أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ تتعلق قلوب مرتدي الصحوات ...

أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ


تتعلق قلوب مرتدي الصحوات في ليبيا والشام اليوم بكلمة من الطاغوت الأمريكي ترامب يظهر فيها عدم رضاه على هجوم أعدائهم عليهم، وتهديدهم لسلطانهم الموهوم على الأرض التي يحكمونها بغير شريعة الله رب العالمين.

وقد ظن أولئك المرتدون أنهم بطاعتهم أوامر من فوقهم من الصليبيين، من امتناع عن شريعة رب العالمين، ومظاهرة للمشركين على المسلمين، واتباعهم أهواء من تحتهم من الناس، ستسلم لهم دنياهم، التي بها باعوا دينهم وأخراهم، وما علموا أن من اتكل على غير الله تعالى وُكل إليه، ومن أرضى غيره سبحانه بسخطه سخط عليه وأسخط عليه من سواه.

فاليوم يهاجم المرتد (حفتر) -المدعوم من روسيا وطواغيت الجزيرة ومصر- طرابلس يريد إخراج حكومة (الوفاق) المرتدة منها، في الوقت الذي يستنجد فيه مرتدو الصحوات في مصراتة وطرابلس بالصليبيين لينقذوهم، وهم يذكّرونهم بما فعلوه سابقا من قتال للدولة الإسلامية وتدمير لمدينة (سرت) وقتل أهلها طاعة للأوامر الصليبية بذلك، يتزامن ذلك مع هجوم الجيش النصيري على إدلب مدعوما بحلفائه من الروس والروافض ليُنهي وجود مرتدي الصحوات فيها.

وينسى المرتدون الذين اتخذوا الصليبيين والطواغيت و"الحاضنة الشعبية" أربابا من دون الله تعالى، يطيعونهم في معصيته، ويرضونهم بسخطه، ويتوكلون عليهم من دونه، أن أولئك الأرباب متنافسون متشاكسون، وأن ما يُرضي أحدهم لا يُرضي بالضرورة غيره، بل ربما يغضبه، وما تراه دولة صليبية أو طاغوت من الطواغيت في مصلحته، قد تراه دولة أخرى أو طاغوت آخر تهديدا له، وهكذا فإنه لا يمكن لمرتدي الصحوات مهما فعلوا أن يُرضوا عنهم جميع الدول الكافرة في الوقت نفسه، وهم إن أمِنوا جانب طرف ما بما قدموه له من الطاعة والاتباع، فإنهم لا يأمنون جانب غيره، ممن قد يرى مجرد طاعتهم لغيره خروجا على طاعته وعمالة لسواه، يقتضي منه الغيرة والغضب.

فسياسة أمريكا ومعها الدول الأوربية تقوم على الرضا ببعض الكفر دون بعض إن لم يمكن الحصول على الكفر كله، فيرضون بذلك عن الحكومات الكفرية التي أنشأها مرتدو الصحوات، قانعين بما تحصلوا عليه من امتناع عن بعض الدين دون بعض، وهذا ما يجعل طواغيت المنطقة وحلفاؤهم يرون أن مجرد الرضا الأمريكي عن هذه الفصائل هو تهديد لهم يستعجلون التخلص منه مخافة أن تقوى شوكتهم ويصبحوا مؤهلين لاستبدالهم بهم إن أصبحوا أكثر فائدة للصليبيين في الحرب على الدين ومقاتلة المسلمين.

وهكذا يجد المرتدون أنفسهم اليوم مدعوين للدخول في الطاعة الكاملة التي يريدها منهم في ليبيا (حفتر) ومَن وراءه مِن الطواغيت، وفي الشام (بشار) ومِن وراءه حلفاؤه، أو التعرض للحرب التي فروا منها إلى معصية الله سبحانه، وقد تخلى عنهم من أطاعوهم وتوكلوا عليهم من دون الله تعالى.

وقد وصف الله حالة هؤلاء المرتدين والفارق بينهم وبين الموحّدين له سبحانه بالعبادة والطاعة، في قوله: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 29].
فمن يأبى توحيد رب العالمين بالعبادة والطاعة، ويتخذ معه الشركاء الذي يطيعهم في معصيته ويرضيهم بسخطه، فإنه يعجز عن إرضاء جميع الأرباب المشتركين في طاعته، في الوقت الذي يكتفي الموحد لله بطاعته عن طاعة غيره، ويستغني بالتوكل على الله العظيم عن التوكل على المخلوقين.

فالموحد هو الآمن المطمئن في الدنيا والآخرة، بطاعته لله وتوكله عليه، والمشرك هو الخائف المخذول في الدنيا والآخرة، بعجزه عن تحقيق الطاعة لكل الطواغيت، وخذلانهم له، كما قال ذو الجلال والإكرام على لسان نبيه الكريم يوسف عليه السلام: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 39 - 40].

وإن جنود الدولة الإسلامية -أعزها الله تعالى- لما وحّدوا الله سبحانه بطاعته، وكفروا بكل الأرباب من دونه، وقاهم من التعلق بهم والاتكال على غيره، نحسبهم كذلك، وهكذا التوحيد بعضه يكمل بعض، كما أن كفر مرتدي الصحوات بعضه يؤدي إلى بعض، ومن توكل على الله فهو حسبه، ومن توكل على أمريكا وغيرها من الطواغيت وُكل إليهم، والله لا يهدي القوم الظالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 181
الخميس 4 رمضان 1440 ه‍ـ
...المزيد

من دمشق إلى إفريقية وكونوا يا فرسان الدولة الإسلامية على قدر المرحلة التي تشتد فيها الهجمة ...

من دمشق إلى إفريقية


وكونوا يا فرسان الدولة الإسلامية على قدر المرحلة التي تشتد فيها الهجمة العالمية عليكم، من دمشق إلى إفريقية، لا لشيء سوى أنكم صرتم العقبة الكؤود في وجه المؤامرات العالمية التي تستهدف عقيدة الإسلام، بعد أن فرّط فيها المفرّطون وصاروا إلى محافل الردة يتسابقون، فاحتسبوا ما أنتم فيه من الجهد والجهاد والمراغمة، واثبتوا فلن تصلوا إلى مرادكم بغير خوض غمار الصبر واليقين، وقد خاض مخاضتكم هذه السابقون قبلكم حين جمع العدو لهم، فزادهم إيمانا ويقينا وتسليما، وكان لسان حالهم ومقالهم: "حسبنا الله ونعم الوكيل".



• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 520
"فزادهم إيمانا"
...المزيد

الإسلام يوحّد.. والوطنية تفرّق بالتوحيد والوحدة الإيمانية لا بالوطنية، اجتمع المسلم الحبشي ...

الإسلام يوحّد.. والوطنية تفرّق


بالتوحيد والوحدة الإيمانية لا بالوطنية، اجتمع المسلم الحبشي والرومي والفارسي والعربي في معسكر واحد تقاسموا فيه الآمال والآلام، حتى خلّد التاريخ ذكرهم معا في نفس أسفار البطولة عربا وعجما، بعد أن يمّموا بوجوههم صوب الإسلام وحطّموا بمعاوله كل الروابط -بل الفواصل- الوطنية والقومية الجاهلية، وشيّدوا على أنقاضها بنيان المسلم الذي يشد بعضه بعضا، بذلك وحسب صار المسلمون جسدا واحدا إذا اشتكى منه العضو السوداني تداعى له سائر الجسد المسلم بالسهر والحمى.

وتبعا لهذه الأصول الإسلامية، فالواجب على المسلمين -ونخص منهم شباب الإسلام في مصر وليبيا- أن يسعوا للنهوض والتحرر من رق الأوطان، والتحرك الجاد لنصرة إخوانهم في السودان، واستغلال تلك البيئة المضطربة المفتوحة للتمهيد لجهاد يدوم طويلا، يقول قليلا ويفعل كثيرا، يُقْدم ولا يحجم، فالسودان ساحة مهيأة لو اشتعلت فإنّ لها تأثيرا كبيرا على المنطقة برمتها، وفي اشتعالها دفع لصيال جيوش الردة المتصارعة على أرضها، حتى أهلكت الحرث والنسل وقتلت النساء والشيوخ والولدان.


• المصدر:
افتتاحية صحيفة النبأ – العدد 519
"السودان بين الإسلام والوطنية"
...المزيد

قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا • خبر: مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع ...

قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا


• خبر:
مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية السوري أنس خطاب.


"وهكذا يتأرجح أهل الضلال بين ادعاء "الشرف" والبراءة منه، مثلما يتأرجحون بين ادعاءات "السعي لتحكيم الشريعة" وإعلانات "السعي لإقامة دولة مدنية"، وبين ادعاء "الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا" وإعلان "المقاومة بما يتوافق مع القوانين الدولية"، فقيمة الأمور كلها لديهم بما يعود عليهم من نفع دنيوي، لا بما يوافق الميزان الشرعي، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور، والله لا يهدي القوم الظالمين.


• المصدر:
افتتاحية صحيفة النبأ العدد 212
"موسم الهروب من قوائم الشرف"
...المزيد

وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين أيُّها المسلمون؛ إنكم أقوياء، وإن أمريكا وحلفاءها وروسيا وجميع ...

وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين


أيُّها المسلمون؛ إنكم أقوياء، وإن أمريكا وحلفاءها وروسيا وجميع أمم الكفر أمام المجاهدين ضعفاء.
أما قال لكم ربكم عز وجل:
{ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا }. [النساء 76]

أو ما وعدكم ربكم عز وجل بهزيمتهم ونصركم إن قاتلتموهم:
{ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّـهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْ‌كُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ‌ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } [التوبة 14]


فعجبًا عجبًا لمن كان مؤمنًا يتلو هذه الآيات كيف يضعف أو يجبن أو يهين أو يلين؟
عجبًا لمن يؤمن بها كيف يرضى بالدون أو يساوم؟
عجبًا لمن يؤمن بها كيف يصانع الكفر أو يسالم؟
عجبًا لكم أيها المسلمون!
عجبًا لكم علام تخافون؟!
أو ليس معكم رب العزة؟
أو لم يقل أن لكم العزة؟
{ وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَ‌سُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـ?كِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ } [المنافقون 8].

ألم يقل لكم أنكم الأعلون؟
أفلا تقرؤون؟
أفلا تؤمنون؟


− الشيخ أبو محمد العدناني (تقبله الله تعالى)
من كلمته الصوتية: { قُل للَّذِینَ كَفَرُوا سَتُغلَبُونَ }
...المزيد

تقرير: ويشف صدور قوم مؤمنين غزوة الثأر لولاية الشام المباركة تأتي هذه الغزوة المباركة بعد ...

تقرير: ويشف صدور قوم مؤمنين

غزوة الثأر لولاية الشام المباركة

تأتي هذه الغزوة المباركة بعد أيام قليلة من إعلان القضاء على الدولة الإسلامية -أعزها الله-في الشام، وسيطرة المرتدين الـPKK بمساندة طيران التحالف الصليبي على المناطق التي كانت تخضع لها.

حققت الغزوة خلال الأيام الأربعة 92 عملية توزعت على العراق 37 عملية، والشام 30، الصومال 5، سيناء 5، غرب إفريقية 9، خراسان 3، وعمليتين في ليبيا، وحصدت بمجموعها نحو 360 قتيلا في مختلف الولايات ومن مختلف أطياف الأعداء صليبيين وروافض ومرتدين وصحوات.

وكان من أبرز الهجمات ضمن الغزوة المباركة السيطرة على بلدة (الفقهاء) في ليبيا وقتل آمر الحرس البلدي، ورئيس المجلس البلدي وإحراق منزله والمقر، إضافة إلى قتل وأسر عدد من المطلوبين لدى جنود الخلافة من صحوات ومرتدين وإحراق منزلين من منازلهم، إضافة إلى قتل وإصابة 22 مرتدا من جنود الطاغوت المصري بينهم رئيس مباحث الشيخ زويد ونائبه وعدد من الضباط والجنود وتدمير دبابة وهمر ومُدرّعة.

ووقوع عدد من قوات التحالف الصليبي والـ PKK المرتدين قتلى وجرحى بتفجير استشهادي سيارته المفخخة على رتل لهم في الحسكة، والهجوم الانغماسي الذي نفّذه 4 جنود من فرسان الشهادة في غرب إفريقية على مقر حرس حدود النيجر في مدينة (ديفا) حيث استمر الاشتباك مع المرتدين لساعات طويلة والذي أسفر عن قتل وإصابة العشرات من المرتدين والصليبيين، إضافة إلى العشرات من العمليات التي نفّذها المجاهدون في العراق والشام وخراسان والصومال، هذه العمليات تؤكد أن الأسوأ لم يأت بعد، وأن القادم سيكون أشد على الكفار والمرتدين وأقسى.

نتائج هذه الغزوة خلال يومين قد تبدو مفاجئة للبعض سواء من جهة عددها وقوتها أو من جهة سرعتها في الرد ثأرا على قصف مناطق المسلمين في ولاية الشام والتي كان آخرها مجزرة (الباغوز) والتي خلّفت أكثر من 1500 رجل وامرأة وطفل في ليلة واحدة واحتراق الكثير منهم وهم أحياء جراء قصفهم بالقنابل العنقودية، هذه المجزرة وغيرها زادت من غيض المسلمين على الكافرين ودفعتهم إلى الثأر من هؤلاء الصليبيين والمرتدين والتعامل معهم بشراسة أكثر، واعتبار التعامل بالمثل نهجا لعملياتهم.

ربما يتمنى المرتدون والصليبيون وأذنابهم اليوم أنهم تركوا الدولة الإسلامية وشأنها ولم يجازفوا في إخراج جنودها من المناطق التي كانت تحت سيطرتهم، حيث تبدل الحال وباتوا أهدافا سهلة لكواتم المجاهدين ورصاصهم نهارا، أما ليلا فيبدو أن المرتدين يُفضلون الذهاب إلى منازلهم خشية أن يقعوا بكمائن المجاهدين فيتركوا مواقعهم فارغة ويختبؤون كالنساء في بيوتهم وفي أحسن أحوالهم يتجمعون في مقراتهم ويرابطون على أنفسهم ليفسحوا بذلك المجال لجنود الخلافة في التجوّل وفعل ما بدا لهم.

الرعب والتخبط الذي يعيشه المرتدون اليوم في الخير وفي العديد من مدن العراق والذي دلل عليها الاجتماعات التي يعقدها قادة الجيش هنا وهناك لوضع خطط أمنية جديدة تخفف عنهم الضغط الكبير الذي لحقهم جراء هذه العمليات الموفقة هو خير دليل-بفضل الله تعالى-على أن الدولة الإسلامية دخلت -في أغلب المناطق التي كانت تسيطر عليها-في حرب استنزاف كبيرة وأنها ما زالت في بدايتها وقد أعدّت لها جيدا.

بكل المقاييس لقد شفت هذه العمليات قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ولكنها وبالوقت ذاته أدخلت الغيظ على قلوب المرتدين واحمرّت لها أنوفهم وأظهرت حنقهم، وخاصة المجاميع والكتائب التي تدعي الإسلام، حيث يرون جنود الخلافة وهم يصولون ويجولون ويخوضون في دماء الكفار والمرتدين، بينما هم يخضعون لاتفاقيات القعود والخزي، ويتهافتون على الاستثمارات ويتصارعون على المحاصصة وجمع الأموال.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 177
الخميس 6 شعبان 1440 هـ
...المزيد

مقال: الدروس العظام من غزوة الثأر للشام ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الدولة الإسلامية عن ...

مقال: الدروس العظام من غزوة الثأر للشام


ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الدولة الإسلامية عن غزوة واسعة المدى يشارك فيها جنودها من كل الولايات، وتُستهدف فيها كل طوائف الشرك والردة التي تطالها أيدي المجاهدين، بفضل من الله تعالى وتوفيق منه، ولكنها الغزوة الأولى من هذا النوع بعد إعلان طاغوت أمريكا حسم المعركة ضد الدولة الإسلامية في الباغوز.

وبالرغم من أهمية الخسائر التي وقعت في صفوف أعداء الله تعالى في غزوة الثأر لولاية الشام، فإن جوانب أخرى أبرزتها هذه الغزوة المباركة لا تقل في أهميتها عن النكاية بالمشركين والتي لم تتوقف -بحمد الله- ولن تتوقف حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لرب العالمين.

ومن أهم هذه الفوائد، إبراز ثمرة اجتماع المسلمين في كل مكان تحت إمرة إمام واحد، تطيعه جماعة المسلمين كلها في المعروف، في المنشط والمكره، والعسر واليسر، وكذلك تنبيه الناس إلى الأسلوب الصحيح لنصرة المسلمين فيما يتعرضون له من ابتلاءات، بالإضافة إلى أنها زادت من خيبة الصليبيين وأوليائهم المرتدين بعد كل هذه الحرب الطاحنة بأن يروا من جديد جنود الخلافة ينكلون في أعدائهم، ويذكّروهم بأن دولتهم باقية بإذن الله تعالى.

ففي الوقت الذي يقنع أعداء الدولة الإسلامية أنفسهم وأتباعهم أن عقد جماعة المسلمين سينفرط، وأن حال مجاهديها سيعود كما كان قبل إعادة الخلافة، فصائل وتنظيمات وأحزاب، لا تتعدى نظرة كل واحد منهم حدود المنطقة التي يقاتل فيها، ولا تتعدى ولايته للمسلمين الأفراد الذين يقاتلون إلى جانبه، جاءت هذه الغزوة المباركة لتوقظهم من أحلامهم، وتكشف لأتباعهم زيف أوهامهم، وتذكرهم من جديد بأن لا عودة إلى الفرقة من بعد الائتلاف، ولا عودة للأحزاب من بعد الجماعة، وأن خلاف ذلك نكوص لا يرتضيه العقلاء فضلا عن المسلمين الأتقياء.

ولتنبّه من نسي من المسلمين أن لا جماعة إلا بإمام، وأن لا إمام إلا بطاعة، وأن الطاعة الحقيقية لا تظهر في المنشط والميسر، فذلك يطيقه حتى المنافقون، وإنما في العسر والمكره أيضا، حيث يقدّم المسلمون أمر الله تعالى على ما تهواه أنفسهم، ويستعذبون الصبر ساعة العسر على التنعّم بما قد يرونه يسرا، كما قال تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172].

وكذلك فإن المشركين وأولياءهم ظنوا أنهم بعد كل ما فعلوه في حملتهم الماضية من قتل للمسلمين وحرق لمناطقهم وتدمير لمدنهم في العراق والشام قد زرعوا الخوف في قلوب المجاهدين، وأنهم سيطيعون من يدعوهم إلى طريق الضلالة والغواية باسم مصلحة الجهاد كي يتجنبوا ما أصاب إخوانهم القابضين على جمرة التوحيد في العراق والشام.

فجاءهم الجواب من أهل الإسلام في كل مكان موقّعاً بالدماء، بأننا مستمرون -بإذن الله تعالى- بما بدأه إخواننا حتى ننال ما نالوا أو يفتح الله بيننا وبين القوم المجرمين، كما هو حال الموحّدين في كل عصر، قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].

وهكذا أيضا جاءت عمليات المجاهدين في مشارق الأرض ومغاربها لتعطي المسلمين في كل مكان درسا جديدا عن المفهوم الحقيقي للولاء بين المسلمين وتناصرهم، وتعلّمهم أن الولاء يجب أن لا يقتصر على التألم لمصاب المسلمين والغضب لجراحهم، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى) [رواه البخاري]، وإنما أيضا بنصرتهم بالمستطاع، وأعظم صور النصرة للمسلمين هي جهاد المشركين، كما قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء: 75].

ولسان حال المجاهدين وهم يشاركون في مختلف ولايات الدولة الإسلامية في غزوة الثأر لولاية الشام المباركة، أنهم إن أبعدتهم المسافات وحالت بينهم وبين الوصول إلى المستضعفين منهم ونصرتهم الحواجز والحدود، فإنهم قد أعذروا إلى ربهم -نحسبهم والله تعالى حسيبهم- بجهاد من يليهم من الكفار والإغلاظ فيهم، حتى يأذن الله تعالى بأن يدحروا جميعا أعداءهم، ويوحّدوا أرضهم، تحت حكم ربهم، وتسير الظعينة من شرق آسيا إلى غرب إفريقية لا تخشى إلا الله تعالى والذئب على غنمها، وما ذلك على الله بعزيز، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 177
الخميس 6 شعبان 1440 هـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - قصة شهيد يُعلّمون الناس نواقض الإسلام ثم لا يُكفّرون من تلبّس بها؟! عبد ...

الدولة الإسلامية - قصة شهيد

يُعلّمون الناس نواقض الإسلام ثم لا يُكفّرون من تلبّس بها؟!

عبد المنان المهاجر
سؤال دفعه للبحث عن الحقيقة... فهاجر وصبر وقاتل وقتل -نحسبه والله حسيبه-

(كيف يُعلّمون الناس نواقض الإسلام ثم لا يكفّرون من تلبّس بها؟! بل كيف يدرّسون الكفر بالطاغوت ثم يجعلونه وليّ أمر تجب طاعته؟!) سؤالان جعلاه في مواجهة مباشرة مع علماء الضلال وشيوخ الإرجاء، لكن أحدا منهم لم يُجب، فبحث ودرس وطلب العلم وأمعن، فأيقن أنهم ليسوا على شيء.

فجدّ في المسير وألزم نفسه قول الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف: 28)، إلى أن ارتقى مراتب الشرف وبلغ غاية المقصود، وقاتل وقتل في سبيل الله.

إنه الأخ المجاهد عبد المنان المهاجر (أحمد خالد) -تقبله الله- كان يعلم أن الدعوة إلى الله تعالى لا تتم إلا بمتلازمتين -اللسان والسنان- وأن ذلك طريق الرسل وسبيل الصالحين ودأب المتقين، والصادق من الدعاة هو من يدعو إلى سبيل الله بأفعاله قبل أقواله، ملتزما الحكمة في دعوته، ممتثلا أمره تعالى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (النحل: 125).


• أتبع العلم بالعمل

فلقد كان -تقبله الله- داعية بقوله وفعله، لم يكتفِ بحفظ القرآن الكريم كاملا وبإجازته برواية حفص عن عاصم رحمهما الله، وطلب العلم واكتفى بالقعود كما هو حال الكثير من طلبة العلم -والله المستعان-، بل أتبع العلم بالعمل فلم يشغله شاغل ولم يمنعه مانع، فألقى ما في كفّه من متاع وأبعد ما على قلبه من وَهَن، ولم يصدّہ شيء عن طاعة ربه القائل:{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}،(التوبة: 41)، ولم يخدعه تلبيس الملبسين من علماء السوء المرجئة الذين كان يدرس عندهم مُحسنا الظن بهم، فما لبثت الفتن أن بيّنت حقائقهم وكشفت سوءاتِهم فهم ليسوا سوى جند للطواغيت، ولا فرق بينهم وبين العسكر إلا في الزي الذي يرتدونه، فأولئك يقاتلون بالسنان وهم يقاتلون باللسان.

كان تقبله الله يتحرق كمدا وحزناً عندما يرى الناس معرضين عن شرع الله لاهية قلوبهم عنه، منغمسين في ملذات الدنيا الفانية وبهرجتها الزائفة.


• بين الدعوة والتعليم والتحريض

وُلد هذا البطل في منطقة (المنصورة) في مدينة عدن، وكان تقبله الله متفوقا في دراسته، شديد الغيرة على دينه، طلب العلم الشرعي فرزقه الله منه بحظ وافر، وعرف ما عليه علماء السوء من تناقضات، الأمر الذي دفعه للبحث عن أهل الدين العاملين به، فتعرف إلى منهج الجهاد، ورأى فيه الحق الواضح، فلزمه ولم يلتفت إلى علماء الضلال وشيوخ الإرجاء الذين حاولوا ثنيه.

فلما أُعلنت الخلافة وتمددت لليمن، سارع في النفير والهجرة في سبيل الله مؤثرا ما عند الله، تاركا زوجته التي لم يمض على زواجه بها سوى أربعة أشهر، عَمِل مع إخوانه في المجال الطبي فكان مسعفا موَفّقا وجليسا مؤنِسا، اختير ليكون أحد أعضاء اللجنة الدعوية في الولاية، فاستعمل ما أعطاه الله من العلم في خدمة إخوانه وتعليمهم وتصبيرهم والتنفيس عن كربهم، وقد شارك في نشر الدعوة بشكل فعّال ولم يغفل عن طلب العلم، بل لم يكن يفارق حاسوبه الخاص أي منزل ينزله، مقسّما وقته بين طلب العلم وزيارة نقاط الرباط، متفقدا إخوانه شادّا عزيمتهم، يعظهم وبالله يذكرهم، متحمّلا في ذلك مشاقّ الصعود والنزول من جبل إلى آخر ليروّح عن إخوته بمشاهدة إصدارات دولته المغيظة للكفرة والمرتدين في كل مكان.

وعُرف عنه شدة تمسكه بالسنة وإيثاره ما يرضي ربه، فكان غليظا على الكافرين والمرتدين، رحيما رفيقا بإخوانه الموحدين، متبعا هدي نبيه (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الأخيار(رضوان الله عليهم أجمعين) الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (الفتح: 29).

لم يصدّه أي شيء عن جهاده في سبيل ربه واختار ما عنده، ولم يُفتن بأهله كما هو الحاصل لكثير من المتخلفين والمنتكسين الذين تركوا الجهاد بسبب أبنائهم وزوجاتهم -والله المستعان-.

• لم تقنعه السفاسف ولم يرض بالدون

نعم لقد صبر مع الموحدين المجاهدين المبتغين لمرضاة الله المقاتلين لأعدائه رغم صعوبة طريقهم ووعورته وقلة السالكين وضعف حال اليد من عدة وعتاد، ولم تُغرِہ زينةُ الحياة الدنيا ولم يطعِ الغافلين الراكضين خلف ملذّاتها الفانية، فإن أصحاب الهمم العالية لا يعطون الدنية، ولا يقنعون بالسفاسف، ولا يرضون إلا بمعالي الأمور.

وكأن لسان حاله يقول:

إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم

فإن الموت نهاية الجميع، لكن شتان بين من يموت وهو يحمل همّ الإسلام مجاهدا في سبيل ربه مقبلا غير مدبر، وبين من يموت وهو منغمس في شهوات الدنيا وملذّاتها مرتكب لكبيرة القعود.

ولقد كان تقبله الله يُلّح على أمرائه طالبا منهم تنفيذ عملية استشهادية ويُكثر الطلب ولكن لم يأته الاذن بها، وقد تأثر كثيرا بتنفيذ أخيه الإعلامي (أبو علي العدني) -تقبله الله- بحزامه الناسف على جند الطاغوت في عدن، فكان يقول: "سبقني أبو علي" وكان يتمنى اللحاق به في أقرب وقت.

كان تقبله الله حريصا على الشهادة ساعيا لها، حتى حان الوقت الذي تمناه والساعة التي سعى لها، فعند حصول الغدر من (تنظيم قاعدة اليمن) الذين لم يدّخروا وُسعا في تضليل الناس عن دينهم ولم يألوا جهداً في جمع كيدهم لمحاربة الموحدين والتحريض عليهم ونشر الأكاذيب عنهم، مستغلين بُعد الناس عن الحقيقة، غير أن الله سبحانه وتعالى بمنّه وفضله على المجاهدين الصادقين أوقع التنظيم بشر مكرهم، فبدؤوا بقتال المجاهدين صراحة، فأخزاهم الله تعالى، وعرف القاصي والداني كذبهم وسوء بضاعتهم ووقوعهم في نصرة المرتدين ومحاربة الموحدين والغدر بهم، وكان أخونا (عبد المنان المهاجر) -تقبله الله- ممن هبّ دفاعا عن عقيدته ودينه ناصرا لإخوانه، رادًا صيال عدوه ليكون على موعد مع ساعة لطالما تمنّاها واستبطأ الليالي والأيام في انتظارها، فنال الشهادة -نحسبه والله حسيبه-.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 176
الخميس 28 رجب 1440 هـ
...المزيد

مقال: ثورة لها ألفُ أب ليست يتيمة يُكثر الثوريّون في الشام من اللطم والنواح على ما آل إليه حال ...

مقال: ثورة لها ألفُ أب ليست يتيمة

يُكثر الثوريّون في الشام من اللطم والنواح على ما آل إليه حال ثورتهم، وقد استولى الطاغوت بشار الأسد على الأرض، وعاد ليحكم الناس فيها بعنف أشد مما كان وقت انطلاق المظاهرات ضده قبل 8 سنين، وهم اليوم يوزّعون الاتهامات في مختلف الاتجاهات، علهم يجدون من يُمكِنهم تحميله جرم فشل (الثورة).

ونسمع منهم مرارا قولهم إن هذه الثورة يتيمة، وأنها وُئدت لأنها لم تجد من يدعمها ويحميها، ويقصدون بذلك طبعا الدول الصليبية والطواغيت الحاكمين لبلاد الإسلام، ويزعمون أن أحدا من هؤلاء لو تبنّى ثورتهم لنجحت في إسقاط الطاغوت بشار في فترة قصيرة، ولما تكبّد الناس كل هذا القتل والتشريد والدمار.

وهذه الأقاويل بعيدة كل البعد عن الحقيقة، فالصليبيون والطواغيت، لم يكونوا بعيدين يوما عن تبني هذه الثورة، والسعي في دعمها، حتى أدى تنازعهم على أبوتها إلى تمزيقها إربا، وأدى إتخامها بالدعم إلى اختناقها بالمال الحرام الذي باع من أجله لقطاؤها كل شيء.

فمنذ الأيام الأولى للمظاهرات والتي كان فيها المتظاهرون يصرخون في الشوارع وهم يقتلون على أيدي النصيرية "مالنا غيرك يا الله"، صدّر بعض الانتهازيين أنفسهم قادة لهؤلاء الشباب، ورفعوا الصوت بالاستجداء وطلب التبني من أيٍ كان، فلا يهمهم النَسب بمقدار ما يهمهم حجم الدعم.

ونظرا لكثرة طالبي التبني، كان ممكنا لكل من يريد التدخل في أبوة الثورة والثوار أن يحصل على مبتغاه، سواء كان من أجهزة المخابرات الدولية، أو العاملة في خدمة الطواغيت، أو صاحب مال أراد أن يستثمره بطريقة جديدة، وبمقدار ما يمنحه كلٌّ من هؤلاء بمقدار ما تعظم أبوته للثورة وثوارها، وصار كل من آباء الثورة يسعى للاستفراد بها، ولمنع شركائه فيها من ذلك، فيوجهها باتجاه يريده، ويحرفها عن الاتجاهات التي يريدها شركاؤه، وصار كل من يثبت أبوته لها من خلال استعراض قدرته على بيع ما وضعه اللقطاء تحت يده من أمرها.

وبلغ مدى الأبوة على الثورة ومجرياتها، أن يتمكن أي شخص معه ما يكفي من الدولارات، أن يصبح من آباء الثورة، بأن يتبنى أحد اللقطاء ويشكل له فصيلا يجمع عليه الأغرار، ويجعل له اسما، ويحدد له هويّة واتجاها، ويعين له الأعداء والأصدقاء، ويخطط له معاركه، ويقرّر له حربه وسلمه، ويأمره بالتقدم أو التراجع، والهدنة أو الانسحاب، فما بالنا بالدول الكبرى، ذات الأرصدة الكبيرة، والنفوذ المديد، والإعلام الفعّال.

وبلغ من ولاء اللقطاء لمن تبنّاهم أن يؤدي نزاع بين طاغوتين في الخليج على إرضاء سيدهم الأمريكي، أن يؤدي إلى تراشق بالبيانات بين الفصائل في الشام، ورسائل تأييد للآباء وتنديد بخصومهم.

وهكذا تحولت بنادق الثوار ذات يوم من صدور النصيرية إلى ظهور من تقدم الصفوف الأولى من المجاهدين، وهكذا ظهرت الحروب والنزاعات بين الفصائل على المناطق، وهكذا عقدت الهدن وتساقطت المدن، وكل ذلك بسبب الآباء الفجرة المتشاكسين، واللقطاء البررة المطيعين.

ولقد رأينا كيف سلّم مرتدو الصحوات مدينة حلب استجابة لأمر الأب التركي، ورأينا كيف كان آخرون ينتظرون أوامر الأب السعودي ليقرر القتال أو الانسحاب من غوطة دمشق وقت اقتحام النصيريين لها، ورأينا ما حصل في درعا من انهيار الجبهات واستسلام التنظيمات بأوامر من طواغيت الأردن والإمارات، ونرى ما يحصل اليوم في سوتشي وأستانا.

إن "الثورة السورية" لم تكن يوما يتيمة كما يزعم أبناؤها، بل مشكلتها الكبرى في كثرة آباءها، وأما الأيتام حقا فهم اللقطاء من مرتدي الصحوات الذين تبرأ منهم آباؤهم بعد استنفاد النفع فيهم، بعد أن مزّقوا الساحة بفصائل وأحزاب وتنظيمات متنازعة، بمنافع متضاربة، وأهواء متخالفة، وولاءات متصارعة، ولم يجتمعوا على شيء أبدا، إلا على ما اجتمع عليه آباؤهم وتشاركوا فيه من الحرب على جنود الدولة الإسلامية تحت إمرة سيدهم الصليبي.

ومثل ما حدث في الشام حدث في كل ساحات الجهاد تقريبا، وبرز في فلسطين وخراسان والعراق بشكل واضح، وسيبقى هذا التخريب للجهاد بما يخدم الطواغيت مستمرا، ما دام يُؤذن للقطاء الثورات أن يخدموا من يتبنّاهم وينفق عليهم، ولن يوقفه إلا نصر من الله تعالى عليهم يقمع فسادهم وينهي خياناتهم، ويقطع أيادي آبائهم من التطاول على جهاد المسلمين، كما فعل المجاهدون في العراق من قبل، والله لا يهدي القوم الخائنين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 176
الخميس 28 رجب 1440 هـ
...المزيد

ملة الكفر واحدة لقد أظهرتِ الحربُ على غزةَ مرةً أخرى حقيقةَ طواغيتِ العربِ الحاكمين لديار ...

ملة الكفر واحدة


لقد أظهرتِ الحربُ على غزةَ مرةً أخرى حقيقةَ طواغيتِ العربِ الحاكمين لديار المسلمين في مصرَ والأردنَ ولبنانَ ودُولِ الخليجِ وغيرِها، وأنهم جزءٌ من الحربِ اليهوديةِ الصليبيةِ على المسلمين، فهم حلفاءُ وأولياءُ لهم في حربهم ضد المسلمين ليس في حربِ غزةَ وحسب، بل على مدارِ سنواتِ حُروبِهم السابقةِ في أفغانستانَ واليمنِ والعراقِ والشامِ وغيرِها، والله تعالى قد بيَّن وحسمَ حُكمَ هؤلاءِ فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، فالحكوماتُ والجيوشُ العربيةُ المواليةُ والمتحالفةُ مع اليهود والنصارى هي مِنهم ومثلُهم، وقتالُهم وجهادُهم واجب على المسلمين تماما كقتال اليهود والنصارى.


− الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري (حفظه الله تعالى)
من الكلمة الصوتية: (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ)
...المزيد

الجهاد على منهاج النبوة سبيل النجاة في الجانب العملي، فهذه رسالة إلى شباب المسلمين وأنصار ...

الجهاد على منهاج النبوة سبيل النجاة


في الجانب العملي، فهذه رسالة إلى شباب المسلمين وأنصار المجاهدين في السودان، بوجوب العمل والسعي الحثيث لاستغلال الأحداث لمصلحة الجهاد، عبر الاستقطاب والتجنيد والإعداد والاستعداد بغية إنشاء نواة للجهاد تتصدى للأخطار المحدقة وتؤسس لجهاد طويل المدى، وهذا لا يتأتى إلا بالإخلاص والجهد وضبط العقائد {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}.

أيها المسلمون في السودان وكل مكان، إن الحل في العودة إلى الله سبحانه، واتباع أمره جل وعلا وتحقيق الولاء للمؤمنين جميعا والبراء من الكافرين جميعا، وإعلان الجهاد على منهاج النبوة لإقامة حكم الشريعة، ودحر جنود الطاغوت كما قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 479
المقال الافتتاحي: السودان المنسي!
...المزيد

مؤسسة آفاق الإلكترونية سلسلة نصائح أمنية الحلقة الثالثة: الفقرة 3 أوقف خصائص جوجل أو ...

مؤسسة آفاق الإلكترونية

سلسلة نصائح أمنية
الحلقة الثالثة: الفقرة 3


أوقف خصائص جوجل أو ويندوز أو أبل من جهاز المناصرة، مثل التحليل المعلوماتي وتحديد الموقع والمتصفح الذي يأتي معهما، وغيرها حتى لا يسجل نشاطك ...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً