التصنيف: تراجم العلماء
صوم محمد فؤاد عبد الباقي
من كتاب: شيخ المحققين محمد فؤاد عبد الباقي حياته ومنهجه في التحقيق مجهوداته في خدمة السنة. طبعة الدار المالكية في تونس
( وحياة الرجل الخاصّة تدخل في باب الغرائب؛ فنحن في مصر نسمّيه (صائم الدهر) .. فهو يصوم العام كله لا يفطر فيه إلا يومين اثنين هما: أوّل أيام عيد الفطر .. وأول أيّام عيد الأضحى. وطعامه نباتّي: فهو أول كُلِّ شهر يشتري ثلاثين علبةً محفوظة من الخَضْروات دفعة واحدة.. فالفاصوليا ليوم كذا، والبازلاء ليوم كذا .. إلخ. . . وهو يصوم بغير سَحُور؛ أي أنه يتناول وجبةً واحدةً كُلَّ أربعٍ وعشرين ساعة، ويبدأ فطوره بملعقتين من العسل الأبيض، ثم "علبة اليوم"، ثم الزبادي والفاكهة وفنجان القهوة، ويكون هذا بالطبع بعد أذان المغرب.. وفي تمام الساعة العاشرة بالضّبط يشرب كوبا من الماء، وبهذا تنتهي صِلَتُه بالطعام والشراب حتى مساء اليوم التالي )
محمد فؤاد عبد الباقي في العقد التاسع
من كتاب: شيخ المحققين محمد فؤاد عبد الباقي حياته ومنهجه في التحقيق مجهوداته في خدمة السنة. طبعة الدار المالكية في تونس
( إنه كان في العقد التاسع من عمره ولكنك كنت تستطيع بسهولة أن تحذف مع عمره ربع قرن .. فقد كان لا يبدو عليه من سنيه الطويلة العامرة غير ستين ... بل إن نشاطه وطاقته العقلية والجسمية تتفوق به أو يتفوق بها على ابن الخمسين، أما طموحه العريض فينقص بدوره حَلْقةً أخرى من عمره .. فهو في اهتماماته ومطامحه ابنُ أربعين ولا يزيد )
أحمد بن محمد الخليل
إذا قال ابن قدامة في المقنع
إذا قال ابن قدامة في المقنع: " جاز، أو لم يجز، أو صح، أو لم يصح في إحدى الروايتين، أو الروايات، أو الوجهين، أو الوجوه ، أو قال : "ذلك على إحدى الروايتين، أو الوجهين"
فهذا فيه إشارَةٌ ما إلى ترجيح الأول . قاله في الإنصاف (1/ 6)
محمد بن إبراهيم الحمد
وإن كلام رب الناس حقيق بأن يُخدم سعياً على الرأس
" وكانت بداية تأليفه للتفسير عام 1341هـ، وفرغ منه عام 1380هـ. وبعد فراغه منه ختمه بكلمة عظيمة مؤثرة قال فيها: وإن كلام رب الناس حقيق بأن يُخدم سعياً على الرأس, وما أدّى هذا الحقَّ إلا قلمُ مُفَسِّرٍ يسعى على القرطاس, وإنَّ قلمي استنَّ بشوط فسيح, وكم زُجِرَ عند الكَلالِ والإعياء زجر المنيح, وإذ قد أتى على التمام فقد حقَّ له أنْ يستريح ... وأرجو منه تعالى لهذا التفسير أن يُنجد ويغور, وأن ينفع به الخاصة والجمهور, ويجعلني به من الذين يرجون تجارةً لن تبور. فكانت مدة تأليفه تسعاً وثلاثين سنة وستة أشهر. " (بتصرف). المصدر: التقريب لتفسير التحرير والتنوير لابن عاشور . ص 35
محمد بن إبراهيم الحمد
من أخلاق الشيخ العالم المفسر الطاهر ابن عاشور رحمه الله مع خصومه
" والشيخ صبور على المحن, فلم يَشْكُ من أحد؛ رغم الحملات التي أُثيرت ضدّه، ولم أعثر في نقده العلمي على ما يمسُّ الذوق، أو يخدش الكرامة, عفّ اللسان, كريم, مُحِبٌّ لأهل العلم ولطلبته، ولمن كان أهلاً للمحبة. وكان في مناقشاته العلمية لا يجرح أحداً، ولا يحطّ من قدره, فإذا لاحظ تهافتاً في الفكر لمَّح إلى ذلك تلميحاً. ولم أجد في خصوماته الفكرية ما يمسّ شخصية أحد قطّ, ورغم الحملات التي شُنَّت ضده في فتوى التجنّس وغيرها لم ينزل عن المستوى الخلقي الذي يتصف به العلماء, بل لم يُشِر إلى خصومه, ولم يشكُ منهم قط ". المصدر: التقريب لتفسير التحرير والتنوير لابن عاشور . ص 25
محمد بن إبراهيم الحمد
غزارة علم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
" أما غزارة علومه فمنها ذكر معرفته بعلوم القرآن المجيد، واستنباطه لدقائقه، ونقله لأقوال العلماء في تفسيره، واستشهاده بدلائله، وما أودعه الله _تعالى_ فيه من عجائبه، وفنون حكمه، وغرائب نوادره، وباهر فصاحته، وظاهر ملاحته؛ فإنه فيه الغاية التي ينتهى إليها، والنهاية التي يُعَوّل عليها. ولقد كان إذا قُرىء في مجلسه آيات من القرآن يشرع في تفسيرها، فينقضي المجلس بجملته، والدرس برُمَّتِه، وهو في تفسير بعض آية منها. وكان مجلسه مُقَدَّراً بقدر ربع النهار، يفعل ذلك بديهة من غير أن يكون له قارئ معين يقرأ له شيئاً معيناً يبيِّته؛ ليستعد لتفسيره. بل كان كل من حضر يقرأ ما تيسر له، ويأخذ هو في القول على تفسيره.
وكان غالباً لا يقطع إلا ويفهم السامعون أنه لولا مضي الزمن المعتاد لأورد أشياء أخر في معنى ما هو فيه من التفسير، لكن يقطع نظراً في مصالح الحاضرين. ولقد أملى في تفسير [قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ] الإخلاص: 1، مجلداً كبيراً. "
المصدر: شرح القصيدة التائية في القدر - طبعة دار ابن خزيمة صفحة 32
محمد بن إبراهيم الحمد
سرعة حفظ ابن تيمية رحمه الله
" واتفق أن بعض مشايخ العلماء بحلب قدم إلى دمشق، وقال: سمعت في البلاد بصبي يقال له أحمد بن تيمية، وأنه سريع الحفظ، وقد جئت قاصداً لعلي أراه، فقال له خياط: هذه طريق كُتَّابه، وهو إلى الآن ما جاء؛ فاقعد عندنا الساعة يجيء يعبر علينا ذاهباً إلى الكتاب، فجلس الشيخ الحلبي قليلاً، فمر صبيان، فقال الخياط للحلبي: هذاك الصبي الذي معه اللوح الكبير هو أحمد بن تيمية، فناداه الشيخ، فجاء إليه، فتناول الشيخ اللوح، فنظر فيه، ثم قال: يا ولدي امسح هذا؛ حتى أملي عليك شيئاً تكتبه، ففعل، فأملى عليه من متون الأحاديث أحد عشر أو ثلاثة عشر حديثاً، وقال له: اقرأ هذا، فلم يزد على أن تأمله مرة بعد كتابته إياه، ثم دفعه إليه، وقال: اسمعه علي، فقرأه عليه عرضاً كأحسن ما أنت سامع، فقال له يا ولدي: امسح هذا، ففعل فأملى عليه عدة أسانيد انتخبها، ثم قال: اقرأ هذا، فنظر فيه كما فعل أول مرة، فقام الشيخ وهو يقول: إن عاش هذا الصبي؛ ليكونن له شأن عظيم؛ فإن هذا لم ير مثله أو كما قال ". المصدر: شرح القصيدة التائية في القدر - طبعة دار ابن خزيمة صفحة 25