خطورة الخوض في الشبهات عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ...

خطورة الخوض في الشبهات



عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه). [متفق عليه].

لقد بعث الله نبيه محمدا بالحق هاديا ومبشرا ونذيرا، حجة على الخلق ورحمة للعالمين، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، فما ترك خيرا إلا دل الأمة وحثهم عليه وأوصاهم به، وما ترك شرا إلا حذرهم منه.

وفي هذا الحديث يبين النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته أن أحكام الدين تنقسم إلى ثلاثة أقسام: حلال محض بيّنه الشارع للناس يجب أن يأخذوه، وحرام محض يجب أن يتركوه، وقسم ثالث اشتبه فيه الحلال بالحرام، ويصعب التمييز بينهما على أكثر الناس، فالورع هنا ترك هذا القسم وتوقيه خوفا من أن يتجرأ الإنسان على الحرام البين.

وتتجلى خطورة الخوض في الشبهات والمجازفة في أمور الدين، في هذه الأيام التي تغيرت فيها المفاهيم وانقلبت الموازين، وسُميت الأمور بغير مسمياتها، وانتكست الفطَر، وارتكس أكثر الناس في الفتن إلا من رحم الله، لذلك إن لم يتدرع المسلم -وخاصة المجاهد في سبيل الله- بالتقوى والورع؛ خاض مع الخائضين في الشبهات من حيث لا يدري والله المستعان.


• المصدر:
مقال صحيفة النبأ "ورع المجاهد" 524
...المزيد

شرك الطاعة / الحلقة الثانية الآن هناك نوع من الشرك "شرك الطاعة" قد استولى على الكرة الأرضية، ...

شرك الطاعة / الحلقة الثانية



الآن هناك نوع من الشرك "شرك الطاعة" قد استولى على الكرة الأرضية، وما ينجو من هذا الشرك إلا من رحم ربك.

والمقصود بـ"شرك الطاعة" كل بقعة في الأرض تحكم بغير ما أنزل الله، فإن شرك الطاعة متحقق في تلك الديار، أما مَن يشرك من هذا النوع مِن الشرك ومَن لا يشرك فهذا أمر آخر، ولكن الشرك بذاته الآن مهيمن على الكرة الأرضية قاطبة، إلا هذه البقاع التي نعيش فيها نحن ولله الفضل والمنة، فالبقاع التي تحت سلطان الدولة الإسلامية الآن دار إسلام ولله الفضل والمنة؛ لأن الدُّور تُحكم بما يَغلب عليها:

• فإذا كان الحاكم على الدار كافراً أو مرتداً فالدار دار كفر.
• وإذا كان الحاكم أو الحُكم المتغلب على الدار أحكام الله -عزَّ وجلَّ- فتلك الدار دار إسلام وهذا فضل من الله -عزَّ وجلَّ- علينا أننا نعيش في كل الكرة الأرضية البقعة الوحيدة التي تُحكم بما أنزل الله -عزَّ وجلَّ- هي هذه الديار، أما إذا نظرت يميناً وشمالاً وفوقاً وأسفل وجنوباً وما إلى ذلك فتجد أن الطواغيت يحكمون البلاد والعباد بغير ما أنزل الله.

إذاً شرك الطاعة متحقق في تلك البلاد، أما من ينجو ومن لا ينحو فهذا أمر آخر.



• اقتباسات من سلسلة " البَرَاعَة فِي تِبْيَانِ شِركِ الطَّاعَة" لفضيلة الشيخ المجاهد: أبي علي الأنباري -تقبله الله-
...المزيد

Les Larmes des Oubliées [2] Ils veulent briser notre foi par tous les moyens. Nous sommes ...

Les Larmes des Oubliées [2]

Ils veulent briser notre foi par tous les moyens. Nous sommes déplacées d'un camp à un autre, d'un secteur à un autre, mais le même cauchemar continue. Quand nous sommes parties d'Al-Hawl, ils m'ont enfermée dans une pièce avec d'autres sœurs et mon enfant, et nous ont frappés. Mes béquilles se sont cassées à force de coups sur mon corps.

Dans le nouveau camp c'est la même chose. Nous n'avons jamais assez à manger. Nos enfants, les mujahidin de demain, pleurent de faim. Ils veulent nous humilier, les gardiens traitent mieux les chiens que les prisonniers, mais la torture qu'on nous inflige ne nous a jamais détourné d'Allah. Ils ne nous obligeront jamais à rentrer dans le pays de mécréance que nous avons un jour quitté pour répondre à l'appel du Califat. Au contraire, chaque épreuve nous rapproche d'Allah.

Ô nos frères, luttez dans le sentier d'Allah avec vos biens et avec vos personnes, la victoire est certaine et la libération de vos soeurs sera une noble récompense.

[Lettre d'une soeur détenue]
...المزيد

دموع المنسيات [2] يريدون تحطيم إيماننا بكل الوسائل، مشردات طريدات من مخيم إلى مخيم، ومن منطقة ...

دموع المنسيات [2]

يريدون تحطيم إيماننا بكل الوسائل، مشردات طريدات من مخيم إلى مخيم، ومن منطقة إلى أخرى، والكابوس نفسه لا يزال مستمرّاً. عندما غادرنا الهول، أغلقوا علي الغرفة مع أخواتي وطفلي، وانهالوا علينا بالضرب، تحطم عصعصي من شدة الضربات على جسدي.

وفي المخيم الجديد، الوضع هو نفسه، لا نجد ما يكفينا من الطعام، أطفالنا المجاهدون في الغد، يصرخون من الجوع. يريدون إهانتنا، فالحراس يعاملون الكلاب أفضل من السجناء، لكن التعذيب الذي نتعرض له لم يبعدنا عن الله تعالى أبدًا، لن يفرضوا علينا العودة إلى بلاد الكفر التي خرجنا منها يوما استجابة لأمر الله، بل كل محنة تقربنِّا من الله عز وجل.

يا إخواننا، جاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، فإن النصر آتٍ وتحرير أخواتكم سيكون جزاءً عظيمًا من الله.


[رسالة من أخت مسجونة]
...المزيد

فضل الورع قالت عائشة رضي الله عنها في شأن حادثة الإفك: "وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ...

فضل الورع

قالت عائشة رضي الله عنها في شأن حادثة الإفك: "وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل زينب بنت جحش عن أمري، فقال: يا زينب ما علمت؟ ما رأيت؟ فقالت: يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلا خيرا، قالت: وهي التي كانت تساميني، فعصمها الله بالورع" [البخاري].

وقال الحسن البصري: "مثقال ذرة من الورع خير من ألف مثقال من الصوم والصلاة" [مدارج السالكين].

وقال طاووس بن كيسان: "مثل الإيمان كشجرة فأصلها الشهادة، وساقها وورقها كذا وثمرها الورع، ولا خير في شجرة لا ثمر لها ولا خير في إنسان لا ورع له" [السنة لأبي بكر الخلال].


•المصدر:
مقال صحيفة النبأ "ورع المجاهد" العدد 524
...المزيد

نصائح لجنود الخلافة في غرب إفريقية في الشأن الداخلي التعبوي، ينبغي للمجاهدين في غرب إفريقية أن ...

نصائح لجنود الخلافة في غرب إفريقية


في الشأن الداخلي التعبوي، ينبغي للمجاهدين في غرب إفريقية أن لا يُغفلوا هذه التهديدات، وأن يأخذوها على محمل الجد، فلا يحقروا عدوهم، ولا يأمنوا مكره وغدره خصوصا أن عيونه على الساحة الإفريقية منذ سنوات.

والمجاهدون مأمورون شرعا بوجوب أخذ الحيطة والحذر والاحتراس عملا بقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ}، وقوله: {وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً}، قال البغوي: "أي راقبوا العدو كي لا يتغفلوكم"، فهذا هو ديدن الكافرين في كل زمان ومكان، مكر وغدر يجابه باليقظة والحذر.


•المصدر:
مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 520
"فزادهم إيمانا"
...المزيد

صحيفة النبأ - قصة شهيد / أبو البراء الرحنويني أبو البراء الرحنويني -تقبله الله- ربّ همّة ...

صحيفة النبأ - قصة شهيد / أبو البراء الرحنويني



أبو البراء الرحنويني -تقبله الله-
ربّ همّة أحيا الله تعالى بها أمّة


إنّ مِن عباد الله تعالى رجالا يُحيي بهم أمما من الناس، ويجعلهم مفاتيح خير أينما حلّوا فتحوا طرقا لنصرة الدين كان غيرهم يراها مغلقة، حتى إذا ما عالجوها مخلصين نياتهم مستعينين ببارئهم وجدوها سهلة يسيرة، فنالوا بذلك فضل السبق إضافة إلى فضل المجاهدة والصبر، وفضل العمل، ثم يكون لهم أجر جميع إخوانهم الذين اتبعوهم على هذا الطريق بعد أن فتحوه لهم، إن الله جواد كريم.

فكم رأينا ماجدا من الأفذاذ حيثما حلّ نشط العمل لدين الله تعالى، بما يقوم به بنفسه، وبما يكون له من أثر في غيره، فيكون كالغمام ساقه الله تعالى إلى أرض ميتة فأمطرت ليخرج ما فيها من خير وبركة، وذلك لأن الناس يرون ما فيهم من خير فيتبعونهم عليه، فهم يبدؤون بأنفسهم مستعينين بالله تعالى على قضاء ما أوجبه عليه، فيعينهم الله تعالى بما شاء، ومنهم الإخوة الناصحون الذين يرفعون جانبا من الحمل عنهم، ثم يُكملون السير على الطريق من بعدهم.

وكان من هؤلاء الرجال الذين فاضوا بركة وعطاء حيثما حلوا؛ الأخ الهمام والبطل المقدام (أبو البراء الأمني) تقبله الله تعالى، الذي كان تمرة للموحدين حنظلة للمرتدين في الصومال، أينما حل وارتحل، حتى توفاه الله تعالى إليه، تقبله الله في الشهداء.


• الطريق إلى جماعة المسلمين

انضمّ الأخ أبو البراء واسمه عبد الرحمن مرسل، إلى كتائب المجاهدين في فترة سيطرة ما عرف آنذاك بـ"المحاكم الإسلامية"، وشاركهم التصدي للصليبيين الأفارقة من الإثيوبيين والأوغنديين والبورنديين وأذنابهم من المرتدين لستة أعوام، حتى كتب الله عليه الأسر، فمكث في سجنهم بضع سنين.

لم يُثنِ السجن عزمه أو يغيّر هدفه، فكان طيلة حبسه يتابع أخبار المسلمين في الصومال وخارجها، ويستبشر بفتوحات المجاهدين، التي بدأت تزداد وتيرتها خصوصا بعد انفتاح ساحات جديدة للجهاد في الشام وليبيا وغيرها من البلدان، وبالتالي فلم يكن حضوره بعيدا عن ساحات الجهاد وما يعتريها من أحداث، فقد عصفت به كما عصفت بالكثير من الناس رياح الفتنة الهوجاء التي أثارها سفيه القاعدة وإخوانه من الصحوات في الشام ضد الدولة الإسلامية، فكان يسعى لاستبيان الحق، رغم بعد المسافة وصعوبة الحصول على الخبر اليقين لمن كان في مثل حاله سجينا، ورغم الضبابية التي كانت حركة الشباب تثيرها بداية حول موقفها من تلك الفتنة، ثم تجلية موقفها بإعلان الولاء لفسطاط المرتدين، والحرب على دولة المسلمين، هداه الله تعالى إلى الحق، وبصّره بضلال من انتصروا للباطل وأهله، فعقد العزم أن يفارقهم وأن ينضم إلى جماعة المسلمين، فيكثّر سوادها وينصر جنودها، والله الهادي إلى سواء السبيل.

وما إن منّ الله تعالى عليه بالفرج بعد خمس سنين قضاها أسيرا في سجون المرتدين حتى بادر إلى اللحاق بإخوانه المجاهدين، معلنا بيعته لخليفة المسلمين، وذلك في العام 1437 هـ، حيث كان المجاهدون بأمسّ الحاجة إلى أمثاله من أهل السابقة والخبرة في الجهاد، فكان دخوله إليهم مبعث سرور لهم، وما النصر إلا من عند الله العزيز العليم.

ودخل -رحمه الله تعالى- في معسكر للإعداد، ليجدد نشاطه ومعارفه، ويقوّي بدنه، ويزداد علما بأمر الدين، وتبصّرا بأحوال المسلمين، وبرز بين أقرانه بصفات القيادة والشجاعة، والتي زادت بروزا أثناء مشاركته في المعارك ضد المرتدين، ومن أبرزها غزوة فتح بلدة (قندلا)، ثم معارك الثبات فيها، وما تلاها من فتن عصيبة مرت بالموحدين بعد معاونة الصليبيين لأوليائهم بالقصف الجوي والرصد الاستخباري، فثبت في تلك المحنة مع مَن ثبته الله تعالى، حين أزاغ قلوب كثير من العباد.


• تأسيس العمل الأمني في (بوصاصو)

وتقدم أبو البراء -تقبله الله- بطلب إلى أمرائه لتنفيذ عملية استشهادية على المرتدين، وبعد انتظار وصبر حصل على ما يريد، هدف كبير لعساكر الردة في مدينة (بوصاصو) سيقوم باستهدافه برفقة الأخ (أبو قدامة المريحاني) -تقبله الله- تباعا، فمكّن الله تعالى أخاه من نسف الحاجز الأول بسترة متفجرة، وقتل من المرتدين عددا كبيرا، وكان الدور على أبي البراء أن يتقدم لضرب الهدف الذي يليه، فمضى إليه بإقدام وثبات، لكن قبيل الوصول إليه اتصل به إخوانه طالبين منه الرجوع، وإيقاف العملية عند هذا الحد، فرجع -تقبله الله- آسفا حزينا على ما فاته، ولعله كان له في بقائه الخير العظيم.

فلئن فاته قتل بضعة مرتدين في عمليته الاستشهادية المؤجلة، فلقد منّ الله تعالى عليه بقتل العشرات منهم والتشريد بمن خلفهم وزرع الرعب في قلوبهم على طول البلاد وعرضها بعد نزوله إلى ساحة العمل الأمني، صحبة مسدسه الذي فلق به رؤوس الكافرين، وعبواته الناسفة التي مزقت أجسادهم وشوت أكبادهم، وقد منّ الله عليه بقتل أكثر من مئة مرتد بيده خلال فترة عمله في الأمن تقبله الله، ومن يرد الله به خيرا أطال عمره واستعمله في نصرة الدين.

أُرسل أبو البراء -تقبله الله- مجددا إلى مدينة (بوصاصو) ليؤسس مفرزة مهمتها الأساسية التنكيل بالمرتدين، فأدوا ما عليهم ونشروا الرعب في قلوب المرتدين داخل المدينة التي يعتبرونها عاصمتهم الاقتصادية، فكان مسدسه لا يفارق جنبه، متى ما وجد فرصة سانحة لقتل مرتد بادره بطلقة قاتلة، كما نشط في تفجير العبوات الناسفة التي يصنعها بنفسه، ثم يختار لها الأهداف بعناية، ويزرعها في المكان الذي يحقق النكاية، مخاطرا بنفسه أحيانا لتحقيق ذلك، وكان من أهم تلك العمليات، زرعه لعبوتين داخل حاجز للمرتدين وإلى جواره، وتفجيرها عليهم ليدمر الحاجز ويفتك بمن فيه، فيقتل 14 من جنودهم ويجرح آخرين، وحينها أعلن مرتدو الحكومة أن المجاهدين استهدفوا الحاجز بسيارة مفخخة، نظرا لشدة الدمار وتمزق أشلاء الهالكين.


• الانتقال إلى العاصمة (مقديشو)

وبعد أن استقر العمل الأمني في (بوصاصو) ونشطت المفارز الأمنية التي أسسها في المدينة، جاء الأمر إلى أبي البراء بالانتقال إلى جنوب الصومال، للعمل في مقديشو وما حولها من المناطق، وكان العمل في هذه الناحية صعبا للغاية محاطا بالمخاطر، وذلك لكون المدينة تعد عاصمة الحكومة المرتدة، ومركز ثقلها هي والجيوش الصليبية الحامية لها والميليشيات العاملة تحت إمرتها، وبالتالي فإن الانتشار الأمني والعسكري الكثيف فيها يجعل الحركة بحد ذاتها خطيرة على المجاهدين، فكيف بهم وهم يتحركون مسلحين وينفذون العمليات ضد المرتدين.

كذلك فإن المدينة كانت تشهد نشاطا كبيرا للمفارز الأمنية التابعة لقاعدة الصومال المرتدة والذين كانوا حريصين جدا على منع وصول مجاهدي الدولة الإسلامية إليها، وعملهم ضد المرتدين فيها، فكانوا يتعقبونهم بالقتل والاعتقال ولو سافروا إليها للعلاج أو لزيارة الأهل!!، كما فعلوا مع الشيخ المسن عالم الفرائض (الشيخ مهد معلم عانو جيل) -رحمه الله- حين كان في زيارة إلى مقديشو للعلاج، واستغل وقته هناك بإقامة دورة في (الفرائض) بأحد المساجد القريبة من مكان إقامته، فلما علم مجرمو حركة (الشباب) بوجوده، قاموا باغتياله، أخزاهم الله تعالى.

وكل هذا لم يُثن الأخ أبا البراء وإخوانه عن الدخول إلى المدينة وبدء الجهاد فيها ضد مرتدي الحكومة الصومالية، فنشطوا في اغتيال عناصرهم وزرع العبوات الناسفة لهم، في كل من (مقديشو) و (أفجوي) المجاورة لها، وكانت أخبار عملياتهم تتصاعد، ويبارك الله تعالى في أثرها لتنشر الرعب في قلوب المرتدين، الذين أعلنوا أن أكثر من 200 من جنود الخلافة باتوا يتحركون داخل منطقة مقديشو وينفذون العمليات فيها، ليغطوا على فشلهم في الوصول إلى مفرزة المجاهدين قليلة العدد ضعيفة التسليح، والله خير ناصر ومعين.


• فتنة حركة (الشباب) مطاردته وقتل اثنين من أشقائه!

ومع ازدياد عمليات جنود الخلافة في تلك المنطقة، كثّف مرتدو حركة (الشباب) من بحثهم عن المجاهدين لقتلهم حسدا من عند أنفسهم، ولكن صعب عليهم الوصول إلى معلومات يقينية تدلهم عليهم، حتى قدّر الله تعالى وقوع مجاهد من إحدى المفارز في أيدي الحكومة المرتدة، وقد توصل المرتدون بعد التحقيق معه إلى أوصاف أبي البراء والتي عرفها مرتدو حركة (الشباب)، فبات -تقبله الله- هدفا للطرفين في المدينة.

ولما لم يتمكن مرتدو حركة (الشباب) من الوصول إلى الأخ رغم بحثهم المستميت عنه، ونشرهم العشرات من "أمنييهم" في مقديشو وجوارها ممن يعرفون أبا البراء للتعرف عليه، بدأوا بالتضييق على أفراد أسرته المقيمين قرب (أفجوي) بغية دفعه لتسليم نفسه إليهم، ثم زادوا إجراما بأن اختطفوا شقيقا له يعمل مزارعا في المنطقة، وعذبوه عذابا شديدا ليدلهم عليه، ووصل بهم الإجرام إلى قطع لسانه وفقئ عينيه، فلما لم يحصلوا منه على غايتهم جعلوه في كيس وألقوا به في النهر ليموت غريقا!!، قاتلهم الله أنى يؤفكون، ثم أتبعوا جريمتهم تلك بقتل الشقيق الآخر لأبي البراء -تقبلهم الله- وذلك في إطار سياسة بدأها المجرمون آنذاك باستهداف عوائل المجاهدين الذين يعجزون عن الوصول إلى أبنائهم المطلوبين لديهم، وما تلك بأفعال المتقين.

وبعد قتل مرتدي القاعدة الشيخ (مهد معلم عانو جيل) وعدوانهم المستمر على عوائل المجاهدين وأنصارهم، وجد جنود الدولة الإسلامية أنه قد وجب عليهم تأديب تلك العصابة المجرمة ودفع عدوانها عن المسلمين، رغم انشغالهم بقتال مرتدي الحكومة والتنكيل بها، بدأت المفارز الأمنية للمجاهدين تتعقب عناصر حركة (الشباب) وقادتهم في المنطقة، وقد حصدوا رؤوس الكثيرين منهم -بفضل الله تعالى- بعد طغيانهم وتجبرهم وقد كانوا يظنون أنه لن يردعهم شيء بعد أن نزعوا مخافة الله من قلوبهم، حتى اضطروا إلى إخراج كثير من عناصرهم المعروفين من منطقة (مقديشو) واستبدالهم بآخرين مجهولين أملا أن يساعدهم ذلك في تجنب طلقات الموحدين.

وخلال تلك الفترة كاد أبو البراء أن يقع أسيرا في أيدي مرتدي حركة الشباب، عندما كان يدرب مجموعة من المجاهدين على أطراف مدينة مقديشو فتفاجئوا بقوة من حركة (الشباب) تصل المكان، وظنوا أنهم قد أحيط بهم، فبادروا بالاشتباك معها، وأمر أبو البراء إخوانه بالانسحاب بينما يقوم هو بالتغطية عليهم بمسدس كان معه في مشهد للتضحية والفداء للإخوة قلّ نظيره، فاستمر في الاشتباك حتى نفدت ذخيرته ووصلوا إليه، فثبته الله تعالى وربط على قلبه، وأظهر لهم أنه من عناصر حركتهم وقد أتى من مدينة (مقديشو) ولذلك فإنه لم يتعرف إليهم وقاتلهم مخافة أن يكونوا من عناصر الحكومة فيأسروه حيا، فاطمأنوا إليه، وبقي معهم حتى الليل فيسّر الله تعالى له الهرب من بين أيديهم، ونالهم ما نالهم من الخيبة والغضب بعدما اكتشفوا خديعته لهم، كما نالهم منه قبل ذلك القتل والهلاك.

وبعد مسيرة فريدة في العمل الأمني على ثرى جبهات الصومال لمجندِل العدا وقاطف الرؤوس أبي البراء تقبله الله، قدّر الله تعالى عليه بعد ذلك بفترة أن يفارق الدنيا شهيدا -كما نحسبه-، في شهر رجب من العام 1440 هـ، أثناء تنفيذه لإحدى العمليات مع إخوانه المجاهدين ضد الجيش الصومالي المرتد، فنال ما كان يرجوه طويلا وسعى وراءه في مختلف مناطق الصومال، مجالدا لأعداء الله تعالى منكّلا فيهم، وقد مكث قرابة 15 عاما من الجهد والجهاد، والأسر والبلاء، وهجران الأهل ثم فقدهم في سبيل الله، فتقبله الله تعالى في عليين، ورزقه أعلى درجات الشهداء والمجاهدين، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 305
الخميس 16 صفر 1443 هـ
...المزيد

مقال: جاه الأكارم (5) -النصيحة- الحمد لله الحليم العليم، محب التوابين ومحب المتطهرين، والصلاة ...

مقال: جاه الأكارم (5) -النصيحة-


الحمد لله الحليم العليم، محب التوابين ومحب المتطهرين، والصلاة والسلام على خير النبيين وسيد الواعظين، وعلى آله وصحبه الصادقين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد.

الدين النصيحة، منهجٌ نبويٌ ونظام صفاءٍ وتكاتفٍ جماعيٍ جاءت به الشريعة، ليتدارك المسلمون بعضَهم حين يزلّ أحدهم؛ لأنه لا يكفي الاقتصار على صلاح النفس فقط، فالمؤمن مرآة أخيه، وهو من باب محبة الخير للناس وهو من كمال الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه) [البخاري ومسلم]

ولأهمية النصيحة بين المسلمين؛ بايع بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، فعن جَريرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنه قَال: "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم" [متفق عليه]، وعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) [متفق عليه].

قال ابن الأثير رحمه الله: "نَصيحةُ عامّةِ المسلمين: إرشادُهم إلى مصالِحِهم" [النهاية في غريب الحديث]، ويقصد بالنُّصح أيضا: تحري فِعل أو قول فيه صلاح صاحبه، أو هو إخلاص العمل عن شوائب الفساد، أمَّا النصيحة: فهي الدُّعاء إلى ما فيه الصلاح، والنَّهي عمَّا فيه الفساد. [التعريفات للجرجاني]

وأنصح الخلق للخلق هم الأنبياء عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم، الذين تحملوا أذى أقوامهم في سبيل إخراجهم من الشرك إلى توحيد رب العالمين، الذي فيه في نجاتهم وصلاحهم في الدنيا والآخرة، فنبي الله نوح عليه الصلاة والسلام خاطب قومه قائلا لهم: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:62]، وهذا هود عليه السلام يقول لقومه: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [الأعراف:68]

والنصح أحد حقوق المسلم على أخيه المسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حقُّ المسلم على المسلم سِتٌّ، قيل: ما هنَّ يا رسول الله؟ قال: إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجِبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد اللهَ فشمِّته، وإذا مرِض فعُدْه، وإذا مات فاتَّبعه) [رواه مسلم]، بل ولِما في النصيحة من أثر عظيم متعدٍ لسائر الناس، لم تكن مقتصرة على الحر دون العبد المسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا نَصح العبدُ سيِّدَه وأحسن عبادة ربِّه، كان له أجرُه مرَّتين). [أخرجه البخاري]


• من آداب النصيحة

وللنصح آداب لا بد أن يتحلى بها الناصح الشفيق ما أمكن؛ كي يُقبل منه الخير الذي أراد إيصاله بالنصيحة، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "وأما النصيحة للمسلمين: فأنْ يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ويشفق عليهم ويرحم صغيرهم، ويوقر كبيرهم، ويحزن لحزنهم، ويفرح لفرحهم، وإنْ ضره ذلك في دنياه، كرخص أسعارهم، وإنْ كان في ذلك فوات ربح ما يبيع في تجارته، وكذلك جميع ما يضرهم عامة، ويحب ما يصلحهم، وألفتهم، ودوام النعم عليهم، ونصرهم على عدوهم، ودفع كل أذى ومكروه عنهم، وقال أبو عمرو بن الصلاح: النصيحة كلمة جامعة تتضمن قيام الناصح للمنصوح له بوجوه الخير إرادةً وفعلاً". [جامع العلوم والحكم]

ومن آداب النصيحة، قول ابن رجب أيضا: "فإذا أخبر الرجل أخاه بعيب ليَجتنبه، كان ذلك حَسَنًا لمن أخُبِر بعيبٍ من عيوبه أن يعتذر منها إنْ كان له منها عذرٌ، وإنْ كانَ ذلك على وجه التوبيخ بالذنب، فهو قبيحٌ مذمومٌ، وكان السَّلَف يَكرهون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في العَلَن، ويحبُّون أن يكون سرًّا فيما بين الآمر والمأمور؛ فإن هذا من علامات النُّصْح، فإن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب مَنْ ينصح له؛ وإنما غرضه إزالة المفسدة التي وقع فيها، فشتَّان بين مَنْ قَصْده النصيحة وبين مَنْ قَصْده الفضيحة، ولا تلتبس إحداهما بالأخرى إلَّا على مَنْ ليس من ذوي العقول الصحيحة، ومِنْ أظهرِ التعييرِ إظْهارُ السوء، وإشاعتُه في قالبِ النُّصْح، وزعْمُ أنه إنما يحمله على ذلك العيوب؛ إمَّا عامًّا أو خاصًّا، وكان في الباطن إنما غرضُه التعيير والأذى، ومَنْ بُلِيَ بشيء مِنْ هذا المكْر، فليتَّقِ الله، وليستعِنْ به ويصبر؛ فإن العاقبة للتقوى، والواقع يشهد بذلك، فإنَّ مَنْ سَبَر أخبار الناس، وتواريخ العالم، وَقفَ على أخبار مَنْ مَكَرَ بأخيه، فعاد مَكْرُهُ عليه، وكان ذلك سببًا لنجاته وسلامته على العجب العُجاب". انتهى كلامه رحمه الله [الفرق بين النصح والتعيير باختصار]

• الفرق بين التعيير والنصح!

كما أن الناصح لا بد أن يضع بحسبانه أنه وكما يحب أن يُنصح بالسر فهذا ينطبق على غيره من المسلمين أيضا فما من أحد إلا ويحب أن يُنصح سرا، قال ابن رجب رحمه الله: "كان السَّلفُ إذا أرادوا نصيحةَ أحدٍ، وعظوه سراً، حتّى قال بعضهم: مَنْ وعظ أخاه فيما بينه وبينَه فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنَّما وبّخه. وقال الفضيل: المؤمن يَسْتُرُ ويَنْصَحُ، والفاجرُ يهتك ويُعيِّرُ" [جامع العلوم والحكم]، وقال ابن حزم رحمه الله: "إِذا نصحت فانصح سرا لَا جَهرا، وبتعريض لَا تَصْرِيح، إِلَّا أَن لَا يفهم المنصوح تعريضك، فَلَا بدُ من التَّصْرِيح... فَإِن تعديت هَذِه الْوُجُوه فَأَنت ظَالِم لَا نَاصح" [الأخلاق والسير]، إلا إذا اقتضت المصلحة أن يجهر بالنصح أمام الملأ في حال كان الأمر يخص رد شبهة أو بدعة دعى الحال للجهر بها كي يتبين الحق من الباطل فهنا يكون الجهر مشروعا في حق الناصح، قال ابن رجب رحمه الله: "إن كان مقصوده مجرد تبيين الحق، ولئلا يغتر الناس بمقالات من أخطأ في مقالاته: فلا ريب أنه مثاب على قصده، ودخل بفعله هذا بهذه النية في النصح لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم". [الفرق بين النصيحة والتعيير]

ومن آداب النصيحة أن يختار العبارات اللينة، وكلٌ على حسب حاله والأصل في النصح أن يكون باللين، قال تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ} [طه:44]، وهذا خطاب من الله لنبيه موسى عليه السلام لطريقة خطاب فرعون الذي طغى وكان يقول: {أنا ربكم الأعلى}، وقد كان في علم الله إعراض فرعون وتكذيبه، ولكن الله أراد أن يؤدب أولياءه ويدلهم إلى طريقة النصح وإقامة الحجة، ولا شك أن من كان أقل حالا من فرعون طغيانا وجبروتا كان أولى باللين في الخطاب والنصح.

ومن آداب النصيحة كتمان السر للمسلمين -وهذا إن لم يتعلق الأمر بشيء من أمور المسلمين العامة، فإن كان كذلك كفساد في العقيدة والدين وجب إفشاؤه للتحذير منه- ولا بد أن يستند في ذلك على شيء يقيني هو متأكد من حدوثه فيمن عزم على نصحه، لا على أمور ظنية وأوهام لا حقيقة لها؛ وذلك لتكون النصيحة في مكانها.

لا تنصح على شرط القبول

ومن آداب النصيحة أن يضع بحسبانه أن الصبر بمثابة الرأس للجسد في الأمور كلها، وأن يتوقع أسوأ الردود ولو كانت نصيحته نابعة عن محبة وإرادة للخير للمنصوح، فالأنفس تختلف في استقبالها وردها، وما دام أنه أراد وجه ربه جل في علاه فسيكون لها أثر ولو بعد حين بإذن الله، قال ابن حزم رحمه الله: "لا تنصحْ على شرط القَبول، ولا تشفعْ على شرط الإجابة، ولا تَهَب على شرط الإثابة، لكن على سبيلِ استعمالِ الفضل وتأديةِ ما عليك من النصيحة والشفاعة وبذلِ المعروف" [الأخلاق والسير]، كما أنه لا بد من تحري الوقت المناسب للنصيحة، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إن لهذه القلوب شهوة وإقبالا، وإن لها فترة وإدبارا، فخذوها عند شهوتها وإقبالها، وذروها عند فترتها وإدبارها" [رواه ابن المبارك في الزهد]

اللهم اجعلنا نَصَحَة صادقين، للحق قوّالين وللمنكر نهّائين، وفي أعمالنا مخلصين، وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 305
الخميس 16 صفر 1443 هـ
...المزيد

مقال: التحريض ضرورةٌ وطاعة إن التحريض على الجهاد أمرٌ إلهيٌ أمر الله تعالى به نبيّه محمدا صلى ...

مقال: التحريض ضرورةٌ وطاعة


إن التحريض على الجهاد أمرٌ إلهيٌ أمر الله تعالى به نبيّه محمدا صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: {وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا}، وقَالَ أيضًا: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}، ومعلوم أن الجهاد فرض عين على المسلمين وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فليس التحريض نافلة من الأعمال والأقوال، ولا هو اختيار مِن بين الاختيارات والأبدال، بل هو واجب شرعي وضرورة من ضرورات جماعة المسلمين، وطاعة وعبادة وقربة لله رب العالمين.

ولقد جاءت الآيات واضحة صريحة بالأمر من الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم، بأن يحثّ ويحضّ المؤمنين على القتال، ويرغّبهم فيه، ويشجّعهم عليه، لأن بذلك -التحريض- تنبعث هممهم على مناجزة الأعداء، ومدافعتهم عن حوزة الإسلام وأهله، فتكون النتيجة أن يكفّ الله بأس الذين كفروا فيهزمهم، وما ذلك إلا بالجهاد والتحريض عليه.

فالجهاد والتحريض متلازمان لا ينفكّان عن بعضهما، فإن التحريض على الجهاد يُذكيه ويؤجّج أواره ويُبقيه مُشتعلا في نفوس المؤمنين، مِشعلا منيرا لهم في طريقهم نحو ربهم، فيظلُّ الجهاد بذلك التحريض مستمرا متواصلا يلتحق بصفوفه المسلمين من كل مكان كل يوم، يتواثبون إلى حياضه وموارده موارد الإيمان.

ولذا على جنود الإعلام الجهادي أن لا يغيب عن أذهانهم أهمية الثغر الذي كلّفهم الله تعالى به، فالتكليف إلهي سماوي مذ قال لنبيه: {وحرِّض}، ويجب ألا يغيب عن عقولهم وقلوبهم دور التحريض في إبقاء صوت الجهاد مسموعا مدويا في أرجاء المعمورة، وصورته مشرقة ناصعة في كل الميادين، فهذا واجبهم وهو شرفهم وشرف كل مسلم.

إن أهمية التحريض في استمرارية الجهاد وإمداده بالكوادر وجذب المهاجرين والمقاتلين أولا بأول إلى ساحاته، لا يخفى على عاقل، فالمجاهدون في الميادين ثمار هذا الثغر المبارك والذي لا يقل أهمية عن ثغور القتال والالتحام المباشر، والمرابط عليه مرابط على ثغر عظيم يذود عن حياض التوحيد والشريعة، ويذبّ عن المجاهدين، ويرسل رسالتهم وينقل صورتهم وينصر دعوتهم دعوة التوحيد.

والمحرّض على الجهاد مجاهدٌ في سبيل الله تعالى بتحريضه على الجهاد وحثّه عليه، وهو داع إلى دين الله تعالى وتوحيده، آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر؛ وفي ذلك يقول الإمام العز بن عبد السلام:
"مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَحَثَّ عَلَى ذَلِكَ، فَقَدْ بَاشَرَ الْجِهَادَ بِنَفْسِهِ وَتَسَبَّبَ إِلَى تَحْصِيلِهِ بِحَثِّهِ، فَحَازَ أَشْرَفَ التَّسَبُّبِ وَالْمُبَاشَرَةِ، وَكَانَ حَثُّهُ عَلَى ذَلِكَ أَمْرًا بِالْمَعْرُوفِ الَّذِي هُوَ تِلْوَ الْإِيمَانِ".

كل ما سبق يحتّم على العاملين في ميدان الإعلام الجهادي أن يعلموا عِظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في هذا الميدان، فهُم بريدُ الجهاد وصوته وصورته، فإذا علموا ذلك كان لزاما عليهم أن يبذلوا غاية جهدهم وصفوة أوقاتهم وأحبّ أموالهم لمواصلة عبادة التحريض على الجهاد، ولو كلّفهم ذلك الأسر والقتل والمطاردة، فكل ما التصق بالجهاد وتفرّع عنه لا بد أن يأخذ نصيبه من الجهد والمشقة والمكابدة، فكما أن المحنة والابتلاء قدر المجاهد فكذا المُحرّض عليه، ولا بد لسالك هذا الطريق المبارك أن يناله ما نال السالكون له من قبل، ولا يملك المجاهد أمام ذلك إلا الاحتساب والرضا بقضاء الله وقدره، فهو الخالق سبحانه وهو المالك المتصرف في شؤون عباده، وهم ما عليهم إلا التسليم والاستسلام لله تعالى، وذلك هو الإسلام.

يا جنود الإعلام الجهادي؛ أيها المجاهدون وأيها المناصرون، إنكم تؤدون فريضة عظيمة مرتبطة بأمّ الفرائض في هذا العصر -الجهاد-، لأنّ بها حماية الملة وصون جناب التوحيد وإقامة الشريعة الإسلامية التي قلّ طلابها وكثر المعطّلون لها المبدّلون إيّاها الراغبون عنها إلى سواها من شرائع الأمم وقوانينهم الكفرية البائسة.

يا جنود الإعلام وطلاب الشريعة؛ إن سنة الله تعالى ماضية في التحريض على الجهاد، والقرآن الكريم والسنة النبوية ومراجع السير والمغازي تضج بنماذج ومآثر التحريض على الجهاد، بل قد شارك في ذلك التحريض حتى نساء المسلمين وما قصة الخنساء بنت عمرو، والعابدة أم إبراهيم الهاشمية عنكم ببعيد، وقد حرضن أبناءهن وفلذات أكبادهن على القتال والقتل في سبيل الله تعالى في أرقى صورة من صور البذل والفداء لهذا الدين، حتى قالت أم إبراهيم لولدها: "يا بُنَي! لا جمعَ اللّهُ بيني وبينك إلا بين يديه في عرَصات القيامة"! يعني موطن الحشر.

وعلى العاملين في ثغر الإعلام الجهادي أن يجتهدوا في إتقان أساليب التحريض وطرْق قلوب المسلمين وإحيائها وإنقاذهم من براثن الوهن، ونقلهم من شفير الموت على حطام الدنيا إلى الحياة في حياض القتل في سبيل الله تعالى، فتلكم الحياة وما سواها فناء، كما عليهم أن يسعوا في امتلاك كل الوسائل والأدوات التي تعين على استمرار عبادة التحريض؛ فكما أن المجاهد لا يترك سلاحه وعدته في معاركه، فكذلك المحرّض على الجهاد يلزمه أن يمتلك من الأسباب ما يعينه على ذلك، فيطوّر نفسه ويعد عدته، ويتعلم ويتفقه في هذا الثغر المبارك، لأنه مستمر باستمرار الجهاد الذي هو قدر الله تعالى الممتد إلى يوم القيامة.

وهنا نؤكد وننبه على ضرورة اتباع الهدي النبوي في التحريض على الجهاد، بوضع جناب التوحيد والاعتقاد فوق كل جناب، وجعل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية هي المحرّك الأساس لعجلة التحريض على الجهاد ودفع المسلمين إليه، ثم لا بأس بعدها باستخدام ما يتصل بذلك من الطرائق المفيدة في هذا الباب، على أن يفقه المجاهدون الإعلاميون أنّ الكتاب والسنة خير وسيلة للتحريض، فمن جاءت به نصوص الكتابُ والسنةُ كان ذلك أدعى لثباته على هذا الطريق، ومن جاءت به عاطفة مؤقتة قد تذهب به عاطفة أخرى، فاجتهدوا على تصحيح عقائد الناس، أما عواطفهم فما أكثر ما تتغير وتتبدل فيتغيرون ويتبدلون معها.

ولتتيقنْ أيها الإعلامي المجاهد بأن أثر التحريض على الجهاد لا يقل عن أثر الجهاد نفسه، وقد رأينا كيف كان التحريض سببا في العديد من العمليات النوعية التي ضربت عقر ديار الصليبيين في السنوات الأخيرة، فواصل أيها المجاهد الإعلامي تحريضك على منهاج النبوة، واجعله من أولوياتك، فأنت لا تدري مَن على وقْعِ كلماتك اهتدى واستقام، وأي هجوم كان بطله أنت من حيث لا تعلم!، فجدّ واجتهد وأدِم تحريضك واحتسب واصبر وصابر حتى يُيسر الله لك طريقا إلى الميدان فتباشر الجهاد بسنانك بعد أن كنت تباشره بلسانك وبنانك، فيجمع الله لك بين خيرين كبيرين التحريض والجهاد، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 305
الخميس 16 صفر 1443 هـ
...المزيد

مقال: جاه الأكارم (4) -حسن الظن- الحمد لله الكبير المتعال ذي الجلال والإنعام، والصلاة والسلام ...

مقال: جاه الأكارم (4) -حسن الظن-


الحمد لله الكبير المتعال ذي الجلال والإنعام، والصلاة والسلام على نبي الملحمة والمرحمة، وعلى آله وصحبه ومن استنّ بسنته إلى يوم الدين، وبعد.

إن ديننا الحنيف قد جاء بكل ما تصلح به القلوب والأبدان، وأي خلل في حياة العبد فسببه البعد عن المنهج القويم والتمسك بالأوامر والنواهي؛ لأن الله تعالى هو خالقنا وهو أعلم بما يُصلحنا، فأنزل في كتابه كل الأدوية الناجعة لأمراض الأنفس والقلوب، وفي هذا المقام نذكر داء يُتعب ويُضعف القلوب السليمة، وإن استرسل معه صاحبه فإن الشيطان يكرّ عليه مرة بعد أخرى حتى يُلحق به الهزيمة والتلف، ألا وهو سوء الظن بالمسلمين، الذي جاء ذمه مرات كثيرة في القرآن الكريم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَّعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات:12]؛ "يقول تعالى ناهيا عباده المؤمنين عن كثير من الظن، وهو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله؛ لأن بعض ذلك يكون إثما محضا، فليجتنب كثير منه احتياطا، وروينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم إلا خيرا، وأنت تجد لها في الخير محملا". [تفسير ابن كثير]، كما أن سوء الظن يؤدي إلى تقطيع الصلات وذهاب المودة وتجذّر العداوة في القلوب السليمات، وهو لا يغني من الحق شيئا قال تعالى: {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [النجم:28] "أي: لا يجدي شيئا، ولا يقوم أبدا مقام الحق، وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث). [تفسير ابن كثير]

وسوء الظن شبيه بسوء القول، فكما يحرم الحديث باللسان عن مساوئ المؤمن عند الغير، فلا يصح أيضا تحديث النفس وإساءة الظن به، وذكر بعضُهم أن سبب تحريمه أن في القلوب أسرارا لا يعلمها إلا الله تعالى، وليس لأحد أن يعتقد في غيره سوءا لم ينكشف له، ولم يشاهده ولم يسمعه، وهو غالبا إنما يلقيه الشيطان، فينبغي تكذيبه فإنه فاسق مفسد يسعى للتفريق بين المسلمين.

ويتأكد سوء الظن إذا كان المُساء فيه، مسلما ظاهر الصلاح والعدالة، وتستقر تهمته في القلب حتى يعامل المسلمُ أخاه بحسبها وكأنها ثابتة!.

فلا بد للمسلم إن أراد أن يسلم له إيمانه ويسعد قلبُه وبدنُه ويصلح ودّه مع أقرانه، أن يحسن الظن بهم ويجاهد نفسه على ذلك، فتصفو حياته ويسلم من الخواطر التي تؤذي نفسه وتتعب جسده.


• مما يُعين على إحسان الظن بالمسلمين

ومما يُعين على إحسان الظن بإخوانك المسلمين، الاستشعار أنه من محاسن الأعمال الصالحة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حسن الظن من حسن العبادة) [رواه أبو داود وأحمد].

وأن يعلم أن من الحقوق التي للمسلم على أخيه المسلم أن يحسن الظن به، بل ومن الحرم التي لا ينبغي تجاوزها، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة، ويقول: (ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده، لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله، ودمه، وأن نظن به إلا خيرا) [رواه ابن ماجه]. وكان الإمام الشافعي رحمه الله يقول: "من أحب أن يختم له بخير فليحسن الظن بالناس". وقال بشر الحافي: "من سره أن يسلم فليلزم الصمت وحسن الظن بالخلق".

ومن الأسباب المعينة على إحسان الظن أيضا، الدعاء وما أدراك ما الدعاء؟ يُستدفع به سائر البلايا والأدواء، ويأتي به العون من رب الأرض والسماء، فادع الله ربك جل في علاه أن يرزقك قلبا سليما لا يظن بالمسلمين إلا خيرا، فمِن أدعية النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهمَّ أسألُكَ قلبًا سليمًا) [رواه أحمد]، ومتى كان القلب سليما صلحت سائر الجوارح ولم يجد الشيطان حينئذ ثغرة كي يوغر صدر صاحب ذلك القلب على المسلمين.

ومن الأسباب التي يستجلب بها حسن الظن أن يذكر المرء نفسه أنه إن جعل سوء الظن ديدنه وطبيعة لا تفارقه؛ سينفضّ المسلمون عنه، والعبد لا يقدِر على فقْدِ عِشرَة الأقران، والنفوس مجبولة على حب من يلتمس لها الأعذار ولا يأخذ عنها سيئ الأخبار، فبذلك يردع المرء نفسه، قال أبو حاتم بن حبان البستي في روضة العقلاء: "الواجبُ على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه؛ فإنَّ من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنَه ولم يُتعب قلبَه، فكلَّما اطَّلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإنَّ من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عميَ قلبُه وتعب بدنُه وتعذَّر عليه ترك عيوب نفسه".

وإن رُزق الإنسان بأخٍ صالح يذكّره إن زلّ فتلك نعمة عظيمة، قال سفيان بن حسين: "ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي، وقال: أغزوتَ الرومَ؟ قلت: لا، قال: فالسِّند والهند والترك؟ قلت: لا، قال: أفَتسلَم منك الروم والسِّند والهند والترك، ولم يسلَمْ منك أخوك المسلم؟! قال: فلَم أعُد بعدها". [البداية والنهاية]

ولا بد من الاجتهاد على النفس بتدريبها على إحسان الظن وهذا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّمه أصحابه، من ذلك عندما جاءه أعرابي أساء الظن بامرأته لما رُزق منها بمولود أسمر، فقال: يا رسول الله إن امرأتي ولدت غلاما أسودَ وإني أنكرته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: ما ألوانها؟ قال: حمر، قال: فهل فيها من أورق؟ قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأنى هو؟ قال لعله يا رسول الله يكون نزعه عرق له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وهذا لعله يكون نزعه عرق له. [متفق عليه]

وقال بكر بن عبد الله المزني: "إيَّاك من الكلام ما إن أصبتَ فيه لَم تُؤجَر، وإن أخطأت فيه أثمت، وهو سوء الظنِّ بأخيك" [تهذيب التهذيب]، وقال ابن سيرين رحمه الله: "إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرا لا أعرفه"، وها هو الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: قوى الله ضعفك، فقال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني، قال: والله ما أردتُ إلا الخير، فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير!.

فهكذا تكون الأخوة بين المسلمين وهكذا تدوم حبال الود بينهم، بقلوب سليمة نقيّة ليس للشيطان عليها سبيل، اللهم ارزقنا قلوبا سليمة ترى الجميل وتحفظ الود وتُحْسِن الظنّ وتبثّ المحاسن، وتستر العيوب، أنت خالقنا لا حول لنا ولا قوة إلا بك والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 304
الخميس 9 صفر 1443 هـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ - قصة شهيد أبو عمر الخليفاوي -تقبله الله- الأمير العسكري ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ - قصة شهيد


أبو عمر الخليفاوي -تقبله الله-
الأمير العسكري لولاية الفلوجة

أنزل الله لأمة الإسلام كتابا هاديا، وكتب لمن اتبعه وعمل به الرفعة والعزة، قرآنا يصنع الرجال جيلا بعد جيل، ومِن سنة الله أن يُهيئ رجالا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لا تندرس آثارهم، ولا تُنسى تضحياتهم، لا يغيبون حيث أمرهم ربهم، يستعملهم حين يستبدل بهم غيرهم ويرفعهم حين يضع سواهم، ويصنعهم على عينه ليكونوا للجهاد رُوّادا وللملاحم قُوّادا، وكان من هؤلاء الصناديد الأبطال أخو الرجولة والصبر والشجاعة كما نحسبه والله حسيبه الأخ (أبو عمر الخليفاوي) -تقبله الله تعالى- من السابقين الأولين إلى الجهاد، وممن شهد المغازي في العراق والشام.


• التحق مبكرا بصفوف المجاهدين

وُلد أبو عمر تقبله الله في أسرة طيبة محافِظة عام 1405 هـ، في منطقة (أم نجم) في (التاجي) شمال بغداد، وعاش في كنف والدين صالحين قاما بتعليمه أمر دينه مُنذ نعومة أظفاره، ما جعله ينشأ منذ شبابه نشأة إيمانية على طاعة الله تعالى، متّبعا طريق الهداية والنجاة، دفاعا عن دينه وعرضه، طالبا رضا مولاه، وراجيا جنات الخلود.

ففي عام 1425 هـ التحق أبو عمر في صفوف المجاهدين إبّان الغزو الصليبي لأرض الرافدين، فحمل سلاحه مجاهدا مقاتلا ضد القوات الأمريكية في مناطق شمال بغداد، حيث كان قائدا لإحدى المفارز التي كانت تنشط فيها آنذاك، فبرز معدنه منذ البداية، ثم كان من أوائل المجاهدين المسارعين إلى مبايعة الشيخ أبي مصعب الزرقاوي تقبّله الله والانضواء تحت لوائه، واستمر مجاهدا منكّلا بالصليبيين يذيقهم الويلات ويسعّر عليهم المعمعات في مناطق شمال بغداد، والكرمة، والفلوجة وغيرها من المناطق.

ومضى أبو عمر على هذا الدرب حتى منّ الله على المجاهدين بإعلان دولة العراق الإسلامية، فسارع إلى مبايعة أميرها الشيخ أبي عمر البغدادي تقبله الله، وقد تم تعيينه قائدا لإحدى المفارز العاملة في منطقة (الشيخ عامر)، فكان عارفا بالحروب بصيرا بدروبها، وقد أذاق الله تعالى على يديه الجيش الرافضي والقوات الصليبية كؤوس الحتوف، خاصة بعد أن أعمل فيهم سلاح العبوات فقطّع أوصالهم ودمّر آلياتهم.


• قائدا لإحدى كتائب شمال بغداد

وعندما ظهرت صحوات الردة والخيانة في العراق تعرّض أبو عمر للملاحقة والمتابعة من قِبلهم، فأنجاه الله تعالى منهم حتى قرر الخروج من منطقته التي كان فيها، فواصل المسير ولم يساوم على دينه بل تكيّف مع تلك المرحلة فأخذ يطاولهم بعملياته الأمنية، حتى قدّر الله تعالى أن يؤسر في عام 1429 هـ خلال عملية إنزال جوي للقوات الأمريكية على بيته، فلبث في سجن (بوكا) ثلاث سنوات ونصف، اشتدّ فيها ساعدُه وقويَ عزمه، إلى أن يسّر الله له الخروج من السجن في عام 1432 هـ، ليواصل طريقه وجهاده، وقد أسرع مجدد بالاتصال والالتحاق بإخوانه المجاهدين في الدولة الإسلامية وبقي معهم حتى مرحلة إعلان الخلافة الإسلامية، حيث كلّفه إخوانه بقيادة إحدى الكتائب في ولاية شمال بغداد، فظلّ قائدا رائدا للمجاهدين طيلة فترة التمكين، حتى قدّر الله أن تستهدفه طائرة قاصفة بصاروخ، فأصيب في إحدى يديه، و قرر الأطباء بترها لكنه رفض، وبقي يعالج يده حتى منّ الله عليه بالشفاء.


• في ملاحم ولاية الفلوجة

وبعد الانحياز من ولاية شمال بغداد، توجه أبو عمر مع كتيبته إلى ولاية الفلوجة ليستلموا إحدى ثغورها، فقام مع إخوانه بالمهمة على أتمّ وجه، وكان إخوانه معجبين بحسن فعاله وشجاعته، وبقي في الفلوجة حتى قام الرافضة والمرتدون بحصار المدينة، فقطعوا عنها طرق الإمداد وكثفوا القصف العشوائي بالمدافع والطائرات، واشتد الحال على المسلمين في الفلوجة قرابة سنة كاملة، صبر فيها المسلمون على الجوع والقصف العنيف محتسبين ما يصيبهم عند ربهم، ثم بدأ العدو يتقدم نحو مناطق الفلوجة، وراح المجاهدون يتصدون لهم بكل بسالة موقعين في صفوفهم خسائر كبيرة.

وأثناء إحدى المواجهات التي كان يخوضها برفقة إخوانه في مناطق (الزغاريد) و (البوعزيز) و (الشيحة)، قدّر الله تعالى أن يُصاب أبو عمر مرة أخرى بقذيفة هاون، فقدَ بسببها بصره مدة خمسة أشهر، حتى أعاد الله له إحدى عينيه.

• أبو عمر مجاهدا في الباغوز

وفي هذه الفترة، انحاز أبو عمر مع إخوانه المجاهدين من الفلوجة إلى ولاية الفرات ليواصلوا جهادهم ويرصوا صفوفهم من جديد، ولمّا شفاه الله تعالى انتقل إلى العمل في مجال الإدارة، واستمر فيه سبعة أشهر صان خلالها مصالح المسلمين وحقوقهم.

لكنّ الشوق ظلّ يحدوه إلى ميادين القتال والرباط وصحبة الفرسان، تلك المواطن التي اعتادها فلم يعد يُطيق فراقها، وبعد إلحاح شديد وافق إخوانه على نقله إلى مواقع الرباط، وكُلف بقيادة إحدى الكتائب في ثغور ولاية الفرات وتحديدا في البوكمال، وعلى إثر اشتداد القصف الهمجي، قرر المجاهدون الانحياز من مدينة البوكمال إلى منطقة الباغوز، وهناك كُلف أبو عمر بقيادة ثغور الباغوز، حتى أثخن في الجيش والميليشيات النصيرية والرافضية أيّما إثخان، وكان مما وفقه الله إليه إعمال سلاح القنص في العمليات، فقام بنشر القناصين على طول نهر الفرات من جهة البوكمال لاصطياد المرتدين، فكان لا يمر يوم إلا ويسقط فيه ثلاثة أو أربعة قتلى من عناصر الميليشيات الإيرانية والرافضية.


• العودة إلى العراق سيرا على الأقدام!

ولاحقا، قرر قادة المجاهدين أن يعود أبو عمر تقبله الله إلى ولاية العراق، حيث تم تكليفه بأن يكون نائبا للأمير العسكري لولاية الفلوجة، فيسّر الله له الدخول إلى (جزيرة الكرمة) في عام 1439 هـ، بعد مسيرة شهر سيرا على الأقدام!، كان يرافقه فيها مجاهد واحد فقط، لكن الواحد من أمثال هؤلاء الأبطال بألف رجل، فقد فتح الله عليهم ونجحوا في المهمة التي كُلفوا بها، وهي إعادة تأسيس العمل العسكري في قاطع (جزيرة الكرمة)، ومع غربتهم عن تلك المنطقة إلا أن الله كتب على أيديهم الخير الكثير، فكان لهما -بعد الله تعالى- الفضل الأكبر في إعادة نشاط ولاية الفلوجة، وصار أبو عمر تقبله الله حجر الأساس فيها.


• أميرا عسكريا على ولاية الفلوجة

ثم صار أبو عمر وإخوانه يصولون ويجولون خلف خطوط المرتدين غُزاة منكّلين، ومن ضمن الغزوات التي غزاها أبو عمر، غزوة (الضابطية) التي هزت عروش الرافضة والمرتدين وأدخلت الرعب في صدورهم، حتى ترك المرتدون ديارهم خشية أن تصلهم أسياف المجاهدين وامتلأت قلوبهم غيظا ورعبا، فجنّدوا ضده الكثير من الجواسيس واستهدفوه أكثر من مرة، فحفظه الله من مكرهم وكيدهم، وفتح الله عليه فراح يستطلع القواطع وينشر فيها المجاهدين حتى وصل إلى مناطق جنوبي بغداد مثل (زوبع، والعناز، والمعامير) وغيرها، ثم كُلف أميرا عسكريا عاما لولاية الفلوجة لجودة فعاله وحسن قيادته، فكان أبا حنونا وأخا نصوحا شفوقا، كالظل لا يفارقهم.


• آخر روحة له في سبيل الله

وكغيره من قيادة دولة الإسلام يتقدمون الصفوف، انطلق أبو عمر في أحد الأيام برفقة مفرزة من إخوانه لشن هجوم على إحدى ثكنات الجيش الرافضي في منطقة (العناز)، حيث تمكنوا من إسقاطها وقتل من فيها، وفي طريق عودتهم كانت تلك آخر رَوحة له في سبيل الله، فقد ترجّل البطل الهمام إثر كمين نصبه لهم المرتدون في الطريق، ليُقتل تقبّله الله تعالى، تاركا خلفه جيشا من المؤمنين ربّاهم على الصبر والثبات والإقدام.

إن مثَل أبي عمر الخليفاوي ليعيد إلى هذه الأمة ذكرى الفاتحين الأوائل كخالد والقعقاع رضي الله عنهما، الذين تنقّلوا بين ساحات وثغور العراق والشام ذهابا وإيابا، جهادا في سبيل الله تعالى، وكرّا على أعداءه، نصرة للإسلام الذي لا ينتصر بغير الجهاد.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 304
الخميس 9 صفر 1443 هـ
...المزيد

مقال: إلا بما صلح أولها إن سبيل الله تعالى هو الحقُّ الذي لا يتعدد، وأوضح صفات هذا السبيل ...

مقال: إلا بما صلح أولها



إن سبيل الله تعالى هو الحقُّ الذي لا يتعدد، وأوضح صفات هذا السبيل أنه لا يقبل الانحراف والزيغ، فمن زاغ عنه أزاغ اللهُ قلبه، قال تعالى: {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}، فمن لزمه واستقام عليه أصاب النجاة والفوز بإذن الله تعالى، ومن أبى ولم يصبر عليه، أو استحبّ غيره واتبع هواه فهو في دركات الخسران يتردى، والحق طريق يُغني عن كل طريق، ولا يُغني سواه عنه، إذْ ليس بعد الحق إلا الضلال.

ولأنه يُغني بنفسه فهو كامل ضمّن الله فيه كلَّ ما يحتاجه العباد، وأمر سبحانه بالدخول فيه كافة دون انتقاء، فالانتقاء منفيٌ عنه حتى لا يُظنّ الباطلُ فيما لم يُنتقَ، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً}، ولأن الانحراف عنه لا يكون فجأة قال: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}، ولأنه العدو المحتجِب خلف مجنّديه، ولربما جاء بثوب الناصح، قال محذرا منه: {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}، ثم هدد سبحانه من عدل عنه إلى غيره بالانتقام فقال: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِّنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة:208-209]، فاشتملت الآيتان على اسم الطريق ورسمه وكيفية سلوكه، واشتملت أيضا على لافتات تنبيه لسالكه، وتحذيرات وتهديدات لتاركه، فما أرشدها من آيات!.

فكثيرا ما نسمع: "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها" وهي كلمة حق، ولكن من أحق بها؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (… وإن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين ملة، كلها في النار إلا ملة واحدة قيل: من هي يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، فمقياس الصلاح هو (ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، فما الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ وما الذي تميّز به ذلك الجيل حتى صار مقياس الرشاد والسداد للأجيال مِن بعده؟

لقد اختص ذلك الجيل بخصائص، وهي محل استطاعة العباد، فمنها: ارتباطهم الوثيق بالقرآن وانقيادهم له والعمل به مباشرة، فهم الذين "كانوا لا يتجاوزون العشر آيات، حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل"، فأخْذهم للقرآن أخْذ عمل، تنزل الآية فيعملون بها، مع استشعار أحدهم أنه المُخَاطب بها أولا، فحينها يتغيّرون ويرتقون؛ {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}، ولمّا نزل قوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، قال أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه: "يا رسول الله، إن الله يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، وإنّ أحبّ أموالي إليَّ بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله تعالى، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله تعالى..." الحديث، قرعت الآية قلبه فقام فتصدق بأنفس أمواله، فلم يكن القرآن بالنسبة إليهم مجرد آيات وتراتيل تفتتح بها المجالس والاحتفالات، ولكنه كان هاديا يهديهم، وقائدا تنقاد له نفوسهم وجوارحهم.

ومن خصائصهم: شدة ولائهم وبرائهم، فما إن يدخل الواحد منهم هذا الدين ويستقر في قلبه، إلا تحوّل مواليا للمؤمنين محبا لهم، متبرئا من الكافرين -كلّ الكافرين- مبغضا لهم، يُبدي لهم أن سبيله غير سبيلهم، بل البغضاء شعاره لهم حتى يُؤمنوا بالله وحده، والنماذج في هذا كثيرة؛ كقصة عمر وسعد بن أبي وقاص وأبي ذر وحمزة وسعد بن معاذ وغيرهم رضي الله عنهم، وهذا برهان تحقيق التوحيد وفقهه، وبه كتب الله لهم الإيمان.

ومنها: التزامهم الشرع في سائر أمورهم، وعدم تحكيمهم الأهواء، ونبذ صنيع أهل الجاهلية وعاداتها، سواء في أحكامهم وسياساتهم، أو أموالهم وعقودهم وفسوخهم، أو أخلاقهم، فلا يأخذون شيئا من الدين وشيئا من الجاهلية!، بل كلٌ من عند الله.

ومنها: الصدق فيما عاهدوا الله عليه، فإنّ مجتمعا غلب عليه الصدق لهو أشد صلابة من الجبال، وإن مجتمعا غلب عليه الكذب لهو أهون من بيت العنكبوت، فشيمتهم الصدق والبر في العهد، والصدق في القول، والصدق في الراية، فهذا ربعي بن عامر رضي الله عنه يقول لرستم الفارسي حين سأله: ما جاء بكم؟ قال: "الله جاء بنا لنخرج من شاء، من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فمن قبل ذلك قبلنا منه، ومن أبى قاتلناه حتى نفضي إلى موعود الله". فتلك الغاية وهذا الهدف يُقال لقائد جيش الفرس، ببيان واضح وحجة جليّة.

ومنها: الثبات في الملمات وعدم الانتكاسة والضعف، كحالهم في غزوة الخندق وشدتها، وحنيْن وضيقتها، ويوم الردة ودهشتها، فما فُجعت الجزيرة بالردة، حتى رُدت دار إسلام في أدنى مُدة، بسيوف مصلتة وهِمم مُجِدّة.

ومنها: الجماعة ونبذ الفرقة، فلم يطيقوا تأخير الجماعة والعيش ولو يوما واحدا بلا إمام وخليفة، فما إنْ تأكدوا من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى اجتمعوا وأعطوا البيعة في السقيفة؛ لأن في انفراط الجماعة انفراط لعقد الإسلام وضياع الدماء والأعراض والأموال.

فهذه بعض خصائص جيل الصحابة، فمن عمل بها في كل زمان، خرج بهذه الأمة من وحل الظلمات إلى شاطئ النور، فذاك قطز وهناك ابن تاشفين وهذا محمد بن عبد الوهاب؛ وقد سار المجاهدون اليوم على دربهم حتى أقاموا دولة الإسلام وأرسوا دعائم الخلافة من جديد في عهد الشيخ أبي بكر البغدادي تقبله الله في الصالحين.

فطريق السِّلم واحدة، أول داخليها الأنبياء من لدن آدم إلى محمد عليهم الصلاة والسلام ثم من بعدهم، وآيات القرآن هي هي منذ نزولها في عهد النبوة، فمن رسا على الطريق بلغ الغاية الأسمى.

وكل ما سبق من خصائص جيل الصحابة هي من الواجبات المتحتمات على أمّة ترجو فتوحات الصحابة وأمجادهم وانتصاراتهم، وإنّ أمة لا تؤدي فرائض ربها، لن تستطيع مجابهة عدوها.

وفي المقابل، فإن الضعف والتردي يكون بهجر سبيل القرآن علما وعملا وحُكما، وتمييع الولاء والبراء، وعدم التزام شرع الله كليا أو جزئيا، والكذب في الراية والبيان، بالتلبيس على الناس وادّعاء شعارات لا عمل بها، والنكوص والتخاذل حين الابتلاء والتمحيص، وتأخير الجماعة ومحاربة مشروع الخلافة.

وإنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم، ولن يأتي النصر بالتمني، ولا السيادة بالرقاد، وقد وعد الله ووعده الصدق، فقال: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.

ولن يعجز الله أن يهلك كل الكافرين، ولكنه كتب الابتلاء على عباده؛ ليبلوهم، ولم يكلفهم ما لا طاقة لهم به، ولكن كلفهم ما تكرهه نفوسهم؛ ليختبرهم، وقد أبلى أوائل هذه الأمة خيرا، وسيُبلي آخرها بلاء حسنا إن شاء الله، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 304
الخميس 9 صفر 1443 هـ
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً