▫️ *اّلّـرّجّــلّ يّـقّــاّتّـلّ شّـجّـاّعّـةّ (2/3)* *وّقّدّ طّغّىّ عّلّىّ اّلّمّشّهّدّ ...

▫️ *اّلّـرّجّــلّ يّـقّــاّتّـلّ شّـجّـاّعّـةّ (2/3)*

*وّقّدّ طّغّىّ عّلّىّ اّلّمّشّهّدّ لّوّثّةّ اّلّغّلّوّ فّيّ اّلّرّجّلّ وّتّقّدّيّسّهّ عّلّىّ طّرّيّقّةّ اّلّرّاّفّّضّةّ وّاّلّمّتّصّوّفّةّ، خّلّاّفّاّ لّطّرّيّقّةّ أهّلّ اّلّسّنّةّ اّلّذيّنّ يّقّدّّرّوّنّ وّلّاّ يّقّدّسّوّنّ، حّتّىّ تّجّرّأ سّفّهّاّؤّهّمّ وّدّرّاّوّيّشّهّمّ عّلّىّ تّشّبّيّهّهّ بّنّبّيّّ الله مّوّسّىّ - عّلّيّهّ اّلّسّلّاّمّ - لِّعّلّّةّ اّلّعّصّاّ! وّهّلّ فَّّضُّلّ وّعّلّاّ مّقّاّمّ مّوّسّىّ بّاّلّعّصّاّ؟! إنّهّ تّقّزّيّمّ لّلّأنّبّيّاّء وّاّسّتّخّفّاّفّ بّجّنّاّبّ اّلّشّرّيّعّةّ وّاّلّدّيّاّنّةّ، وّهّمّ فّيّ اّلّحّقّيّقّةّ أبّعّدّ اّلّنّاّسّ عّنّ نّبّيّ الله مّوّسّىّ، فّقّدّ جّاّء - وّسّاّئّرّ اّلّرّسّلّ - بّاّلّتّوّحّيّدّ وّنّبّذ اّلّشّرّكّ، وّهّؤّلّاّء نّبّذوّاّ اّلّتّوّحّيّدّ وّنّقّّضّوّهّ وّأقّرّوّاّ اّلّشّرّكّ وّبّرّرّوّهّ وّهّوّنّوّهّ وّصّرّحّ اّلّوّلّاّء وّاّلّبّرّاّء هّدّمّوّهّ.*

*مّنّ زّاّوّيّةّ أخّرّىّ، فّاّلّقّوّمّ يّنّاّقّّضّوّنّ أنّفّسّهّمّ، فّاّلّإشّاّدّةّ وّاّلّتّفّاّخّرّ بّمّقّـتّلّ رّجّلّهّمّ خّاّرّجّ نّفّقّ، يّشّعّرّكّ وّكّأنّ اّلّأنّفّاّقّ اّلّتّيّ حّفّرّوّهّاّ مّذمّةّ! وّاّلّمّـوّتّ فّيّهّاّ مّنّقّصّةّ! مّعّ أنّ اّلّعّشّرّاّتّ مّنّهّمّ قّّضّوّاّ فّيّهّاّ مّنّ قّبّلّ وّمّنّ بّعّدّ، وّإنّ تّعّجّبّ فّهّنّاّكّ اّلّأعّجّبّ، طّاّرّ اّلّقّوّمّ بّمّشّهّدّ مّقّـتّلّ اّلّرّجّلّ عّلّىّ هّذاّ اّلّنّحّوّ، وّهّوّ قّاّئّدّ اّلّهّرّمّ، وّكّأنّهّمّ أكّبّرّوّاّ ذلّكّ عّلّيّهّ أوّ كّاّنّوّاّ يّتّوّقّعّوّنّ خّلّاّفّهّ، مّعّ أنّهّ بّحّسّبّ بّثّوّثّهّمّ اّلّمّرّئّيّةّ، فّاّلّعّدّيّدّ مّنّ جّنّـوّدّهّمّ قُّتّـلّوّاّ عّلّىّ نّحّوّ مّشّاّبّهّ، فّهّلّ كّاّنّوّاّ يّنّظّرّوّنّ إلّىّ قّاّئّدّهّمّ نّظّرّةّ دّوّنّيّةّ أقّلّ مّنّ جّنّـوّدّهّمّ؟! ثّمّ ألّيّسّ فّيّ ذلّكّ اّعّتّرّاّفّ ّضّمّنّيّ بّأنّ مّقّـتّلّ غّيّرّهّ مّنّ اّلّقّاّدّةّ وّسّطّ اّلّزّحّاّمّ وّلّيّسّ بّيّنّ اّلّرّكّاّمّ، أوّ تّحّتّ اّلّأرّّضّ لّاّ فّوّقّهّاّ، أوّ خّاّرّجّ اّلّبّلّدّ لّاّ دّاّخّلّهّاّ، أوّ مّقّـتّلّهّمّ بّمّلّاّبّسّ مّدّنّيّةّ لّاّ عّسّـكّرّيّةّ، ألّيّسّ كّلّ ذلّكّ يّعّنّيّ - بّمّفّهّوّمّ اّلّمّخّاّلّفّةّ -، مّذمّةّ وّاّنّتّقّاّصّ لّهّؤّلّاّء اّلّقّاّدّةّ، فّإنّ كّاّنّ كّذلّكّ فّيّاّ لّلّتّنّاّقّّضّ! وّإنّ كّاّنّ غّيّرّ ذلّكّ فّأيّنّ اّلّمّدّهّشّ فّيّ اّلّمّشّهّدّ؟*

*إنّ كّلّ هّذهّ اّلّأوّصّاّفّ اّلّتّيّ بّدّرّتّ مّنّ اّلّقّوّمّ لّيّسّتّ شّرّعّيّةّ وّلّاّ اّعّتّبّاّرّ لّهّاّ فّيّ اّلّشّرّعّ لّلّحّكّمّ عّلّىّ اّلّأفّرّاّدّ، ثّمّ إنّنّاّ طّفّنّاّ فّيّ نّصّوّصّ اّلّكّتّاّبّ وّاّلّسّنّةّ وّأفّهّاّمّ عّلّمّاّء اّلّمّلّةّ، فّلّمّ نّجّدّ أنّ مّنّ قُّـتّلّ مّشّتّبّكّاّ مّرّتّدّيّاّ بّزّّتّهّ اّلّعّسّـكّرّيّةّ حّاّمّلّاّ عّصّاّهّ جّاّلّسّاّ عّلّىّ أرّيّكّتّهّ... لّمّ نّجّدّ أنّ مّنّ قّـتّلّ عّلّىّ هّذهّ اّلّحّاّلّةّ فّقّدّ سّلِّمّ مّذهّبّهّ وّصّحّّ مّعّتّقّدّهّ، إنّهّاّ تّبّعّاّتّ طّوّفّاّنّ اّلّاّنّحّرّاّفّ فّيّ اّلّعّقّيّدّةّ، وّطّغّيّاّنّ اّلّعّاّطّفّةّ عّلّىّ اّلّشّرّيّعّةّ.*

*وّإنّ مّنّهّجّ اّلّإسّلّاّمّ فّيّ اّلّحّكّمّ عّلّىّ اّلّأفّرّاّدّ وّاّلّجّمّاّعّاّتّ صّحّةّ أوّ بّطّلّاّنّاّ؛ لّاّ يّعّتّمّدّ عّلّىّ مّاّ تّبّثّهّ اّلّقّنّوّاّتّ أوّ تّحّجّبّهّ، وّلّاّ عّلّىّ مّاّ تّحّبّهّ اّلّجّمّاّهّيّرّ أوّ تّبّغّّضّهّ، بّلّ يّعّتّمّدّ عّلّىّ مّيّزّاّنّ اّلّشّرّعّ اّلّعّدّلّ، فّمّاّ حّكّمّ لّهّ اّلّشّرّعّ بّاّلّصّحّةّ فّهّوّ اّلّصّحّيّحّ، وّمّاّ حّكّمّ لّهّ بّاّلّبّطّلّاّنّ وّاّلّفّسّاّدّ فّهّوّ كّذلّكّ، وّلّوّ جّاّءتّ بّّضّدّهّ كّلّ بّثّوّثّ اّلّأرّّضّ وّشّعّوّبّهّاّ.*

🔗 *اّفّـتّتّـاّحّيّـةّ اّلّنّـبّــأ اّلّعّـدّدّ 466 اّلّخّمّيّسّ 21 رّبّيّعّ اّلّآخّرّ 1446 هّـ* *اّلّرّجّلّ يّقّاّتّـلّ شّجاّعّةّ*
...المزيد

▫️ *اّلّـرّجّــلّ يّـقّــاّتّـلّ شّـجّـاّعّـةّ (1/3)* *جّاّء فّيّ اّلّسُّّنّةّ اّلّمّطّهّرّةّ ...

▫️ *اّلّـرّجّــلّ يّـقّــاّتّـلّ شّـجّـاّعّـةّ (1/3)*

*جّاّء فّيّ اّلّسُّّنّةّ اّلّمّطّهّرّةّ ّضّمّنّ صّوّرّ اّلّقّـتّاّلّ اّلّبّاّطّلّةّ: (اّلّرّجّلّ يّقّـاّتّلّ شّجّاّعّةّ) أيّ أنّّ طّبّعّهّ مّجّبّوّلّ عّلّىّ اّلّشّجّاّعّةّ فّهّوّ يّقّـاّتّلّ بّهّاّ وّتّغّلّبّ عّلّيّهّ، وّ (يّقّـاّتّلّ حّمّيّّةّ) يّعّنّيّ عّنّ قّوّمّهّ وّوّطّنّهّ كّمّاّ هّوّ حّاّلّ أغّلّبّ قّتّـاّلّ (حّرّكّاّتّ اّلّتّحّرُّّرّ) اّلّيّوّمّ، وّمّعّ ذلّكّ لّمّ تّكّنّ اّلّشّجّاّعّةّ وّحّدّهّاّ كّاّفّيّةّ لّتّصّحّيّحّ اّلّنّيّةّ وّتّزّكّيّةّ اّلّقّتّـاّلّ أوّ اّلّمّقّـاّتّلّ، مّاّ لّمّ يّكّنّ فّيّ سّبّيّلّ الله تعالى، نّصّرّةّ لّلّشّرّيّعّةّ وّمّرّاّغّمّةّ لّأعّدّاّئّهّاّ.*

*وّبّاّلّتّاّلّيّ، فّاّلّشّجّاّعّةّ بّغّيّرّ تّوّحّيّدّ لّاّ تّنّفّعّ صّاّحّبّهّاّ سّوّىّ فّيّ اّلّدّنّيّاّ، كّقّوّلّهّمّ: إنّّ فّلّاّنّاّ شّجّاّعّ، وّقّدّ قّيّلّ! أمّاّ فّيّ اّلّآخّرّةّ فّلّاّ اّعّتّبّاّرّ لّلّشّجّاّعّةّ بّدّوّنّ تّوّحّيّدّ صّاّفّ وّعّقّيّدّةّ سّلّيّمّةّ تّوّاّفّقّ اّعّتّقّاّدّ أهّلّ اّلّسّنّةّ وّاّلّجّمّاّعّةّ اّلّذيّنّ لّيّسّ مّنّهّمّ بّاّلّقّطّعّ "اّلّإمّاّمّ اّلّخّمّيّنّيّ!" وّلّاّ "سّوّرّيّّةّ اّلّأسّدّ!" وّلّاّ حّزّبّ اّلّشّيّطّاّنّ "اّلّذيّ يّمّثّلّ اّلّشّطّرّ اّلّأهّمّ مّنّ جّنّدّ اّلّشّاّمّ" بّحّسّبّ تّعّبّيّرّ "جّيّفّاّرّاّ اّلّعّرّبّ".*

*وّقّدّ جّاّء فّيّ حّدّيّثّ آخّرّ أوّرّدّهّ اّلّإمّاّمّ اّلّبّخّاّرّيّ فّيّ بّاّبّ: (إذاّ بّقّيّ حّثّاّلّةّ مّنّ اّلّنّاّسّ)، يّصّفّ فّيّهّ حّاّلّ آخّرّ اّلّزّمّاّنّ حّيّنّ تّخّتّلّ مّوّاّزّيّنّ اّلّنّاّسّ، فّيّتّمّاّدّحّوّنّ وّيّتّفّاّخّرّوّنّ بّكّلّ شّيّء إلّاّ اّلّإيّمّاّنّ، (وّيّقّاّلّ لّلّرّّجّلّ: مّاّ أعّقّلّهّ وّمّاّ أظّرّفّهّ وّمّاّ أجّلّدّهّ، وّمّاّ فّيّ قّلّبّهّ مّثّقّاّلّ حّبّّةّ خّرّدّلّ مّنّ إيّمّاّنّ!)، أيّ يّكّوّنّ اّلّرّجّلّ فّطّنّاّ، فّصّيّحّاّ، وّقّوّيّاّ شّجّاّعّاّ وّلّيّسّ فّيّ قّلّبّهّ أدّنّىّ دّرّجّاّتّ اّلّإيّمّاّنّ.*

*وّلّذلّكّ أشّكّلّ عّلّىّ اّلّنّاّسّ فّهّمّ كّيّفّ يُّقّـتّلّ اّلّرّجّلّ "شّجّاّعّاّ مُّشّتّبّكّاّ" وّهّوّ عّلّىّ غّيّرّ عّقّيّدّةّ اّلّتّوّحّيّدّ، بّلّ هّوّ مّفّاّرّقّ مّحّاّدّ لّهّاّ، فّيّ صّفّوّفّ خّصّوّمّهّاّ مّوّاّلّيّاّ لّهّمّ مّكّثّّرّاّ سّوّاّدّهّمّ، مّعّ أنّ اّلّمّاّّضّيّ وّاّلّحّاّّضّرّ يّّضّجّّاّنّ بّقّصّصّ مّقّـاّتّلّـيّنّ شّجّعّاّنّ قّاّتّـلّوّاّ حّتّىّ آخّرّ رّمّقّ، لّكّنّ فّيّ سّبّلّ بّاّطّلّةّ وّتّحّتّ رّاّيّاّتّ جّاّهّلّيّةّ، وّمّاّذاّ سّيّفّعّلّ عُّمّّاّرّ اّلّجّاّهّلّيّةّ اّلّثّاّنّيّةّ، لّوّ رّأوّاّ شّجّاّعّةّ وّجّلّدّ قّاّدّةّ اّلّجّاّهّلّيّةّ اّلّأوّلّىّ؟!*

*وّجّرّيّاّ عّلّىّ طّرّيّقّةّ اّلّمّتّطّفّلّيّنّ عّلّىّ أصّوّلّ اّلّفّقّهّ اّلّهّاّدّمّيّنّ لّأصّوّلّ اّلّشّرّيّعّةّ؛ اّلّذيّنّ بّرّّرّوّاّ مّوّاّلّاّةّ اّلّرّاّفّـّضّةّ بّـ "اّنّفّكّاّكّ اّلّجّهّةّ" تّلّبّيّسّاّ وّتّّضّلّيّلّاّ؛ ألّاّ يّصّحّ أنّ يّكّوّنّ فّيّ مّقّـتّلّ "اّلّشّجّاّعّ اّلّمّشّتّبِّكّ" هّذاّ "اّنّفّكّاّكّ جّهّةّ"؟! ألّاّ تّنّفّكّّ جّهّةّ اّلّشّجّاّعّةّ عّنّ جّهّةّ صّحّةّ اّلّتّوّحّيّدّ، فّيّكّوّنّ اّلّرّجّلّ مّقّـاّتّلّاّ شّجّاّعّاّ مّنّ جّهّةّ؛ نّاّقّّضّاّ لّلّتّوّحّيّدّ مّنّ جّهّةّ أخّرّىّ؟ أمّ أنّهّ لّاّ تّنّفّكّ اّلّجّهّةّ عّنّدّهّمّ إلّاّ فّيّ أسّلّمّةّ اّلّرّوّاّفّـّضّ وّاّلّتّرّقّيّعّ لّمّحّوّرّهّمّ؟!*

*وّمّنّ سّوّء جّرّيّرّتّهّمّ، فّتّنّوّاّ اّلّنّاّسّ فّيّ دّيّنّهّمّ أحّيّاّء وّأمّوّاّتّاّ، فّكّاّنّتّ حّيّاّتّهّمّ فّتّنّةّ وّمّوّتّهّمّ فّتّنّةّ، قّعّوّدّهّمّ فّتّنّةّ وّقّتّـاّلّهّمّ فّتّنّةّ، إنّهّ شّؤّمّ مّسّلّكّهّمّ اّلّذيّ سّلّكّوّهّ وّمّسّاّرّهّمّ اّلّذيّ اّتّبّعّوّهّ، وّكّيّفّ يّفّلّحّ مّنّ اّرّتّمّىّ فّيّ أحّّضّاّنّ اّلّرّاّفّّـضّةّ مّدّاّفّعّاّ عّنّهّمّ مّفّاّرّقّاّ هّدّيّ اّلّنّبّوّةّ وّاّلّصّحّاّبّةّ لّأجّلّهّمّ، كّيّفّ يّفّلّحّ مّنّ عّدّّ بّشّاّرّ وّأوّبّاّشّهّ "جّنّدّ اّلّشّاّمّ!" وّحّزّبّ اّلّشّيّطّاّنّ "اّلّشّطّرّ اّلّأهّمّ مّنّ جّنّدّ اّلّشّاّمّ!"، وّلّاّ نّعّرّفّ أحّدّاّ مّنّ غّلّاّةّ اّلّفّرّقّ اّلّّضّاّلّةّ سّبّقّ إلّىّ هّذاّ وّتّجّرّأ عّلّيّهّ كّمّاّ فّعّلّ هّؤّلّاّء، فّمّاّ أجّرّأهّمّ عّلّىّ اّلّشّرّيّعّةّ وّمّاّ أصّبّرّهّمّ عّلّىّ اّلّنّاّرّ!*


🔗 *اّفّـتّتّـاّحّيّـةّ اّلّنّـبّــأ اّلّعّـدّدّ 466 اّلّخّمّيّسّ 21 رّبّيّعّ اّلّآخّرّ 1446 هّـ* *اّلّرّجّلّ يّقّاّتّـلّ شّجاّعّةّ*
...المزيد

*عَقِيدَةُ السَّلَفِ* • *(بابٌ جامِعٌ مِن أحادِيثِ الصِّفاتِ رَواها الأئِمَّةُ، والشُّيُوخُ ...

*عَقِيدَةُ السَّلَفِ*

• *(بابٌ جامِعٌ مِن أحادِيثِ الصِّفاتِ رَواها الأئِمَّةُ، والشُّيُوخُ الثِّقاتُ، الإيمانُ بِها مِن تَمامِ السُّنَّةِ، وكَمالِ الدِّيانَةِ، لا يُنْكِرُها إلّا جَهْمِيٌّ خَبِيثٌ)*

- عن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال: «اخْتَصَمَت الجَنَّةُ وَالنَّار فَذَكَرَ الحَدِيثَ فَتَقُولُ النَّارِ: هَلْ مِن مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ تَعالى قَدَمَهُ عَلَيْها فَهُنالِكَ تَمِيلُ، وَيَنْزَوِيَ بَعْضُها إلى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطٍ قَطٍ ثَلاثًا». [رواه أحمد والبخاري ومسلم]

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «لا يُوَطِّنُ رَجُلُّ المَسَاجِدَ لِلصَّلاةِ والذِّكْرِ إِلَّا تَبَشِّبَشَ الله به حَتَّى يَخْرُجَ كَما يَتَبَشْبَشُ أهْلُ الغائب بغائبِهِمْ إِذَا قَدم عَلَيْهِمْ». [رواه أحمد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم]

- عن أبي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قال فيما يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ: «الكِبْرِياءُ رِدائي، والعَظَمَةُ إزارِي، فَمَن نازَعَني واحدًا مِنهُما قَذَفْتُهُ فِي النَّارَ». [رواه أحمد ومسلم]

- عَنْ أبي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ الله ﷺ: «أنا عِنْدَ ظَنّ عَبْدِي بِي، وَأَنا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسه ذكَرْتُهُ فِي نَفْسي، وإِنْ ذَكَرَنِي فَي مَلَأ ذكَرْتُهُ فِي مَلَأ خَيْرٍ مَنهُمْ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شَبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْه ذِراعا، وإن اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِراعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهَ باعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». [رواه البخاري ومسلم]

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قالَ رَسُولُ الله ﷺ: «الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ تَعَلَّقَتْ بِمَنكِبَي الرَّحْمَنِ، قَالَ لَها: مَن وَصَلَك وصَلْتُهُ، ومَن قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ».[رواه أحمد والبخاري والترمذي]

- عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ تلا هذه الآيَةَ: {فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}، قَالَ: هَكَذا بِأَصْبُعَهُ، وَوَضَعَ النَّبِيُّ ﷺ الإِبهَامَ عَلى المِفْصَلِ الأعْلَى مِنَ الخِنْصَرِ فَسَاخَ الجَبَلُ». [رواه أحمد والترمذي وعبد الله بن أحمد]

- عَنْ أَبِي سَعِيدِ الخُدْرِيِّ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقَيْهِ فَلا يَبْقى مَنَ سَجَدَ لله في الدُّنْيا من تلقاء نَفْسه إلّا أذنَ لَهُ فِي السُّجُودِ، وَلا يَبْقَى مَنَ سَجَدَ لَهُ اتِّقَاءً، وَرِياءً إِلَّا جَعَلَ ظَهْرَهُ طَبَقَةً واحِدَةً، كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ». [رواه البخاري ومسلم]

قال الشيخ ابن بطة رحمه الله: صَحَّتْ عَنْ رَسُول الله ﷺ التَّحْذِيرُ مِن فِتْنَةِ طَوائِفَ معتزلة، وخوارج يَجْحَدُونَهَا، وَيُكَذِّبُونَ بِها.

📙 *[مختصر من كتاب الإبانة الكبرى]*
...المزيد

*وقفات شرعية مع غـ⇜زوة باريس* • *الوقفة الثانية: وجوب جـ⇜هاد فرنسا.* ممّا تقدّم بيانه ينبغي ...

*وقفات شرعية مع غـ⇜زوة باريس*

• *الوقفة الثانية: وجوب جـ⇜هاد فرنسا.*

ممّا تقدّم بيانه ينبغي معرفة أن جـ⇜هاد فرنسا الصّـ⇜ليبيّة وقتـ⇜الها واجب على المسلمين وهو من قبيل جـ⇜هاد الدّفع في زماننا هذا ولا شكّ، قال الله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ) [البقرة: ١٩٠]، وقال الله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ) [البقرة: ١٩٤].

وهذا النّوع من الجـ⇜هاد واجبٌ بإجماع أهل العلم سلفاً وخلفاً، وإنّ الغز⇜وة التي وقعت في باريس هي من الجـ⇜هاد الواجب على الأمّة، إذ به يُكَفُّ بأس الذين كفـ⇜روا.

• *الوقفة الثالثة: جواز قتـ⇜ل الصّـ⇜ليبيّين من الفرنسيّين.*

مما دلّت عليه نصوص الكتاب والسنّة وما انعقد عليه إجماع الأمّة أنّ الكا⇜فر الذي ليس بينه وبين المسلمين عهدٌ من ذمّةٍ أو هدنةٍ أو أمانٍ، فإنّه حلال الدّ⇜م والمال، وهو بذلك صار حر⇜بياً يجوز قتـ⇜له وإن لم يشارك في قتـ⇜النا، قال الله تعالى: (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: ٥].

وعن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - إذا أمّر أميراً على جيشٍ أو سريّةٍ، أوصاه في خاصّته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: "اغـ⇜زوا باسم الله في سبيل الله، قاتلـ⇜وا من كفـ⇜ر بالله"، [رواه مسلم].

فهذه النّصوص وغيرها تدلّ على أنّ سبب قتـ⇜الهم هو الكفـ⇜ر والشّرك، فنحن نقا⇜تلهم ابتداءً لكفـ⇜رهم وشركهم، وقد جاءت نصوصٌ استثنت من حكم القتـ⇜ل مَنْ لهم عهدٌ شرعيٌّ مع المسلمين، فهؤلاء يوفى لهم عهدهم إلى مدّته، وعليه فالكا⇜فر الذي ليس بينه وبين المسلمين عهدٌ هو حلال الدّ⇜م والمال، وحلال العرض أيضاً بالجـ⇜هاد. وهذه المسألة أجمع عليها الأئمّة والعلماء على مرّ العصور وسبقهم في ذلك الإجماع العمليّ للصّحابة على ذلك، قال الإمام الشّافعيّ: (حقن الله الدّ⇜ماء، ومنع الأموال إلا بحقّها بالإيمان بالله وبرسوله، أو عهد من المؤمنين بالله ورسوله لأهل الكتاب، وأباح د⇜ماء البالغين من الرّجال بالامتناع من الإيمان إذا لم يكن لهم عهد) [الأم: 1/ 293]. وقال الإمام القرطبيّ: (والمسلم إذا لقي الكا⇜فر ولا عهد له جاز له قتـ⇜له) [تفسير القرطبي: 5/ 338].


*المصدر: مقتطف من صحيفة النبـ⇐أ – العدد 6*
*مقال:*
*وقفات شرعية مع غز↽وة باريس*
*السنة السابعة - السبت 9 صفر 1437 هـ*
...المزيد

*وقفات شرعية مع غـ⇜زوة باريس* • لا شكّ أنّ غـ⇜زوة باريس هي فتحٌ من الله سبحانه لأوليائه، إذ سُرّ ...

*وقفات شرعية مع غـ⇜زوة باريس*

• لا شكّ أنّ غـ⇜زوة باريس هي فتحٌ من الله سبحانه لأوليائه، إذ سُرّ بها المجـ⇜اهدون، وفرح بها المستضعفون من المسلمين، واستبشر بها المكروبون الذين أصابهم ما أصابهم من عدوان الصّلـ⇜يبيّين، وبالرغم من آلام الأمّة إلا أنّ المنافقين دأبوا على استنكار أيّ غـ⇜زوةٍ يغزوها جنـ⇜ود الخـ⇜لافة، وبثّ الشّبهات محاولين التّشويش على النّاس، لذا ومن باب إحقاق الحقّ وتبيين الصّواب فهذه وقفاتٌ نبيّن فيها مشروعيّة هذه الغـ⇜زوة وأمثالها من الغزوات من النّاحية الشّرعيّة، وهذا الذي يهمّ المسلم الفطن، فإن كان الشّرع يقرّ هذا النّوع من الغـ⇜زوات فدعونا إذاً من إرجاف المنافقين.

• *الوقفة الأولى: فرنسا دولةٌ كافـ⇜رةٌ محا⇜ربةٌ.*

ممّا هو معلومٌ ولا يختلف فيه اثنان من العقلاء أنّ فرنسا دولةٌ كا⇜فرةٌ صلـ⇜يبيّةٌ حاقدةٌ تعلوها أحكام الكفـ⇜ر بل وتقاتـ⇜ل على نشر الشّرك والإلحاد والرّذيـ⇜لة، وهي مع ذلك دولةٌ محا⇜ربةٌ للمسلمين، فواقعها وتاريخها شاهدان على جر⇜ائمها وفظائعها واستباحتها لديار المسلمين في الجزائر ومصر وتشاد والشّام ومالي وتونس والنّيجر وخراسان. وهي إلى يومنا هذا تشارك في العد⇜وان على المسلمين في العراق والشّام وتقصـ⇜ف بيوتهم وتر⇜عب أطفالهم وتناصر أعد⇜اءهم من الرّا⇜فضة وملا⇜حدة الكرد، كما أنّها تفعل الشّيء نفسه ضدّ المسلمين في أفغانستان ومالي، وإنّ عد⇜اء فرنسا للإسلام شديدٌ؛ فهي من أوائل الدّول حر⇜باً على النّقاب، كما أنّها من الدّول التي جهرت بسبّ نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم، قاتـ⇜لهم الله وقبّحهم.

*ولذلك فإنّ فرنسا في ميزان الشّريعة هي دولةٌ كافـ⇜رةٌ حربيّةٌ محا⇜ربةٌ للإسلام والمسلمين، ليس بينها وبين المسلمين عهدٌ أو هدنةٌ أو ذمّةٌ؛ وبالتالي فهي دار حر⇜بٍ وينبني على ذلك شرعيّة جهـ⇜ادها وإحداث التفجـ⇜ير والتقتـ⇜يل فيها.*

*المصدر: مقتطف من صحيفة النبـ⇜أ – العدد 6*
*مقال:*
*وقفات شرعية مع غز⇜وة باريس*
*السنة السابعة - السبت 9 صفر 1437 هـ*
...المزيد

🩸*ࢧࢥتطفݴت ࢧݩ ݴࢦڪࢦࢧة ݴࢦصوتية: {دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۖ وَلِلْكَافِرِينَ ...

🩸*ࢧࢥتطفݴت ࢧݩ ݴࢦڪࢦࢧة ݴࢦصوتية: {دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۖ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا}*

*وࢪسݴࢦتݩݴ ذݴتـہݴ ࢦذڪوࢪ ࢧࢦݴﺣـدة ݴࢦأڪࢪݴد ڪࢦݴب صيد أࢧࢪيڪݴ وعبيدهہݴ؛ فࢧݴ تࢥدمتࢧ شبࢪݴ إࢦݴ بعد أݩ أحࢪࢥتـہُ طݴئࢪݴت ݴࢦصࢦيب عࢦى ࢪؤوس ݴࢦࢧوحديݩ، فࢥد خࢪجت ݴࢦطݴئࢪݴت ݴࢦيوࢧ ࢧݩ حࢪبڪࢧ ࢧعݩݴ، وبتࢧ تستجدوݩ أࢧࢪيڪݴ بعدࢧ ݴࢦݴݩسحݴب خوفݴ ࢧݩ ࢧوݴجـہة ݴࢦࢧوحديݩ وجـہݴ ࢦوجـہ، وࢦݴبد عࢦيڪࢧ أݩ تسددوݴ أضعݴف ࢧݴ فعࢦتࢧوه في ديݴࢪ ݴࢦࢧسࢦࢧيݩ بإذݩ الله تعݴࢦى، وࢦݩ يݩفعڪࢧ ࢪجوعڪࢧ إࢦى أحضݴݩ ݴࢦݩصيࢪية ݴࢦࢧࢪتديݩ أو ݴࢦتحݴࢦف وݴࢦتڪݴتف ࢧع ݴࢦࢪوس ݴࢦࢧجࢪࢧيݩ، ووالله ࢧݴ ݩسيݩݴ وࢦݩ ݩݩسى ݴࢦأخذ بثأࢪ ݴࢦࢧسࢦࢧيݩ، وࢧݴ تࢪوݩـہ في ࢧݩݴطࢥڪࢧ يوࢧيݴ ࢧݩ عࢧࢦيݴت تصفية ࢦࢪؤوسڪࢧ وعݩݴصࢪڪࢧ ࢧݴ هہذݴ إࢦݴ غيض ࢧݩ فيض، فࢧݴ بدأ ݴࢦحسݴب بعد فࢦݴ تستعجࢦوݴ ࢧصيࢪڪࢧ في ࢥݴدࢧ ݴࢦأيݴࢧ بإذݩ الله تعݴࢦى.*

🎙 *ݴࢦشـﯾـخ أبي حࢧـزة ݴࢦࢥــࢪشي تࢥبــࢦـہ الله*
...المزيد

أكفّاركم خير من أولئكم (1/2) وكذلك بيّن الله أن العقاب مرتبط بالمعصية، فمن فعلها كان مستحقا ...

أكفّاركم خير من أولئكم

(1/2)
وكذلك بيّن الله أن العقاب مرتبط بالمعصية، فمن فعلها كان مستحقا للعذاب والعقاب من الله، لذلك أنزل لقريش يحذرهم وبال شركهم ومعصيتهم، بعدما قصّ عليهم نبأ من ناله العذاب قبلهم من أقوام نوح وصالح ولوط جزاء لما فعلوه من المعاصي: (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُولَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ) [سورة القمر: 43]، قال القرطبي: «أي ليس كفاركم خيرا من كفار من تقدّم من الأمم الذين أُهلكوا بكفرهم» [الجامع لأحكام القرآن]، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «إن اللّه أخبر أن سنّته لن تُبَدّل ولن تتحول، وسنّته عادته التي يسوِّي فيها بين الشيء وبين نظيره الماضي، وهذا يقتضي أنه سبحانه يحكم في الأمور المتماثلة بأحكام متماثلة» [مجموع الفتاوى].

ومن المصائب التي ابتلي بها المسلمون في هذا الزمان وفي كل زمان، ما يرونه من تسلط بعض السفهاء على دين الإسلام، واتخاذه هزوا ولعبا، يقبلون منه ما اشتهوا، ويردّون منه ما كرهوا، بل والمصيبة الأكبر أنهم يجيزون لأنفسهم من المعاصي والضلال ما يحرّمونه على غيرهم، ويكفّرون أعداءهم ببعضها، فإن فعلوها هم أو من يحبّونهم صارت أعمالا صالحة يُتقرّب بها إلى الله.

وقد كان هذا دأب أهل الضلال في كل حين، فنجد أن المشركين كانوا يفعلون الفواحش من البدع ثم ينسبونها إلى الله، كما في قوله تعالى: (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [سورة الأعراف: 28]، ونجد الضالين من بني إسرائيل يأمرون الناس بالطاعات ولا يفعلونها، كما في قوله تعالى: (أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [سورة البقرة: 44]، ونجد من زنادقة الصوفية من كان يكذب على الناس فيزعم أنه غير مكلف بالعبادات لأنه أقرب إلى الله من باقي العباد، واليوم صرنا نرى من الفصائل والأحزاب التي تنسب نفسها للإسلام العجب العجاب في هذا الباب.

فتجدهم يقاتلون بعض الطواغيت، ويكفّرونهم على أفعالهم، ثم تجدهم يفعلون نفس أفعال الطواغيت، دون أن ينكر بعضهم على بعض، بل تجدهم يبرّرون لأنفسهم ولأحبابهم، ويحرفون الكلم عن مواضعه ليجعلوا أفعالهم الكفرية موافقة للشريعة، بل ويجعلونها من الأعمال الصالحات، إن لم تصبح من الواجبات في بعض الأحيان، التي يؤثّمون تاركها.

وهذا التناقض الحاصل لدى القوم مردّه إلى أنهم لا يطبّقون الحكم الواحد على الحالتين بمنهج واحد، فالقانون الوضعي الذي تحكم به المحاكم في مناطق الضفة الغربية من فلسطين تحت حكم الطاغوت محمود عباس هو القانون الوضعي ذاته الذي تحكم به المحاكم في قطاع غزة تحت حكم طواغيت الإخوان من أمثال إسماعيل هنية وحزبه.

فعلى أي أساس إذن تكون الحكومة في الضفة الغربية طاغوتية مرتدة، وتكون الحكومة في قطاع غزة حكومة «شرعية»؟!

والحال مشابه في مصر، فالطاغوت حسني مبارك كان كافر مرتدا في نظر الأحزاب والفصائل، لأنه يحكم بغير ما أنزل الله، فلما نزع الله منه الملك، وصار الطاغوت محمد مرسي حاكما لمصر، حكم بالقانون الوضعي ذاته الذي كان يحكم به مبارك، ولكن الأحزاب والفصائل أعطت لمرسي وحكومته وصف «الشرعية»، بالرغم أن هذا الفعل المكفر الذي هو الحكم بالقانون الوضعي قد وقع من الطاغوتين كليهما.

فعلى أي أساس يكون الطاغوت (حسني) مرتدا يجب على المسلمين الخروج عليه وجهاده وخلعه، ويكون الطاغوت (مرسي) «مسلما» يجب على المسلمين تأييده ومناصرته، والدعاء له، والعمل على تثبيت حكمه، أو إعادته إليه بعد نزعه منه؟!
وإذا تابعنا نظرة كثير من تلك الفصائل والأحزاب إلى الديموقراطية نجد أنهم في الغالب يصرّحون بأن المجالس التشريعية أو البرلمانات هي مجالس كفرية لأنها تشرّع القوانين الوضعيّة التي يحكم بها الطواغيت، من حكام بغير ما أنزل الله، وقضاة في المحاكم الوضعية، وما شابه، وعليه فإنهم يكفّرون من يدخل تلك البرلمانات من الأحزاب العلمانية، والقوميين والعشائريين، وفي الوقت نفسه تتهافت تلك الفصائل والأحزاب على الترشح للدخول في تلك البرلمانات، وتخرج في مظاهرات، وتقوم بالثورات إذا منعت من ذلك، بل وتعطي لمشاركتها في هذا الشرك لقب «الجهاد السياسي» أو «جهاد الكلمة»، ومن يُقتل من أتباعها على يد الطواغيت وهو يطالب بالديموقرطية تعطيه لقب «الشهادة»!


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 34
الثلاثاء 2 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
أكفّاركم خير من أولئكم
...المزيد

دول الكفر على طريقة عاد وفرعون وثمود • غرور أمم الكفر واستكبارها في هذا العصر، أوصلها إلى تبنّي ...

دول الكفر على طريقة عاد وفرعون وثمود

• غرور أمم الكفر واستكبارها في هذا العصر، أوصلها إلى تبنّي طريقة فرعون وعاد وثمود وأضرابهم من أمم الكفر البائدة، حتى قالوا مقولتهم: "مَن أشدّ منا قوة؟" ولكن بألفاظ وعبارات عصرية مختلفة، من قبيل "الدول الكبرى" و"القوى العظمى" وغير ذلك من ألفاظ وأوصاف التفخيم والتبجيل لدولهم وجيوشهم، فتستروا خلف هذه الألفاظ يتحدّون العزيز القهّار سبحانه.


[ إفتتاحية النبأ - وجعلنا لمهلكهم موعدا - العدد: 444 ]
...المزيد

شجاعة المؤمن المتوكل على ربه • إن المؤمن المتوكل على الله حق توكله الموقن بوعده المنتصر على ...

شجاعة المؤمن المتوكل على ربه

• إن المؤمن المتوكل على الله حق توكله الموقن بوعده المنتصر على نفسه، لا يهاب ما حشده عدوه ضده من إمكانيات مهما عظمت من قوة، فهو يدرك أن كل ما صنعه البشر تحت قدرة من توكل عليه سبحانه، ولا يحصل له إلا ما قدره الله عليه وعليهم، وتأمل قول نوح - عليه السلام - لقومه: { یَـٰقَوۡمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَیۡكُم مَّقَامِی وَتَذۡكِیرِی بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡتُ فَأَجۡمِعُوۤا۟ أَمۡرَكُمۡ وَشُرَكَاۤءَكُمۡ ثُمَّ لَا یَكُنۡ أَمۡرُكُمۡ عَلَیۡكُمۡ غُمَّةࣰ ثُمَّ ٱقۡضُوۤا۟ إِلَیَّ وَلَا تُنظِرُونِ }، فهو - عليه السلام - يخبرهم أنه إن كانت أنفسهم قد ضاقت بدعوة التوحيد ذرعا، فليجمعوا كل ما يستطيعون عليه هم وشركاؤهم، ثم ليستخدموا كل ما عندهم من قوة ضده فإنه قد توكل على الله رب العالمين، وهذا هو طريق الأنبياء الذين كانوا فرادی وسط جموع الكافرين وسطوتهم، لم تمنعهم الحسابات المادية من الصدع بالحق مع تخويف الباطل وإزباده وإرعاده. والواجب على المسلمين اليوم أن يتنبّهوا لهذا الخطر الداخلي، وتلك النفوس المهزومة فإنها تجرّ على أبناء المسلمين ضعفا وخورا، وتزين لهم الخنوع والقعود وتروج له، وتعلّم العامة سوء الظن بربهم والتمادي في معصية تعطيل الجهاد والتثاقل إلى الأرض.

[ إفتتاحية النبأ - المهزومون المهزوزون - العدد: 440 ]
...المزيد

ما الحل لمصاب المسلمين اليوم؟ • إن الحل لمصاب المسلمين يكمن في وحدتهم وإحياء رابطة الإيمان ...

ما الحل لمصاب المسلمين اليوم؟

• إن الحل لمصاب المسلمين يكمن في وحدتهم وإحياء رابطة الإيمان بينهم ونبذ روابط الجاهلية، فالمسلمون أولى بإخوانهم المستضعفين؛ لأنهم أولياء لهم، وأهلهم وإخوانهم، وأقرب الناس لهم، وكفايتهم تعني قطع الطريق على كثير من هذه المفاسد التي يُلجئهم إليها الكفار والمرتدون، مع التأكيد والتذكير بأنه لا ينبغي أن ينسي جرح للمسلمين في بلد ما جراح باقي المسلمين، فالمسلمون تتكافؤ دماؤهم فوق كل أرض وتحت كل سماء.

[ إفتتاحية النبأ - يشد بعضه بعضا - العدد: 438 ]
...المزيد

العلم والهداية إلى الحق فضيلة العلم مقرونة بالهداية مفتقرة إليها، ورُب مسلم أمّي لا يقرأ ولا يكتب، ...

العلم والهداية إلى الحق فضيلة العلم مقرونة بالهداية مفتقرة إليها، ورُب مسلم أمّي لا يقرأ ولا يكتب، اهتدى بيسير علم وعاه قلبه فعمل به أحبّ إلى الله من "شيخ" يشار إليه بالبنان يتفيهق ويتعاظم على الخلق بما حمله من علم لم يستخدمه إلا سلاحا لنصرة هواه وتمجيد نفسه، أو نصرة طاغوت يحارب دين الله وينشر في الناس الكفر والفسق والفجور، فتجد هذا "الشيخ" يحرّف لأجله معاني النصوص ويبثُّ بين الناس الشبه ويطوّع له رقابا منهم ليكونوا له جندا محضرين، فيسوقهم إلى خسارة دينهم وآخرتهم، وهؤلاء هم الذين قال فيهم النبي ﷺ: ( دُعاة على أبواب جَهَنَّمَ مَن أَجَابَهُم إِليها قذَفُوه فيها ) [ البخاري ].


[ إفتتاحية النبأ - بين الهداية والعلم - العدد: 441 ]
...المزيد

*ࢥٺال أمࢪيڪا.. ࢥضية شࢪعية أݹَّلاً* • إن الٺݹحيد يࢥݹم على ࢪڪني عبادة الله ݹحده ݹالڪفࢪ بالࢣاغݹٺ، ...

*ࢥٺال أمࢪيڪا.. ࢥضية شࢪعية أݹَّلاً*

• إن الٺݹحيد يࢥݹم على ࢪڪني عبادة الله ݹحده ݹالڪفࢪ بالࢣاغݹٺ، ݹبدݹن ٺحࢥيࢥ هذين الࢪڪنين معاً لا يمڪن ٺحࢥيࢥ الٺݹحيد، فمهما زاد العبد من عبادٺه لله فإنّه مࢣالب بالڪفࢪ بالࢣݹاغيٺ ݹالبࢪاءة منها هي ݹأݹليائها، ݹمهما بلغٺ دࢪجة عدائه للࢣݹاغيٺ فإنه لا يحࢥࢥ الٺݹحيد إلا بعبادة الله ݹحده، ݹلا يڪٺفى منه بإعلان البࢪاءة من ࢣݹاغيٺ دݹن آخࢪ، ݹإنما بالڪفࢪ بها جميعا لأن الࢣاغݹٺ الذي أمࢪ الله باجٺنابه في ࢥݹله {وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} هݹ اسم لجنس، فالأمࢪ باجٺناب ڪل ما حمل صفة الࢣغيان بأن يجعل نفسه ندّا لله في صفة من صفاٺه أݹ حࢥ من حࢥݹࢥه، ڪٺعبيد الناس له بأن يدعݹهم إلى ࢣاعٺه من دݹن الله أݹ يفࢪض عليهم ذلڪ، أݹ يعبّدهم لأي نݹع من الࢣݹاغيٺ، ڪدعݹة الناس إليها، أݹ الدفاع عنها، أݹ الࢪضى بصࢪف أي نݹع من العباداٺ له.

فڪل ما ݹࢥع عليه ݹصف الࢣاغݹٺ ݹجب على المسلم اجٺنابه، ݹالڪفࢪ به، ݹمعاداٺه، ݹٺڪفيࢪ من يعبده، ݹالبࢪاءة منهم، ݹمعاداٺهم، ݹࢥٺالهم، حٺى يٺݹبݹا من شࢪڪهم ݹيخلصݹا العبادة لله العزيز الحميد.

ݹلا يصح ٺخصيص نݹع من الࢣݹاغيٺ بالڪفࢪ به دݹن آخࢪ، أݹ صنف من المشࢪڪين بالبࢪاءة دݹن آخࢪ، ݹإن ڪان الأݹلى في ࢥٺالهم أن يبدأ المسلم بࢥٺال الأࢥࢪب إليه منهم، ثم الذين يلݹنهم، فالذين يلݹنهم، إلى أن يشمل الࢥٺال ڪل المشࢪڪين في الأࢪض، ࢥال ٺعالى {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ الْكُفَّارِ}، ݹهڪذا ڪان منهج ࢪسݹل الله - صلى الله عليه ݹسلم - في ࢥٺال المشࢪڪين في جزيࢪة العࢪب، ݹهي ࢣࢪيࢥة أصحابه من بعده، فبعد أن أنفذ أبݹ بڪࢪ الصديࢥ - ࢪضي الله عنه - ݹصية ࢪسݹل الله - صلى الله عليه ݹسلم - في إࢪسال بعث أسامة بن زيد لࢥٺال الࢪݹم، ٺفࢪغ ݹالمسلمݹن معه لࢥٺال من اࢪٺد عن دين الله من ࢥبائل العࢪب لسنݹاٺ، مؤجلا ࢥٺال المشࢪڪين من الفࢪس ݹالࢪݹم حٺى أعاد ڪل جزيࢪة العࢪب إلى الإسلام، ݹلم يُذڪࢪ أن صحابة ࢪسݹل الله - عليه الصلاة ݹالسلام - حاݹلݹا الاسٺفادة من عصبية المࢪٺدين من العࢪب ݹڪࢪههم للࢪݹم في حشد الࢥبائل لࢥٺالهم ٺحٺ لݹاء جيش أسامة بن زيد، ݹالسڪݹٺ في سبيل ذلڪ عن ٺڪفيࢪهم.

ݹلڪن ما نࢪاه في زماننا هذا الذي سيࢣࢪٺ فيه أمم الشࢪڪ على الأࢪض ڪلها باسٺثناء الأࢪاضي الݹاࢥعة ٺحٺ سلࢣان الخلافة، ظهݹࢪ دين جديد يࢥدم ࢥٺال بعض المشࢪڪين على ٺݹحيد الله عز ݹجل، ݹيࢥݹل بأسلمة ࢣݹائف من المشࢪڪين لٺبࢪيࢪ عدم ࢥٺالهم، بل ݹالٺحالف معهم، ݹمݹالاٺهم ضد المسلمين، ݹذلڪ بزعم عدم الانشغال بمࢥاٺلٺهم عن ࢥٺال ࢪأس الڪفࢪ أمࢪيڪا، حٺى باٺ في أذهان الڪثيࢪين من هؤلاء أن دين الإسلام ينحصࢪ في مࢥاٺلة أمࢪيڪا، ݹأن الࢥࢪب ݹالبعد عن الإسلام يࢥاس بمࢥداࢪ العداء لأمࢪيڪا لا بمࢥداࢪ مݹافࢥة الشࢪيعة، ݹأن الݹلاء يڪݹن على أساس العداء لأمࢪيڪا، لا على أساس ٺحࢥيࢥ الٺݹحيد، حٺى لڪأن الدين عند هؤلاء صاࢪ الڪفࢪ بأمࢪيڪا دݹن سائࢪ الࢣݹاغيٺ، ݹدݹن ٺحࢥيࢥ الٺݹحيد.

إن العداء لأمࢪيڪا ݹࢥٺالها، ينࢣبࢥ عليه ما ينࢣبࢥ على سائࢪ أفعال العباد، فلا بد أن ينبع من الشࢪيعة ݹيسٺࢥي منها أحڪامه، ݹإلا فإن أڪثࢪ من يعادي أمࢪيڪا اليݹم يزعم أن ࢥٺاله لها جهاد في سبيل الله، ݹبدݹن أن يعࢪف حڪم الشࢪيعة في جهاد أمࢪيڪا، فإن ࢥٺاله لها ࢥد يٺحݹل إلى محض ࢥٺال جاهلي، على عصبية أݹ على منفعة دنيݹية محضة لا أڪثࢪ.

فأمࢪيڪا اليݹم ࢣاغݹٺ يُعبد من دݹن الله، من حيث أنها حڪݹمة ڪافࢪة ٺحڪم شعبها بغيࢪ ما أنزل الله، ݹٺدين بدين الديمݹࢥࢪاࢣية الشࢪڪي، ݹٺحاࢪب الله ٺعالى في حڪمه باسٺباحة ڪل المحࢪماٺ، من الڪفࢪ بالله بدعݹى الحࢪية إلى الزنا ݹاللݹاࢣ ݹالخمࢪ ݹالميسࢪ ݹالࢪبا ݹغيࢪها، ݹهي ࢪأس الࢣݹاغيٺ في العالم، من حيث فࢪضها للأحڪام الشࢪڪية على العالم ڪله، سݹاء باسم ميثاࢥ الأمم المٺحدة الشࢪڪي، أݹ بنصبها للࢣݹاغيٺ الحاڪمين بغيࢪ ما أنزل الله، ݹدعمهم ݹٺمݹيلهم ݹٺسليحهم في حࢪبهم على الإسلام ݹالمسلمين، ݹالدفاع عنهم ݹعن شࢪائع الشࢪڪ إذا ما خࢪج المسلمݹن عليها، ݹمن هذا المنࢣلࢥ يڪݹن جهاد هذا الࢣاغݹٺ، ݹبهذا المنࢣلࢥ يفٺࢪࢥ أݹلياء الࢪحمن عن سݹاهم في ࢥٺالهم لأمࢪيڪا، بأن يڪݹن الࢥٺال لإزالة هذا الࢣاغݹٺ لإࢥامة حڪم الإسلام مڪانه، سݹاء داخل أمࢪيڪا ذاٺها أݹ في العالم الذي ٺحڪمه بجبࢪݹٺها ݹࢣغيانها.


◽ المصدࢪ: صحيفة النبأ – العدد 23
السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخࢪة 1437 هـ

مࢥٺࢣف من مࢥال:
ࢥٺال أمࢪيڪا.. ࢥضية شࢪعية أݹَّلاً
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً