أهل الهمم هم صفوة الأمم الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا ...

أهل الهمم هم صفوة الأمم

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين أما بعد:

إن الثبات على الحق والتمسك بمواقف الصدق هو شيم الصالحين وصفات الأنبياء والمرسلين وإن هذا الدين ما وصلكم وما جاء بنوره إليكم إلا بصبر على البلاء وتمزق وتناثر الأشلاء وإراقة الدماء فلم يردّهم ذلك عن مرادهم ولم يوقف شيئا من سعيهم، وإن الإنسان ليعجز أن يصف موقف خبيب بن عدي "رضي الله عنه" بكلمات حين أسره المشركون وعذبوه عذابا شديدا ثم قالوا: ننشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وأنى جالس في أهلي.

فحينما أيقن بوعد الله للثابتين، الباذلين نفوسهم رخيصة لدين الله عز وجل نطق بتلك الكلمات.
فيا أبناء الإسلام اعلموا أن الدفاع عن دين الله وبذل المهج في سبيل إقامته لهو أمانة عظيمة في أعناقكم قد كلفكم الله بها، فلا تتركوها ولا تهملوها، وأعطوها حقها، موقنين بوعد الله عز وجل متوكلين عليه في استجلاب النصر.

فهذا الدين لا يقوم إلا على أشلاء ودماء فرسان صادقين، ممن ساروا على نهج الأولين، فنالوا الرفعة والعزة وضربت سنابك خيلهم المشرق والمغرب فاتحين.


• من قصص أهل العزائم والهمم:

إن الصراع اليوم بحاجة لرجال عزائمهم كعزيمة أنس بن النضر -رضي الله عنه-، وموقف كموقف الصديق أبي بكر -رضي الله عنه- يوم الردة، والذي قال لعمر -رضي الله عنه-: (والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه) [البخاري].

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو، اللهم إني أسالك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد.

إن الهمة العالية لتغلي في القلوب غليان الماء في القدر فتحث صاحبها على عظائم الأمور فكونوا علي قدر المسؤولية وحملها.


• عبد الله بن حذافة:

أما سمعت قصة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم المملوأة بالثبات واسترخاص النفس في سبيل الله عز وجل، ففي أحد غزوات المسلمين على الروم في الشام، حملت الروم على طائفة من المسلمين فأسروهم ومنهم عبد الله بن حذافة السهمي، فلما دخل الروم على هرقل قالوا له إن هذا الرجل من قريش يعنون عبد الله بن حذافة وهو ابن عم محمد قال فدفعه إلى رجل فقال أجعه قال فأجاعه الرجل فكان يأتيه في كل يوم بلحم خنزير فيضعه بين يديه فيعرض عنه عبد الله بن حذافة وقال هذا طعام لا يحل لنا أكله فدخل الرجل على هرقل فقال له أتيته بلحم خنزير وخمر فأعرض عنه وقال هذا طعام لا يحل لنا أكله فإن كان لك في الرجل حاجة فأطعمه قال فاذهب فأطعمه شيئا قال فذهب فأتاه بطعام فأكله، فلما أخبر هرقل بذلك قال قد بلوته بالضراء، فأبتليه بالسراء فأتاه بالجواري وبألطاف وملاهي قال فلم يلتفت عبد الله بن حذافة إلى شيء من ذلك قال فأتاه الرجل فأخبره بذلك فقال للجواري ما كان منه إليكن حركة فقلن لا والله ما التفت إلينا فأرسل إليه هرقل فأتاه فقال له هرقل قد بلوتك بالسراء والضراء فصبرت فهل لك أن تقبل رأسي وتنجو بنفسك قال لا قال فهل لك أن تقبل رأسي وأدفع لك كل أسير من المسلمين عندي قال نعم فقبل رأسه عبد الله بن حذافة فدفع إليه كل أسير عنده من المسلمين.

• أنس بن النضر:

ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أيضا أنس بن النضر -رضي الله عنه-، فعند البخاري رحمه الله، قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون قال: اللهم إني أعتذر اليك مما صنع هؤلاء "يعني أصحابه" وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء "يعني المشركين" ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة وربِّ النضر إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل ومثَّل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه، قال أنس: كنا نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه قال الله عز وجل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]، إنه أنس بن النضر صدق الله وعاهده وطلب منه، فنال النعيم المقيم بإذن الله (جنة عرضها السموات والأرض) فالسلام على أهل الهمم فهم صفوة الأمم وأهل المجد والكرم طارت بهم أرواحهم إلى مراتب الصعود ومنازل الخلود، من أراد المعالي هان عليه كل هم؛ لأنه لولا المشقة والتعب لساد الناس كلهم، فكل رجل يطمع بالمجد ويرجو أن يصل إلى المعالي ولكن القليل من يدفع ثمن ذلك (وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتي تورمت قدماه وربط الحجر علي بطنه من الجوع).


• الصبر الصبر:

أيها المجاهدون في سبيل الله المستجيبون لأمر الله:

قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام:162] فلتكن حياتنا كلها لله صبرا على الأذى وصبرا على الحصار وصبرا على فقدان الأحبة فكلها لله.
فالصبر على أمرائنا وقادتنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري رحمه الله: (السمع والطاعة حق مالم يؤمر بمعصية)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله عليه وسلم يقول: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويُتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره فإن عليه منه) [رواه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي والبيهقي]
قال الله تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر} [العصر:3] فالثبات الثبات حتى الممات، والثبات الثبات حتى نصل إلى جنة عرضها السماوات والأرض، نعلم أنكم تحبون المواجهات وأرواحكم على أكفكم تقدموها رخيصة لنصرة دين الله وإعلاء راية التوحيد ثبتكم الله، أرواحنا يارب فوق أكفنا نرجو ثوابك مغنما وجوارا.


أيها الموحدون عليكم بتقوى الله عز وجل والثبات والصبر، ولا تحقرن من المعروف شيئا، واعمل بما أقدرك الله عليه ولا تهن أو تركن مهما قل ما تستطيعه من عمل ومهما بلغ بك الضعف، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) [البخاري].

ونسأل الله أن يرزقنا من واسع فضله وأن ينعم علينا من وافر عطائه وأن يجعلنا من أهل العزائم والهمم وييسر لنا بذلها فيما أمر وأن يستعملنا سبحانه في إعلاء دينه ورفع رايته والنيل من أعدائه ويثبتنا على ذلك.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 152
الخميس 9 صفر 1440 هـ
...المزيد

ملاحدة الأكراد تكالبت أمم الكفر في الشام على المجاهدين ودولتهم، يرومون القضاء عليهم وإفناء ...

ملاحدة الأكراد

تكالبت أمم الكفر في الشام على المجاهدين ودولتهم، يرومون القضاء عليهم وإفناء مشروعهم في إقامة شرع الله وإعلاء كلمته سبحانه، بعدما أغاظهم وزاد من حنقهم إقبال المسلمين على دينهم واجتماعهم على إمامهم، فطاشت عقول الطواغيت لما رأوا من يخالفهم ويعاندهم علانية دون خوف ويسير عكس مسارهم الذي رسموه للعالم.

ولأن دروس العراق ما زالت حاضرة في أذهان طواغيت أمريكا وحلفها، لم يجرؤوا على التفكير بالنزول للأرض والقتال وجها لوجه، فعادوا لحيلة الطواغيت القديمة التي استعملها قبلهم الفرس والروم في زمن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قدموا المشركين من العرب ليقاتلوا عنهم ويبذلوا دمائهم في سبيلهم فيكونون لهم درعا وحصنا، فلم يغن عنهم ذلك شيئا حيث أزال الله ملكهم على أيدي المؤمنين وأورثهم أرضهم وديارهم، وكذلك فعل التحالف الصليبي اليوم فاختاروا من المرتدين من يأخذ دورهم ويضحي بنفسه من أجلهم، بعدما وعدوه بمشاريع وهمية أو حركوه ببعض الدولارات.

وكان من هؤلاء ملاحدة الأكراد في الشام وحزبهم المسمى بالـ PKK الذين كانوا من أكثر الناس بعدا عن الدين وفجوراً في نقض عراه، المخدوعين من قبل ساستهم أولا حيث ربوهم على قومية نتنة، وجعلوا أقصى آمالهم إقامة دولة كردية لا دين لها، فنذر كثير منهم نفسه لهذ المشروع وانتقل ليتدرب على القتال في الجبال وارخصوا أنفسهم في سبيله.

هذه الخلفية لملاحدة الأكراد ميزتهم عن غيرهم، خصوصا بعد تجاربهم الأولى في القتال بالشام، حيث كان قتالهم إما مع بعض ميلشيات النظام النصيري أو مع جماعات الصحوات والتي لا تبعد عنهم كثيرا في البعد عن الدين، وتقل عنهم في إرادة القتال، فتجبرت نفوسهم وظنوا ألا أحد قادرٌ على قهرهم.

كان ذلك كله إلى أن قيض الله لهم جنود دولة الإسلام، فصالوا عليهم في عقر دارهم (كوباني) وأشعلوا الأرض من تحت أقدامهم وحطموا حصونهم التي عملوا على إقامتها عددا من السنين، فلم يقفوا في وجه المجاهدين ساعة وشهدت عيونهم كيف يكون القتال مع من يقاتل في سبيل الله، حيث سيطر المجاهدون على مئات القرى في أيام معدودة وقد تبخرت مع هذا الهجوم كل أحلامهم وعادوا إلى حجمهم الحقيقي قبل ينتفشوا ويتجبروا.

وبعد أن بقيت منطقة صغيرة لا تتجاوز مئات الأمتار، تدخل التحالف الدولي لينقذ ما بقي من شتاتهم حتى يكونوا له ركيزة في الحرب على المجاهدين، وبدأ التحالف عمله والذي أعلن عنه الطاغوت أوباما مع أكثر من 40 دولة لقتال عباد الله المستضعفين الذين لا يملكون من الأسباب الدنيوية شيئًا يذكر، وظنوا أنها أيام معدودة ويعود المجاهدون أدراجهم ليكملوا حملتهم، فصمد أسود الإسلام أشهراً طويلة تحت أشد وأعنف حملة قصف صليبي بطيران لم يفارق الأجواء ساعة من ليل أو نهار، فانحاز المجاهدون بعد أن تركوا المدينة قاعاً صفصفا، ليعلم أعداء الله من الصليبيين وأذنابهم أن المجاهدين ليسوا لقمة سائغة.

وبعد سنين من القتال في كل الجبهات، شاء الله أن يبتلي عبادة بالانحسار وزوال أجزاء واسعة من التمكين وكان حلف الصليب رأس حربة في هذه المعارك يسير أسفلهم ملاحدة الـ PKK والذين عاد إليهم الزهو والجبروت والطغيان بعد أن قدر الله على عباده هذا الانحسار بعد أن بذلوا وسعهم.

لكن الأمر الذي غفل عنه ملاحدة الأكراد، أن المجاهدين فعلوا بهم كل هذه الأفاعيل مع وجود التحالف الصليبي بكل قوته ومع وجود عدد كبير من الجبهات غيرهم، من نصيرية وصحوات ورافضة، فكان للمجاهدين في كل فترة صولة ينعشون فيها ذاكرتهم ويعلمونهم فيها حجمهم وحقارتهم، ومثال ذلك عندما صال عليهم المجاهدون مطلع العام الماضي فلم يصمدوا دقيقة واحدة في وجه المجاهدين ولم يأخذ الوصول من حوض الفرات إلى الشدادي غير مسافة الطريق.

وفي هذه الأيام أعاد أبطال الإسلام في البركة هذه المشاهد من جديد فصالوا على ثكناتهم على طول خط القتال من هجين حتى الباغوز فلم يقف أعداء الله في وجوههم ساعة فيكفي أن يتأخر الطيران دقائق معدودة حتى يفروا وكأنهم {حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}.

وإننا إذ نذكر شيئاً يسير من هذا الماضي القريب حتى يعلم المؤمنون أن نصر الله غير بعيد إن صدقنا معه، وليعلم الملاحدة أن يوم القصاص منهم قريب بإذن الله، ولن يغني عنهم أربابهم في التحالف الصليبي الذي يعبدونه من دون الله تعالى ولا أشتات الأعراب الذين قدموهم في القتال أمامهم.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 152
الخميس 9 صفر 1440 هـ
...المزيد

ملاحدة الأكراد تكالبت أمم الكفر في الشام على المجاهدين ودولتهم، يرومون القضاء عليهم وإفناء ...

ملاحدة الأكراد

تكالبت أمم الكفر في الشام على المجاهدين ودولتهم، يرومون القضاء عليهم وإفناء مشروعهم في إقامة شرع الله وإعلاء كلمته سبحانه، بعدما أغاظهم وزاد من حنقهم إقبال المسلمين على دينهم واجتماعهم على إمامهم، فطاشت عقول الطواغيت لما رأوا من يخالفهم ويعاندهم علانية دون خوف ويسير عكس مسارهم الذي رسموه للعالم.

ولأن دروس العراق ما زالت حاضرة في أذهان طواغيت أمريكا وحلفها، لم يجرؤوا على التفكير بالنزول للأرض والقتال وجها لوجه، فعادوا لحيلة الطواغيت القديمة التي استعملها قبلهم الفرس والروم في زمن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قدموا المشركين من العرب ليقاتلوا عنهم ويبذلوا دمائهم في سبيلهم فيكونون لهم درعا وحصنا، فلم يغن عنهم ذلك شيئا حيث أزال الله ملكهم على أيدي المؤمنين وأورثهم أرضهم وديارهم، وكذلك فعل التحالف الصليبي اليوم فاختاروا من المرتدين من يأخذ دورهم ويضحي بنفسه من أجلهم، بعدما وعدوه بمشاريع وهمية أو حركوه ببعض الدولارات.

وكان من هؤلاء ملاحدة الأكراد في الشام وحزبهم المسمى بالـ PKK الذين كانوا من أكثر الناس بعدا عن الدين وفجوراً في نقض عراه، المخدوعين من قبل ساستهم أولا حيث ربوهم على قومية نتنة، وجعلوا أقصى آمالهم إقامة دولة كردية لا دين لها، فنذر كثير منهم نفسه لهذ المشروع وانتقل ليتدرب على القتال في الجبال وارخصوا أنفسهم في سبيله.

هذه الخلفية لملاحدة الأكراد ميزتهم عن غيرهم، خصوصا بعد تجاربهم الأولى في القتال بالشام، حيث كان قتالهم إما مع بعض ميلشيات النظام النصيري أو مع جماعات الصحوات والتي لا تبعد عنهم كثيرا في البعد عن الدين، وتقل عنهم في إرادة القتال، فتجبرت نفوسهم وظنوا ألا أحد قادرٌ على قهرهم.

كان ذلك كله إلى أن قيض الله لهم جنود دولة الإسلام، فصالوا عليهم في عقر دارهم (كوباني) وأشعلوا الأرض من تحت أقدامهم وحطموا حصونهم التي عملوا على إقامتها عددا من السنين، فلم يقفوا في وجه المجاهدين ساعة وشهدت عيونهم كيف يكون القتال مع من يقاتل في سبيل الله، حيث سيطر المجاهدون على مئات القرى في أيام معدودة وقد تبخرت مع هذا الهجوم كل أحلامهم وعادوا إلى حجمهم الحقيقي قبل ينتفشوا ويتجبروا.

وبعد أن بقيت منطقة صغيرة لا تتجاوز مئات الأمتار، تدخل التحالف الدولي لينقذ ما بقي من شتاتهم حتى يكونوا له ركيزة في الحرب على المجاهدين، وبدأ التحالف عمله والذي أعلن عنه الطاغوت أوباما مع أكثر من 40 دولة لقتال عباد الله المستضعفين الذين لا يملكون من الأسباب الدنيوية شيئًا يذكر، وظنوا أنها أيام معدودة ويعود المجاهدون أدراجهم ليكملوا حملتهم، فصمد أسود الإسلام أشهراً طويلة تحت أشد وأعنف حملة قصف صليبي بطيران لم يفارق الأجواء ساعة من ليل أو نهار، فانحاز المجاهدون بعد أن تركوا المدينة قاعاً صفصفا، ليعلم أعداء الله من الصليبيين وأذنابهم أن المجاهدين ليسوا لقمة سائغة.

وبعد سنين من القتال في كل الجبهات، شاء الله أن يبتلي عبادة بالانحسار وزوال أجزاء واسعة من التمكين وكان حلف الصليب رأس حربة في هذه المعارك يسير أسفلهم ملاحدة الـ PKK والذين عاد إليهم الزهو والجبروت والطغيان بعد أن قدر الله على عباده هذا الانحسار بعد أن بذلوا وسعهم.

لكن الأمر الذي غفل عنه ملاحدة الأكراد، أن المجاهدين فعلوا بهم كل هذه الأفاعيل مع وجود التحالف الصليبي بكل قوته ومع وجود عدد كبير من الجبهات غيرهم، من نصيرية وصحوات ورافضة، فكان للمجاهدين في كل فترة صولة ينعشون فيها ذاكرتهم ويعلمونهم فيها حجمهم وحقارتهم، ومثال ذلك عندما صال عليهم المجاهدون مطلع العام الماضي فلم يصمدوا دقيقة واحدة في وجه المجاهدين ولم يأخذ الوصول من حوض الفرات إلى الشدادي غير مسافة الطريق.

وفي هذه الأيام أعاد أبطال الإسلام في البركة هذه المشاهد من جديد فصالوا على ثكناتهم على طول خط القتال من هجين حتى الباغوز فلم يقف أعداء الله في وجوههم ساعة فيكفي أن يتأخر الطيران دقائق معدودة حتى يفروا وكأنهم {حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}.

وإننا إذ نذكر شيئاً يسير من هذا الماضي القريب حتى يعلم المؤمنون أن نصر الله غير بعيد إن صدقنا معه، وليعلم الملاحدة أن يوم القصاص منهم قريب بإذن الله، ولن يغني عنهم أربابهم في التحالف الصليبي الذي يعبدونه من دون الله تعالى ولا أشتات الأعراب الذين قدموهم في القتال أمامهم.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 152
الخميس 9 صفر 1440 هـ
...المزيد

المسارعة في الخيرات إنها طريقة الأصفياء الأخيار ودأب الأتقياء الأطهار وصفة محبوبة إلى الواحد ...

المسارعة في الخيرات


إنها طريقة الأصفياء الأخيار ودأب الأتقياء الأطهار وصفة محبوبة إلى الواحد القهار أَثْنَى بها عَلَى عباده الصالحين، فقال سبحانه وتعالى:{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }[الأنبياء:90].

وقد قص الله سبحانه وتعالى لنا في كتابه المبين عن عباده الصالحين وكيف أنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويأخذون أوامر ربهم سبحانه للتطبيق ولا يعرضونها على العقول والأذواق والفهم العميق ولا يردونها لأجل قول بلعام فسيق وهذه حقيقة العبودية وحقيقة الاستسلام لله رب العالمين.

ومن ذلك قصة كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام فقد كان صلى الله عليه وسلم سريع الاستجابة لأمر ربه سبحانه وتعالى فعندما أمره الله سبحانه وتعالى بإلقاء العصا التي كان يحتاجها لبى سريعا دون تردد قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّؤُاْ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى}[طه:20-17] وبعد أن صارت حية تسعى أمره بأخذها بدون خوف فاستجاب سريعا لأمر الله، وكذلك عندما اجتمع بفرعون وزبانيته أمره الله بقوله: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه:69]فاستجاب سريعا كما قال الله تعالى:{فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَْ} [الشعراء:45]وهذه الاستجابة السريعة سبب في قوة الإيمان والثبات فعندما ألقى العصا وصارت حية ولى مدبرا بينما تغير الأمر عندما ألقى السحرة حبالهم وعصيهم فلم يفر بل أوجس في نفسه خيفة فقط بينما قال في كل ثبات عندما أدركهم فرعون وجنوده قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء:62] وهكذا كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، ففي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ، فَقَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ، فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الكَعْبَةِ» هكذا وهم في صلاتهم، إنها الاستجابة السريعة لأمر الله سبحانه وتعالى وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بدون تردد ولا تفكير وبلا تأمل ولا تأخير.

وفي الصحيحين أيضا عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كُنْتُ سَاقِيَ القَوْمِ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ، وَكَانَ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ الفَضِيخَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيًا يُنَادِي: «أَلاَ إِنَّ الخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ» قَالَ: فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: اخْرُجْ، فَأَهْرِقْهَا، فَخَرَجْتُ فَهَرَقْتُهَا، فَجَرَتْ فِي سِكَكِ المَدِينَةِ، فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ: قَدْ قُتِلَ قَوْمٌ وَهِيَ فِي بُطُونِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] الآيَةَ.

وفي رواية لمسلم:" فَمَا رَاجَعُوهَا، وَلَا سَأَلُوا عَنْهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ".

نعم أخي في الله تطبيق سريع لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وانتهاء سريع عما نهى الله عنه بل عدم السؤال عن ذلك المنهي عنه وهنا يعلم السر في المكانة المرموقة العالية والمنزلة المرفوعة السامية التي وصل إليها ذلك الجيل الفريد رضوان الله عليهم، ولا عجب فقد خالط التوحيد شغاف قلوبهم وسارت العقيدة في عروقهم فكما أن الاستجابة السريعة سبب في قوة الإيمان فإن الإيمان ينتج عنه تلك الاستجابة السريعة للأوامر، وهكذا فكلما حصل من العبد استجابة للأوامر زاد إيمانه وكلما زاد إيمانه حسنت أعماله واستجابته لأمر ربه.

وليس ذلك بمقتصر على الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بل كل من سار على نهجهم واقتفى أثرهم نال ما نالوه ووصل إلى ما وصلوا إليه وليس الأمر بالتمني ولا بالتحلي وإنما هو الجد والاجتهاد والصبر والمصابرة.
وكما قيل:

دببت للمجد والساعون قد بلغوا
جُهد النفوس وألقوا دونه الأُزرا
وكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرُهُم
وعانق المجد من أوفى ومن صبرا
لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تَلْعَقَ الصَبِرَا

وقد ندب الله عباده إلى المسارعة والمسابقة في الخيرات في أكثر من آية فقال:{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} وهي طاعة الله واتباع شرعه، الذي جعله ناسخا لما قبله، والتصديق بكتابه القرآن الذي هو آخر كتاب أنزله. كما ذكر ذلك الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية.

وقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134-133].

قال الإمام الطبري رحمه الله -في تفسيره لهذه الآية-: "يعني تعالى ذكره بقوله: "وسارعوا" وبادروا وسابقوا" إلى مغفرة من ربكم"، يعني: إلى ما يستر عليكم ذنوبكم من رحمته، وما يغطيها عليكم من عفوه عن عقوبتكم عليها "وجنة عرضها السموات والأرض"، يعني: وسارعوا أيضًا إلى جنة عرضها السموات والأرض... وأما قوله :"أعدت للمتقين" فإنه يعني: إنّ الجنة التي عرضها كعرض السموات والأرضين السبع، أعدها الله للمتقين، الذين اتقوا الله فأطاعوه فيما أمرهم ونهاهم، فلم يتعدوا حدوده، ولم يقصِّروا في واجب حقه عليهم فيضيِّعوه" ا. هـ

وقال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد:21].

فلتكن همتك يا عبد الله سامية ولا ترضَ بالدون، ولتكن عزيمتك عالية في كل الأمور، وإياك والنقص مع قدرتك على التمام فإنه عيب وشنار وعار وكما قيل:

ولم أر في عيوب الناس شيئا
كنقص القادرين على التمام

فلتكن سريع الاستجابة لأمر ربك ونبيك صلى الله عليه وسلم ومن ولاهم الله عليك فذلك أمر ربك حيث قال سبحانه:} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا {[النساء:59].

قال الإمام الطبري رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية-:" يعني بذلك جل ثناؤه: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ربكم فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه، وأطيعوا رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، فإن في طاعتكم إياه لربكم طاعة، وذلك أنكم تطيعونه لأمر الله إياكم بطاعته" ا. هـ

ثم قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى:" وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ":" وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: هم الأمراء والولاة لصحة الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بطاعة الأئمة والولاة فيما كان لله طاعةً، وللمسلمين مصلحة" ا. هـ

ولتكن من المسارعين للقيام والصيام المتسابقين على الأعمال الصالحة في الليل والنهار من خدمة المجاهدين وتنفيس هم المهمومين ومساعدة المحتاجين وحراسة الموحدين والرباط في الثغور ومقارعة أعداء الدين، وسارع إلى رضى الرحمن بكل همة.

فيا فوز من كان هذا حاله ويا فلاح من كانت هذه صفاته ويا حسرة أهل التجارة الخاسرة من أعرض عن شريعة رب العالمين.

جعلنا الله من المسارعين في الخيرات والذين هم لها سابقون.

والحمد لله رب العالمين


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 151
الخميس 2 صفر 1440 ه‍ـ
...المزيد

المسارعة في الخيرات إنها طريقة الأصفياء الأخيار ودأب الأتقياء الأطهار وصفة محبوبة إلى الواحد ...

المسارعة في الخيرات


إنها طريقة الأصفياء الأخيار ودأب الأتقياء الأطهار وصفة محبوبة إلى الواحد القهار أَثْنَى بها عَلَى عباده الصالحين، فقال سبحانه وتعالى:{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }[الأنبياء:90].

وقد قص الله سبحانه وتعالى لنا في كتابه المبين عن عباده الصالحين وكيف أنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويأخذون أوامر ربهم سبحانه للتطبيق ولا يعرضونها على العقول والأذواق والفهم العميق ولا يردونها لأجل قول بلعام فسيق وهذه حقيقة العبودية وحقيقة الاستسلام لله رب العالمين.

ومن ذلك قصة كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام فقد كان صلى الله عليه وسلم سريع الاستجابة لأمر ربه سبحانه وتعالى فعندما أمره الله سبحانه وتعالى بإلقاء العصا التي كان يحتاجها لبى سريعا دون تردد قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّؤُاْ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى}[طه:20-17] وبعد أن صارت حية تسعى أمره بأخذها بدون خوف فاستجاب سريعا لأمر الله، وكذلك عندما اجتمع بفرعون وزبانيته أمره الله بقوله: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه:69]فاستجاب سريعا كما قال الله تعالى:{فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَْ} [الشعراء:45]وهذه الاستجابة السريعة سبب في قوة الإيمان والثبات فعندما ألقى العصا وصارت حية ولى مدبرا بينما تغير الأمر عندما ألقى السحرة حبالهم وعصيهم فلم يفر بل أوجس في نفسه خيفة فقط بينما قال في كل ثبات عندما أدركهم فرعون وجنوده قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء:62] وهكذا كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، ففي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ، فَقَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ، فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الكَعْبَةِ» هكذا وهم في صلاتهم، إنها الاستجابة السريعة لأمر الله سبحانه وتعالى وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بدون تردد ولا تفكير وبلا تأمل ولا تأخير.

وفي الصحيحين أيضا عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كُنْتُ سَاقِيَ القَوْمِ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ، وَكَانَ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ الفَضِيخَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيًا يُنَادِي: «أَلاَ إِنَّ الخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ» قَالَ: فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: اخْرُجْ، فَأَهْرِقْهَا، فَخَرَجْتُ فَهَرَقْتُهَا، فَجَرَتْ فِي سِكَكِ المَدِينَةِ، فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ: قَدْ قُتِلَ قَوْمٌ وَهِيَ فِي بُطُونِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] الآيَةَ.

وفي رواية لمسلم:" فَمَا رَاجَعُوهَا، وَلَا سَأَلُوا عَنْهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ".

نعم أخي في الله تطبيق سريع لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وانتهاء سريع عما نهى الله عنه بل عدم السؤال عن ذلك المنهي عنه وهنا يعلم السر في المكانة المرموقة العالية والمنزلة المرفوعة السامية التي وصل إليها ذلك الجيل الفريد رضوان الله عليهم، ولا عجب فقد خالط التوحيد شغاف قلوبهم وسارت العقيدة في عروقهم فكما أن الاستجابة السريعة سبب في قوة الإيمان فإن الإيمان ينتج عنه تلك الاستجابة السريعة للأوامر، وهكذا فكلما حصل من العبد استجابة للأوامر زاد إيمانه وكلما زاد إيمانه حسنت أعماله واستجابته لأمر ربه.

وليس ذلك بمقتصر على الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بل كل من سار على نهجهم واقتفى أثرهم نال ما نالوه ووصل إلى ما وصلوا إليه وليس الأمر بالتمني ولا بالتحلي وإنما هو الجد والاجتهاد والصبر والمصابرة.
وكما قيل:

دببت للمجد والساعون قد بلغوا
جُهد النفوس وألقوا دونه الأُزرا
وكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرُهُم
وعانق المجد من أوفى ومن صبرا
لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تَلْعَقَ الصَبِرَا

وقد ندب الله عباده إلى المسارعة والمسابقة في الخيرات في أكثر من آية فقال:{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} وهي طاعة الله واتباع شرعه، الذي جعله ناسخا لما قبله، والتصديق بكتابه القرآن الذي هو آخر كتاب أنزله. كما ذكر ذلك الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية.

وقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134-133].

قال الإمام الطبري رحمه الله -في تفسيره لهذه الآية-: "يعني تعالى ذكره بقوله: "وسارعوا" وبادروا وسابقوا" إلى مغفرة من ربكم"، يعني: إلى ما يستر عليكم ذنوبكم من رحمته، وما يغطيها عليكم من عفوه عن عقوبتكم عليها "وجنة عرضها السموات والأرض"، يعني: وسارعوا أيضًا إلى جنة عرضها السموات والأرض... وأما قوله :"أعدت للمتقين" فإنه يعني: إنّ الجنة التي عرضها كعرض السموات والأرضين السبع، أعدها الله للمتقين، الذين اتقوا الله فأطاعوه فيما أمرهم ونهاهم، فلم يتعدوا حدوده، ولم يقصِّروا في واجب حقه عليهم فيضيِّعوه" ا. هـ

وقال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد:21].

فلتكن همتك يا عبد الله سامية ولا ترضَ بالدون، ولتكن عزيمتك عالية في كل الأمور، وإياك والنقص مع قدرتك على التمام فإنه عيب وشنار وعار وكما قيل:

ولم أر في عيوب الناس شيئا
كنقص القادرين على التمام

فلتكن سريع الاستجابة لأمر ربك ونبيك صلى الله عليه وسلم ومن ولاهم الله عليك فذلك أمر ربك حيث قال سبحانه:} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا {[النساء:59].

قال الإمام الطبري رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية-:" يعني بذلك جل ثناؤه: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ربكم فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه، وأطيعوا رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، فإن في طاعتكم إياه لربكم طاعة، وذلك أنكم تطيعونه لأمر الله إياكم بطاعته" ا. هـ

ثم قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى:" وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ":" وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: هم الأمراء والولاة لصحة الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بطاعة الأئمة والولاة فيما كان لله طاعةً، وللمسلمين مصلحة" ا. هـ

ولتكن من المسارعين للقيام والصيام المتسابقين على الأعمال الصالحة في الليل والنهار من خدمة المجاهدين وتنفيس هم المهمومين ومساعدة المحتاجين وحراسة الموحدين والرباط في الثغور ومقارعة أعداء الدين، وسارع إلى رضى الرحمن بكل همة.

فيا فوز من كان هذا حاله ويا فلاح من كانت هذه صفاته ويا حسرة أهل التجارة الخاسرة من أعرض عن شريعة رب العالمين.

جعلنا الله من المسارعين في الخيرات والذين هم لها سابقون.

والحمد لله رب العالمين


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 151
الخميس 2 صفر 1440 ه‍ـ
...المزيد

النبأ تكشف تفاصيل الإنزال الأمريكي الفاشل في الأنبار الزمان: مطلع محرم الماضي المكان: ...

النبأ تكشف تفاصيل الإنزال الأمريكي الفاشل في الأنبار


الزمان: مطلع محرم الماضي
المكان: إحدى فيافي صحراء الأنبار
الحدث: مقتل وإصابة أمريكيين في محاولة إنزال فاشلة على أسود الصحراء.


يبدو أن الصَلَف الأمريكي ساق جنود الصليب -كما في العديد من المرات- لحتفهم مرة أخرى، متناسين ما أصابهم من قتل وأسر وتدمير لأحدث قطعهم العسكرية، وكسر هيبتهم وتمريغ أنوفهم لما يزيد على 15 عاما على يد أسود التوحيد، تلامذة أمير الاستشهاديين الشيخ المجاهد "أبي مصعب الزرقاوي" تقبله الله.

ويبدو كذلك أن الكذب الأمريكي والتضليل الذي تمارسه وسائل إعلامهم ومحاولة إخفائهم لخسائرهم وخسائر وكلائهم وأذنابهم من الروافض والصحوات، إضافة إلى الحرب التي تمارسها آلتهم الإعلامية بشراسة في تشويه صورة جنود الدولة الإسلامية لم تنجح في تغيير واقع الحرب التي يخوضها مجاهدو الدولة ضدهم بثبات، دون تغيير للمنهج أو حرف عن المقصد، ولم تعد مقنعة كذلك لعامة المسلمين الذين تيقنوا من كذبها، لذا من الملاحظ أنه ما إن تسيطر الدولة الإسلامية على قرية أو مدينة أو منطقة إلا وترى شبابها يتوافدون للالتحاق بركبها.

ولقد بات من المؤكد كذلك أن العقيدة التي يحملها جنود الخلافة هي الضامن الوحيد، والمحرك الأساس في استمرارية المعركة وإردافها برجال رغبوا بما عند الله عن ما عند الناس، وزهدوا بالحياة الدنيا، إضافة إلى ذلك إدراكهم لطبيعة المعركة ومخرجاتها ونتائجها، ومفهومهم للنصر الذي يتلخص بـأن "الثبات على العقيدة والموت عليها هو النصر"، يحدوهم في ذلك أن الجزاء هو الجنة، وأن ما عند الله خير وأبقى، وبما أن العمر محسوم أمره والمرء مقدّر أجله، فلم العزوف عن القتال ومقارعة الجبناء المدججين بالسلاح، فلم يضرهم بعد ذلك قلة عدد، أو شح عدة، أو انفضاض نصير، ما دام الله تعالى حاضرا، والصبر والتوكل والأخذ بالأسباب وإفراغ الوسع في نيلها قائما.

هنا بين أيدينا قصة ثبات تلخص السرد أعلاه، وتوضح لنا خيبة الصليبيين الأمريكيين وسبب إخفائهم خسائرهم فالأمر -لا شك- محرج ومخجل لهم.

يقول أحد المجاهدين الذين شاركوا في إفشال الإنزال الأمريكي -الذي وقع بداية محرم الماضي في صحراء الأنبار-، وشهد قتل أحد الأمريكيين، يقول: "كانت الساعة تشير إلى الثامنة ليلاً حيث جاء الطيران الصليبي بكل انواعه (من طائرات حربية ومروحية وطائرات مسيرة)، حيث قامت هذه الطائرات بقصف المكان المتواجدين فيه، بما يقارب30 صاروخا، وتمشيط المكان بمدفع 37، وبفضل الله لم يقتل أحد منا".

وأضاف: "بعدها أقبلت الطائرات المروحية وقاموا بعملية الإنزال في المكان، وكنا 13 عشر مجاهداً، متربصين بالصليبيين في مكان أعددناه مسبقا لمثل هذه العمليات، وكمنا لهم، في حفرة داخل هذا المكان مموهة بالحجارة حتى لا يتمكن الأمريكان الصليبيون من رؤيتنا".

وتابع: "بعد دخول الصليبيين الى المكان قاموا بالبحث في أغراضنا ظنا منهم أننا غير موجودين في الداخل، وأثناء بحثهم رأى أحد الأمريكيين أخا لنا داخل الحفرة، وبدأ الصليبي بالصياح بصوت عال، وارتعب من رؤية الأخ، وطلب من الأخ تسليم نفسه -وكان معهم مترجم- فصاح به الأخ بصوت عال "الله أكبر" وسحب سلاحه وقتل الصليبي الذي كان بالقرب منه، لحظتها كبر الإخوة جميعا بصوت عال رجّ له كل ما في المكان وبدأ الأمريكان الصليبيون بالركض إلى الخارج، واشتبكنا معهم فقتلنا وأصبنا منهم ما الله به أعلم، فحملوا جرحاهم وسحبوا جثث قتلاهم، وابتعدوا أمتارا عديدة، وبعدها خرج عليهم أخ ورمى في وسطهم قذيفة "آر بي جي" كما رمى عليهم بعض المجاهدين قنابل يدويه وفرغوا فيهم عدداً من مخازن الرشاشات، فبدؤوا يتصايحون بصوت عالٍ للانسحاب، وقد دام الاشتباك معهم ما يقارب الساعتين، وبفضل الله فشل انزالهم، ولم ينالوا ما أرادوا، ولم يصب أو يقتل أحد من الإخوة في الاشتباك، وليعلم عباد الصليب أننا لن نستكين عن مقارعتهم ما بقي فينا عرق ينبض أو نفس يزفر.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 151
الخميس 2 صفر 1440 ه‍ـ
...المزيد

النبأ تكشف تفاصيل الإنزال الأمريكي الفاشل في الأنبار الزمان: مطلع محرم الماضي المكان: ...

النبأ تكشف تفاصيل الإنزال الأمريكي الفاشل في الأنبار


الزمان: مطلع محرم الماضي
المكان: إحدى فيافي صحراء الأنبار
الحدث: مقتل وإصابة أمريكيين في محاولة إنزال فاشلة على أسود الصحراء.


يبدو أن الصَلَف الأمريكي ساق جنود الصليب -كما في العديد من المرات- لحتفهم مرة أخرى، متناسين ما أصابهم من قتل وأسر وتدمير لأحدث قطعهم العسكرية، وكسر هيبتهم وتمريغ أنوفهم لما يزيد على 15 عاما على يد أسود التوحيد، تلامذة أمير الاستشهاديين الشيخ المجاهد "أبي مصعب الزرقاوي" تقبله الله.

ويبدو كذلك أن الكذب الأمريكي والتضليل الذي تمارسه وسائل إعلامهم ومحاولة إخفائهم لخسائرهم وخسائر وكلائهم وأذنابهم من الروافض والصحوات، إضافة إلى الحرب التي تمارسها آلتهم الإعلامية بشراسة في تشويه صورة جنود الدولة الإسلامية لم تنجح في تغيير واقع الحرب التي يخوضها مجاهدو الدولة ضدهم بثبات، دون تغيير للمنهج أو حرف عن المقصد، ولم تعد مقنعة كذلك لعامة المسلمين الذين تيقنوا من كذبها، لذا من الملاحظ أنه ما إن تسيطر الدولة الإسلامية على قرية أو مدينة أو منطقة إلا وترى شبابها يتوافدون للالتحاق بركبها.

ولقد بات من المؤكد كذلك أن العقيدة التي يحملها جنود الخلافة هي الضامن الوحيد، والمحرك الأساس في استمرارية المعركة وإردافها برجال رغبوا بما عند الله عن ما عند الناس، وزهدوا بالحياة الدنيا، إضافة إلى ذلك إدراكهم لطبيعة المعركة ومخرجاتها ونتائجها، ومفهومهم للنصر الذي يتلخص بـأن "الثبات على العقيدة والموت عليها هو النصر"، يحدوهم في ذلك أن الجزاء هو الجنة، وأن ما عند الله خير وأبقى، وبما أن العمر محسوم أمره والمرء مقدّر أجله، فلم العزوف عن القتال ومقارعة الجبناء المدججين بالسلاح، فلم يضرهم بعد ذلك قلة عدد، أو شح عدة، أو انفضاض نصير، ما دام الله تعالى حاضرا، والصبر والتوكل والأخذ بالأسباب وإفراغ الوسع في نيلها قائما.

هنا بين أيدينا قصة ثبات تلخص السرد أعلاه، وتوضح لنا خيبة الصليبيين الأمريكيين وسبب إخفائهم خسائرهم فالأمر -لا شك- محرج ومخجل لهم.

يقول أحد المجاهدين الذين شاركوا في إفشال الإنزال الأمريكي -الذي وقع بداية محرم الماضي في صحراء الأنبار-، وشهد قتل أحد الأمريكيين، يقول: "كانت الساعة تشير إلى الثامنة ليلاً حيث جاء الطيران الصليبي بكل انواعه (من طائرات حربية ومروحية وطائرات مسيرة)، حيث قامت هذه الطائرات بقصف المكان المتواجدين فيه، بما يقارب30 صاروخا، وتمشيط المكان بمدفع 37، وبفضل الله لم يقتل أحد منا".

وأضاف: "بعدها أقبلت الطائرات المروحية وقاموا بعملية الإنزال في المكان، وكنا 13 عشر مجاهداً، متربصين بالصليبيين في مكان أعددناه مسبقا لمثل هذه العمليات، وكمنا لهم، في حفرة داخل هذا المكان مموهة بالحجارة حتى لا يتمكن الأمريكان الصليبيون من رؤيتنا".

وتابع: "بعد دخول الصليبيين الى المكان قاموا بالبحث في أغراضنا ظنا منهم أننا غير موجودين في الداخل، وأثناء بحثهم رأى أحد الأمريكيين أخا لنا داخل الحفرة، وبدأ الصليبي بالصياح بصوت عال، وارتعب من رؤية الأخ، وطلب من الأخ تسليم نفسه -وكان معهم مترجم- فصاح به الأخ بصوت عال "الله أكبر" وسحب سلاحه وقتل الصليبي الذي كان بالقرب منه، لحظتها كبر الإخوة جميعا بصوت عال رجّ له كل ما في المكان وبدأ الأمريكان الصليبيون بالركض إلى الخارج، واشتبكنا معهم فقتلنا وأصبنا منهم ما الله به أعلم، فحملوا جرحاهم وسحبوا جثث قتلاهم، وابتعدوا أمتارا عديدة، وبعدها خرج عليهم أخ ورمى في وسطهم قذيفة "آر بي جي" كما رمى عليهم بعض المجاهدين قنابل يدويه وفرغوا فيهم عدداً من مخازن الرشاشات، فبدؤوا يتصايحون بصوت عالٍ للانسحاب، وقد دام الاشتباك معهم ما يقارب الساعتين، وبفضل الله فشل انزالهم، ولم ينالوا ما أرادوا، ولم يصب أو يقتل أحد من الإخوة في الاشتباك، وليعلم عباد الصليب أننا لن نستكين عن مقارعتهم ما بقي فينا عرق ينبض أو نفس يزفر.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 151
الخميس 2 صفر 1440 ه‍ـ
...المزيد

صحيفة النبأ - مقال - نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى تضع تركيا هذه الأيام اللمسات الأخيرة لتنفيذ ...

صحيفة النبأ - مقال - نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى


تضع تركيا هذه الأيام اللمسات الأخيرة لتنفيذ اتفاقها الجديد الذي جرى بينها وبين إيران وروسيا في قمتهم الثلاثية التي عقدت في إيران، وكان من مخرجاته تسليم الصحوات بكل أطيافهم سلاحهم الثقيل في إدلب وحصرهم في شريط حدودي تحت رعاية تركية، وتصفية كل من لا يتماشى مع هذا الاتفاق أو قد يشكل أي عقبة مستقبلاً.

إن هذا الخزي والعار الذي حل بالصحوات من تسليم لجميع المناطق دون قتال يذكر وتجميعهم في إدلب، ثم إذلالهم وسحب سلاحهم لم يكن وليد اللحظة أو أمرا مفاجئا طرأ على الساحة، بل كان له مقدمات طويلة ومراحل متعددة شهدها القاصي والداني.

فقد بدأ القتال في الشام وظهرت عشرات الفصائل، بكل الملل والنحل، وكحال أي ساحة قتال جديدة خرج فيها الغث والسمين والصالح والطالح جلهم يدّعون أن قتالهم في سبيل الله ولرفع رايته، وكلهم يزعمون أن قتالهم لإزالة النظام واستبداله، ولم يدم حالهم هذا طويلا حتى مضت سنة الله في خلقه {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [التوبة: 16]، فكان للمخابرات الأمريكية والتركية والأردنية والخليجية وغيرها دورها البارز في الساحة عبر توفير الدعم بأشكال وطرق منوعة، لتكون الطعم الذي يجر الجماعات طوعا لشباكها والخيط الذي يعلق في رقابهم فيصيروا دمى بأيديهم!

وقد حذر قادة الدولة الإسلامية من سلوك هذا الطريق، طريق الوهم والسراب، ونادوا من بقي به ذرة من إيمان أن احذروا من هؤلاء إنما يريدون سلب دينكم ودنياكم والتلاعب بكم وتغيير مساركم، فكان جوابهم كجواب الضالين من قبلهم {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [الأعراف: 82]، فزعموا أن الدعم غير مشروط واتهموا من يرفضه بالسذاجة والسطحية وتضييع الفرص، فكان للداعمين ما أرادوا، فقد أصبحت الجماعات صاحبة الأسماء الرنانة خاتما بأيديهم، فكانوا يوجهون بعضهم بشكل مباشر وبعضهم بوساطة ويوجه البعض عن بعد عبر التحكم بالدعم، فإن قام بمعركة لا تعجبهم قطعوا الدعم بشكل مفاجئ فيعود مرغما عنها، فبعد الاعتماد على الداعمين وبغية نيل رضى من يسمى (بالمجتمع الدولي) سار الجميع في مسلسل التنازل وكلهم يظن أنه اختصر التكاليف وسلك أقصر الطرق للنصر وما علم أنه لا يعدو رقما يتلاعب به الداعمون لبعض مصالحهم السياسية.

وكان من أولى نتائج سلوكهم هذا السبيل أن وجهوا أسلحتهم إلى الدولة الإسلامية بدل أن يوجهوها للنصيرية، فشاء الله أن يكون انحياز جنود الدولة الإسلامية عن بعض مناطق الصحوات بعدها دليلا وبرهانا على كذب دعاويهم ومزاعمهم أن المجاهدين كانوا عقبة في قتال النصيرية، فما آلت إليه أحوالهم غير اقتتال بينهم أو إعلان معارك كبرى على النظام تذوب بعد أيام كما يذوب الملح فلا تسمع لهم حسا ولا تراهم قد أجمعوا أمرهم إلا في قتال الدولة الإسلامية.

تزامن ذلك مع عقد الطواغيت للجلسات والمؤتمرات والتي قد أشركوا فيها بعض قيادات تلك الفصائل، فأجلسوهم رغما عنهم ليفاوضوا النظام، وأجبروهم على التنازل مرة بعد مرة، وفي كل مؤتمر منها يتناقص عدد ممثليهم حتى انتهى بمؤتمرهم الأخير دون حضور أحد منهم مع إلزامهم بمخرجاته طوعا أو كرها.

وأما على الأرض فقد سلموا المناطق تلوا المناطق وفي كل مرة يتذرعون بذريعة ولهم في الخروج منها وسيلة والتي لم يكن منها يوما القتال، فكانوا ألعوبة بين داعميهم وبين النصيرية، فيعقدون الهدن في جميع الجبهات عدا جبهة واحدة لتكون للنصيرية لقمة سائغة فيكون خيارهم إما التسوية والانضمام لصفوف النصيرية أو تكديسهم في إدلب.

وقد كانت جريرتهم الأولى سلوكهم غير سبيل المؤمنين وتولي الصليبيين وسعيهم الحثيث لنيل رضاهم وتجنب سخطهم فكان جزائهم أن شُردوا وأخرجوا من ديارهم رغم أنوفهم دون قتال فأي حال بئيس صاروا إليه، وأي ذلة ومهانة نالوها، قال تعالى {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115].

وأما عباد الله المجاهدين من جنود الدولة الإسلامية والذين اختاروا طريق الحق وصبروا على الأذى فيه، فقد منّ الله عليهم بأن مكنهم سنين عدّة ونالوا شرف تطبيق شرعه والدفاع عنه، ثم أبقاهم شوكة في حلوق الكافرين، فاليوم نرى أرتال النصيرية تخرج إلى الصحراء الشامية فلا تعود! فقد أبقى الله لهم في تلك القفار والتلال ما يسوؤهم، ولقد ملأ المجاهدون تلول الصفا بجيفهم، فكمنوا لهم بالأودية والشعاب وترصدوا آلياتهم ودورياتهم في الطرقات فنكدوا عيشهم وأبادوا خضراءهم، منّة من الله وفضلا.


• صحيفة النبأ - العدد 151
الخميس 2 صفر 1440 ه‍ـ
...المزيد

صحيفة النبأ - مقال - نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى تضع تركيا هذه الأيام اللمسات الأخيرة لتنفيذ ...

صحيفة النبأ - مقال - نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى


تضع تركيا هذه الأيام اللمسات الأخيرة لتنفيذ اتفاقها الجديد الذي جرى بينها وبين إيران وروسيا في قمتهم الثلاثية التي عقدت في إيران، وكان من مخرجاته تسليم الصحوات بكل أطيافهم سلاحهم الثقيل في إدلب وحصرهم في شريط حدودي تحت رعاية تركية، وتصفية كل من لا يتماشى مع هذا الاتفاق أو قد يشكل أي عقبة مستقبلاً.

إن هذا الخزي والعار الذي حل بالصحوات من تسليم لجميع المناطق دون قتال يذكر وتجميعهم في إدلب، ثم إذلالهم وسحب سلاحهم لم يكن وليد اللحظة أو أمرا مفاجئا طرأ على الساحة، بل كان له مقدمات طويلة ومراحل متعددة شهدها القاصي والداني.

فقد بدأ القتال في الشام وظهرت عشرات الفصائل، بكل الملل والنحل، وكحال أي ساحة قتال جديدة خرج فيها الغث والسمين والصالح والطالح جلهم يدّعون أن قتالهم في سبيل الله ولرفع رايته، وكلهم يزعمون أن قتالهم لإزالة النظام واستبداله، ولم يدم حالهم هذا طويلا حتى مضت سنة الله في خلقه {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [التوبة: 16]، فكان للمخابرات الأمريكية والتركية والأردنية والخليجية وغيرها دورها البارز في الساحة عبر توفير الدعم بأشكال وطرق منوعة، لتكون الطعم الذي يجر الجماعات طوعا لشباكها والخيط الذي يعلق في رقابهم فيصيروا دمى بأيديهم!

وقد حذر قادة الدولة الإسلامية من سلوك هذا الطريق، طريق الوهم والسراب، ونادوا من بقي به ذرة من إيمان أن احذروا من هؤلاء إنما يريدون سلب دينكم ودنياكم والتلاعب بكم وتغيير مساركم، فكان جوابهم كجواب الضالين من قبلهم {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [الأعراف: 82]، فزعموا أن الدعم غير مشروط واتهموا من يرفضه بالسذاجة والسطحية وتضييع الفرص، فكان للداعمين ما أرادوا، فقد أصبحت الجماعات صاحبة الأسماء الرنانة خاتما بأيديهم، فكانوا يوجهون بعضهم بشكل مباشر وبعضهم بوساطة ويوجه البعض عن بعد عبر التحكم بالدعم، فإن قام بمعركة لا تعجبهم قطعوا الدعم بشكل مفاجئ فيعود مرغما عنها، فبعد الاعتماد على الداعمين وبغية نيل رضى من يسمى (بالمجتمع الدولي) سار الجميع في مسلسل التنازل وكلهم يظن أنه اختصر التكاليف وسلك أقصر الطرق للنصر وما علم أنه لا يعدو رقما يتلاعب به الداعمون لبعض مصالحهم السياسية.

وكان من أولى نتائج سلوكهم هذا السبيل أن وجهوا أسلحتهم إلى الدولة الإسلامية بدل أن يوجهوها للنصيرية، فشاء الله أن يكون انحياز جنود الدولة الإسلامية عن بعض مناطق الصحوات بعدها دليلا وبرهانا على كذب دعاويهم ومزاعمهم أن المجاهدين كانوا عقبة في قتال النصيرية، فما آلت إليه أحوالهم غير اقتتال بينهم أو إعلان معارك كبرى على النظام تذوب بعد أيام كما يذوب الملح فلا تسمع لهم حسا ولا تراهم قد أجمعوا أمرهم إلا في قتال الدولة الإسلامية.

تزامن ذلك مع عقد الطواغيت للجلسات والمؤتمرات والتي قد أشركوا فيها بعض قيادات تلك الفصائل، فأجلسوهم رغما عنهم ليفاوضوا النظام، وأجبروهم على التنازل مرة بعد مرة، وفي كل مؤتمر منها يتناقص عدد ممثليهم حتى انتهى بمؤتمرهم الأخير دون حضور أحد منهم مع إلزامهم بمخرجاته طوعا أو كرها.

وأما على الأرض فقد سلموا المناطق تلوا المناطق وفي كل مرة يتذرعون بذريعة ولهم في الخروج منها وسيلة والتي لم يكن منها يوما القتال، فكانوا ألعوبة بين داعميهم وبين النصيرية، فيعقدون الهدن في جميع الجبهات عدا جبهة واحدة لتكون للنصيرية لقمة سائغة فيكون خيارهم إما التسوية والانضمام لصفوف النصيرية أو تكديسهم في إدلب.

وقد كانت جريرتهم الأولى سلوكهم غير سبيل المؤمنين وتولي الصليبيين وسعيهم الحثيث لنيل رضاهم وتجنب سخطهم فكان جزائهم أن شُردوا وأخرجوا من ديارهم رغم أنوفهم دون قتال فأي حال بئيس صاروا إليه، وأي ذلة ومهانة نالوها، قال تعالى {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115].

وأما عباد الله المجاهدين من جنود الدولة الإسلامية والذين اختاروا طريق الحق وصبروا على الأذى فيه، فقد منّ الله عليهم بأن مكنهم سنين عدّة ونالوا شرف تطبيق شرعه والدفاع عنه، ثم أبقاهم شوكة في حلوق الكافرين، فاليوم نرى أرتال النصيرية تخرج إلى الصحراء الشامية فلا تعود! فقد أبقى الله لهم في تلك القفار والتلال ما يسوؤهم، ولقد ملأ المجاهدون تلول الصفا بجيفهم، فكمنوا لهم بالأودية والشعاب وترصدوا آلياتهم ودورياتهم في الطرقات فنكدوا عيشهم وأبادوا خضراءهم، منّة من الله وفضلا.


• صحيفة النبأ - العدد 151
الخميس 2 صفر 1440 ه‍ـ
...المزيد

فضل الرباط في سبيل الله الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: قال ...

فضل الرباط في سبيل الله


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (آل عمران الآية: 200)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم وليلة خير من الدنيا وما فيها وإن مات أجري عليه رزقه وعمله وأمن الفتان).
الرباط: رابط, يرابط مرابطة ورباطاً الربط هو الشد واللزوم والثبات قال تعالى: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)) أي: ثبتناها فلم تبح بأمر موسى ولم تتكلم به وقال سبحانه: {ربطنا على قلوبهم...} أي: ثبتنا قلوبَهم على الإيمان فلم تتزعزع عقيدتُهم ولم تضطرب أفئدتُهم.

والرباط هو ملازمة الثغر الذي يخاف المؤمن على نفسه من الكفار ويخافه الكفار على أنفسهم، فهو يُخِيفُ الكفار ويغيظُهم ويناله الخوفُ والأذى والمشقةُ من ملازمة الثغر وما يعتريه من أنواع البلاء من برد وجوع وخوف وألم وقلة نوم وتعبٍ ونصبٍ وعدم التحرك وحبس النفس وتضجرها ومللها وسآمتها، فيكابد كل هذه المشاق رغبة في ثواب الله وما عنده من الفضل العظيم والكرم الجزيل.

والرباط هو أشد شيء في الجهاد وأكثره أجراً قال الإمام أحمد رحمه الله: "الرباط عندي أعظم من القتال؛ لأن في الرباط حفظاً لدماء المسلمين وفي القتال سفك لدماء الكفار، وحفظ دماء المسلمين مقدم على سفك دماء الكفار". الناس آمنون وهم خائفون والناس ينامون وهم يسهرون الناس يشبعون وهم جائعون ظامئون فأي فضل أعظم من فضلهم.

قال ابن حزم رحمه الله:

منايا من الدنيا علوم أبثها
وأنشرها في كل باد وحاضر
دعاء إلى القرآن والسنن التي
تناسى رجال ذكرها في المحاضر
وألزم أطراف الثغور مجاهداً
إذا هيعة نادت فأولُ نافِرِ
كفاحاً مع الكفار في حَوْمةِ الوغى
وأشرفُ موتٍ للفتى قتل كافر
فيارب لا تجعل حِمامي بغيرِها
ولا تجعلنِّي من قطين المقابر

وليهنَ أهل الثغور والرباط ما هم فيه مما أصبح الناس فيه، فهم بين خيرين شهيد مرزوق أو فتح قريب، ولِيعلم المرابطُ أن الشدةَ التي في الرباط يهونُها تذكر الأحاديث التي ينبهنا فيها النبي صلى الله عليه وسلم على فضلِ الرباط وأن إخوانه من ورائه لا يصلون صلاة ولا يصومون يوماً إلا كان للمرابط مثل أجورهم فلولا رباطهم لدخل عليهم العدو فاستباح بيضتَهم وأعلى شعارَ الكفر وأذلَ أهلَ الإسلام.

وليعلم من حدثته نفسُه في الرباط، أن حاجةَ الرباطِ إلى الصبرِ والمصابرةِ كحاجتِهِ إلى الطعامِ والشراب و من يتصبَّر يصبره الله.

وليعلم المرابط أن هذا الرباط على ثغورٍ يخشى من نفاذ عدوه منها إلى المسلمين ليس رباطه الوحيد، وأن عليه أن يلزم ثغراً آخر هو لا يقل أهمية عن ثغره الذي هو فيه، هذا الثغر هو ثغر القلب الذي يتربَّصُ الشيطانُ للدخول عليه منه ليُفسِد إيمانه وإخلاصَه ويقينه فإذا فسد إيمانُ المرابِط ويقينُه، ذهب رباطه أدراجَ الرياح وذهب معه الأجر، فالقلب هو أساس الأعمال ومن خلى قلبُه من الإخلاص والتقوى والإيمان فسرعان ما يتهاوى أمامَ ضربات عدوه فينكسر ويرتكس.

والشيطان يدخل على القلب من عدة أبواب، فيدخل عليه من باب الغفلة وعلاجها بالذكر وقراءة القرآن ذكر يواطئ القلب فيه اللسان، ويدخل عليه من باب الشهوة فعلاجها الصبر والنظر في عواقب اتباع الشهوة وأن يعلم أن لذة ساعة أعقبت ندماً وألم الدهر، ويدخل عليه من باب الشبهة وعلاجه بالعلم الشرعي وسؤال أهل العلم واليقين، وليتحلَّ المرابط بالإيمان وليتسلَّح بالتوكل وليتزيَّن بالصبر وليتجمَّل باليقين.

وما يُحْدِثُهُ اللهُ لأهلِ الرباطِ من بركةٍ في الوقت والرزق وسَعَةٍ في المعيشة أمرٌ يعرِفُه من رابط وعاشَرَ الرباط فيرزق اللهُ المجاهدَ المرابط صحةً في بدنه وبركةً في عُمُره وقوةً في إيمانه ونعيماً في معيشته وراحةً وطمأنينةً وزوالًا للهم والغم مع أول قدم يضعها في الرباط.

فما أحلى العيش في أرض الرباط مظَلَّلاً بظلال العقيدة محفوفاً بالعز متنعّماً بنعيم الأُخوة، مع الله في خَلْوته وجَلْوته، تصحبُهُ معيةُ الرحمن وتتنزّلُ عليه بركاتُ المنان.

كن مع الله نقياً لا تبالِ
كل شيء صائر نحوَ الزوال
عش قنوعاً بالرضى مستسلماً
خالياً من كل حال ذات بال
إن أردتم عزةً في كل أمر
دونكم خوضوا ميادين القتال
ذروة الأمر جهاد فارتضوها
فاز من لبّى وضحّى كلَّ غالي


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 152
الخميس 9 صفر 1440 هـ
...المزيد

أهل الهمم هم صفوة الأمم الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا ...

أهل الهمم هم صفوة الأمم

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين أما بعد:

إن الثبات على الحق والتمسك بمواقف الصدق هو شيم الصالحين وصفات الأنبياء والمرسلين وإن هذا الدين ما وصلكم وما جاء بنوره إليكم إلا بصبر على البلاء وتمزق وتناثر الأشلاء وإراقة الدماء فلم يردّهم ذلك عن مرادهم ولم يوقف شيئا من سعيهم، وإن الإنسان ليعجز أن يصف موقف خبيب بن عدي "رضي الله عنه" بكلمات حين أسره المشركون وعذبوه عذابا شديدا ثم قالوا: ننشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وأنى جالس في أهلي.

فحينما أيقن بوعد الله للثابتين، الباذلين نفوسهم رخيصة لدين الله عز وجل نطق بتلك الكلمات.
فيا أبناء الإسلام اعلموا أن الدفاع عن دين الله وبذل المهج في سبيل إقامته لهو أمانة عظيمة في أعناقكم قد كلفكم الله بها، فلا تتركوها ولا تهملوها، وأعطوها حقها، موقنين بوعد الله عز وجل متوكلين عليه في استجلاب النصر.

فهذا الدين لا يقوم إلا على أشلاء ودماء فرسان صادقين، ممن ساروا على نهج الأولين، فنالوا الرفعة والعزة وضربت سنابك خيلهم المشرق والمغرب فاتحين.


• من قصص أهل العزائم والهمم:

إن الصراع اليوم بحاجة لرجال عزائمهم كعزيمة أنس بن النضر -رضي الله عنه-، وموقف كموقف الصديق أبي بكر -رضي الله عنه- يوم الردة، والذي قال لعمر -رضي الله عنه-: (والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه) [البخاري].

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو، اللهم إني أسالك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد.

إن الهمة العالية لتغلي في القلوب غليان الماء في القدر فتحث صاحبها على عظائم الأمور فكونوا علي قدر المسؤولية وحملها.


• عبد الله بن حذافة:

أما سمعت قصة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم المملوأة بالثبات واسترخاص النفس في سبيل الله عز وجل، ففي أحد غزوات المسلمين على الروم في الشام، حملت الروم على طائفة من المسلمين فأسروهم ومنهم عبد الله بن حذافة السهمي، فلما دخل الروم على هرقل قالوا له إن هذا الرجل من قريش يعنون عبد الله بن حذافة وهو ابن عم محمد قال فدفعه إلى رجل فقال أجعه قال فأجاعه الرجل فكان يأتيه في كل يوم بلحم خنزير فيضعه بين يديه فيعرض عنه عبد الله بن حذافة وقال هذا طعام لا يحل لنا أكله فدخل الرجل على هرقل فقال له أتيته بلحم خنزير وخمر فأعرض عنه وقال هذا طعام لا يحل لنا أكله فإن كان لك في الرجل حاجة فأطعمه قال فاذهب فأطعمه شيئا قال فذهب فأتاه بطعام فأكله، فلما أخبر هرقل بذلك قال قد بلوته بالضراء، فأبتليه بالسراء فأتاه بالجواري وبألطاف وملاهي قال فلم يلتفت عبد الله بن حذافة إلى شيء من ذلك قال فأتاه الرجل فأخبره بذلك فقال للجواري ما كان منه إليكن حركة فقلن لا والله ما التفت إلينا فأرسل إليه هرقل فأتاه فقال له هرقل قد بلوتك بالسراء والضراء فصبرت فهل لك أن تقبل رأسي وتنجو بنفسك قال لا قال فهل لك أن تقبل رأسي وأدفع لك كل أسير من المسلمين عندي قال نعم فقبل رأسه عبد الله بن حذافة فدفع إليه كل أسير عنده من المسلمين.• أنس بن النضر:

ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أيضا أنس بن النضر -رضي الله عنه-، فعند البخاري رحمه الله، قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون قال: اللهم إني أعتذر اليك مما صنع هؤلاء "يعني أصحابه" وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء "يعني المشركين" ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة وربِّ النضر إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل ومثَّل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه، قال أنس: كنا نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه قال الله عز وجل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]، إنه أنس بن النضر صدق الله وعاهده وطلب منه، فنال النعيم المقيم بإذن الله (جنة عرضها السموات والأرض) فالسلام على أهل الهمم فهم صفوة الأمم وأهل المجد والكرم طارت بهم أرواحهم إلى مراتب الصعود ومنازل الخلود، من أراد المعالي هان عليه كل هم؛ لأنه لولا المشقة والتعب لساد الناس كلهم، فكل رجل يطمع بالمجد ويرجو أن يصل إلى المعالي ولكن القليل من يدفع ثمن ذلك (وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتي تورمت قدماه وربط الحجر علي بطنه من الجوع).


• الصبر الصبر:

أيها المجاهدون في سبيل الله المستجيبون لأمر الله:

قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام:162] فلتكن حياتنا كلها لله صبرا على الأذى وصبرا على الحصار وصبرا على فقدان الأحبة فكلها لله.
فالصبر على أمرائنا وقادتنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري رحمه الله: (السمع والطاعة حق مالم يؤمر بمعصية)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله عليه وسلم يقول: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويُتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره فإن عليه منه) [رواه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي والبيهقي]
قال الله تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر} [العصر:3] فالثبات الثبات حتى الممات، والثبات الثبات حتى نصل إلى جنة عرضها السماوات والأرض، نعلم أنكم تحبون المواجهات وأرواحكم على أكفكم تقدموها رخيصة لنصرة دين الله وإعلاء راية التوحيد ثبتكم الله، أرواحنا يارب فوق أكفنا نرجو ثوابك مغنما وجوارا.


أيها الموحدون عليكم بتقوى الله عز وجل والثبات والصبر، ولا تحقرن من المعروف شيئا، واعمل بما أقدرك الله عليه ولا تهن أو تركن مهما قل ما تستطيعه من عمل ومهما بلغ بك الضعف، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) [البخاري].

ونسأل الله أن يرزقنا من واسع فضله وأن ينعم علينا من وافر عطائه وأن يجعلنا من أهل العزائم والهمم وييسر لنا بذلها فيما أمر وأن يستعملنا سبحانه في إعلاء دينه ورفع رايته والنيل من أعدائه ويثبتنا على ذلك.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 152
الخميس 9 صفر 1440 هـ
...المزيد

ملاحدة الأكراد تكالبت أمم الكفر في الشام على المجاهدين ودولتهم، يرومون القضاء عليهم وإفناء ...

ملاحدة الأكراد

تكالبت أمم الكفر في الشام على المجاهدين ودولتهم، يرومون القضاء عليهم وإفناء مشروعهم في إقامة شرع الله وإعلاء كلمته سبحانه، بعدما أغاظهم وزاد من حنقهم إقبال المسلمين على دينهم واجتماعهم على إمامهم، فطاشت عقول الطواغيت لما رأوا من يخالفهم ويعاندهم علانية دون خوف ويسير عكس مسارهم الذي رسموه للعالم.

ولأن دروس العراق ما زالت حاضرة في أذهان طواغيت أمريكا وحلفها، لم يجرؤوا على التفكير بالنزول للأرض والقتال وجها لوجه، فعادوا لحيلة الطواغيت القديمة التي استعملها قبلهم الفرس والروم في زمن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قدموا المشركين من العرب ليقاتلوا عنهم ويبذلوا دمائهم في سبيلهم فيكونون لهم درعا وحصنا، فلم يغن عنهم ذلك شيئا حيث أزال الله ملكهم على أيدي المؤمنين وأورثهم أرضهم وديارهم، وكذلك فعل التحالف الصليبي اليوم فاختاروا من المرتدين من يأخذ دورهم ويضحي بنفسه من أجلهم، بعدما وعدوه بمشاريع وهمية أو حركوه ببعض الدولارات.

وكان من هؤلاء ملاحدة الأكراد في الشام وحزبهم المسمى بالـ PKK الذين كانوا من أكثر الناس بعدا عن الدين وفجوراً في نقض عراه، المخدوعين من قبل ساستهم أولا حيث ربوهم على قومية نتنة، وجعلوا أقصى آمالهم إقامة دولة كردية لا دين لها، فنذر كثير منهم نفسه لهذ المشروع وانتقل ليتدرب على القتال في الجبال وارخصوا أنفسهم في سبيله.

هذه الخلفية لملاحدة الأكراد ميزتهم عن غيرهم، خصوصا بعد تجاربهم الأولى في القتال بالشام، حيث كان قتالهم إما مع بعض ميلشيات النظام النصيري أو مع جماعات الصحوات والتي لا تبعد عنهم كثيرا في البعد عن الدين، وتقل عنهم في إرادة القتال، فتجبرت نفوسهم وظنوا ألا أحد قادرٌ على قهرهم.

كان ذلك كله إلى أن قيض الله لهم جنود دولة الإسلام، فصالوا عليهم في عقر دارهم (كوباني) وأشعلوا الأرض من تحت أقدامهم وحطموا حصونهم التي عملوا على إقامتها عددا من السنين، فلم يقفوا في وجه المجاهدين ساعة وشهدت عيونهم كيف يكون القتال مع من يقاتل في سبيل الله، حيث سيطر المجاهدون على مئات القرى في أيام معدودة وقد تبخرت مع هذا الهجوم كل أحلامهم وعادوا إلى حجمهم الحقيقي قبل ينتفشوا ويتجبروا.

وبعد أن بقيت منطقة صغيرة لا تتجاوز مئات الأمتار، تدخل التحالف الدولي لينقذ ما بقي من شتاتهم حتى يكونوا له ركيزة في الحرب على المجاهدين، وبدأ التحالف عمله والذي أعلن عنه الطاغوت أوباما مع أكثر من 40 دولة لقتال عباد الله المستضعفين الذين لا يملكون من الأسباب الدنيوية شيئًا يذكر، وظنوا أنها أيام معدودة ويعود المجاهدون أدراجهم ليكملوا حملتهم، فصمد أسود الإسلام أشهراً طويلة تحت أشد وأعنف حملة قصف صليبي بطيران لم يفارق الأجواء ساعة من ليل أو نهار، فانحاز المجاهدون بعد أن تركوا المدينة قاعاً صفصفا، ليعلم أعداء الله من الصليبيين وأذنابهم أن المجاهدين ليسوا لقمة سائغة.

وبعد سنين من القتال في كل الجبهات، شاء الله أن يبتلي عبادة بالانحسار وزوال أجزاء واسعة من التمكين وكان حلف الصليب رأس حربة في هذه المعارك يسير أسفلهم ملاحدة الـ PKK والذين عاد إليهم الزهو والجبروت والطغيان بعد أن قدر الله على عباده هذا الانحسار بعد أن بذلوا وسعهم.

لكن الأمر الذي غفل عنه ملاحدة الأكراد، أن المجاهدين فعلوا بهم كل هذه الأفاعيل مع وجود التحالف الصليبي بكل قوته ومع وجود عدد كبير من الجبهات غيرهم، من نصيرية وصحوات ورافضة، فكان للمجاهدين في كل فترة صولة ينعشون فيها ذاكرتهم ويعلمونهم فيها حجمهم وحقارتهم، ومثال ذلك عندما صال عليهم المجاهدون مطلع العام الماضي فلم يصمدوا دقيقة واحدة في وجه المجاهدين ولم يأخذ الوصول من حوض الفرات إلى الشدادي غير مسافة الطريق.

وفي هذه الأيام أعاد أبطال الإسلام في البركة هذه المشاهد من جديد فصالوا على ثكناتهم على طول خط القتال من هجين حتى الباغوز فلم يقف أعداء الله في وجوههم ساعة فيكفي أن يتأخر الطيران دقائق معدودة حتى يفروا وكأنهم {حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}.

وإننا إذ نذكر شيئاً يسير من هذا الماضي القريب حتى يعلم المؤمنون أن نصر الله غير بعيد إن صدقنا معه، وليعلم الملاحدة أن يوم القصاص منهم قريب بإذن الله، ولن يغني عنهم أربابهم في التحالف الصليبي الذي يعبدونه من دون الله تعالى ولا أشتات الأعراب الذين قدموهم في القتال أمامهم.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 152
الخميس 9 صفر 1440 هـ
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
16 ربيع الآخر 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً