مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

كيف لم يعد يشوقنا وعد ربنا في سورة النحل إذ يقول {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍۢ} [النحل من الآية:96]. بكل صراحة، حين تتذكر شخير الساعة الخامسة فجرًا، في مقابل هدير السابعة صباحًا، فأخبرني هل تستطيع أن تمنع ذهنك من أن يتذكر قول الله تعالى {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ} [الأعلى:16-17]؟ وإذا تأملت هذا الشغف بحطام الدنيا، والتفريط في أعظم أمور الآخرة، فتذكر {وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌۭ لِّمَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحًۭا} [القصص من الآية 80].

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

تأمل كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يوقظ أحبابه لصلاة النافلة في جوف الليل، فكيف بصلاة الفريضة؟ فقد روى البخاري عن على بن أبي طالب: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله ليلة، فقال لهم: «ألا تصلون»".

وقد علق الطبري: "لولا ما علم النبي صلى الله عليه وسلم من عظم فضل الصلاة في الليل، ما كان يزعج ابنته وابن عمه في وقت جعله الله لخلقه سكنًا؛ لكنه اختار لهما إحراز تلك الفضيلة على الدعة والسكون، امتثالًا لقوله تعالى {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ } [طه من الآية:132]" (فتح الباري [11/3]).

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

تأمل كيف أمر الله المجاهدين بصلاة الجماعة، وهم على خط النار، وتحت مخاطر القصف، وشرح القرآن لهم كيف يصلونها، فكيف يبيح الله تعالى لرجل ينام فوق فراش وثير، تحت أجهزة التكييف الحديثة أن يدع الصلاة؟ بأي منطق يجوز هذا؟! وجاء الأمر الصلاة في آية مركبة صياغتها بطريقة شديدة الترهيب {وَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُوا۟ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ} [الروم من الآية:31]. فإذا كان الله يجعل ترك الصلاة من أفعال المشركين، فكيف يرضى المسلم لنفسه أن يكون بهذه المنزلة؟!

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

كيف تقع قسوة القلب؟ كيف ينزف القلب إيمانه؟! الحقيقة أن قسوة القلب هي نتيجة طبيعية للمعاصي والخطايا بشكل عام، ولكن لا أعرف سببًا يجفف القلب ويقسيه مثل الغفلة عن ذكر الله، ولا أعرف سببًا يحيي القلب وينيره فورًا مثل ذكر الله، وقد جاءت الإشارة في كتاب الله إلى هذه العلاقة بين بعد العهد عن الذكر وقسوة القلب {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَٰسِقُونَ} [الحديد:16].

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

لحظة صدمة تقع دومًا حين يتذكر المؤمن لحظة لقاء الله، وقرب هذه اللحظة. وقد أشار القرآن إلى مفارقة مؤلمة، وهي شدة قرب لقاء الله، مع كون الإنسان يغفل كثيرًا عن هذه الحقيقة، لقاء لله قريب ولكن ولا زلنا غافلين، كما قال الله تعالى {ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍۢ مُّعْرِضُونَ} [الأنبياء:1].

عقوبات المعاصي

ليس لنا مفر إلا الاستغفار {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.

الأمل

لا تقف متفرجاً أمام أي شيء.. إن عجزت عن العمل فالجأ إلى الأمل.

الجار

كثيرٌ مِنَّا يُهمِلون جيرانهم ولا يتعهدونهم! فضلًا عن الأذى بالفعل أو اللسان  أو حتى بالكِبر والإهمال..

قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورً}  [النساء :36] .

أخرج البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» ".

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

هذه المشاهد التي ذكرها القرآن عن الأحوال المحتضرين، وأمنياتهم، من أشد المشاهد زلزلة لمشاعر المؤمن الموقن بلحظة الموت وقربها، وخصوصًا إذا وضع نفسه في هذه المشاهد، وفي كل هذه الأمنيات يواجه بالرفض! لأنها دعوات تجاوزت الموعد النهائي للقبول! بالله عليك تامل قول ربنا: {أَلْهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ . حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ} [التكاثر:1-2]. أريت أن أين تنتهي حفلة التكاثر هذه؟ تنتهي عن أول ليلة في القبر، وحينها يكتشف أحدنا أنه ضيع حياته المستقبلية الحقيقية، ولكن بعد ماذا؟

إياك والأذى

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله: أي الإسلام أفضل؟ قال: «مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» (متفقٌ عليه) .
قال أبو ذر رضي الله عنه: "قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: «تَكُفّ شَرّكَ عَنِ النّاسِ، فَإِنّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ» " (متفقٌ عليه).

أطع أمر الله

أطع أمر الله: { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } [النور:30-31] .

وأطع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما رأيتُ شيئًا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ» " (متفقٌ عليه) .

في رمضان

في رمضان .. إذا كان العبد قد قصّر في حق ربه قبل رمضان تجده يبذل جهدا في التوبة والرجوع والإنابة راجيا من سيده وخالقه عفوا وسماحا. ويتوب الله على من يشاء من عباده.

يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
12 صفر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً