الإسلام والواقع

يجب إخضاع الواقع للإسلام، لا إخضاع الإسلام للواقع. (يوسف القرضاوي).

يكفي أنهم تذكرونا

من جميل ما قاله ابن تيمية رحمه الله: "العارف لا يرى له على أحد حقا، ولا يشهد على غيره فضلا، ولذلك لا يعاتب، ولا يطالب، ولا يضارب" مدارج السالكين 1 / 519.

وصحيح أن هذه مرتبة عالية غير واجبة على عموم المكلفين، وشديدة السمو والمثالية، لا يبلغها إلا الأقلون، ولا يطيقها أكثرنا، وغالب نفوس البشر طبعها الشح، والمطالبة بما لها ونسيان ما عليها، وتضخيم ما يصدر منها من خير، وبخس الناس أشياءهم.

لكن التذكير بهذا المعنى مهم - لا سيما في أيامنا هذه - ويكفي أن من حققه أراح واستراح، ولم يشغل نفسه في أيام الأعياد والمناسبات بمن سأل ومن تجاهل، ومن بادر ومن تأخر، وأنا كلمته وهو لم يكلمني.

أما من يرسلون الرسائل الجماعية، الخالية من الحياة والخصوصية، فيكفي أنهم تذكرونا، ووضعونا ضمن قائمة أصدقائهم، وبادروا بالتهنئة، وشيء خير من لا شيء، والله المستعان.

من الدروس العظيمة المستفادة من هذه الجائحة "جائحة كورونا"

من الدروس العظيمة المستفادة من هذه الجائحة: أن الله – تعالى – أودع في الإنسان طاقة عجيبة، وقدرة عظيمة على تغيير مسار حياته، وتبديل عاداته، واسبدال سلوكياته، قسرا وفورا، من غير احتياج إلى التدرج؛ فانظر إلى التغير الهائل الذي حصل في سلوك الناس وتصرفاتهم؛ لوقاية أنفسهم من هذا المرض العارض، أو علاجه، من دون تمهيد أو تدرج! 

فقد أظهرت هذه الجائحة أن بعض الاعتقادات التي كانت سائدة - من قبيل صعوبة التغير، واستحالة تغيير الطبائع والسجايا، وغير ذلك – ما هي إلا أسماء سماها الإنسان؛ ما أنزل بها من سلطان؛ ليزين بها لنفسه الخمول والكسل، ويركن بها إلى الدعة، وترك المجاهدة.

فتصور – وفقك الله –: كيف ستصبح حياة الإنسان لو أنه اعتبر كل مرض معنوي – كالجهل، والكسل، وخمول الهمة - بمثابة "كورونا" وتصرف في علاجه والوقاية منه كما تصرف مع هذا الفيروس، من المبادرة الفورية، والعزيمة القوية، والمثابرة الجدية؟

أيها الفقير إلى ربه

ربما ظن أحدنا أنه محتاج إلى لطف اللطيف- سبحانه - في النوازل والمدلهمات، وعند حلول البلاء فقط، مع أنه لو تدبر حاله وفقره، وعجزه وضعفه، وما يحيط به من فتن وأخطار، وحوادث ومشكلات في كل لحظة، لعلم أنه غير مستغن عن اللطيف - جل وعلا - طرفة عين.

فيأيها الفقير إلى ربه، المسيكين بين يدي مولاه، المحتاج إلى بره وعطائه وحفظه ولطفه:-

"اعلم أن من هو في البحر على لوحٍ، ليس هو بأحوج إلى الله تعالى وإلى لطفه ممن هو في بيته بين أهله وماله.

فإن الأسباب التي ظهرت له بيد الله تعالى، كما أن أسباب نجاة هذا الغريق بيده.

فإذا حققت هذا في قلبك، فاعتمد على الله -عز وجل- اعتماد الغريق الذي لا يعلم له سبب نجاةٍ غير الله تعالى "

( الوصية لابن قدامة ص 65 )

ما أفضل الأعمال؟

قَالَ مُهَنًّا: "قُلْتُ لِأَحْمَدَ: حَدِّثْنَا مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ؟، قَالَ: "طَلَبُ الْعِلْمِ"، قُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالَ: "لِمَنْ صَحَّتْ نِيَّتُهُ"، قُلْتُ: وَأَيُّ شَيْءٍ يُصَحِّحُ النِّيَّةَ؟، قَالَ: "يَنْوِي يَتَوَاضَعُ فِيهِ، وَيَنْفِي عَنْهُ الْجَهْلَ" (طبقات الحنابلة، لابن أبي يعلى، [2/476]).

اليأس من الناس!

التوكل: قطع الاستشراف باليأس من الناس.

عبوديات الشدة في نازلة حلب (27)

ومن الأدعية المجابة فيه هذا الهم والغم: دعاء يونس عليه السلام: {لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:87-88].

عبوديات الشدة في نازلة حلب (23)

رجاء أجر الصبر وهو ثلاثة أجور مذكورة في قوله: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة:155-157].

عبوديات الشدة في نازلة حلب (14)

احتساب الأجر: «ما يصيب المسلم...إلا كفّر الله به من خطاياه » (صحيح البخاري [5641]).

عبوديات الشدة في نازلة حلب (10)

ومن العبوديات حال الشدائد: حسن الظن بالله تعالى، فأفعال سبحانه كلها حكمة ومصلحة وعدل ورحمة، «والخير كله في يديك، والشر ليس إليك» (صحيح مسلم [771]).

عبوديات الشدة في نازلة حلب (19)

معالجة آثار المصائب النفسية: بالإيمان وتحقيق العبودية، قال تعالى {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام:82].

يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
7 صفر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً