة عددٌ من أعيان الفقهاء، ولما أن صار السلطان لا يُنعم لأحد بالتوجُّه بعد أن استكشف العساكر، سافر جماعة من غير إذن، وأعجب من هذا أنه كان الرجل ينظر في وجه المسافر للجهاد يعرفه قبل أن يسأله لما بوجهه من السرور والبشر الظاهر بفرحه للسفر، وبعكس ذلك فيمن لم يعيَّن للجهاد". وحاول ملك الجزيرة أن يدفع جيش المسلمين، لكنه فشل وسقط أسيرا، واستولى المسلمون على العاصمة (نيقوسيا)، وبذا دخلت الجزيرة في طاعة دولة المماليك.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 135
الخميس 22 رمضان 1439 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - مقال: • غزوات رمضان (2) ذكرنا في العدد الماضي جانباً من غزوات ومعارك ...

الدولة الإسلامية - مقال:

• غزوات رمضان (2)


ذكرنا في العدد الماضي جانباً من غزوات ومعارك المسلمين وأهم الفتوحات في رمضان، ونكمل في هذه الوقفة مع عدد آخر من تلك المعارك.
فقد كانت أول سرية للمسلمين لقتال المشركين في رمضان من السنة الأولى للهجرة وهي سرية سيف البحر، وأمَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، ولم يحدث فيها قتال، ومن المعارك الهامة في رمضان فتح بلاد النوبة في عام 31 ه، وهي مناطق شمال السودان اليوم، وسار إليها عبد الله بن أبي السرح في جيش تعداده عشرون ألف مقاتل وسار إلى دنقلة عاصمة النوبيين وحاصرها وضربها بالمنجنيق حتى استسلموا وطلبوا الصلح، وتصالح المسلمون والنوبيون في شهر رمضان من العام الحادي والثلاثين بعد الهجرة على بنود أمن المسلمون من خلالها جانبهم، وفرضوا عليهم تسليم عدد كبير من الرقيق كل عام إلى المسلمين، وكذلك حِفظ المسجد الموجود في بلادهم وعدم منع أي أحد من المسلمين منه.

ومن الفتوح في هذا الشهر المبارك فتح (عمورية) التي سيَّر إليها الخليفة العباسي المعتصم بالله جيشاً عام 223 ه للثأر للنساء المسلمات اللاتي سباهن الروم، وتمكن الجيش من تخريب بلادهم ودخول عمورية وهي أقوى حصونهم، استجابة لنداء امرأة نادت (وامعتصماه).

وفي عهد المماليك استعاد المسلمون جزيرة قبرص في عام 829 هـ في شهر رمضان، حيث استهدف سلطان المماليك الأشرف برسباي فتح الجزيرة وإخضاعها لسلطانه، فأعد حملة كبيرة قدرت بمائة وثمانون سفينة أبحرت من ميناء رشيد بمصر، وتحركت الحملة شمالا في جزيرة قبرص، قال ابن تغري بردي: "وعظم ازدحام الناس على كُتّاب المماليك ليكتبوهم في جملة المجاهدين في المراكب المعيَّنة، حتى إنه سافر في هذه الغزوة عددٌ من أعيان الفقهاء، ولما أن صار السلطان لا يُنعم لأحد بالتوجُّه بعد أن استكشف العساكر، سافر جماعة من غير إذن، وأعجب من هذا أنه كان الرجل ينظر في وجه المسافر للجهاد يعرفه قبل أن يسأله لما بوجهه من السرور والبشر الظاهر بفرحه للسفر، وبعكس ذلك فيمن لم يعيَّن للجهاد". وحاول ملك الجزيرة أن يدفع جيش المسلمين، لكنه فشل وسقط أسيرا، واستولى المسلمون على العاصمة (نيقوسيا)، وبذا دخلت الجزيرة في طاعة دولة المماليك.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 135
الخميس 22 رمضان 1439 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - قصة شهيد أبو عبد الله المناري نشأ في طاعة الله وطلب العلم ونشط في المنتديات ...

الدولة الإسلامية - قصة شهيد

أبو عبد الله المناري
نشأ في طاعة الله وطلب العلم ونشط في المنتديات الجهادية

بدأ أولى خطواته على درب الجهاد وهو ابن 16 ربيعا، نشأ على طاعة الله، وشبَّ على طلب العلم، وأمضى أغلب وقته ينهل من عيونه، لم يكتف بنقله إلى قلبه بل عاشه واقعا ملموسا، فعمل به وحرَّض غيره على العمل به.


أتقن العمل على الشبكة العنكبوتية، وساهم بفعالية عبر المنتديات الجهادية، وخلال فترة وجيزة تعلَّم المونتاج، وبدأ ينتج الاسطوانات الجهادية الدعوية، التي توضِّح كفر الطواغيت وتدعو لنصرة المجاهدين، وبدأ برفعها عبر المنتديات الجهادية، ونشط في إعادة رفع ما يقع تحت يديه مما يناصر به إخوانه ويدفع عنهم، وبذل كل طاقته في نصرة المجاهدين قبل نفيره، كما بذلها بعد نفيره تقبله الله.

أبو عبد الله المناري ولد في مدينة "بريدة" في الجزيرة العربية عام 1414 للهجرة، ونشأ وتربى في بيت صالح -نحسبه كذلك- كانت سمات الجِد والمثابرة واضحة في شخصيته منذ صغره، أحب طلب العلم وقصد حلقات التحفيظ في المساجد، غير أن تلك الحلقات لم تشبع نهمه للعلم، لقلة الجديّة فيها وندرة الدروس، فحاول الاستعاضة عنها بدروس العلماء وتسجيلاتهم الصوتية.

لم يقتصر حب أبي عبد الله للعلم على العلم الشرعي، بل تجاوزه إلى فنون الحاسوب والبرمجيات، فتعلم التصميم، ثم التصميم ثلاثي الأبعاد، والبرمجة، وقطع فيها شوطا طويلا، وكان السبب الأكبر لتنقله في عدة مجالات محاولته تعلُّم أي شيء ينفع إخوانه في درب الجهاد، فلما بلغ قرابة السادسة عشرة من عمره قرر مع بعض صحبه صناعة بعض الاسطوانات الدعوية ونسخها وتوزيعها على الناس، يدعون فيها لنصرة المجاهدين ويوضحون كفر الطواغيت، وعندما تم الأمر رأوا أن فيها خيرا كثيرا، فقرروا نشرها على شبكة الإنترنت، وتم ذلك على المنتديات الجهادية.

وفُتح لأبي عبد الله باب واسع لنصرة المجاهدين بدخوله في نصرة الجهاد على الانترنت، وصارت حياته كلها في هذا الباب، فجدَّ في عمله أيما جد، وكرس جلَّ وقته مع المناصرين، فكان يلتمس حاجة إخوانه، وما إن يرى ثغرا حتى يسعى لسده قدر إمكانه، وكان يحرص على العمل الخفي قدر المستطاع، فغالب عمله كان في الظل.


• شغفه بطلب العلم الشرعي:

وخلال هذه المسيرة كان يقع على بعض المسائل الشرعية فيبحث عمن يستفتيه فيها فلا يجد، فأيقن أن لا غنى له عن طلب العلم، وعاد إليه حب طلب العلم الشرعي مرة أخرى، فأكثر القراءة في جميع الفنون، وكان لا يسمع بدرس أو دورة شرعية إلا كان من أول من يحضرها، ومن شدة نهمه لطلب العلم، فقد كان يصحو وينام بين الكتب، مستعينا بحاسوبه على ما لا يجده مطبوعا منها، ففتح الله عليه، ثم اجتهد في حفظ القرآن الكريم.

ومرة -بعد نفيره- مرض مرضا شديدا، فكان يحاول أن يقرأ، فإن لم يستطع القراءة تحول إلى سماع الدروس الصوتية، فإذا أنهكه التعب يأخذ النوم منه مأخذه، وهو يستمع للدرس، لكنه ما إن يصحو حتى يمد يده لجهازه ليعيد الدرس من بدايته، أو لمتابعة قراءة كتاب كان قد توقف عنده.

ومن قصص شغفه بطلب العلم أنه كان يوما في نزهة مع بعض إخوانه، وأثناء تجاذب أطراف الحديث سأله أحد رفاقه أن ينصحه بكتب ليقرأها، فأخرج قلمه ليكتب له أسماء بعض الكتب، فلم يجد ورقة، فظل يبحث حتى أُحرج صاحبه من الأمر، فلما لم يجد ما يريد أخذ قطعة ورق مقوى وجدها على الأرض، وظل يكتب عليها قرابة نصف الساعة، فكتب قائمة طويلة بأسماء الكتب في كل المجالات، ووضع له تسلسلا من أين يبدأ، ولأي مرحلة ينتقل، كل هذا طمعا بأن يتجه صاحبه لطلب العلم.

وخلال وجوده في الجزيرة كان يتنقل بين المشايخ لطلب العلم، ولكن أتعبه أن أغلب من تصدَّر للتدريس إما من "المرجئة" أو "السرورية"، فكان يقصد من يرجو منه خيرا، فيرى منه ما يسوؤه، فتأخذه الغيرة على دين الله فيهجر مجلسه، وهكذا، وكان -تقبله الله- يمقت حال كثير من طلبة العلم في الجزيرة (السرورية وأشباههم)، وما آل إليه أمرهم من طلب العلم للعمل به، إلى طلب العلم دون عمل، وغاية ما يصل إليه هو أن يفتتح حلقة جديدة للتدريس أو يؤلف كتابا جديدا يرفع به اسمه، وكذلك حالهم مع تقديس مشايخهم مهما ارتكبوا من موبقات.

ولما بلغ قرابة الثامنة عشر من عمره جاءه أحد رفاقه وأبلغه أنه وجدا طريقا للنفير لليمن، فسأله إن كان يود النفير معه، ورغم أن الأمر جاء بشكل مفاجئ إلا أنه أجاب بلا تردد: "وما عذري أصلا في القعود حتى يكون في الأمر اختيار؟"، وقد كان موعد النفير بعد عدة أيام فقط، ولكن لأمر أراده الله لم يتيسر لهم الأمر، فأشعل هذا الموقف رغبته باللحاق بالمجاهدين، ولم يتيسر له ذلك حتى بدأ القتال في الشام.

• عمله على فكاك الأسرى:

بدأ القتال في الشام مع بداية الثورات في عدد من البلدان، فصاحب هذا نوع من الانفتاح في جزيرة العرب، لخوف الطواغيت من انقلاب الأمر عليهم، وبدأ خلالها العمل على فكاك الأسرى، فكان أبو عبد الله من أوائل من بدأ العمل، وكان ينبِّه كل من يعمل معه أن هذه خطوة أولى لإزالة الطواغيت، وقدَّر الله أن يؤسر عدة مرات، حيث أودع في السجن في إحدى المرات قرابة الشهرين، وكان في نفس الوقت يبحث بشكل جاد عن سبيل للعمل العسكري داخل الجزيرة.

وكان مما يميِّز مسيرة حياته الجدية والوضوح، فكان لا يدخل في عمل إلا بعد تحديد هدفه، ووضع الجدول الزمني لتنفيذه، واتسمت تلك الفترة بتسهيلات من قبل الطواغيت للتجمعات على غير المعتاد ليجعلوها مصيدة للموحِّدين، اقتداء بسياسة طواغيت الأردن، فكانت تلك التجمعات تحت أعين أجهزة الأمن المرتدة، فاستفادوا منها فائدة لا تقدر بثمن، ومن الضيق والغربة التي كان يعانيها أهل المنهج في الجزيرة وقعوا في الفخ سريعا، فلا تمر عدة أيام إلا وهناك اجتماع جديد، تأتي فيه وجوه جديدة، وكان الطواغيت يراقبون التجمعات بكثافة لدرجة أنهم زرعوا كاميرات تصوير عند كثير من تلك المواقع، فصوروا جميع من كان يحضرها دون استثناء، وهذا الجو سلبي مع وجود فائدة قليلة فيه إلا أن الضرر كان أكبر بكثير.


• النفير إلى الشام:

فتجنَّب أبو عبد الله هذه التجمعات لما رأى من انعدام للفائدة فيها، وقرر حينها النفير إلى الشام، ولكن لم يتمكن من ذلك بسبب أن عمره لا يسمح له باستخراج جواز سفر، فنفر أصحابه وبقي يبحث عن طريق للنفير، وأفرغ جهده في ذلك ولكن لم يكتب له إلا بعد قرابة العام، وكان ذلك قبيل ظهور صحوات الشام بـ 3 أشهر، ويسَّر الله له الهجرة إلى الشام حيث وصلها بعد انشقاق "الجولاني" وزمرته عن دولة الإسلام بفترة قريبة، وكان الجو مشحونا حينها، فقابل فور وصوله أحد أصحابه ممن كان يطلب معه العلم، فحاول صاحبه إقناعه مباشرة بتجنب مبايعة الدولة الإسلامية وقال له: "تعرف الشيخ الفلاني، كلمته بنفسي فحذرني من الدولة"، -وقد كان هذا ديدن بعض أهل الضلال والعياذ بالله، الطاعة العمياء لأحبارهم-، فقال له أبو عبد الله مباشرة: "لو كنت سأسمع كلام هذا الشيخ ما رأيتني هنا في الشام"!، فبهت صاحبه من جوابه، وكانت هذه الحادثة فراقاً بينهما، رغم العلاقة الوطيدة التي كانت تجمعهما.


• مرابطاً في حلب:

فتح الله على أبي عبد الله في هذه المرحلة، وبادر إلى مبايعة أمير المؤمنين تقبله الله، وبدأت غزوة الفتح في ولاية حلب، فذهب للمشاركة فيها، ثم بدأ غدر الصحوات بجنود الدولة الإسلامية، وهو مرابط في "خان العسل" في الريف الغربي لحلب، فلم يتردد في قتال الصحوات إلى جانب إخوانه وثبت معهم بفضل الله وهدايته.

وبعد انجلاء المحنة انتقل أبو عبد الله إلى مدينة "منبج"، فعمل في أحد الأعمال الإدارية، حتى بدأ الجهاد ضد ملاحدة الأكراد في ريف "عين الإسلام"، فشارك في عدة معارك وبقي في الرباط فترة طويلة، انتقل بعدها للعمل في الإعلام الداخلي في ولاية حلب، وكان اهتمامه بهذا المجال كبيرا جدًا فبذل جهدا مميزا فيه، يدير النقاط الإعلامية ويوزع المنشورات والمطويات والكتب، وقد بذل كل ما يستطيع، فكان إذا تأخر عليه المال من إخوانه دفع من ماله الخاص حتى لا يتوقف العمل.

تزوج -تقبله الله- خلال هذه الفترة ورزقه الله مولودة، وقد حرص على الزواج تنفيذا لوصية رسول الله للشباب، وكذا رغبته في ترتيب وقته لاستغلاله في طلب العلم، وانتقل بعدها إلى العمل في الدعوة، ثم عاد إلى الرباط حبا فيه ورغبة في التفرغ للقراءة والحفظ، فرابط في الريف الشمالي لحلب فترة طويلة، فكان يقوم على رباطه ثم يعود لغرفته منكبا على كتبه، وكان نادرا ما يجلس دون قراءة كتاب أو الاستماع لدرس، وقد كان يلوم إخوانه كثيرا على عدم استغلال أوقاتهم، ويفرح أشد الفرح إن أبْدا أحدهم اهتماما بالقراءة وطلب العلم، فيحرص على صحبته ويعلمه ويعطيه بعض الكتب والدروس، ويتابع معه حتى لا ينقطع عنها، وشارك خلال رباطه في تلك الفترة بعدد من المعارك أهمها اقتحام قرية "كفرة".

بعد عدة أشهر انتقل للعمل في مركز الحسبة، وعمل فيها على إعطاء الدورات والدروس، وكذلك إعداد البحوث الشرعية، وكانت غيرته على دين الله كبيرة، فلا يترك منكرا إلا أنكره مع كونه صاحب حياء شديد، وكان يجاهد نفسه في ذلك، ومع بدء الحملة الصليبية على منبج كان أبو عبد الله خارج منبج بعمل وقد أغلق الطريق قبل أن يعود، فكان الأمر شديدا عليه، حتى أنهك جسده من شدة الهم كونه خارج الحصار لا داخله.

• يكتب للنبأ:

بقي في عمله بمركز الحسبة في حلب، فعمل في مدينة الباب حتى انحياز المجاهدين منها، ومع عمله في الحسبة كان يبذل جهدا مشهودا في العمل مع إخوانه في الإعلام، فلا يمر أسبوع إلا وكتب لإخوانه بما يفتح الله له من فكرة أو نصيحة أو غير ذلك، وكان أحد كتاب صحيفة "النبأ" فكتب كثيرا من المقالات الشرعية والدعوية، ومع كل هذا فقد كان شديد الإخلاص -كما نحسبه-، فقد كان يكتب المقالات ولا يعلم أقرب الناس إليه عن عمله هذا، بل لم يكن يسأل أو يبحث أنُشر المقال أم لا، فيكتب المقال ويرسله ويقول: "إن رأيتم فيه خيرا فانشروه".

كان آخر عمله في مركز الحسبة في ولاية الخير، ثم انتقل بعدها إلى إحدى الكتائب العسكرية، وفي ليلة الأثنين 25/4/1439هـ كانت آخر ساعاته، صلى العشاء ثم التفت وقال لأحد إخوانه: "ذكرنا بالله "، فاستغرب منه الأخ، فلم يكن هذا من عادته وأصر عليه أن يتكلم هو، فأبى أبو عبد الله وقال: "في مرة قادمة بإذن الله"، فتحدث الأخ عن التقوى قليلا، وتناول العشاء مع إخوانه بعد الصلاة، ثم أبلغه أحد الإخوة أن هناك غزوة محتملة هذه الليلة، فارتدى جعبته وحمل سلاحه، فطلب أحد الإخوة منه أن يبقى، وقال: "نرسل أحدنا للتأكد إن كان هناك غزوة فعلا أم لا"، فأصر أبو عبد الله على الخروج، وقال: "إن لم تحصل الغزوة لعل الله يكتب لنا أجرها ثم نعود".

وبعد خروجه -تقبله الله- من بيته انتهى وقود السيارة التي كان يستقلها، فتوقف على جانب الطريق، فرصدتهم طائرة التحالف الصليبي، ثم استهدفتهم، فقتل أبو عبد الله وأحد رفاقه -تقبلهم الله-، نحسبهم أن قد نالوا أجر هذه الغزوة التي لم تحصل، قتل -تقبله الله- وكان من آخر كلامه نصحه لإخوانه بالثبات، ودعوته لهم بهجر مجالس المخذِّلين والمرجفين، وقال لهم: "لا تستغربوا من كثرة المتساقطين، إنما هي دائرة البلاء كانت واسعة وهرب إلى داخلها من في قلبه مرض، وقد ضاقت بأمر الله حتى لن تبقي فينا إلا من يثبِّته الله، فنسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا".

نسأل الله أن يكون ما تعلمه وقدمه سلما يرتقي به في درجات الجنة، وأن يلحقنا به ثابتين غير مبدِّلين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 135
الخميس 22 رمضان 1439 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - قصة شهيد أبو عبد الله المناري نشأ في طاعة الله وطلب العلم ونشط في المنتديات ...

الدولة الإسلامية - قصة شهيد

أبو عبد الله المناري
نشأ في طاعة الله وطلب العلم ونشط في المنتديات الجهادية

بدأ أولى خطواته على درب الجهاد وهو ابن 16 ربيعا، نشأ على طاعة الله، وشبَّ على طلب العلم، وأمضى أغلب وقته ينهل من عيونه، لم يكتف بنقله إلى قلبه بل عاشه واقعا ملموسا، فعمل به وحرَّض غيره على العمل به.


أتقن العمل على الشبكة العنكبوتية، وساهم بفعالية عبر المنتديات الجهادية، وخلال فترة وجيزة تعلَّم المونتاج، وبدأ ينتج الاسطوانات الجهادية الدعوية، التي توضِّح كفر الطواغيت وتدعو لنصرة المجاهدين، وبدأ برفعها عبر المنتديات الجهادية، ونشط في إعادة رفع ما يقع تحت يديه مما يناصر به إخوانه ويدفع عنهم، وبذل كل طاقته في نصرة المجاهدين قبل نفيره، كما بذلها بعد نفيره تقبله الله.

أبو عبد الله المناري ولد في مدينة "بريدة" في الجزيرة العربية عام 1414 للهجرة، ونشأ وتربى في بيت صالح -نحسبه كذلك- كانت سمات الجِد والمثابرة واضحة في شخصيته منذ صغره، أحب طلب العلم وقصد حلقات التحفيظ في المساجد، غير أن تلك الحلقات لم تشبع نهمه للعلم، لقلة الجديّة فيها وندرة الدروس، فحاول الاستعاضة عنها بدروس العلماء وتسجيلاتهم الصوتية.

لم يقتصر حب أبي عبد الله للعلم على العلم الشرعي، بل تجاوزه إلى فنون الحاسوب والبرمجيات، فتعلم التصميم، ثم التصميم ثلاثي الأبعاد، والبرمجة، وقطع فيها شوطا طويلا، وكان السبب الأكبر لتنقله في عدة مجالات محاولته تعلُّم أي شيء ينفع إخوانه في درب الجهاد، فلما بلغ قرابة السادسة عشرة من عمره قرر مع بعض صحبه صناعة بعض الاسطوانات الدعوية ونسخها وتوزيعها على الناس، يدعون فيها لنصرة المجاهدين ويوضحون كفر الطواغيت، وعندما تم الأمر رأوا أن فيها خيرا كثيرا، فقرروا نشرها على شبكة الإنترنت، وتم ذلك على المنتديات الجهادية.

وفُتح لأبي عبد الله باب واسع لنصرة المجاهدين بدخوله في نصرة الجهاد على الانترنت، وصارت حياته كلها في هذا الباب، فجدَّ في عمله أيما جد، وكرس جلَّ وقته مع المناصرين، فكان يلتمس حاجة إخوانه، وما إن يرى ثغرا حتى يسعى لسده قدر إمكانه، وكان يحرص على العمل الخفي قدر المستطاع، فغالب عمله كان في الظل.


• شغفه بطلب العلم الشرعي:

وخلال هذه المسيرة كان يقع على بعض المسائل الشرعية فيبحث عمن يستفتيه فيها فلا يجد، فأيقن أن لا غنى له عن طلب العلم، وعاد إليه حب طلب العلم الشرعي مرة أخرى، فأكثر القراءة في جميع الفنون، وكان لا يسمع بدرس أو دورة شرعية إلا كان من أول من يحضرها، ومن شدة نهمه لطلب العلم، فقد كان يصحو وينام بين الكتب، مستعينا بحاسوبه على ما لا يجده مطبوعا منها، ففتح الله عليه، ثم اجتهد في حفظ القرآن الكريم.

ومرة -بعد نفيره- مرض مرضا شديدا، فكان يحاول أن يقرأ، فإن لم يستطع القراءة تحول إلى سماع الدروس الصوتية، فإذا أنهكه التعب يأخذ النوم منه مأخذه، وهو يستمع للدرس، لكنه ما إن يصحو حتى يمد يده لجهازه ليعيد الدرس من بدايته، أو لمتابعة قراءة كتاب كان قد توقف عنده.

ومن قصص شغفه بطلب العلم أنه كان يوما في نزهة مع بعض إخوانه، وأثناء تجاذب أطراف الحديث سأله أحد رفاقه أن ينصحه بكتب ليقرأها، فأخرج قلمه ليكتب له أسماء بعض الكتب، فلم يجد ورقة، فظل يبحث حتى أُحرج صاحبه من الأمر، فلما لم يجد ما يريد أخذ قطعة ورق مقوى وجدها على الأرض، وظل يكتب عليها قرابة نصف الساعة، فكتب قائمة طويلة بأسماء الكتب في كل المجالات، ووضع له تسلسلا من أين يبدأ، ولأي مرحلة ينتقل، كل هذا طمعا بأن يتجه صاحبه لطلب العلم.

وخلال وجوده في الجزيرة كان يتنقل بين المشايخ لطلب العلم، ولكن أتعبه أن أغلب من تصدَّر للتدريس إما من "المرجئة" أو "السرورية"، فكان يقصد من يرجو منه خيرا، فيرى منه ما يسوؤه، فتأخذه الغيرة على دين الله فيهجر مجلسه، وهكذا، وكان -تقبله الله- يمقت حال كثير من طلبة العلم في الجزيرة (السرورية وأشباههم)، وما آل إليه أمرهم من طلب العلم للعمل به، إلى طلب العلم دون عمل، وغاية ما يصل إليه هو أن يفتتح حلقة جديدة للتدريس أو يؤلف كتابا جديدا يرفع به اسمه، وكذلك حالهم مع تقديس مشايخهم مهما ارتكبوا من موبقات.

ولما بلغ قرابة الثامنة عشر من عمره جاءه أحد رفاقه وأبلغه أنه وجدا طريقا للنفير لليمن، فسأله إن كان يود النفير معه، ورغم أن الأمر جاء بشكل مفاجئ إلا أنه أجاب بلا تردد: "وما عذري أصلا في القعود حتى يكون في الأمر اختيار؟"، وقد كان موعد النفير بعد عدة أيام فقط، ولكن لأمر أراده الله لم يتيسر لهم الأمر، فأشعل هذا الموقف رغبته باللحاق بالمجاهدين، ولم يتيسر له ذلك حتى بدأ القتال في الشام.

• عمله على فكاك الأسرى:

بدأ القتال في الشام مع بداية الثورات في عدد من البلدان، فصاحب هذا نوع من الانفتاح في جزيرة العرب، لخوف الطواغيت من انقلاب الأمر عليهم، وبدأ خلالها العمل على فكاك الأسرى، فكان أبو عبد الله من أوائل من بدأ العمل، وكان ينبِّه كل من يعمل معه أن هذه خطوة أولى لإزالة الطواغيت، وقدَّر الله أن يؤسر عدة مرات، حيث أودع في السجن في إحدى المرات قرابة الشهرين، وكان في نفس الوقت يبحث بشكل جاد عن سبيل للعمل العسكري داخل الجزيرة.

وكان مما يميِّز مسيرة حياته الجدية والوضوح، فكان لا يدخل في عمل إلا بعد تحديد هدفه، ووضع الجدول الزمني لتنفيذه، واتسمت تلك الفترة بتسهيلات من قبل الطواغيت للتجمعات على غير المعتاد ليجعلوها مصيدة للموحِّدين، اقتداء بسياسة طواغيت الأردن، فكانت تلك التجمعات تحت أعين أجهزة الأمن المرتدة، فاستفادوا منها فائدة لا تقدر بثمن، ومن الضيق والغربة التي كان يعانيها أهل المنهج في الجزيرة وقعوا في الفخ سريعا، فلا تمر عدة أيام إلا وهناك اجتماع جديد، تأتي فيه وجوه جديدة، وكان الطواغيت يراقبون التجمعات بكثافة لدرجة أنهم زرعوا كاميرات تصوير عند كثير من تلك المواقع، فصوروا جميع من كان يحضرها دون استثناء، وهذا الجو سلبي مع وجود فائدة قليلة فيه إلا أن الضرر كان أكبر بكثير.


• النفير إلى الشام:

فتجنَّب أبو عبد الله هذه التجمعات لما رأى من انعدام للفائدة فيها، وقرر حينها النفير إلى الشام، ولكن لم يتمكن من ذلك بسبب أن عمره لا يسمح له باستخراج جواز سفر، فنفر أصحابه وبقي يبحث عن طريق للنفير، وأفرغ جهده في ذلك ولكن لم يكتب له إلا بعد قرابة العام، وكان ذلك قبيل ظهور صحوات الشام بـ 3 أشهر، ويسَّر الله له الهجرة إلى الشام حيث وصلها بعد انشقاق "الجولاني" وزمرته عن دولة الإسلام بفترة قريبة، وكان الجو مشحونا حينها، فقابل فور وصوله أحد أصحابه ممن كان يطلب معه العلم، فحاول صاحبه إقناعه مباشرة بتجنب مبايعة الدولة الإسلامية وقال له: "تعرف الشيخ الفلاني، كلمته بنفسي فحذرني من الدولة"، -وقد كان هذا ديدن بعض أهل الضلال والعياذ بالله، الطاعة العمياء لأحبارهم-، فقال له أبو عبد الله مباشرة: "لو كنت سأسمع كلام هذا الشيخ ما رأيتني هنا في الشام"!، فبهت صاحبه من جوابه، وكانت هذه الحادثة فراقاً بينهما، رغم العلاقة الوطيدة التي كانت تجمعهما.


• مرابطاً في حلب:

فتح الله على أبي عبد الله في هذه المرحلة، وبادر إلى مبايعة أمير المؤمنين تقبله الله، وبدأت غزوة الفتح في ولاية حلب، فذهب للمشاركة فيها، ثم بدأ غدر الصحوات بجنود الدولة الإسلامية، وهو مرابط في "خان العسل" في الريف الغربي لحلب، فلم يتردد في قتال الصحوات إلى جانب إخوانه وثبت معهم بفضل الله وهدايته.

وبعد انجلاء المحنة انتقل أبو عبد الله إلى مدينة "منبج"، فعمل في أحد الأعمال الإدارية، حتى بدأ الجهاد ضد ملاحدة الأكراد في ريف "عين الإسلام"، فشارك في عدة معارك وبقي في الرباط فترة طويلة، انتقل بعدها للعمل في الإعلام الداخلي في ولاية حلب، وكان اهتمامه بهذا المجال كبيرا جدًا فبذل جهدا مميزا فيه، يدير النقاط الإعلامية ويوزع المنشورات والمطويات والكتب، وقد بذل كل ما يستطيع، فكان إذا تأخر عليه المال من إخوانه دفع من ماله الخاص حتى لا يتوقف العمل.

تزوج -تقبله الله- خلال هذه الفترة ورزقه الله مولودة، وقد حرص على الزواج تنفيذا لوصية رسول الله للشباب، وكذا رغبته في ترتيب وقته لاستغلاله في طلب العلم، وانتقل بعدها إلى العمل في الدعوة، ثم عاد إلى الرباط حبا فيه ورغبة في التفرغ للقراءة والحفظ، فرابط في الريف الشمالي لحلب فترة طويلة، فكان يقوم على رباطه ثم يعود لغرفته منكبا على كتبه، وكان نادرا ما يجلس دون قراءة كتاب أو الاستماع لدرس، وقد كان يلوم إخوانه كثيرا على عدم استغلال أوقاتهم، ويفرح أشد الفرح إن أبْدا أحدهم اهتماما بالقراءة وطلب العلم، فيحرص على صحبته ويعلمه ويعطيه بعض الكتب والدروس، ويتابع معه حتى لا ينقطع عنها، وشارك خلال رباطه في تلك الفترة بعدد من المعارك أهمها اقتحام قرية "كفرة".

بعد عدة أشهر انتقل للعمل في مركز الحسبة، وعمل فيها على إعطاء الدورات والدروس، وكذلك إعداد البحوث الشرعية، وكانت غيرته على دين الله كبيرة، فلا يترك منكرا إلا أنكره مع كونه صاحب حياء شديد، وكان يجاهد نفسه في ذلك، ومع بدء الحملة الصليبية على منبج كان أبو عبد الله خارج منبج بعمل وقد أغلق الطريق قبل أن يعود، فكان الأمر شديدا عليه، حتى أنهك جسده من شدة الهم كونه خارج الحصار لا داخله.

• يكتب للنبأ:

بقي في عمله بمركز الحسبة في حلب، فعمل في مدينة الباب حتى انحياز المجاهدين منها، ومع عمله في الحسبة كان يبذل جهدا مشهودا في العمل مع إخوانه في الإعلام، فلا يمر أسبوع إلا وكتب لإخوانه بما يفتح الله له من فكرة أو نصيحة أو غير ذلك، وكان أحد كتاب صحيفة "النبأ" فكتب كثيرا من المقالات الشرعية والدعوية، ومع كل هذا فقد كان شديد الإخلاص -كما نحسبه-، فقد كان يكتب المقالات ولا يعلم أقرب الناس إليه عن عمله هذا، بل لم يكن يسأل أو يبحث أنُشر المقال أم لا، فيكتب المقال ويرسله ويقول: "إن رأيتم فيه خيرا فانشروه".

كان آخر عمله في مركز الحسبة في ولاية الخير، ثم انتقل بعدها إلى إحدى الكتائب العسكرية، وفي ليلة الأثنين 25/4/1439هـ كانت آخر ساعاته، صلى العشاء ثم التفت وقال لأحد إخوانه: "ذكرنا بالله "، فاستغرب منه الأخ، فلم يكن هذا من عادته وأصر عليه أن يتكلم هو، فأبى أبو عبد الله وقال: "في مرة قادمة بإذن الله"، فتحدث الأخ عن التقوى قليلا، وتناول العشاء مع إخوانه بعد الصلاة، ثم أبلغه أحد الإخوة أن هناك غزوة محتملة هذه الليلة، فارتدى جعبته وحمل سلاحه، فطلب أحد الإخوة منه أن يبقى، وقال: "نرسل أحدنا للتأكد إن كان هناك غزوة فعلا أم لا"، فأصر أبو عبد الله على الخروج، وقال: "إن لم تحصل الغزوة لعل الله يكتب لنا أجرها ثم نعود".

وبعد خروجه -تقبله الله- من بيته انتهى وقود السيارة التي كان يستقلها، فتوقف على جانب الطريق، فرصدتهم طائرة التحالف الصليبي، ثم استهدفتهم، فقتل أبو عبد الله وأحد رفاقه -تقبلهم الله-، نحسبهم أن قد نالوا أجر هذه الغزوة التي لم تحصل، قتل -تقبله الله- وكان من آخر كلامه نصحه لإخوانه بالثبات، ودعوته لهم بهجر مجالس المخذِّلين والمرجفين، وقال لهم: "لا تستغربوا من كثرة المتساقطين، إنما هي دائرة البلاء كانت واسعة وهرب إلى داخلها من في قلبه مرض، وقد ضاقت بأمر الله حتى لن تبقي فينا إلا من يثبِّته الله، فنسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا".

نسأل الله أن يكون ما تعلمه وقدمه سلما يرتقي به في درجات الجنة، وأن يلحقنا به ثابتين غير مبدِّلين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 135
الخميس 22 رمضان 1439 ه‍ـ
...المزيد

ثم حمامته وقعت ف بحر45 وقال سرب حمام ويلكم قارب هندين خير للصابرين مومنين فخسفنا به عنقين ...

ثم حمامته وقعت ف بحر45
وقال سرب حمام ويلكم
قارب هندين خير للصابرين مومنين
فخسفنا به عنقين ومجموعته من ممثلين متعنققيق وبجنته ابد ابدين

هههههه54 وما انت بهادي عمي عن ضلالتهم ولا بمسمع صم اذا ولو مدبرين ولا بمكلم موتى

هههههه54
وما انت بهادي عمي عن ضلالتهم
ولا بمسمع صم اذا ولو مدبرين
ولا بمكلم موتى

ٳثأر لإخوانك ولمن شاء نصرة الأسرى والأسيرات في سجون الكافرين، وقد بعدت المسافة بينه وبين تلك ...

ٳثأر لإخوانك

ولمن شاء نصرة الأسرى والأسيرات في سجون الكافرين، وقد بعدت المسافة بينه وبين تلك السجون، دونك من يليك من الكافرين، جاهدهم ونكّل بهم، وانتقم لإخوانك وأخواتك بذلك، فاقتلهم، وأْسرْهم وطالب بمفاداتهم بأسرى المسلمين، وأعلن أن جهادك هو نصرة لهم وثأر ممن ظلمهم، فإن ذلك من أعظم ما تقوم به لاستنقاذهم، وإن مجرد بلوغ أخبار عملك أسماعهم له أثرٌ كبيرٌ في نفوسهم، ورباط عظيم على قلوبهم ومن أسباب تثبيتهم على دينهم، وتزيد من يقينهم بنصر الله تعالى لهم بإخوانهم، ولينصرن الله من ينصره إن الله قوي عزيز.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [200]
...المزيد

ٳثأر لإخوانك ولمن شاء نصرة الأسرى والأسيرات في سجون الكافرين، وقد بعدت المسافة بينه وبين تلك ...

ٳثأر لإخوانك

ولمن شاء نصرة الأسرى والأسيرات في سجون الكافرين، وقد بعدت المسافة بينه وبين تلك السجون، دونك من يليك من الكافرين، جاهدهم ونكّل بهم، وانتقم لإخوانك وأخواتك بذلك، فاقتلهم، وأْسرْهم وطالب بمفاداتهم بأسرى المسلمين، وأعلن أن جهادك هو نصرة لهم وثأر ممن ظلمهم، فإن ذلك من أعظم ما تقوم به لاستنقاذهم، وإن مجرد بلوغ أخبار عملك أسماعهم له أثرٌ كبيرٌ في نفوسهم، ورباط عظيم على قلوبهم ومن أسباب تثبيتهم على دينهم، وتزيد من يقينهم بنصر الله تعالى لهم بإخوانهم، ولينصرن الله من ينصره إن الله قوي عزيز.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [200]
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
13 ربيع الآخر 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً