لماذا يجب علينا عدم التشبه بالكفار ؟

االحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام و بعد :

فلا يليق بالمسلم ، و لا يجوز للمسلم تقليد الكافر ، و التشبه به في عباداته و عاداته و لبسه و أعياده فالتقليد من شيم المغلوبين ، و المغلوب غالبا يقلد الغالب ،و كثير من النفوس تعتقد الكمال فيمن غلبها فتقلده ؛ لأنها رأت أن من قلَّدته أفضل منها و أرفع منها قدراً لذلك تحاول أن تتشبه به ، و أن المقلد شعر بالنقص واحتقار نفسه أمام الكافر .


و قد قال النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « خَالِفُوا المُشْرِكِينَ » متفق عليه ،و قال النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» متفق عليه


و الشرع قد أمر بمخالفة المشركين و نهي عن التشبه بهم و مشابهتهم ليظهر التباين بين المؤمنين والكافرين في الظاهر كما هو حاصل في الباطن، فإن الموافقة في الظاهر ربما تجر إلى محبتهم وتعظيمهم والشعور بأنه لا فرق بينهم وبين المؤمنين .


و في موافقة الكفار تعزيزاً لما هم عليه، ووسيلة لافتخارهم وعلوهم على المسلمين حيث يرون المسلمين أتباعاً لهم ، مقلدين لهم، ولهذا كان من المقرر عند أهل الخبرة في التاريخ أن الأضعف دائماً يقلد الأقوى و المغلوب يقلد الغالب هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
...المزيد

لماذا يجب إعفاء اللحية ؟

االحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام و بعد :
فالواجب على الرجال أن يعفوا لحاهم ، وفي إعفاء اللحية مخالفة المشركين فغالب المشركين يحلقون لحاهم ، و قد أمرنا بمخالفة المشركين قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «خالفوا المشركين ووفروا اللحى وأحفوا الشوارب». رواه البخاري ومسلم.
و القصد إلى مخالفة المشركين والتميز عنهم لا يمنع من إثبات قصد آخر من ذلك :
أن في إعفاء اللحية امتثال أمر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
أن في إعفاء اللحية تمييز الرجل عن المرأة فالمرأة الطبيعية لا تنبت لها لحية ، و قد أمرنا ألا نتشبه بالنساء .
أن في إعفاء اللحية إتباع سنن المرسلين فكل الأنبياء كانوا ذي لحى قال تعالى عن هارون عليه السلام: (قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي) ( سورة طه الآية 94) .
أن في إعفاء اللحية عدم مشابهة الرجال للنساء والصبيان، واليهود والنصارى والمجوس والمخنثين.
أن في إعفاء اللحية تربية للرجل على التحلي بالصفات الحسنة فاللحية تربيها تربيك، وعندما يعفي الإنسان لحيته، يجدها تلزمه بأشياء لا عليه ألا يقوم بها لو كان حالقًا لها، فلو مشي إنسان ملتح مع امرأة متبرجة - حتى ولو كانت أخته - فإن الناس سوف ينظرون إليه نظرة فيها احتقار ، ومن الصعب على المسلم الملتحي أن يتردد على أماكن المعصية، لأن اللحية تقول بالمعنى الصامت: أنا تبع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -..
أن في إعفاء اللحية عدم تغيير خلق الله و في حلقها تغيير لخلق الله .
أن في إعفاء اللحية زينة للرجال فسبحان الذي جمل الرجال باللحى .
...المزيد

الرد على سؤال الملاحدة من خلق الله

ا
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام و بعد :


فقد تواطأ سؤال الملاحدة عمن خلق الله فتجدهم يقولون سلمنا لكم أيها المؤمنون أن الله هو علة الوجود فيجب عليكم أيها المؤمنون أن تجيبوننا عمن خلق الله


و الجواب أنه من المعلوم فلسفيا أن كل ما له بداية ، له مُسبب أما الله فلا نقول أن له بداية ، و بالتالى لا يمكن تطبيق هذا الاحتجاج عليه فالخالق لا يخلق ؟

و قول القائل: من خلق الله؟ يساوي قوله ما الذي سبق الشيء الذي لا شيء قبله؟ أو ما بعد الشيء الذي لا شيء بعده؟


و يستحيل أن يكون الله خالقا و مخلوقا في آن واحد و المخلوقية من صفات الحوادث فكيف نصف الخالق الأزلي بصفات الحوادث و ننسب له ما لا يليق ؟!!


و لا يصح أن يقاس المخلوق الحادث على الخالق القديم الأزلي الذي لا أوّل له كما أن الصنعة لا تقاس على الصانع و الصنعة لا تشبه الصانع و لله المثل الأعلى .


و لو سلمنا جدلا أن هناك خالقاً لله تعالى ! فسيقول السائل : من خلق خالق الخالق ؟! ثم من خلق خالق خالق الخالق ؟! وهكذا يتسلسل إلى ما لا نهاية و هذا محال فيلزم من ذلك أن لا خالق و هذا مستحيل لظواهر الكونية الدالة على وجود الله و لم يوجد مجتمعٌ بلا معابد وعقيدة، ولكن وُجِدت مجتمعاتٌ بلا صنعةٍ أو زراعةٍ أو نظمٍ سياسيَّة ووجود الله مركوزٌ داخل النفس الإنسانيَّة مهما حاول الإنسان طمسه، ربَّما برز وظهر عندما يستشعر الإنسان ضعفه وحاجته، وما ذلك إلا لأنَّه يحسُّ حينئذٍ أنَّ ضعفه يدلُّ على وجود ذاتٍ قويَّة، وأنَّ حاجته تدلُّ على وجود ذاتٍ مستغنيةٍ ليست بحاجةٍ إلى غيرها .


و قولنا المخلوقات تنتهي إلى خالقٍ خلق كل شيء ، ولم يخلقه أحد ، بل هو الخالق لما سواه فهذا هو الموافق للعقل و المنطق .
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً