الأحدث إضافة

صلاة التراويح .. وقيام ليالي رمضان [2/2] 4 . مقدار ما يُقرأ في كل ركعة: لم يرد في السنة عدد ...

صلاة التراويح .. وقيام ليالي رمضان
[2/2]

4 . مقدار ما يُقرأ في كل ركعة:

لم يرد في السنة عدد معين من آيات القرآن يُقرأ بها في قيام الليل، إلا أن هناك آثار يَستأنس بها المسلم في عبادته، فقد مر أن الصحابة كانوا يقرؤون فيها بالسور المئين التي تقارب المائة آية، وروي عن أبي عثمان: أن عمر -رضي الله عنه- جمع القرّاء في رمضان فأمر أخفهم قراءة أن يقرأ ثلاثين آية، وأوسطهم خمسا وعشرين، وأثقلهم قراءة عشرين، وأمر عمر بن عبد العزيز القرّاء في رمضان أن يقوموا بست وثلاثين ركعة، ويوتروا بثلاث ويقرؤوا في كل ركعة عشر آيات» [مختصر قیام اللیل للمروزي].

5. الختم في التراويح والقراءة من المصحف فيه:

قال شيخ الاسلام ابن تيمية، رحمه الله: «وأما قراءة القرآن في التراويح فمستحب باتفاق أئمة المسلمين، بل من أجلّ مقصود التراويح قراءة القرآن فيها ليسمع المسلمون كلام الله، فإن شهر رمضان فيه نزل القرآن وفيه كان جبريل يدارس النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن، (وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن)» [الفتاوى الكبرى]، ويجوز أن يُقرأ من المصحف في التراويح كما روي ذلك عن عائشة -رضي الله عنها- وغيرها من السلف، وسُئِل ابن شهاب -رحمه الله- عن الرجل يَؤُمُّ الناس في رمضان في المصحف، فقال: «ما زالوا يفعلون ذلك منذ كان الإسلام، كان خيارنا يقرؤون في المصاحف» [مختصر قیام اللیل للمروزي]، ويجوز أن يجتمع الناس عند ختم القرآن، قال النووي في آداب حملة القرآن: «يستحب حضور مجلس ختم القرآن استحبابا متأكدا»، وقال: «وروى الدارمي وابن أبي داود بإسنادهما عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه كان يجعل رجلا يراقب رجلا يقرأ القرآن، فاذا أراد أن يختم أعلم ابن عباس فيشهد ذلك»، ولكن لم يثبت عن السلف الصالح حفلات الأناشيد والحلويات وغيرها من الأمور المستحدثة، التي يجب تجنبها، حتى لا يقع المرء في البدع.

6. بعض ما لا ينبغي في التراويح:

• تسريع الإمام في القراءة والصلاة بحيث لا يتمكن كثير من الناس -لا سيما المرضى وكبار السن- أن يفهموا ما يُتلى من القرآن أو أن يدركوا أركان الصلاة.

• خروج بعض الناس قبل إتمام التراويح، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حُسِب له قيام ليلة) [أخرجه الترمذي والنسائي وغيرهما].

• من المنكرات أن يتخذها الناس محلا للمناظرات في ركعاتها، فترى من اتبع حديث عائشة -رضي الله عنها- يتهم من يصلي عشرين ركعة بالبدعة، ويتعصّب صاحب العشرين لعمله وكأنه محل إجماع، فيفوتهم خير كثير، ولو ردوا الأمر إلى السنة وفهم السلف لرضوا وعبدوا الله بما يحب.
خامسا: صور من قيام السلف الصالح، رحمهم الله
1 - عن عبد الله بن قيس قال: «دخلتُ على أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فقالت: يا عبد الله لا تَدَع قيام الليل، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما كان يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى وهو قاعد» [رواه أبو داود].

2 - وعن أبي عثمان النهدي قال: «تضيفت أبا هريرة سبعة أيام -أي نزلت ضيفا عليه- فكان هو وزوجته وخادمه يقتسمون الليل ثلاثا؛ الزوجة ثلثا، وخادمه ثلثا، وأبو هريرة ثلثا» [رواه أحمد].

3 - وكان ابن مسعود -رضي اللهُ عنه- إذا هدأتِ العيونُ قام فيُسمعُ له دويٌّ كدويِّ النحلِ حتى يصبح.

4 - وعن نافعٍ أنّ ابن عمر -رضي الله عنهما- كلما استيقظ من الليل صلّى.

وذكر آثار السلف لا ينحصر في مثل هذا المقام.
إن ‏ رمضان شهر عظيم مبارك تُضاعف فيه الأجور، فعلى المسلمين عموما وعلى جنود الدولة خصوصا أن يتجهوا فيه إلى الله -عز وجل- بكل ما يستطيعون فعله من جهاد، وقيام، وتلاوة قرآن، ونفقة مال، فأبواب الخير كثيرة وغير محصورة.
نسأل الله تعالى أن يجعل شهر رمضان علينا باباً للمغفرة والعتق من النار، وأن يفتح لعباده المؤمنين البلاد وقلوب العباد، وأن يمكن لهم في الأرض، اللهم آمين.


◾ المصدر: صحيفة النبأ العدد 36
مقتطف من مقال: صلاة التراويح .. وقيام ليالي رمضان
...المزيد

صلاة التراويح .. وقيام ليالي رمضان لله في أيامه مواسم أنعم بها على عباده المؤمنين، ليتقرّب ...

صلاة التراويح .. وقيام ليالي رمضان


لله في أيامه مواسم أنعم بها على عباده المؤمنين، ليتقرّب إليه محسنهم، ويتوب إليه مسيئهم، ويعود إليه مدبرهم، فهي سوق الرحمن، تُعرض فيه الجنة على المشمرين لها، ومن تلك المواسم الفضیلة التي منّ الله بها على المؤمنين في هذه الأمة شهر رمضان، حيث تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق فيه أبواب النار، وتُصفّد فيه الشياطين، وينادي فيه منادٍ كل ليلة: يا باغي الخيرِ أقبلْ، ويا باغي الشرّ أقْصر، حتى ينقضي رمضان.

وإن من أهم الأعمال في هذا الشهر العظيم قيام لياليه، ومن أفضل ما تقام به ليالي رمضان المباركة الصلاة، التي تعرف عند المسلمين بصلاة التراويح، أو صلاة التهجد.

فالتهجد وقيام الليل وقيام رمضان والتراويح هي عدة أسماء لمسمى واحد، قال النووي: «والمرادُ بقيام رمضان صلاةُ التراويح» [شرح صحيح مسلم]، وقال الكرماني: «اتَّفَقوا على أن المراد بقيام رمضان صلاة التراويح» [فتح الباري].

1. تسميتها:

قال ابن حجر: «والتّراويح جمع تَرْويحة، وهي المرة الواحدة من الراحة، كتسليمة من السلام، سُمِّيَت الصلاة في الجماعة في ليالي رمضان التراويح؛ لأنهم أول ما اجتمعوا عليها كانوا يستريحون بين كل تسليمتين» [فتح الباري].

2. حكمها:

قال ابن قدامة: «ولا شك أن صلاة التراويح سنة مؤكدة، أول من سنها بقوله وفعله رسول الله، صلى الله عليه وسلم» [المغني]، وقال النووي: «اتفق العلماء على استحبابها» [شرح صحيح مسلم].

3. عدد ركعاتها:

أما عدد ركعاتها فإن السنة الفعلية الواردة بأسانيد صحيحة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثمان ركعات، والوتر بعدها بثلاث أو خمس، وهو ما جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أنه سأل عائشة، كيف كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان؟ قالت: «ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزيد في رمضان، ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة» [متفق عليه]. وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة» [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح]. ولم يرد عنه -صلى الله عليه وسلم- بسند صحيح أكثر من هذا ولم يَجمع صحابتَه في المسجد للتراويح إلا ليلتين أو ثلاث، عن عائشة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى في المسجد ذات ليلة، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما أصبح قال: قد رأيتُ الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تُفرض عليكم، قال: وذلك في رمضان) [أخرجه البخاري ومسلم].

وأما الزيادة على هذا المسنون فجائزة عند الأئمة، إن كان المصلي يصليها محققا للطمأنينة ولا يعتقد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى هذه الزيادة، والزيادة واردة عن الصحابة والسلف بأعداد مختلفة، فروي عن بعض الصحابة عشرين ركعة وعن بعض السلف ست وثلاثين وست وأربعين وغيرها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله: «وإن قام بأربعين وغيرها جاز ذلك، ولا يُكره شيء من ذلك»، ثم يقول: «ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد موقت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يزاد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ» [مجموع الفتاوی].

وال‍ذی یتتبع السنة وأحوال السلف یتبین له أن عدد الركعات يختلف باختلاف تحمّل القيام، فمن يتحمّل طول القراءة فليصلِّ بإحدى عشر ركعة، وهو الأولى لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن يريد أن يستوعب الليل كله لكن شق عليه طول القيام فليصلِّ حسب حالته، كما روى السائب بن يزيد: «أمر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أُبيَّ بن كعب -رضي الله عنه- وتميما الداري -رضي الله عنه- أن يقوما للناس في رمضان، فكان القارئ يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر» [رواه أبو داود والنسائي وغيرهما] وعن عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت أبي يقول: «كنا ننصرف في رمضان من القيام فنستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر» [رواه مالك]، أما التراويح المعتادة عند كثير من الناس اليوم أنهم يصلون 23 ركعة في 23 دقيقة، بعجلة ودون طمأنينة، فهي بدعة محضة ولم تثبت عن أحد من السلف، بل من فعل ذلك لم يفهم فقه السلف ولم يصب السنة.


◾ المصدر: صحيفة النبأ العدد 36
مقتطف من مقال: صلاة التراويح .. وقيام ليالي رمضان
...المزيد

هذا غيض من فيض من بحر من الأخطاء التي يقع فيها بعض الأزواج المعددين، بعضهم عن جهل، وبعضهم عن لا ...

هذا غيض من فيض من بحر من الأخطاء التي يقع فيها بعض الأزواج المعددين، بعضهم عن جهل، وبعضهم عن لا مبالاة واستهانة بحقوق الزوجة، وبعضهم عن جبروت وغطرسة، فليتق الله كل زوج عدد أو يريد أن يعدد، وليذكر وقوفه بين يدي الله عز وجل، وليحاسِب نفسه قبل أن يحاسَب، فإما مثنى وثلاث ورباع تسعد القلب وترضي الرب، وإما {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}.



◾ المصدر: صحيفة النبأ العدد 36
مقتطف من مقال: تَعَدُّدٌ بِلَا تَعَدٍّ
...المزيد

تَعَدُّدٌ بِلَا تَعَدٍّ [2/2] وإن للتعدد فقهاً، كما إن للطهارة فقهاً، وللصلاة فقهاً، وللصوم ...

تَعَدُّدٌ بِلَا تَعَدٍّ

[2/2]

وإن للتعدد فقهاً، كما إن للطهارة فقهاً، وللصلاة فقهاً، وللصوم فقهاً، وللزكاة فقهاً، وللحج فقهاً... إلخ، فكما لا يمكن للمرء أن يزكي قبل أن يلم بشروط الزكاة وأركانها، لا يمكن لمن أراد أن يعدد أن يلج هذا الباب خالي الوفاض صفر اليدين من فقه التعدد، جاهلا بأبسط أحكامه!

وإن كثيرا من هؤلاء الرجال هم من أعانوا الشيطان على النساء، فأصبحن يجدن منافذ وأسبابا ليقفن في وجوه أزواجهن إن أرادوا التعدد، وساهم في التنفير بأفعاله من سنة هُجرت وكادت تموت، فغرتهم الدنيا وحسبوا أنهم لا يُسألون، وكما صح عن النبي، صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس إن منكم لمنفرين) [رواه أحمد].

ولمثل هؤلاء نقول: على رسلكم فالأمر ليس كما تحسبون أو تظنون، فهلّا تريثتم وفكرتم وقدّرتم وزنتم ما أنتم عليه مقدمون بميزان الشرع؟ هلّا تفقّهتم وتعلّمتم كيف تعددون كما عدد النبي، صلى الله عليه وسلم؟

فمن هديه -صلى الله عليه وسلم- أن يسبّع للبكر ويثلّث للثيب؛ عن أم سلمة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما تزوج أم سلمة، أقام عندها ثلاثا، وقال: (إنه ليس بك على أهلك هوان، إن شئت سبعت لك، وإن سبعت لك، سبعت لنسائي) [رواه مسلم]، بل إن من رحمته بنسائه ورفقه بهن، أنه ليلة بنى بأم المؤمنين زينب بنت جحش، رضي الله عنها، كما أخرج البخاري عن أنس، قال: «فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فانطلق إلى حجرة عائشة فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله، فقالت: وعليك السلام ورحمة الله، كيف وجدتَ أهلك بارك الله لك. فتقرّى حُجَر نسائه كلهن، يقول لهن كما يقول لعائشة، ويقلن له كما قالت عائشة». والبعض اليوم يتزوج الثانية أو الثالثة أو الرابعة، فيغيب عمَّن قبلها ما شاء الله دون إشارة أو أمارة، بل إن من الرجال من إذا عدد وجاء بالجديدة نسي القديمة والولد، إنها غيبوبة التجديد التي يدخلها أحيانا بعض الأزواج، ومن كان هذا حاله فلا يستفيق من غيبوبته غالبا إلا على أبواب المحكمة والدعوى خلع أو طلاق والله المستعان.

وما أكثر المستهينين بمسألة القسم بين الزوجات، فتجد أحدهم يطيل مع زوجة على حساب أخرى، أو قد يأخذ ليلة هذه ليهبها لتلك دون قضاء، متعللا بأمور كثيرة إن هي وزنت بميزان الشرع بان عوارها وزيفها، وقد أجمع أهل العلم على وجوب التسوية في القسم بين الزوجات؛ «قال أبو القاسم: وعلى الرجل أن يساوي بين زوجاته في القسم؛ لا نعلم بين أهل العلم في وجوب التسوية بين الزوجات في القسم خلافا، وقد قال الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [سورة النساء: 19]، وليس مع الميل معروف» [المغني].

كذلك بعض المعددين يأبى إلا أن يكون أذنا لإحدى زوجاته، ولكن أذن شر لا خير، فيظلم هذه على حساب تلك، وعندما تغيب تقوى الله ويحضر كيد النساء، وتصبح الزوجة لا همّ لها سوى افتعال المشاكل والتحريض على ضرتها وإيغار قلب الزوج عليها، بل أحيانا تطلب هذه الزوجة رقيقة الدين من زوجها أن يطلق ضرتها! نعم هكذا وبمنتهى الصراحة والبساطة، خاصة إذا كانت صاحبة أطفال منه فتجدها تزبد وترعد: «إما أنا وأطفالك أو هي»! وكم من زوج مسكين رضخ لمثل هذه وضحى بزوجته الثانية حتى لا يخسر عائلته الأولى، هكذا يزعم وهكذا يظن، ولو أنه اتقى ربه ورد ما تُنُوزِع فيه إلى الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- لا إلى هوى زوجة متجبرة لجعل الله له مخرجا لا إثم فيه ولا عدوان.

وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من مثيلات هذه الزوجة فقال: (لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها لتستفرغ صحفتها فإنما لها ما قدر لها) [أخرجه الشيخان].

قال ابن عبد البر: «وذكر الصحفة في هذا الحديث كناية عن خير الزوج»، أي أن هذه الزوجة تسعى لطلاق ضرتها ليصبح الزوج وما يملك ملكا لها وحدها، ويكأن العقد الذي ربط بينهما كان عقد تمليك لا عقد زواج.

وأيضا من فقه التعدد أن لا يُسكن الرجل زوجاته في حجرة واحدة، قال الحجاوي: «ويحرم جمع زوجتيه في مسكن واحد بغير رضاهما»، وقال البهوتي: «لأن عليهما ضررا في ذلك، لما بينهما من الغيرة، واجتماعهما يثير الخصومة» [الروض المربع].

وقال ابن قدامة في المغني: (فصل: ليس للرجل أن يجمع بين امرأتيه في مسكن واحد بغير رضاهما): «وليس للرجل أن يجمع بين امرأتيه في مسكن واحد بغير رضاهما، صغيرا كان أو كبيرا؛ لأن عليهما ضررا؛ لما بينهما من العداوة والغيرة، واجتماعهما يثير المخاصمة والمقاتلة، وتسمع كل واحدة منهما حسه إذا أتى إلى الأخرى، أو ترى ذلك، فإن رضيتا بذلك جاز؛ لأن الحق لهما، فلهما المسامحة بتركه... وإن أسكنهما في دار واحدة، كل واحدة في بيت، جاز، إذا كان ذلك مسكن مثلها».
وعليه فلا يجمع الزوج نساءه في حجرة واحدة لتندلع الحروب بينهن ثم نقول التعدد أمر صعب والعدل مستحيل، لأن ما سلف ليس من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في شيء، وليس من فقه التعدد في شيء.
...المزيد

تَعَدُّدٌ بِلَا تَعَدٍّ [1/2] الحمد لله الذي حرّم على نفسه الظلم وتوعّد الظالمين، والصلاة ...

تَعَدُّدٌ بِلَا تَعَدٍّ

[1/2]

الحمد لله الذي حرّم على نفسه الظلم وتوعّد الظالمين، والصلاة والسلام على سيد العادلين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فعن أبي ذر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما روى عن الله -تبارك وتعالى- أنه قال: (يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّما، فلا تظالموا...) [رواه مسلم]، وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا فاستوصوا بالنساء خيرا، فإنهنّ عَوَانٌ عندكم) [رواه الترمذي والنسائي]، «فإنما هنّ عوان عندكم جمع عانية أي أُسَرَاء كالأُسَرَاء، شُبِّهن بهِنَّ عند الرجال لتحكمهم فيهن. قال في النهاية: العاني الأسير وكل من ذل واستكان وخضع» [تحفة الأحوذي].

وأخرج الإمام البخاري في صحيحه (باب الوصاة بالنساء)، من حديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمه كسرتَه، وإن تركتَه لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا.

هذا وقد فضّل الله تعالى الرجال على النساء، ولم يجعل الذكر كالأنثى، وجعل القوامة بيد الرجل، وفرض على المرأة طاعة الزوج بل وجعلها عبادة تتقرب بها إلى خالقها عز وجل. كما وأحلّ الله تعالى للرجال أربعا من الزوجات، وما شاء من السراري، فقال تبارك اسمه: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [سورة النساء: 3].

ولكن هل ترك الشارع الحكيم هذا الأمر (أي تعدد الزوجات) على إطلاقه؟ لا، بل قيده سبحانه بشرط عظيم، حري بكل رجل تدبره بقلبٍ وَجِلٍ، وهذا الشرط هو: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [سورة النساء: 3]، إنه العدل، عمود تعدد الزوجات وذروة سنامه!

{فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}؛ نعم واحدة لأن الله عَدْلٌ يحب العَدْلَ، واحدة إذا خيف الظلم والجور والتعدي على حقوق إحدى الزوجات، واحدة لأن الظلم يوم الحساب ظلمات، فما بال كثير من الرجال اليوم يستهينون بأمر التعدد ولا يخشون مغبة الظلم والتعدي؟ أما بلغهم حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: (من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط) وفي رواية: (أحد شقيه مائل) [أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي].

قال المباركفوري: «قال الطيبي في شرح قوله (وشقه ساقط): أي: نصفه مائل، قيل: بحيث يراه أهل العَرَصات ليكون هذا زيادة في التعذيب» [تحفة الأحوذي].

فمن ذا الذي يقدر على الوقوف بين يدي الملك وشقه مائل، ومن ذا الذي يقدر على عذاب الآخرة والسبب زوجة!

إنا أحيانا ونحن ننصر شرعة التعدد ونذب عنها، نُصدم بواقع مرير وبتجارب مفجعة لبعض الأزواج المعددين، ولكنهم أزواج معتدون، لا يعرفون من تعدد الزوجات سوى أنه سنة ثابتة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، نعم هو سنة ونعمت السنة هي والله، ولكنها كذلك إذا أتينا بها وفق ما أتى به النبي -صلى الله عليه وسلم- أما أن نشذ ونتعدى، وتحكمنا الشهوة والهوى، فهذا لم يأمرنا به ربنا ولم يرضه لنا.

وإن للتعدد فقهاً، كما إن للطهارة فقهاً، وللصلاة فقهاً، وللصوم فقهاً، وللزكاة فقهاً، وللحج فقهاً... إلخ، فكما لا يمكن للمرء أن يزكي قبل أن يلم بشروط الزكاة وأركانها، لا يمكن لمن أراد أن يعدد أن يلج هذا الباب خالي الوفاض صفر اليدين من فقه التعدد، جاهلا بأبسط أحكامه!


◾ المصدر: صحيفة النبأ العدد 36
مقتطف من مقال: تَعَدُّدٌ بِلَا تَعَدٍّ
...المزيد

قال احد صالحين وتجار *اذا كانت لك حاجه اكتبها لنا في ورقه ضربه واقلب فاني ...


قال احد صالحين وتجار
*اذا كانت لك حاجه اكتبها لنا في ورقه ضربه واقلب
فاني اكره ذل4 سوال في وجهك

............حذيفه ابن يمان.................. فتح ك فتح طفايه فتح فتح

............حذيفه ابن يمان..................
فتح ك
فتح طفايه
فتح
فتح
Video Thumbnail Play

(3) التوكل

(تعريف التوكل وأهميته - درجات ومقامات التوكل - مُعينات التوكل - أمثلة على توكل الأنبياء والمرسلين - نتائج التوكل - آثار التوكل)

المدة: 43:14
رؤية الكل

هل أنت ضحية إهمالك..؟!

‏يقول الاستراتيجيون أصحاب النظرة البعيدة في إدارة الحروب وحماية الدول وازدهارها: "لتبقى سالماً عليك ألا تعتقد أنك في أمان". ... المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً