الله كل شيئ..........كسر يوسف سكلترون وسقف ولا ندري ما يزيد...........كسر13

الله كل شيئ..........كسر يوسف سكلترون وسقف ولا ندري ما يزيد...........كسر13

حكمة زمان ابن ادم لا تسالني رزق غد ما لم تكلف عمل غد ربما سالت3 سليم نفسه وفرصته فسجد ...

حكمة زمان
ابن ادم لا تسالني رزق غد ما لم تكلف عمل غد

ربما سالت3 سليم نفسه وفرصته فسجد -طيارة -دجتال فسجد نحس

35 ساحر احمر من عادى لي وليا... فقد اذنني بالحرب ومن اتقى يوقى فقر قطع الارحام وحسد ...

35 ساحر احمر
من عادى لي وليا... فقد اذنني بالحرب
ومن اتقى يوقى فقر قطع الارحام وحسد وبغضاء

فضل الرباط في سبيل الله الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: قال ...

فضل الرباط في سبيل الله


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (آل عمران الآية: 200)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم وليلة خير من الدنيا وما فيها وإن مات أجري عليه رزقه وعمله وأمن الفتان).
الرباط: رابط, يرابط مرابطة ورباطاً الربط هو الشد واللزوم والثبات قال تعالى: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)) أي: ثبتناها فلم تبح بأمر موسى ولم تتكلم به وقال سبحانه: {ربطنا على قلوبهم...} أي: ثبتنا قلوبَهم على الإيمان فلم تتزعزع عقيدتُهم ولم تضطرب أفئدتُهم.

والرباط هو ملازمة الثغر الذي يخاف المؤمن على نفسه من الكفار ويخافه الكفار على أنفسهم، فهو يُخِيفُ الكفار ويغيظُهم ويناله الخوفُ والأذى والمشقةُ من ملازمة الثغر وما يعتريه من أنواع البلاء من برد وجوع وخوف وألم وقلة نوم وتعبٍ ونصبٍ وعدم التحرك وحبس النفس وتضجرها ومللها وسآمتها، فيكابد كل هذه المشاق رغبة في ثواب الله وما عنده من الفضل العظيم والكرم الجزيل.

والرباط هو أشد شيء في الجهاد وأكثره أجراً قال الإمام أحمد رحمه الله: "الرباط عندي أعظم من القتال؛ لأن في الرباط حفظاً لدماء المسلمين وفي القتال سفك لدماء الكفار، وحفظ دماء المسلمين مقدم على سفك دماء الكفار". الناس آمنون وهم خائفون والناس ينامون وهم يسهرون الناس يشبعون وهم جائعون ظامئون فأي فضل أعظم من فضلهم.

قال ابن حزم رحمه الله:

منايا من الدنيا علوم أبثها
وأنشرها في كل باد وحاضر
دعاء إلى القرآن والسنن التي
تناسى رجال ذكرها في المحاضر
وألزم أطراف الثغور مجاهداً
إذا هيعة نادت فأولُ نافِرِ
كفاحاً مع الكفار في حَوْمةِ الوغى
وأشرفُ موتٍ للفتى قتل كافر
فيارب لا تجعل حِمامي بغيرِها
ولا تجعلنِّي من قطين المقابر

وليهنَ أهل الثغور والرباط ما هم فيه مما أصبح الناس فيه، فهم بين خيرين شهيد مرزوق أو فتح قريب، ولِيعلم المرابطُ أن الشدةَ التي في الرباط يهونُها تذكر الأحاديث التي ينبهنا فيها النبي صلى الله عليه وسلم على فضلِ الرباط وأن إخوانه من ورائه لا يصلون صلاة ولا يصومون يوماً إلا كان للمرابط مثل أجورهم فلولا رباطهم لدخل عليهم العدو فاستباح بيضتَهم وأعلى شعارَ الكفر وأذلَ أهلَ الإسلام.

وليعلم من حدثته نفسُه في الرباط، أن حاجةَ الرباطِ إلى الصبرِ والمصابرةِ كحاجتِهِ إلى الطعامِ والشراب و من يتصبَّر يصبره الله.

وليعلم المرابط أن هذا الرباط على ثغورٍ يخشى من نفاذ عدوه منها إلى المسلمين ليس رباطه الوحيد، وأن عليه أن يلزم ثغراً آخر هو لا يقل أهمية عن ثغره الذي هو فيه، هذا الثغر هو ثغر القلب الذي يتربَّصُ الشيطانُ للدخول عليه منه ليُفسِد إيمانه وإخلاصَه ويقينه فإذا فسد إيمانُ المرابِط ويقينُه، ذهب رباطه أدراجَ الرياح وذهب معه الأجر، فالقلب هو أساس الأعمال ومن خلى قلبُه من الإخلاص والتقوى والإيمان فسرعان ما يتهاوى أمامَ ضربات عدوه فينكسر ويرتكس.

والشيطان يدخل على القلب من عدة أبواب، فيدخل عليه من باب الغفلة وعلاجها بالذكر وقراءة القرآن ذكر يواطئ القلب فيه اللسان، ويدخل عليه من باب الشهوة فعلاجها الصبر والنظر في عواقب اتباع الشهوة وأن يعلم أن لذة ساعة أعقبت ندماً وألم الدهر، ويدخل عليه من باب الشبهة وعلاجه بالعلم الشرعي وسؤال أهل العلم واليقين، وليتحلَّ المرابط بالإيمان وليتسلَّح بالتوكل وليتزيَّن بالصبر وليتجمَّل باليقين.

وما يُحْدِثُهُ اللهُ لأهلِ الرباطِ من بركةٍ في الوقت والرزق وسَعَةٍ في المعيشة أمرٌ يعرِفُه من رابط وعاشَرَ الرباط فيرزق اللهُ المجاهدَ المرابط صحةً في بدنه وبركةً في عُمُره وقوةً في إيمانه ونعيماً في معيشته وراحةً وطمأنينةً وزوالًا للهم والغم مع أول قدم يضعها في الرباط.

فما أحلى العيش في أرض الرباط مظَلَّلاً بظلال العقيدة محفوفاً بالعز متنعّماً بنعيم الأُخوة، مع الله في خَلْوته وجَلْوته، تصحبُهُ معيةُ الرحمن وتتنزّلُ عليه بركاتُ المنان.

كن مع الله نقياً لا تبالِ
كل شيء صائر نحوَ الزوال
عش قنوعاً بالرضى مستسلماً
خالياً من كل حال ذات بال
إن أردتم عزةً في كل أمر
دونكم خوضوا ميادين القتال
ذروة الأمر جهاد فارتضوها
فاز من لبّى وضحّى كلَّ غالي


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 152
الخميس 9 صفر 1440 هـ
...المزيد

فضل الرباط في سبيل الله الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: قال ...

فضل الرباط في سبيل الله


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (آل عمران الآية: 200)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم وليلة خير من الدنيا وما فيها وإن مات أجري عليه رزقه وعمله وأمن الفتان).
الرباط: رابط, يرابط مرابطة ورباطاً الربط هو الشد واللزوم والثبات قال تعالى: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)) أي: ثبتناها فلم تبح بأمر موسى ولم تتكلم به وقال سبحانه: {ربطنا على قلوبهم...} أي: ثبتنا قلوبَهم على الإيمان فلم تتزعزع عقيدتُهم ولم تضطرب أفئدتُهم.

والرباط هو ملازمة الثغر الذي يخاف المؤمن على نفسه من الكفار ويخافه الكفار على أنفسهم، فهو يُخِيفُ الكفار ويغيظُهم ويناله الخوفُ والأذى والمشقةُ من ملازمة الثغر وما يعتريه من أنواع البلاء من برد وجوع وخوف وألم وقلة نوم وتعبٍ ونصبٍ وعدم التحرك وحبس النفس وتضجرها ومللها وسآمتها، فيكابد كل هذه المشاق رغبة في ثواب الله وما عنده من الفضل العظيم والكرم الجزيل.

والرباط هو أشد شيء في الجهاد وأكثره أجراً قال الإمام أحمد رحمه الله: "الرباط عندي أعظم من القتال؛ لأن في الرباط حفظاً لدماء المسلمين وفي القتال سفك لدماء الكفار، وحفظ دماء المسلمين مقدم على سفك دماء الكفار". الناس آمنون وهم خائفون والناس ينامون وهم يسهرون الناس يشبعون وهم جائعون ظامئون فأي فضل أعظم من فضلهم.

قال ابن حزم رحمه الله:

منايا من الدنيا علوم أبثها
وأنشرها في كل باد وحاضر
دعاء إلى القرآن والسنن التي
تناسى رجال ذكرها في المحاضر
وألزم أطراف الثغور مجاهداً
إذا هيعة نادت فأولُ نافِرِ
كفاحاً مع الكفار في حَوْمةِ الوغى
وأشرفُ موتٍ للفتى قتل كافر
فيارب لا تجعل حِمامي بغيرِها
ولا تجعلنِّي من قطين المقابر

وليهنَ أهل الثغور والرباط ما هم فيه مما أصبح الناس فيه، فهم بين خيرين شهيد مرزوق أو فتح قريب، ولِيعلم المرابطُ أن الشدةَ التي في الرباط يهونُها تذكر الأحاديث التي ينبهنا فيها النبي صلى الله عليه وسلم على فضلِ الرباط وأن إخوانه من ورائه لا يصلون صلاة ولا يصومون يوماً إلا كان للمرابط مثل أجورهم فلولا رباطهم لدخل عليهم العدو فاستباح بيضتَهم وأعلى شعارَ الكفر وأذلَ أهلَ الإسلام.

وليعلم من حدثته نفسُه في الرباط، أن حاجةَ الرباطِ إلى الصبرِ والمصابرةِ كحاجتِهِ إلى الطعامِ والشراب و من يتصبَّر يصبره الله.

وليعلم المرابط أن هذا الرباط على ثغورٍ يخشى من نفاذ عدوه منها إلى المسلمين ليس رباطه الوحيد، وأن عليه أن يلزم ثغراً آخر هو لا يقل أهمية عن ثغره الذي هو فيه، هذا الثغر هو ثغر القلب الذي يتربَّصُ الشيطانُ للدخول عليه منه ليُفسِد إيمانه وإخلاصَه ويقينه فإذا فسد إيمانُ المرابِط ويقينُه، ذهب رباطه أدراجَ الرياح وذهب معه الأجر، فالقلب هو أساس الأعمال ومن خلى قلبُه من الإخلاص والتقوى والإيمان فسرعان ما يتهاوى أمامَ ضربات عدوه فينكسر ويرتكس.

والشيطان يدخل على القلب من عدة أبواب، فيدخل عليه من باب الغفلة وعلاجها بالذكر وقراءة القرآن ذكر يواطئ القلب فيه اللسان، ويدخل عليه من باب الشهوة فعلاجها الصبر والنظر في عواقب اتباع الشهوة وأن يعلم أن لذة ساعة أعقبت ندماً وألم الدهر، ويدخل عليه من باب الشبهة وعلاجه بالعلم الشرعي وسؤال أهل العلم واليقين، وليتحلَّ المرابط بالإيمان وليتسلَّح بالتوكل وليتزيَّن بالصبر وليتجمَّل باليقين.

وما يُحْدِثُهُ اللهُ لأهلِ الرباطِ من بركةٍ في الوقت والرزق وسَعَةٍ في المعيشة أمرٌ يعرِفُه من رابط وعاشَرَ الرباط فيرزق اللهُ المجاهدَ المرابط صحةً في بدنه وبركةً في عُمُره وقوةً في إيمانه ونعيماً في معيشته وراحةً وطمأنينةً وزوالًا للهم والغم مع أول قدم يضعها في الرباط.

فما أحلى العيش في أرض الرباط مظَلَّلاً بظلال العقيدة محفوفاً بالعز متنعّماً بنعيم الأُخوة، مع الله في خَلْوته وجَلْوته، تصحبُهُ معيةُ الرحمن وتتنزّلُ عليه بركاتُ المنان.

كن مع الله نقياً لا تبالِ
كل شيء صائر نحوَ الزوال
عش قنوعاً بالرضى مستسلماً
خالياً من كل حال ذات بال
إن أردتم عزةً في كل أمر
دونكم خوضوا ميادين القتال
ذروة الأمر جهاد فارتضوها
فاز من لبّى وضحّى كلَّ غالي


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 152
الخميس 9 صفر 1440 هـ
...المزيد

أهل الهمم هم صفوة الأمم الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا ...

أهل الهمم هم صفوة الأمم

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين أما بعد:

إن الثبات على الحق والتمسك بمواقف الصدق هو شيم الصالحين وصفات الأنبياء والمرسلين وإن هذا الدين ما وصلكم وما جاء بنوره إليكم إلا بصبر على البلاء وتمزق وتناثر الأشلاء وإراقة الدماء فلم يردّهم ذلك عن مرادهم ولم يوقف شيئا من سعيهم، وإن الإنسان ليعجز أن يصف موقف خبيب بن عدي "رضي الله عنه" بكلمات حين أسره المشركون وعذبوه عذابا شديدا ثم قالوا: ننشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وأنى جالس في أهلي.

فحينما أيقن بوعد الله للثابتين، الباذلين نفوسهم رخيصة لدين الله عز وجل نطق بتلك الكلمات.
فيا أبناء الإسلام اعلموا أن الدفاع عن دين الله وبذل المهج في سبيل إقامته لهو أمانة عظيمة في أعناقكم قد كلفكم الله بها، فلا تتركوها ولا تهملوها، وأعطوها حقها، موقنين بوعد الله عز وجل متوكلين عليه في استجلاب النصر.

فهذا الدين لا يقوم إلا على أشلاء ودماء فرسان صادقين، ممن ساروا على نهج الأولين، فنالوا الرفعة والعزة وضربت سنابك خيلهم المشرق والمغرب فاتحين.


• من قصص أهل العزائم والهمم:

إن الصراع اليوم بحاجة لرجال عزائمهم كعزيمة أنس بن النضر -رضي الله عنه-، وموقف كموقف الصديق أبي بكر -رضي الله عنه- يوم الردة، والذي قال لعمر -رضي الله عنه-: (والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه) [البخاري].

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو، اللهم إني أسالك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد.

إن الهمة العالية لتغلي في القلوب غليان الماء في القدر فتحث صاحبها على عظائم الأمور فكونوا علي قدر المسؤولية وحملها.


• عبد الله بن حذافة:

أما سمعت قصة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم المملوأة بالثبات واسترخاص النفس في سبيل الله عز وجل، ففي أحد غزوات المسلمين على الروم في الشام، حملت الروم على طائفة من المسلمين فأسروهم ومنهم عبد الله بن حذافة السهمي، فلما دخل الروم على هرقل قالوا له إن هذا الرجل من قريش يعنون عبد الله بن حذافة وهو ابن عم محمد قال فدفعه إلى رجل فقال أجعه قال فأجاعه الرجل فكان يأتيه في كل يوم بلحم خنزير فيضعه بين يديه فيعرض عنه عبد الله بن حذافة وقال هذا طعام لا يحل لنا أكله فدخل الرجل على هرقل فقال له أتيته بلحم خنزير وخمر فأعرض عنه وقال هذا طعام لا يحل لنا أكله فإن كان لك في الرجل حاجة فأطعمه قال فاذهب فأطعمه شيئا قال فذهب فأتاه بطعام فأكله، فلما أخبر هرقل بذلك قال قد بلوته بالضراء، فأبتليه بالسراء فأتاه بالجواري وبألطاف وملاهي قال فلم يلتفت عبد الله بن حذافة إلى شيء من ذلك قال فأتاه الرجل فأخبره بذلك فقال للجواري ما كان منه إليكن حركة فقلن لا والله ما التفت إلينا فأرسل إليه هرقل فأتاه فقال له هرقل قد بلوتك بالسراء والضراء فصبرت فهل لك أن تقبل رأسي وتنجو بنفسك قال لا قال فهل لك أن تقبل رأسي وأدفع لك كل أسير من المسلمين عندي قال نعم فقبل رأسه عبد الله بن حذافة فدفع إليه كل أسير عنده من المسلمين.

• أنس بن النضر:

ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أيضا أنس بن النضر -رضي الله عنه-، فعند البخاري رحمه الله، قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون قال: اللهم إني أعتذر اليك مما صنع هؤلاء "يعني أصحابه" وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء "يعني المشركين" ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة وربِّ النضر إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل ومثَّل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه، قال أنس: كنا نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه قال الله عز وجل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]، إنه أنس بن النضر صدق الله وعاهده وطلب منه، فنال النعيم المقيم بإذن الله (جنة عرضها السموات والأرض) فالسلام على أهل الهمم فهم صفوة الأمم وأهل المجد والكرم طارت بهم أرواحهم إلى مراتب الصعود ومنازل الخلود، من أراد المعالي هان عليه كل هم؛ لأنه لولا المشقة والتعب لساد الناس كلهم، فكل رجل يطمع بالمجد ويرجو أن يصل إلى المعالي ولكن القليل من يدفع ثمن ذلك (وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتي تورمت قدماه وربط الحجر علي بطنه من الجوع).


• الصبر الصبر:

أيها المجاهدون في سبيل الله المستجيبون لأمر الله:

قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام:162] فلتكن حياتنا كلها لله صبرا على الأذى وصبرا على الحصار وصبرا على فقدان الأحبة فكلها لله.
فالصبر على أمرائنا وقادتنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري رحمه الله: (السمع والطاعة حق مالم يؤمر بمعصية)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله عليه وسلم يقول: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويُتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره فإن عليه منه) [رواه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي والبيهقي]
قال الله تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر} [العصر:3] فالثبات الثبات حتى الممات، والثبات الثبات حتى نصل إلى جنة عرضها السماوات والأرض، نعلم أنكم تحبون المواجهات وأرواحكم على أكفكم تقدموها رخيصة لنصرة دين الله وإعلاء راية التوحيد ثبتكم الله، أرواحنا يارب فوق أكفنا نرجو ثوابك مغنما وجوارا.


أيها الموحدون عليكم بتقوى الله عز وجل والثبات والصبر، ولا تحقرن من المعروف شيئا، واعمل بما أقدرك الله عليه ولا تهن أو تركن مهما قل ما تستطيعه من عمل ومهما بلغ بك الضعف، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) [البخاري].

ونسأل الله أن يرزقنا من واسع فضله وأن ينعم علينا من وافر عطائه وأن يجعلنا من أهل العزائم والهمم وييسر لنا بذلها فيما أمر وأن يستعملنا سبحانه في إعلاء دينه ورفع رايته والنيل من أعدائه ويثبتنا على ذلك.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 152
الخميس 9 صفر 1440 هـ
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
16 ربيع الآخر 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً