رجال حول رسول الله صلى الله عليه وسلم (عبد الله السهمي) (قبَّل رأس ملك الروم من أجل إطلاق 80 من ...

رجال حول رسول الله صلى الله عليه وسلم (عبد الله السهمي)
(قبَّل رأس ملك الروم من أجل إطلاق 80 من المسلمين)
عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن كعب بن لؤي القرشي السهمي، يكنى أبا حذافة، وأمه بنت حُرْثان من بني الحارث بن عبد مناة، كان ممن هاجروا إلى الحبشة الهجرة الثانية، مع أخيه قيس بن حذافة، وهو أخو خنيس بن حذافة السهمي، زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب قبل النبي {ﷺ}. وقد أرسله رسول الله {ﷺ} بكتابه إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام، فمزق كتاب رسول الله {ﷺ}، فقال رسول الله {ﷺ}: "اللهم مزق ملكه". فقتله ابنهُ شِيرويْهِ. جاء عن عِكرمة، عن ابن عباس قال: أسرت الروم عبد الله بن حذافة السهمي، صاحب النبي {ﷺ}، فقال له الطاغية: تنصر وإلا ألقيتك في البقرة، وهي من نحاس، قال: ما أفعل، فأمر به أن يلقى في البقرة فبكى، فقالوا: قد جزع، قد بكى: قال ردوه. قال: لا ترى أني بكيت جزعاً مما تريد أن تصنع بي، ولكني بكيت حيث ليس لي نفس واحدة يفعل بها هذا في الله، كنت أحب أن يكون لي من الأنفس عدد كل شعرة في، ثم تسلط عليّ فتفعل بي هذا. قال فأعجب منه. وأحب أن يطلقه، فقال: قَبِّل رأسي وأُطلقك. قال: ما أفعلُ، قال: تنصر وأُزوجك بنتي وأُقاسمك ملكي، قال: ما أفعل، قال: قَبِّل رأسي وأطلقك وأطلق معك 80 من المسلمين، قال أما هذه فنعم، فقبَّل رأسه، وأطلقه، وأطلق معه 80 من المسلمين، فلما قدِموا على عمر بن الخطاب قام إليه عُمر فقبل رأسه، فكان أصحاب رسول الله ﷺ يمازحون عبد الله فيقولون: قبلت رأس عِلج، فيقول لهم: أطلق الله بتلك القبلة 80 من المسلمين. جاء عن عبد الله بن حذافة: أن النبي {ﷺ} أمر أن ينادى أيام التشريق أنها أيام أكل وشرب توفي عبد الله بن حذافة رضى الله عنه بمصر في خلافة عثمان رضى الله عنه
المصدر:
لعز الدين بن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج3، ص107-108-109
...المزيد

ابتكار الآلات الجراحية (المباضع) تأثَّر الإسبان وأوروبا باستخدام الآلات الجراحية، وتعد هذا ...

ابتكار الآلات الجراحية (المباضع)


تأثَّر الإسبان وأوروبا باستخدام الآلات الجراحية، وتعد هذا الأدوات الطبية من أهم الابتكارات الإسلامية، التي ساهمت في علاج المرضى وشفائهم، ومن هذه الآلات التي استعملها علماء الإسلام:

المباضع:
والمبضع يستخدم لشق الجلد، وهو حاد من الجانبين، ويستعمل لفتح جزء في الجلد أعلى الشرايين، حتى يستطيع الجراح ربطها، والمبضع المعطوف يستعمل في استئصال اللوزتين، وأيضاً هناك مباضع الشَّوكية؛ ويوجد فيه نوعان: الأوْل يستعْمل لبزل البطن أثناء وجود الورم، والثَّاني يسْتخْدم لشق النّاسور (النّاسور يوجد في فتحة الشرج)، وكذلك يوجد مبضع لشق الأوْرام ولإزالة القيح والصَّديد بداخلها، والمبضع الأملس؛ يستعمل في قطع وإزالة الظّفرة بداخل العين، ومبضع الأذن يستخدم لقطع ما يتواجد داخل الأذن من أشياء غريبة، وكما يوجد مبضع لفتح العاجي، وهو يستعمل لشق العجان ( بالدُّبر) لإزالة الحصاة، كما يوجد مبضع الفصد (والفصد هو لشق العرق)،

الظَّفرة: تعني لحمة تنبت في مجارى الدَّمع في العين.

المرجع:
راغب السرجاني، قصة العلوم الطبية، ص49.
...المزيد

تناول الباحث الدكتور عمر عدنان خماس في دراسته العلمية عن (أحكام السحر وعلاجه)، في مجلة كلية العلوم ...

تناول الباحث الدكتور عمر عدنان خماس في دراسته العلمية عن (أحكام السحر وعلاجه)، في مجلة كلية العلوم الإسلامية في عددها (30) ص129، كلمة (سيمياء) ولم يضع لها تعريف ولا ذكر في الهامش مما جعلني لا افهم ما المقصود بها، ولإن الموضوع مهم جداً ويعالج قضية من أهم القضايا على مرِّ التاريخ، ذَكرتُها هنا، وبصدق كنت أعتقد بأنها خطأ في الكتابة، لأنني اعتقد مثل هذه الأشياء الأفضل والأحسن أن تُكْتب في الهامش، حتى نسُتطيع معرفة الجملة..

السّيمياء: (مفرد) 1- سِحْر، وحاصله إحداث مثالات خيالية لا وجود لها في الحسن. 2- تعبير الوجه لشخص ما. السيمياء: (كم) الكيمياء القديمة، وكانت غايتها تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب، واكتشاف علاج كلى للمرض ووسيلة لإطالة الحياة، عمر، أحمد مختار، معجم اللغة العربية المعاصر، ط1، عالم الكتاب، القاهرة، 2008، مج2/1151
...المزيد

أسرار علم الكيمياء في القرآن الكريم (محمد صلى الله عليه وسلم) رحمة للعالمين فرج مراجع فرج بن موسى ...

أسرار علم الكيمياء في القرآن الكريم (محمد صلى الله عليه وسلم) رحمة للعالمين
فرج مراجع فرج بن موسى ( FARAG MURAJIA FARAG BIN MOUSA)

وقال سبحانه وتعالى (مرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ) ومن مميزات وصفات الماء البناء الجزئي ذو القطبية المزدوجة وهو يتزايد من ذرتي إيدروجين ويحمل معه شحنة كهربائية موجبة ويتوافق كل منهما بذرة أكسجين (تحمل شحنة كهربائية سالبة)، وكذلك من أبرز السِّمات درجات التجمد وأيضاً الغليان، فمن بديع رحمة الله وصنعه أن عكس ما يعرف بقانون الماء، فجعل الله النسبة وكثافة للماء فإذا ما حدث لها تجمد تثبت وتطفو فوق سطح البحار والمحيطات المائية الباردة، وينتج عن ذلك التفاعل حاجزٌ كبيرٌ يحفظ الحرارة، وبذلك يمنع تجمد الماء أسفله، ويترتب عن ذلك سلامة المخلوقات من الموت، وجعل الله سبحانه وتعالى قوة للماء تمْحنهُ استقراراً كبيراً بداخل الحرارة يجعله يغلي بدرجة حارة 100 مئوية وهو بالضغط الجوي، بينما جميع المركبات الإيدروجينية المشابهة تتفاعل وتغلي على درجات حرارية أقل، ولولا هذا العلم والتفاعل لما أمكننا من الاستفادة والمنفعة المائي، وتعتبر شدة تلاصُق وتماسك جزئيات الماء من أهم صفات الماء، فالأملاح المذابة يوجد فيها كلوريد الصوديوم (أو ملح الطعام) ويأتي بعد ذلك في كثرة العناصر المغنيسيوم والكالسيوم والكبريت والبوتاسيوم والإسترونشيوم والبرومين، بالإضافة للآثار قليلة ل 80 عنصراً تجتمع وتنتشر أيوناتها الكهربائية السَّالبة والموجبة .
﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ( )﴾، الأمطار الحمضية من أنواع الفساد ويصدر عنه خللا بتوازن والتنظيم للبحيرات والأنهار؛ لأن المعادلة والعملية كبيرة وسامة، وهي تحتوي على الألومنيوم والرصاص والزنك وتكون أكثر ذوباناً بالوسط الحمضي، وينتج عنها فناء أنواع من الأسماك وموت الأشجار والغابات وانتشار التصحر والجفاف، ولقد بدأت ظاهرة انكماش الأشجار تزيد في القارة الأوروبية نتيجة لاستمرار تساقط الأمطار الحمضة مما ترتب على ذلك خسارة حوالي 10 مليار مارك ألماني، وفي أمريكا تصل الخسائر إلى 3 مليار دولار سنوياً، وليست المخلوقات الحية فقط تعاني من آثار تلوث الأمطار الحمضية، بل حتى الآثار والمباني تتآكل وتنهار نتيجة الحموضة الزائدة، بالإضافة لتأثير الصحي بتلوث الهواء ويتسبَّب في زيادة عدد الوفيات بسبب أمراض أعضاء التنفس والتسمم الغذائي والإسهال والقلب والربو، وربما البشر يفكرون في ترك (الفحم والبترول) ويبحثوا عن تغيير مصادر الطاقة، ويكون الاعتماد على الشمس والرياح وأعماق الأرض.




المراجع والصادر:

(( زغلول النجار، تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم، 1/144-145
(( سورة الرحمن، الآية 12
(( زغلول النجار، تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم، 4/51-52
(( زغلول النجار، المرجع نفسه، 4/57-58-59
(( سورة الروم، الآية 41
(( حسب النبي، منصور محمد، 2010، الكون كتاب الله المنظور آيات ودلالات - الأمطار والبحار-، دار الفكر العربي، القاهرة، 1/12-13
...المزيد

أسرار علم الفلك في القرآن الكريم (محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين) فرج مراجع فرج بن موسى ...

أسرار علم الفلك في القرآن الكريم (محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين)
فرج مراجع فرج بن موسى (FARAG MURAJIA FARAG BIN MOUSA)

عندما نقرأ ونتأمل في القرآن الكريم فإننا نتعرَّف على الأدلة الملموسة والمحسوسة في هذا الكون، وهذه الأدلة مدونة بصخور الأرض وفي صفحات الكون، يمكن للإنسان أن يشعر بها إذا اتبع خطوات المنهج الاستقرائي، فما من حدث يقع في هذه الحياة إلا وهو مدون ومكتوب، فما من ثورة بركانية أو هزة أرضية أو حركة للجبال إلا مسجلة بصخور قشرة الأرض، وأيضاً أي تغير يحدث في تركيب الغلاف المائي أو الغازي للأرض إلا وهو مكتوب وموجود في صخور الأرض، وكذلك هبوط النيزك أو انحسار البحار وتقدُّمها أو هبوط أشعة كونية على ظهر هذه الأرض إلا وهو مدون في صخورها، فإن الدعوة القرآنية للتفكُّر والتأمل والبحث في الكون والتَّوصل للنتائج واستخلاص السنن، وتوظيف هذه السنن في بناء الأرض وعمارتها، هي دعوة لا تنتهي ولا تتوقف ولا تتعطل، لأن القرآن كلام الله الذي خلق الكون بقدرته وعلمه وحكمته، قال الله تعالى:﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ( )﴾
وهذه الآية الكريمة تتناول قدرة الله وحكمته في أن جعل الليل والنهار آيتين من آياته الكونية، وهي تدل على عظمة خلق الله وتنظيمه لحركة الأجرام السماوية، فذكر الله الليل والنهار وهذا التبادل والتغير بين الظلام والنور يتم من خلال التحكم بدرجات الحرارة والرطوبة، وحجم كميات الضوء المطلوبة للحياة، وكذلك يتم التحكم بكثير من الأنشطة وبعض أمور الحياة اليومية مثل التنفس والتمثيل الضوئي ويتم ضبط التركيب الكيميائي للغلاف الغازي الذي يحيط بالأرض، وضبط صفاته الطبيعية وتستكمل دورة المياه مع الأرض والسماء والتي بدونها لفسد ما على الأرض من ماء، وقد لاحظ علماء الإسلام الكثير من الظواهر في ظلمة الليل منها، توهج الهواء في طبقات الجو العليا (The Air Glowin upper atmosphere) وهذه الظاهرة هي نور باهت متغير ينتج من امتزج والتفاعلات الكيميائية من فوق سطح البحر بارتفاع حوالي 90 إلى 1000 كيلوا متر، وهو يحتوي على الإليكترونات التي تساعد على رجع الموجات الراديوية للأرض، وكذلك تمكن العلماء من معرفة أضواء النجوم والمجرات وظاهرة الفجر القطبي وأطيافه، وقال سبحانه وتعالى:﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ( )﴾، ويقصد بالسَّماء الطَّبقات الغازية، والمعنى: إن الله الرحيم يمسك ويمنع الطبقات الغازية أن تنزل على الأرض فيموت الناس، لأنها مضرّة بالصحة، والدليل قول الله إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ، والمعنى المقصود هنا من فضل الله ورحمته بعباده جعل الغازات السَّامة والخانقة ترتفع في السماء لئلا تسبب الضرر للبشر، إلا إذا جاء يوم القيامة فإن الله يأذن لها بالنزول فتقع من السماء على الأرض، ويمتزج بعضها مع بعض نتيجة اختلال النظام العام للكون، فتصبح كالدّخان( ) قال تعالى ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ( )﴾.

المراجع والمصادر:

(( منصور محمد حسب النبي، الكون كتاب الله المنظور آيات ودلالات – الماء لغز الحياة -، 2/27-28-29
(( زغلول النجار، المرجع السابق، 2/36
(( سورة الإسراء، الآية 12
النجار، زغلول، 2007، تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم، ط1، مكتبة الشروق الدولية، 1/549-552
(( سورة الحج، الآية 65
(( الحلي، محمد علي حسن، 2010 الكون والقرآن، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، ص40
(( سورة الأنبياء، الآية 104
...المزيد

عنوان الورقة: طالب العلم دروس وعبر من السيرة النبوية الاسم: فرج مراجع فرج بن موسى طالب ماجستير ...

عنوان الورقة: طالب العلم دروس وعبر من السيرة النبوية
الاسم: فرج مراجع فرج بن موسى
طالب ماجستير بجامعة السلطان إدريس بماليزيا
[email protected]البريد الإلكتروني:











هجرة طالب العلم دروس وعبر من السيرة النبوية
المقدمة:
سيرة رسول الله (ﷺ) ليست أحاديث رائعة من نسج الخيال، ولا هي قصص تسرد للأطفال، ولم تكن في يوم من الأيام قصص عابرة للتسْلية ولا لإضاعة الوقت وقتله، على العكس من ذلك، فهي سيرة طيبة جميلة تتعطَّر المجالس بذكْرها، وترْتاح النَّفُوس والأرْوح بِسماعِها، وتشْتاق العقول والقلوب لمحمد (ﷺ) وأصحابه ()، فالسِّيرة النَّبوية هي طريقنا إلى الجنة، ونسْتحضر هذه السِّيرة العطرة ونرْبطها بطالب العلم؛ ونضع له الحلول التي تساهم في سلامته وحمايته من المخالفات والمغالطات والأخطاء التي حذَّرنا الله عز وجل منها، فيا طالب العلم اعلم بأن طلب العلم من علامة حب الله للْعباد، فاجعل همُّك في كسب العلم وزيادة للحسنات يوم القيامة، واحرص على سلامة نفسك عند أول ليلة في القبر، واعلم بأن حياة البرزخ أول منازل الآخرة، وتذكر بأن العبور على الصراط يحتاج منا سرعة إنجاز الخيرات، قال تعالى ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ (سورة المجادلة، الآية 11) ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. (سورة آل عمران، الآية 31)

من مدرسة رسول الله (ﷺ) يتعلَّم طالب العلم:
1- الصِّدق والإخْلاص:
على طالب العلم الحرص والاجتهاد في تحقيق الإخلاص لله سبحانه وتعالى، وأن يتجرد من حظوظ النَّفس، وأن يبتعد ويترك العمل من أجل السُّمعة، حتى لا يقع في الرِّياء نعوذ بالله من ذلك الدَّاء. يقول الجنيد: الإخلاص سر بين الله وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله (ابن القيم الجوزية: مدارج السالكين، 2/95)، ويجب على طالب العلم الصدق في قوله وعمله، وأن تتجسَّد وتبْرُز وتظْهر أخلاق محمد (ﷺ) أمام عامة النَّاس، لاسيما إذا كان مُهاجِراً في طلب العلم، فإنَّه يُظهر تَعاليم القُرْآن والسُّنة أمام النَّاس في الدُّول الأوْرُوبية والغربية، فسيرة رسول الله نِبْراس عمل لطالب العلم في كل زمن ومكان، ونقف عند هذا الحديث الذي يُظْهر نتائج الصِّدق في وقتِ البلاء والمِحن، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله (ﷺ) يقول: {انطلق ثلاث نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى الغار، فدخلوه، فانحدرت الصخرة من الجبل، فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من الصخرة إلا أن تدعوا الله (ﷻ) بصالح أعمالكم.
قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوانِ شيخانِ كبيرانِ وكنت لا أغْبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، فنأى بي طلب الشجر يوماً، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أُوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلا أو مالاً، فلبثت والقدح على يدي؛ أنتظر اسْتيقاظهما؛ حتى برق الفجر؛ والصبية يتضاغون عند قدميَّ، فاستيقظا، فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت تعلم ذلك ابتغاء وجهك؛ ففرج عنَّا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج منه.
وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عمٍّ، كانت أحب الناس إلى – وفي روايةٍ: كنت أُحبُّها كأشدِّ ما يحب الرجال النِّساء-، فأردتها على نفسها، فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومئة دينار؛ على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قدرْتُ عليها – وفي رواية: فلما قعدت بين رجليها -؛ قالت: اتَّق الله، ولا تفُضَّ الخاتم إلا بحقِّه، فانصرفْتُ عنها وهي أحبُّ النَّاسِ إليَّ، وتركت الذَّهب الَّذي أعْطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك؛ فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة؛ غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها.
وقال الثالث: اللهم إني اسْتأجرتُ أُجراء، وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحدٍ، ترك الذي له وذهب، فثمَّرتُ أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله أدِّ إِليَّ أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك؛ من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله لا تسْتهْزئ بي فقلتُ: لا أستهزئُ بك، فأخذه كُلَّهُ، فاستاقهُ، فلم يترك منه شيئاً، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك؛ فافرج عنَّا ما نحن فيه، فانفرجت الصَّخرة، فخرجوا يمشون (النووي: رياض الصالحين، ص47-48-49).

2- التَّواضع:
يجب أن يحرص طالب العلم على التواضع، وأن يتميز بهذه الصفة الحميدة، التي تُظهر خفض الجناح للآخرين، فمهما تحصَّل طالب العلم على الإبداع والابتكار بالعلوم المختلفة، فسيبقى هناك من هو أفضل وأعلم وأقدر منه. وقدوتُنا وأُسْوتُنا محمد (ﷺ) فهو أشدُّ النَّاس تواضعاً، وأبعدهم عن التَّكبر، يمنع عن القيام له كما يقومون للملوك، وكان يعود المساكين، ويجالس الفقراء، ويجيب دعوة العبد، ويجلس في أصحابه كأحدهم (المباركفوري: الرحيق المختوم، ص485)، قالت عائشة: (ﷺ) يخيط ثوبهُ، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم (الألباني: 1988، 1/886)، فعلى طالب العلم أن يتأمل جيداً في أعماله وأفعاله وأقوله، وأن ينظر بعين البصر والبصيرة بأنه سوف يصعد القمة ويقطف الثِّمار ويكون على قمة الهرم، فينبغي عليه أن يكون أداة بناءٍ، ولا يتكبر على العباد، فكُلُنا أبناء أدم عليه السلام وأدم من تراب.

قال موسى بن علي بن موسى:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلو بنفسه إلى طبقات الجو وهو وضيع

وقال أحد الشعراء:

يا مظهر الكبر إعجاباً بصورته انظر خلاك فإن البين تثريب
لو فكر الناس فيما في بطونهم ما استشعر الكبر شبان ولا شيب

3- الأمل:
يعد التفاؤل والأمل والسعادة من الجوانب الإيجابية في الشخصية، تلك الجوانب التي يتناولها بالدراسة علم النفس الإيجابي، وذلك العلم الذي يهدف إلى اكتشاف مصادر القوة لدى شخصية الفرد وتقويمها بما يساعده على تجاوز الصعاب التي تواجهه أحداث الحياة، ومن ثم يساعده على تطوير شخصيته والتخلص مما يشويها من نقص وضعف، وازدهار حركة علم النفس الإيجابي ونموها في العصر الحديث إنما تعكس الاهتمام العلمي بالعلاقة التي تربط القدرات الكامنة لدى الفرد من أمل وتفاؤل وسعادة في تنمية الأفكار والانفعالات الإيجابية للفرد (جودة – أبو جراد: 2011، ص132)، وفي سيرة رسول الله دروس وعبر لكل طلاب العلم، ففي الهجرة النبوية ورسول الله (ﷺ) وصاحبه الصديق () في صحراء مكة الشاسعة تبعهما سرقة بن مالك حتى إذا وصل وأقترب منهما عثرت به فرسه فسقط عنها، قال سرقة حتى إذا سمعت قراءة رسول الله - وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفاف – ساخت يدا فرسي في الأرض، حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها، فناديتهم بالأمان (المباركفوري، 2007، ص168)، ورجع سرقة إلى مكة فجعل لا يلقى أحداً من الطلب إلا رده وهو يقول: كفيتم هذا الوجه! أصبح أول النهار جاهداً عليهما، وأمسى آخره حارساً لهما (الغزالي: 1965، ص176).
فأقول يا طالب العلم: جميعنا بوسعنا أن ننتصر مهما قست علينا الظروف، فإن أعظم نجاحاتنا هي التي تأتي بعد الهزات والصدمات التي نتعرض لها، فأطيب الثمار لا تهطل من الأشجار إلا بعد أن نهزها بقوة، فالعمل الجاد والمخلص عندما يأتي مدفوعاً بألم وجراح يحقق نجاحاً لا عين رأت ولا أذن سمعت، وجميعنا باستطاعتنا الفوز بلا استثناء، تتفاوت الإمكانات بيننا بلا شك، ولكن جميع الناس فنانون بشكل أو آخر، فلو كل واحدٍ منا أدرك أين موهبته وعمل على تنميتها وصقلها لن نجد يائساً بجوارنا، حتى لو لم يملك أحدنا موهبة محددة باستطاعته أن يصبح ناجحاً إذا رغب في ذلك، وهذه الرغبة تتطلب جهداً وعزيمة وليس نوماً واتكالية (الملغوث: 2012، ص108).

4- الرحمة:
الرحمة من الأخلاق والأسس الإسلامية، وهي رقة في القلب وحساسية في الضمير، وصدق في الشعور، تستهدف الرفق واللين والرأفة بالآخرين، والعطف عليهم، والـتألم لهم، ومسح دموع أحزانهم وآلامهم، وهذا الخلق يعطي المؤمن الابتعاد عن فعل الإيذاء والجرائم؛ وبذلك يصبح مصدر خير وسلام للناس أجمعين (علوان: 1992، 1/360-361)، فعلى طالب العلم أن يكون رحيما في هجرته لطلب العلم، مع أصدقائه ومع أستاذه، وحتى مع أهله وأقاربه وجيرانه.

الطائف دروس وعبر في فن الرحمة لطلاب العلم:
ففي إرهاصات الهجرة النبوية، وبالتجديد في شوال سنة عشر من النبوة – في أواخر مايو أو أوائل يونيو سنة 619م – خرج النبي (ﷺ) إلى الطائف وهي تبعد عن مكة نحو ستين ميلاً، سارها ماشياً على قدميه، ومعه مولاه زيد بن حارثه، وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الإسلام فلم تجب إليه واحدة منها، فلما انتهى إلى الطائف عمد ثلاثة إخوة من رؤساء ثقيف، وهم عبد ياليل ومسعود وحبيب أبناء عمرو بن عمير الثَّقفي، فجلس إليهم ودعاهم إلى الله، وإلى نصرة الإسلام، فقال أحدهم: هو يمرط ثياب الكعبة (أي يمزقها)، إن كان الله أرسلك، وقال الآخر: أما وجد الله أحداً غيرك، وقال الثالث: والله لا أُكلمك أبداً، إن كنت رسولاً لأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي أن أُكلمك، فقام عنهم رسول الله (ﷺ)، وقال لهم: إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني، وأقام رسول الله (ﷺ) بين أهل الطائف بين أهل الطائف عشرة أيام، لا يدع أحداً من أشرافهم إلا جاءه وكلمه، فقالوا: اخرج من بلادنا، وأغروا به سفاءهم، فلما أراد الخروج تبعه سفاؤهم وعبيدهم، يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس، فوقفوا له صفين، وجعلوا يرمونه بالحجارة وبكلمات من السفه، ورجموا عراقيبه، حتى اختضب نعلاه بالدماء، وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه، حتى أصابه شجاج في رأسه، ولم يزل به السُّفهاء كذلك حتى ألجأوه إلى حائط لعتبه وشيبة ابني ربيعة، على ثلاثة أميال من الطائف، فلما التجأ إليه رجعوا عنه، وأتي رسول الله (ﷺ) إلى حبلة من عنب، فجلس تحت ظلها إلى جدار فلما جلس إليه واطمأن، دعا بالدُّعاء المشهور الذي يدل على امتلاء قلبه كآبة وحزناً مما لقي من الشدة، أسفاً على أنه لم يؤمن به أحد، قال:
"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الرحيم، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل على سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله"
فلما رآه ابنا ربيعة تحركت له رحمهما، فدعوا غلاماً لهما نصرانياً، يقال له عداس، وقالا له: خذ قطفا من هذا العنب واذهب به إلى هذا الرجل، فلما وضعه بين يدي رسول الله (ﷺ) مد يده إليه قائلاً: "باسم الله" ثم أكل، فقال عداس: إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد، فقال له رسول الله (ﷺ): من أي البلاد أنت؟ وما دينك؟ قال: أنا نصراني، من أهل "نينوى"، فقال رسول الله (ﷺ) من قرية الرجل الصالح يونس بن متى عليه السلام، قال له: وما يدريك ما يونس بن متى؟ قال رسول الله (ﷺ): ذاك أخي، كان نبياً وأنا نبي، فأكب عداس على رأس رسول الله (ﷺ) ويديه ورجليه يقبلها، فقال ابنا ربيعة أحدهما للآخر: أما غلامك فقد أفسده عليك، فلما جاء عداس قالا له: ويحك ما هذا؟ قال: يا سيدي، ما في الأرض شيء خير من هذا الرجل، لقد أخبرني بأمرٍ لا يعلمه إلا نبي، قالا له: ويحك يا عداس، لا يصرفك عن دينك، فإن دينك هو خير من دينه، ورجع رسول الله (ﷺ) من طريق مكة بعد خروجه من الحائط كئيباً مخزوناً كسير القلب، فلما بلغ قرن المنازل بعث الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال، يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة، قال النبي (ﷺ) بل أرجو أن يخرج الله (ﷻ) من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً، وفي هذا الجواب الذي أدلى به الرسول (ﷺ) تتجلى شخصيته الفذة، وما كان عليه من خلق عظيم، ثم تقدم رسول الله (ﷺ) نحو مكة حتى بلغ وادي نخلة، وأقام فيه أياماً، وخلال إقامته هناك بعث الله إليه نفراً من الجن، فدخلوا في الإسلام، ينبغي على طلاب العلم أن يعملوا بخلق الرحمة في كان زمن ومكان وفي كل وقت وحين (مباركفوري: 2007، ص125-126-127)، فمع ما فعله أهل الطائف مع رسول الله (ﷺ) إلا أن الله سخر له الجن فدخلوا في الإسلام، فعلى طالب العلم العمل بالرحمة ولو أغلقت الأبواب في وجهه، فلا ييأس ولا يغضب، بل يجب عليه التواصل واللين والرفق مع أصدقائه من أجل العلم.
5- الإيثار:
من اسْمى وأجْود وأكْمل الصِّفات الطِّيبة والرائعة خُلق الإيثار، فهذا الخلق يتلعثم اللسان ويجف القلم وتمتلئ الكتب عند ذكره ووصفه، وعندما يقدمه طلاب العلم في الميادين والمجالات العلمية فإن له وقع على القلوب وأثر في النفوس، لا يمكن أن ينتهي ولا أن يختفي من العقول أبداً، فالإيثار عكس الشح، فيجب على طالب العلم أن يستفيد من الإيثار بإصلاح وقته وقلبه وحاله مع الله، وأن ينظر ويتأمل في كتب السير أثناء الهجرة النبوية ويأخذ منها الدروس والعبر، فقد صح عن رسول الله ﴿ﷺ﴾ لما هاجر أهل الإسلام للمدينة آخى رسول الله (ﷺ) بين عبد الرحمن وسعد بن الربيع، فقال لعبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالاً، فاقسم مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسمها لي، أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، وأين سوقكم؟ فدلوه على السوق بني قينقاع فما انقلب إلا ومعه فضل أقط وسمن، ثم تابع الغدو، ثم جاء وبه أثر صفرة، فقال النبي (ﷺ): مهيم؟ قال: تزوجت، قال: كم سقت إليها؟ قال: نواة من ذهب (المباركفوري، 2007، ص186)، فهذه السيرة الطيبة حدثت في هجرة الرسول (ﷺ) من مكة إلى المدينة، إثار منقطع النظير، فلعل الله سبحانه وتعالى أن يوفق طلاب العلم أن تبرز مثل تلك الصفات الطيبة في التبادل العلمي من أجل التطور والابتكار والإبداع العلمي، وقيل عن الإيثار:
أُسد ولكن يؤثرون بزادهم والأُسد ليس تدين بالإيثار
يتزين الناد بحسن وجوههم كتزين الهالات بالأقمار
وقيل:
المال للرجل الكريم ذارئعٌ يبغي بهن جلائل الأخطار
والناس شتى في الخلال وخيرهم من كان ذا فضل وذا إيثار


6- التمسك بالثوابت الإسلامية:
الثوابت المقصود بها عدم التغيير والتبديل، وهي تمثل الأخلاق الحميدة، والثوابت التي لا يمكن أن تكون مجال مساومة أبداً، فهي من تعاليم محمد (ﷺ) لا تحْتمل تغييراً أو تأويلاً، فعلى طالب العلم أن يتقي الله في غض بصره وحفظ فرجه وعلاقته مع طلاب العالم، ونحن نتحدث عن كِلا الجنسين شباب وشابات وفتيان وفتيات، ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ (سورة النور: الآية 30-31)، وينبغي على طالب العلم أن يأمل جيداً بأنه هاجر من أجل العلم، وبطبيعة الحال هو ينظر إليه أغلب أفراد المجتمع، فيحْرص أن يقدم الصورة الصحيحة للإسلام، ويظهر أخلاق هجرة رسول الله (ﷺ)، ويحرص على الفوز في الدارين، حتى يكون سعيداً في أول منازل الآخرة.
7- المعوقات التي توجه طالب العلم:
لا شك بأن طالب العلم يقدم الوقت والجهد في سبيل البحث العلمي، ولابد أن ينتج عن ذلك العديد من المعوقات والصُّعوبات وهي تتمثل في الآتي:
 قلة الموارد المالية: وهذه من أكبر المشاكل وأعْظمُها، فيجب على الحكومات والدول أن تتبنى مشاريع استثمارية لمساعدة طلاب العلم وبحوثهم العلمية.
 الصحبة السيئة: للأصدقاء أثار كبيرة سواء كانت هذه التأثيرات سلبية أو إيجابية، وهنا ننصح طلاب العلم أن يحرصوا على اختيار الصحبة الطَّيِّبة، التي تعين على طلب العلم، وتشجع على البذل والعطاء، وتساهم في الإبداع والبحث العلمي.
 ضعف الهمة: لا شك بأن عدم الاجتهاد، وضعف الإنجاز العلمي، من أهم المعوقات والمشكال التي تسبب في تأخير طالب العلم.
 الفتن والمعاصي: ينبغي على طالب العلم أن يتقي الله في كل صغيرة وكبيرة وفي كل واردةٍ وشاردة، خصوصاً في مسألة غض البصر وحفظ الفرج، وأن يضع بين عيْنيْه أن النظر لمحاسن الرجال أو النساء، للشباب أو الشابات و الفتيان و الفتيات بشهوة لها أضرار كبيرة على النفس والجسم في الدنيا ويوم القيامة، لاسيما المحرَّمات التي تصل إلى كل بيتٍ وغرفة نومٍ عبر الفضاء من خلال الإنترنت (السُّوشيال ميديا)؛ فلهذه الوسائل الاجتماعية أضرار كبيرة في ضياع الأعْمار واسْتنزاف الأوْقات دون قراءة أو كتابة أو مشاركة في ندوات أو مؤتمرات علمية، فقد قال الإمام الشافعي:
"شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي، وأخبرني
بأن علم الله نور، ونور الله لا يهدى لعاصي".
8- الإبداع العملي
أولاً: أسس الإبداع العلمي
الأسس التي لابد من وجودها عند كل شخص مبدع، ولا يتصوَّر وجود مبدع دونها، ومن هذه الأسس القوة العقلية، فلا من توفر هذه القدرة عند الإنسان المبدع، والعبقرية هي أعلى المستويات من القدرات العقلية المعرفية، وقد وضع علماء التربية مستويات متدرجة للذكاء، تبدأ من المعتوه (أقل من 20 درجة) وتنتهي بالعبقري (أعلى 140 درجة) والعباقرة أيضاً لهم درجات، وأعلى درجة للعبقرية اكتشفت حتى الآن هي (300 درجة)، وأيضاً من الأسس الإبداع العلمي القوة النفسية، فلابد أن يتصف المبدع بقوة النفس العلمية والعملية، والمراد بها: قوة الثبات والإرادة والتصميم والمثابرة والنُّزوع إلى الكمال، وكذلك من أسس الإبداع العلمي القوة الجسدية والمقصود بها الطاقة الحيوية والنشاط المتدفق الذي هو شعلة الإبداع ووقود أُتونه، حتى وإن كان صاحبها لطيف الجسم، نحيل البدن، فإن هذا ليس مقياساً للطاقة والحيوية والنشاط (القرني:2007، ص37-43-52)، بل ربما كان العكس هو الصحيح كما قال بعضهم:
تراه من الذكاء نحيف جسمٍ عليه من توقده دليل
إذا كان الفتى ضخم المعالي فليس يضره الجسم النحيل!

ثانياً: أهمية الإبداع العلمي
- يساهم الإبداع العلمي في تطور المجتمعات إلى الأفضل
- صقل المهارات وتنظيم الطاقات مما يساهم في جعل حياة المفكرين والمبدعين أفضل
- يساهم الإبداع العلمي في حل المشاكل المختلفة في أي دولة من الدول.
- يتميز الإبداع بالتعاون والتعارف بين علماء البلد الواحد
ثالثاً: صفات تدل على موهبة الإبداع العلمي
- القدرة على الحوار والتعامل بثقة في المؤتمرات والندوات العلمية
- الموهبة في تقديم المقترحات والأفكار المقنعة
- العمل على تحقيق الأهداف المحمودة، والاجتهاد بالوصول إليها
رابعاً: أسباب نجاح الإبداع العلمي
- لابد من عنصر التجديد، والاهتمام بموضوع الفكرة، لاستقطاب عدد كبير من الناس
- الإثارة والتجديد فعندما يشعر الجمهور العلمي الذي ينتظر المادة أو الفكرة العلمية بأنهم اكتشفوا شيئاً جديداً، من هنا تبدأ عملية الإثارة وستبدأ الناس بالحديث عنك لأناس آخرون، وهكذا ينتشر الابتكار والإبداع العلمي
- استثمار المقدرة الطبيعية بحيث أن تكون قدوة للآخرين، وتقديم مستوى رائع وصحيح لتحقيق الأهداف والنتائج.


الخاتمة:
عندما نتأمل في هجرة رسول الله (ﷺ) نعرف بأنها دروس وعبر في مختلف المجالات، خصوصاً لطلاب العلم، فيجب علينا الحرص على سلامة أرْوحنا وأجسادنا بتعاليم القرآن ودروس الهجرة النبوية، بالتواضع والرحمة والأمل والتفاؤل والالتزام بالثوابت الإسلامية، حتى تكون لنا بصمة على ظهر هذه الأرض تستمر بإذن الله وتساهم في الإبداع والتطور العلمي، والابتعاد عن المعوقات التي تقابل طالب العلم، من حيث الصحبة السيئة، ضعف الهمة، وأيضاً الابتعاد عن الذنوب والمعاصي، كما تعتبر أهمية الإبداع العلمي كبيرة جداً، فهي تساهم في تطور المجتمعات إلى الأفضل، فينبغي علينا الأخذ بأسباب الإبداع العلمي بالبحث عن الأفكار الجيدة، لاستقطاب شريحة كبيرة من الناس والتأثير فيهم من خلال الإبداع والابتكار العلمي.









قائمة المصادر والمراجع:
- القرآن الكريم.
- ابن القيم الجوزية، أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب، د.ت، مدارج السالكين، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت.
- النووي، محيي الدين يحيى بن شرف، 2001، رياض الصالحين، تحقيق على حسين بن علي بن عبد الحميد الحلبي الأثري، ط1، دار ابن الجوزي، الرياض.
- الألباني، محمد ناصر، 1988، صحيح الجامع الصغير وزيادته، ط3، المجلد الأول، المكتب الإسلامي، بيروت.
- المباركفوري، صفي الرحمن، 2007، الرحيق المختوم، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الدوحة.
- جودة، آمال – أبو جراد، حمدي، 2011، التنبؤ بالسعادة في ضوء الأمل والتفاؤل لدى عينة من طلبة جامعة القدس المفتوحة، مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدِّراسات، ع24.
- الغزالي، محمد، 1965، فقه السيرة، ط6، دار الكتب الحديثة، د.م.
- علوان، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام، ط9، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، د.م، ج1.
- القرني، أحمد بن علي، 2007، الإبداع العلمي، ط1، دار عالم الفوائد، مكة.
- البغدادي، الخطيب، 1985، اقتضاء العلم العمل، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، ط5، المكتب الإسلامي، بيروت.
- المغلوث، عبد الله، 2012، تغريدة في السعادة والتفاؤل والأمل، ط1، مدارك للنشر، بيروت.
...المزيد

عذر الحالة الجسمانية: أيقظ القدراتك يتعلل البعض بالحالة الجسمانية، فيقول مثلاً: أنا معاق أو ...

عذر الحالة الجسمانية: أيقظ القدراتك


يتعلل البعض بالحالة الجسمانية، فيقول مثلاً: أنا معاق أو أنا قصير أو أنا طويل أو أنا ضرير، ومع ذلك فإننا نرى ونشاهد ونسمع عن الكثيرين من أصحاب العاهات، وقد برعوا في شتى الفنون والعلوم، فهناك مثلاً (لويس بريل) الذي ابتكر القراءة بطريقة بريل للمكفوفين، حيث كان ضريراً، ولكنه استطاع أن يقدم رسالة للناس، ويوجد بعض الناس لديهم إعاقة خفيفة لا تمنعه من الحركة، ولكنه يستخدم هذه الإعاقة لينال الشفقة والرحمة من الآخرين، فهو يقنع نفسه بأن هذه الإعاقة تمنعه من التَّقدّتم والحركة.
وها هو الدكتور طه حسين كان ضريراً مع ما وصل إليه، وهذه أيضاً هيلين كيلر، والتي لم تكن ضريرة فقط، بل كانت ضريرة ولا تسمع ولا تتكلم؛ ولكنها استطاعت أن تترك بصمتها في هذا العصر والعصر الذي قبله قبل أن تموت، لقد كانت من أقوى المفكرين حتى الآن، وبتالي فنحن نجد أن عذر الإعاقة لا يمنع أبداً من التقدم والنجاح المستمر.
وفي النهاية أقول: لا يصل الناس إلى حديقة النجاح، دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.


المرجع:
- إبراهيم الفقي: أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك، ص29
...المزيد

علماء الدين من أهم عوامل السلامة والعافية في كل زمن ومكان قال تعالى في سورة القصص: ﴿وَقَالَ ...

علماء الدين من أهم عوامل السلامة والعافية في كل زمن ومكان

قال تعالى في سورة القصص: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ﴾ تحدث الله سبحانه وتعالى عن قارون الذي كان من بني إسرائيل، الذين فُضلوا على العالمين، وفاقوهم في زمانهم، وامتن الله عليهم بما امتن به، فكانت حالهم مناسبة للاستقامة، ولكن قارون هذا بغى وتكبر وعمل بالمعاصي واشتغل بالنعم عن المنعم، وطغى بما لديه من أموال وكنوز، فقال بعض الناس (يا ليت لنا مثل ما أُوتى قارون) (إنه لذو حظٍ عظيمٍ)، فلابد للعماء أن يكون لهم دور كبير في كل زمن ومكان، فهم من أهم عوامل بناء، والزاد لا ينتهي، في ضوء هذه الأحداث قال العلماء (ويلكم) متوجعين مما تمنوا لأنفسهم، رائين حالهم، منكرين لمقالهم، (ثواب الله) العاجل من لذة العبادة ومحبته، والإنابة إليه، والإقبال عليه، والتفكر في الجنة وما فيها، مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين (خير) من هذا الذي تمنيتم ورغبتم فيه، فهذه حقيقة الأمر ولكن ما كل من يعلم ذلك يؤثر الأعلى على الأدنى، فيما تلقى ذلك ويوفق له (إلا الصابرون) حبسوا أنفسهم على الطاعة الله، وعن معصيته، وعلى أقداره المؤلمة، وصبروا على جواذب الدنيا وشهواتها، أن تشغلهم عن ربهم، وأن تحول بينهم وبين ما خلقوا له، فهؤلاء الذين يؤثرون ثواب الله على الدنيا الفانية. وكذلك قال الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة العنكبوت: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ(43) ﴾ هذا مثل ضربه الله لمن عبد معه غيره، يقصد به التعزيز والقوى والنفع، وأن الأمر بخلاف مقصوده فإن مثله كمثل العنكبوت، اتخذت بيتاً يقيها من الحر والبرد والآفات، فالعنكبوت من الحشرات الضعيفة، وبيتها من أضعف البيوت، فما ازدادت باتخاذه إلا ضعفاً، وكذلك هؤلاء يتخذون من دونه أولياء، فقراء عاجزون من جميع الوجوه، وحين اتخذوا أولياء من دونه يتعززون بهم ويسْتنصرونهم ازدادوا ضعفاً إلى ضعفهم ووهناً إلى وهْنهم. العلماء عطاء منقطع النظير، فقد فتح الله عليهم أبواب العلوم والمعرفة، فتجدهم دائما في مقدمة الصفوف في المعرفة والاستنتاج والاستنباط، فهم من أهم الأسس التي قامت عليها الحضارات العالمية، فهذه الحقيقة لا يعقلها ويفهمها ويتدبرها ويطبقها على ما ضربت له في القلب ( إلا العالمون) المقصود بهم أهل العلم الحقيقي، الذي وصل العلم إلى قلوبهم، فأهل العلم يعرفون أهمية الأمثال التي يضربها الله في القرآن لاعتناء الله بها، وحثه عباده على تعقلها وتدبرها فيبذلون جهدهم في معرفتها. المصادر: القرآن الكريم: سورة القصص، الآية ص 80 السعدي، عبد الرحمن بن ناصر، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، تحقيق عبد الرحمن بن معلا اللويحق، ط1، مؤسسة الرسالة، ص 624 ...المزيد

المنسوجات الإسلامية في الأندلس (صناعة الحرير) ازدهرت تجارة وصناعة الحرير في الأندلس العصور ...

المنسوجات الإسلامية في الأندلس (صناعة الحرير)

ازدهرت تجارة وصناعة الحرير في الأندلس العصور الوسطى، وكان لها مكانتها المرموقة ليس فقط في العالم الإسلامي وإنما حتى في أوروبا أيضاً، جاء هذا التطور في هذا المجال نظراً لاعتناء الأندلسيين بزراعة شجرة التوت لإطعام دودة القز والاستفادة منها في صناعة الحرير، خاصة في منقطة البشرات وبعض نواحي الأندلس، ونشير هنا إلى دور النساء في انتقاء الشرانق ورعاية بيض دود القز من شهر فبراير إلى أن يفقس في شهر مارس من كل سنة، واشْتهرت مدن عدة في الأندلس بصناعة الحرير، فكانت مدينة المرية من أهم المراكز المنسوجات الحريرية في الأندلس وقدر عدد الأنوال فيها بحوالي 5800 نول، ومن أنواع منسوجاتها الدِّيباج الموشى والسقلاطون والأصبهاني والجرجاني والعتابي والمموج والثياب المعينة أي التي تزدان بنقط صغيرة تشبه عيون الوحش أو بزخرفة هندسية على هيئة العين، وكذلك اشتهرت مدينة إشبيلية بالحلل الموشية ذات الصُّور العجيبة والمنتجة برسم الخلفاء. وبالمثل يقال للثياب الحريرية السرقسطية في شمال الأندلس وعدت غرناطة مركزاً لكل ما يتعلق بالحرير، وكانت تباع فيه بالإضافة إلى الحرير الخام والمنسوجات الحريرية، الأقمشة وظفائر الحرير، والمفتولات الذَّهبية، والكتان.

المرجع:
المير، مريم، 2019، الأندلس بين ضفتين، كتوبيا للنشر والتوزيع، د.م، ص84-85.

ملاحظة:
نول ما يُحاك عليه الثَّوب، ومنطقة البشرات تقع جنوب إسبانيا، جنوب جبال سييرا نيفادا قرب غرناطة
...المزيد

الإبداع الإسلامي في علاج الطفيليات (Parasitology) تأثر العالم بالتطور الإسلامي في علاج ...

الإبداع الإسلامي في علاج الطفيليات (Parasitology)

تأثر العالم بالتطور الإسلامي في علاج الطفيليات، وابتكر أطباء الإسلام علم الطفيليات، الذي كانت بداياته على أيدي المسلمين، ويعني علم الطفيليات دراسة الدِّيدان وعلاقتها مع الجسم المضيف، واستطاع علم الطب الإسلامي من وصف أعراض الديدان وصفاً دقيقاً، ومن ذلك أكد على: أن الديدان تتوالد عند الأطفال والصبيان، وإنها تهيج عند المساء ووقت النوم أكثر، كما اسْتطاع الطب الإسلامي من معرفة أعرض هذا الداء، وذكروا من ذلك الجوع والخفقان الشديد والغثيان والمغص والإسهال وانتفاخ البطن، ثم أعطى التأثير الإسلامي عشرات الأدوية التي كان لها أثر عظيم، كالشيح والترمس وبذر الكرفس والثوم وقشر الرمان وورق الخوخ، وأيضاً التعب والرياضة الشديدة قد تسهل خروج الديدان من جسم الإنسان، وكذلك وصف أطباء الإسلام لعلاج الدِّيدان الكثير من الأدوية منها الفواكه والبقول والألبان واللحوم الخام، وقد بيَّن أطباء الإسلام بأن هذه الطفيليات تعيش في جدار وتجويف الأمعاء الغليظة والتي تسبب مرض (الدوسنتاريا)، وأيضاً قد أظهر أطباء الإسلام أعراض بعض الأمراض مثل حُمى الملاريا التي كشف العلم الحديث عن طفيلياتها التي تصيب الإنسان من جنس البلازموديوم.

المرجع:
- راغب السِّرجاني، قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية، ص159-160
- أحمد فؤاد باشا التراث العلمي الإسلامي، شئ من الماضي أم زاد للآتي، ص87
...المزيد

الابتكارات الإسلامية في اسْتخدام النباتات الطبية ( ) الكافور: هو صمغ شجر ولونه أحمر وخشبه أبيض، ...

الابتكارات الإسلامية في اسْتخدام النباتات الطبية

( ) الكافور: هو صمغ شجر ولونه أحمر وخشبه أبيض، ويوجد بأجواف قلب الشجر، وللكافور أصناف عديدة منه الفنصوري والرباحي والكوكثيبت واليالوس، ويدخل الكافور بالطيب كله، وله فوائد طبية لأصحاب الصُّداع الصَّفراوي، وإذا مزج مع ماء الخص زالت حرارة الدِّماغ وتم الشفاء من الصدع، ويعتبر غني بالمنافع الدَّوائية فله فائدة بالأعضاء والحواس إذا تم وضعه مع ماء الورد والصَّندل، والاستمرار في شمه يمنع شهوة الجماع، وأيضاً تميز بعلاج الأسنان فهو يمنع زيادة مواضع التَّأكل بالأسنان لو تحسى به، ابن بيطار، الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، 4/296-297
(1) الصَّندل: هو خشب يجلب من الصين وله ثلاثة أنواع أبيض وأصفر وأحمر، ويستعمل بعلاج المعدة والبلغم، التركماني، المعتمد في الأدوية المفردة، ص211-212



(2)المسك: يُستخرج من الغزلان وله منافع طبية كثيرة منها مقوِّ للقلب وينعش الأعضاء برائحته الطيبة، ويستخدم مع الأدوية بعلاج العين ويزيل عموم السُّموم، ويساهم بعلاج المعدة والدِّماغ البارد، التركماني، المصدر السابق، ص360-361
(3) العنبر قيل بأنه شيء ينبت في قاع البحر فتأكله الكائنات البحرية ثم يخرج مع الفضلات ، وقيل بأنه روث كائن حي بحري، وهو على شكل عظم من خشب يطفو على سطح البحر، ويساهم بالعلاجات الطبية فهو مقوِّ للقلب والأعضاء العصبية والدِّماغ، ويعالج البلغم الغليظ وأوجاع المعدة، ابن بيطار، المصدر السَّابق، 3/183-184



(4) الليمون: هو بنات معروف يتكون من ثلاثة أنواع مختلفة الفوائد والقوى، ويحتوي الليمون على القشر والحُمَّاض والبذر، أما القشرة فلها منافع للمعدة والقلب، وأيضاً تقاوم عصارة القشرة أضرار السّموم المشروبة والمصبوبة، وتعالج أورام الحلق واللوزتين وينعش الكبد والمعدة ويخفف الصداع، التركماني، المعتمد في الأدوية المفردة، ص337-338
(5) القرنفل: هو ثمرة من الهند كالياسمين ولكنه أكثر سواداً منه، ويستخدم بالأدوية الطبية وله فوائد كثيرة منها علاج القيء والغثيان، ويُساهم بعلاج سلس البول إذا كان ذلك ناتج عن البرد، وكذلك ويستعمل بعلاج العيون والمعدة والكبد ومقو للثة والقلب، التُّركماني، المصدر السَّابق، ص278.




علماء الإسلام كانوا أساتذة العالم في العصور الوسطى بالعلوم العقلية
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً