مقال:
إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر
1/5
في الوقت الذي يُقتل فيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، رجالا ونساء، كهولا وأطفالا، وتُسلَّط عليهم كلُّ أنواع الأسلحة المدمِّرة التي يصبها المشركون والمرتدون على قراهم وبلداتهم صبا، ينشغل علماء السوء ودعاة الضلالة، وطواغيت الأحزاب الديموقراطية بالبكاء على كل مشرك تناله يد المجاهدين، والتبرؤ من كل هجوم على أوليائهم من الصليبيين، زاعمين أن هذه الأفعال لا يُحِلها الإسلام، متهمين من يقوم بها بتشويه صورة هذا الدين، بل وتمتد ألسنتهم الآثمة وأقلامهم النجسة لتعطي لأولئك الكفار الحربيين عصمة في دمائهم وأموالهم، وتطعن في الموحدين الأخيار الذين أقاموا في المشركين حكم رب العالمين، وجددوا بأفعالهم المباركة لا بأقوالهم فحسب أحكاما شرعية سعى الطواغيت وأولياؤهم إلى محوها أو استبدالها.
وكان من هذه الأعمال المباركة، الهجمات المتلاحقة التي شنّها جنود الدولة الإسلامية في مصر وسيناء على النصارى المحاربين في تلك البلاد، فاستهدفوهم بالقتل والاغتيال، وتقصَّدوا كنائسهم بالتحريق والتفجير، فأعظموا فيهم النكاية، وأبلغوا فيهم الجراح، وكان آخر الهجمات المباركة عليهم، التفجيران المتزامنان على اثنتين من أكبر كنائسهم في شمال مصر وجنوبها، في الإسكندرية وطنطا، يوم عيدهم، صبيحة الأحد الثاني عشر من شهر رجب من العام الهجري 1438، حيث قُتل وجُرح من النصارى المشركين وأوليائهم من جنود الطاغوت المرتدين أكثر من 200، ولله الحمد من قبل ومن بعد.
وسنحاول في هذه المقالة المختصرة إلقاء الضوء على حال النصارى في مصر، وحكم الإسلام في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وكنائسهم، ليحيى من حيّ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، والله الهادي إلى سواء السبيل.
• فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم..
إن الأصل في دماء المشركين الإباحة لقوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 5]، فالشرك بالله مُبيح للقتل، والإيمان به عاصم منه، كما قال عليه الصلاة والسلام: (أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله عصم منِّي ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله) [متفق عليه].
ولا يعصم المشركون دماءهم إلا بذمة، أو عهد، أو أمان، فتكون عصمتها بذلك حكما طارئا، فمتى ما زال عنهم ذلك الحكم، بنقضهم العقد أو العهد، أو انتهاء أمد العهد أو الأمان، عادت دماؤهم إلى أصل حكمها بالإباحة، ولا خلاف في ذلك بين المسلمين.
• لا عصمة لدماءهم إلا بإيمان أو أمان
والنصارى في مصر وغيرها من بلاد المسلمين هم ممن أجاز الله -تعالى- أن يعصموا دماءهم بدخولهم في ذمة المسلمين، وأدائهم الجزية وهم صاغرون، لقوله سبحانه: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29].
فإن فعلوا ذلك صاروا معصومي الدماء والأموال والأعراض، إلا بحق الإسلام، والنصوص في تعظيم حرمة دماء المعاهَدين والذميين والمستأمنين كثيرة مشهورة، منها قوله، صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً) [رواه البخاري]، وفي رواية أحمد وغيره: (من قتل قتيلا من أهل الذمة...)، وقول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: (وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يُوفَى لهم بعهدهم، وأن يُقاتَل من ورائهم، ولا يُكلّفوا إلا طاقتهم) [رواه البخاري].
وعلى هذا مضت فيهم سنة أولياء الله من أهل القرون المفضلة، فأمّنوا من دخل في ذمتهم، طالما بقي على شروط المسلمين، ووفى بعقده معهم، فمن نكث عهده منهم فلا عهد له ولا ذمة، سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في اليهود، وكان قد اشترط عليهم "أن لا يكتموا ولا يُغيِّبوا شيئا، فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عصمة" [رواه ابن حبان]، فلما تبيَّن له أنهم كتموا عنه قسما من المال، وهو مال لحيي بن أخطب، (قتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابني أبي حقيق، وأحدهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب، وسبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نساءهم وذراريهم، وقسم أموالهم للنكث الذي نكثوه) [رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي في سننه].
- المصدر: صحيفة النبأ - العدد 77
الخميس 23 رجب 1438 هـ
أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً، اطلبه عن طريق تواصلنا، تيليجرام:
@WMC111ARt ...المزيد
نواف أدهم الحميد
التدوينات
منذ 2025-05-02
مقال: إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر 1/5 في الوقت الذي يُقتل فيه المسلمون في ...
مقال:
إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر
1/5
في الوقت الذي يُقتل فيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، رجالا ونساء، كهولا وأطفالا، وتُسلَّط عليهم كلُّ أنواع الأسلحة المدمِّرة التي ...المزيد
إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر
1/5
في الوقت الذي يُقتل فيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، رجالا ونساء، كهولا وأطفالا، وتُسلَّط عليهم كلُّ أنواع الأسلحة المدمِّرة التي ...المزيد
نواف أدهم الحميد
التدوينات
منذ 2025-05-02
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 77 الافتتاحية: قاعدة الظواهري بين الرضا بالديموقراطية ...
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 77
الافتتاحية:
قاعدة الظواهري بين الرضا بالديموقراطية والقتال في سبيلها
إن للانحطاط دركات، كما للعلو والرفعة درجات، فأما أهل الأهواء والشهوات فهم يستسهلون ...المزيد
الافتتاحية:
قاعدة الظواهري بين الرضا بالديموقراطية والقتال في سبيلها
إن للانحطاط دركات، كما للعلو والرفعة درجات، فأما أهل الأهواء والشهوات فهم يستسهلون ...المزيد
نواف أدهم الحميد
التدوينات
منذ 2025-05-02
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 76 - مقال: أفي كلّ مرة لا تعقلون؟! قبل سنوات، ومع بداية ...
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ
العدد 76 - مقال:
أفي كلّ مرة لا تعقلون؟!
قبل سنوات، ومع بداية الحرب بين "ثوار" ليبيا وطاغوتها القذافي، خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة بنغازي لتشكر الدول الصليبية على ...المزيد
العدد 76 - مقال:
أفي كلّ مرة لا تعقلون؟!
قبل سنوات، ومع بداية الحرب بين "ثوار" ليبيا وطاغوتها القذافي، خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة بنغازي لتشكر الدول الصليبية على ...المزيد
نواف أدهم الحميد
التدوينات
منذ 2025-05-02
قنبلة نووية وزلزال اقتصادي إن ما حدث هو بمثابة فرض "حواجز وقيود" على حرية التجارة التي كان ...
قنبلة نووية وزلزال اقتصادي
إن ما حدث هو بمثابة فرض "حواجز وقيود" على حرية التجارة التي كان الصليبيون يتفاخرون بها، وينظرون إليها رمزا لقوتهم ووحدتهم؛ بينما هم اليوم يفضّون وحدتهم بأموالهم، ويهدمون ...المزيد
إن ما حدث هو بمثابة فرض "حواجز وقيود" على حرية التجارة التي كان الصليبيون يتفاخرون بها، وينظرون إليها رمزا لقوتهم ووحدتهم؛ بينما هم اليوم يفضّون وحدتهم بأموالهم، ويهدمون ...المزيد
نواف أدهم الحميد
التدوينات
منذ 2025-05-02
كي لا يكون دُولة بين الأغنياء منكم إن الكساد الذي يهدد الاقتصاد العالمي الربوي، لن يقتصر على ...
كي لا يكون دُولة بين الأغنياء منكم
إن الكساد الذي يهدد الاقتصاد العالمي الربوي، لن يقتصر على أمريكا أو أوروبا، بل سيطال جميع الأنظمة والحكومات الطفيلية التي ربطت مصيرها بأمريكا وحلفها ودولارها، بل ...المزيد
إن الكساد الذي يهدد الاقتصاد العالمي الربوي، لن يقتصر على أمريكا أو أوروبا، بل سيطال جميع الأنظمة والحكومات الطفيلية التي ربطت مصيرها بأمريكا وحلفها ودولارها، بل ...المزيد
نواف أدهم الحميد
التدوينات
منذ 2025-05-02
السبيل إلى ضبط النية أما السبيل إلى ضبط النية وتجريدها، فلقد أكثر علماء الملة في بيانه وتوسعوا ...
السبيل إلى ضبط النية
أما السبيل إلى ضبط النية وتجريدها، فلقد أكثر علماء الملة في بيانه وتوسعوا فيه بما يضيق المقام هنا لبسطه، غير أننا نوجز بعضه في أمرين،
الأول: أن النية لخفائها ودقة أمرها يكون ...المزيد
أما السبيل إلى ضبط النية وتجريدها، فلقد أكثر علماء الملة في بيانه وتوسعوا فيه بما يضيق المقام هنا لبسطه، غير أننا نوجز بعضه في أمرين،
الأول: أن النية لخفائها ودقة أمرها يكون ...المزيد
نواف أدهم الحميد
التدوينات
منذ 2025-05-02
جهادنا دعوة فيا أيها المسلم الحريص على الدعوة إلى الله، إياك وتضييع طريق الجهاد، فهو طريق ...
جهادنا دعوة
فيا أيها المسلم الحريص على الدعوة إلى الله، إياك وتضييع طريق الجهاد، فهو طريق نبيِّك صلى الله عليه وسلم، وطريق أصحابه، قال تعالى: { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا ...المزيد
فيا أيها المسلم الحريص على الدعوة إلى الله، إياك وتضييع طريق الجهاد، فهو طريق نبيِّك صلى الله عليه وسلم، وطريق أصحابه، قال تعالى: { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا ...المزيد
نواف أدهم الحميد
التدوينات
منذ 2025-05-02
على شفا جُرف هارٍ لقد بات ثابتًا أنّ الاقتصاد الأمريكي وتبعًا له العالمي، يعيش أزمة مزمنة، ...
على شفا جُرف هارٍ
لقد بات ثابتًا أنّ الاقتصاد الأمريكي وتبعًا له العالمي، يعيش أزمة مزمنة، كلما وضعوا خطة لعلاجه، انتكست حالته مجددا فعادوا من حيث بدأوا، فهم في الحقيقة من أزمة إلى أخرى، لأن الأساس ...المزيد
لقد بات ثابتًا أنّ الاقتصاد الأمريكي وتبعًا له العالمي، يعيش أزمة مزمنة، كلما وضعوا خطة لعلاجه، انتكست حالته مجددا فعادوا من حيث بدأوا، فهم في الحقيقة من أزمة إلى أخرى، لأن الأساس ...المزيد
نواف أدهم الحميد
التدوينات
منذ 2025-04-30
معركة الجمارك الأمريكية بعد معركة "البيت البيضاوي" التي فتح فيها الطاغوت الأمريكي النار على ...
معركة الجمارك الأمريكية
بعد معركة "البيت البيضاوي" التي فتح فيها الطاغوت الأمريكي النار على أوروبا، ها هو يلقي في "حديقة الورود" قنبلة نووية على الاقتصاد العالمي بأسره! مستهدفًا حلفاءه قبل أعدائه! ...المزيد
بعد معركة "البيت البيضاوي" التي فتح فيها الطاغوت الأمريكي النار على أوروبا، ها هو يلقي في "حديقة الورود" قنبلة نووية على الاقتصاد العالمي بأسره! مستهدفًا حلفاءه قبل أعدائه! ...المزيد
نواف أدهم الحميد
التدوينات
منذ 2025-04-30
واجب المسلم تجاه القوانين الدولية إن المسلم مطالب بالكفر بـ "القانون الدولي" الجاهلي ومحاكمه ...
واجب المسلم تجاه القوانين الدولية
إن المسلم مطالب بالكفر بـ "القانون الدولي" الجاهلي ومحاكمه ومؤسساته، ليس بسبب ظلمه وفساده وعدم صلاحيته لقيادة البشرية فحسب، وليس بسبب إجحافه تجاه فلسطين أو غيرها، ...المزيد
إن المسلم مطالب بالكفر بـ "القانون الدولي" الجاهلي ومحاكمه ومؤسساته، ليس بسبب ظلمه وفساده وعدم صلاحيته لقيادة البشرية فحسب، وليس بسبب إجحافه تجاه فلسطين أو غيرها، ...المزيد
نواف أدهم الحميد
التدوينات
منذ 2025-04-30
المصلحةُ المطلقةُ فِي امتثالِ أمرِ اللهِ إن أولئك الذين يريدون شريعة مفصلة حسب أهوائهم وحركاتهم ...
المصلحةُ المطلقةُ فِي امتثالِ أمرِ اللهِ
إن أولئك الذين يريدون شريعة مفصلة حسب أهوائهم وحركاتهم وأحزابهم، متكيفة حسب ظروفهم، ولا يريدون أن يتجشموا عناء أن يكيّفوا ظروفهم حسبها، أو يقيدوا واقعهم ...المزيد
إن أولئك الذين يريدون شريعة مفصلة حسب أهوائهم وحركاتهم وأحزابهم، متكيفة حسب ظروفهم، ولا يريدون أن يتجشموا عناء أن يكيّفوا ظروفهم حسبها، أو يقيدوا واقعهم ...المزيد
نواف أدهم الحميد
التدوينات
منذ 2025-04-30
الطائفة المنصورة فمن حكمة الله ورحمته بالمؤمنين أن ابتلاهم بما ابتلاهم به ليمحص الله الذين ...
الطائفة المنصورة
فمن حكمة الله ورحمته بالمؤمنين أن ابتلاهم بما ابتلاهم به ليمحص الله الذين آمنوا، وينيبوا إلى ربهم وليظهر من عدوهم ما ظهر منه من البغي والمكر والنكث والخروج عن شرائع الاسلام فيقوم ...المزيد
فمن حكمة الله ورحمته بالمؤمنين أن ابتلاهم بما ابتلاهم به ليمحص الله الذين آمنوا، وينيبوا إلى ربهم وليظهر من عدوهم ما ظهر منه من البغي والمكر والنكث والخروج عن شرائع الاسلام فيقوم ...المزيد