أن يكون رحيله كرحيلهم

رحلة الحياة بالنسبة لهذا الإنسان هي رحلة مقدرة مدبرة. ولا أحد يأمن أو يزعم أنه سيعيش مزيد ساعة أو يوما فضلاً عن شهور وسنوات.  وكل الخلق يعلمون ذلك، ومقتضى هذا أنك لا تملك إلا الساعة التي أنت فيها؛ لأن الزمن ثلاث ساعات أو ثلاثة أيام: يوم مضى بما فيه،  ويوم مستقبل لا تدري هل تدركه أم لا،  وليس لك إلا اليوم الذي أنت فيه.   بل الساعة التي أنت فيها فقط.  وعند رحلة الإنسان وارتحاله عن الحياة الدنيا يعلم أنه لا يبقى معه إلا ما أخلص فيه وما صدق فيه مع ربه سبحانه وتعالى.   والحياة فيها عبر وعظات، وكون الإنسان يرى أناسا يرحلون على خير وعلى هدى وعلى توفيق، يتمنى أن يكون رحيله كرحيلهم.   المصدر:  الشيخ أ.د. عبد الرحمن المحمود من محاضرة وقفات مع قوله تعالى  {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ } الإسراء : 80

فوات الآوان

لا يعرف الإنسان قصر الحياة إلا قرب نهايتها.

الدكتور مصطفى السباعي

الفوائد (4)- {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} (2)

ومن الناس من لا يكون تام الاستعداد، واعي القلب، كامل الحياة، فيحتاج إلى شاهد يميّز له بين الحق والباطل، ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وزكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الحي الواعي، فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام، وقلبه لتأمّله، والتفكر فيه، وتعقل معانيه، فيعلم حينئذ أنه الحق. فالأول: حال من رأى بعينيه ما دعي إليه وأخبر به، والثاني: حال من علم صدق المخبر وتيقّنه، وقال يكفيني خبره، فهو في مقام الإيمان، والأوّل في مقام الإحسان. وهذا قد وصل إلى علم اليقين، وترقى قلبه منه إلى منزلة عين اليقين، وذاك معه التصديق الجازم الذي خرج به من الكفر ودخل به في الإسلام. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (4)- كان شيئًا كان، ثم انقضى

سنة متبعة ودرب مطروق في ثقافة متكاملة متماسكة راسخة الجذور، ظلت تنمو وتتسع تستولى على كل معرفة متاحة أو مستخرجة بسلطان لسانها العربي، لم تفقد قط سيطرتها على النهج المستبين، مع اختلاف العقول والأفكار والمناهج والمذاهب، حتى اكتملت اكتمالًا مذهلًا في كل علم وفن، وكان المرجو والمعقول أن يستمر نموها واكتمالها وازدهارها في حياتنا الأدبية العربية الحديثة راهنًا ثابتًا، إلى هذا اليوم، ولكن صرنا، واحسرتاه، إلى أن نقول مع العرجي الشاعر: " كان شيئًا كان، ثم انقضى". 

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

كلما تذكرت كارثة الخامسة والسابعة صباحًا، وأحسست بشغفنا وإنهماكنا بما يفوق حرصنا على الله ورسوله والدار الآخرة، شعرت وكأن تاليًا يتلو علي من بعيد قوله تعالى في سورة التوبة {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَ‌تُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَ‌فْتُمُوهَا وَتِجَارَ‌ةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْ‌ضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَ‌بَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِ‌هِ} (التوبة من الآية 24)، ماذا بقي من شأن الدنيا لم تشمله هذه الآية العظيمة؟!

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

أخبرنا القرآن عن فئام من الناس حين يحضرهم الموت يسألون الله فسحة زمنية يسيرة ليتصدقوا، ولكن بعد ماذا؟ بعد أن فات الأوان؟! يقول الله تعالى: {وَأَنفِقُوا۟ مِن مَّا رَزَقْنَـٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَآ أَخَّرْتَنِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ قَرِيبٍۢ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ . وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَا ۚ وَٱللَّهُ خَبِيرٌۢ بِمَا تَعْمَلُون} [المنافقون:10-11]. وها نحن الآن في زمان إمكانية التصدق، فهل سنتردد في قرار النفقة، حين تأتي تلك الساعة التي نبدي فيها الاستعداد للتصدق، ولكن بعد فوات الأوان؟!

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

ساعة مكتوبة قريبة منا سنغادر فيها هذه الحياة. هذه الحياة التي تم تحديدها قبل أن تخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ثم كتبها الملائكة الكرام في التقدير العمري حين كان الإنسان جنينًا عمره أربعة أشهر، نحن نسير إليها الآن بالعد التناقصي.
فإذا كان العام الماضي يفصلنا عنها ثلاث سنين، فاليوم يفصلنا عنها سنتان، وهكذا نحن نقترب كل دقيقة من هذه اللحظة الحاسمة للانتقال للدار الآخرة والمسكن الأبدي. هذه الحقيقة الكبرى كيف غفلت عنها طوال هذه السنوات؟!
 

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً