مسؤول كبير

منذ 2015-02-16
مسؤول كبير

من المفاهيم المغلوطة عند كثير من الناس، حتى المثقفين منهم، أنهم يقولون عن رئيس أو وزير أو مدير أو أي ذي منصب كبير أو مهم أنه مسؤول كبير، أو أن فلاناً مسؤول أكبر من فلان!! ويقول (المسؤول) لـ(لخدم والعُمَّال) كيف تخالف أمري وأنا مسؤول (عليك)؟!

فهو يظن أن مقتضى كونه مسؤولاً أن يكون هو القائــل والفــاعل أو هو القئول الفعــول. ويقول (حُـسَّادُهُ وخصومه!) فلان طالب مسؤولية، والحقيقةُ أن الحقيقةَ مقلوبة لغويًّا ومعنويًّا، فلم يدرِ هؤلاء أن مسؤول اسم مفعـــــول وليس اسم فاعـــــل!!  فهو مسؤول كثيرًا، وليس كبيرًا، وهو مسؤول (عـــن) وليس (عـــلى) العمال والخدم! والعمَّال والخدم أيضًا مسؤولون عنه لا عليه. فهو لا يرد أن يكون مسؤولا محاسَبا، وإنما يريد أن يكون سائلا محاسِبا.

وفي الحديث: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، والإمام راع وهو مسئول، والرجل راع على أهله وهو مسئول، والمرأة راعية على بيت زوجها وهى مسئولة، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول» (متفق على صحته). أي: سوف يسأل ويحاسب عن النقير والقطمير؛ عن القليل والكثير، وعن الصغير والكبير، فإن وَفَّي ما عليه من الرعاية حصل له الحظ الأوفر والجزاء الأكبر، وإلا طالبه كل أحد من رعيته بحقه في الآخرة، إنها لعطيمة مُفزِعةٌ، ولو تدبرها قومٌ لتمنَّوا أنْ لو لم يكونوا رعاة حتى على أنفسهم، ولَوَدُّوا أنْ لو كانوا أمانة عند غيرهم كالصبيان، لأنهم عَرفوا أن المسؤول مفعول وليس فاعلاً... وعرفوا أنه مسؤول عن رعيته وليس مسؤولاً عليهم، وأنه مسؤول كثيرًا وليس كبيرًا. ولو علم أو تذكَّر طلاب الكراسي والتحكم في الرقاب أن مسؤول معناه محاسب وربما معاقب، إلا من رحم اللهُ، فلو علموا ذلك وتذكَّروه لتركوا طلبها، بل ولتدافعوها وفرُّوا منها كما كان العارفون بالله من السلف الصالح-رحمهم الله ورضي عنهم-. فحتى لو لم يكن أحد من الناس راعيًا ولا  على أحد من البشر وليس متأمرا ولو على اثنين من الناس، فإنه عندئذ يُسأل عن نفسه هو وماله وجسده...

فضلا عن أن يُسأل عن أسرته، ويُسأل عن جيرانه الذين لم يؤدِّ حقوقهم.

مسؤول كبير (المقالة كاملة)

رسالة إلى مسؤول ( عائض القرني)

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - حال الأمّة مع حكّامها

سلسلة صناعة العلماء - 13 - العلماء ونصح الحكام

تقدير المسؤولية ..  

  • 0
  • 0
  • 3,892

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً