#خطب_مكتوبة *خطبة.ارتفاع.الأسعار.cc* 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي. عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...

#خطب_مكتوبة

*خطبة.ارتفاع.الأسعار.cc*

👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/OEyQ02sLV1A
الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:

عظيم أن نتحدث اليوم عن موضوع مقلق، ومهم غاية في الأهمية، يلامس واقعنا، وهو هم أكبر لدى كثير منا، بل لدى الجميع لربما الصغير، والكبير، الذكر، والأنثى، شغلنا الشاغل، حديث مجالسنا، وطرقنا، ومقايلنا، إنها مصيبة في الحقيقة، ورزية عظيمة، وفاجعة، وكارثة والله يقول في كتابه الكريم: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرينَ الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ﴾، إنه موضوع ارتفاع الأسعار، تلك الكارثة المدوية، التي تنذر بفقر عظيم، ومجاعة كاسحة لكثير من الناس، ليس أي ارتعاع بل ارتفاع جنوني هائل وعظيم، ولا حدود ولا ساحل له، ولا شيء يحده، ولا شيء يقله…

ارتفاع الأسعار تلك الكارثة العظمى التي تنذر بهلاك المجتمعات، والتي تنذر بمجاعات، وقتل لكثير من الناس وفي عقر ديارهم، فضلا عن هم بليل ونهار، وأرق شديد، وفيه إشغال للناس بتوافه دنياهم، عن واجباتهم الدينية، وعن واجباتهم نحو ربهم ﷻ، وإشغالهم عنها بما يجب أن تتوفر أصلا، ولكن أصبح ذلك الإنسان المسلم من فقر إلى فقر، ومن هم إلى هم، ومن ارتفاع إلى ارتفاع، خاصة المواطن اليمني الذي أصبح في القرن الواحد والعشرين قرن الثورة العلمية، والتكنولوجية، والثورة الفاحشة، والغناء الطائل في كثير من الدول، اصبح للأسف اليمني هو أفقر مواطن على وجه الأرض بحسب الإحصائيات العالمية الرسمية، لقد أوشكت المجاعة أن تعم أغلب الناس، لقد اختفت كثير من الطبقات الوسطى التي كانت موجودة من فئات عمالية متواضعة، من فئات متواضعة دخلها من صيادين، أو معلمين، أو موظفين عاديين، برواتب زهيدة، أو من دخل بسيط، اختفت الطبقات تلك، وأصبحت الأغلب والأكثر هي الطبقات العادية البسيطة الفقيرة التي لربما مع قادم الأيام إن لم يكن أمل بالله جل جلاله أن تجوع، وأن تهلك، وأن تتكفف الناس، وتصبح شحاتة لدى هذا وذاك، وهذا ما يراد لها، لقد اصبحت اليوم هلكى أو لا وجود لها أصلا، وأصبح كثير من شرائح الناس إنما هم طبقات صفرية، أو طبقات مفرطة عليا كبيرة، تباعدت الفجوة بيننا كأننا لسنا بمسلمين، كأن لم يأمرنا الله جل جلاله: ﴿ كَي لا يَكونَ دولَةً بَينَ الأَغنِياءِ مِنكُم ﴾، تداول المال من غني لغني، والفقير يعاني، اليوم العمارات، والشركات، والمؤسسات الكبرى كل يوم يفتتح هذا وذاك من اناس معينين كرسميين أصبحوا هم الإقطاعيون في عهد هو القرن الواحد والعشرين، لا نسمع كل يوم الا بالتهام لشركة، او بسط على خرضية، أو أخذ لممتلك، او شيء من هذ، لقد أصبح النافذون هم المتحكمون، هم الذين يتحكمون بزمام هؤلاء الناس البسطاء المساكين في ظل هذه الأسعار المرتفعة المخيفة التي لا طائل منها…

أيها المؤمنون:
مع أن العادة، والطبيعة، والجميع يتفق أن افعالا سفيهة، وحمقاء بشرية هي السبب عند كثير من الناس في ارتفاع الأسعار الجنوني لكن هناك ما يجب أن أنبه عليه كتنبيه غاية في الأهمية، ثم أعطي رسائل أربع:
رسالة للتجار
ورسالة للأغنياء عموما
ورسالة للناس
ورسالة أخيرة للدولة
ثم نصيحة أختم بها خطبتي
ولكن قبل هذا يجب أن نتحدث عن السبب الباطن، والتنبيه العاجل؛ لأن الله يقول في كتابه الكريم: ﴿وَذَروا ظاهِرَ الإِثمِ وَباطِنَهُ﴾، الظاهر والباطن من الإثم يجب أن يُترك لا أن ينظر الإنسان للأسباب العادية من سفه وطيش وتحكم للسفهاء وللحمقاء في تجارات الناس وفي اقواتهم وضرورياتهم وينسى السبب من عند نفسه، وهو ما يجهله كثير من الناس فربنا يقول في كتابه الكريم: ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾، ﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم ﴾، إذن أنفسكم اولا هي السبب في المصائب، ذنوبكم، معاصيكم… ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتيها رِزقُها رَغَدًا مِن كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الجوعِ وَالخَوفِ بِما كانوا يَصنَعونَ﴾، بما صنعوا، بما عملوا، بما اكتسبوا، بما اقترحوا، بألسنتهم، بأيديهم، بأرجلهم، بجوارحهم بأي شيء فيهم، تحولت النعمة لديهم إلى نقمة، تحول الرزق الرغد الذي يأتي من كل مكان إلى جوع، إلى فقر، إلى مجاعة، والسبب ما كسبت أيديهم، فالنظر أولا إلى أنفسنا، وما الذي اكتسبناه، ما الذي فعلناه حتى حلّت الكارثة بنا والله جل جلاله لا يخلف وعده أبدا…

وأذكر قصة حدثت في شبه القارة الهندية إذ جاء الناس في فترة غلاء أسعار فاحش للإمام المجدد الكندهلوي عليه رحمة الله صاحب كتاب حياة الصحابة قالوا له إن المجاعة قد أوشكت ان تعمنا جميعا بشبه القارة الهندية فقال لهم: إن الناس والأقوات وكل شيء لدى رب العالمين جل جلاله ككفتي الميزان فإذا ارتفعت قيمة الناس عند الله بأعمالهم الصالحة خفت ورخصت قيمة الأشياء وإذا خف الإنسان عند رب العالمين وفي ميزانه ارتفعت قيمة الأشياء وبالتالي أصبح هذا الإنسان الضعيف المسكين الذي رخص عند الله يصبح يلاحق هذه الأشياء التافهة، التي هي ليست بشيء عند الله، ولكنه أغلاها بسبب الناس، بسبب ذنوبهم ومعاصيهم، بما كانوا يعملون، فإذا الإنسان حرص على أن يكسب الأعمال الصالحة، والإيمان ارتفعت قيمته، ورخصت قيمة الأشياء، وأصبح ذلك الإنسان لا يهم شيئا قال الله عن هذه الحقيقة التي يجب أن تخلد في أذهاننا: ﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ﴾، تتفتح لأجلهم بركات السماوات والأرض، وتسخر لأجلهم إذا أمنوا واتقوا ﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ﴾، بما كسبت أيديهم، بما اجترحوا أخذناهم، ومن ذلك أن عذبناهم بمعايشهم، وأصبح الحقير لديهم عظيما جليلا لا يكاد يحصل عليه، والرخيص غاليا صعب المنال، ﴿وَأَن لَوِ استَقاموا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا﴾، لا إشكال عند رب العالمين جل جلاله، والمشكلة هي عند الناس، والعلاج هو علاج علي كما قال رضي الله عنه: " ما نزل بلاء إلا بذنب وما رُفع إلا بتوبة" التوبة التي يجب ان تعم المجتمعات؛ ليرتفع ما بهم، ﴿وَما أَرسَلنا في قَريَةٍ مِن نَبِيٍّ إِلّا أَخَذنا أَهلَها بِالبَأساءِ وَالضَّرّاءِ لَعَلَّهُم يَضَّرَّعونَ﴾، يعني لأجل أن يتضرعوا، لعلهم يأوبون، لعلهم يرجعون، لعلهم يتوبون، قال الله في أخرى: ﴿وَلَقَد أَرسَلنا إِلى أُمَمٍ مِن قَبلِكَ فَأَخَذناهُم بِالبَأساءِ وَالضَّرّاءِ لَعَلَّهُم يَتَضَرَّعونَ فَلَولا إِذ جاءَهُم بَأسُنا تَضَرَّعوا وَلكِن قَسَت قُلوبُهُم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ ما كانوا يَعمَلونَ﴾، قست قلوبهم فأصبحوا يلاحقون حوائجهم، ودنياهم، وما يريدون، ونسوا الله الذي يجب أن يتضرعوا إليه، من أجل أن يرد لهم ضائعاتهم، لأجل أن يرد لهم ما يريدون، لأجل أن يرخص عليهم جل جلاله تلك المعايش التي هي عنده حقيرة، هذا شيء، وبقي شيء آخر هو ما قاله إبراهيم ابن أدهم عليه رحمة الله لما قيل له ان الأسعار قد غلت وارتفعت قال وما همي بهذا؟ والله لو أصبحت حبة القمح بدينار ما أهم هذا؛ عليّ أن أعبده كما أمرني، وهو سيعطيني كما وعدني، ﴿وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَى اللَّهِ رِزقُها﴾، وهي دابة أي دابة فكيف بالإنسان المكرم، لن يضيعك الله وقد كرمك، ﴿وَلقَدْ كَرّمّنَا بَني آدَمَ}، يجب أن ترتفع الهمة، والأمل برب العالمين جل جلاله، أن يسعى ذلك المسلم بالذات اليمني يسعى ليل نهار من أجل أن يحصل على قوت يومه وليلته ولا يخاف ولا يخشى من ذي العرش إقلالا؛ فالله هو الرزاق ذو القوة المتين، علينا ان نعبده كما امرنا وهو سيعطينا كما وعدنا، وهو لا يخلف الميعاد جل جلاله، فلا أمل إلا به، ويجب العودة إليه؛ لترد الأشياء كما كانت…
من رزقك في الرخص سيرزقك في الغلاء؛ فالرزاق حي لا يموت، أنت فقط اخرُج إلى عملك، واسعَ في هذه الأرض، واترُك الأمر لله فله الأمر والحكمة البالغة، فهو الذي تكفَّل برزقك، وقال: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾...

هذا علاج لا بد منه ثم بعده أوجه رسائلي الأربع: أولا رسالتي للتجار

*رسالة إلى التجار*إلى أولئك الذين عليهم مسؤولية كبرى، وأمانة عظمة، إلى أولئك الذين خيرهم النبي صلى الله عليه وسلم بين الأبرار أو الفجار
إلى أولئك الذين يتحكمون بزمام الأمور ولديهم أكثر الحلول
إلى أولئك أيضا الجشعين الطمعين الذين عبأوا مخازنهم من سنوات ثم رفعوا اليوم لعشرات الأضعاف
إلى أولئك الذين يقتلون الناس صمتا ويدفنونهم جبرا بأفعالهم

أناديهم اليوم بذلك النداء الذي ناداهم به النبي صلى الله عليه وسلم اذ قال مرتين: ( يا معشر التجار) ثم كرر (يا معشر التجار) فرفعوا أبصارهم اليه صلى الله عليه وسلم، ومدوا أعناقهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم: (إن التاجر الصدوق الأمين يبعث يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء)، وقال لهم مرة صلى الله عليه وسلم:(ان التجار هم الفجار الا من اتقى الله وبر وصدق). واتقى الله وبر وصدق يحشر مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة كما في الحديث السابق.

وأي فضل وعظمة بعد هذه الكلماتا، والمرتبة الشريفة التي يحصدها ذلك التاجر وماذاك الا لأن مفتاح الدنيا بين يدي التاجر فاذا ارخص او اقتنع بشيء بسيط ففيه البركة، واذا لم يقتنع فانه تمحق بركة ماله؛ لأن البركة من الله ليست من الأموال، يظن الكثير على أن كلما جمع كلما ارتفع، وكلما سمى، وكلما اعتلى، وكلما اغتنى، لا والله ليست البركة هذه بل البركة مخفية، سر الهي يوضع في الأموال، يوضع في الأشخاص، يوضع في المجتمعات، يوضع في الأهل، يوضع في الإنسان في صحته في غناه في ماله في أهله في كل شيء، فإذا انتزعت البركة أصبح ذلك الانسان ممسوخا ولو عنده ملايين ومليارات الدولارات لا تنفعه ممسوخ لا شيء له، وقد قال صلى الله عليه وسلم عند مسلم:( من اخذ مالا بغير حقه لا بورك له فيه ومن اخذه بحقه وفي حله بارك الله له فيه)، فخذه بحله ومن حقك ولا تزد عليه، واقتنع باليسير؛ ليعطيك الله الكثير، وليس الكثير بدنيا بل ببركة يضعها الله في أموالك فاحذر أن تلتهم ما بأيدي الناس وتوقع نفسك وإياهم في ضرر في الدنيا والآخرة.

ثانياً: رسالة للأغنياء
*للأغنياء اصحاب اليسار*
للذين عندهم اليسار، أقول لهم:( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، تفقدوا جيرانكم وفقراءكم وأهاليكم وذوي الحاجات منكم؛ ليتفقدكم الله، ارحموهم ليرحمكم الله، ارفقوا بهم ليرفق الله بكم، إذا نظرتم اإليهم نظر الله إليكم، إذا سترتموهم ستركم الله، إذا فرّجتم همومكم فرّج الله همومهكم، إن سعيتنم في سد حوائجهم سد اللله حوائجكم، والجزاء من جنس العمل، وهذا نبينا قد نفى الإيمان عن من بات شبعان وجاره جائع والحديث صحيح:( ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع بجواره وهو يعلم)، لا يحل لمسلم أن يترك صديقه وجاره ومعدمه فقيرا تعيسا مغموما مكروبا مهموما، ويترك الدنيا عليه، ويترك الفقر بين يديه، ويتركه يحمل هم الليل والنهار، هذا لأصحاب اليسار الأغنياء ....

*واجب الناس أمام ارتفاع الأسعار*

أما عامة الناس فأقول لهم ما قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: (اربعوا على أنفسكم) أي خففوا على أنفسكم، ربنا يقول: (﴿يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ وَكُلوا وَاشرَبوا وَلا تُسرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفينَ﴾،
﴿ وَلا تُبَذِّر تَبذيرًا۝إِنَّ المُبَذِّرينَ كانوا إِخوانَ الشَّياطينِ وَكانَ الشَّيطانُ لِرَبِّهِ كَفورًا﴾
خفف على نفسك من المشتريات، رشد مشترياتك، الترشيد الاقتصادي أن تأخذ المهم، وتترك ما لا داعي له، أن تأخذ ما لا بد منه وتترك الكماليات والتحسينيات، أن تأخذ الضروريات والحاجيات وتترك ما ليس له داعي، ما يمكن ان تستغني عنه ما يعد من التوافه، ولعل الرخصة يأتي هذا سبب حقيقي وواقع…

ثم أيضًا الواجب على المجتمع أن يحاربوا التجار، نعم أن يحاربوا التجار بترك بضائعهم لديهم، وينظرون ماذا سيفعلون كما قال عمر في قاعدته العمرية، وأيضاً القاعدة العلوية علي رضي الله عنه قال عمر لما غلي اللحم في تلك الفترة قالوا إن اللحم قد غلي فقال عمر رضي الله عنه للناس: ( ارخصوه انتم) والقصة ثابتة متواترة عنه، قال ( ارخصوه انتم) قالوا: وكيف نرخصه وهو من عندهم ليس من عندنا؟ فقال ( ارخصوه انتم) فقالوا بم؟ قال: ( اتركوه لهم) خلوه، البيض بمئة، الحبة الروتي بكذا اتركه فينتهي لديه فيظطر ان يبيعه بأرخص الأثمان، اتركه له اجعله يهنأ به، وسترى كيف يكون، أو القاعدة العلوية لعلي رضي الله عنه عندما بعثوا اليه من المدينة: لقد لقد غلي الزبيب فقال علي رضي الله عنه: (ارخصوه بالتمر) أي اتركوا الزبيب واستبدلوا التمر، يعني استبدلوا بضاعة أميركية ببضاعة مثلا اندونيسية أو ماليزية أو أيا كانت من السلع، واستبدل بدلها أخرى، سترى على ان تلك رخصت، فتكاتف المجتمعات لمحاربة الجشعين من التجار واجب الساعة وواجب الوقت.

أقول قولي هذا وأستغفر الله


الخــطبة الــثــانــيــة: ↶
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، أما بعد:

*رسالة إلى الدولة*

أخيرا رسالتي للدولة التي نؤمن بها بالغيب وإن لم نرها، ولم نشمها، ولم نسمع عنها، ولم ندركها، ولم نطعمها، أقول أين المسؤولية الملقاة على عاتقها في مراقبة التجار الجشعين، الظلمة، المجرمين، الذين تسلطوا على رقاب الناس، وانتهبوهم، وأخذوا أموالهم كرها، واضطرارا…
أين المسؤولية الملقاة على عاتقهم ونبينا صلى الله عليه وسلم في البخاري ومسلم قد قال: ( من استرعاه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة)، فاهنئوا بدنياكم واشبعوا وتنعموا، ثم تحرمون جنة عرضها السماوات والأرض؛ بسبب مسؤولية ألقيت على عواتقكم ثم لم تقوموا بها، ونمتم عنها… وربنا لا تأخذه سنة ولا نوم.. تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم

أين الواجب من متابعة، من مراقبة، من فرض أسعار رسمية للأقوات الضرورية، أو دعم للأقوات الضرورية…
شيء آخر إذا كان عمر رضي الله عنه قد جعل مراقبين للأسواق في كل سوق حتى انه فرض النساء على النساء في الأسواق ايضا فكيف بنا وفي وضعنا؟
وهم في فترة إيمانية، وفترة ورع وخوف من الله، ومع هذا فرض هؤلاء.. وعلي رضي الله عنه كذلك بل لما قيل له إن فلانا احتكر شيئًا بألف درهم أمر بما احتكره فأحرقه أمام الناس، أين واحدة فقط من هذه؟ قصة لهؤلاء الذين أخذوا، والتهموا، وفعلوا ما فعلوا وجرعوا الناس غصص العذاب…
أين قصة من هذه تشتهر أمام الإعلام ليرتدع التجار الجشعين، وليس أي تجار لا أعمم هنا، أين هؤلاء الذين جعلت المسؤولية على عواثقهم ثم ناموا عنها… اتقوا الله في الناس…

….وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين….
┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
...المزيد

#مقتطفات مـــن خـطــب ســابـقــة لفضيلـة الشيــخ/ عبــداللــہ رفيــق السوطــﮯ. ────────── ♦️- إن ...

#مقتطفات مـــن خـطــب ســابـقــة لفضيلـة الشيــخ/ عبــداللــہ رفيــق السوطــﮯ.
──────────
♦️- إن من أحسن في نهاية عمره غفر الله له ما مضى من أيامه، وقد ذكر الإمام ابن حج العسقلاني في فتح الباري أن العبرة بكمال النهايات، لا بنقصان البدايات، فمن كانت نهايته كاملة كانت نواقص أوقاته الأولى مغفورة، فإذا صح إنسان في النهاية وتعرف إلى الله ولو في آخر لحظة من عمره فمات وهو يقول لا إله إلا الله غفرله كل شيء مهما فعل ومهما ارتكب ومهما صنع ما دام وأنه وُفق لأن يقول في آخر لحظة من عمره، فالعبرة بحسن الخاتمة، فلننظر كيف نختم رمضان، وبأي شيء نختمه، فعلينا أيها الإخوة ونحن أوشكنا على الانتهاء من رمضان بما فيه ولم تتبق لنا إلا أيام معدودة فقط فما هي أعمالنا وأحوالنا وأوقاتنا، إن لم نستدرك الآن ما فات سيذهب رمضان وأواخره كما ذهب وأوئلة، ألا فلنحسن فيما بقى من لياليه وهي أعظم لياليه ليغفر لنا ما مضى، من أحسن فيما بقى غفر الله له ما مضى قاعدة متفق بين العلماء.
〰〰〰〰〰〰〰〰
https://www.facebook.com/Alsoty2
...المزيد

*ماذا.بعد.رمضان.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي. عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...

*ماذا.بعد.رمضان.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/te5bLJ_FwP0
*📆 تم إلقاؤها بمسجد الخير فلك جامعة حضرموت: 28/ رمضان /1443هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:

- إن كل شيء يذكرنا بمصيرنا، يذكرنا بآجالنا، يذكرنا بمنتهانا، يذكرنا بسفرنا الطويل، ولقائنا الكبير، يذكرنا بـ: ﴿لِيَومٍ عَظيمٍ يَومَ يَقومُ النّاسُ لِرَبِّ العالَمينَ﴾، أيام تنقضي سريعًا، وأعوام تمر كأنها غمضة عين، هكذا ما إن نبتدأ في الشيء حتى ننتهي، ما إن نفرح به حتى نحزن عليه، ما إن نُبشِر حتى نودِع، ما إن نستقبل حتى تكون النهاية سريعة وجدا، والله يقول مصورا لمشهد الدنيا بما فيها: ﴿اعلَموا أَنَّمَا الحَياةُ الدُّنيا لَعِبٌ وَلَهوٌ وَزينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَينَكُم وَتَكاثُرٌ فِي الأَموالِ وَالأَولادِ كَمَثَلِ غَيثٍ أَعجَبَ الكُفّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهيجُ فَتَراهُ مُصفَرًّا ثُمَّ يَكونُ حُطامًا...ِ﴾، هذه هي الدنيا بما فيها زرع جاءه غيث فأصبح قويًا على سوقه، ثم ما هي ألا لحظات حتى يأتي حصاده، ثم ينتهي وكأن الأيام لم تأت وهو في قوته وصحته وعافيته وفي أيام حياته وفتوته: ﴿وَاضرِب لَهُم مَثَلَ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ فَاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ فَأَصبَحَ هَشيمًا تَذروهُ الرِّياحُ...﴾، هكذا هي ماء ينزل، وغيث يصعد، ويأتي الحاصد فيحصد، وهي كذلك الدنيا بما فيها دنيانا بصحتها بعافيتها بألامها وآمالها بأهلها بأهدافها بانجازاتها بأكلها بشربها بأي شيء صعد عليها، فهي كغيث نزل على زرع فحيي الزرع ثم جاء الحصاد، ورمضان أشبه بهذا، قبل كم آيام وكأنها لحظات كنا نستقبل رمضان، وأيضًا كنا نبشر بدخوله واليوم ودعناه، وكأن تلك الأيام ليست بشيء:
دقات قلب المـرء قائلةً لهُ
إن الحياة دقائقٌ وثواني
الدقيقة واللحظة والثانية وأي شيء كان في هذه الدنيا فهي تذكر بيوم القيامة بالموت قبل ذلك بالأجل المنسي عند كثير من الناس، الذين أصبحوا لا يتذكرون المصير، ولا ينتظرون للمشيب، وكأنه لن يأتيهم يومًا من الأيام، كثير أولئك الذين نسوا وتناسوا أمرهم المحتوم، وحظهم المقسوم، إنه الذي سيأتي على كل الخلائق جميعًا، والفارق بين هذا وهذا إنما هي لحظات من التعمير ثم الرحيل، الجميع على هذا، ورمضان أيها الإخوة إنما يذكرنا بزوالنا ورحيلنا وبوداعنا للحياة الدنيا بما فيها وبما هو عليها…

- إن الأيام والساعات واللحظات تنقضي على الجميع، ولكن شتان بين من أستغلها في الطاعة، ومن قضاها في المعصية، كلها تمر على كل واحد، رمضان مثلاً مر على من قامه وعلى من صامه وعلى من تعرف على ربه فيه وعلى من حقق الهدف الأسمى والأكبر من الصيام الذي هو: التقوى، غُفر فيه لمن غُفر، أُعتق فيه من أُعتق، وفاز فيه من فاز، ونجح فيه من نجح، ذاك قائم يصلي، وهذا ساجد يبكي، وذاك إنسان يرتل كل ليلهِ، وهذا مشغول بطاعة ربه، وهذا لاهٍ غافل، وهذا في السوق والشوارع، وهذا عند الأصحاب والجوال، وذاك وذاك مشغول بما هو مشغول فيه إن لم يكن في شغل شاغل بالعصيان فهو مشغول بالمباحات وبما لا تنفعه ولا ترفعه ولا تدفع عنه شيئًا، شتان بين هذا وذاك…

- ورمضان قد انقضى على الجميع ورمضان قد انتهى عند الجميع الطائع والعاصي، ولكن هل فزنا؟ أم خسرنا؟ هل نجحنا في الإمتحان الأكبر الرباني السنوي أم فشلنا، من المحروم فنعزيه، ومن المقبول فنهنيه، هل استغلينا ما مضى منه من ساعات ولحظات، أم فرطنا وضيعنا، هل غُفرت ذنوبنا، و:"رمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتُنبت الكبائر، ومن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه"، أربعة أحاديث تتحدث عن المغفرة فهل فزنا ولو بواحد منها؟ هل غُفرت الذنوب؟ أم كان العكس عدم المغفرة، وكان الدعاء من جبريل عليه السلام: " رغم أنف من أدركه رمضان ثم انصرم ولم يغفر له، فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم آمين"، فهل تحققت دعوة جبريل وتأمين الحبيب عليه الصلاة والسلام فيّ وفيك؟ بحيث انصرم رمضان ولم يغفر لنا، ولم يتجاوز عنا، لا صمناه كما ينبغي ولا قمناه كما ينبغي ودخل وخرج وكأنه لا ينبغي، هل أدينا ما فيه من الطاعات والعبادات حتى نستحق المغفرة…

- وأيضًا هناك العروض الربانية في كل ليلة من ليالي رمضان العتق من النيران فهل أُعتقت الرقاب في رمضان، يحتاج لمراجعة كبيرة لأعمالنا لليالينا لأوقاتنا ولحظاتنا في الليل والنهار، ومن أحسن في نهاره أحسن في ليله، ومن أساء في ليله أساء في نهاره أيضا.. فهلا أحسنا في ليلنا ونهارنا فمر عتق ربنا علينا فاعتقنا، وفي كل ليلة لربنا عتقاء من النار، فهل أصبحنا في جملة الكشوفات المرفوعة لرب البرية، إن هذا عُتق وهذا لم يُعتق وهذا كانت له المغفرة وهذا لم يكن له ذلك، وذلك دخل الجنة وعُرضت عليه وتزينت له، أم أن الأيام والليالي والساعات انقضت دون حساب، ودون مراقبة، ودون مراجعة، ودون ومعاتبة، وكأن الأمر لا يعنينا، هل حققنا الثمرة العظمى من الصيام؟،﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾، هل حققنا هذا، هل أصبحنا في جملة ﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ﴾، ﴿تِلكَ الجَنَّةُ الَّتي نورِثُ مِن عِبادِنا مَن كانَ تَقِيًّا﴾، فهل أصبحنا من جملة هؤلاء في هذا الشهر الذي ما جاء إلا لذلك ﴿لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾، لعل ذلك الصائم يتقي، لعل ذلك الصائم بصيامه بقيامه بعباداته بذكره بانشغاله مع ربه لعله ينال التقوى، وبالتالي قطعًا ينال الجنة لأنها للمتقين وجدت، لأنها للمتقين أُعدت، لأن المتقين هم الذين يرثونها، ﴿تِلكَ الجَنَّةُ الَّتي نورِثُ مِن عِبادِنا مَن كانَ تَقِيًّا﴾، وكأن من لم يتق فلا ينال هذه الجنة التي هي مفتاحها التقوى ورمضان مفتاح لنيل التقوى، والتقوى مفتاح لنيل الجنة، فهذه أعمال مرتبة على أعمال أيضًا مرتبة…

- وإنا لا نعرف من اتقى ولا من صدق في عبادته وطاعته بعد رمضان لكن علامة لمن غفر له علامة لمن اعتق من النار علامة من نال التقوى أنه يستمر في طاعة المولى بعد رمضان لا تغيره الأزمان ولا تكدره الأوقات، فهو عابد لربه لا لرمضان ولا للأشهر ولا للأيام بل هو دائمًا يعبد الله جل جلاله موجود لا يحيطه زمان ولا مكان أبدا، وبالتالي فإن ذلك المسلم الحق هو مع الله جاء رمضان خرج رمضان لأن من عبده في رمضان هو نفسه جل جلاله الذي سيعبده في شوال وإلى شعبان هو لا يتغير وحاشاه عز وجل، فإنسان نال التقوى وإنسان حصل على المغفرة من المولى وإنسان عُتق من النيران في شهر رمضان، تراه على الطاعة بعد رمضان علامة القبول أن يستمر، بينما علامة لمن لم ينل هذه الخيرات أن يفتر وأن يتولى عن المساجد والعبادات والطاعات ويودع المسجد والمصحف والقيام والترتيل والاستغفار والذكر ثم ينقلب لمعاصيه ينقلب لأموره وخاصته نفسه…

- وربنا عز وجل جاء عنه في الأثر القدسي أنه قال: "وعزتي وجلالي ما تحول عبدي مما أحب إلى ما أكره إلا تحولت عليه مما يحب إلى ما يكره"، وعزتي وجلالي ما تحول عبدي مما أحب أي من كرمضان إلى ما أكره من المعاصي بعد رمضان والتولي عن الآيات والمساجد والذكر وعموم الطاعة إلى ما أكره الا تحولت عليه مما يحب من رحمة ومغفرة ورزق وسعادة وصحة وخير في أهل في أي شيء كان، ألا تحولت عليه مما يحب إلى ما يكره، فكن لله كما يريد، يكن لك كما تريد، إن استقمت معه استقام معك، ﴿وَأَلَّوِ استَقاموا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا﴾، من أستقام مع ربه في ساير أيامه فإن الله تبارك وتعالى يستقيم معه في شؤون حياته، ما أن ينادي ما أن يفقر ما أن يصيبه من هموم وغموم ومشاكل وكروب الحياة التي هي كلها على هذه الشاكلة حتى يكون الله معه، لأنه استجاب لله فكان حقًا على الله أن يستجيب له، ﴿وَيَستَجيبُ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَيَزيدُهُم مِن فَضلِهٌِ﴾، أي أن الله يستجيب لهم وهم أيضًا يستجيبون لله فمن أجاب نداء الله أجاب الله نداءه، ومن أتى لعبادة الله أتى الله له ودائمًا وأبدا: " من تقرب إلي شبرًا تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة"…

- نحن المستفيدون من طاعة ربنا، نحن المستفيدون من استمرارنا في عبادتنا في رمضان، نحن المستفيدون من أي خير صعد منا لربنا عز وجل، أما الله فهو غني عن عباداتنا، غني عن طاعاتنا، غني عما يأتي منا، فنحن الذين نستفيد، ألا فمن أحب سفينة الدنيا والأخرى فعليه أن يستمر بطاعة ربه وأن يحافظ على عبادته وطاعاته في رمضان وفي غير رمضان، وقد جاء أن داود عليه السلام لما اقترب أجله نادى ربه فقال: " يا ربي إني أوصيك بولدي سليمان، كن له يا إلهي كما كنت لي، فقال الله: يا داود، قل لولدك سليمان يكن لي كما كنت لي أكن له كما كنت لك"، قل له هو ليستمر في عبادتي وطاعتي والاستقامة على أمري أكن له كما كنت لك أنت، وإن لم يستقم لي كما استقمت لي فلن أستقيم له كما استقمت لك، لأنه ابتعد عني فابتعدت، لأنه تولى عني فتوليت عنه، لأنه لم يعبدني فلم آته، هذا هو الجزاء، فمن أراد أن ينال ما عنده فليستمر في عبادة ربه، فإن كل خير يأتي من العبادة، وإن كل شر من المعصية، ﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ﴾،﴿ما أُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ وَما أُريدُ أَن يُطعِمونِ﴾، وكل شيء في الدنيا فهو رزق الله وليس الرزق إنما هو الفلوس والأكل والشرب بل كل شيء هو رزق من الله الدنيا رزق الله، الجنة بما حوت هي رزق الله، كله أرزاق من الله، وكأن من ضمن العبادة لربه ضمن الله له أيضًا بأي شيء كان له من رزق وخير وعافية وصحة وسلامة واي شيء يطلب ذلك العابد من ربه، إن كان كما يحب ربه فإن الله يدوم له كذلك، ألا فلندم لله عز وجل كما يحب لتدوم لنا الحياة كما نحب، وإن تولينا مما يحب إلى ما يكره ستكون العاقبة علينا لا لنا، أقول قولي هذا وأستغفر الله.

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

- إن هم الأعمال يسير، وإن فعل الطاعات قليل، وانكسارنا لربنا في رمضان وفي غيره ليس بشيء، وإنما الهم الأكبر أيها الإخوة إنما هو هم القبول، هم هل الله عز وجل تقبل منا الطاعات، أم حُرمنا القبول ورُدت على وجوهنا فلم ننتفع بشيء منها لا في دنيا ولا في آخرة، وكان حظنا منها التعب والنصب، والبذل والجهدل: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والنصب"، وهذا الله عز وجل يقول ومن حقه جل جلاله أن يشترط ما شاء ومن حقه أن يرد من شاء: {إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾، لا من كل أحد يتقبل، لا من كل أحد ترتفع الأعمال، لا من كل أحد ترتفع إلى الملك الجبار، لا من كل أحد تأتيه إحصائيات الخلائق، بل، {إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾، {إِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالعَمَلُ الصّالِحُ يَرفَعُهُ}، عمل ليس بصالح وإن فعلنا ما فعلنا واجتهدنا ما اجتهدنا حسب معاييرنا ومقاييسنا فإنها لربما تختلف عند ربنا، والأمر واضح صريح جلي ليس بخفي أبداً، بل هذا الله عز وجل يذكر ذلك في كتابه فيقول ومرة أخيرة: {إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾، فمن كان متقيًا لربه تُقبلت أعماله، تجاوز الله تعالى عنه وغفر له كان له ما كان في الدنيا وكان له ما كان من جزاء في الآخرة ولم يحرم توفيقًا ولا صلاحًا ولا استقامة أبدا، وهذا ابن عمر رضي الله عنه كان يقول: إني والله لا أحمل هم الدعاء وإنما أحمل هم الإجابة، دعُائي استقامتي طاعتي عبادتي كل شيء مني لا أحمل همه، أمور عادية، أمور سهلة، لحظات تنقضي، أتعاب ثم يكون الرخاء وتكون الاستراحات، لكن إنما الاستراحة الحقيقية في أن يضع المسلم قدمه في باب الجنة، وفي الحديث الصحيح أن عائشة رضي الله عنها سألت النبي ﷺ عن قول الله ﷻ ﴿وَالَّذينَ يُؤتونَ ما آتَوا وَقُلوبُهُم وَجِلَةٌ أَنَّهُم إِلى رَبِّهِم راجِعونَ﴾ أهم الذين يسرقون ويزنون ويخافون؟ فقال النبي ﷺ:" لا يا ابنت الصديق إنما هم الذين يصومون ويصلون ويزكون ويخافون أن لا يتقبل منهم ثم تلا صلى الله عليه وسلم الآية بعدها: ﴿أُولئِكَ يُسارِعونَ فِي الخَيراتِ وَهُم لَها سابِقونَ﴾، فهل كنا كذلك؟ نخاف أن لا يتقبل منا، هل أصبحنا إذا عملنا عملاً صالحًا لا يهمنا العمل، بل يهمنا هل قبل أم لم يتقبل، ألا فلنراعي هذا جيداً ولنكن كما كان السلف في ستة أشهر تامة يدعون الله أن يتقبل منهم رمضان، الا فالقبول القبول هو مدار كل عمل هو الأهم من كل عمل، فلنحمل في رمضان وفي غير رمضان وبعد كل عبادة وطاعة لنحمل هم القبول أعظم من همنا للعمل…
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
...المزيد

*الفراغ.القاتل.الصامت.لأبنائنا.كيف.نحميهم.منه.في.العطلة.الصيفية.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله ...

*الفراغ.القاتل.الصامت.لأبنائنا.كيف.نحميهم.منه.في.العطلة.الصيفية.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/SWbbyiN4RWU
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 22/ شوال/1444هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:

- فإن أعظم، وأخطر، وأجل ما يواجه أبناءنا وشبابنا وبناتنا وفلذات أكبادنا، وسر نهضة أمتنا، وأولئك الذين يصنعون حضارتنا، هو ذلك القاتل الصامت الذي يسري ما بين حين وآخر، ذلك القاتل الصامت الذي يدب فيما بينهم ما بين وقت ووقت، ذلك القاتل الصامت هو اعظم خطر إن لم يواجهه الشباب بحكمة وبصيرة، وبخطة محكمة قبل أن يقتله، قبل أن يقضي عليه، قبل أن ينهي حياته، وليست حياته الدنيا وفقط بل والأخرى أيضا، إنه الفراغ: ﴿وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ﴾ أصدقاء، وخلان متلازمان، ولابد من شغل للنفس وهي لا تحب الفراغ فإما أن تشغلها بالطاعة، وإلا شغلتك هي بالمعصية، إما أن تملئ وقتك أيها الشاب بما ينفعك، أو شغلك بما يضرك، والتهمك بكلك،
ولا ينتهي الأمر عند هذا بل وأنهم ليصدونهم عن السبيل يبعدونهم عن الطريق، يؤخرونهم ويضلونهم يردونهم إلى ضلال وغي وهم وغم وحزن وألم وبالتالي فلا ينفع نفسه ولا ينفع أمته ولا بيته ولا أسرته ولا أحد: ﴿وَإِنَّهُم لَيَصُدّونَهُم عَنِ السَّبيلِ وَيَحسَبونَ أَنَّهُم مُهتَدونَ حَتّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيتَ بَيني وَبَينَكَ بُعدَ المَشرِقَينِ فَبِئسَ القَرينُوَلَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ إِذ ظَلَمتُم أَنَّكُم فِي العَذابِ مُشتَرِكونَ﴾… وكفى بهذه الآيات عظة وعبرة لقوم يعقلون.


- الفراغ نعمة عظيمة، أو نقمة كبيرة، الفراغ يقتل إن لم يستغل، الفراغ يؤدي بصاحبه لكل شر، ويبعده عن كل خير إن لم يتبصر، ولذلك قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس، الصحة والفراغ"، وإذا كان الفراغ قاتلاً حتى للكبار فكيف بالصغار وبالشباب؟ كيف بهؤلاء الذين يعدون المفتاح الأول والسر الأعظم لنهضة الأمم أو لزوالها، ومع هذا هم بأيدي من وجههم، فإما أن يتوجهوا نحو الخير والصلاح، أو الشر والفساد.

- فيا أيها الإخوة الفراغ قاتل صامت، ومدمّر ساكت، الفراغ شيطان من الشياطين، وكلما ظللت فارغًا ظل الشيطان بك طامعا، كما في الحكمة، فإما أن تشغل نفسك بما فيه خير أو شغلتك نفسك وشغلك شيطانك بما فيه شر، طريقان لا ثالث لهما إما أن يسلك المسلم طريق الخير فيقضي على فراغه، أو أن يسلك طريق الشر فيبقى على ما هو في فراغ، وفي هلك، وفي دمار فأهلك نفسه، وحياته، وكل شيء في عمره…

- وقد أجمع العلماء، والعقلاء، والعظماء، والفضلاء، وكل عاقل عمومًا الجميع ليس المسلمين وحسب، بل كل عاقل على وجه الأرض بأنه لن ينال البُطال منازل الأبطال، ولا يمكن أن تدرك الراحة بالراحة، ولا السعادة بالسعادة لا يمكن، وثمن السيادة هجر الوسادة كما يُقال، بل لا يمكن أبداً بإجماع عقلاء الناس جميعـًا لابد لمن أراد الراحة أن يتعب نفسه أولاً، ولمن أراد السعادة أن يهجر الوسادة أولاً، فلا تدرك الراحة بالراحة، ولا السعادة بالسعادة، ولا النعيم بالنعيم بإجماع عقلاء المسلمين وغير المسلمين، وكلنا نحفظ: ومن طلب العلا سهر الليالي، فلا يمكن أن يأتي النجاة والفلاح ولا يمكن أن يأتي المعاش والرغد، ولا يمكن أن تأتي الدنيا بمتعها، ولا يمكن أن تأتي الوظائف والمناصب، ولا يمكن أن ياتي شيء من هذا حتى في الدول المفسدة الفاسدة إلا بعمل ولو قل، لابد من العمل، لابد من الاجتهاد، لابد من الجد، لابد من ذلك حتى يصير ما يصير، فإذا نام وإذا كسل واذا اتبع نفسه هواها وإذا كان ما كان أصبح ذلك الإنسان على ما هو عليه يصبح ويمسي وهو في هامش الحياة، لأن الشيطان قد تسلط عليه وأصبح معه وفوق هذا ﴿وَإِنَّهُم لَيَصُدّونَهُم عَنِ السَّبيلِ وَيَحسَبونَ أَنَّهُم مُهتَدونَ}… - وأما تهرب الشاب من جلد الذات ولومها بأعذار واهية وحجج باطلة وإيحاءات إبليسية فارغة خليني أخذ راحتي، ما في دراسة، ما في مدرسة، ما في عمل، ما في والد يتابع، ما في والدة، ما في صاحب، ما في تليفون، ما في ما في وبالتالي إذا كان هذا المافي لا زال عليه سيحطمه تحطيمـًا ويقتله قتلاً مؤبدا….


- وأقول للشاب وأوجه له نصيحة من قلبي إليكم أيها الشباب: لا تنتظروا لتوجيهات أب أو أم أو أهل أو أستاذ أو أي أحد بل وجه نفسك، واستغل وقتك، واحرص على كسب مهارات وعلوم وثقافات وخبرات، ولا تظل فارغا، اشغل نفسك وقت العطل المدرسية أو الجامعية والإجازات الصيفية بما ينفعك، ولا تنتظر لأحد بحيث إن كلموك وإلا نمت؛ فأنت الذي ستخسر نفسك وحياتك وعمرك… والوقت يمر عليك وعلى غيرك ففلان في شهر العصرية ذهب لدراسة لغة إنجليزية وأنت على الهاتف فاستفاد وأنت نسيت متعة اللعبة بالهاتف، وهو نسي تعب الدارسة لكن أفادته عمره كله، وفي الصباح أنت نمت وزميلك حضر للدراسة في المركز الصيفي فحفظ خمسة أجزاء من القرآن فأنت نسيت متعة النوم وهو نسي تعب الدراسة لكن استفاد دنيا وآخرة وهكذا… اشغل نفسك بأي علم وتعليم كان ولا تظل فارغا أبدا…

- وإذا كانت لا أنتبه لنفسه، ولا أحرص على وقتي، ولا أراقب ساعاتي ولحظاتي سأموت همًا وغمًا بعد أن يكبر سني ويرق عظمي، وأنا المتحسر أولاً وأخيراً وحدي، ولا علاقة لوالدي بعد أن أكبر، ولا لأهلي ولا لأستاذي ولا لمدرستي، ولا لجامعتي ولا لهذا وذاك، أنا كما قال الله: ﴿بَلِ الإِنسانُ عَلى نَفسِهِ بَصيرَةٌ﴾، أنا أخبر بنفسي الشيء الذي ينفعني أنا أذهب إليه، أما إذا ظللت السنين والساعات والأوقات تمضي ولا زال على ما هو عليه فهذه كارثة عظمى، ومعضلة كبرى، سيقضي عليه فراغه وينهي حياته ولابد وإن طالت به الحياة لكنه ميت وان عاش على ظهرها عاش ذليلاً مهانًا على هامش الحياة كأنه لا شيء، فإما أن يشتغل الشغل العادي من حمال أو مزارع… أو أن يذهب هناك وهناك ليتسكع، أو أن يكون في شغل شاغل من فقر وعوز ومرض… بعد أن يكبر، لكن لو أنه وطن نفسه من البداية وتنبه لحياته من الأول فاستغل شبابه وتعلم واستفاد فإنه سينجح في الأخير؛ لأنه تعب في البداية فارتاح في النهاية لكن من ارتاح في البداية وظل على ألاعيبه وعلى لهوه وشغله سيلاقي يومًا من الأيام جزاء عمله…

- فالفراغ مشكلة كبيرة، ومعضلة عظيمة تكتسح الشباب، وتلتهم فلذات الأكباد إذا لم يحسنوا له الاستغلال، وأضاعوا حياتهم فيه دون مراعاة له، فالواجب أن يشغل الشاب وقته بما ينفعه، وإذا كان الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهو الذي لا يمكن أن يقع فريسة للفراغ كما قالت عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت رسول الله فارغًا قط"، ولا مرة أراه فارغـًا لا أبداً هو مشغول هو مشغول دائمًا عليه الصلاة والسلام ومع هذا قال
له: ﴿فَإِذا فَرَغتَ فَانصَب﴾، على طول أول ما تنتهي من هذا العمل ابدأ بعمل جديد، هذه هي حياتك، هذه هي دنياك، هذه هي التجارة الرابحة، والخطة الناجحة، فإما ان تخطط في حياتك فتنجح، او لا تخطط ففشلت وأصبحت لا قيمة لك ولا خير فيك، فالفراغ يجب أن يستغل، ونحن في فترة ما بين دراستين خاصة طلاب المدارس…

- إن الفراغ هذا القاتل الموجود ما بين دراستين وما بين فصلين وما بين البينين كما سماه ابن عقيل الحنبلي الذي ألف كتاب الفنون بل ليس كتابًا واحداً بل هو موسوعة عالمية لا زالت كذلك ولا تضاهيها إلا موسوعة المعارف الأمريكية حاليًا ثلاثمائة مجلدة الفها متى؟ قال ما بين الوقتين ما بين الفراغ والفراغ ما بين أنتظر للطعام ما بين أن يأتي الطعام ما بين الآذان والإقامة، ما بين أن يأتي فلان واتأخر عن فلان، ما بين أن يتصل ويرد ما بين وما بين هذه الأوقات البينية الف كتابًا عظيما، بل مجلدات وموسوعة كبرى حتى قال كنت أفضل أكل الكيك على أكل الخبز، أكل الكيك لا يحتاج الى مضغ وبلع، ولا يحتاج كثيراً إلى حمام، بينما الخبز شيء آخر يحتاج إلى شغل شاغل، وبالتالي الأوقات البينية نظروا إليها فانجزوا فيها، بل عرفنا أحد الزملاء حفظ ألفية ابن مالك في النحو فيما بين دخول الشيخ وخروج الشيخ الآخر من قاعة الدراسة، وحفظ الألفية في أقل من شهرين فقط مدة يسيرة فحفظ ذلك…

- والآن ليست بلحظات ولا دقائق بينية بل هي أشهر من فراغ ملايين الطلاب وعبث بأوقاتهم، وتدمير ممنهج لمستقبلهم، والا لو كانت هناك خطة دراسية ما كان هذا العبث في أربعة اشهر بكاملها عطلة دراسية أي عطلة هذه؟ وأي مجون؟ وأي لعب بالأبناء وبالتالي فإذا كانت الدولة لم ترعى ابناءنا فالواجب علينا أن نرعاهم ولا نتركهم هملاً للشوارع وللتليفون وللضياع وللنوم هذا إن سلم بالنوم وقد ربما يأخذه الطرف الآخر إما رافضي أو علماني أو أدوات مشبوهة، فإذا لم يخطط الوالد الذي هو المسؤول الأول عن أبنائه وعن أسرته إذا لم يخطط لسد الفراغات الموجودة عند ولده قتل ولده عمداً ونحره حيًا واجهز عليه وهو ينظر إليه؛ لأنه لم يستغل وقته؛ ولأنه لم يخطط لنجاح ولده، وأقول للآباء يا أخي العزيز إذا لم ترد لولدك أن يحفظ القرآن ،ولا تريد مراكز التحفيظ فأشغله بأي دراسة كانت حتى لو علمته اللغة الفارسية المهم أن لا يبقى ضائعًا فارغًا، واستغل وقت ذكاه وفطنته بما ينفعه…

- فالواجب على الآباء أن يتنبهوا لأبنائهم وأن لا يتركوهم على ما هم عليه في ضياع للأوقات وبطالة ممحقة ولا صنعوا مجداً لأنفسهم ولا لأسرهم ولا لمجتمعاتهم ولا لأمتهم ولا لشيء من ذلك، الوقت يمضي علي وعليك وعلى الجميع فلان ابن فلان حفظ كذا وكذا من القرآن الكريم في نفس السنة وفي نفس العطلة وفي نفس الإجازة فماذا فعل ولدك؟ نسي النوم ونسي الهاتف ونسي الكلام الفارغ ونسي الدخول والخروج ونسي هذا وذاك والوقت قد مضى على الجميع فاجعله يمضي عليه وقد استغله.

- فيا أيها الإخوة واجبنا بأن نستيقظ وأن نيقظ أسرنا لأجل أن نحافظ عليهم باستغلال أوقاتهم فيما يعود عليهم وعلى مجتمعهم نفعه، أقول قولي هذا وأستغفر الله…

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

- روى الإمام البخاري عليه رحمة الله في كتابه الأدب المفرد وليس في الصحيح والحديث قد حسنه الألباني وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما معناه: "إن الرجل لترفع درجته في الجنة ثم يقول يا ربي أي شيء هذا، فيقول الله عز وجل له يا عبدي هذا ولدك استغفر لك، فرفعت لك درجتك بسبب استغفار ولدك لك"، وفي حديث رواه أحمد في مسنده (إن الرجل لتتبعه حسناته كالجبال فيقول أنى لي هذا فيقولون الملائكة له باستغفار ولدك لك، ﴿وَالَّذينَ آمَنوا وَاتَّبَعَتهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَما أَلَتناهُم مِن عَمَلِهِم مِن شَيءٍ كُلُّ...﴾)، ذكر الله، فكان نصيب الوالد من حسنات ولده، نصيبه من سيئات ولده اذا لم يربه، والله يقول في كتابه الكريم امرني الجميع﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا...َ﴾ لم يقل فقط أنفسكم بل وأهليكم…

- فالواجب على الأب وعلى الأخ ايضًا الكبير وعلينا جميعًا ان نستنفر أسرنا قبل أن تضيع في مضيعات الحياة وهي كثيرة جداً، كثيرة خاصة في زماننا فإن وسائل العصر الحديثة تقتل وتسرق وتبطش وتنحر وتهلك وتدمر وتفعل كل شيء وهو جالس على سرير بيته في غرفة وحدة فإنها تنحر حياته نحراً وتدمره تدميرا، وتهلكه إهلاكًا شديدا، يتحول إلى كافر، أو إلى علماني، أو إلى مجوسي، أو ألى أي دين من الأديان وعلى جواله فقط، شبهة قذفها ذاك الشيطان وأخرى من ذاك، أو من هذا الكاتب، أو والمقاطع، وهكذا دواليك حتى ينهي نفسه، وينهي حياته، وينهي مستقبله، وينهي إسلامه، وينهي وقته، وينهي دنياه وأخراه ألا فالله الله في أولادنا في أبنائنا في إخواننا في أسرننا في كل شيء له تبارك وتعالى امرهم، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1


https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/20210
...المزيد

خطبة مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ...

خطبة مكتوبة

👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/FzoMZDUL5yQ?si
NTH_0w3p5W_zTrv
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير / المكلا / 3/ رجب /1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:

- فلو لم تُصب هذه الأمة من المصائب، والنكبات، والأحزان، والهموم، والغموم، والألآم، والصراعات، والفتن، والقتل، والدمار، والجوع، والنزوح، والهلاك، والغلاء، والفتن بشكل عام إلا هذه الفتنة العمياء البكماء الصماء سواء كانت على الأفراد، أو على المجتمعات، أو على الشعوب، أو على الدول، أو على العموم، إنها فتنة لا تميز بين صغير وكبير، ولا بين ذكر وأنثى، تموج هذه الأمة موج البحر، وتتقاذفها الأمواج من كل جانب، وأصبحت الأمة تعيش في حالة مزرية، في حالة فقر وإفقار، في حالة جهل وتجهيل، في حالة تهميش وقتال وصراع، في حالة يرثى لها لا تدري أين تتجه، ومتى تنتهي…

إنها ترى على أن كل شيء عليها لا لها، ولا يخدم مصلحتها، ولا شيء يمكن أن ينقذها…. تنتظر للخلاص، تنتظر لعل قائدًا يقودها، لعل إنسانٌا يفطن لها، لعل مثل صلاح الدين وعمر بن عبدالعزيز يخرج فيها، لعل فلانًا وفلانً يأتيها لإنقاذها، لعل الرجل الرشيد لم يخلق بعد، وهكذا في كل ساعة تأمل الفرج، وتنتظر المخرج، لكن تتيه الأمة، وتزداد في تيهها، وفي غيها، وفي همها، وفي صراعها، وفي قتلها، وفي غلائها، وفي أوبائها، وفي فتنها، ولا حل يمكن أن يلوح في الأفق من البشر…: ﴿وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذينَ خُلِّفوا حَتّى إِذا ضاقَت عَلَيهِمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت وَضاقَت عَلَيهِم أَنفُسُهُم وَظَنّوا أَن لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ ثُمَّ تابَ عَلَيهِم لِيَتوبوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ﴾ والأخير هو الذي ينقصنا…


- لقد قُطعت أوصالها، وأصبح الناس في هم أكبر مما هم فيه من فقر أفقر مما هم فيه، ولعل فقر البطون أيسر من فقر العقول والقلوب والكثير يعاني من هذا وذاك، لقد أصبحت هذه الأمة لا تعرف الاتجاه الصحيح بالرغم على أن معها الدين الصحيح، بل أصبح حتى الدين مهاجمًا فيها، وحتى الدين منبوذًا عند شرذمة خبيثة منها، وحتى الدين مأسورًا، وحتى الدين مشردًا مطاردًا هنا وهناك…!.

- أيها الإخوة هكذا حال الناس اليوم وكأن لا مخرج بين أيديهم، وليس كتاب الله معهم، وليس النور يحملونه في صدورهم، وفي صحفهم، وكأنهم لم يعلموا على أن في هذا المخرج خروج من كل أزمة، وورطة، وغمة، وعسر، وضيق، وصراع ودمار، وأحزان، وآلام، وأن فيه الحل كله ولكن أعمى لا يبصر وإن كان قريبًا منه، وأصم لا يسمع وأن كان بجانبع وعند أذنيه، وكفيف مريض أليم ضعيف مكسور لا يستطيع الحراك لأجل أن يتناول ذلك الداء الذي قُرب إليه، أصبحت هكذا الأمة للأسف الشديد هذا هو الحال، وإلا فإن الله عز وجل يقول: {وَإِن تَصبِروا وَتَتَّقوا لا يَضُرُّكُم كَيدُهُم شَيئًا... }…


- لا يضركم كيد الكائدين، ولا مكر الماكرين، ولا تربص المجرمين ولا تسلط المتآمرين، والعملاء الخائنين، ولا أي شيء من هذا أبدًا ما دمتم معتصمين برب العالمين: ﴿وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ فَقَد هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ ﴾ ..

- والله عز وجل في الأثر القدسي يقول: "وعزتي وجلالي ما استعاذ بي عبد من عبادي، فكادت له السماوات والأرض إلا جعلت له ما بينهما فرجًا ومخرجًا"، والمخرج هو عندنا، وبين أيدينا، ومننا وفينا;
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...﴾، ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَم يَكُ مُغَيِّرًا نِعمَةً أَنعَمَها عَلى قَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم ...﴾…

- إذن نحن السبب وعندنا الحل: ﴿وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذينَ خُلِّفوا حَتّى إِذا ضاقَت عَلَيهِمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت وَضاقَت عَلَيهِم أَنفُسُهُم وَظَنّوا أَن لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ ثُمَّ تابَ عَلَيهِم لِيَتوبوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ﴾، ﴿وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ فَقَد هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ ﴾، ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...﴾، ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَم يَكُ مُغَيِّرًا نِعمَةً أَنعَمَها عَلى قَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم ...﴾… ولكن من يتناول هذا الحل، ومن يقرر يأخذ هذا الحل بقوة؛ إذ من أخذ به ينجح ويفوز، ولا ينتظر من الآخر إن يعمل به…

- نعم نهلك وفينا الصالحون كما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: أنهلك وفينا الصالحون؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم إذا كثر الخبُث". لكن عندما يزداد الصلاح، وعندما يعم الخير ينزل الخير أيضًا، ينزل الأمن ينزل النصر حتمًا، ينزل ذلك بكله من الله عز وجل، ولقد قال الله ﴿ إِن يَعلَمِ اللَّهُ في قُلوبِكُم خَيرًا يُؤتِكُم خَيرًا﴾ آية جامعة مانعة شاملة…

- إذا وُجد الخير عندنا، وانبعث من قلوبنا، وصدقنا في الخير، وفي طلب الخير أتانا من ربنا إذا كنا نستحق أن ينزل علينا النصر، أن ينزل علينا الفرج، أن تنزل علينا البركة، أن تنزل علينا الرحمة، أن ينزل علينا الفضل من ربنا تبارك وتعالى فإنه لن يتأخر عنا: ﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ ...﴾، نعم إذا آمنوا وسبقت الآية: {وَإِن تَصبِروا وَتَتَّقوا لا يَضُرُّكُم كَيدُهُم شَيئًا... }…

- فيحتاج منا ربنا إلى عاملين، وإلى سببين، وأملين يرتفعان الإيمان والصبر إلى ربنا تبارك وتعالى فينزل من الله ما ينزل من ما وعدنا من خير، وإن لم نفعل يحل علينا ما يحل من غضب وسخط إن تماهينا فيما نحن فيه: ﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ أَفَأَمِنَ أَهلُ القُرى أَن يَأتِيَهُم بَأسُنا بَياتًا وَهُم نائِمونَ أَوَأَمِنَ أَهلُ القُرى أَن يَأتِيَهُم بَأسُنا ضُحًى وَهُم يَلعَبونَ أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ﴾ .

-أمِنّا مكر الله، واستمرينا في معاصي الله، وذهبنا هنا وهناك في ما يخالف منهج الله، وأصبحنا في بعد بعيد عن الله، وفي ظلام دامس، وفي هم عميق يزداد فينا وعلينا كل يوم؛ لأننا لم نبصر الطريق، ولم نخط نحوه كثيرًا…

- وإن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة إنها خطوة القرار، وخطوة الانطلاقة، إنها خطوة التغيير، إنها خطوة إرادة الخير، إنها خطوة الاتجاه نحو رب العالمين: ﴿فَفِرّوا إِلَى اللَّهِ إِنّي لَكُم مِنهُ نَذيرٌ مُبينٌ﴾، فنحتاج إلى فرار حقيقي إلى رب العالمين؛ فإن النذارة عندنا، وإن البشارة بين أيدينا إذا نحن صدقنا مع ربنا، إذا نحن اتجهنا إلى خالقنا، إذا نحن تعرفنا على من بيده كل أمرنا، على من: ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾…

- كم مريضًا شفاه، وكم مهمومًا عافاه وأغناه وأعطاه، وكم فقيرًا يسر له ومنحه واجتباه، وكم مذنبًا مقصرًا منتكسًا ضالًا مضلًا استهداه فهداه، وكم خائبًا بئيسًا حقيرًا معكوسًا مركوسًا دعا الله فاستجاب له وأغاثه بعد أن ناجاه: ﴿أَمَّن يُجيبُ المُضطَرَّ إِذا دَعاهُ...﴾ وكلنا مضطر، وكلنا مهموم، وكلنا مغموم، وكلنا في حسرة، وكلنا قد نزل به البأس، ونزل به الهم، قد نزل به الغم، بل لعل البعض نزلت به الغموم كلها تراكمت عليه من كل جانب، وأصبح يمسي عليها، ويصبح عليها، وينطلق بها، ويتجه فيها، ولا يجد إلا أكثر منها؛ لأنه لا زال في غيه، لا زال في الاتجاه الخاطئ الذي يسير فيه، وبالتالي كيف ينطلق، وكيف ينتشل نفسه، وكيف يخرجها من ما هي فيه…

- ولا والله لو كانت الدنيا نستطيع أن نتناولها أن نعمل ونبذل ونجتهد ونسهر الليل والنهار لفعلنا وما ترددنا، أما رأيتم الزارع كيف يعمل حتى يكل، ويصبح على عمل، ويمسي على أمثاله ويعمل كل عمل من أجل انتظار حصاد لأنه يأمن ثمرة قادمة، ولا يهمه التعب، ألم تروا إلى طالب العلم كيف يدخل في الصف الأول في المدرسة، ثم يتخرج من الثانوية ويصل إلى الجامعية، ثم يدخل إلى المراحل الأخرى العلمية، ويترقى في سلمه العلمي، ويصبر لسنوات طوال يتحمل الغربة، يتحمل هم المذاكرة، يتحمل تقديم المال لأكله وشربه وسكنه ومنهج دراسته… ويتحمل انتكاسات الدرجات، يتحمل الرسوب، يتحمل الهموم والغموم، يتحمل طول الطريق، والسهر على الكتب، يتحمل هذا وذاك لكنه يصبر ويصابر من أجل أنه ينتظر لفرج من شهادة، ثم وظيفة، أو من رفعة أو من هذا وذاك، وكذلك انظروا إلى ذلك الذي فيه المرض كيف ينطلق من دكتور لآخر، ومن مشفى لآخر، ومن طبيب لطبيب، ومن معالج

لمعالج، ومن صيدلية لأخرى؛ لأنه ينتظر الشفاء؛ لأنه يأمن المعافاة…

-أوليس الدين أحق بهذا من كل ذلك، أوليس ديننا، أوليس ربنا، أليست آخرتنا، أحق بهذا كله من عمل نعمله؛ لعله ينجينا عند ربنا، ألم يقل الله عز وجل في كتابه الكريم: ﴿وَتِلكَ الجَنَّةُ الَّتي أورِثتُموها بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾، تكدون، وتسهرون، وتجتهدون، تأتون إلى المساجد، وتستمعون لكتاب الله ترتلون كتاب الله تعملون بآيات الله تتحرون منهج الشرع في أنفسكم، في أهلكم، في تجارتكم، في معاملاتكم، في عملكم، أين اتجهتم، فكتاب الله، وبالتالي تستحقون ما عند ربكم؛ لأنكم عملتم بما يجب عليكم.

- أيها الإخوة إن النبي صلى الله عليه وسلم قد دلنا على علاج قريب ولعلنا لا نعلم .... فإن السماء إذا منعت قطرها، وإن الأرض إذا أجدبت فلم تنبت شيئًا، والأمور إذا اختلطت وتعقدت واحتار المسلم في اختيارها، فإن يتجه للصلاة إما الاستسقاء لينزل الغيثذ أو يتجه لصلاة الكسوف لترتفع ما بالشمس من ما نزل بها من كسوف، أو في القمر من خسوف، أو حار في أمر دنيوي فإنه يتجه إلى صلاة الاستخارة، وهكذا أنواع كثيرة من صلوات متعددة يتجه إلى رب البرية بها؛ لأنها المدخل والمخرج، ولذا كان صلى الله عليه وسلم كما جاء عنه وصح ذلك يقول: "يا بلال أرحنا بها أقم الصلاة"، وإذا حزبه أمر صلى، وإذا نزل عليه شيء من ذلك فزع إلى الصلاة، بل تراه صلى الله عليه وسلم في بدر مصليًا مناشدًا ربه عز وجل؛ حتى يبكي ويتضرع ويخشى، حتى رفع يديه ورفعهما بشدة حتى سقط الرداء من على منكبيهد وقال له رحمة به أبو بكر رضي الله عنه: "كفاك مناشدتك ربك يا رسول الله؛ فإنه سينزل عليك ولك ما وعدك به" رحمة برسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَعينوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ﴾ فنحن نحتاج إلى ذلك بكله، اختصاره في قوله ﷻ: ﴿فَفِرّوا إِلَى اللَّهِ....﴾، ﴿لَيسَ لَها مِن دونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ﴾،زإن الكاشف لها هو الله إن المخرج لنا هو الله، إن الذي بيده الحل كل الحل هو ربنا عز وجل فلنتجه إليه: ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾…

أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..

الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وأما بعد:

- فإن قوم موسى عليه السلام لما نزل بهم هم من الهموم، وضج عليه أمر من الأمور، ولم يجدوا مخرجًا لذلك مع أنهم آلآف مؤلفة من الناس، وفوق هذا فبينهم موسى كليم الله، وحبيب الله، وصفي الله، ومن رعاه من صغره، وحفظه في شبابه، ورباه ﷻ واصطفاه على عينه، ومع ذلك نزل بهم ما نزل ولم يجدوا الحل، فدلهم الله عليه بأن يتجهوا جميعًا في صعيد واحد، ويجتمع الرجال والنساء، والصغار والكبار، وحتى البهائم في صعيد واحد، فكل أحد مطلوب منه أن يرجع إلى الله، مطلوب منه أن يستغيث بالله، مطلوب منه أن يتوب إلى الله، مطلوب منه أن يعلنها صراحة مع الله، مطلوب منه أن يدعو الله في سره، ويستمع لدعاء موسى في جهره.

- فبينما موسى عليه السلام يدعو ويتضرع إذا برب العالمين سبحانه وعالى ينزل إليه وحيا ويقول: "يا موسى كيف أسقيكم وفيكم فلان ابن فلان قد عصاني منذ كذا وكذا"، قد بارزني بالذنوب كثيرًا، قد انتكس في ذنبه طويلاً، ولم يخرج منه، "يا موسى مره فليخرج من بينكم؛ لعلي أن أغيثكم"، كشرط أساسي شرطه رب العالمين سبحانه وتعالى، وفي نفس اللحظة ذلك الرجل عندما رأى أن موسى سكت عن خطبته، وكف عن دعائه، راجع نفسه وعلم على أنه يجب أن يراجع نفسه، وإنه هو السبب من بين هؤلاء جميعاً فقرر التوبة والعودة، والذل والمسكنة بين يدي من عصاه كثيرًا، وفي نفس اللحظة أدخل رأسه في جيب ثوبه من أعلى ثم راجعها وتحسر على ما مضى، و إذا به يقرر توبة صادقة في نفس مجلسه…

- ولما أراد موسى أن يصرخ في الناس يا فلان ابن فلان إن الله قد منعنا القطر من السماء بسببك فاخرج من بيننا فلم يبدأ بها موسى حتى نزل إليه الوحي من السماء يقول له "يا موسى بالذي منعتكم سقيتكم؛ لأنه قرر توبة وعودة إلي، لأنه صدق معي، لأنه رجع إلي".

- وقصته قصة كل واحد منا، هي قصتي، وقصتك، وقصة هذا وذاك وهؤلاء وأولئك وتلك وهن وهؤلاء جميعاً قصته قصة الجميع، فنحتاج إلى مراجعة، نحتاج إلى ذل وانكسار، نحتاج إلى افتقار، نحتاج إلى توبة، نحتاج إلى أوبة؛ لعل ذنبي، ولعل ذنبك، ولعل ذنب هذا وذاك هو السبب الذي أدى بنا إلى ما نحن فيه، أدى بالأمة إلى ما هي عليه، زاد العناء الذي هي فيه، زادت الفتن والصراعات التي حلت عليها منذ سنوات طوال….

- فإذا كل واحد منا راجع نفسه، وبدأ بالتغيير من ذاته فإن التغيير سيحدث في المجتمع بكله، أما أن كل واحد كما يقال يلعن الظلام الذي حل ولم يوقد شمعة يستضيء بها لبقي في الظلام يلعن الظلام، بل يلعن نفسه؛ لأن الحل معه أن يقوم فيوقد شمعه وإذا بالشموع قد أوقدت عند الجميع، وأصبح يرى النور.

- فكذلك نحن نلعن ما نحن فيه، ونعيب ما نحن عليه لكن السبب هو منا وفينا، ولو أن رجلًا مسؤولا أمر كل واحد منا أن يغرس شجرة باب بيته فتقاعس الجميع، وكل واحد تراكن على الآخر أن يغرسها لما غُرست شجرة في المدينة، ولو أن كل واحد بادر بنفسه فغرس شجرة باب داره ما جاءت أشهر يسيرة إلا وقد أصبحت المدينة خضراء جميلة؛ لأنها تفاعل الناس معها وكل واحد منها قدم سببًا وفعل شيئًا وغيّر أمرًا فكذلك نحن إن تكاتفنا جميعا فإننا سننهض…

- ولو رأينا إلى الدول التي كانت سواء كانت في إفريقيا، كانت في أوروبا، في آسيا، كانت في أي مكان كانت لو رأيناها قبل سنوات يسيرة كيف كانوا وكيف أصبحوا الآن لأن الكل قرر أن يغير شيئًا في نفسه، وفي مجتمعه، وأن يصنع شيئًا لبلده، وأن يكون ذلك الشعلة الذي يشتعل بها ويوقدها لغيره فالكل قرر ذلك فكان التغيير عم الجميع، وما سنغافورا عنا ببعيدة، وما كثير من دول العالم بل أوروبا المحتدمة التي دامت حروبها ودام دمارها وعاشت أشد وأقسى أوقاتها على الإطلاق ومع هذا خرجت من ركام هي فيه. لأن أن يغير شيئًا فنحن متى..

فالواجب على أبناء الامة أن يحملوا هذه المسؤولية والأمانة، أنها أمانة التغيير لأنفسهم لأجل أن يغير الله ما بهم: ﴿وَالَّذينَ كَفَروا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَفَسادٌ كَبيرٌ﴾، وأختم بما به بدأت: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...﴾، ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾…

- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:

*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A
...المزيد

كن على يقين أن المبررات التي تضعها لنفسك لتنتهك ما حــرم الله ﷻ فــهي مبررات لم تأتِ إلا حين ضعف ...

كن على يقين أن المبررات التي تضعها لنفسك لتنتهك ما حــرم الله ﷻ فــهي مبررات لم تأتِ إلا حين ضعف إيمانك، وتسلط عليك شيطانك، فاحــذر أن تنتهتك أو تفكر في ذلــك، وارجع لله ﷻ من فــورك، واعلم أن القرار بيــدك إن استــعذت من عــدوك، وعــدت لصوابك. ...المزيد

🔸- ﻳﻜﻠﻢ ﺧﻄﻴﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻻﻳﻤﻞ، ﻭﻳﺤﺒﻬﺎ ﺣﺒًﺎ ﻻﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﻫﺠﺮﻫﺎ ﻭﻛﺮﻫﻬﺎ، ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺤﺒﺐ ...

🔸- ﻳﻜﻠﻢ ﺧﻄﻴﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻻﻳﻤﻞ، ﻭﻳﺤﺒﻬﺎ ﺣﺒًﺎ ﻻﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﻫﺠﺮﻫﺎ ﻭﻛﺮﻫﻬﺎ، ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺤﺒﺐ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﻳﺒﻐﺾ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺍﻟﺤﻼﻝ : ﴿ﻭَﻟَﻘَﺪ ﺃَﺿَﻞَّ ﻣِﻨﻜُﻢ ﺟِﺒِﻠًّﺎ ﻛَﺜﻴﺮًﺍ ﺃَﻓَﻠَﻢ ﺗَﻜﻮﻧﻮﺍ ﺗَﻌﻘِﻠﻮﻥَ﴾.

#تأملات
...المزيد

- لنكن على خجل مما قدّمنا، ولنحسن العبادة حين نأتيها، ولنكن على قبول العمل أشد اهتمامًا من العمل ...

- لنكن على خجل مما قدّمنا، ولنحسن العبادة حين نأتيها، ولنكن على قبول العمل أشد اهتمامًا من العمل نفسه، وليكن خوفنا على عدم القبول أعظم من خوفنا على إدراك العمل.

يا أيها المسكين المهموم المغموم المحزون المريض الفقير المحروم…. لا قلق: ﴿ إِنَّما عِندَ اللَّهِ ...

يا أيها المسكين المهموم المغموم المحزون المريض الفقير المحروم…. لا قلق: ﴿ إِنَّما عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾، وعليك بالصبر: ﴿وَلَنَجزِيَنَّ الَّذينَ صَبَروا أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ﴾. ...المزيد

🔸- يبدأ وقت قيام الليل-والوتر-من بعد صلاة العشاء مباشرة حتى أذان الفجر الثاني كله ...

🔸- يبدأ وقت قيام الليل-والوتر-من بعد صلاة العشاء مباشرة حتى أذان الفجر الثاني كله وقتهما.

#مختصرات_فقهية

- إذا كان أعداء الأمة يسائلون أنفسهم وبجد، وينفقون أموالا طائلة، ويصرفون أوقاتا كبيرة، وجليلة لأجل ...

- إذا كان أعداء الأمة يسائلون أنفسهم وبجد، وينفقون أموالا طائلة، ويصرفون أوقاتا كبيرة، وجليلة لأجل هدم الدين، والمسلمين، ولأجل أن لا تبقى، ولأجل إضعاف دينك، وعقيدتك، وهويتك، ومقدساتك، ويشتغلون الليل والنهار لأجل ذلك بكامل قوتهم، وإمكانياتهم فما الذي قدمناه نحن وما الذي عملناه: ﴿وَالَّذينَ كَفَروا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَفَسادٌ كَبيرٌ﴾[الأنفال: ٧٣]، ومع هذا ليس لهم إلا الحسرة غير أن واجبنا الأخذ بالأسباب: ﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَروا يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبونَ وَالَّذينَ كَفَروا إِلى جَهَنَّمَ يُحشَرونَ﴾[الأنفال: ٣٦]. ...المزيد

معلومات

✾- مجاز في الفتوى، والتدريس، والدعوة من فضيلة مفتي الديار اليمنية القاضي/ محمد بن إسماعيل العمراني. ❖- زكّاه أبرز وأشهر العلماء، منهم مفتي اليمن، ورئيس هيئة علماء اليمن رئيس جامعة الإيمان، ونائبه، وغيرهم.... ❀- حصل على إجازات مختلفة، عامة، وخاصة من كبار العلماء، وفي شتّى العلوم الشرعية منها: إجازة في القراءات السبع، وإجازة خاصة برواية حفص عن عاصم، والكتب الستة، والعقيدة، والإيمان، واللغة، والفقه، وأصول الفقه، والتفسير، والحديث، والمصطلح، والتوحيد، والتجويد، والسيرة، والنحو، والصرف، والتصريف، وعلم البلاغة( معان، وبيان، وبديع)، والتاريخ، والآداب، والأدب، والمنطق، والحساب، والأذكار، والأدعية، والأخلاق، والفلك… ✦- له إجازات في المذاهب الأربعة، وإجازات في جميع مصنفات بعض العلماء كمصنفات ابن الجوزي، والسيوطي، والخطيب البغدادي، وابن حجر العسقلاني، والبيهقي.. ✺- أستاذ بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وجامعة الإيمان، وجامعة العلوم والتكنلوجيا بالمكلا. ❃- نال عضوية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2019م. ┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈ ❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي: ❈- الصفحة العامة فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty2 ❈- الحساب الخاص فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty1 ❈- القناة يوتيوب: https://www.youtube.com//Alsoty1 ❈- حساب تويتر: https://mobile.twitter.com/Alsoty1 ❈- المدونة الشخصية: https://Alsoty1.blogspot.com/ ❈- حساب انستقرام: https://www.instagram.com/alsoty1 ❈- حساب سناب شات: https://www.snapchat.com/add/alsoty1 ❈- إيميل: [email protected] ❈- قناة الفتاوى تليجرام: http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik ❈- رقم الشيخ وتساب: https://wa.me/967714256199

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً