✍ قال أحمَدُ الرُّوميُّ الحَنفيُّ: (( الواجِبُ على كُلِّ مُسلِمٍ في هذا الزَّمانِ أن يَحذَرَ من ...

✍ قال أحمَدُ الرُّوميُّ الحَنفيُّ:
(( الواجِبُ على كُلِّ مُسلِمٍ في هذا الزَّمانِ أن يَحذَرَ من الاغتِرارِ والمَيلِ إلى شَيءٍ من البِدَعِ والمُحْدَثاتِ، ويَصُونَ دينَهُ من العَوائِدِ الَّتي استَأنَسَ بها وتَرَبَّى عليها؛ فإنَّها سُمٌّ قاتِلٌ قَلَّ من سَلِمَ من آفاقِها، وظَهرَ لَهُ الحَقُّ مَعَها... فالحَذَرَ الحَذَرَ من هذا السُّمِّ القاتِلِ، وكُنْ مائِلًا إلى الحَقِّ، مُستَيقِظًا لخَلاصِ مُهجَتِكَ بالاتِّباعِ، وتَرْكِ الابتِداعِ ))
((مجالس الأبرار))(ص:246)
🔗 اضغط هنا لمتابعة قناة فوائد علمية على الواتساب :👇 https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
...المزيد

✍ قال أحمَدُ بنُ حَنبَلٍ: (( أصولُ السُّنَّة عِندَنا: التمَسُّكُ بما كان عليه أصحابُ رَسولِ اللهِ ...

✍ قال أحمَدُ بنُ حَنبَلٍ:
(( أصولُ السُّنَّة عِندَنا: التمَسُّكُ بما كان عليه أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والاقتِداءُ بهم، وتَركُ البِدَعِ، وكُلُّ بدعةٍ فهيَ ضَلالةٌ، وتَركُ الخُصوماتِ في الدِّينِ ))
((أصول السنة))(14-16)
🔗 اضغط هنا لمتابعة قناة فوائد علمية على الواتساب :👇 https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
...المزيد

✍ عن عَبدِ اللهِ بنِ المَبارَكِ قال: (( اعلَمْ أنِّي أرَى أنَّ المَوتَ اليَومَ كرامةٌ لكُلِّ ...

✍ عن عَبدِ اللهِ بنِ المَبارَكِ قال:
(( اعلَمْ أنِّي أرَى أنَّ المَوتَ اليَومَ كرامةٌ لكُلِّ مُسلِمٍ لَقيَ اللهَ على السُّنَّةِ، فإنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ، فإلى اللهِ نَشكو وحشَتَنا، وذَهابَ الإخوانِ، وقِلَّةَ الأعوانِ، وظُهورَ البِدَعِ، وإلى اللهِ نَشكو عَظيمَ ما حَلَّ بهذه الأمَّةِ من ذَهابِ العُلماءِ وأهلِ السُّنَّةِ، وظُهورِ البِدَعِ! ))
رواه ابن وضاح في ((البدع والنهي عنها))(2/48)
🔗 اضغط هنا لمتابعة قناة فوائد علمية على الواتساب :👇 https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
...المزيد

✍ قال عُمرُ بنُ عَبدِ العَزيزِ: (( سَنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وولاةُ الأمرِ من ...

✍ قال عُمرُ بنُ عَبدِ العَزيزِ:
(( سَنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وولاةُ الأمرِ من بَعدِه سُنَنًا، أخَذْنا بها تَصديقًا بكِتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، واستِكمالًا لطاعةِ الله تعالى، وقوَّةً على دينِ اللهِ سُبحانَه، من عَمِلَ بها مُهتَدٍ، ومن استَنصَرَ بها مَنصورٌ، ومن خالَفَها اتَّبَعَ غَيرَ سَبيلِ المُؤمنين، ووَلَّاهُ اللَّهُ ما تولَّى، وأصلاهُ جَهنَّمَ وساءَت مَصيرًا ))
((جامع بيان العلم وفضله)) (2326)
🔗 اضغط هنا لمتابعة قناة فوائد علمية على الواتساب :👇 https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
...المزيد

✍ عن أبي إدريسَ الخَولانيِّ قال: (( لأنْ أرَى في المَسجِدِ نارًا لا أستَطيعُ إطفاءَها أحِبُّ ...

✍ عن أبي إدريسَ الخَولانيِّ قال:
(( لأنْ أرَى في المَسجِدِ نارًا لا أستَطيعُ إطفاءَها أحِبُّ إليَّ من أن أرَى فيه بدعةً لا أستَطيعُ تَغييرَها ))
رواه المروزي في ((السنة)) (ص:32)
🔗 اضغط هنا لمتابعة قناة فوائد علمية على الواتساب :👇 https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25 ...المزيد

📜 صِفَاتُ الإِقَامَةِ الْوَارِدَةِ وَالثَّابِتَةِ فِي السُّنَّةِ: ✍ السُّنَّةُ أَنْ تَكُونَ ...

📜 صِفَاتُ الإِقَامَةِ الْوَارِدَةِ وَالثَّابِتَةِ فِي السُّنَّةِ:
✍ السُّنَّةُ أَنْ تَكُونَ الإِقَامَةُ مُرَتَّبَةً وَمُتَوَالِيَةً بِإِحْدَى الصِّفَاتِ الآتِيَةِ:
١ ـ الصِّفَةُ الأُولَى:
إِحْدَى عَشْرَةَ جُمْلَةً، وَهِيَ إِقَامَةُ بِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الَّتِي كَانَ يُقِيمُ بِهَا بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ ﷺ، وَهِيَ:
(١ ـ اللهُ أَكْبَرُ، ٢ ـ اللهُ أَكْبَرُ، ٣ ـ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ٤ ـ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، ٥ ـ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، ٦ ـ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، ٧ ـ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، ٨ ـ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، ٩ ـ اللهُ أَكْبَرُ، ١٠ ـ اللهُ أَكْبَرُ، ١١ ـ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ).
٢ ـ الصِّفَةُ الثَّانِيَةُ:
سَبْعَ عَشْرَةَ جُمْلَةً، وَهِيَ إِقَامَةُ أَبِي مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
(التَّكْبِيرُ أَرْبَعًا، وَالتَّشَهُّدَانِ أَرْبَعًا، وَالْحَيْعَلَتَانِ أَرْبَعًا، وَقَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ مَرَّتَيْنِ، وَالتَّكْبِيرُ مَرَّتَيْنِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مَرَّةً).
٣ ـ الصِّفَةُ الثَّالِثَةُ:
عَشْرُ جُمَلٍ:
(اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ).
🔳 يُسَنُّ أَنْ يُقِيمَ بِهَذِهِ مَرَّةً، وَبِهَذِهِ مَرَّةً، حِفْظًا لِلسُّنَّةِ بِوُجُوهِهَا الْمُتَنَوِّعَةِ، وَإِحْيَاءً لَهَا، مَا لَمْ تُخْشَ فِتْنَةٌ.
🔳 يُسْتَحَبُّ الدُّعَاءُ وَالصَّلَاةُ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ.
🔳 يَجُوزُ اسْتِعْمَالُ مُكَبِّرِ الصَّوْتِ فِي الأَذَانِ، وَالإِقَامَةِ، وَالصَّلَاةِ، وَالْخُطْبَةِ إِذَا دَعَتِ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ، فَإِنْ حَصَلَ بِهِ ضَرَرٌ أَوْ تَشْوِيشٌ أُزِيلَ.
🔳 يُسَنُّ أَنْ يَتَوَلَّى الأَذَانَ وَالإِقَامَةَ رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَالْمُؤَذِّنُ أَمْلَكُ بِالأَذَانِ، وَالإِمَامُ أَمْلَكُ بِالإِقَامَةِ، فَلَا يُقِيمُ الْمُؤَذِّنُ إِلَّا بِإِشَارَتِهِ أَوْ رُؤْيَتِهِ أَوْ قِيَامِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ.
🔳 يُسَنُّ إِفْرَادُ كُلِّ جُمْلَةٍ مِنْ جُمَلِ الأَذَانِ بِنَفَسٍ وَاحِدٍ، وَيُجِيبُهُ السَّامِعُ كَذَلِكَ، أَمَّا الإِقَامَةُ فَلَمْ يَثْبُتْ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ ذِكْرٌ مَشْرُوعٌ يَقُولُهُ مَنْ سَمِعَ الإِقَامَةَ.
🔳 يُسَنُّ لِلْمُؤَذِّنِ فِي الْبَرْدِ الشَّدِيدِ أَوِ اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ وَنَحْوِهِمَا أَنْ يَقُولَ بَعْدَ الْحَيْعَلَتَيْنِ، أَوْ بَعْدَ الأَذَانِ مَا ثَبَتَ فِي السُّنَّةِ:
(أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ).
أَوْ يَقُولَ: (صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ).
أَوْ يَقُولَ: (وَمَنْ قَعَدَ فَلَا حَرَجَ).
🔗 اضغط هنا لمتابعة قناة فوائد علمية على الواتساب :👇 https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
...المزيد

الدولة الإسلامية - مقال: • أخي المجاهد كن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول روي أن لقمان قال ...

الدولة الإسلامية - مقال:

• أخي المجاهد كن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول

روي أن لقمان قال لابنه: "يا بني، إن غُلبت على الكلام، فلا تغلب على الصمت، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، إني ندمت على الكلام مرارًا، ولم أندم على الصمت مرة واحدة".

وقال ابن بريدة: رأيت ابن عباس آخذًا بلسانه، وهو يقول: "ويحك، قل خيرًا تغنم، أو اسكت عن سوء تسلم، وإلا فاعلم أنَّك ستندم". قال: فقيل له: يا ابن عباس، لم تقول هذا؟ قال: "إنه بلغني أنَّ الإنسان ليس على شيء من جسده أشدُّ حنقًا أو غيظًا يوم القيامة منه على لسانه إلا ما قال به خيرًا، أو أملى به خيرًا" [رواه أحمد].

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من يضمن لي ما بين لَحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة) [رواه البخاري].

قال ابن عبد البر: "في هذا الحديث دليل على أن أكبر الكبائر إنما هي من الفم والفرج، وقال ابن بطال في فتح الباري: "دلَّ الحديث على أن أعظم البلاء على المرء في الدنيا لسانه وفرجه، فمن وُقي شرهما وقي أعظم الشر".

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم طويل الصمت، كثير الذكر، قليل الضحك، فعن سماك بن حرب، قال: "قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، كان طويل الصمت، قليل الضحك، وكان أصحابه ربما تناشدوا عنده الشعر والشيء من أمورهم، فيضحكون، وربما يتبسم" [رواه أحمد].

وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت) [رواه البخاري ومسلم].

أخي المجاهد إن الصمت عمَّا لا يرضي الله منجاة من النار، ومرضاة لله، واتقاء من غضبه، به السلامة من الندم، والنجاة من الزلل، وهو وقار للرجال، لا حِكمَة إلا بالتزامه، والمعين على اجتياز الصراط يوم الدين، وهو ليس انعزالا عن الناس بقدر ما هو انعزال عن الاحتياج للاعتذار للناس ونجاة من الزلل والغيبة والنميمة ونجاة من القول على الله بغير علم.

فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صمت نجا) [رواه الترمذي].

وروي أن أعرابيا كان يجالس الشعبي ويطيل الصمت، فقال له الشعبي يومًا: ألا تتكلم؟، فقال: "أَسكت فأَسلَم وأَسمع فأَعلَم؛ إنَّ حظَّ المرء في أذنه له، وفي لسانه لغيره".

وقد قال بعض الصالحين: "الزم الصمت يكسبك صفو المحبة، ويأمِّنك من سوء المغبة، ويلبسك ثوب الوقار، ويكفك مؤنة الاعتذار".

والشرع قد حثَّ على الصمت ورغَّب فيه؛ لأنه يحفظ الإنسان من الوقوع في آفات اللسان ومنكرات الأقوال، ويسلم به من الاعتذار.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 138
الخميس 21 شوال 1439 ه‍ـ
...المزيد

سنستدرجهم من حيث لا يعلمون الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله ...

سنستدرجهم من حيث لا يعلمون


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فلما كانت سنن الله الكونية لا تتبدل ولا تتغير، وذلك مصداقا لقوله تعالى {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 62]، وكان من سنن الله الكونية المكر بالكافرين واستدراجهم وكان هذا الاستدراج من حيث لا يعلمون قال تعالى: { وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ } [الأعراف: 182]، قال أحد السلف: الاستدراج: كلما أحدثوا ذنبا أعطاهم الله أ.هـ. فقد يفتح الله عليهم ويمدهم بالغنى والنعيم ويشهد لهذا قوله تعالى { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } [الأنعام: 44]، وكذا قوله تعالى { كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ } [الأنعام: 108] وقوله { فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ } [المؤمنون: 54 - 56]، ذكر البغوي في شرح السنة أن ثابتًا البناني سئل عن الاستدراج فقال: مكر الله بالعباد المضيِّعين
نعم الاستدراج مكر الله بالكافرين، وإن كان في ظاهره على الكفار نعمة ولكن في باطنه العذاب والنقمة، وإن كان في ظاهر الأمر على المؤمنين الشدة والابتلاء، إلا أنه في باطنه الرحمة والسعادة والهناء، كيف لا، والله معهم ويكيد ويمكر لهم {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 19]، ولما كان هذا الظاهر، أغتر به كل كافر، وهم لا يشعرون أنه فتنة، فحسبوه كرامة ومنة.

فتقلبوا وبغوا ، قال تعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: 196، 197]، متاع قليل، نعم إنه قليل فلن يطول أبدًا، فإنما هي مرحلة وستنقضي، وسحابة صيف عن قريب تقشَّع.

وراهن أعداء الله في قديم الزمان وحديثه على استئصال الإسلام من جذوره، كما حاولوا عند بدء ظهوره والدعوة إليه، وذلك لما يرون من قلة أهله وضعفهم في بداية الأمر، وقد تشابهت كلمات أعداء الله، كما تشابهت قلوبهم؛ فكانت كلمات السخرية والاستهزاء، والتقليل من شأن الموحدين هي ديدن الكفار في ماضي الزمان وحاضره، ولئن تبجح الكفار في أيامنا وصاروا يعلنون انتصاراتهم المزعومة على الموحدين وذلك بسلب الأراضي، وأن هؤلاء لا عقول لهم، وغرهم دينهم؛ إذ كيف يستطيعون الحياة والعالم بأسره تخندق ضدهم؛ فلئن قالوا مثل هذه الأقاويل؛ قلنا لهم: شنشنة نعرفها من أخزم، لا تنطلي إلا على من كان عن نور الشريعة وصوت الحق أعمى وأصم.


• حال الأنبياء في الصراع مع الباطل:

وقد أخبرنا المولى سبحانه عن رهان الكفار الخاسر في استئصال الدين وحملته؛ وذلك بإخباره -سبحانه - عن حال أنبيائه ورسله في هذه المرحلة.

فقد أخبر الله عن قوم نوح أنهم سخروا منه وهدَّدوه بالرجم، وأنه ما تبعه إلا قليل من الضعفاء، فقال الله - حاكياً عنهم - {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} [الشعراء: 111]، وقالوا: {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَانُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ} [الشعراء: 116]، وكانوا كلما مرَّ على ملأٌ منهم سخروا منه، ومع تطاول الزمان الذي دعاهم فيه، وقلة أنصاره وأعوانه إلا أن الله أراه مصرع الكافرين أمام عينيه؛ فأغرق الله الكافرين، وأنجى نوحًا ومن معه وجعل ذريته هم الباقين، وقال قوم شعيب لشعيب: {قَالُوا يَاشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } [هود: 91]، وقال قوم لوط للوط: {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ}، وكثيرة هي الآيات التي تحكي عن هذه المرحلة من خلال أخبار الأنبياء والصالحين مع أقوامهم، وفيها تسلية للمتَّبعين لهم، المقتفين آثارهم.• ولنا في الماضي القريب عبرة:

وما أشبه الليلة بالبارحة فقد مكر الله بكفار زماننا كما مكر بأسلافهم من قبل؛ فبينما أمة الصليب، وأحفاد القرود يمكرون بأمة الإسلام، ويقسمون البلاد؛ حتى لا يبقى لهم كيان موحد، وبينما أمة الإسلام في سباتها وقد أحاطوها بكمٍ هائل من التحالفات والمُعاهدات التي تكرِّس الذل والتبعية لأمم الكفر، وفي خضم هذا كله مكر الله بهم؛ فقدر العليم القدير أن يقوم ثلة من المجاهدين بقتال الاتحاد السوفيتي؛ ففرحت امريكا وحركت أذنابها في المنطقة للقضاء عليه؛ لتصفو لها الزعامة ولم تدرِ أنه مكر الله بها ؛ فقام سوق الجهاد - على ما فيه من أخلاط - ثم جاءت غزوتا نيويورك وواشنطن؛ فاستشعرت حامية الصليب خطر الجهاد وأهله عليهم؛ فجاءت بحدها وحديدها نحو المسلمين تروم إطفاء نور الله، والقضاء على الجهاد وأهله، ولتعيد المسلمين إلى عهد السبات والذل، فمكر الله بها ومرَّغ أنفها في التراب، وتخطفت جيشها ضربات المجاهدين في كل مكان؛ فأدركت خطر الموقف، وجلل الخطب، وصعوبة المخرج، فأوكلت إلى عملائها في الخليج وراهنوا على إضعاف شوكة المجاهدين، وتشتيت شملهم، تمامًا كحال سلفهم فرعون إذ قال: {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} [الأعراف: 127]، فتنوعت أساليب الطغاة في إضعاف المجاهدين فكان من أساليبهم:

1- استنفار عملائهم من علماء السوء وأحفاد بلعام بن باعورا، لصد شباب الإسلام عن الجهاد بحجة أن الوقت ليس مناسبًا، وبعدم شرعيته في هذا العصر، مرورًا بسيل الشبهات، وتأويل صريح الأحاديث والآيات، وانتهاءً بوصف المجاهدين بالمارقين عن دين الإسلام، وأنهم من أهل الإلحاد.

2- تشويه السمعة، وإظهار المجاهدين بصورة القتلة المجرمين، وكان لوسائل الإعلام بشتى أنواعها الحظ الأوفر في هذا المكر والكيد الذي يرومون به إطفاء نور الله، وكذبوا، وصدق الله إذ يقول {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32] .

3- إغلاق الحدود والمعابر وتضييق الخناق أمام كل محاولة للوصول إلى دار الإسلام وموطن الجهاد كسلفهم من كفار قريش حين منعوا المهاجرين من المدينة.

4- سدُّ قنوات الدعم المالي للمجاهدين ومحاولة إيقاف عملهم لانعدام المال.

ولما باءت هذه المحاولات -التي راهنوا من خلالها على إضعاف المجاهدين- بالفشل والخسران، عمدوا إلى آخر العلاج وهو الحرب الجوية على دولة الإسلام علانية، ومع هذا المكر الكُبَّار تولى الله حفظ المجاهدين، ويسر لهم كل عسير، فما تنزل بهم نازلة أو ضائقة إلا جاءهم الفرج من حيث لا يحتسبون.


• مكر الله بالكافرين:

وفي حال انشغال أهل الكفر بإضعاف شوكة المجاهدين، ونشوتهم بالقضاء عليه؛ إذ بأمر الله الذي لا يرد، وحكمه الذي لا معقب له، وبين عشية وضحاها؛ إذ بكتائب المجاهدين وسراياهم تجتث عروش الطواغيت، وتكسر الحدود، وبعملية أشبه بالخيال يسيطر المجاهدون على مناطق شاسعة، ويقيمون فيها حكم الله، ويرجعون سلطانه، ذلَّ فيها الكفر وأهله ، وبخطوة أعجب يعلنون قيام سلطان الله في أرضه وعودة الخلافة الإسلامية؛ فتبددت آمال الطغاة ، وشرقت حلوقهم ، وامتلئوا غيظًا وحنقًا ، فأعادوا الكرة من جديد ، تمامًا كما فعل فرعون من قبل، قال تعال: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ} ولكن هيهات فلا تزال من أمة الإسلام طائفة تجاهد في سبيل الله لا يضرها من عاداها ولا من خذلها.

فإنا وربي إن صمتنا برهةً
فالنار في البركان ذات كمون
أظننت أمتنا تموت بضربة
خابت ظنونك فهي شر ظنون
بليت سياطك والعزائم لم تزل
منّا كحدّ الصارم المسنون

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 138
الخميس 21 شوال 1439 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - فتربصوا إنَّا معكم متربصون منذ بداية الجهاد في أرض الرافدين وبدء الصراع مع ...

الدولة الإسلامية - فتربصوا إنَّا معكم متربصون


منذ بداية الجهاد في أرض الرافدين وبدء الصراع مع أمم الكفر، والمجاهدون بين كرٍّ وفر، والأمر بينهم وبين الصليبيين والمرتدين صولات وجولات، ينصرهم الله حينا من الدهر ثم يبتليهم، فما أن تكون للباطل الجولة حتى ينتفش ويعلو ويزهو، فيظن أن الأمر كله بيده، فكم أعلنوا من نصر، وكم ظنوا أنهم قد قضوا على المجاهدين، وفي كل مرة يمكر الله بهم فيعود المجاهدون أقوى مما كانوا عليه، وفي كل مرة يظنون -خابت ظنونهم- أنهم كبحوا جماح المجاهدين وأوقفوا عملياتهم، لكن سرعان ما تبدأ العمليات الأمنية بتمزيق صفوفهم، فيسعون جاهدين للتكتيم والتكذيب مدعين أن المجاهدين شرذمة قليلون لا يشكلون أي خطر عليهم، والواقع خلاف ذلك فيخادعون أنفسهم وقومهم {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } [الأنفال: 30].

وإن تربص المجاهدين بأعدائهم لن يتوقف عند فقدان أرض، كما لم يتوقف من قبل فلقد استمر المجاهدون في أشد الظروف وأصعب المحن، وقد مضت معركة الفلوجة الأولى والثانية وابتلي فيهما المجاهدون بلاءً شديدا، ثم تلاها سيطرة وتمكين على مناطق واسعة أعلنوا فيها دولة العراق الإسلامية ونصروا دين الله جل وعلا، فأقاموا شعائر الله، ثم ابتلى الله عباده وزال التمكين فتغطرس الرافضة والمرتدون وأسيادهم الصليبيون، فبطشوا بالمسلمين وحسِب الرافضة أن لن يقدر عليهم أحد، فعاود المجاهدون الإثخان فيهم بمزيد من العمليات الأمنية، وما هي إلا بضع سنين حتى حوَّل الله سعيهم إلى ما آل إليه أمر فرعون من قبلهم {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ * فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 53 – 59].

والناظر اليوم يبصر حجم عمليات المفارز الأمنية لجند الخلافة في عقر ديار الكفار ولله الحمد والفضل والمنة، فلم تمض أشهر قليلة منذ انحياز المجاهدين من بعض الولايات، حتى ارتفعت معدلات الاستنزاف البشري والعسكري والاقتصادي للمرتدين والصليبيين، جراء العمليات النوعية المركزة في مختلف ولايات دولة الإسلام في العراق والشام وسيناء وخراسان وشرق آسيا والصومال وغرب أفريقيا وغيرها من الولايات.

وقد اصبح المرتدون في حال بائسة لا يأمن أحدهم على نفسه وسط داره وبين أهله وعياله، ولا في تنقله من مكان لمكان، فصار فريسة يصطادها آساد الكواتم أو اللواصق والعبوات أو مفارز القنص أو سرايا الانغماس، حتى صارت حشودهم تساق كالنعاج من على الطرقات للسكاكين الحاذقة والطلقات الفالقة.

والعمليات الأمنية أشد على نفوسهم وأنكى فيهم، فإن المجاهدون يرونهم وهم ولا يرونهم، ولا يدرون من أين تأتيهم الطلقة أو متى تنفجر عليهم العبوة، فتلهب أجسادهم وآلياتهم وتدمر مقارهم، وهذا كله محض فضل من الله سبحانه وتعالى، الذي أمرنا بإرهاب الكفار وإرعابهم والشدة عليهم وتنغيص عيشهم، وحال المجاهد في ذلك بين إعداد وتجهيز وتدريب وتخطيط وتقديم لما استطاع من جهد ونفس ومال.

فيا أيها الصليبيون، أيها الرافضة، أيها الصحوات، أيها المرتدون اعتبروا من ماضيكم، هل تناسيتم الأيام الزرقاوية؟ أم نسيتم خطة الكرامة، وما حل بكم في حصاد الأجناد، وهدم الأسوار؟ أوما تذكرون قول الشيخ العدناني تقبله الله حين قال: "أتظنون أنا سنرحل؟ أتخالون أنا سننتهي؟ أتحسبون أنا سنكل أو نمل؟ كلا إننا باقون بإذن الله إلى قيام الساعة وليقاتلنّ آخرنا الدجال".

وستحصدون ما جنيتم من جرائمكم بحق المسلمين بإذن الله، وإن ثأرنا سيطال كل مرتد نجس امتدت يده لعفيفة طاهرة أو مسلم مستضعف، والجهاد ماض إلى قيام الساعة، وهو سبيل العزة والرفعة وقدر الطائفة المنصورة، وإن الدماء التي سفكت والأعراض التي انتهكت هي دَين في عنق كل مسلم، فأنتم لا تقاتلون رجالاً إنما تقاتلون ديناً وعد الله بنصره وأيَّما رجل يهديه الله لنصرة دينه سيأتيكم طالباً ثأر إخوانه، وإن لم يكن قد باشره شيء من أذاكم بل سيثأر منكم من كان يسكن معكم ويعيش معاشكم بمجرد أن ينير الله بصيرته، ولكم في أبي عبد البر الأمريكي تقبله الله خير عبرة ومثال إذ هداه الله للإسلام بعد أن تجاوز ال60 من عمره فسارع للثأر لإخوانه ولم يمر على إسلامه غير شهور قليلة.

فيا جند الخلافة في كل مكان شدوا وثاق وكلاء الصليب وعملائهم وداعميهم واغتنموا هشاشة ديارهم فشردوا بهم من خلفهم، وأعملوا فيهم قتلاً وتشريداً، وإن هذه العمليات المباركة تهيئ للفتح والتمكين بإذن الله.

وأبشروا أيها المرتدون بما يسوؤكم {فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ } [التوبة: 52].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 136
الخميس 7 شوال 1439 ه‍ـ
...المزيد

وشاورهم في الأمر عن المِسْوَر بن مخرمة في قصة الحديبية قال: فلما فرغ رسول الله -صلى الله عليه ...

وشاورهم في الأمر

عن المِسْوَر بن مخرمة في قصة الحديبية قال: فلما فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قضية الكتاب قال لأصحابه: (قوموا فانحروا، ثم احلقوا)، قال: فو الله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، قال: فلما لم يقم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟، اخرج، ثم لا تكلم أحدا منهم حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فقام، فخرج، فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا.

وفي موقعة بدر قال صلى الله عليه وسلم: أشيروا عليّ أيها الناس، فقام سيدنا سعد رضي الله عنه، وقال: يا رسول الله لكأنك تعنينا؟ قال: أجل، قال: يا رسول الله لقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق فامض لما أراك الله، نحن معك لن يتخلف منا رجل واحد، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء فحارب من شئت، وسالم من شئت، وعادِ من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، فو الذي بعثك بالحق إن الذي تأخذه من أموالنا أحب إلينا من الذي تبقيه لنا فامض على بركة الله، لو خضت هذا البحر لخضناه معك.

هذا فِعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النبي المعصوم، الذي يتلقى الوحي من السماء، وهو أغنى من يكون عن المشورة، لكنه فعلها، وكررها، وحث عليها، وما ذلك إلا درس لنا، وإيعاز بأهميتها، وتنبيه لضرورتها، وهذا كله امتثال لقوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159 ].

أخي المجاهد إن الاستشارة مستحبة بكل المواطن، بل تكاد تكون واجبة في بعضها، وأكثر ما تكون كذلك في ساحات الوغى، وأكثر من يجب عليه الالتزام بها هو المجاهد، الذي قد يترتب على قراره سفك دماء إخوانه، وأرواح المسلمين، فكم من دماء حُفظت بمشورة أمير عاقل، وكم من أرواح أُزهقت بتعنُّت جاهل، رفض مشورة إخوانه واستبدَّ برأيه.

أخي المجاهد إن المشورة كنز قد يقيك عناء الطريق ومشقة المسير، فكلمة صغيرة من أخ بسيط قد تكون حليفة التوفيق والنجاح، فلا تغتر برأيك، فقد يأتي الشقاء على يديك، فتكون سببا في ظلم نفسك وغيرك.

وتذكر أن هذا الأمر لا يصلح له متكبر، فلن تقدر على طلب المشورة مالم تكن متواضعا، واحذر الابتعاد عن إخوانك فلن تقوى على هذا الأمر كذلك ما لم تكن قريبا منهم، تجالسهم، تمازحهم، تندمج معهم، كي لا ترى حرجا في طلب المشورة منهم، وانتق في ذلك صاحب الخبرة والتقوى، وتحيَّن الوقت المناسب، ولا تتردد في طلبها وقت حاجتها، ولا تفوِّت على نفسك الفرصة في طلبها ابتغاء وجه الله تعالى بإخلاص وابتغاء مرضاته.

واحذر أخي المجاهد إن امتنعت عن استشارة إخوانك من امتناعهم عن نصحك، واعلم أنك إن جعلتها ديدنك فإنهم سيجعلون النصح ديدنهم، ولن يبخلوا عليك بآرائهم، فقد يُكرم الله تعالى أحدهم برأي يكون فيه السداد، فتسود به أنت وهم في الدنيا والآخرة.

واعلم أخي أن المشورة تجعل إخوانك شركاء لك في الأمر، يتحملون المسؤولية معك، ويتبنُّون قرارك، ويعملون على تنفيذه وإنجاحه، وفيها تقدير لهم واحترام لذواتهم، وإن وافق رأيُك رأيهم، فذلك تعزيز له وتقريبه من قلوبهم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 137
الخميس 14 شوال 1439 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - مقال: • ولكنكم تستعجلون حينما كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام ...

الدولة الإسلامية - مقال:

• ولكنكم تستعجلون

حينما كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام يحفرون الخندق حول المدينة تحصيناً لها وتجهيزاً لدفع عادية المعتدين، موقنين بوعد الله لعباده أن العاقبة للصابرين الصادقين ممن لم يبدلوا تبديلا، سعى من كان يبطن كيده ومكره لزعزعة صفوفهم ونفوسهم ببث الأراجيف والإشاعات تشكيكاً بالوعد الرباني واستهزاءا بالبشارات النبوية التي كان يبشِّر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه تسلية لهم وتصبيراً على ما سيلاقونه، فكانت هذه البشارات بالفتح ونيل أعناق الكافرين وسلطانهم سبيلاً لرفع الهمم وتقوية للعزائم، فلم يرق ذلك للمنافقين، فأظهروا ما أخفوه فقال أحدهم: "يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط " وشابههم في ذلك من سار على نهجهم للكيد بهذا الدين العظيم، ومن أخذ على عاتقه نصرته والذود عنه، فقالوا { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ } [آل عمران: 173]، فما كان من حماة الشريعة إلا أن قالوا { حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }، ومضوا مع رسول الله مقارعين تحالفات الكفر، لم يضرهم من خالفهم ومن خذلهم، وأشهروا سيوفهم ورماحهم في وجوه الأحزاب، قائلين {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22]، فسارت تلك الثلة الصابرة المحتسبة الموقنة بموعود الله عز وجل، فلم تُفتِر عزائمهم أراجيف المرجفين ولا خذلان المنهزمين ولا تهديد الكافرين {وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}.

وتكررت مثل هذه المشاهد مع أهل الإسلام في أزمنة عديدة، وفي زماننا هذا مضى المجاهدون بالكتاب الهادي والسيف الناصر قتلاً وتشريداً بملل الكفر والردة، حتى تمكنوا في بلاد الرافدين -بفضل من الله وحده- من إقامة دولة للإسلام تقيم حكم الله وتطبق شرعه وسط حرب شديدة من المنافقين وأهل الضلال، فاتهموا بالاستعجال وقلة الفهم وانعدام الحكمة، وأجابهم الشيخ المجاهد أمير الدولة الأول الشيخ أبو عمر البغدادي -تقبله الله- فقال: "أمة الإسلام إننا حينما أعلنا دولة الإسلام وأنها دولة هجرة وجهاد، لم نكن نكذب على الله ثم على الناس، ولم نكن نتحدث عن أضغاث أحلام، لكنا بفضل الله تعالى الأقدر على فهم سنة الله في هذا الجهاد، هذا الفهم منشأه دماء المجاهدين من مهاجرين وأنصار بعد معاينة أخلاقهم ومنهجهم، إنَّا حينما أعلنا دولة الإسلام لم نكن فحسب نحاول قطف الثمرة بعد نضوجها بل إن الثمرة سقطت سقوطاً حراً فالتقطناها قبل وقوعها في الوحل وصارت في أيدينا أمينة نظيفة" أهــ.

وقد تعاقب حملة الراية وحفظوا الدولة وصانوها فسقوا شجرتها بدمائهم وأشلائهم وتضحياتهم فتحققت الغاية من القتال وظهر وعد الله نافذا، فعلت كلمة الله وأُعلن التوحيد ونكِّست رايات الشرك والتنديد ونُسفت معالمه وقطعت أعناق حماته والداعين له، وضربت الجزية، وجبيت الزكاة، وأُمر بالمعروف ونهي عن المنكر، فعلت الشجرة ووصل ظلها أرجاء المعمورة، بعد أن تغربل حماتها وتمايزت صفوفهم، فصارت شعائر ملة إبراهيم تضرب بمعولها معالم الجاهلية في جبال خراسان وغابات شرق آسيا وغرب أفريقيا وصحراء سيناء وأودية اليمن، وعم الصراع العالم بين الإيمان والكفر، والتوحيد والشرك، والفضيلة والرذيلة، والطاعة والمعصية، وهدى الله على أيدي المجاهدين الآلاف، والتحق كثير منهم بصفوفهم، واصطفى الله من عباده شهداء، فختم لهم بخير ختام بعد أن كان بعضهم يتقلَّب في أوحال الجاهلية، ونشأ جيل في هذا الجهاد يوشك بإذن الله أن يفتح الأرض ويحقق موعود الله.

وإن طريق الحق لا يدركه إلا من هداه الله، وهو في أعين المنافقين وأهل الضلال دربٌ مستحيل وطريق للهلاك، فمن كان يتصور أن تلك الخطوة المباركة الأولى التي أعلنها الشيخ أبو مصعب الزرقاوي -تقبله الله- وإخوانه من بغداد ببضعة عشر مجاهدا سيصل خيرها لما وصل إليه، وهذا الطريق هو السبيل الوحيد الذي أثبت نجاحه لأن نوره استقي من مشكاة النبوة.

فقد شكى خباب رضي الله عنه إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقال: (شكونا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا ؟، قال -صلى الله عليه وسلم-: كان الرجل فيمن قبلكم، يُحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشَّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليَتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون).


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 137
الخميس 14 شوال 1439 ه‍ـ
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
12 ربيع الآخر 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً