الأحدث إضافة

جديد - إعلام الدولة الإسلامية المكتب الإعلامي لولاية وسط إفريقية يقدم الإصدار المرئي: جهاد ...

جديد - إعلام الدولة الإسلامية


المكتب الإعلامي لولاية وسط إفريقية يقدم
الإصدار المرئي:
جهاد ودعوة


لمشاهدة الإصدار تواصل معنا على منصة التيليغرام:
@WMC11AR

أدعيَة جامِعَة للصّحابةِ رَضِي الله عَنْهُم

▪️عَنْ عُمَرَ رَضِي الله عَنْه أَنَّهُ كَانَ يَقُــولُ: 
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَأْخُذَنِي عَلَى غِرَّةٍ،
أَوْ تَذَرَنِي فِي غَفْلَةٍ، أَوْ ...

أكمل القراءة

مقال: صراع الحق والباطل الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: إن حقيقة ...

مقال: صراع الحق والباطل


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:

إن حقيقة الصراع الذي يشنه اليهود والنصارى في كل أرض وفي كل وقت ضد جماعة المسلمين ما هو إلا صراع عقدي مهما صور أعداء هذا الدين خلاف ذلك أو أشاعوا بوجود فرقة وخصام فيما بينهم، فهم يلتقون جميعاً في خندق واحد ضد الإسلام والمسلمين، غايتهم واحدة مهما تعددت وسائلهم وخططهم لتحقيقها.

فاليهود والنصارى هما المعسكران اللذان تصدرا لعداوة الإسلام والمسلمين وكانا رأس الحربة فيه، سعوا وبكل ما أوتوا من قوة أن يلونوا مجهوداتهم بألوان شتى تحت راياتهم المختلفة، في خبث ومكر وتورية، فقد جربوا ورأوا ما عند المسلمين حينما صرح بوش إبان في حرب العراق وبكل وضوح وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع أنها حرب صليبية، فهب أبناء الإسلام يذودون عن دينهم وعقيدتهم ومرغوا جحافل أمريكا.

فسارع أئمة الكفر وساستهم لتغيير شعاراتهم وتنميقها لجذب الأنظار لها، وليخدعوا المسلمين بما سيقومون به من مكر وكيد، فأعلنوها باسم إعادة ديموقراطيتهم المزعومة، ومن أجل ثروات الأرض وما فيها، ودعماً لسياستهم واقتصادهم ومراكزهم العسكرية والأمنية وحفاظاً على هيبتهم الواهية في نظر طواغيت الردة.

وألقوا في روع المخدوعين الغافلين من أبناء هذه الأمة أن حكاية العقيدة قد صارت حكاية قديمة لا معنى لها! ولا يجوز رفع رايتها، وخوض المعركة باسمها، فهذه سمة المتخلفين المتعصبين! ذلك كي يبعدو أكبر عدد ممكن من أبناء المسلمين عن ميدان الصراع وساحات النزال، وبينما هم في قرارة نفوسهم -أي عرابو التحالفات الصليبية بفرعيها: الأمريكي والروسي- يخوضون المعركة والصراع أولاً وقبل كل شيء لتحطيم هذه الصخرة العاتية التي نطحوها طويلاً، فأدمتهم جميعاً، وقد أرقتهم بفضل الله مظاهر إقامة الشريعة وأن الإسلام الذي يحاربونه طوال هذه القرون صار واقعاً يُحكم به الناس في عدة أمصار.
فاستنفروا وجيشوا وحشدوا من جديد وأعلنوا تحالفاتهم ورفعوا أبواقهم لتزيد مكرهم وكيدهم فزينوه بشعارات براقة ليخدعوا من جديد الغافلين عن حقيقة ما يبتغون ويريدون، فإذا انخدع المسلمون مرة أخرى ولم يتعلموا من التجارب الماضية والحروب السابقة في العراق وغيرها من البلدان فلا يلومنَّ المسلم إلا نفسه.

ويكون هذا بسبب غفلته عن توجيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأمته القائل وهو أصدق القائلين: «وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ»، فهذه هي غايتهم والطريقة الوحيدة لتجنب الصراع معهم.

وأهل الكفر في حربهم مع المؤمنين يبدلون في الخطاب بكل مرة لخداع الجهلة والغوغاء من الناس.

وتأملوا ما قالوه لرُسل الله عز وجل وأنبيائه صلوات الله عليهم أجمعين:

لنوح عليه السلام: (لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) ولإبراهيم عليه السلام: (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) وللرهط (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ).

وكم أعادت أبواق الصليب ترديد هذه العبارات بأشكال متعددة وكم بارك أحبارهم ورهبناهم حملاتهم الصليبية العسكرية فانتفشوا متخذين من جبروتهم وطغيانهم سبيلاً لقهر وبطش الحق وأهله ولن يدخروا جهدًا في سبيل ذلك وهذه سنة قديمة في هذا الصراع.

وهكذا منذ أن برزت وظهرت دعوى الحق صحبها التهديد والتخويف من الأعداء؛ لذا كان لزامًا على أهل الحق مدافعة الباطل وأهله تحقيقًا لأمر الله جل وعلا: (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)

"لو لا دفعه بالمؤمنين في صد الكفرة على مر الدهر لفسدت الأرض لأن الكفر كان يطبقها ولكن سبحانه لا يخلي الزمان من قائم بحق وداع إليه إلى أن جعل ذلك في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة، وقال شيخ الإسلام (فيدفع بالمؤمنين الكافرين).

وها قد تمايزت الصفوف وتكالبت العدا على أهل الحق وها هو الحق يقف وحيدًا أمام جحافل الباطل وجنوده ومنافقيه وهذه حكمة الله تعالى، ذلك لتكون هزيمتهم وانتكاستهم أعظم.

وقد تعددت وسائل حرب الأعادي وتعددت صورها وهي دائمة مستمرة بلا توقف منذ بدأ الصراع الأخير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فالاستهزاء مثلا أقل ما يفعلون، وخذ أمثلة: (وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً).

والاستهزاء به صلى الله عليه وسلم منسحب على أتباعه فها هم اليوم يستخدمون شر أنواع الاستهزاء بأهل التوحيد المجاهدين من جند الخلافة أعلى الله منارتها.

وأعداء الأمة أعداء الحق لن يدخروا وسعًا في صور حربهم كالسابقين فها هم المشركون يجيئون بسلا الجزور فيضعه الشقي على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم حين سجد فأتى ووضعه على ظهره بين كتفيه ومازال بهم حتى أذن الله له بالهجرة بعد ما تآمروا على قتله وعرفت قريش أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ يتفاقم ويظهر بعد أن أسلم الأنصار، ويسطرها القرآن في قوله تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).

وما توقف ذلك على الحق وأهله وها هي المدينة تنتقل فيها صورة المؤامرات والحرب إلى مستوى أعلى وأظهر، ويزيد الأمر على الحق وأهله حين يرتبط خطر المنافقين ارتباطًا وثيقًا باليهود في معركة الخندق التي حفظ القرآن لنا لبَّ قصتها.
لنأخذ منه معلماً: أنه ما من حرب مع اليهود إلا والمنافقون على رأس الحربة فيها.

وتنوع ذلك منهم على مدار السنوات الأولى في المدينة فالتأليب مستمر وبث الشحناء والبغضاء لشق صف المسلمين وتمزيقه متكرر والتشفي بالمسلمين مما يحصل لهم دائم هذا عدا بث الشائعات والإرجاف وتمني زوال دولة الحق الأولى، ومع هذا كله فإن النصر حليف الحق وأهله (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 147
الخميس 3 محرم 1440 ه‍ـ
...المزيد

مقال: صراع الحق والباطل الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: إن حقيقة ...

مقال: صراع الحق والباطل


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:

إن حقيقة الصراع الذي يشنه اليهود والنصارى في كل أرض وفي كل وقت ضد جماعة المسلمين ما هو إلا صراع عقدي مهما صور أعداء هذا الدين خلاف ذلك أو أشاعوا بوجود فرقة وخصام فيما بينهم، فهم يلتقون جميعاً في خندق واحد ضد الإسلام والمسلمين، غايتهم واحدة مهما تعددت وسائلهم وخططهم لتحقيقها.

فاليهود والنصارى هما المعسكران اللذان تصدرا لعداوة الإسلام والمسلمين وكانا رأس الحربة فيه، سعوا وبكل ما أوتوا من قوة أن يلونوا مجهوداتهم بألوان شتى تحت راياتهم المختلفة، في خبث ومكر وتورية، فقد جربوا ورأوا ما عند المسلمين حينما صرح بوش إبان في حرب العراق وبكل وضوح وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع أنها حرب صليبية، فهب أبناء الإسلام يذودون عن دينهم وعقيدتهم ومرغوا جحافل أمريكا.

فسارع أئمة الكفر وساستهم لتغيير شعاراتهم وتنميقها لجذب الأنظار لها، وليخدعوا المسلمين بما سيقومون به من مكر وكيد، فأعلنوها باسم إعادة ديموقراطيتهم المزعومة، ومن أجل ثروات الأرض وما فيها، ودعماً لسياستهم واقتصادهم ومراكزهم العسكرية والأمنية وحفاظاً على هيبتهم الواهية في نظر طواغيت الردة.

وألقوا في روع المخدوعين الغافلين من أبناء هذه الأمة أن حكاية العقيدة قد صارت حكاية قديمة لا معنى لها! ولا يجوز رفع رايتها، وخوض المعركة باسمها، فهذه سمة المتخلفين المتعصبين! ذلك كي يبعدو أكبر عدد ممكن من أبناء المسلمين عن ميدان الصراع وساحات النزال، وبينما هم في قرارة نفوسهم -أي عرابو التحالفات الصليبية بفرعيها: الأمريكي والروسي- يخوضون المعركة والصراع أولاً وقبل كل شيء لتحطيم هذه الصخرة العاتية التي نطحوها طويلاً، فأدمتهم جميعاً، وقد أرقتهم بفضل الله مظاهر إقامة الشريعة وأن الإسلام الذي يحاربونه طوال هذه القرون صار واقعاً يُحكم به الناس في عدة أمصار.
فاستنفروا وجيشوا وحشدوا من جديد وأعلنوا تحالفاتهم ورفعوا أبواقهم لتزيد مكرهم وكيدهم فزينوه بشعارات براقة ليخدعوا من جديد الغافلين عن حقيقة ما يبتغون ويريدون، فإذا انخدع المسلمون مرة أخرى ولم يتعلموا من التجارب الماضية والحروب السابقة في العراق وغيرها من البلدان فلا يلومنَّ المسلم إلا نفسه.

ويكون هذا بسبب غفلته عن توجيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأمته القائل وهو أصدق القائلين: «وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ»، فهذه هي غايتهم والطريقة الوحيدة لتجنب الصراع معهم.

وأهل الكفر في حربهم مع المؤمنين يبدلون في الخطاب بكل مرة لخداع الجهلة والغوغاء من الناس.

وتأملوا ما قالوه لرُسل الله عز وجل وأنبيائه صلوات الله عليهم أجمعين:

لنوح عليه السلام: (لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) ولإبراهيم عليه السلام: (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) وللرهط (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ).

وكم أعادت أبواق الصليب ترديد هذه العبارات بأشكال متعددة وكم بارك أحبارهم ورهبناهم حملاتهم الصليبية العسكرية فانتفشوا متخذين من جبروتهم وطغيانهم سبيلاً لقهر وبطش الحق وأهله ولن يدخروا جهدًا في سبيل ذلك وهذه سنة قديمة في هذا الصراع.

وهكذا منذ أن برزت وظهرت دعوى الحق صحبها التهديد والتخويف من الأعداء؛ لذا كان لزامًا على أهل الحق مدافعة الباطل وأهله تحقيقًا لأمر الله جل وعلا: (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)

"لو لا دفعه بالمؤمنين في صد الكفرة على مر الدهر لفسدت الأرض لأن الكفر كان يطبقها ولكن سبحانه لا يخلي الزمان من قائم بحق وداع إليه إلى أن جعل ذلك في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة، وقال شيخ الإسلام (فيدفع بالمؤمنين الكافرين).

وها قد تمايزت الصفوف وتكالبت العدا على أهل الحق وها هو الحق يقف وحيدًا أمام جحافل الباطل وجنوده ومنافقيه وهذه حكمة الله تعالى، ذلك لتكون هزيمتهم وانتكاستهم أعظم.

وقد تعددت وسائل حرب الأعادي وتعددت صورها وهي دائمة مستمرة بلا توقف منذ بدأ الصراع الأخير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فالاستهزاء مثلا أقل ما يفعلون، وخذ أمثلة: (وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً).

والاستهزاء به صلى الله عليه وسلم منسحب على أتباعه فها هم اليوم يستخدمون شر أنواع الاستهزاء بأهل التوحيد المجاهدين من جند الخلافة أعلى الله منارتها.

وأعداء الأمة أعداء الحق لن يدخروا وسعًا في صور حربهم كالسابقين فها هم المشركون يجيئون بسلا الجزور فيضعه الشقي على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم حين سجد فأتى ووضعه على ظهره بين كتفيه ومازال بهم حتى أذن الله له بالهجرة بعد ما تآمروا على قتله وعرفت قريش أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ يتفاقم ويظهر بعد أن أسلم الأنصار، ويسطرها القرآن في قوله تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).

وما توقف ذلك على الحق وأهله وها هي المدينة تنتقل فيها صورة المؤامرات والحرب إلى مستوى أعلى وأظهر، ويزيد الأمر على الحق وأهله حين يرتبط خطر المنافقين ارتباطًا وثيقًا باليهود في معركة الخندق التي حفظ القرآن لنا لبَّ قصتها.
لنأخذ منه معلماً: أنه ما من حرب مع اليهود إلا والمنافقون على رأس الحربة فيها.

وتنوع ذلك منهم على مدار السنوات الأولى في المدينة فالتأليب مستمر وبث الشحناء والبغضاء لشق صف المسلمين وتمزيقه متكرر والتشفي بالمسلمين مما يحصل لهم دائم هذا عدا بث الشائعات والإرجاف وتمني زوال دولة الحق الأولى، ومع هذا كله فإن النصر حليف الحق وأهله (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 147
الخميس 3 محرم 1440 ه‍ـ
...المزيد

سُنّة: الوصية بالقرآن والتمسك بهدي النبي ﷺ

فمن أراد أن يحيي السنن حقًا، فليجعل القرآن والسنة منهج حياة، يقرأ القرآن بتدبر ويعمل به، ويتبع هدي النبي ﷺ في عباداته ومعاملاته وأخلاقه. ... المزيد

مقال: الرايات العمية منذ بداية القتال في أفغانستان ومن بعده في العراق تكاثرت المسميات من فصائل ...

مقال: الرايات العمية


منذ بداية القتال في أفغانستان ومن بعده في العراق تكاثرت المسميات من فصائل وجماعات وأحزاب وتيارات، تعددت أهدافهم وغايتهم ووسائلهم، كل منهم اتخذ سبيلاً للوصول لهدفه المنشود، دون أي مبالاة بتوافق سبلهم ووسائلهم أو حتى غاياتهم مع الكتاب والسنة.

فمن الناس من اتخذ الديموقراطية الشركية والعملية السياسية طريقاً لتحقيق مراده من راحة ودعة، ومن الناس من اتخذ الوطنية والقومية شعاراً له يقاتل من أجلها وفي سبيلها واضعاً نصب عينيه اعتراف دولي وبقعة جغرافية باسم قوميته، يبذل من أجلها نفسه ومهجته.

وآخرون يقاتلون من أجل استحصال حفنة دراهم يقتاتون عليها غير مبالين بغاية أو هدف غير مصلحة آنية كالبهائم لا تسعى لغير شهواتها، فيستخدمون كل فكرة أو معتقد ليكسبوا من وراءها فلا بأس أن يتستروا خلف شعارات قومية أو وطنية أو حتى شعارات إسلامية لا تتعدى أطراف القماش الذي رفعوه فوق مقارِّهم، لجذب الانتباه وطلباً للدعم المادي والبشري.

ومن تلك الجماعات والتنظيمات من بدأ بتوجه إسلامي بمسافات مختلفة من الحق بعداً واقتراباً، فسار بعضهم في طريق الحق واجتمع مع الصادقين ليقيموا شرعة الله ومنهاجه على أرضه واقعا غير مكتف بالشعارات، {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ }، وخلافاً لمسار الحق سارت جماعات وفصائل أخرى فاتبعوا أهوائهم وبرروا الوسائل بالغايات، وتوهموا المصالح وعدوا الأذى في سبيل الله مفاسد، فتنازلوا شيئاً فشيئا عن ثوابتهم التي أعلنوها عند انطلاقهم لتجنب معارك تارة أو جلب دعم تارة أخرى أو نيل حاضنة شعبية بسخط الله، حتى انتهى بهم المطاف وقد أصبحوا شر الحثالة وأرذل القوم فكانوا حذاء ينتعله الطواغيت الداعمون ثم إذا ما انتهى دورهم رموهم وتخلصوا منهم بنفس الدعاوى التي تمصلوا من دينهم ليتجنبوها فخسروا الدنيا والآخرة، وقد رأى هذا كلُ متابع ومنصف لأحوال الجماعات في الشام و ليبيا و من قبلها في العراق، ففي كل من هذه البلدان ظهرت فصائل ورايات مختلفة الأهواء والمقاصد متعددة الأفكار والمشارب، ثم أغريت بذهب المُعِز تارة وتارة بسيفه كما قيل:

ولتشهدن بكل حي فتنة *** فيها يباع الدين بيع سماح
يفتى على ذهب المعز وسيفه *** وهوى النفوس وضلها الملحاح

فكم تحولت جماعة تدّعي الجهاد من أجل تحكيم شرع الله إلى جماعة مارقة وُظِّفت من قبل الطواغيت لخدمة المشاريع التي يسعَون لتنفيذها في المنطقة، ولا أدل على ذلك من الانحرافات التي وقعوا فيها من تعطيل حكم الله في كل منطقة سيطروا فيها، فتعاونوا مع مجالس وهيئات محلية مدعومة جهاراً نهاراً من طواغيت الدول المجاورة، وفتحوا صدورهم لجنود الطواغيت وتلقوا الدعم منهم، ودخلوا غرف العمليات وتحالفوا مع أعدائهم بالأمس معهم لقتال جنود الخلافة أعزها الله.

وإن مما يدمي القلب أن هذه الصورة تتكرر في كل بلد وفي كل مرحلة حذو القذة بالقذة، فيناديهم أهل الصلاح ممن خاض وجرب وعرف النتائج وعلم الغايات، أن أفيقوا من سكرتكم قبل أن تهووا في مهاوي الردى، فيردون عليه بالسباب والشتام ويرمونه بداء العجلة والتهور وسوء التدبير، فإن دعاهم إلى التوحد كما أمر الله نأوا بأنفسهم، كل يظن أنه على شيء، فينتهي بهم الحال وقد توحدوا مع المرتدين في نهاية مسلسل تنازلهم والذي بدأ معهم برفضهم التوحد تحت راية الخلاف.

قال أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي تقبله الله (فيا جندي فصائل الصحوات في الشام، أما آن لك أن تدرك ما يجري حولك؟!، وإلى أي حال يقودك قادتك وجلاوزة فصيلك؟!، لقد خدعوك وأغروك بنصرة أهل السنة في الشام بعد أن ادعو مفارقة ومنابذة الطاغوت النصيري، واليوم يصالحونه ويقفون معه صفا واحدا في قتال دولة الخلافة كما جرى في حوض اليرموك وبادية السويداء، فأين عقلك يا جندي الصحوات؟!، أين قلبك إذ عمي بصرك؟!، انظر مليا وتفكر فقد وضح الأمر وانكشف الغطاء!، أين شرع الله وتطبيق أحكامه فيما يسمونه المحرر الذي بات يسلم للنصيرية وإيران والروس دون قتال يذكر؟!، فاعلم على أي شيء تقاتل، نعم على أي شيء تقاتل؟!، وقد أضحيت ممن يزهق نفسه تحت راية عميه جاهلية!، (روى الإمام مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية).


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 147
الخميس 3 محرم 1440 ه‍ـ
...المزيد

مقال: الرايات العمية منذ بداية القتال في أفغانستان ومن بعده في العراق تكاثرت المسميات من فصائل ...

مقال: الرايات العمية


منذ بداية القتال في أفغانستان ومن بعده في العراق تكاثرت المسميات من فصائل وجماعات وأحزاب وتيارات، تعددت أهدافهم وغايتهم ووسائلهم، كل منهم اتخذ سبيلاً للوصول لهدفه المنشود، دون أي مبالاة بتوافق سبلهم ووسائلهم أو حتى غاياتهم مع الكتاب والسنة.

فمن الناس من اتخذ الديموقراطية الشركية والعملية السياسية طريقاً لتحقيق مراده من راحة ودعة، ومن الناس من اتخذ الوطنية والقومية شعاراً له يقاتل من أجلها وفي سبيلها واضعاً نصب عينيه اعتراف دولي وبقعة جغرافية باسم قوميته، يبذل من أجلها نفسه ومهجته.

وآخرون يقاتلون من أجل استحصال حفنة دراهم يقتاتون عليها غير مبالين بغاية أو هدف غير مصلحة آنية كالبهائم لا تسعى لغير شهواتها، فيستخدمون كل فكرة أو معتقد ليكسبوا من وراءها فلا بأس أن يتستروا خلف شعارات قومية أو وطنية أو حتى شعارات إسلامية لا تتعدى أطراف القماش الذي رفعوه فوق مقارِّهم، لجذب الانتباه وطلباً للدعم المادي والبشري.

ومن تلك الجماعات والتنظيمات من بدأ بتوجه إسلامي بمسافات مختلفة من الحق بعداً واقتراباً، فسار بعضهم في طريق الحق واجتمع مع الصادقين ليقيموا شرعة الله ومنهاجه على أرضه واقعا غير مكتف بالشعارات، {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ }، وخلافاً لمسار الحق سارت جماعات وفصائل أخرى فاتبعوا أهوائهم وبرروا الوسائل بالغايات، وتوهموا المصالح وعدوا الأذى في سبيل الله مفاسد، فتنازلوا شيئاً فشيئا عن ثوابتهم التي أعلنوها عند انطلاقهم لتجنب معارك تارة أو جلب دعم تارة أخرى أو نيل حاضنة شعبية بسخط الله، حتى انتهى بهم المطاف وقد أصبحوا شر الحثالة وأرذل القوم فكانوا حذاء ينتعله الطواغيت الداعمون ثم إذا ما انتهى دورهم رموهم وتخلصوا منهم بنفس الدعاوى التي تمصلوا من دينهم ليتجنبوها فخسروا الدنيا والآخرة، وقد رأى هذا كلُ متابع ومنصف لأحوال الجماعات في الشام و ليبيا و من قبلها في العراق، ففي كل من هذه البلدان ظهرت فصائل ورايات مختلفة الأهواء والمقاصد متعددة الأفكار والمشارب، ثم أغريت بذهب المُعِز تارة وتارة بسيفه كما قيل:

ولتشهدن بكل حي فتنة *** فيها يباع الدين بيع سماح
يفتى على ذهب المعز وسيفه *** وهوى النفوس وضلها الملحاح

فكم تحولت جماعة تدّعي الجهاد من أجل تحكيم شرع الله إلى جماعة مارقة وُظِّفت من قبل الطواغيت لخدمة المشاريع التي يسعَون لتنفيذها في المنطقة، ولا أدل على ذلك من الانحرافات التي وقعوا فيها من تعطيل حكم الله في كل منطقة سيطروا فيها، فتعاونوا مع مجالس وهيئات محلية مدعومة جهاراً نهاراً من طواغيت الدول المجاورة، وفتحوا صدورهم لجنود الطواغيت وتلقوا الدعم منهم، ودخلوا غرف العمليات وتحالفوا مع أعدائهم بالأمس معهم لقتال جنود الخلافة أعزها الله.

وإن مما يدمي القلب أن هذه الصورة تتكرر في كل بلد وفي كل مرحلة حذو القذة بالقذة، فيناديهم أهل الصلاح ممن خاض وجرب وعرف النتائج وعلم الغايات، أن أفيقوا من سكرتكم قبل أن تهووا في مهاوي الردى، فيردون عليه بالسباب والشتام ويرمونه بداء العجلة والتهور وسوء التدبير، فإن دعاهم إلى التوحد كما أمر الله نأوا بأنفسهم، كل يظن أنه على شيء، فينتهي بهم الحال وقد توحدوا مع المرتدين في نهاية مسلسل تنازلهم والذي بدأ معهم برفضهم التوحد تحت راية الخلاف.

قال أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي تقبله الله (فيا جندي فصائل الصحوات في الشام، أما آن لك أن تدرك ما يجري حولك؟!، وإلى أي حال يقودك قادتك وجلاوزة فصيلك؟!، لقد خدعوك وأغروك بنصرة أهل السنة في الشام بعد أن ادعو مفارقة ومنابذة الطاغوت النصيري، واليوم يصالحونه ويقفون معه صفا واحدا في قتال دولة الخلافة كما جرى في حوض اليرموك وبادية السويداء، فأين عقلك يا جندي الصحوات؟!، أين قلبك إذ عمي بصرك؟!، انظر مليا وتفكر فقد وضح الأمر وانكشف الغطاء!، أين شرع الله وتطبيق أحكامه فيما يسمونه المحرر الذي بات يسلم للنصيرية وإيران والروس دون قتال يذكر؟!، فاعلم على أي شيء تقاتل، نعم على أي شيء تقاتل؟!، وقد أضحيت ممن يزهق نفسه تحت راية عميه جاهلية!، (روى الإمام مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية).


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 147
الخميس 3 محرم 1440 ه‍ـ
...المزيد

📜 أذكار الاستيقاظ من النوم : 🔳 الأول : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا ...

📜 أذكار الاستيقاظ من النوم :
🔳 الأول : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }
✍ عَن حُذَيفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قال :
(( كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ، قالَ: باسْمِكَ أمُوتُ وأَحْيا وإذا قامَ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيانا بَعْدَ ما أماتَنا وإلَيْهِ النُّشُورُ))
((صحيح البخاري))(6312)
🔳 الثاني : { لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، رَبِّ اغْفِرْ لِي }
✍ قالَ رَسولُ الله ﷺ :
(( من تعارَّ من اللَّيلِ فقال حين يستيقظُ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ سبحان اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العليِّ العظيمِ ثمَّ دعا ربِّ اغفِرْ لي غُفِر له)) قال الوليدُ : أو قال : "دعا استُجِيب له فإن قام فتوضَّأ ثمَّ صلَّى قُبِلت صلاتُه"))
((صحيح ابن ماجه))(3142)
🔳 الثالث : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ }
✍ قالَ رَسولُ الله ﷺ :
((إذا قامَ أحدُكم عن فراشِهِ ثمَّ رجعَ إليْهِ فلينفُضْهُ بصنفةِ إزارِهِ ثلاثَ مرَّاتٍ فإنَّهُ لا يدري ما خلَفَهُ عليْهِ بعدُ فإذا اضطجعَ فليقل باسمِكَ ربِّي وضعتُ جنبي وبِكَ أرفعُهُ فإن أمسَكتَ نفسي فارحمْها وإن أرسلتَها فاحفظْها بما تحفظُ بِهِ عبادَكَ الصَّالحينَ فإذا استيقظَ فليقل الحمدُ للَّهِ الَّذي عافاني في جسدي وردَّ عليَّ روحي وأذنَ لي بذِكرِهِ))
((صحيح الترمذي))(3401)

🔗 اضغط هنا لمتابعة قناة فوائد علمية على الواتساب :👇 https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
...المزيد

الدولة الإسلامية - قصة شهيد: نفَّذ وخطط عشرات العمليات التي قصمت ظهر الطغاة (هدايت الله ...

الدولة الإسلامية - قصة شهيد:


نفَّذ وخطط عشرات العمليات التي قصمت ظهر الطغاة
(هدايت الله البلوشي) أسد من أسود خراسان نكّل بالمرتدين والمشركين وأدمى قلوبهم


لقد قيَّض الله تعالى لهذه الأمة رجالا سلِمت فطرهم، وعرفوا الحق وصدعوا به، لم يهابوا الطغاة والمتجبرين، بذلوا دماءهم لقيام دولة الإسلام بعد غياب مئات السنين، خلافة علی منهاج النبوة، فكانت ربيعا خضرا، أراحت النفوس وشفت الصدور، عبق نسيمها في كل أنحاء الأرض -أرض الله-، فتأسست ولايات لهذه الدولة في كثير من البقاع، ورفعت راية التوحيد برَّاقة، وكل ذلك بفضل الله عزوجل، ثم بفضل أولئك الأشاوس الأبطال الذين امتلأت قلوبهم بعز الإيمان بالله، وبالتمسك بدينه القويم (الكتاب والسنة)، فأعادت إلی الأرض زخرفها بعد أن عاشت خريفا طويلا، لم ييأس فيه أهل الصلاح والإصلاح، باذلين ما يملكون لإعادة النور إلی أرض الله، فقـُتلوا وشُـردوا وأوذوا في سبيل إعادة هذه الخلافة، علی منهاج النبوة، بإذن الله.

وهكذا قامت ولاية خراسان إحدى ولايات الدولة الإسلامية، قامت في أقصی المشرق الإسلامي، فعاد الخير لأهلها، ولكن أبی الكفار والمرتدون الظلمة الفجرة وأهل الخيانة والمكر، أبوا جميعا إلا بتر هذا الفرع عن ساقه القويم، وإضعافه، فخابوا وخسروا، وهيهات هيهات أن يطفئوا نور الله، والله متم نورہ ولو كرہ الكافرون.

فلقد كان من هؤلاء الأبطال فارسنا المغوار، الأخ الكريم، والشيخ الداعية المجاهد الأسد
أبو محمود المعروف بـ (هدايت الله البلوشي) من قبيلة بريهوي، رحمه الله، وتقبله شهيدا في الفردوس الأعلی مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

ولد في قرية "كـَنداوَه" بمنطقة "مَـستونـْغ" بولاية بلوشستان في باكستان عام 1987، وبعد عامين من ولادته فـَقـَـدَ والدته، وبدأ بتحصيل العلوم الشرعية وعمره ثمان سنوات، فحفظ القرآن، ثم سافر إلی مدينة كويته، فحصّل فيها بعض العلم الشرعي، ثم رحل بعدها إلی مدينة (لارْكانـَه) بمنطقة السند لاستكمال تحصيله العلمي هناك، وظل كذلك حتى نال أنهى دراسته في أحد مدارسها.

ثم رجع إلى قريته وأسس فيها مدرسة سماها بـ (جامعة الأمير معاوية) قام على إدارتها وتنظيم شؤونها، إضافة إلی ذلك انشغل بالخطابة في القرية ودعوة الناس إلی دين الله وشرعه، فكان -تقبله الله- يركز على التحقيق في المسائل الشرعية، كثير الاستدلال بالكتاب والسنة في علمه وأقواله وخطبه.


• أخلاقه ومآثره:

كان محبا لإخوانه العاملين تحت إمرته، ليناً معهم، فكانوا يقدرونه ويحترمونه كثيرا، حتى إن البعض كان يناديه بالخال، والبعض الآخر بلقب الوالد من شدة احترامهم له، كان يقضي أوقاته في الصفوف الأولى، تشجيعا لأصحابه رحمه الله، وكذا يقضي دوره في الحراسة بالمعسكرات في الأماكن الأمنية، فيقيم معهم حرصا على تشجيعهم ورفع معنوياتهم في طريق الجهاد والقتال، ولأجل ذلك كان المفتي -رحمه الله تعالی- قائدا محبوبا من كل إخوانه المجاهدين.

فقد حكى بعض أصحابه أنه كان لا يتحمل من يخالف الشريعة بالبدع والخرافات، فينكرها ويوضح للجميع الحكم الشرعي في ذلك، ويقول: "علينا أن نرضي الله ولا نسعى لإرضاء خلقه"، وكانت له هيبته حيثما حل وارتحل، حتی إنه إذا وصل إلی مجلس أو مكان، يخافه أهل البدع فلا يقتربوا منه من شدة هيبته، وكان مثالا للولاء والبراء، فكما كان يحب إخوانه المسلمين ويظهر شدة حبه لهم، كان أيضا بهذه الشدة يبغض المشركين والمرتدين والمخالفين لدين الله تعالی، وكان ملازما لتلاوة القرآن الكريم يوميا، نحسبه كذلك والله حسيبه.

• بداية حياته الجهادية:

شارك -تقبله الله- في عمليات عديدة، ومن أهمها تلك التي كانت على الرافضة بمنطقة (مَسْـتونـْغ) حيث قاموا بإنزال الرافضة من حافلة كانوا يستقلونها ثم قتلوهم، وكان عددهم 36 مشركا مرتدا.

وفي عملية أخرى قـُتل 25 رافضيا كانوا يستقلون حافلة بعد تفجير سيارة مفخخة عليهم في "غنج دوري" بمنطقة "مستونغ" أودت بحياة أعداء الله، ولله الحمد، وفي منطقة "ديرنـَغـَر" قـُتل حوالي 20 رافضيا باستهداف حافلتهم بسيارة مفخخة أحرقتهم جميعا، وقـُتل عدد من ميليشيا الحدود الباكستانية بسيارة مفخخة، وقتل في العملية ضابط برتبة رائد مع اثنين من جنوده المرتدين، وكان المفتي قد شارك بنفسه في هذه العملية.

وكان رحمه الله يهتم كثيرا بتنظيم أمور الجماعة وإصلاحها قـُدما وخاصة بوحدة رجالها وقوتها، وكان من أكبر همومه وحدة الكلمة في العمل الجهادي، فبعد إعلان الخلافة وتعيين الحافظ سعيد خان -تقبله الله شهيدا- واليا على خراسان اجتمع المفتي مع أمير (لشكر جهنغوي باكستان) ثم اتفقا على تنظيم شوری مشتركة بين الفصيلين لينضما مع بعضهما لبيعة دولة الخلافة، فارتبطوا بولاية خراسان مع الوالي الحافظ سعيد خان -تقبله الله-، وقُبلت بيعتهم، وأمرهم الحافظ بأن يتفقوا علی جعل أمير عام لكلا الفصيلين ليكونوا جماعة واحدة، فاتفقوا جميعا على تعيين هدايت الله أميرا على الجميع دون منازع ولله الحمد، فأصبحوا متحدين تحت قيادته مبايعين للدولة وتابعين لولاية خراسان، وذلك لِما وجدوا فيه من الأهلية لهذه المسؤولية لعلمه وتجربته وفهمه وفراسته رحمه الله.

وهكذا زادت همة وعزيمة الشيخ رحمه الله، حيث وُضع علی كاهله حمل أكبر وأعظم، ألا وهو حِمل الإمارة وحِمل رفع راية الخلافة علی منهاج النبوة، وحمل مسؤولية تطبيق نهجها علما وعملا وقتالا شديدا ضد أهل الردة وأهل والشرك، فشد رحمه الله ساعده على الكفار، ما جعل فترته مليئة بالملاحم ضد المرتدين والروافض وأهل الشرك والتنديد بمدن باكستان عامة وببلوشستان خاصة.


• ملاحمه ضد المرتدين والروافض وأهل الشرك:

ومن أبرز وأكبر العمليات الدامية التي خططها وقام بتنفيذها رحمه الله، العمليات الاستشهادية التي ضربت معابد الرافضة المشركين في السند وبلوشستان إضافة للعمليات التي استهدفت النصارى الصليبيين في كويته والعمليات الاستشهادية التي ضربت الاستخبارات الباكستانية المرتدة في البنجاب وغيرها من العمليات التي استهدفت صروح الشرك والكفر في باكستان.

فقد كانت عملياته -تقبله الله- رغم قصر عمره -أيام الخلافة خاصة- عامان ونصف، شديدة على المرتدين وعلى طواغيت باكستان، فطال عمره بأعماله وبعملياته وبجهاده ومثابرته ونشاطه رحمه الله، فكم آذى المرتدين والمشركين بشجاعته وإقدامه، رحمه الله رحمة واسعة ونسأل الله أن يعوض دولة الإسلام فقد مثل هؤلاء الرجال.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 146
الخميس 26 ذو الحجة 1439 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - قصة شهيد: نفَّذ وخطط عشرات العمليات التي قصمت ظهر الطغاة (هدايت الله ...

الدولة الإسلامية - قصة شهيد:


نفَّذ وخطط عشرات العمليات التي قصمت ظهر الطغاة
(هدايت الله البلوشي) أسد من أسود خراسان نكّل بالمرتدين والمشركين وأدمى قلوبهم


لقد قيَّض الله تعالى لهذه الأمة رجالا سلِمت فطرهم، وعرفوا الحق وصدعوا به، لم يهابوا الطغاة والمتجبرين، بذلوا دماءهم لقيام دولة الإسلام بعد غياب مئات السنين، خلافة علی منهاج النبوة، فكانت ربيعا خضرا، أراحت النفوس وشفت الصدور، عبق نسيمها في كل أنحاء الأرض -أرض الله-، فتأسست ولايات لهذه الدولة في كثير من البقاع، ورفعت راية التوحيد برَّاقة، وكل ذلك بفضل الله عزوجل، ثم بفضل أولئك الأشاوس الأبطال الذين امتلأت قلوبهم بعز الإيمان بالله، وبالتمسك بدينه القويم (الكتاب والسنة)، فأعادت إلی الأرض زخرفها بعد أن عاشت خريفا طويلا، لم ييأس فيه أهل الصلاح والإصلاح، باذلين ما يملكون لإعادة النور إلی أرض الله، فقـُتلوا وشُـردوا وأوذوا في سبيل إعادة هذه الخلافة، علی منهاج النبوة، بإذن الله.

وهكذا قامت ولاية خراسان إحدى ولايات الدولة الإسلامية، قامت في أقصی المشرق الإسلامي، فعاد الخير لأهلها، ولكن أبی الكفار والمرتدون الظلمة الفجرة وأهل الخيانة والمكر، أبوا جميعا إلا بتر هذا الفرع عن ساقه القويم، وإضعافه، فخابوا وخسروا، وهيهات هيهات أن يطفئوا نور الله، والله متم نورہ ولو كرہ الكافرون.

فلقد كان من هؤلاء الأبطال فارسنا المغوار، الأخ الكريم، والشيخ الداعية المجاهد الأسد
أبو محمود المعروف بـ (هدايت الله البلوشي) من قبيلة بريهوي، رحمه الله، وتقبله شهيدا في الفردوس الأعلی مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

ولد في قرية "كـَنداوَه" بمنطقة "مَـستونـْغ" بولاية بلوشستان في باكستان عام 1987، وبعد عامين من ولادته فـَقـَـدَ والدته، وبدأ بتحصيل العلوم الشرعية وعمره ثمان سنوات، فحفظ القرآن، ثم سافر إلی مدينة كويته، فحصّل فيها بعض العلم الشرعي، ثم رحل بعدها إلی مدينة (لارْكانـَه) بمنطقة السند لاستكمال تحصيله العلمي هناك، وظل كذلك حتى نال أنهى دراسته في أحد مدارسها.

ثم رجع إلى قريته وأسس فيها مدرسة سماها بـ (جامعة الأمير معاوية) قام على إدارتها وتنظيم شؤونها، إضافة إلی ذلك انشغل بالخطابة في القرية ودعوة الناس إلی دين الله وشرعه، فكان -تقبله الله- يركز على التحقيق في المسائل الشرعية، كثير الاستدلال بالكتاب والسنة في علمه وأقواله وخطبه.


• أخلاقه ومآثره:

كان محبا لإخوانه العاملين تحت إمرته، ليناً معهم، فكانوا يقدرونه ويحترمونه كثيرا، حتى إن البعض كان يناديه بالخال، والبعض الآخر بلقب الوالد من شدة احترامهم له، كان يقضي أوقاته في الصفوف الأولى، تشجيعا لأصحابه رحمه الله، وكذا يقضي دوره في الحراسة بالمعسكرات في الأماكن الأمنية، فيقيم معهم حرصا على تشجيعهم ورفع معنوياتهم في طريق الجهاد والقتال، ولأجل ذلك كان المفتي -رحمه الله تعالی- قائدا محبوبا من كل إخوانه المجاهدين.

فقد حكى بعض أصحابه أنه كان لا يتحمل من يخالف الشريعة بالبدع والخرافات، فينكرها ويوضح للجميع الحكم الشرعي في ذلك، ويقول: "علينا أن نرضي الله ولا نسعى لإرضاء خلقه"، وكانت له هيبته حيثما حل وارتحل، حتی إنه إذا وصل إلی مجلس أو مكان، يخافه أهل البدع فلا يقتربوا منه من شدة هيبته، وكان مثالا للولاء والبراء، فكما كان يحب إخوانه المسلمين ويظهر شدة حبه لهم، كان أيضا بهذه الشدة يبغض المشركين والمرتدين والمخالفين لدين الله تعالی، وكان ملازما لتلاوة القرآن الكريم يوميا، نحسبه كذلك والله حسيبه.

• بداية حياته الجهادية:

شارك -تقبله الله- في عمليات عديدة، ومن أهمها تلك التي كانت على الرافضة بمنطقة (مَسْـتونـْغ) حيث قاموا بإنزال الرافضة من حافلة كانوا يستقلونها ثم قتلوهم، وكان عددهم 36 مشركا مرتدا.

وفي عملية أخرى قـُتل 25 رافضيا كانوا يستقلون حافلة بعد تفجير سيارة مفخخة عليهم في "غنج دوري" بمنطقة "مستونغ" أودت بحياة أعداء الله، ولله الحمد، وفي منطقة "ديرنـَغـَر" قـُتل حوالي 20 رافضيا باستهداف حافلتهم بسيارة مفخخة أحرقتهم جميعا، وقـُتل عدد من ميليشيا الحدود الباكستانية بسيارة مفخخة، وقتل في العملية ضابط برتبة رائد مع اثنين من جنوده المرتدين، وكان المفتي قد شارك بنفسه في هذه العملية.

وكان رحمه الله يهتم كثيرا بتنظيم أمور الجماعة وإصلاحها قـُدما وخاصة بوحدة رجالها وقوتها، وكان من أكبر همومه وحدة الكلمة في العمل الجهادي، فبعد إعلان الخلافة وتعيين الحافظ سعيد خان -تقبله الله شهيدا- واليا على خراسان اجتمع المفتي مع أمير (لشكر جهنغوي باكستان) ثم اتفقا على تنظيم شوری مشتركة بين الفصيلين لينضما مع بعضهما لبيعة دولة الخلافة، فارتبطوا بولاية خراسان مع الوالي الحافظ سعيد خان -تقبله الله-، وقُبلت بيعتهم، وأمرهم الحافظ بأن يتفقوا علی جعل أمير عام لكلا الفصيلين ليكونوا جماعة واحدة، فاتفقوا جميعا على تعيين هدايت الله أميرا على الجميع دون منازع ولله الحمد، فأصبحوا متحدين تحت قيادته مبايعين للدولة وتابعين لولاية خراسان، وذلك لِما وجدوا فيه من الأهلية لهذه المسؤولية لعلمه وتجربته وفهمه وفراسته رحمه الله.

وهكذا زادت همة وعزيمة الشيخ رحمه الله، حيث وُضع علی كاهله حمل أكبر وأعظم، ألا وهو حِمل الإمارة وحِمل رفع راية الخلافة علی منهاج النبوة، وحمل مسؤولية تطبيق نهجها علما وعملا وقتالا شديدا ضد أهل الردة وأهل والشرك، فشد رحمه الله ساعده على الكفار، ما جعل فترته مليئة بالملاحم ضد المرتدين والروافض وأهل الشرك والتنديد بمدن باكستان عامة وببلوشستان خاصة.


• ملاحمه ضد المرتدين والروافض وأهل الشرك:

ومن أبرز وأكبر العمليات الدامية التي خططها وقام بتنفيذها رحمه الله، العمليات الاستشهادية التي ضربت معابد الرافضة المشركين في السند وبلوشستان إضافة للعمليات التي استهدفت النصارى الصليبيين في كويته والعمليات الاستشهادية التي ضربت الاستخبارات الباكستانية المرتدة في البنجاب وغيرها من العمليات التي استهدفت صروح الشرك والكفر في باكستان.

فقد كانت عملياته -تقبله الله- رغم قصر عمره -أيام الخلافة خاصة- عامان ونصف، شديدة على المرتدين وعلى طواغيت باكستان، فطال عمره بأعماله وبعملياته وبجهاده ومثابرته ونشاطه رحمه الله، فكم آذى المرتدين والمشركين بشجاعته وإقدامه، رحمه الله رحمة واسعة ونسأل الله أن يعوض دولة الإسلام فقد مثل هؤلاء الرجال.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 146
الخميس 26 ذو الحجة 1439 ه‍ـ
...المزيد

متى نصر الله منذ فجر الإسلام وبزوغ شمسه، بشر ربنا العليم الخبير عباده بالنصر والتأييد والفوز ...

متى نصر الله

منذ فجر الإسلام وبزوغ شمسه، بشر ربنا العليم الخبير عباده بالنصر والتأييد والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد تحقق نصر الله لعباده المتقين في مواطن لا تحصى، وبأوقات مختلفة وصفات متغيرة فلم يكن نصر الله دوما بذات الهيئة أو نفس الطريقة.

وقد فهم ذلك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان ويقين، وعلموا أن النصر من عند الله مُؤكد مُتيقن ولكنه بالوقت والصفة التي يختارها الله سبحانه بعد تحقيق وعده الآخر سبحانه {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22]، فكان وعد الله الذي علموه من تحقق البلاء قبل الظفر {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].

فقرب النصر قد يكون أياما أو شهورا أو سنينا فالأمر مقرون بتحقق أسبابه من ابتلاء وتمحيص وإعداد وغير ذلك مما يقدره الحكيم الخبير جل وعلا، وهو أعلم بالخير لعباده {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ} [البقرة: 216]

وفي خضم الصراع الدائم بين الحق والباطل يزداد البلاء فيتساقط الخبث ويظهر المنافقين ممن يسيؤون الظن بالله أو السماعون لهم ممن أصاب قلوبهم المرض فاستعجلوا النصر وبدأ الشك والريب يتسلل لقلوبهم ملبين تلبيسات إبليس، ففي غزوة الأحزاب وفي ذروة الضيق والشدة والبلاء من حصار وجوع وبردٍ وخوف، يبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بكنوز فارس والروم فكان موقف أهل الإيمان مصدقاً وموقنا بموعود الله (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) وعكس ذلك موقف أهل النفاق عياذاً بالله (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا).

فأجزل الله للمؤمنين الثواب فكان جزائهم (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا)، فلم تمض عدة سنين حتى تحقق موعود الله وبشارة رسوله عليه الصلاة والسلام فجلبت كنوز فارس والروم إلى المدينة وفرسان ذلك الفتح هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ثبت وصبر وجاهد حتى رأى موعود الله.

وهذه سنة الله في نصر عباده فقد وعد الله رسوله بالفتح، ولكن ذلك لم يكن في يوم وليلة بل مر منذ بعثته حتى فتح مكة ما يقارب العشرين سنة، ذاق فيها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صنوف الابتلاء وكانت الأيام فيها دول بينهم وبين عدوهم حتى كانت لهم العاقبة بعد صبر طويل.

وقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تم صلح الحديبية ومنعوا من العمرة عن الرؤيا التي رآها الرسول بأن يدخلوا مكة ملبين فقال صلى الله عليه وسلم: (بلى، أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا؟) قال: لا قال: (فإنك آتيه ومطوف به)، فآتاهم الوعد الرباني (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالحقِّ لَتَدخُلنَّ الْمَسجِدَ الْحرَامَ إِن شاء اللَّهُ آمنينَ مُحلّقينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصّرِينَ لَا تخافُون فَعَلمَ مَا لمْ تَعْلمُوا فَجعلَ مِن دُونِ ذَٰلكَ فَتحًا قَرِيبًا)، ففتح الله لهم مكة ليدخلوها آمنين مطمئنين بعدما طهرت من المشركين ودنسهم فكانت عمرة وفتحا جمع فيها الخير لهم.

وكذا كان حال إخواننا في الماضي القريب أقاموا نواة دولة الإسلام واثقين بنصر الله ووعده ولم يلتفتوا لتخذيل المخذلين وإرجاف المرجفين، فسخِر منهم المنافقون ووُصِف ثقتهم بنصر الله بـ(الأحلام) فكان موعود الله أصدق وأوثق فمكنهم الله ثم ابتلاهم عدة سنين، وجزاهم بعدها بنصر وفتح عظيم لم يخطر على بال كثير منهم، وقد صدقوا كما نحسبهم فصدقهم الله.

وإن ما تمر به الدولة في هذه الأيام هو حلقة سلسلة أقدار الله لعباده وإن نصر الله متحقق بإذن الله شاء أهل الكفر والنفاق والإرجاف أم أبوا، قال الشيخ أبو مصعب الزرقاوي تقبله الله "سيقول لكم المنافقون وقطاع الطريق إلى الله: أتظنون أن شيئاً مما تريدون سيتحقق، وهل تظنون أن الخلافة الإسلامية أو حتى الدولة الإسلامية ستقوم... قولوا لهم إننا نأمل من نصر الله بما هو أبعد من ذلك.. إننا نرجو من الله أن يفتح البيت الأبيض والكرملين ولندن.. ومعنا وعد الله) فقد تحقق ما سخروا منه، وسيتحقق موعود الله بإذنه تعالى حقاً وصدقا.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 146
الخميس 26 ذو الحجة 1439 ه‍ـ
...المزيد

متى نصر الله منذ فجر الإسلام وبزوغ شمسه، بشر ربنا العليم الخبير عباده بالنصر والتأييد والفوز ...

متى نصر الله

منذ فجر الإسلام وبزوغ شمسه، بشر ربنا العليم الخبير عباده بالنصر والتأييد والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد تحقق نصر الله لعباده المتقين في مواطن لا تحصى، وبأوقات مختلفة وصفات متغيرة فلم يكن نصر الله دوما بذات الهيئة أو نفس الطريقة.

وقد فهم ذلك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان ويقين، وعلموا أن النصر من عند الله مُؤكد مُتيقن ولكنه بالوقت والصفة التي يختارها الله سبحانه بعد تحقيق وعده الآخر سبحانه {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22]، فكان وعد الله الذي علموه من تحقق البلاء قبل الظفر {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].

فقرب النصر قد يكون أياما أو شهورا أو سنينا فالأمر مقرون بتحقق أسبابه من ابتلاء وتمحيص وإعداد وغير ذلك مما يقدره الحكيم الخبير جل وعلا، وهو أعلم بالخير لعباده {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ} [البقرة: 216]

وفي خضم الصراع الدائم بين الحق والباطل يزداد البلاء فيتساقط الخبث ويظهر المنافقين ممن يسيؤون الظن بالله أو السماعون لهم ممن أصاب قلوبهم المرض فاستعجلوا النصر وبدأ الشك والريب يتسلل لقلوبهم ملبين تلبيسات إبليس، ففي غزوة الأحزاب وفي ذروة الضيق والشدة والبلاء من حصار وجوع وبردٍ وخوف، يبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بكنوز فارس والروم فكان موقف أهل الإيمان مصدقاً وموقنا بموعود الله (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) وعكس ذلك موقف أهل النفاق عياذاً بالله (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا).

فأجزل الله للمؤمنين الثواب فكان جزائهم (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا)، فلم تمض عدة سنين حتى تحقق موعود الله وبشارة رسوله عليه الصلاة والسلام فجلبت كنوز فارس والروم إلى المدينة وفرسان ذلك الفتح هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ثبت وصبر وجاهد حتى رأى موعود الله.

وهذه سنة الله في نصر عباده فقد وعد الله رسوله بالفتح، ولكن ذلك لم يكن في يوم وليلة بل مر منذ بعثته حتى فتح مكة ما يقارب العشرين سنة، ذاق فيها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صنوف الابتلاء وكانت الأيام فيها دول بينهم وبين عدوهم حتى كانت لهم العاقبة بعد صبر طويل.

وقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تم صلح الحديبية ومنعوا من العمرة عن الرؤيا التي رآها الرسول بأن يدخلوا مكة ملبين فقال صلى الله عليه وسلم: (بلى، أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا؟) قال: لا قال: (فإنك آتيه ومطوف به)، فآتاهم الوعد الرباني (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالحقِّ لَتَدخُلنَّ الْمَسجِدَ الْحرَامَ إِن شاء اللَّهُ آمنينَ مُحلّقينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصّرِينَ لَا تخافُون فَعَلمَ مَا لمْ تَعْلمُوا فَجعلَ مِن دُونِ ذَٰلكَ فَتحًا قَرِيبًا)، ففتح الله لهم مكة ليدخلوها آمنين مطمئنين بعدما طهرت من المشركين ودنسهم فكانت عمرة وفتحا جمع فيها الخير لهم.

وكذا كان حال إخواننا في الماضي القريب أقاموا نواة دولة الإسلام واثقين بنصر الله ووعده ولم يلتفتوا لتخذيل المخذلين وإرجاف المرجفين، فسخِر منهم المنافقون ووُصِف ثقتهم بنصر الله بـ(الأحلام) فكان موعود الله أصدق وأوثق فمكنهم الله ثم ابتلاهم عدة سنين، وجزاهم بعدها بنصر وفتح عظيم لم يخطر على بال كثير منهم، وقد صدقوا كما نحسبهم فصدقهم الله.

وإن ما تمر به الدولة في هذه الأيام هو حلقة سلسلة أقدار الله لعباده وإن نصر الله متحقق بإذن الله شاء أهل الكفر والنفاق والإرجاف أم أبوا، قال الشيخ أبو مصعب الزرقاوي تقبله الله "سيقول لكم المنافقون وقطاع الطريق إلى الله: أتظنون أن شيئاً مما تريدون سيتحقق، وهل تظنون أن الخلافة الإسلامية أو حتى الدولة الإسلامية ستقوم... قولوا لهم إننا نأمل من نصر الله بما هو أبعد من ذلك.. إننا نرجو من الله أن يفتح البيت الأبيض والكرملين ولندن.. ومعنا وعد الله) فقد تحقق ما سخروا منه، وسيتحقق موعود الله بإذنه تعالى حقاً وصدقا.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 146
الخميس 26 ذو الحجة 1439 ه‍ـ
...المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً