إبراهيم السكران
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
كلما استطاع المسلم التخلص من الضباب الكثيف الذي يصنعه الانهماك في الدنيا، ومنح نفسه ساعة تأمل في لحظة صفاء، وتذكر قرب لقاء الله، فإنه سيتفاجأ بحيوية جديدة تدب في نفسه، سيشعر كأنما قام قلبه باستحمام إيماني يزيل عنه العوالق والأوضار، وستتغير نظرته لكثير من الأمور.
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
من استحضار لقاء الله هل يستطيع أن يتجاهل دماء إخوانه النازفة في كثير من بلدان المسلمين؟ هل تستطيع أن تنسى مسوؤليتك أمام الله وأنت تتذكر صور الأشلاء واستغاثات الثكالى وأنين الأطفال في كثير من بلدان المسلمين المنكوبة؟!
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
بكل اختصار "آية" من كتاب الله كادت تذهب بلبي وأنا أقرؤها، فكل ما أعرف من رحمة الأبوة والأمومة بأطفالهم فإنه سيذهب بها هول لحظة مشاهدة النار يوم القيامة، فيتمنى الأب العطوف والأم الحنون أن يتخلصوا من هذه النار حتى ولو أرسوا فلذات أكبادهم إليها، يقول الحق تبارك تعالى في مشهد مرعب: {يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِى مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍۭ بِبَنِيهِ} [المعارج من الآية:11]. هل تتخيل أننا سنقابل في ساعة قريبة نارًا عظيمة مخيفة تطيش أمام زفيرها عقولنا. يا الله يا فرجنا إذا غلقت الأبوابّ اللهم سلامة!
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
هل نحن حين نتلو القرآم نستحضر أن من مقاصد القرآن عميق استحضار اليوم الآخر في النفوس؟ حين ننشغل بدنيانا ونغفل عن هذا اليوم القادم، فنحن لا نغفل عن يوم عادي أو يوم مهم فقط، إننا نغفل عن يوم وصفه الله تعالى {إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْمًۭا ثَقِيلًۭا} [الإنسان:27]. إنه الرحمن -جل وعلا- تخشع له الأصوات في ذلك اليوم المهول {يَوْمَئِذٍۢ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِىَ لَا عِوَجَ لَهُۥ ۖ وَخَشَعَتِ ٱلْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًۭا} [طه:108].
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
مما يصنعه استحضار لقاء الله في النفوس إقبال المرء على نفع إخوانه من المسلمين في دينهم ودنياهم. وأي تهييج لهذه المنزلة الإيمانية العظيمة وهي نفع المسلمين أشرف من قول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم:
«».
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
أنظر كيف يصور القرآن مشاعر المقصرين {وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰفِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍۢ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلْأَبْصَـٰرُ . مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْـِٔدَتُهُمْ هَوَآءٌۭ} [إبراهيم:42-43]، انظر كيف سنقوم من قبورنا شاخصة أبصارنا، مهطعين أي مسرعين، من شدة الفزع والرعب وصف الله القلوب بإنها فارغة. ولا يقطع نياط القلب مثل علمنا بأن هذه الأحوال لا يفصل بيننا وبيننها إلا مجئ ملك الموت في الساعة المقدرة اليوم أو غدًا، ومع ذلك لا زالت الغفلة تكبلنا!!
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
ومما يصنعه استحضار لقاء الله في النفوس الإقبال على القرآن، فيعيد المثقف المسلم صياغة شخصيته الفكرية على ضوء القرآن، لأن الله في هذا اللقاء العصيب القادم سيحاسبنا على ضوء القرآن، كما قال {وَقَدْ ءَاتَيْنَـٰكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًۭا . مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُۥ يَحْمِلُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وِزْرًا} [طه من الآيتين:99-100]، وإنه لخسارة أن يبني المثقف المسلم شخصيته من كتب فكرية منحرفة، هل رأيت أخسر ممن يترك النبع ويترشف المستنقعات؟!
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
والمؤمن الذي امتلأ قلبه باليقين بلحظة القبر، يتحرق على أوقات الانتظار أن تذهب في غير ذكر الله {ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَـٰمًۭا وَقُعُودًۭا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَـٰطِلًۭا سُبْحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ} [آل عمران:191].ساعات كانت لنا ثم ذهبت! ولن تعود، انتهت الفرصة! قال تعالى {وَٱتَّبِعُوٓا۟ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةًۭ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ . أَن تَقُولَ نَفْسٌۭ يَـٰحَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِى جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّـٰخِرِينَ} [الزمر: 55-56].
إبراهيم السكران
تهنئة المجاهدين
إخواني مجاهدي غزة والشام والعراق وفي كل مكان، تقبل الله رباطكم وغزوكم وصيامكم وقيامكم، أنتم شرف العيد ووسامه ونياشينه
إبراهيم السكران
دقائق السحر الأخيرة
دقائق السحرالأخيرة مما لعلها آخر ليلة برمضان
رب اجعلنا ممن صام رمضان إيمانا واحتسابا
وقام رمضان إيمانا واحتسابا
وقام ليلة القدر إيمانا واحتسابا
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
والحقيقة أن استحضار الحقائق الكبرى كالموت ولقاء الله، وتمزيق ضباب الذهول الذي يلفها، يثمر للمرء تصحيحًا هائلًا في مسيرته العلمية والدعوية والاجتماعية، ويغيرها جذريًا من نظرته لكثير من الأمور، فيصبح يقرأ الأشياء على ضوء سؤال: هل تقرب من الله وتنفع في اليوم الآخر أم لا؟! ولا يزال هذا السؤال القلق يقوده حتى تأتي لحظة لقاء الله فيحمد العاقبة: {قَالُوٓا۟ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِىٓ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ . فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ} [الطور:26-27].
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
كلما رأيت نفسي في غفلة، وكلما رأيت نفسي وقد ذهلت عن الحقائق الكبرى، أخذت أردد: فتش عن "دوامة التكاثر"! وبكل صراحة فإنني لا أعرف مفهومًا عقليًا لا يكاد المرء حين يتأمله أن يطيق آثاره الإيمانية مثل مقارنة بين "أبدية الحياة الآخرة" و"تأقيت الحياة الدنيا". مقارنة التأقيت بالأبدية تجعل الدنيا رقمًا مهملًا لا يستحق الذكر أصلًا، الأبدية ليست مئة سنة، ولا ألف سنة، ولا مليون، ولا مليار، ولكنه أبد الآبدين بلا نهاية! من يستطيع أن يتصور؟!