جهادٌ في أوروبا! • عمليًّا، فإنّ نجاعة استهداف النصارى واليهود في شوارع أوروبا وأمريكا ...

جهادٌ في أوروبا!

• عمليًّا، فإنّ نجاعة استهداف النصارى واليهود في شوارع أوروبا وأمريكا الصليبية لا تخفى على أحد، وقد شرحت خطابات وكتابات الد,و.لة الإسلا,مية ذلك مرارا، وبيّنت أنّ من لم تُتح له الفرصة لقتال اليهود داخل فلسطين فليقاتلهم وحلفاءهم خارج فلسطين.

أمنيًّا، قبل أشهر حذّرت بعض مراكز "مكافحة الإرهاب" الأوروبية من أنْ تؤدي السياسة الأوروبية عموما والألمانية خصوصا "المنحازة جدا لليهود" إلى موجة من "الإرهاب والانتقام" في صفوف المسلمين؛ غير أنّ هذه التحذيرات والاحتياطات لم تحل دون أنْ يترجم جندي من جنود الخلافة حرقته على إخوانه المسلمين إلى عمل حقيقي تسيل فيه د.ماء الصليبيين ثأرا وغضبة لد.ماء المسلمين، إذ لا يدفع الإرهاب إلا الإرهاب.

ولأن الجهاد أجدى الحلول وأنجعها مهما قلّ عدده وعدته، تأمل كيف تحولت السكين - التي لا يخلو منها بيت - إلى مصدر رعب ونكاية دفعت الحكومة الألمانية للمطالبة ب "فرض قيود جديدة على بيع وحيازة السكاكين!" والاقتصار على طول معيّن لنصل السكين "لا يزيد عن ستة سنتيميترات!" أملا في أنْ لا تخترق السكين أحشاء رعاياهم، وكأنهم أيِسوا من منع الهجمات فاكتفوا بتقنينها! ونحن نقول لهم: لن تقتصر المشكلة على السكين، فماذا لو استطاع مسلم تفخيخ "كعكة الميلاد!" فهل أنتم على استعداد لحظرها أيضا، أم تصغير حجمها؟!

من زاوية أخرى، بدا واضحا في خطابات منفذي الهجمات الأخيرة، لغة الوحدة الإسلا,مية التي غلبت على رسائلهم ووصاياهم، خلافا لعبيد القومية والوطنية النتنة، فمسلم شامي يعلن من أوروبا أنّ عمليته انتقام للمسلمين في فلسطين والعراق والشام، بل وحتى البوسنة؛ في استدعاء للمجازر التاريخية بحق المسلمين، وفي تأكيد ضمني على أنّ المجاهدين لا ينسون ثأر إخوانهم، وأنه لا يسقط بالتقادم، وبضعة أسرى مسلمين أعاجم داخل سجن في روسيا أبوا المذلة وهبوا لنصرة دينهم، وصرحوا أيضا أنهم يثأرون للمسلمين في فلسطين وللحرائر في الشام.

• مقتطف من إفتتاحية النبأ العدد "458"
بعنوان: جهادٌ في أوروبا!
الخميس 25 صفر 1446 هـ
...المزيد

جهادٌ في أوروبا! • من زاوية أخرى، بدا واضحا في خطابات منفذي الهجمات الأخيرة، لغة الوحدة ...

جهادٌ في أوروبا!

• من زاوية أخرى، بدا واضحا في خطابات منفذي الهجمات الأخيرة، لغة الوحدة الإسلا,مية التي غلبت على رسائلهم ووصاياهم، خلافا لعبيد القومية والوطنية النتنة، فمسلم شامي يعلن من أوروبا أنّ عمليته انتقام للمسلمين في فلسطين والعراق والشام، بل وحتى البوسنة؛ في استدعاء للمجازر التاريخية بحق المسلمين، وفي تأكيد ضمني على أنّ المجاهدين لا ينسون ثأر إخوانهم، وأنه لا يسقط بالتقادم، وبضعة أسرى مسلمين أعاجم داخل سجن في روسيا أبوا المذلة وهبوا لنصرة دينهم، وصرحوا أيضا أنهم يثأرون للمسلمين في فلسطين وللحرائر في الشام.

هذه النبرة الوحدوية الصادقة من هؤلاء المجاهدين على اختلاف أعراقهم وألوانهم، هي ثمرة غرس الخلافة المبارك، وتطبيق لمنهاج النبوة الذي قامت عليه، والذي يقرر أنّ المسلمين (تتكافأُ دماؤهُم.. وهم يدٌ على من سواهم)، وأنّ الرابطة الوحيدة التي تجمعهم وتحركهم هي رابطة التوحيد فلا يعلوها رابطة، فتكون هذه الهجمات المباركة من أبناء الد,و.لة الإسلا,مية في بلاد الشرق أو الغرب قد حققت هدفين ثمينين، الأول: هو الانتقام للمسلمين على قدر الوسع، والثاني تعزيز الوحدة الإسلا,مية التي لا تتحقق إلا بإمام ومنهج واحد تحت راية واحدة.

فعليًّا، لم تعد الحاجة مُلِحة لأن تصرّح الد,و.لة الإسلا,مية بمسؤولية جنودها أو خلاياها عن هذا الهجوم أو ذلك، فالعدو قبل الصديق بات يعرف ما إذا كان الهجوم يحمل بصمة مجاهديها أم لا، ويكفي للهجوم أن يتحدث عن نفسه بنكايته وبأسه أو تفرُّده وغربته مع موافقته للشريعة، والعدو يدرك جيدا من يشكّل عليه خطرا حقيقيا ويطارد رعاياه في عقر ديارهم في أوروبا وأمريكا وروسيا وإيران وغيرها مما تبنّيناه أو كتمناه.

شرعًا وواقعًا ويقينًا، لا توجد قوة بشرية في الأرض قادرة على منع المسلم من ممارسة فريضة الجهاد وإرهاب الكافرين والثأر لإخوانه المسلمين، وقد رأينا كيف فعل "السكين" ومن قبله "الفأس" ومن قبله "الدهس" برعايا ألمانيا وغيرها من الدول الصليبية، وما زلنا ننتظر من أبناء الإسلام أنْ يكرروا ضرباتهم ويعمّقوها ويتقصدوا اليهود وكُنسهم وأحياءهم وحاناتهم بالقتل والحرق شفاء لصدور المؤمنين.

وختامًا وتحريضًا وإلهامًا، نلفت عناية شباب المسلمين الغيارى، بأنّ أكثر عمليات القتل رعبًا وأطولها مدةً في تاريخ أوروبا وأمريكا والتي أرهقت وكالات التحقيق الصليبية، كانت أدواتها سكينا أو مطرقة وربما أقل، وقد استغرق التحقيق فيها سنوات وتعاقب عليها أجيال من المحققين والضباط، فلتكن أنت أيها المسلم هذا الفاعل ولكن في سبيل الله جهادًا وقتالًا وإرهابًا لرعايا النصارى واليهود، وإرهاقًا لدوائرهم الحكومية وأجهزتهم الأمنية خصوصًا في أوروبا وأمريكا، كن أنت أيها المجاهد "رجل المطرقة" الذي يفتك بفرائسه ويهشّم جماجمهم دون أن يترك خلفه أي أثر يدل عليه، ليس حرصا على الحياة ولكن ليتسنى له تكرار العملية مرات ومرات حتى يرتوي من د.مهم، كن أنت ذلك البطل الذي يتمتع بخفة في قطع أوردة فرائسه بسكينه وتسكين حركتهم إلى الأبد بكل هدوء، ولا يُبقي خلفه في مسرح الهجوم سوى الموت والرعب زيادة، كن أنت ذلك البطل القادم، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}.

• مقتطف من إفتتاحية النبأ العدد "458"
بعنوان: جهادٌ في أوروبا!
الخميس 25 صفر 1446 هـ
...المزيد

جهادٌ في أوروبا! • شرعًا وواقعًا ويقينًا، لا توجد قوة بشرية في الأرض قادرة على منع المسلم من ...

جهادٌ في أوروبا!

• شرعًا وواقعًا ويقينًا، لا توجد قوة بشرية في الأرض قادرة على منع المسلم من ممارسة فريضة الجهاد وإرهاب الكافرين والثأر لإخوانه المسلمين، وقد رأينا كيف فعل "السكين" ومن قبله "الفأس" ومن قبله "الدهس" برعايا ألمانيا وغيرها من الدول الصليبية، وما زلنا ننتظر من أبناء الإسلام أنْ يكرروا ضرباتهم ويعمّقوها ويتقصدوا اليهود وكُنسهم وأحياءهم وحاناتهم بالقتل والحرق شفاء لصدور المؤمنين.

وختامًا وتحريضًا وإلهامًا، نلفت عناية شباب المسلمين الغيارى، بأنّ أكثر عمليات القتل رعبًا وأطولها مدةً في تاريخ أوروبا وأمريكا والتي أرهقت وكالات التحقيق الصليبية، كانت أدواتها سكينا أو مطرقة وربما أقل، وقد استغرق التحقيق فيها سنوات وتعاقب عليها أجيال من المحققين والضباط، فلتكن أنت أيها المسلم هذا الفاعل ولكن في سبيل الله جهادًا وقتالًا وإرهابًا لرعايا النصارى واليهود، وإرهاقًا لدوائرهم الحكومية وأجهزتهم الأمنية خصوصًا في أوروبا وأمريكا، كن أنت أيها المجاهد "رجل المطرقة" الذي يفتك بفرائسه ويهشّم جماجمهم دون أن يترك خلفه أي أثر يدل عليه، ليس حرصا على الحياة ولكن ليتسنى له تكرار العملية مرات ومرات حتى يرتوي من د.مهم، كن أنت ذلك البطل الذي يتمتع بخفة في قطع أوردة فرائسه بسكينه وتسكين حركتهم إلى الأبد بكل هدوء، ولا يُبقي خلفه في مسرح الهجوم سوى الموت والرعب زيادة، كن أنت ذلك البطل القادم، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}.

• مقتطف من إفتتاحية النبأ العدد "458"
بعنوان: جهادٌ في أوروبا!
الخميس 25 صفر 1446 هـ
...المزيد

وَصفُ الجَنَّةِ 2 • فوا عجبا لها كيف نام طالبها؟! وكيف لم يسمح بمهرها خاطبها؟! وكيف طاب العيش في ...

وَصفُ الجَنَّةِ 2

• فوا عجبا لها كيف نام طالبها؟! وكيف لم يسمح بمهرها خاطبها؟! وكيف طاب العيش في هذه الدار بعد سماع أخبارها؟! وكيف قرّ للمشتاق القرار دون معانقة أبكارها؟! وكيف قرّت دونها أعين المشتاقين؟! وكيف صبرت عنها أنفس الموقنين؟! وكيف صدفت عنها قلوب أكثر العالمين؟! وبأي شيء تعوضت عنها نفوس المعرضين؟!

- وإنْ سألتَ عن سَعَتِها: فأدنى أهلِها يسير في مُلكِه وسُرُرِه وقصورِه وبَساتينِه مسيرة ألفي عام

- وإنْ سألتَ عن خيامها وقبابِها: فالخيمة الواحدة مِن دُرَّة مُجوَّفة طُولُها ستون مِيلًا من تلك الخيام

- وإنْ سألتَ عن عَلاليها وجواسِقِها: فهي غُرَفٌ مِن فوقِها غُرَفٌ مَبنِيَّة تجري من تحتِها الأنهار

- وإنْ سألتَ عن ارتفاعِها: فانْظُر إلى الكوكب الطالع أو الغارب في الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار

- وإنْ سألتَ عن لِباس أهلِها: فهو الحرير والذهب

- وإنْ سألتَ عن فُرُشِها: فبَطائنُها من إستبرَق مفروشة في أعلى الرتَب

- وإنْ سألتَ عن أرائكِها: فهي الأسِرَّة عليها البَشخانات وهي الحجال مُزَرَّرة بأزرار الذهب فما لها من فروج ولا خِلال

- وإنْ سألتَ عن وُجوه أهلِها وحُسْنِهم: فعَلى صورة القمر

- وإنْ سألتَ عن أسنانِهم: فأبناءُ ثلاثة وثلاثين على صورة آدم - عليه السلام - أبي البَشَر

- وإنْ سألتَ عن سَماعِهم: فغِناءُ أزواجِهم من الحُور العِين وأعلى منه سَماعُ أصوات الملائكة والنبيين وأعلى منهما سَماعُ خِطابِ ربِّ العالمين

- وإنْ سألتَ عن حُلِيِّهم وشارتِهم: فأساوِر الذهب واللؤلؤ على الرؤوس ملابس التِّيجان

- وإنْ سألتَ عن غلمانِهم: فوِلْدانٌ مُخلَّدون، كأنهم لؤلؤٌ مكنون

- وإنْ سألتَ عن عرائِسِهم وأزواجِهم: فهُنَّ الكواعب الأتراب اللاتي جَرى في أعضائِهن ماءُ الشباب

- [حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح] لابن القيم - رحمه الله -

• إنفوغرافيك صحيفة النبأ العدد "458" الخميس 25 صفر 1446 هـ
...المزيد

الرد على أهل البدع • ردُّ باطلاً بباطل قيل لعبد الرحمن بن مهدي: إن فلانا قد صنف كتاباً في ...

الرد على أهل البدع

• ردُّ باطلاً بباطل
قيل لعبد الرحمن بن مهدي: إن فلانا قد صنف كتاباً في السنة، رداً على فلان، فقال عبد الرحمن: رداً بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟ قيل: بكلام
قال: ردَّ باطلاً بباطل.
[ حلية الأولياء ( ١٠/٩ - ١١)]

• لا تُجالِس صاحب كلام
عن أبي عمران الأصبهاني قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تجالس صاحب كلام وإن ذَبَّ عن
السنة، فإنه لا يؤول أمره إلى خير.
[الإبانة الكبرى ( ٢/٥٤ )]

• تُرد البدعة بالأثر
قال السمعاني: وإنما ترد البدعة بالأثر لا ببدعة مثلها فإنه روي عن عبد الرحمن بن مهدي الإمام المقدم قال: إنما يرد على أهل البدع بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثار الصالحين، فأما من رد عليهم بالمعقول فقد ردَّ باطلاً بباطل.
[الانتصار ( ص ١٠ )]

• هجران أهل الزيغ
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة: يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع، ويغلظان في ذلك أشد التغليظ، وينكران وضع الكتب برأي في غير آثار، وينهيان عن مجالسة أهل الكلام، والنظر في كتب المتكلمين.
[اللالكائي ( ۱/۱۷۹)]

• إياكم والبدع
قال مالك بن أنس: إياكم والبدع، قيل: يا أبا عبد الله، وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان
وقالوا: لو كان الكلام علما لتكلّم فيه الصحابة والتابعون كما تكلموا في الأحكام ولكنه باطل يدل على باطل.
شرح السنة للبغوي (۱ / ۱۸۱-١٨٦)

• اتسعوا في جوابها
قال الخلال: أخبرنا أبو بكر المروذي، قال: قيل لأبي عبد الله إن رجلاً تكلم بكلام فرد عليه رجل من أهل السنة بعد ذلك بكلام محدث، فغضب أبو عبد الله وأنكر عليهما جميعاً، وقال: يستغفر ربه الذي رد بمحدثة
وقال: فلما ابتدع رجل بدعة اتسعوا في جوابها.
[السنة للخلال (٢١٤٨/٧)]
...المزيد

التثبيت الرباني لمجاهدي إفريقية • ثبات جنود الإسلام طول هذه السنين واستمرار عملياتهم الكبيرة ...

التثبيت الرباني لمجاهدي إفريقية

• ثبات جنود الإسلام طول هذه السنين واستمرار عملياتهم الكبيرة رغم الحملات العسكرية، فضلا عن الإعلامية التي تهدف لتشويه صورتهم وتنفير المسلمين منهم، هو توفيق رباني وتهيئة إلهية ستنتهي بإنهاء حكم وتسلط النصارى على تلك الديار وما حولها بإذن الله تعالى، أما الذين يتساءلون عن جدوى قتال الدولة الإسلامية ومشروعها في بيئة يمثل فيها النصارى أغلبية ساحقة، فإنهم لا يعون طبيعة دين الإسلام ولا يعرفون كيف سار الأنبياء وأتباعهم، الذين أرسلهم الله تعالى في بيئات تعج بالكفر من كل نواحيها، بل ما أرسلهم الله تعالى وهم أفراد قلائل إلا ليغيروا واقع الكفر ليعود محكوما بحكم الله الحكيم، فدعوة جنود الدولة الإس،لا،مية في الكونغو، وغيرها من البلدان، هي دعوة الأنبياء لا غير، يبذلون فيها ولأجلها جهدهم وأنفسهم وأموالهم لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ولو بالسلاسل والقوة بل إن محيطهم الذي أكثره على غير ملة الإسلام يتطلب منهم جهودا مضاعفة وحثيثة لإيجاد مواطئ أقدام أقوى وأشد تأثيرا لبناء صرح الإسلام في تلك البلدان الغارقة في الكفر.

• افتتاحية النبأ الجهاد في الكونغو" 448
...المزيد

الزاد في الحث على الجهاد • الباب الثاني: فضل الجهاد والمجاهدين في سبيل اللّٰه (الجزء ...

الزاد في الحث على الجهاد

• الباب الثاني: فضل الجهاد والمجاهدين في سبيل اللّٰه (الجزء الثالث)

• يقول الإمام ابن النحاس - رحمه الله - قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) [التوبة: 111].

الله أكبر يا له من عقد، والله ما أربحها من بيعة، يقول صاحب الظلال تعليقاً على هذا النص القرآني الكريم:
"إِنَّهُ نَصُّ رَهِيبٌ! إِنَّهُ يَكْشِفُ عَنْ حَقِيقَةِ الْعَلَاقَةِ الَّتِي تَرْبُط الْمُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ، وَعَنْ حَقِيقَةِ الْبَيْعَةِ الَّتِي أَعْطَوْهَا - بِإِسْلَامِهِمْ - طَوَالَ الْحَيَاةِ.

فَمَنْ بَايَعَ هَذِهِ الْبَيْعَةَ وَوَفى بها فَهُوَ الْمُؤْمِنُ الْحَقُّ الَّذِي يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ وَصَفَ (الْمُؤْمِنِ) وَتَتَمَثَّلْ فِيهِ حَقِيقَةُ الْإِيمَانِ.
وَإِلَّا فَهِيَ دَعْوَى تَحْتَاجُ إلَى التَّصْدِيقِ وَالتَّحْقِيقِ!

حَقِيقَةُ هَذِهِ الْبَيْعَةِ - أَوْ هَذِهِ الْمُبَايَعَةِ كَمَا سَمَّاهَا اللهُ كَرَمًا مِنْهُ وَفَضْلًا وَسَمَاحَةً - أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدِ اسْتَخْلَصَ لِنَفْسِهِ أَنْفُسَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَمْوَالَهُمْ، فَلَمْ يَعُدْ لَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ، لَمْ يَعْدُ لَهُمْ أَنْ يَسْتَبْقُوا مِنْهَا بَقِيَّةً لَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِهِ. لَمْ يَعْدُ لَهُمْ خِيَارٌ فِي أنْ يَبْذُلُوا أَوْ يُمْسِكُوا، كَلَّا، إِنَّهَا صَفْقَةٌ مُشتراةٌ، لشاريها أن يتصرف بِهَا كَمَا يَشَاءُ، وَفْقَ مَا يفرض ووفق ما يُحَدِّدُ، وَلَيْسَ لِلْبَائِعِ فِيهَا مِنْ شَيْءٍ سِوَى أَنْ يَمْضِي فِي الطَّرِيقِ الْمَرْسُومِ، لَا يَتَلَفّتْ وَلَا يَتَخَيَّرُ وَلَا يُنَاقِش ولا يُجَادِلُ، وَلا يَقُولُ إِلا الطَّاعَةَ وَالعَمَل والاستسلام، وَالثَّمَنُ: هُوَ الْجَنَّةُ، وَالطَّرِيقُ: هُوَ الْجِهَادُ وَالْقَتْلُ وَالْقِتَالُ، وَالنَّهَايَةُ هِيَ النَّصْرُ أو الاستشهاد". انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) [محمد: 7]، فهذا شرط اشترطه الله عز وجل على المؤمنين أن ينصرهم إذا نصروه ونصروا دينه في أنفسهم وفيمن حولهم، وهي كقوله تعالى: ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ) [الحج: 40] فمن أراد النصر فعليه أن يحقق الشرط أولاً، فيتقي الله في نفسه وفيمن حوله، ولا يشرك مع الله أحداً، ولا يقعد عن أوامر اللّٰه، ولا يقعد عن نصرة دين اللّٰه، فإذا حقق الشرط فليثق بوعد الله عز وجل الذي لا يخلف الميعاد، وهو أنه أن اللّٰه عز وجل ناصره لا محالة، وقد أكد اللّٰه عز وجل هذا المعنى في عدّة مواضع في كتابه عز وجل، فقال تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ) [النور: 55]، وقال تعالى: ( وَلَقَدۡ سَبَقَتۡ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلۡمُرۡسَلِینَ (171) إِنَّهُمۡ لَهُمُ ٱلۡمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ) [الصافات: 171-173]، وقال تعالى: ( كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِیۤۚ ) [المجادلة: 21]

وغيرها من الآيات التي تؤكد هذا المعنى، أن نصر الله مشروطٌ بنصر دينه أولاً.
إذاً إخوتي الكرام فمفتاح النصر في أيدينا لكن قلّ من ينتبه إليه، فلئن ذكرْنا اللّٰه ذكرَنا في ملأ خير من ملأنا، ولئن تقرّبنا منه شبراً تقرب إلينا ذراعاً، ولئن نصرناه نصرنا، فعطاء الله بلا حدود، ونصره بلا قيود.

• مقتطفات من سلسلة الزاد في الحث على الجهاد الصادرة عن إذاعة البيان التابعة للدولة الإسلامية بتصرف يسير
...المزيد

• ضوابط الإكراه عند السلف - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ ...

• ضوابط الإكراه عند السلف

- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ: عَلِيِّ بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بن الخطاب [لَيْسَ الرَّجُلُ بِأَمِينِ عَلَى نَفْسِهِ إِنْ أَجَعْتَهُ، أَوْ أَخَفْتَهُ أَوْ حَبَسْتَه وفي رواية أخرى أو ضربته].
[مصنف ابن أبي شيبة ٤٩٣/٥، ومصنف عبد الرزاق]


- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ :[لَيْسَ الرَّجُلُ أَمِينًا عَلَى نَفْسِهِ إِذا أَجَعْتَهُ، أَوْ أَوْثَقْتَهُ، أَوْ ضَرَبْتَهُ].
[مصنف عبد الرزاق الصنعاني ٤١٧٦]

• وقد اعتمد الأئمة على حديث عمر هذا كأصل في المسألة مثل شريح القاضي التابعي وأحمد ومالك والشافعي وسفيان:

- الإمام أحمد وإسحاق:
قلت لأحمد: رجل أمر رجلاً أن يقتل مسلمًا فقتله؟
قال: لا يقاد منه، وعليه أدب ينكَّل به.
قال إسحاق: كما قال، إلا أن يكون حين أمره أعانه على ضبطه، فأمسكه عليه حتى قتله، فحينئذ يُقتَلان جميعًا.
قلت: قول عمر «ليس الرجل بأمين على نفسه إذا أجعته، أو ضربته، أو حبسته».
قال: إذا أقر على هذا لم يؤخذ به.
قال إسحاق: كما قال.
[مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه ۳۷۰۳/۷]

- قال أحمد: وحدُّ المُكره: إذا كان يخاف القتل أو ضرباً شديدا.
قال إسحاق: هو كما قال بلا شك.
[مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه ١٥٨٧/٤]

- التابعي شريح القاضي:
حَدَّثَنا أبوُ بكْرٍ قالَ: حَدَّثَنا وكِيعٌ، عَنِ المَسْعُودِيَّ، عَنِ القاسِمِ ،عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: القَيدُ كَرْهٌ، والسِّجْنُ كَرْهٌ، والوَعِيدُ كَرْهٌ.
[مصنف ابن أبي شيبة ٤٩٣/٥]

- الإمام مالك:
قُلْتُ: وَكَيْفَ الإِكْرَاهُ عِنْدَ مَالِكٍ؟
قال: الضَّرْبُ والتَّهْدِيدُ بِالقَتْلِ والتَّهْدِيدُ بِالضَّرْبِ، وَالتَّخْوِيفِ الَّذِي لَا شَكٍّ فِيهِ.
قلت: فَالسِّجْنُ إِكْرَاهُ عِنْدَ مَالِكٍ؟
قالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِن مَالِكٍ وَهُوَ عِنْدِي إِكْرَاهُ.
[المدونة ٤٣٦/٢]

- الإمام الشافعي:
قالَ الشَّافِعِيُّ : قَالَ اللهُ تعالى{ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ } [النحل ١٠٦]
قال الشَّافِعِيُّ: وَلِلْكُفْرِ أَحكام كَفِراقِ الزَّوْجَةِ، وأَنْ يُقْتَلَ الكَافِرُ ويُغْنمَ مالُهُ فَلَمَّا وَضَعَ اللَّهُ عَنْهُ سَقَطَتْ عَنْهُ أَحْكَامُ الإِكْرَاهِ عَلَى القَوْلِ كُلَّهِ، لأنَّ الأَعْظَمَ إِذا سَقَطَ عَنْ النَّاسِ سَقَط ما هُوَ أَصْغَرُ مِنهُ وما يَكُونُ حُكْمُهُ بِثُبُوتِهِ عَلَيْهِ.
قال الشَّافِعِيُّ: والإِكْراهُ أَنْ يَصِيرَ الرَّجُلُ فِي يَدَيَّ مَن لا يَقْدِرُ عَلى الامتناعِ مِنهُ مِن سُلْطَانٍ أَوْ لِصٍّ أَوْ مُتَغَلِّبٍ عَلَى وَاحِدٍ مِن هَؤُلاءِ ويَكُونُ المُكْرَهُ يَخَافُ خَوْفًا عَلَيْهِ دَلالَةٌ أَنَّهُ إِنْ امْتَنَعَ مِن قَوْلِ ما أُمِرَ بِهِ يَبْلُغَ بِهِ الضَّرْبُ المُؤلِّمُ أَوْ أَكْثَرُ مِنْهُ أَوْ إِتْلَافُ نَفْسِهِ.
[الأم للشافعي ٢٤٠/٣]
...المزيد

فُصُول الْآدَاب وَمَكَارِم الْأَخلَاق الْمَشْرُوعَة • فَصلٌ وَلُبْسُ الْحَرِيْرِ مُحَرَّمٌ ...

فُصُول الْآدَاب وَمَكَارِم الْأَخلَاق الْمَشْرُوعَة

• فَصلٌ
وَلُبْسُ الْحَرِيْرِ مُحَرَّمٌ عَلَى الْرِّجَالِ، مُبَاحٌ لِلْنِّسَاءِ

وَكَذَلِكَ التَّحَلِّي بِالذَّهَبِ حَتَّى الخَاتَمِ، وَلَو بِقَدْرِ عَيْنِ الجَرَادَةِ، وَلَا يُكْرَهُ لُبْسُ الخَزِّ الَّذِي يَشُوْبُهُ الوَبَرُ، وَكَذَلِكَ القَبَاطِيُّ الَّذِي يَكُوْنُ القُطْنُ فِيْهِ أَكْثَرَ مِنَ القَزِّ.

وَلَا يَجُوْزُ جَعْلُ الصُّوَرِ فِي الثِيَابِ، وَلَا المَفَارِشِ وَالسُّتُوْرِ، وَهُوَ مَا كَانَ عَلَى صُورَةِ حَيَوَانٍ لِأَنَّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: « لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيْهِ صُوْرَة ». وَالاخْتِيَارُ: التَّخَتُمُ فِي اليَسَارِ، وَإِنْ تَخَتَّمَ فِي اليَمِيْنِ فَلَا بَأْسٍ. وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَجُرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاء وَبَطَرًا.

وَدُخُولُ الحَمَّامِ جَائِزٌ لِلرِّجَالِ بِالمَيَازِرِ السَّاتِرَةِ وَيُكْرَهُ لِلنِّسَاءِ؛ إِلَّا مِنْ عِلَّةٍ وَحَاجَةٍ. وَلَا بَأْسَ بِالخِضَاب بِالحِنَّاءِ، وَهُوَ يُسْتَحَبُّ وَكَذَلِكَ الْكَتَمُ وَيُكْرَهُ بِالسَّوَادِ.

وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَخْلُوَ الرّجُلُ بِامْرَأَةٍ لَيْسَتْ لَهُ بِمَحْرَمٍ وَلَا يَجْتَمِعُ رَجُلَانِ وَلَا امْرَأَتَانِ عَرْيَانَيْنِ فِي فِرَاشٍ وَاحِدٍ، وَلَا إِزَارٍ وَاحِدٍ.

وَلَا يَجُوْزُ تَعَمُّدُ حُضُورِ اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ، وَلَا شَيْءٌ مِنَ المَلَاهِي المُطْرِبَةِ، كَالطَّبْلِ وَالزَّمْرِ، وَخُصَّ مِنْ ذَلِكَ الدُّفُ لِلنّكَاحِ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: « أَعْلِنُوا النِّكَاحَ، وَاضْرِبُوْا عَلَيْهِ بِالدُّفِّ ».

وَلَا بَأْسَ بِالرُّقْيَةِ بِأَسْمَاءِ اللّٰهِ تَعَالَى وَالْتَعْوِيْذُ بِهِ.

• فَصلٌ
وَالتَّدَاوِي بِالحِجَامَةِ وَالفَصْدِ وَالكَيِّ وَشُرْبِ الأَدويَةِ جَائِزٌ، وَلَا يَجُوزُ التَّدَاوِي بِمُحَرِّمِ وَلَا نَجِسٍ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ كَرَاهَةُ الكَيِّ وَقَطْعِ العُرُوْقِ، وَالرِّوَايَةُ الأُوْلَى أَصَحُّ.

• فَصلٌ
وَمَنْ رَأَى مِنَ الحَيَّاتِ شَيْئًا فِي مَنْزِلِهِ فَلْيُؤْذِنْهُ ثَلَاثًا، إِنْ بَدَا لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ قَتَلَهُ، وَقَدْ قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدٌ - رضي الله عنه - إِنْ كَانَ ذُو الطُفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرُ قَتَلَهُ، وَلَمْ يُؤْذِنْهُ.

وَذُوْ الطُّفَّتَيْنِ: الَّذِي بِظَهْرِهِ خَطٌّ أَسْوَدٌ وَالأَبْتَرُ: الغَلِيْظُ القَصِيرُ الذَّنَبِ.

وَصِفَةُ القَوْلِ الَّذِي يُوْذِنُهُ: اِمْضِ بِسَلَامِ، أَوِ اذْهَبْ بِسَلَامٍ.

• تأليف: الإمام العلامة أبي الوفاء علي بن عقيل بن عبد الله البغدادي الظفري المتوفى سنة 513 ه
...المزيد

معركة الجماعة والفصائل (3) • ممّا يميّز الشّام عن غيرها من الساحات، أنّ الصراع بدأ مع الطاغوت ...

معركة الجماعة والفصائل (3)

• ممّا يميّز الشّام عن غيرها من الساحات، أنّ الصراع بدأ مع الطاغوت وليس في البلاد أي فصائل أو أحزاب أو تجمّعات حقيقيّة، وهذا الأمر كان فألاً حسناً - ولا شك - لو أمكن توجيهه إلى تكوين جماعة المسلمين التي تخوض الجهاد ضد الطاغوت صفّاً واحداً، ولكن تأخُّر المجاهدين في إدراك المدى الذي سيبلغه الصراع، وشدة القبضة الأمنيّة للنظام النصيري، أدّيا إلى التأخر في إثبات المجاهدين حضورهم على الأرض، حيث كانت الفصائل قد بدأت تتشكّل، ووجد كلٌ منها لنفسه بوّابة لتلقّي الدعم، ما أجبر جنود الدولة الإس، لامية على دخول الساحة رغم تشابكاتها وعدم وضوح أطراف النزاع فيها، ومحاولة تأجيل الصراع مع الأطراف المعارضة للنظام.

• التنسيقيّات أول أشكال التجمّعات في الشام

مع بداية العمل المضاد للنظام النصيري الذي غلب عليه نشاط المظاهرات والاعتصامات، ظهر مصطلح التنسيقيّات، كتسمية باتت مجموعات من "الثوار" تطلقها على نفسها، هذه التنسيقيّات كانت تقوم بعمليات حشد المتظاهرين وتنظيم المظاهرات وتغطيتها إعلاميّاً عن طريق التصوير والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، لتكتسب مع الوقت صفة الواجهة الإعلامية وحتى السياسيّة للمتظاهرين الذين تدفعهم الحماسة والحميّة للمشاركة في التظاهرات والقبول ببروز "قادة الحراك الثوري" على أكتافهم، فالفكرة السائدة لديهم أن هذه المظاهرات وهذا "الحراك الثوري" سيسقط النظام النصيري خلال أسابيع أو شهور على حدٍّ أقصى.

مع استمرار حالة "الحراك الثوري" لفترة طويلة من الزمن دون أن يتزحزح النظام، باتت التنسيقيّات تنتقل إلى حالة أكثر تنظيماً عن طريق دخول الداعمين على الخط، وهم في الغالب من رجال الأعمال الذين بدؤوا باجتذاب "التنسيقيّات" إليهم عن طريق تقديم الدعم بتوفير أجهزة التصوير والبث الفضائي والاتصالات، وصولاً إلى تمويل المشافي الميدانيّة لمعالجة المتظاهرين بل والتكفّل بإخراجهم للعلاج في المناطق الآمنة، وقليل من هؤلاء الداعمين كان يعمل بجدية لقضيّة إسقاط النظام النصيري فقط، والغالب منهم من كان يحسب مقدار ما سيجنيه من قوّة ونفوذ لقاء كل ليرة يدفعها من جيبه أو تمر عبر يده، وذلك كما أسلفنا لأن الغالب على التفكير آنذاك أن النظام لن يستمر طويلاً، وبالتالي تسابق أصحاب النفوذ، ووكلاء الأحزاب، وأهل الارتباطات الدوليّة لتعزيز نفوذهم في صفوف "الثوار" عن طريق امتلاك ناصية أكبر قدر ممكن من "التنسيقيّات" كونها الواجهات المشهورة "للثوار"، فبدأت محاولات جمع التنسيقيّات في أطر أوسع تحت مسمّيات مختلفة من قبيل "تجمّعات الأحرار" أو "مجالس قيادات الثورة" أو "اتحادات التنسيقيّات" أو "لجان التنسيق" أو "المجالس الثوريّة" وغيرها من الأسماء أو الأوصاف التي زُعم أن الغاية منها تنظيم "العمل الثوري" وحشد القوى بشكل أفضل لتسريع عمليّة إسقاط النظام، وفي الحقيقة كانت تُخفي تحتها مساعي بعض النافذين والمدعومين من قوى محلّية أو خارجيّة لاكتساب نفوذ في صفوف المعارضة، والاستفادة من هذا النفوذ مستقبلاً في تحصيل المكاسب في أي عملية سياسيّة ستجري بعد سقوط النظام، أو على الأقل تحصيل حصّة من الدعم الخارجي الذي كثر الكلام حول إمكانية تقديمه من قبل بعض الدول إلى "الثورة السوريّة"، ومما يثبت ذلك التزامن بين مرحلة التجمّعات هذه وتشكيل مجالس المعارضة في الخارج بدعم من عدّة دول، في سعي من كلٍّ منها لإيجاد قوة تعزّز من نفوذها في داخل "سوريا" في مرحلة ما بعد إسقاط النظام النصيري، بناءً على الفخ السياسي الذي وقع فيه المتظاهرون، وأصحاب التنسيقيّات، وداعموهم، وهو أن النظام سيسقط سريعاً.

فمن لم يكن له دعم من قوى خارجيّة أو حضور إعلامي قوي أو اسم معروف في صفوف المعارضة في الخارج، كان الطريق الوحيد أمامه للظهور والمشاركة في الاجتماعات والمؤتمرات هو إثبات القوّة في الداخل عن طريق ادعاء تمثيل المتظاهرين و"الحراك الثوري" عن طريق تجمّعات التنسيقيّات التي سبق الحديث عنها.

• اللصوص يستعجلون القسمة

وهكذا ظهر كلٌّ من "المجلس الوطني" و"الائتلاف الوطني"، ووُزِّعت المقاعد فيهما على "معارضي الخارج" المدعومين من دول أو منظمات وأحزاب، و"معارضي الداخل" الذين سافروا إلى تركيا لاستلام المناصب باسم المتظاهرين، وكانوا مجموعة من الكذّابين، الذين لا تأثير لهم على الداخل، وليس وراءهم أي مجموعات أو فصائل فاعلة على الأرض، ومصادر قوّتهم تنحصر في الارتباط بمخابرات الطواغيت في دول الجوار، والحضور الذي تؤمّنه لهم وسائل إعلام الطواغيت على الشاشات، والدعم المالي الذي تمر قنواته من تحت أيديهم فيسرقون منه الكثير، وما يتبقّى منها يقوّون به نفوذهم عن طريق ابتزاز "معارضي الداخل" فيكونون تبعاً لهم، كيف لا وهم الذين كانوا يلعبون دوماً دور الساذج الذي يصعد جميع اللصوص على كتفه ليصلوا إلى مآربهم.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 4
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (3)
...المزيد

معركة الجماعة والفصائل (3) • كان المتظاهرون كأفراد يعملون بطريقة عشوائية، فهم يصرخون "الشعب يريد ...

معركة الجماعة والفصائل (3)

• كان المتظاهرون كأفراد يعملون بطريقة عشوائية، فهم يصرخون "الشعب يريد إسقاط النظام" ويموتون في سبيل ذلك دون أن يعرف أغلبهم ماذا سيأتي بعد إسقاطه؟ أو ما هو شكل النظام الذي يجب أن يبنى بعد إسقاط هذا النظام؟

وجاء أهل التنسيقيّات فوجد بعضٌ منهم في هذه "الثورة" فرصة للشهرة والظهور الإعلامي، فصعدوا على أكتاف المتظاهرين السذج لينالوا ألقاب "قادة الحراك الثوري" وما شابه ذلك مقابل تقديم خدمة الترويج الإعلامي لنشاطاتهم، وبمقدار ما يتوفّر لدى هذه التنسيقيّة أو تلك من قدرة على تصوير المظاهرات وإيصالها إلى الفضائيات وبحسب عدد متابعي صفحاتها على شبكات التواصل، ووجد الانتهازيّون في سذاجة "أهل التنسيقيّات" ورخص الثمن الذي يطلبونه مقابل عملهم والمتمثّل بالشهرة والظهور الإعلامي فرصة في تحقيق النفوذ والقوة في صف المعارضة التي كان يجري تنظيمها في الخارج، فقاموا بدعم البعض من "أهل التنسيقيّات" بالوسائل التي تساعدهم في عملهم، لقاء الحديث باسمهم في الخارج، وقبض المعونات والدعم المالي باسمهم من الجهات الداعمة.

وهكذا نشأت التجمّعات "الثوريّة" التي قدّمت نفسها كممثل عن أهل الشّام عموماً، وهيأت نفسها لتقاسم السلطة في دمشق بعد "رحيل النظام"، وتشكّل كلّ من "المجلس الوطني" و"الائتلاف الوطني" على أساس هذه التجمّعات التي نال كلٌّ من تلك التجمعات عدداً من المقاعد فيهما.

شُكّل "المجلس" و"الائتلاف" على أسس علمانيّة ديموقراطيّة شركيّة، وقَبِلت التجمّعات بالدخول في هذه الكيانات الشركيّة، رغم أن الكثير من "أهل التنسيقيات" و"قادة التجمّعات" كانوا يقدّمون أنفسهم على أنّهم "إسلاميّون" يريدون إسقاط (بشار الأسد) ليقيموا الدولة الإس، لامية، فإذا بهم مع أول فرصة للحصول على ما يشبه المنصب يسقطون في شرك الديموقراطيّة وموالاة العلمانيّين والملحدين، مع التبرير بنفس الأسلوب الذي تستخدمه كل الأحزاب التي سقطت في أوحال المجالس من قبلهم، وهو عدم ترك الساحة بيد العلمانيّين، وضرورة وجود "الأمناء" داخل هذه المجالس كي يمنعوا اللصوص من سرقة المعونات وضمان إيصالها للمحتاجين في الداخل، وغير ذلك من التبريرات السخيفة.

اختفت التنسيقيّات بتصاعد العمل المسلّح ضد النظام، وظهرت مكانها الكتائب المسلّحة على الأرض، أمّا "أهل التنسيقيّات" فقد تحوّل قسم منهم إلى قادة عسكريّين، وقسم آخر كان منذ زمن من خلف الحدود يلعب دور السياسي، وقسم منهم رضي أن يقتصر نشاطه على العمل الإغاثي ما دام يؤمِّن له قوت يومه ويسدّ رمقه.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 4
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (3)
...المزيد

• إسقاط الطائرة الروسية "تحليل للتغطية الإعلامية" كان العالم يترقب ردّ الدولة الإسلامية على ...

• إسقاط الطائرة الروسية "تحليل للتغطية الإعلامية"

كان العالم يترقب ردّ الدولة الإسلامية على التدخّل الروسي في ساحة الصراع الرئيسيّة معهم في الشام، أو في المناطق الحيويّة لروسيا في داخل حدودها أو في المناطق الهامشيّة منها، التي تضمّ دول الاتحاد السوفيتي السابق، خاصّة مع وجود المئات من مجاهدي القوقاز وآسيا الوسطى في صفوف جيش الخلافة، بل والإعلان عن تأسيس ولاية القوقاز في مناطق التماس المباشر مع الجيش الروسي الذي يحتل تلك المناطق، وكذلك تواجد جنود الدولة الإسلامية في ولاية خراسان على مقربة من منطقة النفوذ الروسي في آسيا الوسطى، وتواجد الكثير من المجاهدين من تلك الدول في خراسان بعد بيعة (الحركة الإسلامية في أوزبكستان) للدولة الإسلامية، وكانت التوقعات عن شكل الرد تدور حول هجوم استشهادي أو انغماسي أو هجمات بالعبوات والسيارات المركونة تستهدف رعايا روسيا ومصالحها الحيوية، ولكن الرد جاء مفاجئاً للعالم كلّه بل وحتّى لكثير من جنود الدولة الإسلامية، ومختلفاً عن كل التوقعات التي طرحها المحللون والخبراء.

ففي صبيحة يوم السبت 17 محرم أعلنت وسائل الإعلام عن سقوط طائرة تحمل 224 روسيّاً في وسط سيناء، دون أن تشير الأنباء لأيّ فرضية حول سبب سقوط الطائرة، ربّما بسبب التركيز على البحث عن حطامها، وعلى العثور على ناجين من بين ركابها، وبعد ذلك بساعات قليلة أصدر المكتب الإعلامي لولاية سيناء بياناً يعلن فيه مسؤولية جنود الدولة الإسلامية في الولاية عن إسقاط الطائرة، معلنين في الوقت نفسه أن العمليّة جاءت ردّاً على القصف الروسي على المسلمين في الشام.

المميّز في التغطية الإعلامية لوسائل إعلام الطواغيت لخبر إسقاط الطائرة بعد إعلان الدولة الإسلامية لمسؤوليتها عن ذلك، أنّ هناك تغيّراً كبيراً في طريقة التغطية وأسلوبها عما كان شائعاً في تغطية الأخبار المماثلة سابقاً والتي تتضمن الحديث عن استهداف مصالح غربيّة أو قتل رعايا الدّول الصليبيّة على يد المجاهدين، هذا التغيّر يمكن تلخيصه فيما يلي:

١) كانت التغطيات الإعلامية فيما سبق تركّز على تجريم العمليّات المماثلة، وادّعاء مخالفتها للإسلام، وإظهار منفّذيها على أنّهم مجرمون يقتلون "الأبرياء"، ولكن في حالتنا هذه، استضافت معظم وسائل الإعلام متحدّثين يركزون على عدم التعاطف مع القتلى من الروس، مبرّرين ذلك بجرائم روسيا في الشام، وربّما يكون السبب وراء ذلك هو الانسياق وراء الرغبة الغربيّة في إقناع الروس أن دخولهم إلى جانب (بشار الأسد) سيكلّفهم الكثير من الخسائر.

٢) بالرغم من حاجة وسائل الإعلام التابعة للصليبيّين والطواغيت العرب إلى إيصال رسالة أن حربهم في الشام ستجرّ عليهم خسائر لا يتوقّعونها، فإنّ إعطاء الفضل للدولة الإسلامية في ذلك أمر لا يمكن أن تتقبّله وسائل الإعلام تلك، لذلك سعت منذ اللحظات الأولى لصدور بيان ولاية سيناء إلى إنكار حقيقة إسقاط الدولة الإسلامية للطائرة، والتركيز على تكذيب البيان، مستخدمين في ذلك طريقة خبيثة، وهي إشغال أذهان المتابعين بالهدف الخاطئ، حيث كُثِّف الكلام على أن إسقاط الطائرة يكون بصاروخ محمول على الكتف من نوع (إيغلا) أو (ستريلا)، حتى يرسخ في ذهن المتابع أنّ هذه الطريقة هي الوحيدة التي يمكن بها إسقاط طائرة، ثم ينتقل المتلاعبون بالعقول إلى المرحلة الثانية وهي نفي إمكانية سقوط هذه الطائرة الروسية بصاروخ محمول على الكتف، وذلك عن طريق إيراد معلومات حقيقية عن إمكانيات هذه الصواريخ رغم أنّها لا تطابق بالضرورة حالة هذه الطائرة، وجرى ترديد خبر لا يُعلم مدى مصداقيته أن الطائرة سقطت من ارتفاع (٣١٠٠٠ قدم = ١٠ كم تقريباّ)، لينطلق "المحلّلون" من هذه المعلومة إلى أن أقصى مدى لصواريخ (إيغلا) و(ستريلا) لا يبلغ هذا الارتفاع الشاهق، كل هذا ليشغلوا ذهن المتابع عن حقيقة أن الدولة الإسلامية لم تعلن بأي شكل أنّها أسقطت الطائرة بصاروخ مضاد للطائرات من أي نوع.

ولكن الذي أسقط هذه الدعوى، هو الاحتمالات البديلة لأسباب سقوط الطائرة، والتي ستتمحور حول أحد احتمالين:

الأول: سقوط الطائرة باستبعاد احتمال تعرّضها لأيّ هجوم، وبالتّالي سيُفسَّر السقوط بأنّه نتيجة لأعطال فنيّة في جسم الطائرة تسبّبت في سقوطها، ما يعني -ولا شك- تحمّل شركة الطيران المالكة أو المشغّلة للطائرة المسؤولية عن عدم صلاحيتها للطيران، وقد جرى الترويج لتسريبات عن مشاكل فنيّة في الطائرة نقلاً عن موظّفين في الشركة نفسها لتأكيد هذا الاحتمال.

وهذا ما ستدفعه الشركة عن نفسها لحماية سمعتها، وتجنّب الخسائر المؤكّدة الناتجة عن ضياع حقّها في التعويضات من شركات التأمين، ودفع تعويضات للمتضرّرين ولأهالي الضحايا، وعزوف المسافرين عن شراء تذاكرها، وغير ذلك من التكاليف التي قد تهدّدها بالإفلاس، بل وتؤثّر على سمعة شركات الطيران الروسية بالعموم.

صحيفة النبأ – العدد 4
السنة السابعة - السبت 24 محرم 1437 هـ
مقال:
إسقاط الطائرة الروسية
"تحليل للتغطية الإعلامية"
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً