🌃رسائل الفجر١٤٤٧/٥/٢٨🌃 أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ فمَن ذا يُخيفه، وماذا يخيفه‏ إذا كان ...

🌃رسائل الفجر١٤٤٧/٥/٢٨🌃
أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ فمَن ذا يُخيفه، وماذا يخيفه‏ إذا كان الله معه،‏ وإذا كان هو قد اتخذ مقام العبودية وقام بحق هذا المقام‏؟!‏ ومَن ذا يشك في كفاية الله لعبده وهو القوي القاهر فوق عباده‏؟‏"
🔻 🔻 🔻
إن كفاية الله تعالى للعباد لا يحدها حاد، ولا يمنعها مانع؛ فإن الله تعالى يكفي عبده بما شاء كيف شاء في الوقت الذي يشاء ولكن الله تعالى يمهل الظالم ليزداد إثما؛ ولترتفع درجات المظلوم وتكفر خطيئاته بهمّه ووجعه وليرفع قدره
🔻 🔻 🔻
إن الله تعالى حكم عدل؛ يأبى أن يتسلط الناس على بعضهم دون أن ينصفهم من بعضهم وينتقم من أهل الأذية والضرر؛ وقد وعد الله تعالى فقال: (إنا من المجرمين منتقمون) وقال( يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون) فكل مؤمن ينتظر هذه البطشة من الله تعالى بالظالمين المعتدين، وكل ظالم معتد مفسد سيصيبه من هذه البطشة بما يناسب ظلمه وعدل الله تعالى فيه في الدنيا والقبر والآخرة.
https://t.me/azzadden
...المزيد

مقال: من أحكام قتال المرتدين أصل هذا الكلام لشيخ الإسلام مأخوذ من فتوى في حكم النصيرية ...

مقال: من أحكام قتال المرتدين

أصل هذا الكلام لشيخ الإسلام مأخوذ من فتوى في حكم النصيرية المرتدين، رأينا نشره لما فيه من فائدة في باب قتال المرتدين عموما.

قال شيخ الإسلام، أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني رحمه الله:

إن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - وسائر الصحابة لما ظهروا على أهل الردة، وجاءوا إليه، قال لهم الصديق: اختاروا إما الحرب المجلية، وإما السلم المخزية. قالوا: يا خليفة رسول الله، هذه الحرب المجلية قد عرفناها فما السلم المخزية؟ قال: تَدُونَ قَتْلَانَا، وَلَا نَدِي قَتْلَاكُمْ، وتشهدون أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، ونقسم ما أصبنا من أموالكم، وتردون ما أصبتم من أموالنا، وتنزع منكم الحلقة والسلاح، وتمنعون من ركوب الخيل. وتتركون تتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة رسوله والمؤمنين أمرا بعد ردتكم. فوافقه الصحابة على ذلك، إلا في تضمين قتلى المسلمين فإن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال له: هؤلاء قتلوا في سبيل الله فأجورهم على الله. يعني هم شهداء فلا دية لهم، فاتفقوا على قول عمر في ذلك.
وهذا الذي اتفق الصحابة عليه هو مذهب أئمة العلماء، والذي تنازعوا فيه تنازع فيه العلماء. فمذهب أكثرهم أن من قتله المرتدون المجتمعون المحاربون لا يضمن، كما اتفقوا عليه آخرا، وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد في إحدى الروايتين. ومذهب الشافعي وأحمد في الرواية الأخرى هو القول الأول، فهذا الذي فعله الصحابة بأولئك المرتدين بعد عودهم إلى الإسلام يفعل بمن أظهر الإسلام والتهمة ظاهرة فيه، فيمنع أن يكون من أهل الخيل والسلاح والدرع التي تلبسها المقاتلة، ولا يترك في الجند من يكون يهوديا ولا نصرانيا ويلزمون شرائع الإسلام حتى يظهر ما يفعلونه من خير أو شر. ومن كان من أئمة ضلالهم وأظهر التوبة أخرج عنهم، وسير إلى بلاد المسلمين التي ليس لهم فيها ظهور. فإما أن يهديه الله تعالى، وإما أن يموت على نفاقه من غير مضرة للمسلمين.


- قتال المرتدين أولى من قتال المشركين

ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات، وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب، فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين، والصديق وسائر الصحابة بدءوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب، فإن جهاد هؤلاء حفظ لما فتح من بلاد المسلمين، وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه. وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من زيادة إظهار الدين. وحفظ رأس المال مقدم على الربح.
وأيضا فضرر هؤلاء على المسلمين أعظم من ضرر أولئك، بل ضرر هؤلاء من جنس ضرر من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب، وضررهم في الدين على كثير من الناس أشد من ضرر المحاربين من المشركين وأهل الكتاب.
ويجب على كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم، بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم ولا يحل لأحد أن يعاونهم على بقائهم في الجند والمستخدمين، ولا يحل لأحد السكوت عن القيام عليهم بما أمر الله به ورسوله. ولا يحل لأحد أن ينهى عن القيام بما أمر الله به ورسوله، فإن هذا من أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى: وقد قال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 73] وهؤلاء لا يخرجون عن الكفار والمنافقين.

- أمر بالمعروف ونهي عن المنكر

والمعاون على كف شرهم وهدايتهم بحسب الإمكان له من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله تعالى فإن المقصود بالقصد الأول هو هدايتهم: كما قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] قال أبو هريرة كنتم خير الناس للناس تأتون بهم من القيود والسلاسل حتى تدخلوهم الإسلام. فالمقصود بالجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، هداية العباد لمصالح المعاش والمعاد بحسب الإمكان، فمن هداه الله سعد في الدنيا والآخرة، ومن لم يهتد كف الله ضرره عن غيره.
ومعلوم أن الجهاد، والأمر بالمعروف. والنهي عن المنكر: هو أفضل الأعمال، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله تعالى، وفي الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن في الجنة لمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض. أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيله» وقال - صلى الله عليه وسلم -: «رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه» ومن مات مرابطا مات مجاهدا وجرى عليه عمله وأجري عليه رزقه من الجنة وأمن الفتنة. والجهاد أفضل من الحج والعمرة، كما قال تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التوبة: 19-22] . والحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[من مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، باختصار].


• المصدر:
صحيفة النبأ العدد - 188
الخميس 24 شوال 1440 هـ
...المزيد

مقال: من أحكام قتال المرتدين أصل هذا الكلام لشيخ الإسلام مأخوذ من فتوى في حكم النصيرية ...

مقال: من أحكام قتال المرتدين

أصل هذا الكلام لشيخ الإسلام مأخوذ من فتوى في حكم النصيرية المرتدين، رأينا نشره لما فيه من فائدة في باب قتال المرتدين عموما.

قال شيخ الإسلام، أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني رحمه الله:

إن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - وسائر الصحابة لما ظهروا على أهل الردة، وجاءوا إليه، قال لهم الصديق: اختاروا إما الحرب المجلية، وإما السلم المخزية. قالوا: يا خليفة رسول الله، هذه الحرب المجلية قد عرفناها فما السلم المخزية؟ قال: تَدُونَ قَتْلَانَا، وَلَا نَدِي قَتْلَاكُمْ، وتشهدون أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، ونقسم ما أصبنا من أموالكم، وتردون ما أصبتم من أموالنا، وتنزع منكم الحلقة والسلاح، وتمنعون من ركوب الخيل. وتتركون تتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة رسوله والمؤمنين أمرا بعد ردتكم. فوافقه الصحابة على ذلك، إلا في تضمين قتلى المسلمين فإن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال له: هؤلاء قتلوا في سبيل الله فأجورهم على الله. يعني هم شهداء فلا دية لهم، فاتفقوا على قول عمر في ذلك.
وهذا الذي اتفق الصحابة عليه هو مذهب أئمة العلماء، والذي تنازعوا فيه تنازع فيه العلماء. فمذهب أكثرهم أن من قتله المرتدون المجتمعون المحاربون لا يضمن، كما اتفقوا عليه آخرا، وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد في إحدى الروايتين. ومذهب الشافعي وأحمد في الرواية الأخرى هو القول الأول، فهذا الذي فعله الصحابة بأولئك المرتدين بعد عودهم إلى الإسلام يفعل بمن أظهر الإسلام والتهمة ظاهرة فيه، فيمنع أن يكون من أهل الخيل والسلاح والدرع التي تلبسها المقاتلة، ولا يترك في الجند من يكون يهوديا ولا نصرانيا ويلزمون شرائع الإسلام حتى يظهر ما يفعلونه من خير أو شر. ومن كان من أئمة ضلالهم وأظهر التوبة أخرج عنهم، وسير إلى بلاد المسلمين التي ليس لهم فيها ظهور. فإما أن يهديه الله تعالى، وإما أن يموت على نفاقه من غير مضرة للمسلمين.


- قتال المرتدين أولى من قتال المشركين

ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات، وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب، فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين، والصديق وسائر الصحابة بدءوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب، فإن جهاد هؤلاء حفظ لما فتح من بلاد المسلمين، وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه. وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من زيادة إظهار الدين. وحفظ رأس المال مقدم على الربح.
وأيضا فضرر هؤلاء على المسلمين أعظم من ضرر أولئك، بل ضرر هؤلاء من جنس ضرر من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب، وضررهم في الدين على كثير من الناس أشد من ضرر المحاربين من المشركين وأهل الكتاب.
ويجب على كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم، بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم ولا يحل لأحد أن يعاونهم على بقائهم في الجند والمستخدمين، ولا يحل لأحد السكوت عن القيام عليهم بما أمر الله به ورسوله. ولا يحل لأحد أن ينهى عن القيام بما أمر الله به ورسوله، فإن هذا من أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى: وقد قال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 73] وهؤلاء لا يخرجون عن الكفار والمنافقين.

- أمر بالمعروف ونهي عن المنكر

والمعاون على كف شرهم وهدايتهم بحسب الإمكان له من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله تعالى فإن المقصود بالقصد الأول هو هدايتهم: كما قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] قال أبو هريرة كنتم خير الناس للناس تأتون بهم من القيود والسلاسل حتى تدخلوهم الإسلام. فالمقصود بالجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، هداية العباد لمصالح المعاش والمعاد بحسب الإمكان، فمن هداه الله سعد في الدنيا والآخرة، ومن لم يهتد كف الله ضرره عن غيره.
ومعلوم أن الجهاد، والأمر بالمعروف. والنهي عن المنكر: هو أفضل الأعمال، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله تعالى، وفي الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن في الجنة لمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض. أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيله» وقال - صلى الله عليه وسلم -: «رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه» ومن مات مرابطا مات مجاهدا وجرى عليه عمله وأجري عليه رزقه من الجنة وأمن الفتنة. والجهاد أفضل من الحج والعمرة، كما قال تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التوبة: 19-22] . والحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[من مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، باختصار].


• المصدر:
صحيفة النبأ العدد - 188
الخميس 24 شوال 1440 هـ
...المزيد

مقال: خذوا حذركم (7) - مصائد في طريق الجهاد في سعيهم لعمل الخير يندفع كثير من المسلمين طلبا ...

مقال: خذوا حذركم (7) - مصائد في طريق الجهاد


في سعيهم لعمل الخير يندفع كثير من المسلمين طلبا للطرق التي توصلهم إليه، فمن باحث عن طريق يوصله إلى أرض الدولة الإسلامية وساحات الجهاد، ومن منقّب عن ثقة أمين ينقل من خلاله المال إلى المجاهدين في الثغور ليعينهم على جهادهم، أو إلى أُسرهم ليخلفهم من خلالها بخير، أو لمن يعينهم على فكاك أسراهم، ومن حريص على دينه فلا يستفتي إلا من وثق بدينهم.

وهذه الأمور كلها خير بحمد الله، إلا أنها باتت تستغل بكثرة من قبل أعداء الإسلام وضعاف النفوس من المنتسبين إليه، بما يعود بالضرر على المسلمين وعلى المجاهدين، ولذلك ينبغي الحذر من الطرق التي يرجو العبد أن يتوصل من خلالها إلى الخير، فيعمل بها بشكل لا يهدده أو يمنع تحقيق غرضه، فضلا أن يقوده إلى عكس مراده منه، فيعود بالضرر على إخوانه في الوقت الذي أراد إعانتهم فيه.

فإن كثيرا من أدعياء الجهاد ونصرته هم بين مخابرات تتربص بالمجاهدين الشر، وتقعد لهم على طريق هجرتهم لاعتقالهم، أو تتربص بهم لمعرفة مخططاتهم لإفشالها، وبين لصوص قعدوا يتصيدون أهل الأموال ليسرقوهم بحجة إيصال الدعم إلى المجاهدين وعوائلهم، أو تمويل عملياتهم، وبين لصوص دين جهلة ومفسدين نصّبوا أنفسهم علماء على من لا يعرفهم ليفتوا لهم بغير علم فيضلّون ويضلّون، وبين أشقياء فاسدين يبحثون عن شهرة في أوساط الأغرار والمراهقين بنشرهم الأوهام وتفاهات الكلام ليصنعوا لأنفسهم هالة من الخبرة والحكمة ثم يقدموا لهم النصائح التي تهلكهم في دينهم أو دنياهم.

والواجب على المسلمين أن يحذروا من ذلك كله، فلا يدفعهم التشوق للجهاد أن يلقوا بأنفسهم في أيدي مخابرات الصليبيين والطواغيت، ويكونوا لهم صيدا سهلا، ولا حبهم لإعانة المجاهدين بالمال إلى أن ينخدعوا بكل مدّع أثيم يسرق منهم الأموال، بل ربما يستعملها في حرب المسلمين، ولا يسوقهم حرصهم على الدين إلى استفتاء كل مجهول صدّر نفسه عالما، وقدّم لهم نفسه مفتيا.


- لا تثق بمن لا تعرف

فلا زال تصيد المجاهدين في طرق وصولهم إلى ساحات الجهاد من أسهل الأساليب لديهم لاعتقالهم، ففي بلدانهم الأصلية يكونون مختفين عن عيونهم غالبا لا يعرفون نواياهم، وعند وصولهم إلى إخوانهم المجاهدين يكونون في حمايتهم، ولا يتوصل إلى اعتقالهم إلا بمعارك، أما على الطريق فهم مكشوفو النوايا غالبا بما عليهم من أدلة جعلوها في أيدي المنسقين المفترضين، وهم منزوعو الحماية غالبا لكونهم في طريق سفرهم لا يحملون أي سلاح، ولذلك يكون اعتقالهم في هذه المرحلة أجدى وأسهل بالنسبة لأعداء الله.

وكثيرا ما وقع المجاهدون ضحايا لأشخاص لا يعرفون عنهم شيئا إلا ما يظهرونه من مناصرة للمجاهدين في شبكة الإنترنت، فيطمئنون لهم، ثم يسألونهم إيجاد طريق لهم إلى المجاهدين، وقد يهدي الله المهاجر إلى مناصر صادق ينصحه ويهديه إلى ما يحقق غايته بأسهل وآمن طريقة، وقد يقع فريسة الجواسيس وعملاء المخابرات الذين يملؤون الشبكات، ويستخدمون أقنعة ظاهرها نصرة الجهاد وأهله، ليستدرجوا من خلالها قليلي الاحتراس ويوقعوهم في حبائلهم ثم تستمر عملية الاستدراج رويدا رويدا حتى إيصالهم إلى الفخ المنصوب لهم في المكان الذي يمكن لهم فيه الإمساك بالمهاجر أو القضاء عليه، ثم استعراض ما فعلوه على الإعلام على أنه نصر استخباراتي عظيم، وقد يظهر هؤلاء مصداقية بتسهيل وصول أخ أو أكثر، في سبيل الوصول إلى عدد أكبر من المهاجرين، مما يعطيهم الفرصة للإمساك بصيد ثمين كما أو نوعا فيما بعد.

والمفروض أن يحرص طالب الهجرة على إيجاد طريق مضمون له ولمن معه، وأن يعتمد في ذلك على تزكيات موثوقة من قبل إخوة يعرفهم حق المعرفة من أبناء بلده الذين سبقوه بالهجرة، أو من المسؤولين عن الهجرة من جنود الدولة الإسلامية، وأن لا يلقي بنفسه وإخوانه في كل باب يفتح أمامه، وليعلم أنه في جهاد ما دام يسعى في البحث عن طريق آمن إليه، وأن يتأخر شهورا في بحثه خير من أن يعرض نفسه وإخوانه للهلاك أو الفتنة، وقد يودي بإخوة آخرين لم يكونوا معروفين لأعداء الله، فالحرص الحرص في هذا الباب، والدعاء الدعاء أن ييسر له طريق الخير، وتجديد النية في كل يوم على الهجرة والجهاد حتى يأذن الله تعالى له بتحقق ذلك.

- إعمل بصمت واكتف بما في يديك

وأخطر من ذلك، أن يتواصل مجاهد ينوي تنفيذ عمل جهادي ذي طبيعة أمنية، بمفرده أو بمعونة بعض إخوانه، مع من لا يعرفهم من الأسماء في شبكة الإنترنت، طالبا الدعم المالي أو السلاح أو مجرد إيصاله بالقائمين على العمليات الخارجية في الدولة الإسلامية ليوصل إليهم خبر بيعته وإعلانه تنفيذ الهجوم استجابة لأمر الإمام حفظه الله، وهو لا يدري لعل من يتواصل معهم عناصر أمنية تابعة للصليبيين، يلتقطون رسالته ويحددون هويته ويخضعونه فورا للمراقبة والمتابعة، في الوقت الذي يكملون معه مسيرة الاستدراج، بطلب تفاصيل العمل، وعرض تقديم الخدمات، ليجمعوا عليه أدلة أكثر، ويعرفوا تفاصيل عمله أكثر، حتى يقترب موعد التنفيذ فيفاجأ الأخ بالقبض عليه، ويتفاجأ أكثر بأن كل ما تكلم به مع من ظنهم إخوانه، موجود في ملف قضيته أمام التحقيق.

بل قد سمعنا كثيرا عن عملاء للـ FBI وغيرها من أجهزة الصليبيين، أنهم يلتقطون أي مناصر على الشبكة، ربما لا يفكر في تنفيذ عمل قتالي ضد المشركين، فيعرضون عليه الأمر، ويعدونه بتقديم ما يلزم من سلاح ومال وغيره، حتى يوافق الأخ، ويطلب ما وُعد به، ليتفاجأ بعناصر الأمن تداهمه ساعة لقائه مع "المحرّض" وتلقي القبض عليه وقت استلامه للسلاح، ليكون في ملف قضيته بالإضافة إلى أرشيف مراسلاته الطويل معهم.

والسؤال هنا، ما الداعي لأن يلتقي الأخ الذي يريد تنفيذ هجوم بمن لا يعرفه ليساعده في تنفيذه بطريقة ما؟! وما الداعي لتهديد نفسه وسلامة مخططه بإطلاع غيره عليه وهو يعلم يقينا أن اتصاله بمن لا يعرف ومنحه الثقة مخاطرة كبيرة غير واجبة عليه.

فاتصال الأخ مع إخوانه في الدولة الإسلامية لتنسيق العمل بطريقة مناسبة وطلب العون منهم في ذلك أمر حسن، ولكنه لا يقدّم أبدا على أمن الأخ، وعلى نجاح عمله، فالأخ إن لم يجد طريقا موثوقا، يستعين بالله ويعمل بما هو موجود في يديه من الأدوات، ولقد رأى ما صنعه إخوان له من قبل من نكاية في المشركين باستخدام ما توفر بأيديهم من سلاح، أو حولوه إلى سلاح من سيارات وشاحنات، وأعواد ثقاب وغيرها، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

أما الإعلان عن العمل فيكفيه ورقة في جيبه أحيانا يعلم الصليبيون من خلالها أن من أثخن فيهم هو من جنود الخلافة وإن شاء الله تصل أخبار عمليته إلى الإعلام بطريقة أو بأخرى.

والخلاصة في هذا الباب، ألا يُعطي مسلم ثقته لمن لا يوثق به من المجاهيل، ولو قدم إثباتات لمصداقيته بأن لديه تواصلا مع بعض جنود الدولة الإسلامية، أو أنه قدم مساعدة لبعض المجاهدين، فهذه كلها يمكن لأجهزة المخابرات تحصيلها بسهولة، وبوسائل كثيرة.

فليبذل المسلم كل ما بوسعه لتحصيل أفضل الطرق وآمنها للوصول إلى مبتغاه، ثم ليتوكل على الله تعالى، وليمض في طريقه، فإن أصابه مكروه أو وقع في خطأ، لا يلوم نفسه على ما فات، ولا يجد في نفسه إثما أو تقصيرا، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ العدد - 188
الخميس 24 شوال 1440 هـ
...المزيد

مقال: خذوا حذركم (7) - مصائد في طريق الجهاد في سعيهم لعمل الخير يندفع كثير من المسلمين طلبا ...

مقال: خذوا حذركم (7) - مصائد في طريق الجهاد


في سعيهم لعمل الخير يندفع كثير من المسلمين طلبا للطرق التي توصلهم إليه، فمن باحث عن طريق يوصله إلى أرض الدولة الإسلامية وساحات الجهاد، ومن منقّب عن ثقة أمين ينقل من خلاله المال إلى المجاهدين في الثغور ليعينهم على جهادهم، أو إلى أُسرهم ليخلفهم من خلالها بخير، أو لمن يعينهم على فكاك أسراهم، ومن حريص على دينه فلا يستفتي إلا من وثق بدينهم.

وهذه الأمور كلها خير بحمد الله، إلا أنها باتت تستغل بكثرة من قبل أعداء الإسلام وضعاف النفوس من المنتسبين إليه، بما يعود بالضرر على المسلمين وعلى المجاهدين، ولذلك ينبغي الحذر من الطرق التي يرجو العبد أن يتوصل من خلالها إلى الخير، فيعمل بها بشكل لا يهدده أو يمنع تحقيق غرضه، فضلا أن يقوده إلى عكس مراده منه، فيعود بالضرر على إخوانه في الوقت الذي أراد إعانتهم فيه.

فإن كثيرا من أدعياء الجهاد ونصرته هم بين مخابرات تتربص بالمجاهدين الشر، وتقعد لهم على طريق هجرتهم لاعتقالهم، أو تتربص بهم لمعرفة مخططاتهم لإفشالها، وبين لصوص قعدوا يتصيدون أهل الأموال ليسرقوهم بحجة إيصال الدعم إلى المجاهدين وعوائلهم، أو تمويل عملياتهم، وبين لصوص دين جهلة ومفسدين نصّبوا أنفسهم علماء على من لا يعرفهم ليفتوا لهم بغير علم فيضلّون ويضلّون، وبين أشقياء فاسدين يبحثون عن شهرة في أوساط الأغرار والمراهقين بنشرهم الأوهام وتفاهات الكلام ليصنعوا لأنفسهم هالة من الخبرة والحكمة ثم يقدموا لهم النصائح التي تهلكهم في دينهم أو دنياهم.

والواجب على المسلمين أن يحذروا من ذلك كله، فلا يدفعهم التشوق للجهاد أن يلقوا بأنفسهم في أيدي مخابرات الصليبيين والطواغيت، ويكونوا لهم صيدا سهلا، ولا حبهم لإعانة المجاهدين بالمال إلى أن ينخدعوا بكل مدّع أثيم يسرق منهم الأموال، بل ربما يستعملها في حرب المسلمين، ولا يسوقهم حرصهم على الدين إلى استفتاء كل مجهول صدّر نفسه عالما، وقدّم لهم نفسه مفتيا.


- لا تثق بمن لا تعرف

فلا زال تصيد المجاهدين في طرق وصولهم إلى ساحات الجهاد من أسهل الأساليب لديهم لاعتقالهم، ففي بلدانهم الأصلية يكونون مختفين عن عيونهم غالبا لا يعرفون نواياهم، وعند وصولهم إلى إخوانهم المجاهدين يكونون في حمايتهم، ولا يتوصل إلى اعتقالهم إلا بمعارك، أما على الطريق فهم مكشوفو النوايا غالبا بما عليهم من أدلة جعلوها في أيدي المنسقين المفترضين، وهم منزوعو الحماية غالبا لكونهم في طريق سفرهم لا يحملون أي سلاح، ولذلك يكون اعتقالهم في هذه المرحلة أجدى وأسهل بالنسبة لأعداء الله.

وكثيرا ما وقع المجاهدون ضحايا لأشخاص لا يعرفون عنهم شيئا إلا ما يظهرونه من مناصرة للمجاهدين في شبكة الإنترنت، فيطمئنون لهم، ثم يسألونهم إيجاد طريق لهم إلى المجاهدين، وقد يهدي الله المهاجر إلى مناصر صادق ينصحه ويهديه إلى ما يحقق غايته بأسهل وآمن طريقة، وقد يقع فريسة الجواسيس وعملاء المخابرات الذين يملؤون الشبكات، ويستخدمون أقنعة ظاهرها نصرة الجهاد وأهله، ليستدرجوا من خلالها قليلي الاحتراس ويوقعوهم في حبائلهم ثم تستمر عملية الاستدراج رويدا رويدا حتى إيصالهم إلى الفخ المنصوب لهم في المكان الذي يمكن لهم فيه الإمساك بالمهاجر أو القضاء عليه، ثم استعراض ما فعلوه على الإعلام على أنه نصر استخباراتي عظيم، وقد يظهر هؤلاء مصداقية بتسهيل وصول أخ أو أكثر، في سبيل الوصول إلى عدد أكبر من المهاجرين، مما يعطيهم الفرصة للإمساك بصيد ثمين كما أو نوعا فيما بعد.

والمفروض أن يحرص طالب الهجرة على إيجاد طريق مضمون له ولمن معه، وأن يعتمد في ذلك على تزكيات موثوقة من قبل إخوة يعرفهم حق المعرفة من أبناء بلده الذين سبقوه بالهجرة، أو من المسؤولين عن الهجرة من جنود الدولة الإسلامية، وأن لا يلقي بنفسه وإخوانه في كل باب يفتح أمامه، وليعلم أنه في جهاد ما دام يسعى في البحث عن طريق آمن إليه، وأن يتأخر شهورا في بحثه خير من أن يعرض نفسه وإخوانه للهلاك أو الفتنة، وقد يودي بإخوة آخرين لم يكونوا معروفين لأعداء الله، فالحرص الحرص في هذا الباب، والدعاء الدعاء أن ييسر له طريق الخير، وتجديد النية في كل يوم على الهجرة والجهاد حتى يأذن الله تعالى له بتحقق ذلك.

- إعمل بصمت واكتف بما في يديك

وأخطر من ذلك، أن يتواصل مجاهد ينوي تنفيذ عمل جهادي ذي طبيعة أمنية، بمفرده أو بمعونة بعض إخوانه، مع من لا يعرفهم من الأسماء في شبكة الإنترنت، طالبا الدعم المالي أو السلاح أو مجرد إيصاله بالقائمين على العمليات الخارجية في الدولة الإسلامية ليوصل إليهم خبر بيعته وإعلانه تنفيذ الهجوم استجابة لأمر الإمام حفظه الله، وهو لا يدري لعل من يتواصل معهم عناصر أمنية تابعة للصليبيين، يلتقطون رسالته ويحددون هويته ويخضعونه فورا للمراقبة والمتابعة، في الوقت الذي يكملون معه مسيرة الاستدراج، بطلب تفاصيل العمل، وعرض تقديم الخدمات، ليجمعوا عليه أدلة أكثر، ويعرفوا تفاصيل عمله أكثر، حتى يقترب موعد التنفيذ فيفاجأ الأخ بالقبض عليه، ويتفاجأ أكثر بأن كل ما تكلم به مع من ظنهم إخوانه، موجود في ملف قضيته أمام التحقيق.

بل قد سمعنا كثيرا عن عملاء للـ FBI وغيرها من أجهزة الصليبيين، أنهم يلتقطون أي مناصر على الشبكة، ربما لا يفكر في تنفيذ عمل قتالي ضد المشركين، فيعرضون عليه الأمر، ويعدونه بتقديم ما يلزم من سلاح ومال وغيره، حتى يوافق الأخ، ويطلب ما وُعد به، ليتفاجأ بعناصر الأمن تداهمه ساعة لقائه مع "المحرّض" وتلقي القبض عليه وقت استلامه للسلاح، ليكون في ملف قضيته بالإضافة إلى أرشيف مراسلاته الطويل معهم.

والسؤال هنا، ما الداعي لأن يلتقي الأخ الذي يريد تنفيذ هجوم بمن لا يعرفه ليساعده في تنفيذه بطريقة ما؟! وما الداعي لتهديد نفسه وسلامة مخططه بإطلاع غيره عليه وهو يعلم يقينا أن اتصاله بمن لا يعرف ومنحه الثقة مخاطرة كبيرة غير واجبة عليه.

فاتصال الأخ مع إخوانه في الدولة الإسلامية لتنسيق العمل بطريقة مناسبة وطلب العون منهم في ذلك أمر حسن، ولكنه لا يقدّم أبدا على أمن الأخ، وعلى نجاح عمله، فالأخ إن لم يجد طريقا موثوقا، يستعين بالله ويعمل بما هو موجود في يديه من الأدوات، ولقد رأى ما صنعه إخوان له من قبل من نكاية في المشركين باستخدام ما توفر بأيديهم من سلاح، أو حولوه إلى سلاح من سيارات وشاحنات، وأعواد ثقاب وغيرها، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

أما الإعلان عن العمل فيكفيه ورقة في جيبه أحيانا يعلم الصليبيون من خلالها أن من أثخن فيهم هو من جنود الخلافة وإن شاء الله تصل أخبار عمليته إلى الإعلام بطريقة أو بأخرى.

والخلاصة في هذا الباب، ألا يُعطي مسلم ثقته لمن لا يوثق به من المجاهيل، ولو قدم إثباتات لمصداقيته بأن لديه تواصلا مع بعض جنود الدولة الإسلامية، أو أنه قدم مساعدة لبعض المجاهدين، فهذه كلها يمكن لأجهزة المخابرات تحصيلها بسهولة، وبوسائل كثيرة.

فليبذل المسلم كل ما بوسعه لتحصيل أفضل الطرق وآمنها للوصول إلى مبتغاه، ثم ليتوكل على الله تعالى، وليمض في طريقه، فإن أصابه مكروه أو وقع في خطأ، لا يلوم نفسه على ما فات، ولا يجد في نفسه إثما أو تقصيرا، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ العدد - 188
الخميس 24 شوال 1440 هـ
...المزيد

مزيداً من اليأس في قلوب المرتدين يا أسود سيناء في الوقت الذي تتصاعد فيه مخاوف الصليبيين ...

مزيداً من اليأس في قلوب المرتدين يا أسود سيناء


في الوقت الذي تتصاعد فيه مخاوف الصليبيين والمرتدين من تصاعد قوة جنود الخلافة في خراسان، وتتردد تحذيراتهم من جبهات القتال الجديدة في الهند وباكستان وغيرها من المناطق، وتزداد مطالبات الجيوش الفرنسية والأمريكية في غرب إفريقية لقياداتها بتعزيز وجودها خوفا من حدوث ما لا يحمد عقباه لهم، يتفاجؤون -بحمد الله- بالضربات القوية لمجاهدي ولاية سيناء التي ظنوا القضاء عليها، بعد أن صدقوا أكاذيب الطاغوت السيسي وجيشه المهزوم.

فرغم انحيازهم من بعض المناطق خلال العام الماضي لم يُوقف جنود الدولة الإسلامية في ولاية سيناء هجماتهم ضد الجيش المصري المرتد، ليستمر نزيف قواته ولو بمعدلات أقل، بعبوة ناسفة تدمر آلية على طرقات العريش، أو طلقة قناص تفلق رأس جندي مرتد في نقطة حراسة في أطراف رفح، أو عملية استشهادية تمزق بعض الجنود والضباط، أو غير ذلك من العمليات التي تُبقي المرتدين في حالة تأهب دائم، حراسة ودوريات وكمائن وتمشيط وتعزيزات وتحصينات، مع ما يعنيه ذلك من إرهاق للجنود وخسائر مستمرة في خزينة الطاغوت المصري الخاوية.

وفي هذا الوقت يستمر المجاهدون -بفضل الله تعالى- في إعادة ترتيب صفوفهم، وتقوية أنفسهم استعدادا للعودة من جديد إلى مناطق سيطرة المرتدين، والدخول عليهم في مراكز قوتهم ومَنَعتهم، للتنكيل بهم وإقلاق أمنهم الزائف وتذكيرهم كلما نسوا أن المجاهدين مستمرون في قتالهم وأن حملاتهم الفاشلة وانتصاراتهم الموهومة لم تحقق لهم شيئا، وإعلامهم بعد انتهاء كل حملة لهم أن عليهم أن يبدأوا من جديد، حتى يوقنوا أنهم يدورون في حلقة استنزاف مفرغة ليس لها نهاية إلا أن يهدّهم التعب والإرهاق فيهووا على وجوههم مستسلمين.

وهكذا لم تُحقق لطاغوت مصر الحشود العسكرية والأمنية الكبيرة التي وجهها إلى سيناء آماله بإنهاء الجهاد فيها، ولم تُعنه على تحقيق وعوده لليهود والصليبيين بذلك، كما أن فشل قواته -رغم المؤازرة الكبيرة لها من طيران اليهود- جعل حلفاءه الأمريكيين في شك من قدرته على تحقيق النصر حتى ولو أمدوه بقوة إضافية لا زال يطلبها منهم، مستفيدا من حرصهم على تأمين محيط دويلة يهود المتاخمة لسيناء.

ومع الاستنزاف الكبير لقوات السيسي في سيناء، والانشغال الكبير لها في الحرب هناك، ووجود احتمالات بتصعيد تدخله في ليبيا، بالإضافة إلى التراجع المستمر في الاقتصاد، والضغوط الكبيرة التي يطبقها على الناس داخل مصر استجابة لمطالب "صندوق النقد الدولي" لتقديم مزيد من القروض التي سيعجز في المستقبل القريب عن دفع فوائدها الربوية فضلا عن أصولها، فإن البلاد مقبلة عاجلا أم آجلا على مشكلات ستتضخم باستمرار واضعة في وجه الطاغوت وحزبه المزيد من العقبات والعراقيل لشن حملات عسكرية كبيرة في سيناء خلال الفترة القادمة.

وربما يعلم قادة الجيش المصري المرتد أن وضعهم الآن أصعب بكثير مما كان عليه خلال السنوات الماضية، وأن احتمالات توفير مساعدات صليبية ويهودية كبيرة لهم تتضاءل، خاصة مع خيبة الأمل الحاصلة لدى الصليبيين اليوم من نتائج حملتهم الكبيرة ضد الدولة الإسلامية المستمرة منذ 5 سنين، وهم يرون بنيانها يشتد من جديد، وقوة جنودها تظهر في مناطق متباعدة يصعب جعلها ساحة قتال واحدة كما كان الحال في العراق والشام.

كما أن مشروع الصحوات العشائرية المرتدة التي انضم إليها بعض أتباع الظواهري في سيناء لم يحقق للجيش والشرطة المرتدين الحماية في ظل عجز مرتدي الصحوات عن حماية أنفسهم، كما لم يؤمّن لهم التعاون من الأهالي في ظل اعتمادهم بشكل أساسي على المجرمين وتجار المخدرات الذين تسلطوا على رقاب الناس بالنيابة عن أسيادهم، وصارت جرائمهم تولد كمّا آخر من الكراهية للجيش المرتد الذي دمّر البلاد وشرّد أهلها وقتّلهم وحاصر المسلمين في غزة، استجابة لأوامر أسياده اليهود.

وحتى سياسة تحصين المدن ببناء الأسوار وتطويقها بالحواجز والحراسات، لمنع المجاهدين من نقل المعركة إلى داخلها، ودفع خطرهم باتجاه المناطق الصحراوية والجبلية القصيّة، يقدّم جنود الخلافة الإثبات على فشلها بتمكنهم -بفضل الله تعالى- من تنفيذ عمليات أمنية ناجحة داخلها، وقدرتهم على تهديد خطوط دفاعها بالهجمات المستمرة على الثكنات ونقاط التفتيش المعززة بالأبراج والمدرعات، وأخيرا وليس آخرا بإذن الله تعالى الدخول عليهم لقتل جنودهم وضباطهم داخل المدن التي يتحصنون فيها، ثم الانسحاب، والعودة مجددا لضربهم، لتقليل الخسائر في صفوفهم وإدامة الخسائر في صفوف المرتدين، والتي تعتبر هجمات الأسابيع الماضية في العريش خير مثال عليها.

وإن سياسة التقوقع التي يبدو أنه لم يعد أمام المرتدين غيرها، ستفتح المجال أمام المجاهدين بإذن الله تعالى لتأديب مرتدي الصحوات، وإدامة الاستنزاف في الجيش والشرطة في ظل اتخاذهم استراتيجيات دفاعية، وتخوفهم الكبير من تتبع المجاهدين في الصحراء لتعاظم المخاطر المتعلقة بالكمائن التقليدية وحقول العبوات الناسفة التي تهدد تحركات الأرتال الكبيرة الضرورية بالنسبة إليهم للعمليات في المناطق المفتوحة، لكي لا تصبح قواتهم صيدا سهلا للمجاهدين.

وكذلك فإن توسيع المجاهدين لميدان المعركة بنقل الهجمات إلى مناطق وسط وجنوب سيناء ومناطق غرب قناة السويس من شأنه أن يزيد من إرهاق المرتدين، ويهدد مواردهم المالية من السياحة، وكل ذلك يصب في مصلحة المسلمين، ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقويّ عزيز.


• المصدر:
صحيفة النبأ العدد - 188
الخميس 24 شوال 1440 هـ
...المزيد

مزيداً من اليأس في قلوب المرتدين يا أسود سيناء في الوقت الذي تتصاعد فيه مخاوف الصليبيين ...

مزيداً من اليأس في قلوب المرتدين يا أسود سيناء


في الوقت الذي تتصاعد فيه مخاوف الصليبيين والمرتدين من تصاعد قوة جنود الخلافة في خراسان، وتتردد تحذيراتهم من جبهات القتال الجديدة في الهند وباكستان وغيرها من المناطق، وتزداد مطالبات الجيوش الفرنسية والأمريكية في غرب إفريقية لقياداتها بتعزيز وجودها خوفا من حدوث ما لا يحمد عقباه لهم، يتفاجؤون -بحمد الله- بالضربات القوية لمجاهدي ولاية سيناء التي ظنوا القضاء عليها، بعد أن صدقوا أكاذيب الطاغوت السيسي وجيشه المهزوم.

فرغم انحيازهم من بعض المناطق خلال العام الماضي لم يُوقف جنود الدولة الإسلامية في ولاية سيناء هجماتهم ضد الجيش المصري المرتد، ليستمر نزيف قواته ولو بمعدلات أقل، بعبوة ناسفة تدمر آلية على طرقات العريش، أو طلقة قناص تفلق رأس جندي مرتد في نقطة حراسة في أطراف رفح، أو عملية استشهادية تمزق بعض الجنود والضباط، أو غير ذلك من العمليات التي تُبقي المرتدين في حالة تأهب دائم، حراسة ودوريات وكمائن وتمشيط وتعزيزات وتحصينات، مع ما يعنيه ذلك من إرهاق للجنود وخسائر مستمرة في خزينة الطاغوت المصري الخاوية.

وفي هذا الوقت يستمر المجاهدون -بفضل الله تعالى- في إعادة ترتيب صفوفهم، وتقوية أنفسهم استعدادا للعودة من جديد إلى مناطق سيطرة المرتدين، والدخول عليهم في مراكز قوتهم ومَنَعتهم، للتنكيل بهم وإقلاق أمنهم الزائف وتذكيرهم كلما نسوا أن المجاهدين مستمرون في قتالهم وأن حملاتهم الفاشلة وانتصاراتهم الموهومة لم تحقق لهم شيئا، وإعلامهم بعد انتهاء كل حملة لهم أن عليهم أن يبدأوا من جديد، حتى يوقنوا أنهم يدورون في حلقة استنزاف مفرغة ليس لها نهاية إلا أن يهدّهم التعب والإرهاق فيهووا على وجوههم مستسلمين.

وهكذا لم تُحقق لطاغوت مصر الحشود العسكرية والأمنية الكبيرة التي وجهها إلى سيناء آماله بإنهاء الجهاد فيها، ولم تُعنه على تحقيق وعوده لليهود والصليبيين بذلك، كما أن فشل قواته -رغم المؤازرة الكبيرة لها من طيران اليهود- جعل حلفاءه الأمريكيين في شك من قدرته على تحقيق النصر حتى ولو أمدوه بقوة إضافية لا زال يطلبها منهم، مستفيدا من حرصهم على تأمين محيط دويلة يهود المتاخمة لسيناء.

ومع الاستنزاف الكبير لقوات السيسي في سيناء، والانشغال الكبير لها في الحرب هناك، ووجود احتمالات بتصعيد تدخله في ليبيا، بالإضافة إلى التراجع المستمر في الاقتصاد، والضغوط الكبيرة التي يطبقها على الناس داخل مصر استجابة لمطالب "صندوق النقد الدولي" لتقديم مزيد من القروض التي سيعجز في المستقبل القريب عن دفع فوائدها الربوية فضلا عن أصولها، فإن البلاد مقبلة عاجلا أم آجلا على مشكلات ستتضخم باستمرار واضعة في وجه الطاغوت وحزبه المزيد من العقبات والعراقيل لشن حملات عسكرية كبيرة في سيناء خلال الفترة القادمة.

وربما يعلم قادة الجيش المصري المرتد أن وضعهم الآن أصعب بكثير مما كان عليه خلال السنوات الماضية، وأن احتمالات توفير مساعدات صليبية ويهودية كبيرة لهم تتضاءل، خاصة مع خيبة الأمل الحاصلة لدى الصليبيين اليوم من نتائج حملتهم الكبيرة ضد الدولة الإسلامية المستمرة منذ 5 سنين، وهم يرون بنيانها يشتد من جديد، وقوة جنودها تظهر في مناطق متباعدة يصعب جعلها ساحة قتال واحدة كما كان الحال في العراق والشام.

كما أن مشروع الصحوات العشائرية المرتدة التي انضم إليها بعض أتباع الظواهري في سيناء لم يحقق للجيش والشرطة المرتدين الحماية في ظل عجز مرتدي الصحوات عن حماية أنفسهم، كما لم يؤمّن لهم التعاون من الأهالي في ظل اعتمادهم بشكل أساسي على المجرمين وتجار المخدرات الذين تسلطوا على رقاب الناس بالنيابة عن أسيادهم، وصارت جرائمهم تولد كمّا آخر من الكراهية للجيش المرتد الذي دمّر البلاد وشرّد أهلها وقتّلهم وحاصر المسلمين في غزة، استجابة لأوامر أسياده اليهود.

وحتى سياسة تحصين المدن ببناء الأسوار وتطويقها بالحواجز والحراسات، لمنع المجاهدين من نقل المعركة إلى داخلها، ودفع خطرهم باتجاه المناطق الصحراوية والجبلية القصيّة، يقدّم جنود الخلافة الإثبات على فشلها بتمكنهم -بفضل الله تعالى- من تنفيذ عمليات أمنية ناجحة داخلها، وقدرتهم على تهديد خطوط دفاعها بالهجمات المستمرة على الثكنات ونقاط التفتيش المعززة بالأبراج والمدرعات، وأخيرا وليس آخرا بإذن الله تعالى الدخول عليهم لقتل جنودهم وضباطهم داخل المدن التي يتحصنون فيها، ثم الانسحاب، والعودة مجددا لضربهم، لتقليل الخسائر في صفوفهم وإدامة الخسائر في صفوف المرتدين، والتي تعتبر هجمات الأسابيع الماضية في العريش خير مثال عليها.

وإن سياسة التقوقع التي يبدو أنه لم يعد أمام المرتدين غيرها، ستفتح المجال أمام المجاهدين بإذن الله تعالى لتأديب مرتدي الصحوات، وإدامة الاستنزاف في الجيش والشرطة في ظل اتخاذهم استراتيجيات دفاعية، وتخوفهم الكبير من تتبع المجاهدين في الصحراء لتعاظم المخاطر المتعلقة بالكمائن التقليدية وحقول العبوات الناسفة التي تهدد تحركات الأرتال الكبيرة الضرورية بالنسبة إليهم للعمليات في المناطق المفتوحة، لكي لا تصبح قواتهم صيدا سهلا للمجاهدين.

وكذلك فإن توسيع المجاهدين لميدان المعركة بنقل الهجمات إلى مناطق وسط وجنوب سيناء ومناطق غرب قناة السويس من شأنه أن يزيد من إرهاق المرتدين، ويهدد مواردهم المالية من السياحة، وكل ذلك يصب في مصلحة المسلمين، ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقويّ عزيز.


• المصدر:
صحيفة النبأ العدد - 188
الخميس 24 شوال 1440 هـ
...المزيد

مقال: والعاقبة للمتقين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ونشهد أن لا إله ...

مقال: والعاقبة للمتقين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أما بعد:

فإنه وكلما اشتدت وطأة الباطل على الحق، وزاد بغي أهل الباطل على أهل الحق، وجد داءُ الشك بموعود الله إلى بعض النفوس سبيلا، ونسيت أن وعده سبحانه وتعالى لا يتخلف، وعد الله لا يخلف الله الميعاد، يورث الأرض لمن يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.

وإن علا الباطل على الحق في جولة فإن الحق وأهله لهم العاقبة، فلا ريب أن النصرة للمؤمنين والعاقبة للمتقين، وأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، ولا ريب أن أهل الباطل مغلوبون مهزومون مقهورون، وهذه سنة الله مع أولياءه؛ أن يجعل العاقبة لهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى بعد ذكره لقصة نوح عليه السلام {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أنْتَ وَلا قَوْمكَ مِنْ قَبْلِ هذَا فَاصْبِرْ إنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمتُقّينَ} [هود: 49].

والعاقبة من كل شئ آخره، فآخر ما يؤول إليه أمر أهل الإيمان في الدنيا هو النصر والظفر، قال تعالى: {إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالّذِينَ آمَنُوا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[غافر:51]، وإذا تأخر النصر والظفر فلا يكون ذلك إلا لخلل عندهم، فللعبد من النصر والتأييد الإلهي بحسب ما عنده من الإيمان، فمن نقص إيمانه نقص نصيبه من النصر والتأييد، فوعد الله بالنصر الذي لا يتخلف، إنما هو لأهل الإيمان قال تعالى: {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران: 139].

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "فالمؤمن عزيز غالب مؤيد منصور مكفي، مدفوع عنه بالذات أين كان، ولو اجتمع عليه مَن بأقطارها، إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته".[إغاثة اللهفان].

الابتلاء وحسن العاقبة سنة الله في أولياءه
لما كان الله حكيماً ذا حكمة بالغة، هيّأ لأحباءه وأولياءه من الأسباب ما يؤهلهم إلى أن يكونوا خلفاء الأرض ووارثيها، وأهل النعيم المقيم في الآخرة، فيرسل عليهم من الابتلاء والامتحان ما يستخلص به الإيمان في قلوبهم وينقيه من الشوائب التي تكدره، ويرفع درجاتهم ليستحقوا ما أعده لهم من منازل الآخرة وحسن العاقبة.

وهذه هي سنة الله مع أحب الخلق إليه، مع أنبياءه وحملة رسالاته، فقد ابتُلِىَ الخليل إبراهيم صاحب الملة وإمام الحنفاء، فانظر إلى ما آل إليه صبره وانقياده ورضاه، فقد اتخذه الله خليلاً وأمر نبيه محمدا باتباع ملته واتخاذه قدوة لأهل الإسلام، ورفع ذكره بين الأمم وجعل في ذريته الأنبياء.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إذا تأملتَ حكمته سبحانه فيما ابتلى به عباده وصفوته بما ساقهم به إلى أجلّ الغايات وأكمل النهايات التي لم يكونوا يعبرون إليها إلا على جسر من الابتلاء والامتحان، وكان ذلك الابتلاء والامتحان عين المنهج في حقهم والكرامة، فكم لله من نعمة جسيمة ومنة عظيمة تجنى من قطوف الابتلاء والامتحان". [مفتاح دار السعادة].

وكذلك مع سائر أولياءه، مع كليم الله موسى عليه السلام امتحنه وابتلاه من يوم ولادته إلى منتهى أمره، ثم كان مآل أمره أن كلمه الله تكليماً واختصه بذلك من بين أنبياءه، واحتمل له ما لا يُحتمل لغيره، فهو الوجيه عند الله القريب منه، ثم انظر إلى حال عيسى عليه السلام، تحمل فتن قومه وتحمل آذاهم لله وفي الله، فما كانت عاقبة أمره إلا أن رفعه الله إليه وطهره من الذين كفروا وانتقم من أعدائه وسلبهم ملكهم ومزقهم في الأرض كل ممزق.

فهذا من حسن عاقبته سبحانه وتعالى ومن ثمرة معاملته، وكما قال ابن القيم: "فتباً لمن عرفه ثم عامل غيره، ما أخسر صفقته وما أعظم حسرته". [مفتاح دار السعادة].

مهما ارتفع الباطل وانتفش فأمره إلى زوال
ذكر المولى سبحانه وتعالى في محكم التنزيل، أن من أسباب علو أهل الباطل على أهل الحق تمحيص المؤمنين ومحق الكافرين، قال تعالى: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظالمين وليمحص اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:141-140]. فسبحانه صاحب الحكمة البالغة.

ولا ريب أن أهل الإيمان هم الأعلون سنداً ومصدراً لأنهم من الله يتلقون وعلى منهجه يسيرون، ولكن قد يصيب أهل الحق من المحن والبلاءات ما لا يصيب عدوهم، وقد واسى رب العزة أهل دينه وملته بأنه يريد أن يتخذ منهم شهداء، ثم أخبر أنه يريد تمحيصهم من الذنوب ومع ذلك يريد أن يمحق الكافرين ببغيهم وطغيانهم على أولياءه القائمين بأمره، حتى يستحقوا ما أعده لهم من العذاب الأليم في الدنيا على يد أولياءه المؤمنين وفي الآخرة على يد ملائكته، فالعاقبة لأهل الحق المتقين.

ففي الصحيح عن ابن عباس أن أبا سفيان بن حرب أخبره: "أن هرقل قال له سألتك كيف كان قتالكم إياه فزعمت أن الحرب سجال ودول فكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة"، والباطل مغلوب مدحور وأهله مدحوضون مهزومون والنصر والظفر والعاقبة لأهل الإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (واﻟﻠﻪ ﻟﻴﺘﻤﻦّ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻴﺮ اﻟﺮاﻛﺐ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺎء إﻟﻰ ﺣﻀﺮﻣﻮت ﻻ ﻳﺨﺎف إﻻ اﻟﻠﻪ أو اﻟﺬﺋﺐ ﻋﻠﻰ ﻏﻨﻤﻪ وﻟﻜﻨﻜﻢ ﺗﺴﺘﻌﺠﻠﻮن) [صحيح البخاري].


- ولكنكم تستعجلون

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إن حكمة الله وسنته في رسله وأتباعهم جرت بأن يدالوا مرة، ويدال عليهم أخرى، لكن تكون العاقبة لهم، فإنهم لو انتصروا دائماً دخل معهم المؤمنون وغيرهم، ولم يتميز الصادق من غيره".[زاد المعاد].

قال تعالى: { مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}[آل عمران :179]. فالحرب دول وسجال، وإن النصر مع الصبر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، فمن فعل ذلك فله العاقبة في الدنيا والآخرة، وقد حكم الله تعالى حكماً لا يبدّل أبداً، أن العاقبة للتقوى، والعاقبة للمتقين، قال تعالى: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}[غافر: 50]، وقال تعالى {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً} [النساء: 141] فضمن سبحانه النصر والتأييد لأولياءه شريطة كمال إيمانهم به ولذلك قد يتأخر موعوده سبحانه وتعالى لتأهيل أهل الحق بما يصيبهم من بلايا لذلك الموعود فيكون ذلك من تمام نصره وعزه وعافيته.

فيجب على كل مسلم مجاهد أن يصبر على ما أصاب المجاهدين من رزايا ومحن، إذ أن الرزايا وإن اشتدت إلا أنها تحمل في طياتها حسن العاقبة في الدنيا والآخرة، وقد رضيها الله لنا، فلابد للعبد أن يرضي بما رضي له به سيده ومولاه، ويقوم بمقام الصبر عليه، فحينئذ يكافئه الله بحسن العاقبة في الدنيا قبل الآخرة، ولنا في جهاد العراق أسوة حسنة، حين صبر المجاهدون على المحن والرزايا، وثبتوا على جهادهم عقداً من الزمان صابرين محتسبين، حتى فتح الله عليهم البلاد وأورثهم الأرض، فاعتبروا يا أولي الأبصار.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 187
الخميس 17 شوال 1440 هـ
...المزيد

مقال: والعاقبة للمتقين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ونشهد أن لا إله ...

مقال: والعاقبة للمتقين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أما بعد:

فإنه وكلما اشتدت وطأة الباطل على الحق، وزاد بغي أهل الباطل على أهل الحق، وجد داءُ الشك بموعود الله إلى بعض النفوس سبيلا، ونسيت أن وعده سبحانه وتعالى لا يتخلف، وعد الله لا يخلف الله الميعاد، يورث الأرض لمن يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.

وإن علا الباطل على الحق في جولة فإن الحق وأهله لهم العاقبة، فلا ريب أن النصرة للمؤمنين والعاقبة للمتقين، وأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، ولا ريب أن أهل الباطل مغلوبون مهزومون مقهورون، وهذه سنة الله مع أولياءه؛ أن يجعل العاقبة لهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى بعد ذكره لقصة نوح عليه السلام {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أنْتَ وَلا قَوْمكَ مِنْ قَبْلِ هذَا فَاصْبِرْ إنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمتُقّينَ} [هود: 49].

والعاقبة من كل شئ آخره، فآخر ما يؤول إليه أمر أهل الإيمان في الدنيا هو النصر والظفر، قال تعالى: {إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالّذِينَ آمَنُوا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[غافر:51]، وإذا تأخر النصر والظفر فلا يكون ذلك إلا لخلل عندهم، فللعبد من النصر والتأييد الإلهي بحسب ما عنده من الإيمان، فمن نقص إيمانه نقص نصيبه من النصر والتأييد، فوعد الله بالنصر الذي لا يتخلف، إنما هو لأهل الإيمان قال تعالى: {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران: 139].

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "فالمؤمن عزيز غالب مؤيد منصور مكفي، مدفوع عنه بالذات أين كان، ولو اجتمع عليه مَن بأقطارها، إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته".[إغاثة اللهفان].

الابتلاء وحسن العاقبة سنة الله في أولياءه
لما كان الله حكيماً ذا حكمة بالغة، هيّأ لأحباءه وأولياءه من الأسباب ما يؤهلهم إلى أن يكونوا خلفاء الأرض ووارثيها، وأهل النعيم المقيم في الآخرة، فيرسل عليهم من الابتلاء والامتحان ما يستخلص به الإيمان في قلوبهم وينقيه من الشوائب التي تكدره، ويرفع درجاتهم ليستحقوا ما أعده لهم من منازل الآخرة وحسن العاقبة.

وهذه هي سنة الله مع أحب الخلق إليه، مع أنبياءه وحملة رسالاته، فقد ابتُلِىَ الخليل إبراهيم صاحب الملة وإمام الحنفاء، فانظر إلى ما آل إليه صبره وانقياده ورضاه، فقد اتخذه الله خليلاً وأمر نبيه محمدا باتباع ملته واتخاذه قدوة لأهل الإسلام، ورفع ذكره بين الأمم وجعل في ذريته الأنبياء.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إذا تأملتَ حكمته سبحانه فيما ابتلى به عباده وصفوته بما ساقهم به إلى أجلّ الغايات وأكمل النهايات التي لم يكونوا يعبرون إليها إلا على جسر من الابتلاء والامتحان، وكان ذلك الابتلاء والامتحان عين المنهج في حقهم والكرامة، فكم لله من نعمة جسيمة ومنة عظيمة تجنى من قطوف الابتلاء والامتحان". [مفتاح دار السعادة].

وكذلك مع سائر أولياءه، مع كليم الله موسى عليه السلام امتحنه وابتلاه من يوم ولادته إلى منتهى أمره، ثم كان مآل أمره أن كلمه الله تكليماً واختصه بذلك من بين أنبياءه، واحتمل له ما لا يُحتمل لغيره، فهو الوجيه عند الله القريب منه، ثم انظر إلى حال عيسى عليه السلام، تحمل فتن قومه وتحمل آذاهم لله وفي الله، فما كانت عاقبة أمره إلا أن رفعه الله إليه وطهره من الذين كفروا وانتقم من أعدائه وسلبهم ملكهم ومزقهم في الأرض كل ممزق.

فهذا من حسن عاقبته سبحانه وتعالى ومن ثمرة معاملته، وكما قال ابن القيم: "فتباً لمن عرفه ثم عامل غيره، ما أخسر صفقته وما أعظم حسرته". [مفتاح دار السعادة].

مهما ارتفع الباطل وانتفش فأمره إلى زوال
ذكر المولى سبحانه وتعالى في محكم التنزيل، أن من أسباب علو أهل الباطل على أهل الحق تمحيص المؤمنين ومحق الكافرين، قال تعالى: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظالمين وليمحص اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:141-140]. فسبحانه صاحب الحكمة البالغة.

ولا ريب أن أهل الإيمان هم الأعلون سنداً ومصدراً لأنهم من الله يتلقون وعلى منهجه يسيرون، ولكن قد يصيب أهل الحق من المحن والبلاءات ما لا يصيب عدوهم، وقد واسى رب العزة أهل دينه وملته بأنه يريد أن يتخذ منهم شهداء، ثم أخبر أنه يريد تمحيصهم من الذنوب ومع ذلك يريد أن يمحق الكافرين ببغيهم وطغيانهم على أولياءه القائمين بأمره، حتى يستحقوا ما أعده لهم من العذاب الأليم في الدنيا على يد أولياءه المؤمنين وفي الآخرة على يد ملائكته، فالعاقبة لأهل الحق المتقين.

ففي الصحيح عن ابن عباس أن أبا سفيان بن حرب أخبره: "أن هرقل قال له سألتك كيف كان قتالكم إياه فزعمت أن الحرب سجال ودول فكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة"، والباطل مغلوب مدحور وأهله مدحوضون مهزومون والنصر والظفر والعاقبة لأهل الإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (واﻟﻠﻪ ﻟﻴﺘﻤﻦّ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻴﺮ اﻟﺮاﻛﺐ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺎء إﻟﻰ ﺣﻀﺮﻣﻮت ﻻ ﻳﺨﺎف إﻻ اﻟﻠﻪ أو اﻟﺬﺋﺐ ﻋﻠﻰ ﻏﻨﻤﻪ وﻟﻜﻨﻜﻢ ﺗﺴﺘﻌﺠﻠﻮن) [صحيح البخاري].


- ولكنكم تستعجلون

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إن حكمة الله وسنته في رسله وأتباعهم جرت بأن يدالوا مرة، ويدال عليهم أخرى، لكن تكون العاقبة لهم، فإنهم لو انتصروا دائماً دخل معهم المؤمنون وغيرهم، ولم يتميز الصادق من غيره".[زاد المعاد].

قال تعالى: { مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}[آل عمران :179]. فالحرب دول وسجال، وإن النصر مع الصبر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، فمن فعل ذلك فله العاقبة في الدنيا والآخرة، وقد حكم الله تعالى حكماً لا يبدّل أبداً، أن العاقبة للتقوى، والعاقبة للمتقين، قال تعالى: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}[غافر: 50]، وقال تعالى {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً} [النساء: 141] فضمن سبحانه النصر والتأييد لأولياءه شريطة كمال إيمانهم به ولذلك قد يتأخر موعوده سبحانه وتعالى لتأهيل أهل الحق بما يصيبهم من بلايا لذلك الموعود فيكون ذلك من تمام نصره وعزه وعافيته.

فيجب على كل مسلم مجاهد أن يصبر على ما أصاب المجاهدين من رزايا ومحن، إذ أن الرزايا وإن اشتدت إلا أنها تحمل في طياتها حسن العاقبة في الدنيا والآخرة، وقد رضيها الله لنا، فلابد للعبد أن يرضي بما رضي له به سيده ومولاه، ويقوم بمقام الصبر عليه، فحينئذ يكافئه الله بحسن العاقبة في الدنيا قبل الآخرة، ولنا في جهاد العراق أسوة حسنة، حين صبر المجاهدون على المحن والرزايا، وثبتوا على جهادهم عقداً من الزمان صابرين محتسبين، حتى فتح الله عليهم البلاد وأورثهم الأرض، فاعتبروا يا أولي الأبصار.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 187
الخميس 17 شوال 1440 هـ
...المزيد

تقرير: كمائن جنود الخلافة تُعطّل العمل في محاكم سيناء الطاغوتية اختطفوا المحاميين المرتدين ...

تقرير: كمائن جنود الخلافة تُعطّل العمل في محاكم سيناء الطاغوتية


اختطفوا المحاميين المرتدين وأطلقوا سراح عوام المسلمين

• ولاية سيناء

نفّذ جنود الدولة الإسلامية الأربعاء (9/ شوال) كمينا بمنطقة (ملاحات سبيكة) على الطريق الدولي غرب مدينة العريش، فأسروا عددا من المشتبه بهم بينهم محاميان.

وقال مصدر خاص لـ (النبأ)، إن المجاهدين انطلقوا مساء الأربعاء نحو الطريق الدولي الرابط بين مصر وفلسطين، ونصبوا كميناً أمنياً استوقفوا خلاله السيارات المارة وقاموا بالتدقيق في بطاقات الركاب، بحثاً عن عناصر الجيش والشرط والجواسيس المرتدين المتعاونين معهم، لافتاً إلى أن الكمين استمر ساعة كاملة.

وكشف المصدر، أن الكمين أسفر عن أسر عدد من الأفراد المشتبه بهم بإعانتهم للمرتدين، إضافة إلى أسر اثنين من كبار المحامين المرتدين في مدينة العريش، وهما المحامي المرتد المدعو (محمود سعيد) محامي نقض، والمحامي المرتد المدعو (كمال عوض) محامي نقض.

وأوضح المصدر، أنه بعد التحري عن الأفراد الذين تم إيقافهم على الكمين والتأكد من عدم تورطهم بمعاونة الأجهزة الأمنية المرتدة، أطلق المجاهدون سراحهم، فيما تحفّظوا على المحاميَّين إلى حين عرضهما على المحكمة الشرعية بولاية سيناء.

ونوّه المصدر، إلى أن سبب تحفّظ المجاهدين على المحاميَّين هو وقوعهما في الردة والكفر كونهما من كونهما يتحاكمان إلى إلى الدساتير الكفرية في "محاكم النقض" والتي تعتبر الدرجة الأعلى في سلم التقاضي في المحاكم الشركية، باعتماد قوانين وضعية ودساتير كفرية، بدل التحاكم إلى الشرع الحنيف.

وفور اختطاف المحاميين، قررت وزارة (العدل) المصرية المرتدة، تأجيل نظر الدعاوى القضائية المتعلقة بشمال سيناء التي تنظرها محاكم مدينة الإسماعيلية المجاورة لأجل غير مسمى، خشية وقوع القضاة والمحامين المرتدين في قبضة جنود الخلافة، بينما علّقت (نقابة المحامين) الفرعية بشمال سيناء العمل يوم السبت الماضي في أعقاب الكمين على الطريق الدولي بين العريش وبئر العبد.

يذكر أن هذه العملية جاءت بعد نحو أسبوعين من هجمات واسعة استهدفت كمائن ومواقع عسكرية للشرطة والجيش في العريش، أسقطت نحو 20 مرتداً منهم بين قتيل وجريح، كان أبرزها الهجوم على (كمين بطل14).

وتأتي هذه العملية لتثبت مجدداً زيف مزاعم الجيش المصري وحكومته المرتدة بفرض السيطرة على العريش، والتي تشهد تصاعدا ملحوظا لنشاط المفارز الأمنية لجنود الخلافة فيها.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 187
الخميس 17 شوال 1440 هـ
...المزيد

تقرير: كمائن جنود الخلافة تُعطّل العمل في محاكم سيناء الطاغوتية اختطفوا المحاميين المرتدين ...

تقرير: كمائن جنود الخلافة تُعطّل العمل في محاكم سيناء الطاغوتية


اختطفوا المحاميين المرتدين وأطلقوا سراح عوام المسلمين

• ولاية سيناء

نفّذ جنود الدولة الإسلامية الأربعاء (9/ شوال) كمينا بمنطقة (ملاحات سبيكة) على الطريق الدولي غرب مدينة العريش، فأسروا عددا من المشتبه بهم بينهم محاميان.

وقال مصدر خاص لـ (النبأ)، إن المجاهدين انطلقوا مساء الأربعاء نحو الطريق الدولي الرابط بين مصر وفلسطين، ونصبوا كميناً أمنياً استوقفوا خلاله السيارات المارة وقاموا بالتدقيق في بطاقات الركاب، بحثاً عن عناصر الجيش والشرط والجواسيس المرتدين المتعاونين معهم، لافتاً إلى أن الكمين استمر ساعة كاملة.

وكشف المصدر، أن الكمين أسفر عن أسر عدد من الأفراد المشتبه بهم بإعانتهم للمرتدين، إضافة إلى أسر اثنين من كبار المحامين المرتدين في مدينة العريش، وهما المحامي المرتد المدعو (محمود سعيد) محامي نقض، والمحامي المرتد المدعو (كمال عوض) محامي نقض.

وأوضح المصدر، أنه بعد التحري عن الأفراد الذين تم إيقافهم على الكمين والتأكد من عدم تورطهم بمعاونة الأجهزة الأمنية المرتدة، أطلق المجاهدون سراحهم، فيما تحفّظوا على المحاميَّين إلى حين عرضهما على المحكمة الشرعية بولاية سيناء.

ونوّه المصدر، إلى أن سبب تحفّظ المجاهدين على المحاميَّين هو وقوعهما في الردة والكفر كونهما من كونهما يتحاكمان إلى إلى الدساتير الكفرية في "محاكم النقض" والتي تعتبر الدرجة الأعلى في سلم التقاضي في المحاكم الشركية، باعتماد قوانين وضعية ودساتير كفرية، بدل التحاكم إلى الشرع الحنيف.

وفور اختطاف المحاميين، قررت وزارة (العدل) المصرية المرتدة، تأجيل نظر الدعاوى القضائية المتعلقة بشمال سيناء التي تنظرها محاكم مدينة الإسماعيلية المجاورة لأجل غير مسمى، خشية وقوع القضاة والمحامين المرتدين في قبضة جنود الخلافة، بينما علّقت (نقابة المحامين) الفرعية بشمال سيناء العمل يوم السبت الماضي في أعقاب الكمين على الطريق الدولي بين العريش وبئر العبد.

يذكر أن هذه العملية جاءت بعد نحو أسبوعين من هجمات واسعة استهدفت كمائن ومواقع عسكرية للشرطة والجيش في العريش، أسقطت نحو 20 مرتداً منهم بين قتيل وجريح، كان أبرزها الهجوم على (كمين بطل14).

وتأتي هذه العملية لتثبت مجدداً زيف مزاعم الجيش المصري وحكومته المرتدة بفرض السيطرة على العريش، والتي تشهد تصاعدا ملحوظا لنشاط المفارز الأمنية لجنود الخلافة فيها.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 187
الخميس 17 شوال 1440 هـ
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
28 جمادى الأولى 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً