مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

وما الذي يؤمننا نحن حين نقصر في أمر علمنا تعظيم الله له أن لا يعقبنا ذلك نفاقًا في قلوبنا؟ وما الذي يؤمننا حين ننتهك أمرًا علمنا حرمته عند الله أن لا يعقبنا ذلك نفاقًا في قلوبنا؟! 

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

لا أعرف أحدًا من كبار السن الذاكرين لله إلا وقرأت في روحه طيب الخاطر، وانشراح الصدر، والرضا الذاتي. وبكل صراحة فإن هاتين الظاهرتين (التسبيح) و(الرضا النفسي) لم تكونا مرتبطتين في ذهني بصورة واضحة، ولكن مرت بي آية من كتاب الله كأنها كشفت لي سر هذا المعنى {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ ءَانَآئِ ٱلَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ} [طه من الآية:130].

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

كم كنت مندهشَا حين رأيت القرآن يتحدث عن المنافقين بأنهم يصلون، ويتصدقون، ويذكرون الله! فأشار القرآن إلى كون المنافقين يصلون، بل إلى أنهم يذكرون الله، كما في قول الله تعالى {إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ يُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَـٰدِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوٓا۟ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُوا۟ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلًۭا} [النساء:142]. يا الله المنافق يصلي، بل ويذكر الله قليلًا، ومع ذلك لم يمنع ذلك عن وصفه بالنفاق! 

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

تأمل! إنهم قوم يؤمنون بالله لدرجة أنهم عاهدوا ربهم، ولم يفعلوا أكثر من البخل بالمال بعد المعاهدة، ومع ذلك هجم النفاق على قلوبهم بسبب ذلك! {وَمِنْهُم مَّنْ عَـٰهَدَ ٱللَّهَ لَئِنْ ءَاتَىٰنَا مِن فَضْلِهِۦ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ . فَلَمَّآ ءَاتَىٰهُم مِّن فَضْلِهِۦ بَخِلُوا۟ بِهِۦ وَتَوَلَّوا۟ وَّهُم مُّعْرِضُونَ . فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًۭا فِى قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُۥ بِمَآ أَخْلَفُوا۟ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا۟ يَكْذِبُونَ} [التوبة:75-77].

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

 إن هذه المقولة: "أن النفاق كله حالة قلبية مستترة لا يمكن معرفتها مطلقًا" تقضي إلى تعطيل جملة من الأحكام القرآن في المنافقين. فإن الله أمرنا أن نجاهد المنافقين، كما قال {يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ جَـٰهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة من الآية:73]، والأمر جاهد المنافقين فرع عن إمكانية معرفة بعضهم بأعيانهم. وكذلك نهانا الله عن الانقسام في الموقف من المنافقين، {فَمَا لَكُمْ فِى ٱلْمُنَـٰفِقِينَ فِئَتَيْنِ وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوٓا۟ ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا۟ مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ} [النساء:88]. 

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

كنت أتصور سابقًا أن المنافق لا بد أن يعلم من نفسه أنه منافق، ويالسذاجة تصوري السابق! اكتشفت أن المنافق قد لا يعلم بذلك، بل قد يظن نفسه حين أطلق بعض العبارات إنما أطلقها مزاحًا! كنت أظن النفاق مؤامرة كبرى تتخذ بتخطيط شامل، ولم أتوقع بتاتًا أن النفاق قد يقع في القلب بتصرفات نعدها في موازيننا من هوامش الأمور! 

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

لقد كنت أفهم حديث ابن أبي ميكة عن قلق الصحابة من النفاق على أنه (ورع الصحابة) فقط، يقول فيه: "أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كلهم يخاف النفاق على نفسه" (صحيح البخاري). كنت أقول في نفسي: إن هذا من باب الاحتياط، ولكن هذه الآية العجيبة {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًۭا فِى قُلُوبِهِمْ} والتي شاهد واقعتها عيانًا، هي التي جعلتهم يفهمون النفاق على أنه (أثر) لتصرفات معينة، كثيرًا ما يكون صاحبها لم يتوقع نتائجها. 

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

كيف لم يعد يشوقنا وعد ربنا في سورة النحل إذ يقول {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍۢ} [النحل من الآية:96]. بكل صراحة، حين تتذكر شخير الساعة الخامسة فجرًا، في مقابل هدير السابعة صباحًا، فأخبرني هل تستطيع أن تمنع ذهنك من أن يتذكر قول الله تعالى {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ} [الأعلى:16-17]؟ وإذا تأملت هذا الشغف بحطام الدنيا، والتفريط في أعظم أمور الآخرة، فتذكر {وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌۭ لِّمَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحًۭا} [القصص من الآية 80].

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

ويتصور كثير من الناس أنه بمجرد أن يذهب إلى الصلاة، حتى لو كان متأخرًا دومًا، ويذهب إليها متثاقلًا؛ فقد ارتفع عنه الوعيد والتهديد الذي جاء في القرآن، ولا يعلم هذا المغرور أن الله ذكر عن المنافقين أنهم يصلون، وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المنافقون يصلون، ولكن أنظر بالله عليك كيف وصف الله صلاة المنافقين {وَإِذَا قَامُوٓا۟ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُوا۟ كُسَالَىٰ} [النساء من الآية:142]

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

ومن عجائب منزلة الصلاة أن كل العبادات شرعها الله في الأرض عبر طريق الوحي، إلا الصلاة فإنه عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بثلاث سنوات، حتى سمع فرضيتها من الله جل جلاله مباشرة، فلم تفرض شريعة من الله لنبيه بلا واسطة إلا الصلاة فيما نعلم.

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

في أواسط سورة السجدة ذكر الله المؤشرات التي تدل على الإيمان الباطن، حيث استفتحها بقوله {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِـَٔايَـٰتِنَا} [السجدة من الآية:15]، وفي ثنايا تلك المؤشرات صورت الآيات مشهد ذلك المؤمن الصادق، وهو في فراشه تهاجمه ذكرى الآخرة، فلا يستطيع جنبه أن يسترخي للنوم، تأمل قول الله تعالى {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًۭا وَطَمَعًۭا وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ} [السجدة:16].

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

زارني مرة طالب في جامعة الملك سعود، في المستوى الثالث، وكان لديه بعض الإشكاليات يريد أن يناقشها، وأثناء حديثه قلت له: أريد أن أسألك سؤالًا: ما هي الإشكاليات الفكرية التي يتساءل حولها طلاب الجامعة وتؤرقهم. تبسم هذا الشاب وقال لي: "هل تريد أحدثك بصراحة"، قلت: نعم، قال: طلاب الجامعة الذين أراهم ليس لديهم أصلًا أي اهتمام بالإشكاليات الفكرية التي تعنيكم! ولا ألقوا بالًا لهذه القضايا التي تختلف حولها النخب، الطلاب الذين أراهم إذا أردت الصراحة ينتشر بينهم "التهاون في الصلاة"!

معلومات

بكالوريوس شريعة- ماجستير سياسة شرعية-جامعة الإمام- ماجستير قانون تجاري دولي-جامعة إسكس-بريطانيا.

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً