وأما مقدار ما يجد الشهيد من مس القتل، فقد بين ذلك الضحوك القتال صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما يجد ...

وأما مقدار ما يجد الشهيد من مس القتل، فقد بين ذلك الضحوك القتال صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة).

ومن كرم المولى جل وعلا على عباده المجاهدين في سبيله ما حباهم به من تمام الأجور إن أخفقوا وأصيبوا، فعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم وما من غازية أو سرية تخفق وتصاب إلا تم أجورهم).

وإن الصدق وإخلاص النية في الجهاد في سبيل الله شرط لبلوغ تلك الرتب والمنازل، روى النسائي في سننه عن شداد بن الهاد، أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه، ثم قال: أهاجر معك، فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، فلما كانت غزوة غنم النبي صلى الله عليه وسلم سبيا، فقسم وقسم له، فأعطى أصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟، قالوا: قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا؟ قال: (قسمته لك)، قال: ما على هذا اتبعتك، ولكني اتبعتك على أن أرمى إلى هاهنا، وأشار إلى حلقه بسهم، فأموت فأدخل الجنة فقال: (إن تصدق الله يصدقك)، فلبثوا قليلا ثم نهضوا في قتال العدو، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أهو هو؟) قالوا: نعم، قال: (صدق الله فصدقه) ثم كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قدمه فصلى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته: (اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك فقتل شهيدا أنا شهيد على ذلك).

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بفضل من قدم شيئا من ولده، وأن الاعتداد به أكثر، والنفع فيه أغزر وليس كما يظن ويعتقد كثير من الناس.

روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تعدون الرقوب فيكم؟» قال قلنا: الذي لا يولد له، قال: (ليس ذاك بالرقوب ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئا).

ومعنى الحديث: إنكم تعتقدون أن الرقوب المحزون، هو المصاب بموت أولاده وليس هو كذلك شرعا، بل هو من لم يمت أحد من أولاده في حياته، فيحتسبه ويكتب له ثواب مصيبته به، وثواب صبره عليه، ويكون له فرطا وسلفا في الآخرة، فأبشر أيها الأب وأبشري أيتها الأم، إن احتسبتما الأجر من الله بفقد بنيكما، فكم رأينا من الآباء والأمهات من حرض بنيه وجهزهم بماله، ثم رمى بهم في نحر العدو، صابرا محتسبا لينالوا شرف القتل في سبيل الله ومنزلة الشهادة، وقد غدى هذا الفعل واقع حال في مسيرة جهاد دولة الخلافة ولله الحمد والمنة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فبعد أن كان النفير إلى الجهاد ضيقا حرجا، تقوم به طائفة من أبناء المسلمين، يندر أن لا تجد في دولة الإسلام أهل بيت إلا وقدم من التضحية و الفدائية لهذا الدين، ما يعجز البيان عن وصفه وذكره كثرة وعددا، وقد أمسوا ما بين قتيل وأسير ومهجر طريد، شيبا وشبانا نساء وأطفالا، بل وقد قتلت عوائل بأكملها أبت أن تخرج من دار الإسلام، وآثرت القتل على أن تترك دار الإسلام وترجع إلى دار الكفر تحت مظلة الطاغوت وحكمه متأسية بأصحاب الأخدود، تلك الأمة الموحدة المؤمنة التي أعلى الله شأنها وأثنى عليها في كتابه بآيات تتلى إلى يوم القيامة، وسماه الفوز الكبير قال جل وعلا: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ *إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} [البروج: 4 - 11]، فتلك الموصل والرقة وسرت وغيرها من ولايات دولة الخلافة، ألوية فخر تشحذ بها الهمم وتحض جيل الخلافة الصاعد على بذل المزيد والسعي الحثيث لتحقيق الغاية السامية من جهاده، الذي ابتدأه القادة الربانيون تقبلهم الله وأعلى نزلهم في عليين لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ويكون الدين كله لله:

ففي القتلى لأجيال حـياة
وفي الأسرى فدى لهم وعتق
...المزيد

وإن مما ينبغي أن يعلمه حملة لواء الإسلام من جنود الخلافة وأنصارها، عظيم المقام الذي هم فيه، وجزيل ...

وإن مما ينبغي أن يعلمه حملة لواء الإسلام من جنود الخلافة وأنصارها، عظيم المقام الذي هم فيه، وجزيل الأجر الذي ينتظر الصادقين الثابتين منهم، فهنيئا لمن أقامه الله في سوح الجهاد، يراغم أمم الكفر ويسعى باذلا كل ما يملك، محتسبا الأجر عند خالقه جل وعلا يرجو الثواب والنوال، مرخصا ذلك في سبيله ونصرة دينه وإقامة شرعه، وكان ممن جاهد في الله ليصل إليه ويتصل به، واحتمل في الطريق إليه ما احتمل، فلم ينكص ولم ييأس، وصبر على فتنة النفس وفتنة الناس، فحمل أعباءه وسار في ذلك الطريق الشاق المحفوف بالمكاره والآلام، فحاشا لله وكلا أن يتركه وحده، ولن يضيع إيمانه ولن ينسى جهاده، بل سينظر إليه من عليائه فيرضاه، وسينظر إلى جهاده إليه فيهديه، وسينظر إلى محاولته الوصول فيأخذ بيديه، وسينظر إلى صبره وإحسانه فيجازيه خير الجزاء، قال وقوله الحق: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].

وإن الفضل الذي لا يضاهى، والخير الذي لا يتناهى في الجهاد وأجره أكثر من أن يحصر، وحسبنا أن نذكر طرفا من ذلك حثا على المسارعة والبدار وقطع المهامه وركوب الأخطار، فمن ذلك:
أن الجهاد في سبيل الله هو سبيل عز المسلمين ولا سبيل سواه وفي التنكب عنه بلاء الأمة وشقاؤها كما هو واقعها اليوم، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم).

وبالجهاد في سبيل الله تنصر الملة وينشر الدين قال صلى الله عليه وسلم -: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم).

فهذا خير الجهاد المتعدي نفعه على الأمة بل على البشرية جمعاء، وأما ما اختص به أهله من الكرامة إن قتلوا وماتوا في سبيل الله، فدل على عظيم ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة).

فالجهاد لا يعدله شيء من الأعمال، كما روى مسلم في صحيحه عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل قال: (لا تستطيعونه) قال فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول (لا تستطيعونه). وقال في الثالثة (مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى).

ورباط يوم فيه خير من الدنيا وما عليها، قال صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها).

وأما ما فضل الله به المجاهد من الدرجات العلى في الجنة ففيما رواه أبوسعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا أبا سعيد، من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، وجبت له الجنة)، فعجب لها أبو سعيد، فقال: أعدها علي يا رسول الله، ففعل، ثم قال: (وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض)، قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: (الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله).

وهو سبب لمغفرة الذنوب وخير من الاعتزال للتعبد كما روى الترمذي في سننه عن أبى هريرة رضي الله عنه قال مر رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته لطيبها فقال لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة اغزوا في سبيل الله من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة).
ومعنى (الفواق) مقدار ما بين الحلبتين.

وأما ثواب الشهيد وما يحظى به من الكرامة عند ربه، فأخبرنا به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث قال: (للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه).
والشهداء يتفاضلون في المنازل كما قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الشهداء الذين يقاتلون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة يضحك إليهم ربك فإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه).
...المزيد

مؤسسة الفرقان - تفريغ كلمة صوتية بعنوان: [ صدق الله فصدقه ] كلمة صوتية للمتحدث الرسمي ...

مؤسسة الفرقان - تفريغ كلمة صوتية بعنوان:

[ صدق الله فصدقه ]

كلمة صوتية للمتحدث الرسمي للدولة الإسلامية الشيخ المجاهد أبي الحسن المهاجر -تقبله الله-

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله...أما بعد:

فإنه لما كان الجهاد قبة الإسلام وذروة سنامه، وهو في زماننا من آكد فروض الأعيان بعد توحيد ربنا الكبير المتعال، صار لزاما على حملة لوائه، التزود بما يكون لهم عونا على مكابدة لأوائه وتحمل بلائه، فما للعبد أمضى من الصبر واليقين والتقوى، وما بيده شيء من الحيل أنفذ منهن وأبقى، قال ربنا تبارك وتعالى {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 120].

وقد جعل الله الصبر جوادا لا يكبو، وصارما لا ينبو، وجندا لا يهزم، وحصنا حصينا لا يهدم ولا يثلم، فهو والنصر أخوان شقيقان، فالنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد، ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد ، وهو من المهمات، وأعظم الواجبات، لتحمل المتاعب، والمشاق، وإن كان واجبا بأنواعه على كل مسلم، فإنه على أهل الجهاد من باب أولى وأولى؛ ولهذا أمر الله به إمام المجاهدين وقدوتهم صلى الله عليه وسلم فقال: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 127، 128] وبالصبر يتم اليقين بالوعد، وقد جمع الله بينهما في قوله: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60].

وربنا سبحانه مالك الضر والنفع، وهو المتصرف في خلقه بما يشاء، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، وهو الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعلوه وقدرته، واستكانت وتضاءلت بين يديه، وتحت قهره وحكمه، وهو الحكيم في جميع أفعاله، الخبير بمواضع الأشياء ومحالها، فلا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، قال جل شأنه وتقدست أسماؤه: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 17، 18].

فمهما حشدت أمم الكفر وألبت، ومكرت وخططت، وهددت وهدمت، فلن يضروا عباد الله الموحدين المجاهدين شيئا، لأن من استعلى بإيمانه؛ لا يقعده أذى أهل الدنيا عن جهاده لعدوه وإن بلغ أذاه المنتهى، راض بقضاء الله وقدره وسنته الماضية في خلقه، قد جرد قلبه من الهوى فاتقد الحق فيه وغشاه اليقين، ما كان له الخيرة يوما ولا التقدم بين يدي الله ورسوله، لأن القضية قضية كفر وإيمان، فسطاطان متمايزان لا يلتقيان، ولم تزده الوقائع إلا تجلدا وثباتا ويقينا بالوعد الصادق، لأن الله هو القاهر الملك الغلاب، إليه المفزع إن ادلهم الخطب وإليه المآب، حذر وأنذر، وبشر بالنصر من آمن به وهاجر في سبيله وجاهد وصبر، قال تبارك وتعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214] وقال {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 142] وقال: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [التوبة: 16].
...المزيد

ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين جاهل من يحسب كلّ الّذين أرعدوا وأزبدوا بعد حادثة ...

ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين


جاهل من يحسب كلّ الّذين أرعدوا وأزبدوا بعد حادثة مقتل المصلّين في مساجد نيوزيلاندا يريدون ردّا دامياً على النصارى المحاربين، فأكثر الّذين ثارت حميّتهم للدّين وأهله لمّا رأوا صليبياً حاقداً يدنّس مساجد المسلمين، ويقتل أهلها، لا تعدوا آثار هذه الحميّة عندهم أن يمارسوا هوايتهم في اللطم والبكاء على مصائب المسلمين، ويكثروا الشّكوى والتظلّم من فعائل المشركين.

وأسوء من حال هؤلاء من ملأ وقته في إحصاء بيانات التّنديد والاستنكار والشّجب، وتحليل مضامين هذه البيانات التّافهة لتصنيف النّاس بناءً على الألفاظ الّتي استخدموها فيها.

وأسوء منهم جميعاً من جعل همّه أن يلقي على هذا الهجوم الصليبي وصف "الإرهاب" لا لشيء إلّا ليطلب من المشركين إدانة له ثمناً لإداناته المستمرّة لهجمات المجاهدين على المشركين، في كنائسهم ومعابدهم أثناء قيامهم بشعائر كفرهم بالله العظيم.

وبعض من يستحي من إدانة هذا يخشى أن يبادر جنود الخلافة بأي هجوم على النّصارى المحاربين هذه الأيّام، أكثر من خشيتهم هم من ذلك، وذلك أنّ هؤلاء الّذين صدّروا أنفسهم لقيادة المسلمين، وروّجوا لتنظيماتهم وأحزابهم أنّها حامية لهم، لم تختلف ردود أفعالهم على هجوم نيوزيلاندا عن ردود الطّواغيت والمشركين في مشارق الأرض ومغاربها بإعلانهم الشّجب والتّنديد، ومطالبتهم "الأمم المتّحدة" والدّول الصّليبيّة بتأمين الحماية للمسلمين، فهم يخشون أن تنصرف قلوب أتباعهم عنهم إذا شفى صدرهم من النّصارى المحاربين وأذهب غيظ قلوبهم عليهم هجوم مبارك جديد لجنود الخلافة في عقر دار النّصارى المحاربين.

وكثير ممن استوطن بلدان المشركين ورضي بسلطانهم، وللأسف يسعون لطمأنة حكومات تلك الدّول بأفعالهم أحياناً وبأقوالهم أحياناً أخرى لنيل الرّضى عنهم وخوفاً من أن يتأثّر معاشهم أو لجلب مصالح دنيويّة لهم، ولكن بالرّغم من الجاهليّة الّتي يعيشونها يخرج من بينهم من يثأر للمسلمين بإراقة دماء الكافرين.

وجاهل من يظن أنّ الدّولة الإسلاميّة تنتظر مثل هذا الهجوم على مساجد المسلمين لتحرّض جنودها على قتل المشركين والإثخان فيهم، فجهاد المشركين وقتالهم واجب ولو كانوا أذلّة لا يستطيعون أذيّة المسلمين، ما داموا مفتقدين الإيمان والأمان، فكيف بهم وهم يمعنون في المسلمين قتلاً وتنكيلاً، فإنّ هذا زيادة في إثمهم، وتغليظ في جريمتهم، يوجبان زيادة في الأمر بقتالهم، حتّى يتوبوا من شركهم، أو يعاهدوا المسلمين على الخضوع لحكمهم، أو كف أذاهم عنهم حتّى حين.

وحرب الدّول الصّليبيّة على المسلمين لم تبدأ بمهاجمة أحد رعاياهم للمساجد يوم الجمعة الماضي، ولكنّها مستمرّة لم تنقطع ولم تتوقّف، وما جرائم الأحلاف العسكريّة الصّليبيّة الّتي تشارك فيها نيوزيلاندا وأستراليا بحقّ المسلمين في العراق والشّام وخراسان وشرق آسيا عنّا ببعيد.

فقد دمّروا مدنا بأكملها، وأبادوا سكّانها، وخرّبوا مئات المساجد ومنعوا أن يذكر فيها اسم الله تعالى، وهم مستمرّون في مهمّتهم هذه بلا انقطاع، ولن يتوقّفوا عن حرب الإسلام والمسلمين حتّى يقاتل آخرهم تحت راية الدّجال في آخر الزّمان.

وإنّ القتال لكفّ بأس المشركين عن المسلمين، في ديار الإسلام وخارجها، والسّعي في شفاء صدور المسلمين ممن أجرم بحقّهم، مقصدان شرعيّان من مقاصد الجهاد في سبيل الله تعالى، يحرص على تحقيقهما المجاهدون في كلّ وقت، قال تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا} [النساء: 84]، وقال سبحانه: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 14].

وكما أنّ عمليات المجاهدين في البلدان الصّليبيّة من أهدافها ردع جيوشهم عن إيذاء المسلمين في ديار الإسلام، فإنّ من أهدافها أيضاً إجبار حكوماتهم على ردع المجرمين من رعاياهم أن يتطاولوا لإيذاء المسلمين الموجودين في ديار الكفر، والاعتداء على مساجدهم، أو إتلاف أموالهم، وذلك إن تيقّنوا أن فسح المجال أمام تكرار هذه الاعتداءات سيدفع المزيد من القاعدين إلى القيام بواجبهم تجاه دينهم وأنفسهم وإخوانهم، فيجاهدوا المشركين في ديارهم، ويقصدوهم بالقتل والإيذاء، وأموالهم بالغنيمة والإتلاف، قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء: 75].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 174
الخميس 14 رجب 1440 هـ
...المزيد

في هذه الأثناء، وبينما أطالع عن كثب كلّ ما يحدث، جاءتني أمّي لتقول لي: يا بنيّ متى نهاجر إلى ...

في هذه الأثناء، وبينما أطالع عن كثب كلّ ما يحدث، جاءتني أمّي لتقول لي:

يا بنيّ متى نهاجر إلى الدّولة الإسلاميّة، فلا أريد الموت في أرض الكفر.

لقد فاجأتني رغبتها، فامرأة مثلها كبيرة في السّنّ، ومريضة تتوقُ نفسُها لكي تعيش ما بقي من عمرها في دار الإسلام، متحمّلة في سبيل تلك الغاية كلّ مخاطر الهجرة، بينما يهربُ شبابُ المسلمين من أرض الإسلام ليقدّموا أنفسَهم طعاماً للأسماك في أعماق البحار قبل أن يصلوا إلى بلادِ الكفّار...

قلتُ في نفسي: كيف يحدث هذا؟ فأمّي هذه المرأة، عاشت أكثر عمرها نصرانيّة تدعو إليها بعصبيّة، وتكره الإسلام وأهله، وما إِن أسلمت حتّى صار العيش بين المسلمين تحتَ ظلّ شريعةِ الإسلامِ أسمى غايتها.

لقد كانَ لها من العمر "63" سنة، وهي مصابة بمرض تشمّع الكبد، وكانت تشعرُ بالألم في رجليها، ومع أنّها كانت تسمعُ أنّ طريقَ الهجرةِ يتطلّب مشياً على الأقدام لمسافات طويلة، لم يُرهبها هذا، بل كانت تدعو الله تعالى، وتكثرُ البكاء، كلّ ذلكَ خوفا من أن يحول بينها وبينَ الهجرةِ إلى الدّولة الإسلاميّة حائل، فما إن سمعت بأنّ دولة قامت في العراق والشّام حتّى ما عاد يهدأ لها جفن من بكاء، حتّى صعب عليّ حال هذه المرأة المسكينة، فليسَ لها سؤال إلاَّ عن طريقِ الهجرة، فإن سمعت أنّ الطّريق أغلق بكَت، وإن سمعت أنّ الطّريق ميسّر استبشرت" انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

وهاجر تقبله الله هو وجميع أفراد أسرته، بما فيهم أمّه المريضة، الّتي كانت تتمنّى أن تختم حياتها في ديار الإسلام، وهو ما كان لها رحمها الله تعالى فيما بعد، وبعد صعوبات ومشاق كثيرة في الرّحلة مكّنه الله تعالى من دخول دار الإسلام والالتحاق بجنود الدّولة الإسلاميّة والجهاد في صفوفهم.

عمل أبو أنس تقبله الله تعالى أكثر فترة جهاده في إذاعة البيان مسؤولا عن تسجيل الدّروس والمحاضرات العلميّة، والعناية بالهندسة الصوتيّة، كما كان يقدّم النّصح والمساعدة لشقيقه أبي عثمان تقبله الله تعالى أحد كوادر مؤسسة أجناد، وعلى يديهما أنتجت الكثير من الأناشيد والمقاطع الصوتيّة التحريضيّة والدّعوية، مستفيدين من خبرتهما السّابقة في المجال والّتي استقياها من عملهما السّابق في مجال الموسيقى والمؤثّرات الصوتيّة، حيث كان أبو أنس مغنيا يرى نفسه يدعو من خلال أغانيه إلى الحقّ والعدالة، ويساعده أبو عثمان العامل معه في فرقته الموسيقيّة.

وخاض مع إخوانه الكثير من الغزوات دفاعاً عن ديار المسلمين وأصيب فيها مرّتين، كما فقد تقبله الله تعالى أفراداً من أسرته -نحسبهم من الشهداء والله تعالى حسيبهم- كان آخرهم في حياته ابنته الكبرى، الّتي قتلت في الباغوز، ولم يعش بعدها حياتاً طويلة إذ استهدفته طائرة صليبيّة فقتل تقبله الله تعالى، ولحق به شقيقه أبو عثمان بعد أيّام قليلة بنفس الطريقة، نسأل الله الكريم أن يتقبّل هجرتهم وجهادهم في سبيله سبحانه، وأن يرزقهم الفردوس الأعلى من الجنّة.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 173
الخميس 7 رجب 1440 هـ
...المزيد

وقد أنعم الله عليهم بعد حين، وهداهم للإسلام فدخل هو وأختا له فيه معا، ثم أسلمت أسرته إلّا أمّهم ...

وقد أنعم الله عليهم بعد حين، وهداهم للإسلام فدخل هو وأختا له فيه معا، ثم أسلمت أسرته إلّا أمّهم الّتي كانوا يدعون الله تعالى أن يهديها إلى الدّين الحقّ بعد أن تأخّرت عنهم لما كانت تجده في نفسها من مشقّة ترك دين كانت تدعو النّاس إليه وتدخل النّاس فيه لمدة 30 عاما، وتقرّ بأنّ أبويها الّذين كانت تحبّهما غاية الحبّ وتدعوا لهما بالرّحمة والمغفرة كانوا كفّارا مشركين وأنّهم ماتوا على ذلك فتتوقّف عن الاستغفار لهما.

وبعد إسلامهم وجدت النّساء مشقّة في الالتزام بالحجاب في منطقتهم (آلنصو) الّتي يسكنون، فلم يتأخّروا أن يقرّروا انتقالهم إلى منطقة أخرى في فرنسا، وهي (تولوز) حيث يكثر المسلمون، وتنتّشر المساجد، ولا يعد التزام المرأة بالحجاب مشهدا غريبا هناك، بالإضافة إلى أنّهم أرادوا الخروج من المنطقة الّتي تذكّرهم بتاريخهم القديم بما فيه من إشراك بالله تعالى والدعوة إليه.


• بحثٌ عن الحقّ ودعوة إليه

ولمّا أسلم أبو أنس أنعم الله الكريم عليه بأن يستعمله في الدّعوة إليه سبحانه، مثلما كان سابقا داعيا إلى الشّرك، فانطلق بهمّة كبيرة يدعو كلّ من يعرفه أو يصادفه للدّخول في دين الإسلام، ولا يترك فرصة لبيان حقيقة أو ردّ شبهة أو ترك أثر طيب عند إنسان يحبّب إليه الدّين وأهله إلّا اغتنمها، فنفع الله تعالى به عددا كبير من النّاس أسلموا لله ونبذوا ما كانوا عليه من شرك وجاهلية، أعانه على ذلك خلق رفيع، وأدب جم في مخاطبة النّاس، ومعرفة كبيرة في دين من يخاطبهم ويدعوهم إلى تركه.

ولم يتوقّف سعي أبي أنس للسير على خطى الأنبياء والمرسلين -سلام الله عليهم- بالدّخول في دينهم الّذي كانوا عليه، والانتساب إلى المسلمين، بل رأى في ذلك خطوة أولى نحو الارتقاء في هذا الدّين بالعلم والعمل، فكان تقبله الله تعالى يطوف على المنتسبين إلى الدّين ويسأل كلّ من يراه على علم به، ويجاور من يرى فيه معرفة به، ويعاون من يحسبهم من العاملين به والدّاعين إليه، فطاف في فترة إسلامه الأولى على كثير من الأحزاب والجماعات البدعيّة الّتي يزعم كلّ منها أنّهم وحدهم أهل الإسلام الّذين يفهمونه حقّ الفهم ويعملون به كما أنزل.

فكان يرى في كل طائفة من هذه الطوائف المبتدعة ما يذكّره بدينه القديم من عمل بغير ما هو مكتوب في القرآن واتّباع لغير ما هو مأثور عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويرى في دعاتهم وزعمائهم ما يذكره بالقساوسة والأحبار والرّهبان من تحريف لكتاب الله تعالى، وتبديل لأحكام دينه وشريعته، فهداه الله تعالى إلى هجر التبليغيين والإخوان المرتدّين والتحريريين والمرجئة المدخليين، بعد أن عرف ما هم عليه من ضلال، وهيأ له من يدلّه على التّوحيد وأهله، ويحبّب إليه الهجرة والجهاد في سبيل الله تعالى.

وقرّر أن يهاجر إلى اليمن فلم يتيسر له الأمر، فسافر إلى مصر ليتعلّم العربيّة والقرآن، ومكث فيها سنتين، ولمّا عاد إلى فرنسا وجد السجن بانتظاره، إذ هاجر بعض إخوانه إلى العراق للجهاد في سبيل الله تعالى، وقدّر سبحانه اعتقال بعضهم على يد النّظام النصيري وسلّموا إلى فرنسا الّتي بدأت باعتقال كلّ من يعرفهم أو يرتبط بهم بعلاقة من الشّباب المسلمين المناصرين للجهاد والمجاهدين.

في السجن استمرّ بالدّعوة إلى الله تعالى، ومجادلة دعاة النّصرانيّة النّاشطين بين السّجناء، وهدى الله تعالى على يديه بعضهم إلى نطق الشّهادتين، وترك ملّة النّصرانيّة، وبقي على هذا طيلة فترة مكوثه في السّجن والّتي استمرت 5 سنين.


• الهجرة إلى دار الإسلام

وبعد خروجه من السّجن استمرّ أبو أنس في دعوته إلى الله تعالى، كما التحق بكلّيّة جامعيّة أملا في توسيع معارفه في علوم الشّريعة من خلالها.

ولمّا أعلنت الدّولة الإسلاميّة في الشّام، سبقه شقيقه أبو عثمان تقبّله الله تعالى بالهجرة إليها هو وأسرته، فقرّر أبو أنس أن يوقف كلّ نشاطه في فرنسا ويهاجر في سبيل الله رافقه بعض من إخوانه الّذين أعانوه -بعد الله تعالى- في تأمين مستلزمات الرّحلة، وتشجيعه على المخاطرة لكونه ممنوع من الخروج من أوروبا من قبل السّلطات الفرنسيّة الصليبيّة.

ويروي أبو أنس رحمه الله عن أهمّ أحداث تلك المرحلة من حياته:

"في هذا الوقت كان أخي قد انضمّ للدّولة الإسلاميّة، فبدأت أحاورُه من هناك، وأسأله عن كلّ ما يُثار حول ذلك من الجدل في الإنترنت، وفي وسائل الإعلام، لكونه أصبحَ على أرض الواقع، فكان يجيبني أجوبة مقنعة، في الوقت الّذي كانت تتهاوى أمام نظري صورة هاني السّباعيّ وغيره من الّذين كنت أحسبُهم يوما من أهل العلم العاملين به، إذ بي أراه يتكلّم بكلام، ليس في مقامه، كلام بذيء يهاجمُ به مجاهدي الدّولة الإسلاميّة وعلماءها.
...المزيد

الدولة الإسلامية - قصة شهيد: • أبو أنس الفرنسي ترك الدعوة إلى عبادة الصلبان وطلب القتل في ...

الدولة الإسلامية - قصة شهيد:

• أبو أنس الفرنسي

ترك الدعوة إلى عبادة الصلبان
وطلب القتل في سبيل الله تعالى

ولد أبو أنس الفرنسي تقبله الله تعالى في أسرة متمسّكة بدين النصرانيّة، وفتح عينيه على الدّنيا وهو يرى أمّه تدعو إلى هذا الدّين المحرّف، وتملأ منزلهم بصلبان النّصارى وأوثانهم، وتعلّمهم الدّعاء لغير الله تعالى، وعبادته على غير ما يريد سبحانه.

ومنذ أيّام مراهقته صار أبو أنس داعيا إلى هذا الدّين، يجادل أصدقاءه الملحدين ليعيدهم إلى دين آباءهم وأجدادهم، ويردّ على العلمانيين سخريتهم من هذا الدّين، ويعادي أهل الإسلام لمخالفتهم دينه، ولما كان يرى في بعض المنتسبين إليه من سوء أخلاق وتفلّت من كلّ دين.

وفي ظلّ تعمّقه أكثر في دراسة الدّين النّصراني على أيدي القساوسة الّذين يشرحون له بعض نصوص كتابهم المقدّس، بدأ يطّلع على نصوص من هذا الكتاب تخالف بوضوح ما تعلّمه في الكنيسة من شعائر الدّين الكاثوليكي.

فكان من أوّل ما صدمه قضية الوثنيّة في هذا الدّين، الّتي تناقض بوضوح ما ورد في كتابهم من نهي عن اتخاذ الصّور وتعظيمها، ومن تحذير صريح من هذا الشّرك العظيم، وقاده هذا إلى إخراج كلّ ما في منزله من صور وتماثيل، فلم يترك إلّا الصّليب معلّقا فيه، لينظر إليه ويدعو عنده الأنبياء والأولياء من دون الله تعالى، ليقوده تفكيره إلى التّخلي عنه أيضا بعد حين عندما تأكّد أنّ نبيّ الله عيسى عليه السّلام وحوارييه، لم يكونوا يحملون صلبانا على أبدانهم ولا يعلقونها في مساكنهم.

وعندما نظر إلى حاله وقومه وجد ما هم عليه من عبادات ومعاش مختلفان عمّا ورد في كتابهم المقدّس من عبادات ومعاش الأنبياء والمرسلين، ووجدوا أنّ الأحبار والرّهبان قد أحلّوا لهم ما حرّم الله تعالى، وحرّموا عليهم ما أحل سبحانه، فالخلاف كبير بين دين الكاثوليكيّة الّذي كان عليه وبين الدّين الّذي يقرأ عنه في كتابهم الّذي يفترض أن يكون أصلا للدين يُعمل به، ولا يخالف بكلام أحد من البشر، فقرّر أن يترك هذا الدّين ويبحث عن الحقّ ويتخذ لنفسه دينا آخر يعتمد على ما يقرأه في كتابهم فقط دون أخذ بكلام القساوسة والكنيسة، وأراد أن يحيا حياة الأنبياء في تمسّكهم بكلام الله تعالى ودعوتهم إليه وجهادهم في سبيله سبحانه.

يروي أبو أنس تقبله الله تعالى في قصّة إسلامه: "أنا وأختي لم نترك قراءة الكتاب المقدّس، حتّى وجدتها يوما تقرأ فيه، فقالت: تعال وانظر! فستُفاجأ ممّا قرأت في الكتاب: (والخنزير، فإنه مشقوق الحافر، ولكنه لا يجتر، فهو نجس لكم، لا تأكلوا شيئا من لحمها، ولا تمسّوا جيفها، فإنها نجسة لكم)، فأعدت القراءة مرات كثيرة، وقرأت ما قبلها وما بعدها حتّى أفهم، وكنت أحبّ الحقّ، ولا أريد أن أفارقه، عندها أصبحت غاضبا على القسّيسين لأنّهم لم يخبرونا بهذا التّحريم، وتركونا نناقش المسلمين في موضوع الخنزير، وكنت أسفّه عقولهم وحجّتهم، لكنني تفاجأت كثيرا..

فذهبنا إلى القسّيس نسأله عن هذا النّص الوارد، واستغربت كثيرا من إجابته حين قال: هذا التّحريم غير موجود، فقلت في نفسي: إمّا أنّه جاهل أو كذّاب، فأتيته بالنّص، فقرأه، وكأنّه نسي أنّه قال سابقا: أن هذا الكلام غير موجود!، كنت أحترم هذا الشيخ الوقور كثيرا، فقد كان عمره بين الستين والسبعين، رأيت في إجابته غير الحقّ، إذ كان يعرفه، ويمنعه استكباره من قبوله، ويكذّب على النّاس، ويخفي الحقيقة عنهم، فسقط من نظري.

بعدها رجعنا من الدّرس، فاتفقت مع أختي ونحن في الطريق، بأن لا نأكل لحم الخنزير أبدا بعد اليوم، وسنكون "مسيحيين" حقيقيين.

لمّا وصلنا إلى البيت أخبرنا أمّنا بما هو موجود في "الكتاب المقدّس"، فقالت: أنا أيضا لن آكله أبدا، فاتفقت العائلة كلها على عدم أكله، وأخرجنا كل ما هو موجود في الثلاجة، وكان هذا أوّل ما تخالف فيه عائلتنا كلّها محيطنا من النّصارى الكاثوليك.

بعد ذلك صرت أقرأ "الكتاب المقدّس" لأعمل به، لأني فقدت الثّقة في القسّيسين، وبدأت تطرق بالي بين آونة وأخرى أفكار حول مصداقيتي تجاه نفسي، فلقد كنت من قبل متجرّدا للحقّ، فلماذا عندما تبيّن الحقّ عند المسلمين في مسألة حرمة لحم الخنزير لا أصارحهم وأقول بأنّهم على حقّ..." انتهى كلامه رحمه الله تعالى.


• المسلمون أولى النّاس باتباع الأنبياء

وهكذا وجد كثيرا مما يقرأه في كتابهم المقدّس على ألسنة الأنبياء والمرسلين يعمل به المسلمون في عباداتهم ومعاشهم، حتّى بات يشعر بنفسه أقرب إلى المسلمين من أتباع دينه الّذي يؤمن به ويدعو إليه.

ولكن كان هناك عائق كبير أمامه، يتمثّل بأنّ إقراره بدين الإسلام يلزم منه إنكار لدينه ودين آبائه وأصحابه، والحكم على هؤلاء جميعهم أنّهم على كفر وضلال وأنّهم خالدون مخلّدون في النّار، وكان يحبّ أن تشاركه أسرته كلّها في قراره، فيسلموا جميعا لله ربّ العالمين.
...المزيد

الدولة الإسلامية - قصة شهيد: • أبو أنس الفرنسي ترك الدعوة إلى عبادة الصلبان وطلب القتل في ...

الدولة الإسلامية - قصة شهيد:

• أبو أنس الفرنسي

ترك الدعوة إلى عبادة الصلبان
وطلب القتل في سبيل الله تعالى

ولد أبو أنس الفرنسي تقبله الله تعالى في أسرة متمسّكة بدين النصرانيّة، وفتح عينيه على الدّنيا وهو يرى أمّه تدعو إلى هذا الدّين المحرّف، وتملأ منزلهم بصلبان النّصارى وأوثانهم، وتعلّمهم الدّعاء لغير الله تعالى، وعبادته على غير ما يريد سبحانه.

ومنذ أيّام مراهقته صار أبو أنس داعيا إلى هذا الدّين، يجادل أصدقاءه الملحدين ليعيدهم إلى دين آباءهم وأجدادهم، ويردّ على العلمانيين سخريتهم من هذا الدّين، ويعادي أهل الإسلام لمخالفتهم دينه، ولما كان يرى في بعض المنتسبين إليه من سوء أخلاق وتفلّت من كلّ دين.

وفي ظلّ تعمّقه أكثر في دراسة الدّين النّصراني على أيدي القساوسة الّذين يشرحون له بعض نصوص كتابهم المقدّس، بدأ يطّلع على نصوص من هذا الكتاب تخالف بوضوح ما تعلّمه في الكنيسة من شعائر الدّين الكاثوليكي.

فكان من أوّل ما صدمه قضية الوثنيّة في هذا الدّين، الّتي تناقض بوضوح ما ورد في كتابهم من نهي عن اتخاذ الصّور وتعظيمها، ومن تحذير صريح من هذا الشّرك العظيم، وقاده هذا إلى إخراج كلّ ما في منزله من صور وتماثيل، فلم يترك إلّا الصّليب معلّقا فيه، لينظر إليه ويدعو عنده الأنبياء والأولياء من دون الله تعالى، ليقوده تفكيره إلى التّخلي عنه أيضا بعد حين عندما تأكّد أنّ نبيّ الله عيسى عليه السّلام وحوارييه، لم يكونوا يحملون صلبانا على أبدانهم ولا يعلقونها في مساكنهم.

وعندما نظر إلى حاله وقومه وجد ما هم عليه من عبادات ومعاش مختلفان عمّا ورد في كتابهم المقدّس من عبادات ومعاش الأنبياء والمرسلين، ووجدوا أنّ الأحبار والرّهبان قد أحلّوا لهم ما حرّم الله تعالى، وحرّموا عليهم ما أحل سبحانه، فالخلاف كبير بين دين الكاثوليكيّة الّذي كان عليه وبين الدّين الّذي يقرأ عنه في كتابهم الّذي يفترض أن يكون أصلا للدين يُعمل به، ولا يخالف بكلام أحد من البشر، فقرّر أن يترك هذا الدّين ويبحث عن الحقّ ويتخذ لنفسه دينا آخر يعتمد على ما يقرأه في كتابهم فقط دون أخذ بكلام القساوسة والكنيسة، وأراد أن يحيا حياة الأنبياء في تمسّكهم بكلام الله تعالى ودعوتهم إليه وجهادهم في سبيله سبحانه.

يروي أبو أنس تقبله الله تعالى في قصّة إسلامه: "أنا وأختي لم نترك قراءة الكتاب المقدّس، حتّى وجدتها يوما تقرأ فيه، فقالت: تعال وانظر! فستُفاجأ ممّا قرأت في الكتاب: (والخنزير، فإنه مشقوق الحافر، ولكنه لا يجتر، فهو نجس لكم، لا تأكلوا شيئا من لحمها، ولا تمسّوا جيفها، فإنها نجسة لكم)، فأعدت القراءة مرات كثيرة، وقرأت ما قبلها وما بعدها حتّى أفهم، وكنت أحبّ الحقّ، ولا أريد أن أفارقه، عندها أصبحت غاضبا على القسّيسين لأنّهم لم يخبرونا بهذا التّحريم، وتركونا نناقش المسلمين في موضوع الخنزير، وكنت أسفّه عقولهم وحجّتهم، لكنني تفاجأت كثيرا..

فذهبنا إلى القسّيس نسأله عن هذا النّص الوارد، واستغربت كثيرا من إجابته حين قال: هذا التّحريم غير موجود، فقلت في نفسي: إمّا أنّه جاهل أو كذّاب، فأتيته بالنّص، فقرأه، وكأنّه نسي أنّه قال سابقا: أن هذا الكلام غير موجود!، كنت أحترم هذا الشيخ الوقور كثيرا، فقد كان عمره بين الستين والسبعين، رأيت في إجابته غير الحقّ، إذ كان يعرفه، ويمنعه استكباره من قبوله، ويكذّب على النّاس، ويخفي الحقيقة عنهم، فسقط من نظري.

بعدها رجعنا من الدّرس، فاتفقت مع أختي ونحن في الطريق، بأن لا نأكل لحم الخنزير أبدا بعد اليوم، وسنكون "مسيحيين" حقيقيين.

لمّا وصلنا إلى البيت أخبرنا أمّنا بما هو موجود في "الكتاب المقدّس"، فقالت: أنا أيضا لن آكله أبدا، فاتفقت العائلة كلها على عدم أكله، وأخرجنا كل ما هو موجود في الثلاجة، وكان هذا أوّل ما تخالف فيه عائلتنا كلّها محيطنا من النّصارى الكاثوليك.

بعد ذلك صرت أقرأ "الكتاب المقدّس" لأعمل به، لأني فقدت الثّقة في القسّيسين، وبدأت تطرق بالي بين آونة وأخرى أفكار حول مصداقيتي تجاه نفسي، فلقد كنت من قبل متجرّدا للحقّ، فلماذا عندما تبيّن الحقّ عند المسلمين في مسألة حرمة لحم الخنزير لا أصارحهم وأقول بأنّهم على حقّ..." انتهى كلامه رحمه الله تعالى.


• المسلمون أولى النّاس باتباع الأنبياء

وهكذا وجد كثيرا مما يقرأه في كتابهم المقدّس على ألسنة الأنبياء والمرسلين يعمل به المسلمون في عباداتهم ومعاشهم، حتّى بات يشعر بنفسه أقرب إلى المسلمين من أتباع دينه الّذي يؤمن به ويدعو إليه.

ولكن كان هناك عائق كبير أمامه، يتمثّل بأنّ إقراره بدين الإسلام يلزم منه إنكار لدينه ودين آبائه وأصحابه، والحكم على هؤلاء جميعهم أنّهم على كفر وضلال وأنّهم خالدون مخلّدون في النّار، وكان يحبّ أن تشاركه أسرته كلّها في قراره، فيسلموا جميعا لله ربّ العالمين.
...المزيد

مقال / كفرنا بكم كانت العصبيّة القبليّة قويّة عند العرب أيّام الجاهليّة، وكان التّناصر ...

مقال / كفرنا بكم

كانت العصبيّة القبليّة قويّة عند العرب أيّام الجاهليّة، وكان التّناصر والتّعاضد بين أفراد القبيلة كبيرا، وهكذا كانت قريش في جاهليتها، فلمّا خرج فيهم النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وكفر بدينهم وتبرّأ منهم ومن شركهم بالله العظيم، قابلوه بالبراءة من دين الإسلام، ومنه، وممن اتبعه أو ناصره ولو كان من المشركين.

وهكذا فرضوا على بني هاشم وأكثرهم مشركون ومن تحالف معهم من أحلاف الجاهليّة الحصار في شعب من شعاب مكّة، هم وأزواجهم وأطفالهم، حتّى اشتدّ عليهم الأمر وضاقت عليهم أنفسهم، عقابا لهم على نصرتهم للنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، لقرابته لا لدينه.

ومثله نراه هذه الأيّام من براءة المشركين والمنافقين من جنود الدّولة الإسلاميّة، واعتبار أي كلمة تدعو إلى نصرتهم أو رفع الظلم عنهم جريمة لا تغتفر يستحقّ صاحبها الويل والثّبور وعظائم الأمور، ولو كان قائلها مشركا محاربا للدّولة الإسلاميّة وجنودها.

وأن نرى عداوة هؤلاء للمجاهدين فأمر طبيعي أن يكرهوا من يقاتلهم ويعمل على زوال ملكهم وتحكيم شرع الله فيهم، فيتمنّوا زوال هذا الخطر عنهم، ولكن عداوتهم تمتدّ لتشمل كلّ من يمتّ إلى المجاهدين بصلة، حتّى نسائهم وأطفالهم الرضّع، خوفا من أن يكبر الأطفال فيكونوا على دين آبائهم، لربّهم موحّدين وبالطّاغوت كافرين، أو أن تنجب تلكم الموحّدات المزيد من المجاهدين في سبيل الله تعالى.

بل بتنا نرى من يدعو الله تعالى أن يرفع البلاء عن المسلمين في ديار الإسلام يُنكر عليهم ادعياء الإسلام من أتباع الأحزاب والفصائل المرتدّة أشدّ الإنكار، ويعادونه في ذلك، ولا يقصرون عن إيقاع الأذى فيه، ورأيناهم يمعنون في إيذاء نساء المجاهدين وأطفالهم، ويعتقلون من قدروا عليهم، ويتوعّدون البقيّة بالقتل والأسر إن تمكّنوا منهم.
ورأينا كيف تستنفر دول لتغيّر قوانينها وتخالف دساتيرها التي تعبدها من دون الله تعالى، لتعلن براءتها من جنود الدّولة الإسلاميّة وأزواجهم وأبنائهم، وتصرّح بأنّها تخشى من العقيدة الّتي لا زالوا يحملونها في صدورهم ويأبون التّراجع عنها.

وما أظهره المشركون وأولياؤهم من عداوة للموحّدين وبراءة منهم لهو من نعم الله العظيم عليهم، ليعلم من كان في قلبه مرض أنّنا لا نجتمع مع من ارتدّ عن الإسلام في دين واحد، ولا ننتمي وإيّاهم إلى أمّة واحدة، وليس بيننا وبينهم مودة ولا ولاء، كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ * إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ } [الممتحنة: 1-2].

وهي نعمة عليهم، ليكملوا إيمانهم ويتمّموا توحيدهم لله العظيم، بأن يبرؤوا من كلّ حول وقوّة إلى حول الله ربّهم وقوّته، كما أمرهم سبحانه: { إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [آل عمران: 160].

وإنّنا -والحمد لله- قد سبقنا المشركين وأولياءهم بإعلان البراءة منهم ومن طواغيتهم الذين يعبدون من دون الله العظيم، لا ردّا على فعلهم، ولكن طاعة لله ربّ العالمين وتأسيا بإمامنا إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام والذين معه، كما أمر ربنا: { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } [الممتحنة: 4].

وإنّهم إن تبرّأوا منّا في الدّنيا لإيماننا بالله تعالى وحده، فإنّهم يوم القيامة يتبرّأ بعضهم من بعض لكفرهم بالله العظيم، ويلعن بعضهم بعضا على ما كان بينهم من ولاية في الدّنيا، كما واعد نبيّ الله إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام قومه: { وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ } [العنكبوت: 25].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 173
الخميس 7 رجب 1440 هـ
...المزيد

رثاء الشيخ أبي بكر البغدادي -تقبله الله- قصيدة: فارس الحرب عَيْنُ جُودِي عَلَى أُسُودِ ...

رثاء الشيخ أبي بكر البغدادي -تقبله الله-

قصيدة: فارس الحرب

عَيْنُ جُودِي عَلَى أُسُودِ النّزَال
وَاسْكُبِي الدَّمْعَ مِنْ سَحَابٍ ثِقَالِ
قُتِلَ الشَّيْخُ وَالخُطُوبُ جسَامٌ
بَعْدَ بَذْلِ النَّفِيسِ حَازَ الْمَعَالِي
فَارِسُ الْحَرْبِ قَدْ تَرَجَّلَ عَنْهَا
تَحْتَ ظِلَّ الرَّصَاصِ وَالأَهْوَالِ
يَا أَمِـيـرًا لِلْـمُـؤْمِــنِيـنَ كَـفَـانَـا
أَنَّــكُــمْ أَهْــلُ حَلْقَــةٍ وَقِـتَــالِ
حَــاكِـمٌ حَـكّـمَ الشَّـرِيعَـةَ فِينَا
فَــنَعِــمْنَـا بِــهَـا بِـخَيْـرِ ظِــلَالِ
عَــالِــمٌ عَــابِـدٌ مُجَاهِـدُ صِـدْقٍ
صَاحِبُ السَّبْقِ مُسْتَفِيضُ الْخِصَال
إِنَّ فِـي الْـقَـتْـلِ لِلـرِّجَــالِ فَخَارًا
وَجُسُـورًا لَــهُـمْ لِـــخَــيْـرِ مَـآلِ
...المزيد

✍قال ابنُ القَيِّمِ: ((كُلُّ مَحَبَّةٍ وتعظيمٍ للبشَرِ، فإنَّما تجوزُ تَبَعًا لمَحَبَّةِ اللهِ ...

✍قال ابنُ القَيِّمِ:
((كُلُّ مَحَبَّةٍ وتعظيمٍ للبشَرِ، فإنَّما تجوزُ تَبَعًا لمَحَبَّةِ اللهِ وتَعظيمِه، كمَحَبَّةِ رَسولِه وتعظيمِه؛ فإنَّها من تمامِ مَحَبَّةِ مُرسِلِه وتعظيمِه، فإنَّ أمَّتَه يُحِبُّونَه لحُبِّ الله له، ويُعَظِّمونَه ويُجِلُّونَه لإجلالِ اللهِ له، فهي مَحَبَّةٌ للهِ، من مُوجِباتِ مَحَبَّةِ اللهِ))
((جلاء الأفهام))(4/44)

🔗 اضغط هنا لمتابعة قناة فوائد علمية على الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
...المزيد

✍قال ابنُ تَيميَّةَ: ((يَجِبُ على الإنسانِ أن يعلَمَ أنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ أرسَلَ محمَّدًا صلَّى ...

✍قال ابنُ تَيميَّةَ:
((يَجِبُ على الإنسانِ أن يعلَمَ أنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ أرسَلَ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى جميعِ الثَّقَلينِ؛ الإنسِ والجِنِّ، وأوجَبَ عليهم الإيمانَ به وبما جاء به، وطاعتَه، وأن يحَلِّلوا ما حَلَّل اللهُ ورَسولُه، ويُحَرِّموا ما حَرَّم اللهُ ورَسولُه، وأن يُوجِبوا ما أوجَبَه اللهُ ورَسولُه، ويحِبُّوا ما أحَبَّه اللهُ ورَسولُه، ويَكرَهوا ما كَرِهَه اللهُ ورَسولُه))
((َمجموع الفتاوى))(9/19)

🔗 اضغط هنا لمتابعة قناة فوائد علمية على الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
20 جمادى الأولى 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً