إرشاد العباد إلى بعض فضائل الجهاد الحمد لله الذي منّ علينا بالجهاد، وأقامنا فيه وهو خير مقام ...

إرشاد العباد إلى بعض فضائل الجهاد


الحمد لله الذي منّ علينا بالجهاد، وأقامنا فيه وهو خير مقام بين العباد ويسّر لنا بالقتال تنغيص حياة أهل الردة والإلحاد، والصلاة والسلام على نبي الرحمة ونبي الملحمة وعلى آله وصحبه الرحماء بالمؤمنين وهم على الكافرين غلاظ شداد، وعلى من سلك سبيل التوحيد والجهاد إلى يوم التناد وبعد:

فإن الله كتب على المؤمنين القتال فقال سبحانه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [البقرة:216]، ولما كان أمر القتال شديدًا على النفوس لما فيه من إزهاق الأرواح وفراق الأهل والأوطان، رغّب سبحانه فيه أعظم ترغيب وأبدأ في فضائله وأعاد، ووعد عليه الوعود العظيمة وفرض لأهله الأُعطيات الربانية الجزيلة؛ فطارت نفوس المؤمنين شوقًا إليه وتسابق المٌحبّون في ميدان القتال حرصًا عليه، لِما رأوا من فضله الذي لا يضاهى وأجره الذي لا يتناهى، حتى استرخصوا في سبيله النفوس والمهج وركبوا لأجله لجج البحار والصحاري والقِفار ولمّا بَعُد العهدُ عن التحريض على الجهاد شمّرتُ للتحريض عليه عن ساعدِ الاجتهاد وسمّيتُ هذه الأسطر: "إرشاد العباد إلى بعض فضائل الجهاد"، وهي على ما يلي:


الأولى: أنه منجاة بإذن الله من أليم العذاب
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الصف: 10-11] فيا من يخاف من عقاب الله وعذابه الأليم يا من يؤرّقه صوت أهل النار، قال تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [فاطر: 37] دونك باب الجهاد فإن الله وعد أهله بالنجاة من أليم العذاب فما الذي يقعدك عنه وأنت تسمع صوت حادي الجهاد في جميع البلاد ينادي يا خيل الله اركبي و يا راية الإسلام ارتفعي ويا حملة الراية قوموا، فمن يَطِيبُ له قعود بعد هذا النداء؟! نعوذ بالله من الحِرمان.

الثانية: أن الله وعد أهل الجهاد بمغفرة ذنوبهم.
قال تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ...} [الصف-12] كم من الناس أرّقتهم الذنوب؟ حتى وقع أكثرهم في اليأس من رحمة الله، فيا من أرّقته الذنوب والآثام وناله منها العذاب النفسي والآلام، بُشْرَاك فلا دواء يُذهب بالذنوبِ وآثارها مثل الجهاد في سبيل الله، ولك في خَبر أبي محجن الثقفي عظة وعبرة فقد تداوى من مرض ذنوبه بدماءِ الكفار، فليس كمثلها تُكفرُ السيئات والأوزار.

إن المعاصيَ رجسٌ لا يطهرُها
إلا الصوارم في أيمانِ كُفارِ

الثالثة: أن الجهاد سبب لدخول الجنة
قال تعالى في تكملة الآية السابقة: {وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

فحيَّ على جناتِ عدنٍ فإنها
منازلنا الأولى وفيها المخيّمُ
وحيّ على روضاتِها وجِنانِها
وحيّ على عيشٍ بها ليس يَسْأَمُ

نعم بالجهاد تُنال الدرجات العلى في الجنة ففي الحديث الصحيح كما عند البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)، فكيف تستبدل ذلك العيش الكريم والنعيم المقيم بهذه الأعطان الضيقة بين أرباب العاهات والبليات؟ وكيف تستبدل الحور الكواعب الأتراب بالتي هي أدنى من المخلوقات من التراب إلا المؤمنات الصالحات؟

تالله إنك لفي غبن عظيم وتظن نفسك من الفائزين، وكيف يطيب لك عيش وتترك هذا المعين

فأقدم ولا تقنع بعيشِ مُنغَّصٍ
فما فازَ باللذاتِ من ليس يُقدِمُ

الرابعة: أن الجهاد ترجمان التوحيد.
قد علم المسلم أنه لا يصح توحيد إلا بولاء وبراء ولا يكتمل إيمان المرء حتى يجاهِر الكفار بالعداوة والبغضاء قال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ...الآية} [المجادلة: 22]، ولا يكون ذلك إلا بإظهار العداوة، إذ هي الفَيْصل بين أهل التوحيد وأهل النفاق، وإن ذلك يتجلى حقيقةً بالجهاد وقتال أهل الكفر والعناد، ويذوق الموحد ثمرةَ توحيده واقعًا معاشًا، لا كما يرى التوحيد أهل القعود دروسًا وحِلَقًا لا تحفظُ دينًا ولا تنصر شرعًا ولا ترد حقًا.
...المزيد

الدولة الإسلامية - النبأ - قصة شهيد: أرعب المرتدين والكفار واشتهر بقطف رؤوسهم "فرقد أبو بكر" ...

الدولة الإسلامية - النبأ - قصة شهيد:


أرعب المرتدين والكفار واشتهر بقطف رؤوسهم
"فرقد أبو بكر" من أعلام الجهاد في العراق -نحسبه والله حسيبه-

مُنذُ أن وَطئِت القوّاتُ الصليبية أرض العراق ودماء الصادقين تهراق في سبيل الله عز وجل، رجال بذلوا النفيس لإعلاء كلمة الله فجادوا بأرواحهم لتمضي عجلة الجهاد في بلاد الرافدين، غرباء لا يعرفهم كثير من الخلق، ولا ضير؛ لأن الله تعالى يعلمهم وحسبهم ذلك، ومن بين تلك الثلة الخيرة الأخ المجاهد فرقد أبو بكر، المكنى "بأبي صباح الوالي".

كانت البداية من جرف الصخر، معقل الأبطال، ومصنع الرجال، عمل الأخ في مفارز الاغتيالات وأبدع بجسارته في عمله، مكنه الله عز وجل من رقاب الكثير من الجواسيس والعملاء المرتدين حتى عرف عند أجهزة الأمن الرافضية، فإذا قطفت رأس أحد عناصرهم يتنادون بينهم: "قتله فرقد!".


• استفراغ للجهد وإتقان للمهام:

في كل يوم يمر يزداد فارسنا حنكة وخبرة، كان ذا بصيرة بمجريات الأمور ونظرة في المآلات قل نظيرها، مقبلا على الجهاد بشغف، إذا أسندت إليه مهمة استفرغ جهده وأعظم البذل في إتقانها، وهمه -رحمه الله- نصرة الحق وإظهار الدين ونصرة الأسرى والأسيرات، ومن كان هذا همه لن يشغله منصب أو مال.

أسر الأخ من قبل الأمريكان وبلطف الله تعالى ومعيته لم يتعرفوا على حقيقة هويته، وبعد مرور ما يقارب العام على سجنه تم الإفراج عنه، فخرج وقد كان خروجه في عام 2008 حين كانت الصحوات في أوج طغيانها وقمة انتفاخها.


• "فأس الخليل"

استأنفَ مسيرته الجهادية بعزيمةٍ أشدّ، وبنفسٍ مُتّقِدة، فبعدَ مدّةٍ قليلة مِن فكاكِ أسرهِ التقى بوالي بغداد الأخ مناف الراوي -تقبله الله-، وعُيّنَ أميرًا عسكريًا لولايةِ الجنوب فأشعلَها بالمُفخخاتِ والعبوات وقامَ بالكثيرِ من الأعمالِ المشتركة مع والي بغداد من أبرزها حملة "فأس الخليل" التي أطلقَها الشيخ أبو عمرٍ البغداديّ -تقبله الله-، ثمّ عُيّنَ بعدَ ذلك واليًا لولايةِ الجنوب فضاعفَ العمل في تِلك المناطق وقطّعَ أوصال الرافضةِ وأعظمَ النكايةَ بهم.

بعدها تمَّ نقل الأخ إلى ولايةِ صلاح الدين لدواعٍ أمنيّة، وكتمَ خبرَ انتقالهِ حتّى عن جنودهِ، فأُثيرَت حوله أسئلة كثيرة وسرعانَ ما جاءَهم الجوابُ سريعًا عندما انفجرت سياراتٌ مُفخّخة في مناطق بَلد، وتكريت، والدجيل في توقيتٍ واحدٍ وقد عُرِف بهذا النوع في العمل.


• رعب للرافضة والمرتدين

كانت سيرتهُ مُرعبة بينَ الروافض حتّى أنّه في أحد الأيام كانَ - تقبّلهُ الله - في بيتِ أحدِ الإخوة، وعندَ خروجهِ مع صاحبِه قامت القوات الرافضية بعملِ إنزالٍ جويّ على البيتِ كمحاولةٍ فاشلة لإلقاءِ القبضِ عليه، فكانوا يتكلّمُون فيما بينهم ويلومُ أحدُهم الآخر: "أما قُلتُ لَك بأنّ فرقد كان هنا؟!، انظر إلى هذا الفراش لا شكَّ كان هنا"، فيردُّ عليه صاحبه: "لا نستطيع الاقتراب منه! والله إنه يرتدي حزامًا ناسفًا" !! .

كانَ من أخطرِ المَطلُوبينَ في العراق للمرتدين والصليبييّن لكنَّ ذلكَ لم يمنعهُ من أداءِ أعمالهِ على أكملِ وجه.

وبالرغمِ مِن شدّتهِ وقَسوتِه على أعداءِ الله، كانَ عطوفًا على إخوانه، يحزنُ لمُصابِهم، ويفرحُ بِسرُورهم، قامَ بفديةِ الكثيرِ مِن الأسرى بالمال، فقد كانَ مخوّلًا من الإمارةِ بفعلِ ما يراهُ صوابًا في إنفاق المال وغير ذلك، وفي عام ٢٠١٢ ترجّلَ الفارسُ في صحراءِ بيجي أثناءَ مُطارَدتهِ لبعضِ آلياتِ المرتدين ساعيًا لأسرِهم.


• رحيل بعد شفاء الغليل

رحلَ عن الدُّنيا بعد أن أشفى غليلَهُ من أعداءِ الله قتلًا وتنكيلًا، وقد أمضى حياته مجاهدًا زاهدًا، جافيًا بنفسهِ عن الملذّات فنسألُ اللهَ أن يجزيَه عنِ الإسلامِ والمسلمينَ خيرَ الجَزاء، ويجعلَ مثواهُ في جنّاتٍ ونهر في مقعدِ صدقٍ عندَ مليكٍ مُقتدِر.

اللهمّ إنّا نشهدُ أنَّ عبدكَ فرقد كانَ مِن خيرةِ الفُرسان الذينَ بذلُوا نفوسهَم من أجلِ رفعةِ دينك وقضى نحبَه على طريقِ أوليائكَ المُصطَفين، وعبادكَ المُتّقين -نحسبُه واللهُ حسيبُه-.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 150
الخميس 24 محرم 1440 ه‍ـ
...المزيد

صحيفة النبأ - ساء صباح المنذرين مرّت الدولة الإسلامية منذ نشأتها بمراحل متعددة في صراعها مع ...

صحيفة النبأ - ساء صباح المنذرين


مرّت الدولة الإسلامية منذ نشأتها بمراحل متعددة في صراعها مع ملل الكفر، فقد بدأت بالأيام الزرقاوية، وكانت مرحلة تصدّر فيها العمل الأمني داخل أراضي العدو ووسط دياره، ثم تلتها الفتوحات العمرية والتي مكّن الله فيها لعباده فحكموا الأرض وأقاموا شرع الله جلّ وعلا، وفي خضم الحرب الضروس وفقدان القوات الأمريكية السيطرة وانهيار خططها، بدؤوا مشروعهم الخبيث والذي أسموه الصحوة، فقاد مرتدوا الجماعات والأحزاب والعشائر أكبر موجة غدر وخيانة في العراق لينحاز بعدها المجاهدون إلى الصحاري والقفار، حتى يعيدوا ترتيب صفوفهم ليستعيدوا ما فقدوه مما مكنهم الله فيه ويتوسعوا بعد ذلك فاتحين بأمر الله.

وسار المجاهدون بخطى ثابتة لم يثنهم الغدر أو يكسر عزيمتهم طول الطريق ومشقته، فلم يتوقفوا للندب والبكاء على ما فقدوا، فامتصوا الصدمات ورضوا بما كتب الله لهم، فلم يطل بهم الزمان حتى أذاقوا الصحوات المر العلقم وأوردوهم حياض الموت جزاءً وفاقا على كفرهم وغدرهم وخيانتهم، وتسليمهم ديار الإسلام للرافضة المشركين، الذين جازوهم على فعلهم بأن أذلوهم وسلبوا منهم المناصب الموعودة وقطعوا عنهم الدعم وأجبروهم على تسليم السلاح فكان جزائهم أن خسروا الدنيا والآخرة فمن لم يقتل على أيدي المجاهدين ساقه الرافضة إلى السجون وسلبوه كل ما يملك، فأضحوا بين شريد وطريد وقابع ذليل.

فجزى الله المجاهدين بفضله ومنته وجوده، وبدأ القتال في الشام ففتح الله على عباده ومكنهم من أرض يفوق حجمها أضعاف ما خططوا له في تلك المرحلة، فأقاموا فيها شرع الله وأعلنوا الخلافة فجمعوا المسلمين على إمام واحد، ووقفوا في وجه ملل الكفر، فحشدت لحربهم الجيوش، وعقدت لقتالهم الأحلاف، بحملة شعواء يحرقون فيها الأخضر واليابس، يرومون تدمير مشروع الدولة الإسلامية.

وكان هدف الطواغيت في حلفهم، كسر نفوس المسلمين وإطفاء نور الأمل الذي أبصروه في قيام الخلافة، فحشدوا كل ما يستطيعون من قوى عسكرية وتعمدوا زيادة عدد الرايات المشاركة في الحرب حتى يستقر في نفس من ضعف إيمانه أن لا طاقة له بقتالهم ولا مكان لشرع الله في العالم اليوم وأن الحرب مع فارق الإمكانيات والأسباب يستحيل معه تحقيق الهدف والمراد.

وأما أهل العزائم والهمم ومن أنزل الله على قلوبهم السكينة، فلم يهنوا أو يضعفوا بل لم يؤثر ذلك على طموحهم، مع ما نزل بهم من شدة وضيق لا يزالون يسعون لفتح الجزيرة وبلاد فارس وعيونهم لم تزل ترقب القسطنطينية وروما ثقة بنصر الله وفتحه.

وكان من فضل الله على عباده المجاهدين أن يسر لهم الاستفادة من دروس الماضي، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) [متفق عليه]، فقضوا على مشروع صحوات الشام في مهده، وأطاحوا برؤوس الكفر فور ظهورها.

واستفاد المجاهدون من الدروس الماضية في كل مجال فما إن ينحسر نفوذ الدولة عن منطقة من مناطق التمكين حتى تسبق المفارز الأمنية المرتدين إلى تلك الديار، فكان أجناد الخلافة لهم بالمرصاد فعالجوا رؤوس الكفر قبل ينزلوا رحالهم في الديار التي سلبوها.

وقد كان لأرض الشام لقاء جديد مع أسلوب العمل الذي سبقهم إخوانهم في العراق إليه، فقد نهل أجناد الشام من خبرات إخوانهم الذين سبقوهم في العراق، فأحالوا مناطق مرتدي الـ PKK إلى مناطق خوف ورعب، فأعمل المجاهدون فيهم السيف، فمزقتهم العبوات وفلقت رؤوسهم الكواتم وشردت جموعهم الصولات ومزقتهم كل ممزق العمليات الاستشهادية والمفخخات، فأعاد أجناد الخلافة للحسكة صوت الرصاص، ونشروا الذعر بين المرتدين في أرياف الخير، وأناروا ليل الرقة بنار العبوات، وقطعوا على المرتدين طرقهم وتصيدوا الصليبيين الذين انخدعوا بنصرهم المؤقت وضنوا الديار آمنة لهم بعد أن دمروها حتى يخرجوا جند الخلافة منها.

وقد علم المرتدون من الـ PKK ومن أعانهم من شراذم الأعراب أن الصليبيين لن يحولوا بينهم وبين آساد الإسلام، فكثر في صفوفهم الهاربين بعدما ظنوا أن وقت الاستمتاع بالمغانم قد حل، ولم تنفعهم الطائرات المسيرة التي جرها المجاهدون مرغمة لتحلق في أجواء الحسكة والخير والرقة وحلب، تجوب سماءهم ليل نهار لعلها تضفر بمجاهد يتربص بجنودهم أو بمرتزقتهم من ملاحدة الأكراد.

ولن يدع المجاهدون بإذن الله للمرتدين أرضاً يأمنون فيها، ولن يقر للمجاهدين عين حتى يمزقوا أحلام المرتدين، وقد بدأت ملامح المرحلة بالظهور وقريباً بإذن الله تتحول أحلام الملاحدة من إقامة دولة إلى مجرد البقاء على قيد الحياة فقد نزل آساد الخلافة أرضهم، وإنا إذا نزلنا بساحة قومٍ فساء صباح المنذرين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 150
الخميس 24 محرم 1440 ه‍ـ
...المزيد

الابتلاءات من سنن الله: • ولما أجاب الله تعالى عن تساؤل المؤمنين {أنى هذا} قال لهم: {وَمَا ...

الابتلاءات من سنن الله:

• ولما أجاب الله تعالى عن تساؤل المؤمنين {أنى هذا} قال لهم: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا..} فليهنؤوا بالاً ولينعموا عيناً لأنهم عند الله مؤمنون، حتى من وقع في المعصية فهو من المؤمنين الذين عمهم الله بعفوه..

• وقد سلّاهم الله وخفف عنهم ما أصابهم بأن أخبرهم أن هذه الابتلاءات هي من سنن الله عز وجل التي جرت على أحب الناس إليه وهم الأنبياء وأتباعهم الذين ربوهم على العلم والإيمان، قال تعالى:{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 148] وفيها أحسن تحريض على الجهاد والصبر على مشاقه وما يحدث فيه من ابتلاءات، وأن هذه الابتلاءات في طريق التوحيد والدعوة والجهاد ومقارعة أعداء الله هي سنة الله الماضية على خير خلق الله وهم الأنبياء وأتباعهم الذين صحبوهم وتربوا على أيديهم، بل وأن هذه الابتلاءات ليست دليلاً على سخط الله على المؤمنين أو تخليه عنهم، وبعد الشدائد يتحقق موعود الله للمجاهدين في سبيله بالظفر والغنيمة ثم الفوز بأحسن الثواب في الآخرة الذي أعده الله للمحسنين من عباده.


توكلوا على الله لجلب النصر:

• وقال تعالى حاثاً عباده المؤمنين على التوكل عليه وتعليق القلوب به: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160] وهذا الحث لهم على التوكل على الله وحده، يفهم منه أن الله تعالى يعدهم بالنصر إذا توكلوا عليه..

• وأخبر الله عباده المجاهدين بحكم جليلة حصلت في تلك الغزوة، ومنها: اتخاذ الله شهداء يكرمهم بجواره ويرزقهم أحسن الرزق ويحيون عنده حياة أخرى ليس فيها إلا الفرح والسرور والأمن من عذاب الله.. ومنها: أن المؤمنين يحتاجون من حين إلى آخر إلى تمحيص وتطهير لقلوبهم وأعمالهم.. ولم تكن هذه الفوائد لتحصل دون ذلك الابتلاء..


فانقلبوا بنعمة من الله:

• وفي الغد من غزوة أحد استنفر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم ليخرجوا لملاقاة جيش الكفر الذي طمع في استئصال المسلمين، ولم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج غير من شهد أحداً، فخرجوا وبهم الجراح، فخافهم جيش قريش وانهزموا وانقلب المؤمنون فرحين بنصر الله آمنين على المدينة وأهلها أن يدهمها الكفار قال تعالى:{ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: 174].
...المزيد

الابتلاءات من سنن الله: • ولما أجاب الله تعالى عن تساؤل المؤمنين {أنى هذا} قال لهم: {وَمَا ...

الابتلاءات من سنن الله:

• ولما أجاب الله تعالى عن تساؤل المؤمنين {أنى هذا} قال لهم: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا..} فليهنؤوا بالاً ولينعموا عيناً لأنهم عند الله مؤمنون، حتى من وقع في المعصية فهو من المؤمنين الذين عمهم الله بعفوه..

• وقد سلّاهم الله وخفف عنهم ما أصابهم بأن أخبرهم أن هذه الابتلاءات هي من سنن الله عز وجل التي جرت على أحب الناس إليه وهم الأنبياء وأتباعهم الذين ربوهم على العلم والإيمان، قال تعالى:{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 148] وفيها أحسن تحريض على الجهاد والصبر على مشاقه وما يحدث فيه من ابتلاءات، وأن هذه الابتلاءات في طريق التوحيد والدعوة والجهاد ومقارعة أعداء الله هي سنة الله الماضية على خير خلق الله وهم الأنبياء وأتباعهم الذين صحبوهم وتربوا على أيديهم، بل وأن هذه الابتلاءات ليست دليلاً على سخط الله على المؤمنين أو تخليه عنهم، وبعد الشدائد يتحقق موعود الله للمجاهدين في سبيله بالظفر والغنيمة ثم الفوز بأحسن الثواب في الآخرة الذي أعده الله للمحسنين من عباده.


توكلوا على الله لجلب النصر:

• وقال تعالى حاثاً عباده المؤمنين على التوكل عليه وتعليق القلوب به: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160] وهذا الحث لهم على التوكل على الله وحده، يفهم منه أن الله تعالى يعدهم بالنصر إذا توكلوا عليه..

• وأخبر الله عباده المجاهدين بحكم جليلة حصلت في تلك الغزوة، ومنها: اتخاذ الله شهداء يكرمهم بجواره ويرزقهم أحسن الرزق ويحيون عنده حياة أخرى ليس فيها إلا الفرح والسرور والأمن من عذاب الله.. ومنها: أن المؤمنين يحتاجون من حين إلى آخر إلى تمحيص وتطهير لقلوبهم وأعمالهم.. ولم تكن هذه الفوائد لتحصل دون ذلك الابتلاء..


فانقلبوا بنعمة من الله:

• وفي الغد من غزوة أحد استنفر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم ليخرجوا لملاقاة جيش الكفر الذي طمع في استئصال المسلمين، ولم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج غير من شهد أحداً، فخرجوا وبهم الجراح، فخافهم جيش قريش وانهزموا وانقلب المؤمنون فرحين بنصر الله آمنين على المدينة وأهلها أن يدهمها الكفار قال تعالى:{ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: 174].
...المزيد

إعلاء همم المجاهدين بدروس من غزوة أحد الحمد لله ولي المؤمنين، الذي يحبهم ويربيهم بما يصلح ...

إعلاء همم المجاهدين بدروس من غزوة أحد


الحمد لله ولي المؤمنين، الذي يحبهم ويربيهم بما يصلح قلوبهم وأعمالهم، فيدلهم على ما يقربهم إليه ويوفقهم للعمل بما يرضيه عنهم، يعطيهم النعم ليشكروه، ويبتليهم بسلبها ليرى صبرهم ووقوفهم عند مراضيه، ولينبههم على ما عندهم من العيوب ليتلافوه، ومن فضله ورحمته تعالى بالمؤمنين أنه لم يجمع لهم بين المصيبة والتوبيخ، بل بين لهم أن المصيبة كانت سبباً لمغفرة ذنوبهم وتنقية صفوفهم وتطهير قلوبهم، وحثهم على أن يتابعوا في طريق نصرة دين الله، وألا تضعفهم الجراح والإصابات ولا تسبب لهم الحزن أو الاستكانة لأعدائهم، وحثهم تعالى على الاستعانة به وإخلاص التوكل عليه، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، الذي جاهد في الله حق جهاده، وكان القدوة للمؤمنين في كل خير، يرونه في أحوال السرّاء والضرّاء ثابتاً على دين الله، مقدماً رضا الله على اتباع أهواء الناس، معلماً للناس مبشراً للمؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد
فهذه بعض دروس غزوة أحد وتبيين لطريقة القرآن في تأديب المؤمنين دون كسر قلوبهم ولا تحطيم معنوياتهم

نقف عدة وقفات مع دروس سورة آل عمران لنتبين كيف خاطب الله عز وجل عباده المؤمنين الذين ابتلاهم وعلم أن بعضهم قال {أنى هذا}:


وعد الله بالنصر:

• أخبرهم الله تعالى ابتداءً أنه صدقهم وعده فنصرهم أول المعركة، ثم تغيرت النتيجة لما حصل من بعض الصحابة معصية دفعهم إليها حب الدنيا، إلا أن الله تعالى ختم الآية بالعفو عنهم لأنه ولي المؤمنين يتفضل عليهم بتصحيح مسارهم وغفران ذنوبهم قال تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران152] عفا الله عنهم وسامحهم ووصفهم بالإيمان، وأخبرهم بأنه لا يقطع عن المؤمنين فضله.


تسلط الشيطان على متولي الزحف:

• بين الله تعالى للفارين من الزحف أن الشيطان تسلط عليهم بسبب ذنوب سابقة لهم، ثم بشرهم بأنه عفا عنهم لأنه غفور حليم قال تعالى: {ِإنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران155



ولا تهنوا ولا تحزنوا:

• في ثنايا الكلام عن العبر مما حصل في غزوة أحد أمر تعالى عباده بألا يهنوا -وهو ضعف القلوب- أو يحزنوا إذا أصابتهم مصيبة قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139]، فالذنب قد غفره الله، ومن أصيب من المؤمنين في المعركة أو قتل فأجره ثابت عند الله، والوهن والحزن لا ينبغيان لمجاهد لأنهما يضعفانه ويحطمان معنوياته، فأنى للواهن والحزين أن يغالب عدوه؟ والله تعالى أمرنا بتحريض المؤمنين على القتال، والتحريض يتطلب شحذ هممهم وتقوية عزائمهم وتعزيز التفاؤل عندهم، وكل ذلك لا يجتمع مع الوهن والحزن أبداً.
...المزيد

مقال: الشجرة الخبيثة منذ فجر الإسلام وبزوغ شمسه، وأعداء الله من شياطين الإنس والجن يكيدون له ...

مقال: الشجرة الخبيثة


منذ فجر الإسلام وبزوغ شمسه، وأعداء الله من شياطين الإنس والجن يكيدون له بكل وسيلة فلم يتركوا طريقاً إلا سلكوه ولا مشروع شرٍ لم يجربوه، فكان من أخبث مشاريعهم تحريف الإسلام مع إبقاء مسماه، وتم ذلك باستغلال ما يثير عاطفة دينية ليحرفها عن أصلها، كعاطفة المسلمين وتقديرهم لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فزُرعت بذور الرفض بين المسلمين في صدر الإسلام، ونمت أشجارها الخبيثة فنثرت أوبئتها لتنهش في الأمة، وتخرب دينهم وتفسد دنياهم.

وقد قامت للرافضة خلال القرون الخالية دولاً وأحزابا وجماعات، كما تغلغلوا داخل بلدان المسلمين يفسدون فيها على الناس دينهم ودنياهم، وكانت سياستهم في ذلك سياسة اليهود، فكلما عز المسلمون وعلت كلمتهم خنسوا وخنعوا، وإن لمحوا حالة من الضعف أو الانكسار ظهروا واستكبروا مستغلين تلك الفرصة.

وفي هذا الزمان ومع تدهور حال المسلمين أيما تدهور كان للرافضة دورهم الخبيث، فسيطروا على بلاد فارس عبر طاغوتهم الخميني متلاعبين بدايةً ببعض السذج من أهل السنة بشعارات زائفة، لم تدم طويلا حتى ذابت كما يذوب الثلج وظهرت حقيقتهم الرافضية، فنكّلوا بالمسلمين في تلك البلاد محاولين محو السنّة ونشر دينهم الشركي.

وكان لإيران بعد ذلك دور محوري في محاربة أهل السنة في كل مكان على وجه الأرض فاستنفرت ميليشياتها ومرتزقتها ونثرتهم بين المسلمين لتعيث في ديارهم فسادا ناشرةً الشرك ومنكلة بمن خالفها، دعماً لمشروعها الخبيث في المنطقة كما كانت سنداً للطواغيت في المنطقة ممن يوافق هواها، كل ذلك لتوسع سيطرتها وكذا تدفع عن نفسها فتشغل الناس بأنفسهم.

وبينما كانت إيران تتوسع وتخرب، نرى كثيرا من المسلمين قد ركنوا إلى بعض الدول المحسوبة على أهل السنة والتي لم يتعدَّ موقفها التصريحات الجوفاء التي لا يتجاوز مداها الشاشات والقنوات، وإن حاربوا فحرب سياسية واهنة تقوم على أساس وطني لا ديني، فيتركون أهل الرفض يعيشون آمنين في ديار أهل السنة منتظرين وصول طلائع إيران إليهم ليكشفوا عن مكرهم، فلا يزيدهم موقف الطواغيت منهم إلا شراً وخبثا.

وأما المجاهدون من أبناء الخلافة فكانوا لمشاريع الرافضة بالمرصاد فأعلنوا عليهم حرباً عقدية شاملة لا تبقي فيهم ولا تذر، فنسفوا معابدهم الشركية، وأعملوا فيهم السيف قتلاً وتشريدا، نكاية بهم ورداً لعاديتهم في طول الأرض وعرضها، من كابل إلى بيروت ومن أزقة بغداد إلى غابات نيجيريا بل طال لهيب الحرب أوروبا فأحرق معبدا لهم في السويد.

حسِبت إيران بنشر قواتها من الحرس الثوري وقوات الباسيج وميلشياتها في الشام والعراق، أن ديار المسلمين مكسب سهل المنال وأن محاولة سلب المسلمين دينهم ستأتي دون ردع أو حساب، فكان لها جند الخلافة في الشام والعراق فنكلوا فيهم أيما تنكيل، وكان قادتهم يحلمون بالرجوع لديارهم محملين بالفخر لإنجازاتهم فعادوا محمولين على الأكتاف في توابيتهم بسواعد المجاهدين بعد توفيق الله لهم، ولم يكتف جند الخلافة بهذا بل سعوا سعيا حثيثا لضربهم في عمق ديارهم، ففتكوا بالرافضة عند ضريح طاغوتهم الخميني وشردوا بهم في برلمانهم الشركي وسط طهران، ثم ثنى بها جند الخلافة في الأحواز فجعلوا جيشهم وقواتهم وحرسهم الثوري أضحوكة للعالم أجمع فتحول استعراضهم العسكري إلى سباقٍ للهرب من نيران الأسود التي انقضت عليهم وانكشف زيفهم وأنهم "كالقط يحكي انتفاخا صولة الأسد".

وإن إيران ومشاريعها الخبيثة لم يكن لها أن تشم رائحة النصر لولا خنوع المحسوبون على أهل السنة من مرتدي الصحوات ورضوخهم لمخرجات اتفاقيات الذل والعار بل والتحق بعضهم بفسطاطها وسلموا لها المناطق، وقد لجأ البعض الآخر إلى طواغيت الخليج الذين لم يستطيعوا حماية أنفسهم أو إلى طاغوت تركيا الذي ألقى بنفسه بين أحضانهم، فما زادوهم إلا خبالا.

فلا بد لأهل السنة أن يعلموا أن الحرب مع الرافضة لا يمكن أن تتوقف بسلام زائف بل لابد من قلع هذه الشجرة الخبيثة من جذورها وأن تُشنّ الحرب على كل من اعتقد معتقدهم، فحربنا مع الرافضة عقدية وكل من حاربهم لغير ذلك فإن مصيره الفشل، فاصحوا يا أهل السنة وذروا عنكم الأوهام.

وإلى أهل السنة في إيران عامة والأحواز خاصة تنبهوا من غفلتكم فقد ضيعتكم الأحزاب وخدعتكم طوال هذه السنين بالسراب، فعودوا لدينكم وانفضوا غبار الذل والهوان واثأروا لإخوانكم من أهل السنة الذين نكل بهم الرافضة في كل بلدان المسلمين والواجب آكد عليكم من غيركم فأنتم إلى العدو أقرب وإلى التنكيل به في دياره أجدر.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 149
الخميس 17 محرم 1440 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - قصة شهيد: • أبو اكرم الجميلي (تقبله الله) (مازن طه خلف أبو أكرم الجميلي) ...

الدولة الإسلامية - قصة شهيد:

• أبو اكرم الجميلي (تقبله الله)

(مازن طه خلف أبو أكرم الجميلي) كريم من الكرام الذين سقوا شجرة التوحيد بزكي دمائهم وبذلوا لها مهجهم وارواحهم، كمي من الكماة هب مع إخوانه لنصرة دين الله، من السابقين الذي حملوا الراية في أرض الجهاد إبان دخول الصليبين لأرض الرافدين فذاع صيته وعلا شأنه في الفلوجة.

ولد في مدينة الفلوجة عام 1402هـ بكنف بيت بارك الله في أهله، فقد رزقهم سبحانه الهداية وجانبهم طريق الغواية وعرّفهم الغاية، فكان طريق الجهاد لهم خير بداية، ولأن سنة الله ماضية لا تحابي ولا تتبدل فقد ابتلاهم الله بالتهجير والأسر والقتل فنالت عائلته الرفعة في الدنيا قبل الآخرة فقد قدمت خمسة من أبنائها نحسبهم شهداء والله حسيبهم.

ابتلي أبو اكرم بالأسر عدة مرات فدخل سجن (بوكا) لأكثر من ثلاثة سنين فتحولت هذه المحنة إلى منحة من الله فاستغل هذا السجن والبلاء ليتعلم العلوم الشرعية والعسكرية من فن التخطيط وأساليب القتال على يد إخوانه ممن رافقه في هذا البلاء، وقد جد في ذلك إلى أن فرج الله عنه فعاود الكرّة ولحق بإخوانه فكُلف أمنياً في أحد قواطع ولاية الأنبار فلم تثنه وحشة الزنازين ولا تعذيب السجان.

وبعد أن منّ الله على المجاهدين بفتح المناطق، كان أبو كرم من المجتهدين في إقامة صرح الخلافة فشارك في معارك الفلوجة وملاحمها واقتحم معامعها لتطهير الولاية من رجس الطواغيت وأذنابهم وكان له دور بارز وفعال، فأصيب في معركة السجر وبترت ساقة اليمنى فصبر ولم يجزع واحتسبها عند الله، وبعد أن من الله عليه بالشفاء من إصابته عاد ليكمل طريقه في سبيل الله فكان كما نحسبه والله حسيبه ممن قال الله فيهم: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } [التوبة: 120] فعاد مجالدا أعداء الله في مجال العمل الأمني للولاية فكان شوكة في عيون المأجورين وكذلك سببا بعد الله في كشف عدد من العملاء والجواسيس.

وعند بدء الحملة الرافضية المسعورة على مدينة الفلوجة من الله على بطلنا بالحظ الأوفر لمقارعتهم فكان مسعر حرب، فرغم إعاقته أبى إلا أن يكون تحت بارقة السيوف يذيق أعداء الله أمر الحتوف متأسيا بعمر بن الجموح (رضي الله عنه) راجيا أن يطأ بعرجته الجنة.

وكان من البلاء الذي أصابه في خضمِّ المعارك الدائرة أن سقط شقيقه قتيلا أمام ناظريه فدفنه بيديه في أرض المعركة كما تجندل شقيقه الثاني في معركة أخرى ليدفنه هو الآخر بصبر وتجلد ورضا بقضاء الله وقدره. فلم تثنه كثرة الجراح وشدة البلاء، فقد كان ذا همة وعزيمة عالية وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ونحسبه ممن كان بلاءه على قدر دينه، عن سعد رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: (الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل، فالأمثل من الناس، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خفف عنه، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة) [مسند أحمد].

انتقل رحمة الله بعد ذلك إلى صحراء الشامية وشارك المجاهدين في بعدد من الصولات، قبل أن يعين نائبا لوالي الفلوجة، مجددا عزمه وشاهرا سيفه ليعيد الكرة على أعداء الله داخل الولاية فقد شهدت أرضها على يديه لهيب المفخخات وزمجرة العبوات كان ذلك نهاية المطاف له في طريق حافل بالمجد ومليء بالعزم مستيقنا بموعود الله بنصر أوليائه في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد حتى ارتقى شهيدا كما نحسبه بقصف صليبي استهدف سيارته، ليكون دمه مدادا لإبلاغ الكلمة والذود عن الأمة معذرة الى ربه ليبرئ ذمته ويقيم الحجة على من بقي من بعده

فدى دينهُ بالنفسِ شهمٌ طموح
إعاقتهُ لم تثنِ كأبنِ الجمـوح
مضى أمةً للخير في فعلــــــهِ
وصار بقتلٍ شهيداً يفـــــوح
فيا رب أكرم بجنات خُلــــــــدٍ
بتلك الرياض ونعم الفُسوح

نسأل الله العظيم أن يتقبله عنده في عليين وأن يخلف إخوانه من بعده بخير منه والحمد لله رب العالمين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 148
الخميس 10 محرم 1440 ه‍ـ
...المزيد

ومن هذه الأطراف التابعة لدويلة الإمارات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرأسه الطاغوت ...

ومن هذه الأطراف التابعة لدويلة الإمارات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرأسه الطاغوت "عيدروس الزبيدي" والحزام الأمني والنخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية في مناطق الجنوب، وفي الساحل الغربي ما يسمى بقوات العمالقة المكونة من خليط من بعض فصائل المقاومة الجنوبية المرتدة والمقاومة التهامية المرتدة وكلاهما تابع للإمارات، وقوات حراس الجمهورية -الحرس الجمهوري سابقاً- بقيادة الطاغوت طارق محمد عبدالله، والذي أصبح عبداً للإمارات بعد هزيمته وعمه الطاغوت علي عبد الله صالح وفراره إلى عدن، وفي مناطق الوسط جماعة المرتد المرجئ أبي العباس في مدينة تعز تحديداً، حيث ركزت دويلة الإمارات على تجنيد مرجئة اليمن بشكل رئيسي لما يتصفون به من الولاء والطاعة لولاة الأمر حتى لو كانوا كفرة مجرمين!

كما ومنعت دويلة الإمارات أي تقدم يذكر يكون في صالح الإخوان المرتدين المتحالفين بشكل رئيسي مع طواغيت آل سلول، وعطلت مصالحهم كي لا يكون النصر من نصيبهم، فسلمت زمام الأمور لأطراف أخرى تعادي جماعة الإخوان وحذرت من بسط نفوذ الإخوان في المناطق التي يسيطر عليها الجيش اليمني، وافتعلت خلافات أدت إلى فقدانهم مراكز في عمق الميدان، فأدى ذلك لتسليمهم بعض المناطق والسلاح ودمج معظم أفرادهم بشكل رسمي للجيش اليمني المرتد.

سعت دويلة الإمارات جاهدة لطرد ما تبقى من فلول الجيش اليمني في المناطق التي تخضع لها، خصوصا مدينة عدن، وافتعلت عدة وقائع سقط على إثرها قتلى وجرحى من الطرفين، واستهدفت بعض عملاء الحكومة والإخوان المرتدين من قادة وأفراد داخل مدينة عدن بشتى الوسائل من اغتيال وتفجير وأسر وتصفية علانية، كما وطالت أيديهم بعض المحسوبين على أهل السنة من أئمة وخطباء مخالفين لهم وموالين للحكومة اليمنية المرتدة، وشكلوا عصابات تعيث في الأرض فساد، وتفتعل جرائم لتحرج الحكومة اليمنية المرتدة بانعدام الأمن والأمان في المدينة، وزاد إجرامهم حتى اعتدوا على حرمات الله واستهدفوا المساجد بالأسلحة الرشاشة.

تنبه بعض الناس وصحا البعض من غفلتهم وقاموا بالإنكار على بعض تصرفات دويلة الإمارات على خجل واستحياء، فما لبثوا حتى أُلقوا في السجون عُنوة، وشنوا الحملات تلو الحملات إرهاباً للناس وتكبراً، حتى طالت أيديهم النجسة أعراض العفيفات من بنات المسلمين، وزجوا بهن في السجون إذلال لذويهن وقهراً للرجال، بل واستخدموهن للضغط على أزواجهن الذين ما استقرت نفوسهم وهم يعانون من ألم الويلات من انتهاكات واغتصابات وتعذيب بشتى الأنواع والألوان، وأعظم من ذلك إهانة الدين وسب رب السماوات تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ومنعهم من الصلوات والعبادات.

ومع أن الله يمهل للظالم حتى يكشف عن شروره وينقشع الضباب وتزول الشبهات ولا يبقى على وجه تلك الأرض إلا وقد علم بمكرهم، إلا أن جنود الخلافة كانوا لهم بالمرصاد -بفضل الله-، فحذروا منهم ومن مناصرتهم وتوليهم من دون المؤمنين، وقاتلوا وقتلوا أتباعهم وجنودهم، إعذاراً من عند أنفسهم إلى من حارب الله ورسوله ليكفوا شرهم عن المسلمين وليتوبوا إلى ربهم ولعلهم يرجعون.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 148
الخميس 10 محرم 1440 ه‍ـ
...المزيد

التحالف والإمارات ومطامعهم في اليمن يتنافس حكام العرب وطواغيتها اللئام، على سيادة التبعية ...

التحالف والإمارات ومطامعهم في اليمن


يتنافس حكام العرب وطواغيتها اللئام، على سيادة التبعية للغرب في المنطقة، وتشكيل قوة لحرب الدولة الإسلامية بكل الوسائل الممكنة، عسكرياً واقتصادياً وإعلامياً وفكريا، حتى آل أمرهم -بفضل الله- إلى نشوب خلاف فيما بينهم، وبدأت تتضح مصالح ومطامع الغير للآخر، وباتت الطاولة مكشوفة والخطة المرسومة مفضوحة، فأصبح اللعب على المكشوف مطلوباً، بل والسرعة في حسم الأمر.

فكان من جهة طاغوت اليمن الهالك "علي عبد الله صالح" أن احتضن الحوثة المشركين، بعد أن خسر حكم اليمن، وحرك أتباعه وحلفاءه للنيل ممن كان سبباً في تخليه عن السيادة، فسارع طواغيت الجزيرة لصد هذه المكيدة تحت مسمى "عاصفة الحزم" التي اتضحت فيما بعد أنها ما هي إلا "عاصفة وهم" كما وصفها أمير المؤمنين حفظه الله في حينها.

وكان ممن شارك في هذا التحالف، دويلة الإمارات التي كان لها مطامع أخرى، تهدف بها إلى بسط نفوذها على السواحل اليمنية والتحكم بالاقتصاد والمصالح المشتركة مع طواغيت الجزيرة.

كانت البداية في مدينة عدن، حيث أرخت دويلة الإمارات سدالها، ونزلت بخبرائها وقادتها، وكان ذلك متزامناً مع تقدم الحوثة المشركين على المدينة، حيث عاثوا فيها فساداً وخراباً، فالتفّت بعض النفوس الضعيفة والمشربة بحب الدنيا حول التحالف بشكل عام ودويلة الإمارات بشكل خاص، وأملوا فيها الآمال والأحلام، إلا أن الله يسر لعباده الموحدين كشف تلك المكائد وأصحابها، فسارعوا بفضل الله لنقض الخطط والمؤامرات التي تحاك بهم، حتى وفق الله جنود الخلافة من الإثخان فيهم وقتل أكثر من 48 ضابطاً من القادة والخبراء العسكريين، في عملية هي الأكثر استهدافاً لمفاصل ومباني القيادة المركزية الإماراتية، وتبعها عمليات نوعية طالت جنوداً إماراتيين في مدرعاتهم وأماكن عيشهم، كما واستهدف الكثير من أتباعهم وحلفائهم، ولم يكتفي جنود الخلافة بذلك، بل سعوا في قطع كل يد تمس المجاهدين بسوء وتتعاون مع دويلة الإمارات وحلفائها.

ركزت دويلة الإمارات على مناطق الجنوب وبعض المناطق الوسطى، لتبني قواعد عسكرية موالية لها وتشكل قوة بشرية همجية تسلك مسالك قطّاع الطرق والعصابات، وركزت في التجنيد على ضعاف النفوس وأغرتهم بالمال والجاه والسلطان ممن يعدون بين الناس من أراذل القوم وعديمي الكفاءة، وقامت بتهميش كبرى القبائل التي كان لها يد عون في الجيش اليمني المرتد، وذلك لتضمن الولاء التام لها، وضرب القبائل فيما بينها في حالة التخلي عن أصحابها.

وبسطت سيطرتها على معظم المناطق الجنوبية، وابتدأت بمدينة عدن ثم المكلا بعد هروب يهود الجهاد منها، ثم مدينة أبين وشبوة ولحج، ثم امتدت على الشريط الساحلي إلى باب المندب ومنطقة المخا في تعز، ثم توسعت من المكلا شمالاً باتجاه وادي حضرموت، ثم حاولت مراراً السيطرة على مدينة المهرة جنوب شرق اليمن المجاورة لسلطنة عمان، ولكنها باءت بالفشل، وكانت من نصيب حكومة آل سلول الكافرة وأضافوها إلى مئات الكيلومترات التي استولوا عليها في عمق الأراضي اليمنية في صحراء حضرموت المحاذية لبلاد الحرمين من جهة الربع الخالي، ثم ما لبثت دويلة الإمارات حتى توجهت من أقصى جنوب شرق اليمن إلى أقصى غرب اليمن إلى المخا ومدينة الحديدة وما حولها المعروفة تاريخياً بتهامة، لتفرض سيطرتها على ميناء المخا، وتواصل التقدم للسيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي، لتكون بذلك قد استولت على الشريط الساحلي للأراضي اليمنية.

تنبهت حكومة آل سلول أنها وقعت في الفخ الذي نصبته لها دويلة الإمارات، حيث أصبحت تسيطر على أغلب ثروات اليمن من نفط وغاز وموانئ ومدن، وتركت قتال الحوثي وأتباعه لآل سلول، وكان ذلك بعد فوات الآوان، بل وسعت دويلة الإمارات مؤخراً لتحشيد الناس ضد الحكومة اليمنية المرتدة، لتسلب نفوذها الكامل من تلك المناطق التي تخضع تحت سيطرت دويلة الإمارات، لتكون صاحبة القرار دون منافس، وتضع في الواجهة من تشاء من عملائها، وبذلك تقبض على المعصم بيد من حديد ولا مراقب ولا حسيب.

فبالأمس، ادعت دويلة الإمارات أن سكان جزيرة "سقطرى" اليمنية هم في الحقيقة قبائل إماراتية استوطنت الجزيرة منذ سنين، وهذا يوضح جلياً ما تطمح له دولية الإمارات، إذ أن جزيرة سقطرى مليئة بالثروات ذات القيمة العالية.

والمتمعن في سياسة دويلة الإمارات، يجد أنها المستفيد الأول من هذه الحرب ضد الحوثة المشركين، وهي بذلك لا تريد إنهاء الحرب في اليمن، بل وعطلت كثيراً من المصالح المشتركة بينها وبين طواغيت آل سلول من أجل ذلك، حتى نشب الخلاف بينهم وظهر على الملأ، وتفرد كلٌ منهم بحزبه وزمرته، وتحالفوا مع أقوام كانوا بالأمس أعداء، واتسعت الرقعة وتعددت الأطراف السياسية، وظهرت مسميات عديدة.
...المزيد

أقضوا مضاجعهم بعد صراع طويل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته مع قريش، عُقد صلح الحديبية ...

أقضوا مضاجعهم

بعد صراع طويل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته مع قريش، عُقد صلح الحديبية والذي كان فيه وقف للقتال بينهم لعشر سنين، ومن الشروط التي أصرت قريشٌ عليها أنّ من هرب من سلطة قريش قاصدا المدينة يرد إليهم، فكان من أول من هاجر إلى المدينة بعد الصلح الصحابي أبو بصير وقد لحقه رجلان من قريش فوافوه في المدينة عند رسول الله فذكروا له ما اصطلحوا عليه فأعيد أبو بصير رضي الله عنه معهما إلى مكة، فلم يسر معهما غير قليل حتى تحين فرصة قتل فيها أحدهما ولحق بالآخر حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا، فقال رسول الله: (ويل أمه مسعر حرب لو كان معه رجال!) ومضى أبو بصير رضي الله عنه ينكل بقريش ويضيق عليهم عيشهم هو ومن لحق به من المستضعفين حتى خنع كفار قريش ونقضوا هذا الشرط بأنفسهم فكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم لما آواهم فلا حاجة لهم بهم!

وإن في هذه الحادثة خيرُ سلف لتعامل المؤمن مع ما يعترضه في سبيل إقامة دينه، فلم يركن أصحاب رسول لله صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا، ولم ينتظروا فرجا ينزل من السماء دون عمل، بل انتزعوا خلاصهم بأيديهم وأجبروا أهل الكفر أن يعودوا عن بعض غيهم واستكبارهم، ولم يكسر عزيمتهم عدم استطاعتهم اللحاق بالدولة النبوية والفيئة تحت ظلالها ولم يزعزع إيمانهم أن ردوا عن اللحاق بها.

وقد كانت قريش بمنعها المسلمين عن الهجرة قد تمادت في الغي لا لشيء سوى حرب الإسلام والكيد له، فكان لها أبو بصير وإخوانه رضي الله عنهم خير علاج، فأزالوا من رؤوسهم تلك الوساوس وصارت غاية أمانيهم أن تسلم ركائبهم وبضائعهم وأن يصل تجارهم ومواليهم إلى ديارهم، وبعد أن كانوا أحرص الناس على حبس المؤمنين ومنعهم من اللحاق بدولة الإسلام في المدينة صاروا يترجون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤويهم، {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال: 36].

وكذلك فعل طواغيت هذا الزمان، فبعد أن قسمت ديار المسلمين عبر اتفاقية سايكس وبيكو، ورسمت الحدود وفرق بين المسلمين وأعليت رايات الوطنية والقومية واستثمر الطواغيت فيها هذه الحدود شر استثمار فجعلوها سجنا كبيراً لأبناء الإسلام حتى يمنعوهم من الهجرة والجهاد في سبيل الله خوفاً ورعباً من أن تقوى شوكة الدولة الإسلامية فتزيل عروشهم، وقد تشابهت أفعالهم مع كفار قريش فالحيلة نفسها والمقصد ذاته.

والمؤمن الصادق لا يركن إلى الدنيا ولا يكتفي بالانتظار مع القاعدين فنصرة دين الله لا تكون بغير عمل وجد واجتهاد وصبر ومصابرة وتعرض للأذى والخطر، فإن منعكم الطواغيت من الهجرة لدار من ديار الإسلام فعليكم بإرهابهم وبث الرعب في قلوبهم وزعزعة أمنهم حتى تتحول أمانيهم إلى مجرد العيش الآمن ويرجون الخلاص من وجودكم بينهم، وإن هذا الأمر وإن كان في ظاهره صعب المنال إن قيس بمقاييس الدنيا ولكنه على الله يسير {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ} [الأنفال: 59]، وإنما يجعل الله هذا الأمر على يد من يطيعه ويعمل في سبيله فقال سبحانه في الآية التي تليها {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنفال: 60].

فلم يكلف الله عباده المؤمنين بما لا يستطيعون بل أراد منهم الصدق والعمل وإعداد القوة بقدر طاقتهم فقط، ومن تدبر في سير أهل الإسلام في كل زمان رأى كيف يتنزل نصر الله عز وجل مهما كانت الفوارق المادية إن صدق المؤمنون مع ربهم وعملوا بقدر ما بأيديهم، والماضي القريب يشهد على ذلك، كيف عدة آلاف من المجاهدين في العراق تقيم دولة رغم أنوف الطواغيت بدأ بأمريكا وانتهاء بإيران وغيرها من طواغيت العرب والعجم.

فقوموا يا أبناء الإسلام ويا أحفاد أبي بصير ومحمد ابن مسلمة نغصوا على الطواغيت عيشهم، ولا تحقروا من المعروف شيئا، وإنما عمل كل رجل فيكم مكمل للآخر فالبناء مهما عظم فإنما هو من لبنات وعملك مهما صغر فهو لبنة مهمة في هذا البناء وقد تكون أكثر وأعلى أهمية مما تتصور ببركة الله وفضله.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 148
الخميس 10 محرم 1440 ه‍ـ
...المزيد

مقال: صراع الحق والباطل الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: إن حقيقة ...

مقال: صراع الحق والباطل


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:

إن حقيقة الصراع الذي يشنه اليهود والنصارى في كل أرض وفي كل وقت ضد جماعة المسلمين ما هو إلا صراع عقدي مهما صور أعداء هذا الدين خلاف ذلك أو أشاعوا بوجود فرقة وخصام فيما بينهم، فهم يلتقون جميعاً في خندق واحد ضد الإسلام والمسلمين، غايتهم واحدة مهما تعددت وسائلهم وخططهم لتحقيقها.

فاليهود والنصارى هما المعسكران اللذان تصدرا لعداوة الإسلام والمسلمين وكانا رأس الحربة فيه، سعوا وبكل ما أوتوا من قوة أن يلونوا مجهوداتهم بألوان شتى تحت راياتهم المختلفة، في خبث ومكر وتورية، فقد جربوا ورأوا ما عند المسلمين حينما صرح بوش إبان في حرب العراق وبكل وضوح وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع أنها حرب صليبية، فهب أبناء الإسلام يذودون عن دينهم وعقيدتهم ومرغوا جحافل أمريكا.

فسارع أئمة الكفر وساستهم لتغيير شعاراتهم وتنميقها لجذب الأنظار لها، وليخدعوا المسلمين بما سيقومون به من مكر وكيد، فأعلنوها باسم إعادة ديموقراطيتهم المزعومة، ومن أجل ثروات الأرض وما فيها، ودعماً لسياستهم واقتصادهم ومراكزهم العسكرية والأمنية وحفاظاً على هيبتهم الواهية في نظر طواغيت الردة.

وألقوا في روع المخدوعين الغافلين من أبناء هذه الأمة أن حكاية العقيدة قد صارت حكاية قديمة لا معنى لها! ولا يجوز رفع رايتها، وخوض المعركة باسمها، فهذه سمة المتخلفين المتعصبين! ذلك كي يبعدو أكبر عدد ممكن من أبناء المسلمين عن ميدان الصراع وساحات النزال، وبينما هم في قرارة نفوسهم -أي عرابو التحالفات الصليبية بفرعيها: الأمريكي والروسي- يخوضون المعركة والصراع أولاً وقبل كل شيء لتحطيم هذه الصخرة العاتية التي نطحوها طويلاً، فأدمتهم جميعاً، وقد أرقتهم بفضل الله مظاهر إقامة الشريعة وأن الإسلام الذي يحاربونه طوال هذه القرون صار واقعاً يُحكم به الناس في عدة أمصار.
فاستنفروا وجيشوا وحشدوا من جديد وأعلنوا تحالفاتهم ورفعوا أبواقهم لتزيد مكرهم وكيدهم فزينوه بشعارات براقة ليخدعوا من جديد الغافلين عن حقيقة ما يبتغون ويريدون، فإذا انخدع المسلمون مرة أخرى ولم يتعلموا من التجارب الماضية والحروب السابقة في العراق وغيرها من البلدان فلا يلومنَّ المسلم إلا نفسه.

ويكون هذا بسبب غفلته عن توجيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأمته القائل وهو أصدق القائلين: «وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ»، فهذه هي غايتهم والطريقة الوحيدة لتجنب الصراع معهم.

وأهل الكفر في حربهم مع المؤمنين يبدلون في الخطاب بكل مرة لخداع الجهلة والغوغاء من الناس.

وتأملوا ما قالوه لرُسل الله عز وجل وأنبيائه صلوات الله عليهم أجمعين:

لنوح عليه السلام: (لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) ولإبراهيم عليه السلام: (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) وللرهط (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ).

وكم أعادت أبواق الصليب ترديد هذه العبارات بأشكال متعددة وكم بارك أحبارهم ورهبناهم حملاتهم الصليبية العسكرية فانتفشوا متخذين من جبروتهم وطغيانهم سبيلاً لقهر وبطش الحق وأهله ولن يدخروا جهدًا في سبيل ذلك وهذه سنة قديمة في هذا الصراع.

وهكذا منذ أن برزت وظهرت دعوى الحق صحبها التهديد والتخويف من الأعداء؛ لذا كان لزامًا على أهل الحق مدافعة الباطل وأهله تحقيقًا لأمر الله جل وعلا: (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)

"لو لا دفعه بالمؤمنين في صد الكفرة على مر الدهر لفسدت الأرض لأن الكفر كان يطبقها ولكن سبحانه لا يخلي الزمان من قائم بحق وداع إليه إلى أن جعل ذلك في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة، وقال شيخ الإسلام (فيدفع بالمؤمنين الكافرين).

وها قد تمايزت الصفوف وتكالبت العدا على أهل الحق وها هو الحق يقف وحيدًا أمام جحافل الباطل وجنوده ومنافقيه وهذه حكمة الله تعالى، ذلك لتكون هزيمتهم وانتكاستهم أعظم.
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
14 ربيع الآخر 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً