وقفة مع النفس

منذ 2015-02-25
وقفة مع النفس

تمر بنا الأيام.. ويدور الناس في فلك البحث وراء احتياجات ومتطلبات الحياة.. ولكن أي حياة؟!
هل هي حياة الدنيا.. الفانية ذات الأيام المعدودة؟! أم حياة الآخرة..؟! حياة الخلود؟

هل نعي أنه ميزان، إن اهتممنا بوضع كل بضاعتنا في كفة واحدة ترجح عن الأخرى! فإن اهتممنا بكفة الحياة الدنيا أخذتنا وأُوكِلْنَا إليها! وإن أصبح همنا بكفة الحياة الآخرة أخذناها وأُعِنَّا عليها؟! يقول الله عز وجل {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} [الشورى:20].
فبأي كفة ستهتم؟! هل ستضحي بجنة عرضها السموات والأرض من أجل دنيا؟ {وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت:64].

ولكن هل يعني ذلك ألا نعمر الدينا ولا نهتم بأمرها؟ ونبقى داخل المساجد نصلي؟ لم يكن ديننا دين دروشة ولا رهبنة قط! ولكننا أُمِرْنَا أن نعمر تلك الأرض ونُعَبِّدها لرب العالمين! لا نسعى فيها من أجل حظ نفس أو شهوة سلطة او قوة.. ولكن تمكين لكلمة التوحيد وتعبيد العالمين لربهم! يقول الله عز وجل {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].

يقول الله عز وجل: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:77] يقول البغوي في تفسيره في تفسير تلك الآية: " {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ} اطلب فيما أعطاك الله من الأموال والنعمة والجنة وهو أن تقوم بشكر الله فيما أنعم عليك وتنفقه في رضا الله تعالى، {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} قال مجاهد، وابن زيد: "لا تترك أن تعمل في الدنيا للآخرة حتى تنجو من العذاب، لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا أن يعمل للآخرة"، وقال علي: "لا تنس صحتك وقوتك وشبابك وغناك أن تطلب بها الآخرة"، عن عمرو بن ميمون الأودي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرجل : وهو يعظه: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» (الحديث مرسل). {وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} أي: أحسِن بطاعة الله، كما أحسن الله إليك بنعمته، وقيل: أحسِن إلى الناس كما أحسَنَ الله إليك، ولا تبغ الفساد في الأرض".

فاليوم الذي سنرجع فيه إلى الله عز وجل.. قد يكون اليوم.. بعد دقيقة من الآن.. أو بعد عام، لا أحد يعرف متى ينتهي الامتحان ويأتي الحساب، فلنحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسَب ونُعِدّ للأمر عُدَّتَه، يقول الله عز وجل {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281].

وقفة مع النفس ... يا راغباً في الخير .... !!

يا من فقدناه في صلاة الفجر

وقفة مع النفس : أنت عايش ليه ؟

وقفة مع النفس

  • 2
  • 1
  • 16,856

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً